النتائج 1 إلى 12 من 12

الموضوع: قاعدة الجهاد العالمية وتكبيرات الفتح المقدسية الشريفة [خريطة تدفق إستراتيجيات جهادية]

  1. #1
    التسجيل
    30-06-2011
    المشاركات
    814

    قاعدة الجهاد العالمية وتكبيرات الفتح المقدسية الشريفة [خريطة تدفق إستراتيجيات جهادية]

    بسم الله الرحمن الرحيم
    إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله...
    ﴿يَـا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ
    تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُسْلِمُونَ [آل عمران:102]،

    ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِن نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًاوَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا[النساء: 1]،
    ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا ` يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا[الأحزاب: 71]
    أما بعد...

    فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار...


    ثم أما بعد...


    تكبــــــــــــــــــــــ الله أكبرـــــــــــــــــــــــير
    والله أكبر الله أكبر الله أكبر

    والله أكبر الله أكبر





    الله أكبر الله أكبر الله أكبر... لا إله إلا الله، الله أكبر... الله أكبر، ولله الحمد..


    كل عام أنتم بخير...

    سبندأ بحول الله تعالى في صفحة هذا الموضوع بتنزيل الإستراتيجيات الجهادية المقترحة الجديدة والتي تشكل خريطة تدفق علمي ومعرفي بشكل نوعي وثوري، وأظن والله أعلم أن تلك الخريطة وما تتضمنه من إستراتيجيات جديدة فلن تزيد عن عشرين إستراتيجية بإذن الله تعالى.
    وتوجد مشكلة في الإنتهاء من بعض الإستراتيجيات، كما أن البعض الأخر لا يزال بحاجة شديدة وملحة لمراجعة وضبط بعض المعلومات الموجودة به، لذلك فربما سوف لا نتقيد بترتيب مناسب في ترتيب نشر تلك الإستراتيجيات، ثم بعد ذلك بمشيئة الله تعالى سنعمل في نهاية هذا الموضوع وبعد نشر كامل الإستراتيجيات بأن نقوم نشر ترتيبهم الأمثل في نهاية الموضوع ليتم جمعهم بنسخة ملف وورد لتكون مجمعة في ملف واحد وبطريقة سهلة ومرتبة ترتيب واضح وسلس.

    كما يرجى العلم أنني قد أقوم بعمل بعض التغيرات في العناوين السبعة للسلسلة ببعض الشيء، ولقد كنت حريصا على أن تكون السلسلة بعنوان واضح يتسلسل مع سلسلتي قاعدة الجهاد العالمية والتكبيرات الأفريقية ثم مع مقالة قاعدة الجهاد العالمية والتكبيرات الأسيوية، وكذلك سأقوم بتضمين مقالة فيزيائية مميزة في سلسلة قاعدة الجهاد العالمية وتكبيرات الفتح المقدسية الشريفة.. وهذه المقالة الفيزيائية أود من خلالها ربط سلاسل التكبيرات العالمية بمقالات دراسة "بفأس الخليل: دراسة نقدية وأصولية لمناهج التلقي العلمي والتوصيف الكوني" ودراسة بفأس الخليل تم نشر حلقتين فقط منها وسيتم نشر الثالثة في إطار هذه السلسلة المباركة سلسلة تكبيرات الفتح المقدسية بحيث تكون ربط مباشر لكل السلاسل الثلاثة السابقة في هذه السلسلة الرابعة، مع العلم أن الحلقة الثالثة من دراسة بفأس الخليل هي حلقة ثورية في كل مجالات التعريفات الوصفية والعلمية للكون فضلا عن تاريخية ذلك علميا وستحوي القوانيين الفيزيائية الجديدة التي ستتضمن أدق مستوى ممكن من الوصول له من التعريفات الوصفية والفيزيائية للكون بحيث أننا سنقدم تلك التعريفات رياضيا في شكل المعادلة الثورية لعلوم فيزياء اللغة والمنطق الوصفي ونموذجهما العلمي والمعرفي المتناهي في الدقة، كما أن تلك المعادلات تصلح تماما لتكون المدخل المفقود بين المعاني الوصفية للعلاقات الرياضية المعقدة وعلاقتها المقارنة بالمعاني الوصفية الفيزيائية لتلك العلاقات الرياضية، وهو مفتاح رئيس بل هو المفتاح الفعلي الوحيد حتى وقتنا هذا الذي يصلح لتحقيق حلم البشرية عبر العصور في تحقيق وحدة كل العلوم والمعارف الوضعية تحت إطار واحد جامع ومانع ودقيق ويكون متقابل وصفيا في التوصيف الرياضي مع التوصيف الفيزيائي، وهذه المعادلة سوف تنسف عشرات ومئات من أوهام النماذج النظرية السخيفة لمنطق العلم والعشرات من أذنابها من مدارس التهافت النظري للغرب.
    لقد كنت حريص على دمج كل تلك السلاسل في سلسلة "تكبيرات الفتح المقدسية الشريفة" سواء من خلال العنوان أو من خلال تضمين السلسلة لمقالة علمية شديدة التخصص وشديدة التعقيد مثل الحلقة الثالثة لدراسة بفأس الخليل النقدية الأصولية لمناهج التلقي والتوصيف الكوني.
    كما أنني في نهاية حلقة تدفق خريطة الإستراتيجيات الجديدة التي بين أيدينا الآن فسوف أضمنها أي ملاحظت أخرى قد أكون نسيتها في هذا التقديم المتعجل سواء لسلسلة قاعدة الجهاد العالمية وتكبيرات الفتح المقدسية الشريفة أو في المقالة التي تشكل جزء من تلك السلسلة وهي المقالة بين أيدينا بعنوان تكبيرات الفتح المقدسية وخريطة تدفق الإستراتيجيات الجهادية القصوى الجديدة.

    ودعونا نبدأ باسم الله تعالى النشر المتتابع وعلى بركة الله تعالى نبدأ...







    تكـبـيــرات النصــرة العالمية



    تكـبـيــرات النصــرة العالمية


    تكبــــــــــــــــــــــ الله أكبرـــــــــــــــــــــــير
    والله أكبر الله أكبر الله أكبر
    والله أكبر الله أكبر

    والله أكبر الله أكبر الله أكبر
    لا إله إلا الله ..الله أكبر
    الله أكبر .. ولله الحمد

    سددكم الله ونصركم وأقر أعينكم وأظهر دينكم وحشركم مع الصحب والآل الطاهرين.
    وصل اللهم وبارك على محمد وآله وصحبه وسلم... والحمد لله رب العالمين.
    المستنصر بالله... سيف السماء؛
    13 من ذو الحجة 1433 من الهجرة الشريفة
    الموافق لـ 29 / 10 / 2012 من التقويم الوثني؛؛؛


    أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ
    أخو الموحدين/ المستنصر بالله... سيف السماء؛؛؛


  2. #2
    التسجيل
    30-06-2011
    المشاركات
    814

    رد: قاعدة الجهاد العالمية وتكبيرات الفتح المقدسية الشريفة [خريطة تدفق إستراتيجيات جها

    تنويه: سيتم لاحقا تعديل ترتيب الإستراتيجيات بخلاف تتابع نشرها.







