الباب العالي ... !


قال شوقي :

لقد وضعته وهاجـا" منيرا" **** كما تلـد السماوات الشهابا
فقام على سـماء البيت نورا" **** يضيء جبال مكة والنقابا
وضاعت يثـرب الفيحاء مسـكا **** وفاح القاع أرجاء وطابا

وقال العلامة العارف بالله محمد بن سعيد البوصيري :

وبات ايوان كسـرى وهو متصدع **** كشمل اصحاب كسرى غير ملتئم
والنار خامدة الأنفاس من أسف **** عليه والنهر ساهي العين من سدم

قد يأخذنا التأمل بدلالات معجزات الخالق الجبار حين مولد المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام الى التفكر بتجلي حول أسباب انشقاق ايوان كسرى وانطفاء نار المجوس في امبراطورية فارس دون امبراطورية الروم أو غيرها ، وكأنه جل وعلى يخبرنا وهو عالم الغيب والشهادة بمدى السوء الذي تضمره تلك الأمبراطورية وقومياتها للرسالة المحمدية المطهرة التي شقت رمز عزتها وازدهارها وهو الأيوان المعروف لملك مازال الكثير من أبناء الفرس يبجلونه ويفتخرون به خصوصا في أيام اعياد النوروز وطقوس عبادة نار المجوس

وكان سوء وضرر الفرس على الأسلام والمسلمين ملموسا بل كبيرا ... وكان الجميع يتلمسه كل حين في تصرفات غير محسوبة لأنظمة تعاقبت على حكم بلادهم ... وبالرغم من أن العرب قد تعاملوا مع القوميات الفارسية بأخوة في بعض الأحيان وبالتي هي أحسن في أحيان أخرى ... على اعتبار أنه لا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى ... إلا أن ديدن أولائك كان وما زال هو اللعب على المتناقضات والتدخل بالشأن العربي الخاص واثارة البلبلة والمشاكل والأعتداء المباشر وغير المباشر والأعداد المتواصل لأجراءات تضعف أمة العرب وتنخرها داخليا باثارة الفرقة والبدع بين مذاهب المسلمين المباركة النقية ... لا لشيء كما يتصور المطلع عن قرب إلا للثأر على امبراطوريتهم ( العظيمة ) الزائلة التي كانت نهايتها قد دنت عند مولده عليه أفضل الصلاة والسلام ... وهذا شاعرنا الكبير أحمد الصافي النجفي يخاطبهم وفق ما يرى فيهم من سوء مبطن لأمة العرب ، بالرغم من أنه يتدين بمذهب ما زال أبناء فارس يدعون أنهم يتبعوه وينصروه ويقول لهم :

دككنا عروشَ المستبدين فيكُمُ
فلم ترضوا والعبد يستعذب الظلما

عرضنا لكم دينا" به الناسُ تستوي
وما خصً بالتفضيل عُربا" ولا عجما

فأنكرتم دينَ المساواةِ خسـّة"
ولمـّا انتضينا السيفَ آمنتمُ رغما

فلم يستطع أن يغسل الدينُ عنكمُ
طباعَ جدود تعبد النار والفحما

من ذلك على كل أنظمة الحكم في بلاد فارس وملاليها أن يعلموا أنهم بتمسكهم بذلك الماضي الخبيث الزائل والأعداد المؤكد في أزقة الظلام للأعتداء على العربية السعودية قد تجاوزوا كل الخطوط الحمراء و ( الصفراء ) التي رسمها لهم العرب والمسلمون منذ كان الأيوان وكانت النار ... وعليهم أن يعلموا أيضا أن أرض الرسالة وقلعة الأسلام والعروبة و ( بابها العالي ) يكفيها أن تلمح وبدون أشارة الى أن ضرر محدق بها قد يأتي من الشرق ... وسيروا كيف تهب الحشود من مشارق الأرض ومغاربها للدفاع يدا بيد مع أبناء المملكة ضد ما تضمروه وتعدوه من اعتداء وخلط في الأوراق خصوصا بعد تسارع الأحداث في منطقتنا بما لا يخدم سياساتكم ومصالحكم وثورتكم الأسلامية المزعومة وقرب انهيار ( محوركم ) الذي مددتوه عبر العراق و( سوريا ) الى جهات أخرى

أستوجب هنا الترحم على ( صكاركم ) الذي كان هو الترياق الحقيقي لكل سمومكم ... لولا خطأه الفادح ونزوته الداخلية الغريبة بأحتلال الكويت العربية المستقلة التي أضعفت البيت العربي وأعطتكم امكانات بناء قوتكم المزعومة على ارهاصات وتناقضات تلك القضية ... ولكنا نتصوره الآن وقد وصلت الى أسماعه رحمه الله مؤامرتكم الدنيئة لأغتيال سفير المملكة في واشنطن ... وقد ظهر من على شاشات التلفزيون ببزته العسكرية المعروفة ليقول كلمتان لا غيرها ... كلمتان قد تجعل نجادي ( يفعلها ) على نفسه من شدة الخوف