وجدنا الحل ... القضية محتاجة ( كشـوان ) !



كلمة ( كشوان ) بلغة أهل العراق هو من يمتهن مهنة الحفاظ على القنادر والنعل ( جمع نعال ) والصنادل ( أجلكم الله ) في غرفة صغيرة مرتبة تقع في باب مزاراتنا الدينية أو مساجدنا الكبيرة ... خوفا عليها من السرقة أو الضياع ، فقد كثر سراق القنادر في دولة نفطية مثل العراق ... تلك المهنة أعطت مكانة وهيبة للكشوان بأن يستغل عمله الذي يزكم الأنوف ويضيف اليه عمل الأدعية والحروز والحجب مقابل ثمن ليس بالقليل بعد أن وجد أن المساكين من خلق الله وجهلة نظامنا الجديد قد منحوه مكانة روحية ( ايمانية ) كبيرة لم يصل لها حتى الأسكافي وهو ( مصلـّح القنادر ) أو ما يسمى بالقندرجي ... وكما قال الأستاذ خلدون جاويد :

يا أيها الكشوان شغلك لم يعد **** بين الرفوف محافظا يتفنن’
يا أيها الكشوان صرت بمنبر **** تتلو تحرّم تســتبيح تقرئِن’

في نظام العراق ( البرلماني ) الديموقراطي الجديد وجد بعض أبناء الشعب الأحرار أن ذلك النظام لم يعد بالأمكان وصفه برلمانيا أبدا لعدم وجود معارضة برلمانية فيه تقوّم عمل الحكومة وتراقب زلاتها وأخطائها ومن بعد ذلك تحاسبها حسابا عسيرا كما هو حال معظم برلمانات العالم ... فاتجهوا الى أضعف الأيمان بأبتكار مشهود وعملي وهو أستخدام القنادر للتعبير عن الأعتراض والأمتعاض والأنقباض ... فقد ( أكل ) أول رئيس حكومة بعد الأحتلال زوج قنادر من القياس الكبير وهو يزور أحد المراقد الدينية في محافظة النجف ... ثم تبعه زميله ( المنتخب ) وأكل واحدا مشهورا وهو يقف الى جانب رئيس أكبر دولة في العالم ... وختمها قبل أيام منظـّر الأحتلال ورمزه الكاذب عندما أتاه واحدا بأصابة مباشرة في محاضرة كان يلقيها في لبنان في ندوة كانت برعاية حزب الله ... وكثير منها وممن حصلوا عليها لم يتطرق لهم الأعلام لا من قريب ولا من بعيد ... بحيث أصبح لدينا يقين أنه لايوجد سياسيون في العالم أكلوا قنادر بقدر بعض سياسيوا العراق الجديد ورموزه ( الكبيرة )

قال بعض الأحرار ... بعد أن درسوا آفاق ونتائج تلك ( الرميات ) التي أصابت أهدافها بدقة ... ان الموضوع بحاجة الى تعميم وتوسيع ... بحيث تكون غرف الكشوان من البنى التحتية المهمة في بنايات مجلس الوزراء ورئاسة الجمهورية وهيئة المسائلة والعدالة ... وعند المداخل حصرا ... لكي يعلم المسؤول أن هناك ما ينتظره من سواد وجه في حالة خروجه عن اجماع الأمة ... على أنه يجب التنويع والأهتمام بالمعروض من المخزون في غرف الكشوان تلك ... ابتداء بالقنادر والمداسات والبساطيل وانتهاء بالبوابيج والسابوات والأسكاربيلات