    الإستراتيجية (1)
    إستراتيجيتنا العامة: بيان رسالتنا رسالة الحب والسلام والهداية (إستراتيجية المليار مصحف):
    أن رسالتنا للعالم أجمع رسالة سلام وحب وهداية وإنسانية واجتماع على عروة النسب لحقيقة كوننا جميعا خلق مكرمون كرمنا الله تعالى وخلقنا بيديه العظيمة الشريفة القدوسة، نفخ فينا من روحه القدوس السلام العزيز الحكيم مالك الملك ذو العرش المجيد ذو العرش العظيم ذو العرش الكريم، سبحانه عما يشركون، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير.
    رسالتنا للبشرية جميعا أن تجمعوا وأعلموا من هو عدوكم حقا، وما هو المقياس الحقيقي والمعايير فائقة الدقة لتعلموا أحقا أنزل لكم ربكم رسالة هداية وكتابا وقرآنا يقرأ من السماء على أهل الأرض؟!، تعرفوا من أنفسكم ومن فطرتكم إلى ربكم جل جلاله الكريم الرحمن، تعرفوا لربكم تعالى بأسمائه الطاهرة الحسنة العالية الشريفة القدوسة المقدسة الباهرة الساطعة بالبرهان والتوحيد وحقائق الخلق والبعث والنشور، تعرفوا لربكم تعالى من خلال أوصافه تعالى التي وصف نفسه بها عز وجل تباركت أسماؤه وآلاؤه الشريفة القدسية القدوسة المقدسة، تعرفوا لله تعالى بعظيم أفعاله وتقديراته، ويا أهل الأرض وإياكم أن تنزهوا أنفسكم عما لا تنزهوا منه ربكم تبارك وتعالى، وإياكم وأن تستكبروا على تعظيم ربكم.. بل ويجب أن يكون من تعظيمكم لربكم تعالى ادارك أن الإحاطة بالتعظيم له سبحانه كما ينبغي له.. فهي صفة ورتبة من التعظيم لا تدرك أبدا بأي حال، فهو عز وجل لا أحد يحصي عظمته كما أحصاها وأثبتها رب العزة لنفسه تبارك وتعالى، فهو ربنا عز وجل محيط في كل أمرنا وشئوننا إحاطة كلية بصفة أعمق وأعلم وأقدر مما نفهمه نحن لصفة الإحاطة، بل إن إدعاء الإحاطة منا بتعظيم الله على صفة محيطة في التعظيم فهذا نفسه يعد جحود ونكران لعظمة آلوهيته تبارك وتعالى، إن مجرد إدعاء إحاطة به أو إحاطة فقط بمجرد تعظيمه أو حتى ولو بإدعاء إحاطة تعظيم إحدى صفاته فقط هي من صريح التقول عليه تعالى وهي من صريح الجحود والنكران لكمال عظمته جل جلاله على صفة لا مثيل ولا شبيه ولا نظير ولا ند ولا كيفية ولا تعطيل ولا تمثيل وليس كمثلها شيء ولا يحيط بعظمتها أحد، فربكم تبارك وتعالى عظيم شأنه كله عظيم صفاته عظيم سلطانه عظيم أسماؤه عظيم آلاؤه عظيم أفعاله حتى أنه تعالى عظيم في مخلوقاته نفسها سبحانه سبحانه سبحانه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير تقدست آلاؤه وأسماؤه وصفاته وأفعاله، فلا ينبغي لبشر أن ينسبوا لأنفسهم إحاطة به تعالى ولا حتى إحاطة بصفة أو اسم أو فعل أو حكمة له تقدست كلماته وآلاؤه وأفعاله وصفاته، وإياكم أن تنزهوا أنفسكم أو أحد من الخلق عن شيء ثم تنسبوه لمن ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ربكم ورب أبائكم الأولين رب الخلق أجمعين.
    أيها الناس جميعا إياكم وأن تمدحوا وتحسنوا لأنفسكم ما لم تحسنوه وتمدحوه لربكم على ما يليق به تعالى من كمال وتعظيم وتقديس وإجلال لا شبيه ولا مثيل ولا ند ولا نظير له تعالى في ذلك كله، وإياكم أن تحبوا أحداً مهما كان بأكثر من حبكم وشغفكم ووجدكم وشوقكم لربكم السبوح القدوس رب الملائكة والروح، فإياكم أن تجعلوا لربكم العظيم القدوس السبوح ندا أو شبيها أو نظيرا أو مثيلا تعالى ربكم عن ذلك علوا كبيرا، وإياكم أن تضربوا لربكم تعالى الأمثال فربكم يعلم وأنتم لا تعلمون، وإياكم أن تظنوا أن حكمته تعالى متوقفة على أي حادث وإن كان له في كل حادث وكل حدث حكمة كونية عللية باهرة ساطعة لا تدركها العقول ولا حتى تحيط بوجه واحد فقط من أوجه تلك الحكمة متعددة الوجوه والجوانب ولكن حكمته لا يحاط بها كما أن عظمته لا يحاط بها، أيها الناس أن عدوكم الشيطان قد فرقكم شيعا حتى يسلط بعضكم على بعض وقد خلقكم ربكم على ملة واحدة ولم يرتض لكم غيرها فقدروا وأسلموا وأحبوا الله ربكم وخالقكم العظيم الأبدي السرمدي الأول الأخر والظاهر الباطن تبارك وتعالى السبوح القدوس رب الملائكة والروح.
    إن رسالتنا للعالم أجمع وديننا وشريعتنا وعقيدتنا تدعونا لندعو للعالم لئلا يسرقوا وألا يأكلوا أموال الفقراء أو حتى الأغنياء بالباطل وألا يطغى قوي على ضعيف وأن يحب الرجل لنفسه ما يحبه لأخيه وما يحبه لجاره، وأن يعتني الإنسان بتهذيب باطنه كما يعتني بتهذيب ظاهره، وندعو الناس ألا يقتلوا بعضهم بعضا وألا يزني الرجل بحليلة جاره أو أحدا من جيرانه أو يزني في غير ما أحله له ربه من عقود ومواثيق لإقامة البيوت بالإحسان والمعروف، وندعو لكفالة الفقراء وإعالة الأيتام وزيارة المريض وملاطفتهم وتسليتهم والتخفيف عنهم، ندعو الناس لتفشي السلام والمحبة والندية الحسنة بينهم وندعو الناس لعداء الشيطان بلا مهادنة أو مسالمة في مقابل مسالمة ومهادنة البشر على العدل والإحسان، ندعو الناس للعدل والإحسان وإيتاء ذا القربى، ندعو الناس للصفح والعفو والتجاوز عن الأغبياء والجهلاء والسفهاء والتصالح مع الذات وتنقية النفس والانصياع والاستسلام والتسليم والإيمان للرب الحق الخالق القدوس العظيم الحي القيوم، ندعو الناس لنبذ الكذب وبغضه أيما بغض ورفضه أيما رفض ومعاداة الكذب كل المعاداة ومهما كان الكذب في ظنه النجاة فهو مبغوض مكروه عند الله وعند كل نفس سوية، وحب الصدق كل الحب والحض على الصدق والمسارعة ببذل الكلمات الطيبات الرقيقات للناس كافة وأن الصدق مهما كان مؤلم أو مكلف ولكنه لا مثيل له في التصالح مع الله ومع النفس ومع الخلق جميعا فالصدق خير كله حتى وإن كان فيه ما يؤلم أو يجرح أو ينكأ ماضياً قد لا نحبه ولكن مع ذلك كله فيبقى الصدق كله خير ومردوده كله بإذن الله خير عميم في الدنيا قبل الآخرة، فعليكم بالصدق حتى وإن شابه الآلام فالصدق الصدق