ذكريات...
...
حتى تلقي الرصاص
فيه شيئ من الجمال
فالنفس البشرية معروفة بشغفها للمشاعر المجنونة
...
عند بدا الاتصال المباشر بين الرصاصة والجسد
لا تشعر الا بوخزة في مكان تقبل
جسمك للرصاصة
فللحظات معدودة من الجنون
تشعر بانك خارق لكل قوة في هذا الكون
فهي ليست كما تخيلت
فانا ها هنا مصاب برصاصة قرب القلب
وما زلت اقف كعلم على ضريح شهيد
ولكن
بعد تقريب الخمسة عشر ثانية
عندما يبدأ الدم بالتدفق بغزارة من ذلك الثغر
لا يتغير الشيئ الكثير
فانا لا اشعر
ليس لاني لا أتالم
بل من شدتة
أتذكر عند بداية مرحلة العذاب
اني لم اصرخ ولم استنجد بأحد
لايماني التام ان لا احد سيزيل ما اشعر بة
فقط كان شيئ وحيد يلتهم تفكيري
لا اريد ان اقع ارضا.
تلك هلوسات من المستحيل ان تنسى
اتذكر كل تفصيل صغير دغدغ مخيلتي
من ملائكت الرحمة الى شياطين العذاب
اتذكر اني تذكرت هفواتي واخطائي
اتذكر حتى لحظة انتقالي الى اللاشعور
ظلام فقط بعض الاصوات الصاخبة
ندائات وتهليلات
بعدها بثوان ينقطع البث
لتستيقظ بعد ايام
تجد نفسك على سرير في غرفة تشبة كثيرا غرف التحقيق
تجد الفجوة في جسدك تحولت الى فجوات تحوي اسلاك خارجة من جسدك
امامك ومن خلف الزجاج
اناس يبكون بقلوبهم وعيونهم
وانت الى حد اللحظة
لا تشعر الا بذلك المخدر يتلاعب في اشلاء تفكيرك
الذي لا يعلمة الكثير ان في اي اصابة
مرحلة تلقي الرصاصة اجمل بكثير من التعافي منها
من مستشفى الى مركز الى مستوصف الى عيادة طبيب
عوضا عن بندقيتي
حملت اوراق ثبوتيتي وصور تحاليلي
لكني بعد كل الذي كان - ها هنا
لم تغير الرصاصة بي غير ذلك الوشم الدائري على صدري.
اتذكر كم كنت سعيدا
عندما سمعت قصة الفيلم الهندي من ذلك الطبيب
فلم بدأ وانتها بنفس الجملة
لولا مليات معدودة لكنت قتلت.
لكني وكما اسلفت
ما زلت ها هنا انا كما انا.
رصاصتي بجمالها بعذابها بجبروتها لم تغير مني الا ان زادتني اصرارا
....................................