الكثير منا سبق وان شاهد أو سمع مجرمي ما يسمى بحركة الشباب المجاهدين والتي اعلنت انضمامها الى تنظيم القاعدة الارهابي قبل فترة قصيرة، وهم يتحدثون بوقاحة وصلافة بالغتين اثناء رقصهم على جثث واشلاء النساء و الاطفال الصوماليين، عن ان هدفهم هو تطبيق الشريعة الاسلامية في الصومال. والكثير منا ايضا شاهد الشر الذي ينبعث من وجوههم وانيابهم التي تقطر دما عندما يضحكون فرحا لمقتل الابرياء الصوماليين مبررين ذلك بأنه فرح بأنتصار الشريعة! فالشئ الذي لن تستطيع الشباب انكاره هو ادعاءها الباطل ان "الشريعة الاسلامية" هي هدفها الاوحد، فذلك يرد في كل بيان او رسالة او منشور يصدر عنهم. وما لن تستطيع الشباب انكاره ايضا هو ان "ابو منصور الامريكي" هو احد اكبر قادة الحركة الارهابية والذي اصبح بعد مقتل العولقي الشخص الثاني في تنظيم القاعدة من الناطقين بالانكليزية حيث لا يسبقه سوى الارهابي ادم غادان. ومما لا يقبل الشك ان وجود ابو منصور الامريكي في قيادة حركة الشباب وتنظيم القاعدة يعني انه من واحد في تلك المجموعة المصغرة التي تتولى كتابة ايدولوجية القاعدة والاسس التي يتم بناء وادارة التنظيم على اساسها. وبالفعل فقد سبق وان اصدر ابو منصور مجموعة من المحاضرات والكلمات الموجهة الى اتباعه يحثهم فيها على اتباع نهج زعيم القاعدة الارهابي المقبور اسامة بن لادن وقبله الزرقاوي.
ومع أنها لم تكن مفاجأة بالنسبة لمن يعلم حقيقة هؤلاء المجرمين الا ان البعض قد احتار عندما شاهد وسمع ابو منصور الامريكي في مقطع الفيديو الذي نشره قبل يومين والذي صرح فيه بأنه خائف من ان تقتله حركة الشباب المجاهدين التي كان الى ما قبل 3 ايام قائدا لها بسبب اختلافات في قضايا شرعية واستراتيجية على حد تعبيره! وكذلك تحير البعض عندما قرأوا البيان الذي نشرته الحركة ردا على رسالة ابو منصور والذي قالت فيه أن كل ما ورد في رسالة "الاخ" ابو منصور غير صحيح البتة نافية تهديدها له بالقتل. ولكن لم تتمكن الشباب ايضا من نفي ان الذي ظهر في الفيديو هو ابو منصور الامريكي.
ومع الاخذ بنظر الاعتبار امثلة اخرى مشابهة حصل فيها اختلافات داخلية بين قيادات وعناصر تنظيم القاعدة وطالبان منها قتل المدعو ابو ذر التركي ورفيقه بسبب قتلهم عنصرين اخرين وكذلك قتل ثلاثة من اعضاء القاعدة في اليمن بتهمة التجسس وحالات اخرى في الصومال، فأن قضية ابو منصور الامريكي تبثت بما لا يقبل الشك ان القاعدة وفروعها كحركة الشباب المجاهدين انصار الشريعة وكذلك طالبان أنما تحاول تنفيذ اجندة سياسية هدفها السيطرة والاستيلاء على الموارد وليس كما تدعي كذبا تطبيق الشريعة او جهاد الكفار. فلو كانت الشريعة الاسلامية هي الهدف فكيف يمكن لابو منصور الامريكي ان يختلف مع الشباب حولها؟ فهو ليس من مذهب مخالف لهم ولا هو ممن ينكرون فعلا من افعال القاعدة او الشباب حتى يمكنهم تبرير ذلك الاختلاف. ومن المستحيل ايضا ان شريعة الله قد تغيرت فجأة فحدث الاختلاف! اذن يبقى التفسير الوحيد والمنطقي هو انهم اختلفوا حول السياسة وليس حول الدين. اذن هي السياسة التي يعيبونها على الاخرين بل ويستخدمونها كأساس لشن حربهم على الشعوب في العراق وافغانستان والصومال واليمن وغيرها.
في هذه الصور يظهر ابو منصور الامريكي عندما كان قبل بضعة ايام قائدا من قادة حركة الشباب المجاهدين وفي الفيديو يظهر وهو يعلن انه حياته مستهدفة من قبل نفس الحركة التي نصبته قائدا:
المقال منقول مع الشكر من زياد
عضو فريق التواصل الالكتروني
وزارة الخارجية الأمريكية