الصدق طريق الخير كله، والحث على ذكر الخالق عز وجل وتقدسيه وتعظيمه كلما ذكر اسمه تبارك وتعالى، ونحث الناس على التعايش بدون ظلم أو بغي أو عدوان أو جور أو استعباد، ونحث الناس على التعرف لكلام الرب الحق المنزل بالحق والمبلغ بالحق والمنقول والموثق بالحق حتى وصل إلينا أيضا بالحق أجيال عبر أجيال تعهدت عليه أمة الإسلام قاطبة بالحق والعدل والصدق، فقد تعهده صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته بالتوثيق والتدوين والرسم، ثم تعهده صحابته بعد موته صلى الله عليه وسلم بتوثيق تدوينه وجمعه وحفظه ثم بجعل رسمه على قراءة واحدة، ثم تعدته أجيال من بعد أجيال بالحفظ والنقل والبلاغ لكل الخلق رسالة ربهم تبارك وتعالى لهم فيها هدف الخلق وغايتهم ومآبهم وحسابهم وكيف تدون أعمالهم وكيف النار حق وكيف الجنة حق وكيف النبيين حق وكيف اليوم الأخر حق وكيف الإيمان بقدر الله كله وكيف الإيمان بملائكة الله دون نسبة باطلة إليهم.
    وتأكيداً لهذه الرسالة العالمية للسلام فندعو كل الأمة الإسلامية لتبني هذه الرسالة عملياً عن طريق حملة عالمية لمد أواصر التعارف والتواصل والحوار والدعوة الهادئة وذلك عن طريق القيام بحملة عالمية لتوزيع مليار مصحف مترجم المعاني عبر كل قارات العالم، ولكن يجب أن تكون الحملة رسالة سلام ومحبة صادقة والقيام بتوزيع كتيب متوسط عن مختصر السيرة الإصلاحية لدعوة الرسل والأنبياء جميعاً ومسك ختامهم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، بحيث يظهر هذا الكتاب توازن شخصية النبي في قوته عن الدفاع عن الضعفاء والمظلومين ولينه وحسن خطابه وحسن دعوته وحسن موعظته للناس جميعا وإلى آخر ما حوته شخصية النبي صلى الله عليه وسلم من خصال متوازنة متكاملة، ثم نضيف إلى المصحف مترجم المعاني والكتيب المختصر عن دعوة التوحيد والشريعة للرسل والأنبياء وتوازن شخصياتهم عموما والإسهاب قليلا في بيان توازن وتكامل النبي صلى الله عليه وسلم، نضيف لما سبق وردة كصورة رمزية معبرة عن حقيقة رسالتنا وهدفنا وردة بسيطة رقيقة معبرة عن مشاعرنا العذبة التي تدفعنا للتواصل مع العالم والتواصل بالدعوة والحوار بالحسنى مع العالم جميعا، ونضيف لما سبق ضرورة أن يقوم الأخوة القائمين على توزيع الحزمة السابقة بإضافة ابتسامة حقيقية راقية رقيقة عذبة صادقة بريئة للغاية مع الحزمة السابقة، فيجب أن تكون رسالتنا شفافة وصريحة وواضحة وبسيطة ومباشرة ومعبرة للعالم أجمع فنحن نحمل رسالة الخير للعالم أجمع وندعو للخير ونطلب الخير وننشر الخير.. هكذا رسالتنا حقاً بدون تكلف أو تصنع.
    ولكن ما سبق لا يمنع حقيقة أن تكون رسالتنا متوازنة نسالم من سالمنا نحارب من حاربنا نتآخى مع من آخانا.
    فمن آمنا بمثل ما آمنا به فقد اهتدى ومن لم يؤمن فإنما حسابه ووزره على نفسه.
    وما مسالما لنا إلا سالمناه ووادعناه وقلنا له قولا لينا معروفا عله يذكر يوم الحساب أو يخشى خالقه عز وجل.
    وأما فمن عادنا وحاربنا فقد ثكلته أمه من قبل أن يولد حتى وسيرى أياما لا قبل لمخلوق بها ولا مثيل لها تدعمها جنود لا آلية لها إلا النصر حصرا قصرا بأمر الله تعالى العظيم القدوس.
    فمن حاربنا وعادانا فمن وراءه أيام سود كالحات عابسات مريرات ولن يقدر لنا على راية واحدة فقط إلى أبد الدهر، فضلا عن رايات تمدها رايات تمدها رايات، ولوجد جندا من جنود السماء والأرض إن كان يشاهد بعضها فإن بقيتها لا نعلمها نحن فضلا عن أن يعلمها عدونا، ولوجد في ذلك ما لا قبل لأحد من الخلق به، ولوجد للمسلمين آيات ناصرات باهرات ساطعات لا مثيل لها في الحسب أو العد أو الكيف أو المثل، ولن يقدر أحد كائن ما كان من دون الله تعالى على نكس راية واحدة فقط للمسلمين أبدا ولا أستطاع خرق أمواج من جند من السماء والأرض لا يعرف أيهم أشد بأسا من بعض، ولوجدا بشرا يعشقون الموت في ركابهم حتى يكاد الناظر لهم أنهم هم من يتخطفون الموت لا أن الموت هو من يتخطفهم فهم يعشقون الموت كما يعشق أعدائهم الحياة ، ولوجد منا جهادا ينزع الجبال الراسيات بسواعد بطون خاويات، ولوجد منا الرايات تتلوها رايات تمدها من بعدها رايات لا يوقفها سد أو يدركها عد أو يقدر على صدها أحد، إن غلب بعض مجاهدي الأنس فيا ويله من جنود ربنا التي لا تأتيه إلا من بغتته وفاجأته، من غلب للإسلام سرية آتته من الصافات الزاجرات المغيرات القاهرات التي لا إدراك بهن أو لهن ولا حرز ولا حجاب منهن وإن كان بيتا حصنا في الأرض أو السماء، فالموت كل الموت بكل أنواع الموت وبالآيات الباهرات لمن عادانا والسلم كل السلم لمن سالمنا والتبريكات والبركات المباركات والنفحات والرحمات لمن أخانا وأسلم وعرف وألتزم.
    وهذه خلاصة دعوتنا للعالم، نحن لن نتقدم نحو أحد بالعداء إلا من عادانا فحسب، أما من حاربنا فهو نفسه الذي وضعنا في موقف لا خيار لنا فيه، فأيما حرب ستفرض علينا فنحن سنكون لا خيار لنا إلا أن ندافع عن أنفسنا أمام الصائل المعتدي الظالم، ونحن نعلم جيدا جدا كيف نوفر قدرات ردع لمجتمعاتنا ولأبناء السلام المسلمين حول العالم فضلا عن قدرات نوعية للدفاع بكل أنواعه ودرجاته وبطرق متجددة لا قبل لأحد بملاحقة نوعيات تحديثاتها فضلا عن مواكبتها فضلاعن أن أكثرها قائم على عقيدة التوحيد ووجود حساب وجنة ونار كحق مطلق مسلم به وهو ما لم يملكه أحد إلا بأن يكون مثلنا في ذلك وهذا سيحرم أي طرف من التفكير في ظلمنا أو الاعتداء الآثم علينا، وليعلم الناس جميعا أن هدفنا ليس التهديد بقدر ما هو تحقيق ردع مناسب لتوفير بيئة صحية وسلام عالمي حقيقي.
    اللهم قد بلغنا... اللهم فاشهد؛؛؛
    أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ
    أخو الموحدين/ المستنصر بالله... سيف السماء؛؛؛


