بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
درست في جامعة درس فيها كثير من طلاّب العرب وطبعاً أكنت طالباً في أمريكا عشرين سنة تقريباً فمع هذينِ التجربتينِ, اسمحوا لي بعض النصائح:
1) يبدو أنّ طريقة التدريس هنا (أمريكا) تختلف من الطريقة في البلاد العربيّة. وجدتُ أنّ العرب يشدّدون على الحفظ (أيْ حفظ النصوص) وقراءة الكتب المطلوبة (صحّحوني إن كان هذا ليس دقيقة). في أمريكا, يشدّدون على فهم النصوص ولا بأس بالجدال مع الأستاذ في فهم النصوص. أعتبر أنّ الحفظ والفهم مهمّان. أمّا قراءة الكتب المطلوبة, فطبعاً اقرؤها لكن اعلموا أنّ عدداً من الأساتذة لا يهتمّون بالكتب المطلوبة كثيراً. مثلاً قد يحتوي الإمتحان من 30% من المعلومات في الكتاب المطلوب و70% من محاضرات الأستاذ. أتذكّر فلسطينيّاً دُهش وغضب لأنّه درس الكتاب المطلوب بدقّة وتشديد فعرف بعد فترة أنّ هذا ما أجدى له شيئاً لأنّ الأستاذة ما اهتمّت بالكتاب المطلوب. ولاحظتُ أنّ البعض يظنّون أنّه إذا تغيّبوا عن صفوفهم وتركّزوا على دراسة الكتاب المطلوب, فسيفوزون. هذا خطأ لأنّ حضور الصفوف بضعةٌ من نتيجتكم (معظم الصفوف التي كنت فيها, حضور الصفّ والإشتراك هما 10% النتيجة), وأيضاً الأساتذة عادةً يتحدّثون عن أشياء ليست في الكتاب المطلوب. كلّ أستاذ مختلف وفريد فعليكم أن تعرف منهج أستاذكم.

2) (وهذا أهمّ) يجب أن يحيط بكم أصدقاء مؤمنون ففي أمريكا, لن تسمعوا صوت المؤذّن يؤذّن, ولا تجدون ناساً يذكّرونكم بالصلاة والأمر بالمعروف, فتاهَ وضلّ كثير من إخواننا وصُدموا لأنّ الحياة في أمريكا تختلف كثيراً من الحياة في البلاد العربيّة. فيجب أن تحيطوا بأنفسكم أصدقاء مؤمنين وأن تحضروا المسجد المحلّيّ (وفي أمريكا مساجد كثيرة ولله الحمد) وأن تتجنّبوا الحفلات فلن تجدوا فيها إلاّ دعوة إلى النار.
في الحقيقة, الحياة المسلميّة في أمريكا ليست بصعب ولله الحمد, لكن كنْ مع المسلمين وهم سيسهّلون تجبتكم في أمريكا إن شاء الله. لا بأس بالتعرّف بالأمريكان والصداقة معهم إن شاء الله لكن الكون مع المسلمين في معظم الوقت أسهل وأحسن لدنياكم وآخرتكم.

وإذا أردتم أيّ مساعة أو ممارسة اللغة الإنجليزيّة, فأرسلني رسالة في هذا المنتدى وأنا في خدمتكم إن شاء الله