صوف وخروف ... !


دُقـّوا دُقـّوا عالطبول ... في السنة أربع فصول ... الشتاء والربيع ثم الصيف والخريف الخ ... أناشيد حفظناها منذ مرحلة رياض الأطفال وأيقنا لاحقا أن ذلك الأسلوب هو الأنجع في سهولة تلقي المعلومة والأجتهاد في الدراسة للمراحل التالية ... ومن ثم علـّمنا المعلم ان الشتاء برد وبَرَد وهواء قارص وأمطار وزوابع ... ثم يليه الربيع بزهوره ورياحينه ونسماته العليلة الشافية للنفس وللبدن ... ومن بعده حر الصيف وقيضه وقهره ... ختاما عواصف الخريف ورعوده وويلاته التي تطول الزرع والضرع والبشر .

لكن الذي تعلمناه ذهب هباء الريح كما ذهب ( من بعده ) تقرير الفريق محمد الدابي المسيّس الى سلة المهملات ... فاذا كان ربيعنا المزهر العليل ما هو إلا دم وقتل وسحل وتنكيل واعتقال واغتصاب ... فالويل لنا ولأهلينا و ( عوذه ) من خريف ( العرب ) ومن ويلاته وضرباته التي ستبدأ من فوق الحزام وتنتهي لما هو تحته ... والذي لا تقل مخاطره حتما عن مخاطر حماواتنا في تفليش وتهديم بيوتنا على رؤوسنا ورؤوس الذين خلفونا

مسكين ومظلوم شعبنا العربي الصابر ... فقد تأمل تغييرا سلميا ونيل حقوق مشروعة صانتها كل قوانين السماء والأرض واخذها بالحق من حكام لا يؤمنون بالبدائل وبتعدد الخيارات ... لكنه وجد نفسه وبدون اختيار يضيف لمعاناته في الكبت والظلم والأضطهاد وحكم الجائرين و( الحماوات ) ... صولات وجولات مهاوي الدم والعنف والتدمير ... يقول شاعرنا الشعبي الراحل عبود الكرخي ... ما رضينا بجـِزّة صوف ... صارت جـِزّة ومعاها خروف