  3. #3
    التسجيل
    30-06-2011
    المشاركات
    814

    رد: قاعدة الجهاد العالمية وتكبيرات الفتح المقدسية الشريفة [خريطة تدفق إستراتيجيات جها

    الإستراتيجية (2)

    إستراتيجية أضواء الشمس الساطعة (الأضواء الحارقة لخفافيش الظلام) :
    تقوم إستراتيجية أضواء الشمس الساطعة على فكرة شديدة الوضوح وهي أن نقوم بتوضيح عقيدتنا وتاريخيتنا وثوابتنا وأهدافنا وطبيعة صراعاتنا وأسبابها كل ذلك جميعا سوف نجعله مطروحا بشكل شفاف تحت الأضواء الساطعة شديدة الوضوح سواء لدينا نحن أو لدى كل الأطراف ذات الصلة سواء من قريب أو من بعيد.
    أن أمة الإسلام أمة تمتلك بحق قضية أو قضايا في غاية ومنتهى العدالة ولدرجة أن الأمة في أحيان كثيرة جدا يفرضها عليها الواقع تقدم خلالها تنازلات عجيبة تبرهن بشكل لا مراء ولا جدال فيه عن مدى سعة الفجوة الضخمة جدا بين الواقع الظالم المجحف الفعلي لمكونات الأمة وبين العدالة المنشودة لقضاياها. وهذه الفجوة تبرهن عن مدى المظلوميات الضخمة الواقعة والجاثمة على صدر الأمة ولدرجة أن الأمة في أحيان كثيرة جدا إن لم تكن واقعياً بكل الأحيان تقبل بأي تقدم في الواقع نحو تحقيق عدالة قضاياها حتى وإن كان هذا التقدم نفسه يحتوي على بعض التنازلات المجحفة، وقبول الأمة لمثل هذه الأشياء إنما يعبر بالمقام الأول عن ضخامة الفجوة المخيفة بين الواقع الفعلي لمظلوميات قضايا الأمة وبين الواقع المنشود لتحقيق مستوى العدالة الدنيا لتلك القضايا.
    ومن شهود عدالة وسمو ورفعة قضيتنا أن قضايا الأمة المختلفة ليست في قمة ومنتهى العدالة وفقا للمفاهيم والمقاييس الإسلامية السماوية للأمة فحسب.. بل ولكن حتى بالمقاييس الوضعية والوثنية المختلفة -بالطبع مع استبعاد آلات المنطق النظري الوسواسي الهلوسي الأرسطي أو تابعه المنطق النسبي الأكثر هلوسةً وجنونا وتخلفا- فحتى وفقا لتلك المقاييس الوضعية الظالمة المختلفة فإن عدالة قضية الأمة تصل في وضوحها لدرجة غاية السطوع وغاية الوضوح، وعلينا أن نسعى بكل قوة ليس فقط للقتال العسكري عن قضيانا المختلفة بحسب كل منها، ولكن أيضا علينا أن نخوض القتال الإعلامي الأشد ضراوة وشراسة في بعض الأحيان من القتال العسكري.
    لذلك علينا أن نجتهد بكل قوة في سبيل تحقيق إستراتيجية أنوار الشمس الساطعة وأضوائها الحارقة، والفكرة في غاية البساطة والوضوح والسهولة لدرجة غير عادية ولكنها فقط ستحتاج لمجهود مناسب من المختصين بها.
    والمدخل إلى تلك الفكرة هي أنه عادة ما تكون هناك عشرات ومئات وربما آلاف اللقاءات السنوية الصحفية والإعلامية التي يجريها الشيوخ والقادة والعلماء والمفكرين وأكابر و وجهاء الأمة عبر عشرات وسائل الإعلام الإقليمية أو الدولية، والفكرة أننا سنضفي على تلك اللقاءات طعم مميز جدا ونكهة خاصة جهادية وعقائدية مميزة جدا.
    وخلاصة الفكرة المقدمة في "إستراتيجية الشمس الساطعة" هي أننا سنقوم بتوظيف تلك اللقاءات لخدمة قضايا الأمة بشكل أكثر عمقا وتجذرا، وذلك عن طريق عمل ملفات موثقة ومتكاملة ولكنها مختصرة بقدر الإمكان عن مختلف قضايا الأمة الرئيسية والتاريخية والتي تمثل أشد صراعات الأمة مع أعدائها سخونة وإلتهابا وتمثل قضاياها المحورية والمركزية الرئيسية المختلفة.
    وسوف نحتاج هنا لحصر القضايا الرئيسية المهمة والفارقة والمفصلية ثم تكوين وتوثيق مادة الملفات الإعلامية المجموعة والمنتقاة والمختصرة والنوعية وبحيث تكون تلك القضايا معالجة بمنهجية توثيقية وعلمية والتي ستجعل من وضوح عدالة قضايا الأمة أشبه ما تكون بأضواء الشمس الساطعة أمام الجميع بدون أي لبس أو على الأقل تحقيق أكبر مستوى ممكن الوصول له من هذا الهدف مع العمل على تحسين وتجويد العمل باستمرار.
    وسوف نقوم بتقسيم تلك اللقاءات إلى فئتين متمايزتين شكليا فحسب حتى تكون الفكرة في أوضح صورة وأكثرها سطوعاً على مختلف المستويات.
    وعندما نريد ممارسة حصر سريع للقضايا المركزية والمحورية الأشد سخونة في صراعات الأمة وما تتبعها من مظلوميات تاريخية معقدة ومتشابكة، فسوف نجد أن هناك قضايا بارزة ومحورية تشمل أهم القضايا المركزية ونجملها في القضايا التالية:
    1- مشكلة الأمة مع المنظومة العولمية السياسية المعاصرة تلك المنظومة التي تدعي كذبا ودجلا وزورا أنها تتكلم بلسان الصوت الموحد للبشرية وتدعي بكل بجاحة أنها صاحبة الأحقية في تمثيل البشرية، تلك المنظومة التي قامت بشكل جذري أساسي على تنظيرات شيطانية مشهورة معروفة لأكثر أنواع البشر تطرفا وشذوذا عبر التاريخ من أمثال "إليستر كراولي" و "آليس آن بايلي" "وإلينا بلاتافسكي" و "دافيد سبانجيلر" وأشباههم من منظري التكريس الشيطاني المعروفين والمعروف تاريخهم، وإن شاء الله تعالى ففي موضوع تالي في إطار سلسلتنا المباركة هذه سلسلة التكبيرات القاعدية العالمية المقدسية الشريفة هذه فسوف نقدم موضوع مفيد جدا في هذا الصدد وهو عمل استغرق عدة شهور لجمع المادة وتنسيقها وترتيبها وعرضها، ونرجو الله تعالى أن يجعل فيه فوائد لكل عاقل منصف.
