هل يتكلم الكاتب عن تصريح الولايات المتحدة عام 2008 المتعلق بشطب الملا عمر من اللائحة السوداء ، أم إنه كان مترددا بالنسبة لعنوان مقاله مما دفعه إلى استخدام عبارة " عفو " لإضفاء نوع من الإثارة والجاذبية عليه؟
في 28 أوكتوبر 2008 صرح نائب مساعد وزيرة الخارجية في مكتب شؤون جنوب آسيا وآسيا الوسطى السيد باتريك س. مون:" تنوي الولايات المتحدة شطب اسم الملا عمر من اللائحة السوداء في محاولة لتوفير أرضية ملائمة لمد جسور مع طالبان."
" لقد كان الملا عمر على لائحة المطلوبين في الولايات المتحدة بسبب إيوائه اسامة بن لادن وشبكة القاعدة".
لم يجري التلميح إلى شيئ من هذا القبيل مؤخرا إلا إذا كان الكاتب يعلم بمجريات لا يملكها غيره.
لقد عبرت الولايات المتحدة عن استعدادها للتفاوض مع المتمردين من أجل إنهاء الصراع الدائر، لأنه لا بد لكل حرب أن تنتهي. ولكن هل يؤشر ذلك إلى هزيمة كما يدعي الكاتب؟ لم يكن ذلك ما عبرت عنه وزيرة الخارجية.
" قالت السيدة كلينتون عندما مثلت أمام لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس أن الولايات المتحدة ستواصل " القتال والحوار والبناء " في أفغانستان وباكستان "لاختبار ما إذا كانت هذه المنظمات على استعداد للتفاوض بحسن نية".
كما أكدت أن " على المفاوضات التي ستكون جزءا من أي عملية سلام بقيادة أفغانية أن يضم مجلس الكتا شورى وأن يحصل على اعتراف ما من الكتا شورى التي لا تزال بحسب معلوماتنا بقيادة الملا عمر بأنهم يرغبون بالمشاركة في هذه العملية ... ونحن نتابع كل مؤشر يعبر عن اهتمام ما."
http://www.telegraph.co.uk/news/worl...llah-Omar.html
في أي قاموس التفاوض يعني الهزيمة؟ أم أن تشويه معنى الكلمات غير ذي أهمية؟
" التفاوض هو حوار بين شخصين أو طرفين أو أكثر بهدف التوصل إلى تفاهم ،و حل مسألة خلاف أو كسب أفضلية بنهاية الحوار من أجل التوصل إلى اتفاق حول سبل العمل، والمساومة حول مكسب فردي أو جماعي من أجل صياغة نتائج ترضي المصالح المتنوعة للشخصين أو الطرفين المنخرطين في عملية التفاوض".
يمكن الكلام عن الهزيمة عندما لا تنجز الأهداف . هل يمكن أن يقال أن القاعدة لا تزال قوية تملك ملاذا آمنا في افغانستان؟ هل لا يزال طالبان يحكمون البلاد؟ وحتى لو ساهموا في الحكم عبر المفاوضات هل يمكن لآحد أن يتنبأ بأنهم سيسيطرون على أفغانستان كما فعلوا في التسعينات؟ أليست أفغانستان اليوم بلدا يملك مؤسسات ديمقراطية ولديها تطلعات مختلفة؟ إن التلميح إلى رداءة الوضع الاقتصادي موضوع مفضل لدى البعض عند الكلام عن التدخل الأمريكي في أفغانستان . ولكن ألا تتساءلون لماذا يعاني العالم أجمع من مشاكل اقتصادية؟ هل إن اليونان وإسبانيا وإيطاليا تواجه الإفلاس بسبب أفغانستان؟ هل هزمت هذه البلدان على أيدي طالبان؟
أما من يجب أن يغفر لمن ، فعلينا أن نسأل الشعب الأفغاني الذي عانى من حكم طالبان ومن العنف وأعمال القتل المستمرة التي يقومون بها. عشرات من المصلين قتلوا هذا الأسبوع فقط على أيدي المتطرفين ليس لأي سبب ظاهر سوى دينهم. لا يمكن للقتلة أن يغفروا ولكنهم يمكن أن ينالوا عفوا أحيانا.