نسخة مدموجة ومزيدة زيادة بسيطة:

[ الخيارات الجهاديــة الإستراتيجية: بين التدوير والتفكيك والتكسير ]







بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.. ﴿يَـا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَتَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُسْلِمُونَ [آل عمران:102]،
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِن نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًاوَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا[النساء: 1]،
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَآمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا ` يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا[الأحزاب: 71]

أما بعد...فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار وما قل وكفى خير مما كثر وألهى وإنما توعدون لآت وما أنتم بمعجزين.
ثم أما بعد...


نوعيات الخيارات الإستراتيجية الرئيسية في المواجهة العسكرية الجهادية للعصورر اللاحقة بمشيئة الله تعالى
وكمثال على ذلك سنأخذ دول الساحل والصحراء بغرب أفريقيا وسنقوم بتطوير هذه الخيارات وبسط الكلام عنها لاحقاً.


الأخبار تتداول حتى الآن فتح وتحرير ثلاث مدن رئيسية كبيرة هي غاوا وتمبيكتو وكيدال بمالي وإقتراب وجود توسعات عن ذلك...



كما أن هناك حالة ضخ إعلامي مكثف ضد الأخوة في كتائب المجاهدين أنصار الشريعة وكذلك هناك حالة ضخ إعلامي قذر ضد كتائب الحسبة من أنصار الشريعة التي تعمل على تطبيق والتمهيد لتطبيق الشريعة الإسلامية وأحكامها الطبيعية كاملة... لذلك على الإخوة أن يدركوا حجم الحرب والضخ الإعلامي المضاد لهم وأهمية تفكيكه وإظهار دجله وفساده... وليس أفضل من ذلك طريقة إدارة أنصار الشريعة باليمن للمدن والجغرافيا الإسلامية المحررة... والإنتباه لأي محاولات إستخبارية تحاول شق الصفوف أو زرع خلافات وإستشكالات لفظية فارغة مجوفة بين الأخوة وتضخيمها كتمهيد لبلورة ذلك الخلاف لاحقاً في إختلاق حالة إنشقاقات حتى لو كانت مجرد إنشقاقات إعلامية لبعض الأفراد، لذلك معالجة تلك الأمور وتأصيل حدود واضحة لمساحة المقبول من الخلاف والذي يجب تقليمه وتهذيبه لتبديده وليس أن نعمل على زيادته.... والتأصيل لدرجات الخلاف السائغ وتفريقها عن الخلاف الغير سائغ وتوضيح ذلك وشرحه بين الأخوة والإكثار من الدورات النفسية وتدريبهم على مقاومة حالات التجريف الإعلامي والنفسي والمعنوي... هذه بعض العوامل التي قد تسهم في تبديد أي خلافات وزرع روح المحبة والود بين الأخوة ومن المهم جداً أن تكون تلك الروح الطيبة موجودة بين الأخوة مع الحرص على عدم شق الصفوف وتبديد الشبهات والخلافات حتى إذا كان الأمر كذلك بين الأخوة إستطاعوا بمشيئة بكل سهولة أن يزرعوا نفس الروح بين كافة أهلنا الأفارقة أو الطوراق أو العرب أو الأمازيغ أو التبو أو غيرهم من أهلنا الكرام بالصحراء وغرب أفريقيا.



مع العلم أن هناك عدة دول وهي كالتالي:
موريتانيا(15.700) - السنغال(13.600) - جامبيا(800) - غينيا بيساو(9.250) - غينيا(9.700) - سيراليون(13.000) - ليبريا(15.000) - كوت ديفوار أو ساحل العاج(17.050) - غانا(7000) - توجو(8.550) - بنين(4.550) - بوركينا فاسو(11.000) - مالي(7.400)...


هذه 13 دولة عدد جيوشها العاملة بحسب الإحصائيات السابقة مجتمعة تساوي تقريباً حوالي 135.000 مع ملاحظة أن عدد الجيوش الإحتياطية على أقصى تقدير لن يكون بأكثر من ضعفين للعدد السابق بأي حال من الأحوال، أي أن جيوش تلك 13 دولة بأكملها في أقصى حالة تعبئة عامة وشاملة لا يمكن أن تتخطى في مجموعها نصف مليون فرد مع ملاحظة أن الحالة الإقتصادية العالمية عامة لن تسمح بأي حال بتعبئة هذا العدد بكامله أبداً وهذا أشهر من بسطه، بشكل آخر يمكننا القول تقريباً أن الرقم الواقعي الممكن حشده وتعبئته بشكل كامل سيكون ربع مليون جندي 250.000 مقاتل مع ملاحظة أن هؤلاء جميعاً ستكون لهم مهام موزعة على مساحة تقارب في تقديري الــ 5 مليون كيلومتر مربع ... كما أنها موكول لها حماية حدود سياسية وجغرافية وحماية مدن وأقاليم واسعة وضخمة جدا جدا...