    2- يتبع تلك المنظومة العولمية العقائدية السابقة ما يعتبر امتداد وتجسيد لها من منظومة عائلات آل روتشيلد وأشباهها من حكام مطلقين للحوكمة الاقتصادية العولمية المعاصرة، وربما قد يقول أحدهم أن تنظيرات المنظومة السابقة هي التي تشكل مجرد امتداد لمعتقدات آل روتشيلد وأشباههم وهو لن يكون بعيدا عن واقع الحقيقة ولكنني رتبتهم بحيث يكون العداء الأول بدون صلة بأي أشخاص بقدر أن يكون متعلقا بعقائد تكريسية حقيرة يريد البعض فرضها على البشرية بكل صفاقة، وآل روتشيلد وباقي إخواتها من عائلات المرابيين الدوليين هذه العائلات اليهودية الشهيرة ترتبط بها بشكل عضوي بعض العائلات القليلة تمثل امتداد اليهودية بداخل الوثنية الصليبية، تلك العائلات التي يصح تسميتها بالعائلات الشيطانية ونظامها العقائدي الفاسد والذي خططت له وتتبعه تلك العائلات لحفظ مصالحها الضيقة جدا جدا والتي تعتقد تلك العائلات أنه لا بديل لها عنه، هذا النظام المالي والنقدي والحوكمة العقائدية وتوابعها من الحوكمة النقدية والمالية التي يفرضونها قسريا على أتباعهم بالتتالي، هذا النظام نحن لدينا مشاكل تمتد لقرون عديدة معهم ومظالم ضخمة ومتشعبة وعميقة.
    3- الغرب المعاصر أعتبر أن تقدمه مرتبط بقمعنا كمسلمين وتجهيلنا واحتوائنا، وأعتبر مفكري الغرب أننا نمثل مشكلتهم الكامنة في العالم ومخاوفهم الحقيقية الفعلية على كوكب الأرض، على الرغم من أننا أنفسنا لا نعاني من تلك الأشياء والأعراض المزمنة، ولكن تقييم الغرب لقدرة وحيوية وحقائقية الإسلام ومدى إدراكهم العميق لمدى اتساق الإسلام الذاتي وتكامل رسالته على كل المستويات بشكل مذهل، وقدرة الإسلام العقائدية الشاملة على جذب الباحثين الجدد عن الحقيقة له، كل تلك العوامل السابقة جعلت الغرب يضع الإسلام في خانة العدو التاريخي له.
    ونحن هنا نسأل العالم أجمع: هل ذنبنا أن ديننا بهذا الوضوح والمتانة والعمق والحقائقية والشفافية والحيوية البالغة؟؟، هل يعقل أن يعادينا الأخر لأنهم فقط يدركون حقيقة مدى سطحيتهم وتفاهتهم وضعفهم وغباء وتخلف عقائدهم؟؟
    الاجابة بشكل بسيط لا يعقل أن يضطهدنا هؤلاء الأفاقين فقط لمجرد أنهم يعلمون أنهم أفاقون ودجاجلة وكذابون، لذلك فمشكلتنا مع الغرب فالغرب نفسه هو من يتكلف كل أسبابها ويفتعل أي صدام تافه ويضخمه ليستدعي به صور تاريخية العداء وليمارس الحشد والشحن الداخلي وطريقتهم المحببة في تصدير الأزمات للخارج وتوقيف صراعاتهم دائما عند الحافة القصوى بشكل غاية الدموية والمرض والقذارة.
    4- أهداف الإسلام المجردة العامة الخارجية، وتلك الأخرى الداخلية وما يثار حولهما من شبهات وردود وشبهات أن المسلمين يقتتلون فيما بينهم والرد عليها وبيان أن المجاهدين لهم عشرات البيانات والإصدارات والمواقف التي تظهر مدى أن المجاهدين أحرص ما يكونون على تحريم أي عمليات تستهدف المسلمين كما أنهم واقعيا يبذلون جهود استثنائية لتطبيق هذا واقعا بل والدفاع عن العامة من المسلمين والعامة من الأمة وشرح مفهوم العدو الداخلي وسنتناول تفاصيل أخرى أكثر وضوحا بجزء لاحق من هذه السلسلة المباركة لتوضيح المطلوب والمقصود هنا. وبشكل عام هنا فعلى كل مستويات صراعات الأمة الداخلية فتتلخص كل تلك القضايا تحت عنوان وحيد جامع مانع لكل القضايا وهو عنوان "تطبيق الشريعة" وما يتبعها ويلزمها من تحقيق ذاتية حقيقية واستقلالية تامة لهذا التطبيق،. وعلى مستوى صراعات الأمة مع الأعداء الخارجيين فنحن لا نبدأ أحدا بالعداء ولكن يجب أن نفهم وأن نوضح أن أمتنا مفروض عليها واقعيا تركة ضخمة جدا من الصراعات الشديدة السخونة فرضت على أمتنا لتحول بينها وبين أن تتمتع الأمة ولو حتى بفرصة أو برهة لتلتقط أنفاسها في خضم تلك الصراعات شديدة الشراسة والسخونة، وبالتالي علينا أن نوضح عدة أمور هامة في إطار تلك الملفات الإعلامية المقترحة يجب أن تشملها تلك الملفات، وهي أن تركة الصراعات المثقلة الملتهبة تلك تمتلك من الأسباب التاريخية لإكراهنا على دخول الصراع، وكذلك توضيح من هم البادءون حقا بالعدوان على الأمة سواء معتدون على استقلال الأمة الجغرافي أو التاريخي.
    الحلول التطبيقية المقترحة وخلاصة فكرة إستراتيجية أضواء الشمس الساطعة:
    فكرة إستراتيجية الشمس الساطعة أننا سنقوم بتوظيف كل اللقاءات التي يعقدها المجاهدين بكل الساحات مع كل وسائل الإعلام من كل الأنواع، ورفع العائد والمردودية المباشرة وغير المباشرة من تلك اللقاءات بين المجاهدين ووسائل الإعلام أو بين مختلف شيوخ الأمة وعلماؤها ومفكريها بحيث نطبق من خلال تلك اللقاءات إستراتيجية الشمس الساطعة عن طريق توزيع ملفات معدة سلفا تجيب عن أهم الأسئلة التقليدية التي تطرح على المجاهدين أو مفكري الأمة أو شيوخها أو علماؤها بحيث تقدم تلك الملفات اجابات موثقة وواضحة وعامة مركزة حول القضايا الرئيسية بدون الخوض في تفاصيل فرعية كثيرة لأن من سيرفض الصورة الكبيرة الواضحة بطبيعة الحال سيرفض التفاصيل التي يكون تأويلها عادة أسهل بكثير من الصورة العامة المحكمة.
    ولذلك فالمطلوب هو تجهزي الملفات الإعلامية التي يتم توزيعها كتمهيد لمختلف أنواع اللقاءات الصحفية أو الإعلامية أو التعارفية بحيث تعالج تلك الأسئلة والقضايا التقليدية بشكل رئيسي موثق ومركز في صلب القضايا الهامة والمفصلية، وعلى ذلك فأقترح للأخوة عمل ملفات موثقة وتجهيزها على الشكل التالي:
    1- تجهيز الملفات الإعلامية الموثقة التي توضح لماذا نرفض الأمم المتحدة ومجلسها المزعوم للأمن الدولي ولماذا نرفض أن تكون تلك الجهات هي التي تدعي نفسها أنها هي الجهة الوحيدة المخولة بالحديث باسم البشرية فضلا عن التحدث باسم المسلمين، وكيف أن هذا لا يتوافق مع تاريخ عداء تلك الجهات والمنظمات لنا كمسلمين.. بل والعقيدة العولمية الشيطانية التي قامت عليها تلك الجهات نفسها توضح مدى عدائها الأصيل والجذري للتوحيد بشكل حصري بل وتجريدي!.. وكيف أن هذا منتشر في تنظيرات تلك المنظمات وتوابعها بشكل غاية الصراحة والوضوح، فضلا عن تاريخية مظلومياتنا مع تلك الجهات التي ما وجدت أصلا إلا لقمعنا وقهرنا وعدائنا بالتحديد كمسلمين، فضلا عن تاريخها العنصري ضد الكثير من الشعوب والتي تمارس احتكار مزيف للحديث باسم تلك الشعوب.
    2- تجهيز ملفات موثقة متكاملة ومختصرة بقدر الإمكان حول عائلات آل روتشيلد وشبيهاتها وأتباعها من مؤسسي تلك المنظومات الحوكمية العولمية في حوكمتها السياسية العقائدية والاقتصادية والعسكرية المتجسدة في النظام السياسي العسكري للأمم المتحدة ومجلسها المزعوم للأمن وكذلك في حوكمتها واحتكارها الفاسد للحوكمة الاقتصادية والحوكمة الإعلامية والحوكمة العسكرية ومظاهر عسكرة العالم وعولمة الحروب والتحالفات، ونحمل بشكل صريح كامل المسئولية الكاملة لتلك الجهات وكل أربابها أو أتباعها من المصرفيين اليهود أو الصليبيين في أي حروب دمار شامل من أي نوع قد تحدث أو تندلع في البشرية، وعلى أجيال البشرية مستقبلا أن تعي جيدا أن هؤلاء اليهود وأذنابهم الصليبيين هم المسئولين فعليا وتاريخيا عن كل محاولات دفع العالم نحو حروب دمار شامل مع ملاحظة أن تلك الأمور مدونة بشكل صريح عند هؤلاء القوم، ودورنا نحن المسلمين يكون بتوثيق المواد اللازمة لما سبق بشكل متكامل وموثق ومختصر.
    3- تجهيز ملفات متكاملة وموثقة حول عداء الغرب لعقيدة الإسلام وتخوفه من مصداقية وحيوية وحقائقية الإسلام.
    4- فيما يخص الشئون الداخلية فيجب عمل ملفات متكاملة حول قضيتان أساسيتان، وهما لماذا نعتبر الرافضة غير مسلمين وأسباب ذلك المتكاملة ولماذا نحصر التقارب معهم أن يكون تقارب عقائدي وتجهيز ملف كشف دجلية التقارب المزعوم هذا بشكل علمي متكامل وموثق.. والتي تحصر مستقبل التقارب معهم في التقارب العقدي فقط منعا لتفكيرهم حتى في التلاعب بالأمة، أما القضية الثانية وهي قضية الأعداء الداخليين والذين يمارسون العمالة الصريحة لأطراف خارجية تعادي الأمة عقائديا وتبني هؤلاء العملاء لأجندات خارجية عقائدية وسيادية وتشريعية وسياسية وإعلامية وسواء كان أمثال هؤلاء العملاء يدركون طبيعتهم التخريبية أو كانوا مجرد مستعملين لا يدركون وظيفتهم التخريبية والتفكيكية الخطيرة جدا بالمجتمعات الإسلامية، ولكن أجندتهم بشكل عام أجندة واحدة وما تشكله من خطورة داخلية مفرطة لا يخفى على أدنى عاقل لأنهم يعملون بشكل صريح جداً لصالح أطراف خارجية بالأصل سواء تحت أي ذرائع متهافتة يلوكونها للتبرير الفاسد.
    وهناك مواد إعلامية كثيرة موجودة على الإنترنت ستساعد في سهولة إعداد وتجهيز تلك الملفات بشكل كامل ومتكامل موثق وتختصر الوقت اللازم لإعدادها، وعلى سبيل المثال فهناك ملف عن دعوى التقارب مع الرافضة منتشر على الإنترنت سيختصر كثير في الوقت في جمع المادة وسيكون دور الأخوة فقط في تنقيحها وعرضها أو إضافة توثيقات محلية لها، وعلى غرار ذلك الملف وعلى سبيل المثال في ملف علاقتنا بالغرب فهناك كتيب "قادة الغرب يقولون دمروا الإسلام وأبيدوا أهله" وهناك عدة كتيبات أو كتب أو كتابات أخرى على نفس غرار هذا الكتيب السابق وسيكون دورنا في جمع تلك المواد وعرضها في ملف موحد عن طبيعة علاقتنا بالغرب ومن هم البادءون بالعدوان نحن أم هم.
    وعلى غرار تلك الملفات السابقة الشائكة يتم تجهيز الملفات الأخرى المطلوبة ودمجها في شكل ملف واحد إعلامي مجمع يكون مصحوب بملف تقديمي فهرسي بسيط لتسهيل الوصول إلى أي مادة إعلامية وتوثيقية موجودة بالملف بسهولة ويسر، على أن تكون طريقة إعداد الملف وتجهيز عناوينه بحيث تكفي وحدها للإفصاح بشكل كبير عن المحتوى الشمولي لكل عنوان بحيث أن من يقرأ العنوان يجد شوقا داخله للتعرف على بعض التفاصيل .
    إن إستراتيجية الشمس الساطعة تعتمد بشكل كبير على مصطلح "شديدة الوضوح" كعنوان مستدام ومستمر ومتجدد في تعامل الأمة الإسلامية ومختلف قياداتها ووجهائها وأكابرها مع مختلف وسائل الإعلام حتى تحقق تلك الملفات توفير الحد الأدنى من اجابة تساؤلات الإعلاميين والمعدين والمحررين التي قتلت بحثا وقتلت تمحيصا في مئات المناسبات السابقة.. ولكن لا بأس من زيادة البيان وتجهيز تلك الملفات بالشكل السابق سيحمل في طياته نوع من الدعوة للمخالف ونوع من البيان ونوع من البلاغ وسيشكل حزمة منافع صعب حصرها، على أن تكون تلك الملفات قابلة للتحديث بسهولة مستقبلا وبشكل مستمر.
    أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ
    أخو الموحدين/ المستنصر بالله... سيف السماء؛؛؛


