قالت وزارة الداخلية التونسية الثلاثاء: إن الشرطة اعتقلت 86 شخصًا من بينهم عشرات السلفيين بعد اشتباكات عنيفة مستمرة منذ البارحة احتجاجًا على معرض فني تضمن لوحات مسيئة للذات الإلهية.واندلعت اشتباكات في تونس منذ ليل الاثنين واستمرت الثلاثاء بين الشرطة ومئات من السلفيين المحافظين الذين أغضبهم المعرض الفني وما يعرضه من إساءة للإسلام.
وقال شهود من رويترز: إن المحتجين أغلقوا الشوارع وأشعلوا النار في إطارات سيارات في منطقتي التضامن وسيدي حسين وحي الانطلاقة في العاصمة، بعد محاولتها تفريقهم بإطلاق الغاز المسيل للدموع والرصاص في الهواء.
وقالت مصادر: إن المعرض الفني به لوحات فنية مسيئة للنبي الكريم صلى الله عليه وسلم وللدين الإسلامي الحنيف.
وأظهرت الصورة المنتشرة على شبكات التواصل الاجتماعي أن اللوحات تتضمن رسومًا مزعومة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم في الإسراء والمعراج على براق، ورسومًا عن الذات الإلهية وأخرى عن الكعبة أو عن محجبات يتعرضن للرجم، وفقًا لموقع العرب أون لاين.
وبينما ذهب رئيس الحزب الجمهوري أحمد نجيب الشابي وشقيقه القيادي بنفس الحزب عصام الشابي إلى المعرض لمساندة الفنانين ودعم ما يسمونه "حرية التعبير"، فإن كثيرًا من التونسيين صبوا جام غضبهم على الحكومة وخاصة حركة النهضة التي وصفوها بأنها "اكتفت بالصمت ولم تنتصر للدين والمقدسات".
وواجهت حركة النهضة أيضًا انتقادات من بعض أنصارها، الذين أكدوا أن هذه هي الفرصة الأخيرة أمام الحركة لتثبت غيرتها على الدين خاصة بعد أن خذلتهم بالتراجع عن تبني الشريعة مصدرًا رئيسًا للتشريع بالدستور الجديد.
ويرى مراقبون ومتابعون للأوضاع في تونس أن هناك جهات تحاول دفع تونس إلى الفتنة، مستفيدة من حالة التشنج الناجمة عن الاستحقاقات السياسية وصعود حركة النهضة ذات الخلفية الإسلامية عبر انتخابات 23 أكتوبر 2011، والخلافات الكبيرة بين التيار العلماني المتشدد والمغالي في عدائه للإسلام، وبين التيارات الإسلامية والسلفية منها بشكل خاص.
يشار إلى أن السلفيين في تونس يريدون دورًا أكبر للشريعة وهو ما يسبب قلقًا لدى التيار العلماني الذي يحذر من تقويض الديمقراطية الوليدة في البلاد.
ويؤكد السلفيون في الوقت نفسه أنهم يسعون للتغيير بطرق سلمية ولا يتحركون للصدام مع حزب النهضة.

http://www.islammemo.cc/akhbar/arab/...12/151474.html