مع ملاحظة أن سكان تلك الدول في مجملها إسلامية وتدور نسبة المسلمين فيها مجتمعة حول 85% على التقريب أو يزيد بقليل، الشاهد أن النسبة الساحقة مسلمين...

كما أن وجود كافة أنواع الموانع الطبيعية وكافة أنواع الطبوغرافيا العسكرية... كما أن طبيعة تعامل الغرب مع تلك الدول بتصدير ثقافته التي لا تتناسب أصلاً معهم بسبب عوامل كثيرة جداً من أهمها أن ثقافة الغرب إستهلاكية بالمقام الأول تحتاج إلى وجود حد أدنى معين من المستوى المادي العام للسكان لكي تتأقلم وتتجذر بالسكان ولكن هذه المناطق تعتبر من أفقر مناطق العالم على الرغم من ثرواتها النفيسة والضخمة كما أن تاريخ الإضطهاد والإستعمار والقتل والتنصير والإبادة المفروض أن يكون عوامل صادة لتلك الشعوب عن مجمل الغرب فضلاً عن ثقافته الوثنية المتهالكة، لذلك فمع قليل من الجهود الدعوية لأنصار الشريعة فلن نحتاج لأكثر من ثلاث سنوات حتى تكون أكثر تلك المناطق أو كاملها معلنة كإمارات ودول وولايات إسلامية ترتفع عليها راية أنصار الشريعة على كل شيء فيها.

مع العلم أن الدول المذكورة تمثل دول الساحل الأفريقي المطل على المحيط الأطلنطي وقد ذكرتها بمقالي بالترتيب من أعلى شمال خط الإستواء بالنزول إلى الجنوب والأسفل من ذلك... حتى إذا أنتهيت من ذكر تلك الدول على ترتيبها بالساحل توقفت متعمداً عند نجيريا ولم أذكرها نظراً لخصوصية أوضاعها، ثم تناولت الدول الداخلية التي تسمى بالدول الجغرافية الحبيسة وهي بوركينا فاسو ثم مالى... في ترتيب جغرافي لا يلزم منه ترتيب تحريرها وفتحها زمنياً بنفس الترتيب أو التقييد به، ولكن رتبتها جغرافيا لتبيان مدى ترابطها في سلسلة جغرافية عضوية واحدة وضخمة ومتنوعة التكوينات الجيولوجية والديموغرافية والبيئية في حالة نادرة تتمتع بخصائص غاية في المناسبة والتناسق مع المجاهدين وحاجتهم لأنواع مختلفة من تلك التنوعات بساحة الصراع العالمي الحالي... وبطريقة مذهلة جدا في كل عناصرها بفضل الله وحده.


فضلاً عن أن إحصائية كل جيوشها العاملة بأكملها لا تمثل نصف أو حتى ربع أو حتى خمس عدد القوات المحتلة للعراق وحدها فقط من روافض وصليبيين معاً بل ربما يقارب من عشرالعدد وقت ذروته بالعراق... كما أنه لا يمثل خمس العدد الحالي من قوات التحالف وعملائهم بأفغانستان..


فكيف بك عندما تكون 13 دولة وجيوشها مجتمعة تتمتع بفارق عددي يمثل النسب السالفة الموضحة...


فضلاً عن التفاوت الضخم جداً في واقع التسليح والتدريب والإعداد أو حتى أي إمكانية لذلك مستقبلاً...


فضلاً عن التفاوت الضخم في حالة الشحن العقدي الباطل وعدم وجود إمكانية مستقبلاً لتحقيقه....


فضلاً عن عشرات وعشرات من العناصر التي تجعل السيطرة على تلك الــ 13 دولة مجتمعين أشبه بنزهة إذا ما قورنت بما جرى من صراع بأفغانستان أو العراق...