  4. #4
    التسجيل
    30-06-2011
    المشاركات
    814

    رد: قاعدة الجهاد العالمية وتكبيرات الفتح المقدسية الشريفة [خريطة تدفق إستراتيجيات جها

    تنويه هام جدا: الإستراتيجيات المنشورة ستمثل حلقات متكاملة ويرجى عدم التعاطي مع أي إستراتيجية منهم بشكل منفرد لأنه سيكون غير ناجح والتعاطي الصحيح مع ما يرد بتلك الإستراتيجيات هو التعامل معها بالنهاية كوحدة واحدة مجمعة.



    الإستراتيجية (3)

    الإستراتيجية الحيوية -الجانب الأول المخصص للتكتيكات البرية منها-:
    إستراتيجية حياة أو موت.. نكون أو لا نكون (حيوية ترقية وتثوير إستراتيجية لهندسة جغرافية التجانس النيراني والقتالي للطبوغرافيا) :
    وتلك الإستراتيجية تدور حول أهمية أن تكون الجاهزية القتالية للقوات الجهادية والإسلامية ذات تعبوية وجاهزية عالية جدا وشبه دائمة لتحقيق أهداف ومتطلبات مراحل متقدمة في إدارة التوحش وفرض السيطرة والسيادة الإسلامية العليا المباشرة على أرض الميدان، ويجوز لنا أن نطلق عليها بلغة العلوم العسكرية المعاصرة ترقية وتثوير الجاهزية الاحترافية لمعارك الأسلحة الجغرافية المشتركة البرية واسعة المدى، وسوف أعطي أمثلة مباشرة توضح بشكل ساطع أهمية و وظيفية وحيوية إستراتيجية التجانس النيراني الطبوغرافي أو إستراتيجية رفع وتحديث كفاية مستويات الجاهزية لمعارك الأسلحة الجغرافية التفاعلية ومعارك الأسلحة المشتركة والوصول بها لمستويات تحديثية ثورية متقدمة جدا في منهجها العلمي والتطبيقي لإدارة الجغرافيا الشاملة على نطاقات واسعة؛.
    بداية ولكي نفهم ونوضح أهمية فهم تلك الأمور الجيوإستراتيجية فهنا سنضرب أمثلة، وكمثال فأنت لا يمكن لك أن تمتلك سلاح فعال إلا بتجانس هذا السلاح مع طبيعة الظرفيات والظروف العامة المختلفة لامتلاكك إياه، من حيث قدراتك المالية النقدية والقتالية والتكتيكية والإدارية والفنية والطبوغرافية والسياسية واللوجستية والقدرة على الدفاع عن السلاح نفسه وبالإضافة إلى باقي العناصر والظرفيات المؤثرة.
    بشكل أوضح فأنت مثلا لا يمكنك أن تمتلك عدة بطاريات صواريخ دفاع جوي واسع المدى من طرازات الثاد أو أس 300 أو أس 400 (بخصوص مقارنة وفهرسة وتصنيف منظومات الثاد والباتريوت والأس300 والأس 400 فيمكننا أن نقول التالي: هناك نسخ تصل إلى 160 كيلومتر من الباتريوت باك2 وباك3 ولكن عامة مديات الباتريوت تقع حول 100 إلى 120 كيلومتر أو أقل وبعضها يكون بمدى 70 كيلو متر وهو ما يجعلها إلى جوار عناصر أخرى تجعل وفقا لتقديري الشخصي من الباتريوت تصنف كمنظومة متوسطة المدى جيدة الاعتمادية ولكن كمنظومة بعيدة المدى فسيكون الباتريوت منخفض الاعتمادية بشكل ملحوظ للغاية، كما أن اعتمادية الباتريوت كسلاح دفاع جوي معتمد فعال فهي مسألة مشكوك فيها كثيرا جدا ويكفي هواية الأمريكان في زرع البرمجيات الخبيثة بمنتاجتهم التصديرية لباقي العالم وهذا أمر مشهور جدا، لذلك فحتى لا يتم تحميل الباتريوت بما لا يطيق فيكيفه فخرا أن يسجل كسلاح دفاعي ضمن نطاق الأسلحة المتوسطة المدى إذ أن معظم الأسلحة الأمريكية عامة تتميز بطابع شكلي استعراضي أكثر من كونها تتمتع بوظائف عملياتية فاعلة في فئاتها عامة وخاصة في فئات الأسلحة ما فوق المتوسطة وفقا للتصنيفات الإستراتيجية السائدة في مختلف معاهد أبحاث السلام حول العالم لذلك فتصنيف الباتريوت باهظ الغلو في ثمنه يقع في فئة المديات المتوسطة فهذا من وجهة نظري ترقية لأدائه ومن الظلم الشديد للباتريوت مقارنته بالأس 300 وأتوافق من الرأي الذي يقول أن الباتريوت يمكن مقارنته فعليا بمنظومة البوك أم 2 كمقارنة عملية علمية وإذا أردنا وضع الأس300 في مقارنة فأظن أن الثاد يمكن وضعه في مقارنه عمليه مع الأس300 مع وجود مميزات عملية ترجح كفة الأس300 في فئاته الأحدث بجداره لأن الثاد على الرغم من كونه منظومة باهظة فائقة غالية متغالية التكاليف إلا أنه منظومة فئوية مخصصة للتعامل مع أهداف جوية ذات طبيعة محصورة في الصواريخ الباليستية وهو ما يجعله خارج نطاق أي فائدة عملية لغير دولة المنشأ لذلك فمقارنة الثاد مع الأس 300 تجعل من فوز الأس 300 مقطوع فيه فضلا أن تكون المقارنة مع الأس400 لذلك أعتقد أن الأس400 خارج نطاق المقارنة مع أي سلاح أمريكي معروف وبخصوص الباتريوت والثاد فالأس300 يقوم بممارسة وظيفة كلا المنظومتين معا وبكفاءة أعلى من الباترويت وإن كانت فعالية الأس300 أقل من الثاد في سقف عمليات التصدي للصواريخ ولكن الأس 300 أكثر فعالية من الثاد عملياتيا لأن الأس 300 متعدد المهام والوظائف ولديه قدرة نوعية على سد الثغرات وخاصة في نسخة الفيفورت بي أم يو2 وهي أعلى من خصائص الثاد اللهم إلا أن الثاد يتميز بشكل واضح فيما يخص بعض قدرات الارتفاعات الشاهقة ولكن الخلاصة أن بطاريات الأس 300 الأحدث تعتبر أفضل من كلا المنظومتين الأمريكيتين معا بمراحل حاسمة إلا إذا كانت المقارنة تتم بين بطارية واحدة أس 300 وبين بطارية باترويت بالإضافة لبطارية ثاد بحيث أن المنظومة الأمريكية سوف تتساوى مع الأس 300 في حالة واحدة فقط بدمج منظومتي الثاد والباتريوت باك 3 في منظومة واحدة معا، وهذا كله بخلاف درجة الوثوقية المتدنية للغاية في السلاح الأمريكي كسلاح يمكن التحكم في عملياته باستقلالية دون وجود تلاعب مسبق بمستويات برمجيات الفيروسات الخبيثة الكامنة المزروعة فيه وهذا المستوى من تدني الوثوقية يجعل أي مقارنة للسلاح الأمريكي غير عملية بالمرة من أساسها ولو بمدفع عيار 23 مم. وبالعموم فإن أفضل خانة مقارنة يمكن رفع الباترويت باك 3 لها هو مقارنته بمنظومة أستر 30 الفرنسية مع تفضيل الأستر في الكفاية الإلكترونية وموثوقية الإصابة وإن كانا يشتركان في احتمالية وجود البرمجيات الخبيثة المزروعة.).
    والمهم هنا أنه لا يمكنك بأي حال أن تمتلك الأس300 أو الأس 400 أو الثاد الأمريكي –الكلام عن الثاد هنا هو كلام نظري بحت للشرح فقط - كأسلحة دفاع جوي إستراتيجية أو بعيدة المدى، فأنت لا يمكنك أن تمتلك الأنظمة الدفاعية الجوية الإستراتيجية وأنت بالفعل لا تمتلك منظومة دفاع جوي تكتيكية كحارس للمنظومة الإستراتيجية نفسها وأي منظومة تعتبر في مستوى متوسطة المدى كمنظومة الباتريوت –الباتريوت نظريا فحسب وفعاليته لدولة المنشأ فحسب- أو بعض نسخ الهوك3 المطورة أو البوك أم1-2 والبوك أم 2(نسخ وتحديثات السام 6 إلى مستويات السام 11 والسام 17 جريزلي وحتى مستوى تحديثهم إلى البوك أم3) أو السام 2 أو مثيلاتها أو ما في فئتها من أنظمة الدفاع الجوي التي تكون مدياتها عادة أكثر من 40 كيلو متر ، وكذلك فلا يمكنك أن تمتلك مثلا البوك أو الهوك بدون إمتلاك منظومات بطاريات دفاع جوي في فئة يمكن تسميتها بفئة أعلى من قصيرة المدى وتحت متوسطة المدى والتي من الممكن تصنيفها كفئة ثانية أو مستوى ثاني أو نسق ثاني في فئة متوسطة المدى -وفئة متوسطة المدى الدرجة الثانية أو المستوى الثاني هي تقع في مستوى بمدى من 20 إلى 35 كليومتر- من أمثال السلامر أو الأستر 15 أو الأسبيد2000 أو السام 6 في تحديثه بنسخة 24 كلم. أو البتشورا أم2 (وهو السام 3 غوا وتحديثاته لمستوى سام 3 بتشورا أم 2) أو ما في فئتهم بالتقريب.
