قالت السعودية يوم الثلاثاء إن البرنامج النووي الإيراني يزيد التهديدات التي تواجهها منطقة الخليج. يأتي ذلك في الوقت الذي كشفت فيه الولايات المتحدة عن قيام إيران "بتنظيف" بموقع بارشين العسكري قبل زيارة مرتقبة للوكالة الدولية للطاقة الذرية في إطار تحقيق في أبحاث إيران النووية.

وقال وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل للصحفيين في مدينة جدة بعد اجتماع لمجلس التعاون الخليجي: "البرنامج (النووي) صعد وتيرة التهديدات في المنطقة وبالتالي هو خطر".

وأضاف: "نحن نأمل من إيران أن تغير سياستها في هذا الإطار ولا أستطيع أن أتخيل أنها تكون سببا في تدمير المنطقة لأن إيران ستكون من أول الخاسرين".

وانتهت المحادثات التي جرت الشهر الماضي بين إيران والقوى الست الكبرى بشأن طموحاتها النووية بدون اتفاق لكن الجانبين قررا الاجتماع في موسكو يومي 18 و 19 يونيو في مسعى آخر لتضييق هوة الخلاف القائم.

وقال الأمير سعود إن هذا يتطلب تعاونا أكبر من إيران مع القوى الدولية معربا عن أمله في أن توقف طهران برنامجها النووي وأن تطمئن دول المنطقة.

وزاد التوتر بين إيران وجيرانها من دول الخليج العربي بسبب دور إيران البارز في تأجيج الاضطرابات الداخلية وتحريض الشيعة في البحرين وفي المنطقة الشرقية بالسعودية على إثارة الاضطرابات، وكذلك بسبب تصعيد إيران من استفزازاتها في جزر الإمارات المحتلة.

وجدد الأمير سعود كذلك انتقاده لإيران بسبب احتلالها تلك الجزر الثلاث الاستراتيجية.

وقال إن على إيران "أن لا تدخل عناصر جديدة على ما هو الآن أزمة كبيرة في النفط بسبب ما قامت به من احتلال الجزر الإماراتية والتصعيد الإعلامي والتهديدات المتكررة على المنطقة".

وتأتي تلك التصريحات فيما كشف مسؤول أمريكي كبير يوم الثلاثاء أن إيران تقوم بما يبدو أنها جهود تنظيف بموقع بارشين العسكري الذي تطالب الوكالة الدولية للطاقة الذرية بزيارته في إطار تحقيق في أبحاث تجريها إيران ويشبته في صلتها بتطوير أسلحة نووية.

وقال روبرت وود القائم بأعمال رئيس البعثة الأمريكية لدى الوكالة الدولية لمجلس محافظي الوكالة إن إيران انتجت ما يكفي من اليورانيوم منخفض التخصيب لصنع عدة أسلحة نووية إذا تم تخصيبه لمستويات أعلى.
وقال وود وفقا لنسخة من بيانه: "سرعت إيران بالفعل إنتاجها لليورانيوم منخفض التخصيب".

وتابع: "لا توجد هناك حاجة سلمية فيما يبدو في الوقت الحالي لمثل هذه المخزونات أو لمثل هذا التسريع في البرنامج .. ونشير إلى أن هذه الكمية من اليورانيوم منخفض التخصيب تكفي لصنع عدة أسلحة نووية إذا خصبت لمستويات أعلى".

وتقول إيران إنها تخصب اليورانيوم ليصبح وقودا لشبكة تعتزم إنشاءها من محطات الطاقة النووية وتنفي الاتهامات الغربية لها بمحاولة تطوير قدرة على تصنيع قنابل نووية.

وقال وود إن الولايات المتحدة تشعر بقلق بالغ لاستمرار رفض إيران السماح للوكالة الدولية بزيارة منشأة بارشين حيث تشتبه الوكالة في أن إيران أجرت اختبارات على متفجرات يمكن استخدامها في تطوير أسلحة نووية.

وقال يوكيا أمانو المدير العام للوكالة يوم الاثنين إن صورا التقطت بالأقمار الصناعية تشير إلى إزالة مبان وأعمال تجريف في موقع بارشين العسكري الذي يبعد 30 كيلومترا جنوب شرقي طهران.

ويشتبه دبلوماسيون غربيون في أن إيران تحاول إزالة أي أدلة تدينها من الموقع قبل احتمال السماح لمفتشي الوكالة بزيارته.

وقال وود "إذا لم يكن لدى إيران ما تخفيه فلماذا ترفض السماح للوكالة بالزيارة ولماذا تقوم بكل هذه الجهود لتنظيف الموقع على ما يبدو؟"

http://almoslim.net/node/166106