فضلاً أن التحالفات العالمية في حالة إنهاك بالغ وإنهيار عصبي وتفكك نفسي وتفكك عضوي وإنسحاق تحت أقدام المجاهدين بأماكن كثيرة إضافة لضغوط الثورات العالمية المختلفة التي تسهم القاعدة في قيادتها وإدارتها وتوجيهها...


فضلاً أن قوة المجاهدين الآن وحشدهم الإعلامي والنفسي وقواتهم العسكرية تختلف بالكلية وبصورة لا تقارن بأي حال بأيام إحتلال العراق أو أفغانستان...


فضلاً أن تلك العناصر السالفة المذكورة لا يمكن للتحالف العولمي المسيخي وكافة أتباعه أن يعوضوا ميزان الخلل فيها أو يستكملوا ما يحتاجون من قدرات لأن إحتياطاتهم الجيوإستراتيجية الشاملة تآكلت بشكل غير محسوب وغير متوقع أبداً خلال العشر سنوات المنصرمة كما أن قدرات المجاهدين تتطورت هي الآخرى بوتيرة غير محسوبة وغير متوقعة وبصورة شاملة ومتماسكة....


فضلاً عن عشرات... وعشرات... وعشرات... العوامل الجيوإستراتيجية التي يدركها أجهل محلل إستراتيجي بمجرد نظرة واحدة على الأوضاع المذكورة...







الخيارات الإستراتيجية الجهادية:بين التدوير والتفكيك والتكسير
1-الأولوية القصوى في التعامل مع تلك الجيوش يكون عن طريق تدويرها وإعادة ضبط عقائدها وولائاتها للإسلام... وإلا تم تفكيكها وإعادة هيكلتها بما يناسب المتطلبات الشرعية ... وآخر طريقة للتعامل معها يكون بتكسيرها الحربي والعسكري المباشر....
ولكن الأولوية تكون بإستراتيجية تدويـــــــــــــرها عن طريق الدعوة الشرعية ونشر الحقائق وجذب القيادات وتوعيتها وتكثيف دورات شرعية خاصة وفريدة لهم مع القيام بعمليات ذات طابع إنتقائي إستخباراتي تهدف لتحييد أي عناصر مضادة متطرفة في منهجها العدائي للإسلام، وتهيأة مناطق إدارة خاصة لتلك القوات والعمل على إعادة ضبط عقائدها العسكرية والقتالية لتتماشى مع حقائق التاريخ وتركيبة الجغرافيا وطبيعة الصراع والإلتزام التام بكفة الحق..

2-إذا لم تنجح إستراتيجية تدويرها... فنلجأ لإستراتيجية تفكيكـــــــــــــــــــــها وهذه الإستراتيجية أفضل مثال إعلامي وعسكري لها هو أنصار الشريعة باليمن التي تعتبر حالة مثالية لإستراتيجية التفكيـــــــــــــــــــك...

3-إذا لم تنجح إستراتيجية التفكيك فسنلجأ لإستراتيجية التكسيـــــــــــــــر كحل أخير وهذه الحالة أشبه بدرجة ما للحالة السورية مع إختلافات كبيرة لكن الشاهد إن إستراتيجية التكسير تكون آخر درجة في التعامل العسكري والإعلامي مع تلك الجيوش والجنود المقصودة...

مع العلم أن الحلول المستحدثة يجب أن تنبع عن رؤية شرعية وإستراتيجية متكاملة لذلك فما أسميناه بالتطبيق الإستراتيجي والإستخباراتي متناهي التطور (إستراتيجية دراسات المحاكاة التنبؤية) هذه الإستراتيجية ستقوم بحل مشاكل كثيرة جداً بشكل تلقائي غريب بمجرد إجراء عدد مناسب من التمارين الشاملة عليها مع ملاحظة أن التمارين تشمل عناصر الجغرافيا وطبيعتها وعناصر التاريخ الرئيسية وتأثيرها وباقي العناصر الرئيسية المتوفرة يجب وضعها بالحسبان بحسب أهميتها... ثم يكون دور القادة بتلك التمارين هو إبتكار عناصر ومفاتيح جديدة ومبتكرة لإيجاد تطبيقات وحلول جديدة ومتكاملة وإبتكارية لأي مشاكل تواجههم....

12جمادى الأولى1433هـ
أخوكم المحب...
المستنصر بالله... سيف السماء؛؛؛