    وكذلك فأنت أيضا ستكون بحاجة ملحة جدا إلى امتلاك منظومات صواريخ دفاعية قصيرة المدى من أمثال الكروتال أو السام19 بانستير أس أو التور أم 1 أو التور أم 2 لتستطيع من خلال تلك المنظومات التي تتراوح مدياتها من 8 إلى 20 كيلومتر الدفاع عن الأنظمة الإستراتيجية الطويلة المدى وكذلك عن الأنظمة التكتيكية متوسطة المدى بشقيها، لأن هناك ظروف طبوغرافية وعملياتية تتيح لبعض الحالات الميدانية أن تكون فرصة اكتشاف الصاروخ المهاجم من مدى قريب يكون أفضل جدوى للتعامل معه فعليا من خلال المنظومات قصيرة المدى.
    وكذلك فأنت ستكون بحاجة ملحة جدا لامتلاك صورايخ الكتف الستنيجر أو السام 7 أو السام 14 أو السام 16 أو السام 18 أو السام 24 أو الميسترال أو ما في فئتهم بشكل عام كالإيغلا أو غيره. وكذلك فالصورايخ السابقة بكل مدياتها المختلفة تحتاج بشدة إلى معاونة قريبة من نيران المضادات الأرضية من عيار 12.7 مم وصولا إلى عيار 35 مم. وربما تحتاج لتطعيم للعيارات حتى 85مم و87مم. وربما أزيد.-هناك عيارات مدفعية دفاع جوي تصل حتى عيار 100 مم. ولكن مثل هذه العيارات لن تكون عملية وأظن أن أي عيار فوق 35 مم. لن يكون عملي بالمرة بالنسبة للمعارك خفيفة الحركة لمتطلبات المستقبل لمختلف الجبهات الجهادية-.
    وكل هذه العيارات والمنظومات المتراوحة السابقة أنت ستحتاجها بشدة لكي تمارس تلك المنظومات جدران متتالية من الحماية لمنظومات إستراتيجية كمنظومات الأس400 أو الثاد أو الأس300، وبدون وجود تلك المنظومات مختلفة العيارات التعبوية والعملياتية والتكتيكية الخادمة لعمل المنظومات الدفاعية الجوية الإستراتيجية من العيارات الإستراتيجية كالأس 400 أو الثاد فأنت لا يمكنك أصلا أن تنشر بطاريات الثاد أو الأس 400 لإن أي طلعات جوية متسللة منخفضة تلتزم الهيئات الطبوغرافية الصعبة لن يمكن لتلك المنظومات مواجهتها أو صدها بالشكل المثالي وستقوم الهجمات الجوية بسهولة بالغة بتدمير البطاريات الإستراتيجية المنصوبة. لذلك فأنت بحاجة لمواسير المدفعية مضادة للطيران بداية من 12.7 مم. و وصولا لـ 35 مم. -هناك عيارات مدفعية دفاع جوي تصل حتى عيار 100 مم. ولكن مثل هذه العيارات لن تكون عملية وأظن أن أي عيار فوق 35 مم. لن يكون عملي بالمرة بالنسبة للمعارك خفيفة الحركة للقوى الناشئة- بالإضافة لصواريخ الكتف لتقوم تلك العيارات وصواريخ الكتف بتحقيق إصابة الطلعات الهجومية القادمة عليك وتصفيتها، أو على الأقل تقوم برفع تلك الطلعات الهجومية في الهواء إلى ارتفاع مناسب يسمح لمنظومات بطاريات الصواريخ القصيرة ذات المديات تحت 20 كيلومتر -أنظمة صواريخ الكتف هي وأنظمة المدفعية يطلق عليها أنظمة دفاع جوي قصيرة المدى جدت تترواح مدى صواريخها الأقصى من 4 إلى 8 كيلومتر ومدى مدفعيتها الأقصى من 2 إلى نحو 6 كيلومتر- باصطيادها وتصفيتها أو إدخالها في نطاق بطاريات الصواريخ القوية متوسطة المدى مثل الهوكات والبوكات أو مستوى السلامر أو الأسبيد 2000 أو الأستر 15 أو البتشورا وبتلك التشكيلة النيرانية تستطيع فرض رقابة قتالية ودفاعية فاعلة لعمل المنظومات الإستراتيجية مثل الثاد أو الأس400 أو الأس300.
    وعلى أقصى تقدير فيمكن الاستعاضة عن مستوى واحد من المستويين المتوسطين في المدى ولكن وجود منظومة مواسير مدفعية مضادة للطيران وصورايخ محمولة على الكتف كمستوى أولي فيجب أن يضاف له على الأقل كحد أدنى منظومة بطاريات قصيرة تحت 20 كيلو بالإضافة إلى مستوى واحد على الأقل من مستويان منظومة متوسطة المدى سواء منظومة فوق الـ20 كيلو أو مستوى منظومة فوق 40 كيلو.
    وبوجود هذين المستويين -وقد تغافلنا هنا عن مستوى واحد فقط من منظومات متوسطة المدى التي صنفناها إلى فئتين سابقا والاكتفاء بمستوى واحد فقط منهما- إلى جوار منظومة نيرانية قصيرة المدى جدا فسوف يشكل تشكيلة نيران دفاع جوي قادرة على توفير حماية مقبولة للمنظومات والبطاريات الدفاعية الإستراتيجية كالثاد أو الأس400 .
    ويمكن بعدة طرق زيادة تقليص وضغط المستويات السابقة لنكتفي فقط بالمنظومات قصيرة المدى جدا ولكن بتشكيلة متطورة منها وبالإضافة إلى منظومة واحدة فقط تعمل كمنظومة بين قصيرة إلى متوسطة المدى كالبانستير أس أو السلامر SL-AMRAAM ولكن ستحتاج إلى كثافة عددية توازي نوعية التهديدات المتوقعة لتوفير أعلى وثوقية وكفائية لمنظومات الدفاع الجوي الإستراتيجي التي تريد نشرها.
    بشكل أوضح أنت لكي تمتلك منظومة دفاع جوي ذات مستوى ورتبة من الفعالية والفاعلية الإستراتيجية كمنظومات ثاد أو أس300 أو أس400 فأنت بحاجة لكي تكون لديك بالفعل عائلات ومنظومات أسلحة دفاع جوي من أربع فئات متراوحة أخرى تمثل ثلاثة فئات من الصورايخ المتوسطة المدى برتبتيها وقصيرة المدى.. بالإضافة لفئات منظومات قصيرة المدى جدا سواء صواريخ الكتف أو مواسير المدفعية المختلفة، تلك التشكيلة السابقة هي التشكيلة شبه المثالية المطلوبة كتشيكلات دفاعية تستطيع القيام بالدفاع والحماية لمنظومة إستراتيجية كأس400 أو ثاد أو أس 300 من مختلف أنواع هجمات الطيران شديد الإنخفاض أو المتوسط أو الهجمات الخفيفة من المروحيات أو الطائرات بدون طيار الخفيفة التسليح.
    بصورة واضحة فأنت بالرغم من القوة الهائلة والإستراتيجية لمنظومات مثل الثاد أو أس 300 وبشكل أقوى وأضخم مثل الأس400 والأس500 في القيام بوظيفة الدفاع الجوي الإستراتيجي ولكنك ستكون بحاجة أصلا لأسلحة دفاع جوي من فئات أقل لكي تقوم بحماية الأس 300 أو الأس400 أو الثاد أثناء قيامهم بوظيفتهم الدفاعية الإستراتيجية وهذا لأسباب كثيرة جدا تتخطى حتى مجرد كونها أسباب عملياتية وتتعلق بموازنات اقتصاديات الحرب وعوامل اللوجستية والكثافة التسليحية والعددية وما إلى ذلك من عوامل مؤثرة بشدة على تخطيطات العمليات والتكتيكات المتبعة للإدارة والتخطيط للحرب، ولدرجة أنه هناك عوامل عملياتية بحتة جدا وكثيرة ستجعل من حاجة المنظومات الإستراتيجية للحماية من مظومات دفاع جوي أقل في المستوى والقدرة أمر لا مفر منه أبدا بأي حال.
    وأوضح مما سبق سأفرض لك أنك تمتلك منظومة دفاع جوي مثالية وشاملة وفعالة وكفائية بداية من المضادات الأرضية أحادية المواسير ثم وصولا للأس400 ومرورا بما بينها من مضادات متعددة المواسير وصورايخ الكتف القصيرة وصورايخ الكتف المتطورة وصواريخ قصيرة المدى وصورايخ ضيقة متوسطة المدى ثم صورايخ متوسطة المدى.
    فلك أن تفترض أنك تملك كل تلك المنظومة الشاملة السابقة مع منظومة رصد ومراقبة واستطلاع وإدارة نيرانية عالية الكفاءة جدا على مستوى كل عمليات الدفاع الجوي الشامل المتكامل المتطور، ولكن.. ولكن تخيل أنك مع كل هذه المنظومة المثالية الشمولية المتطورة لا تمتلك أي مصادر نيران أرضية مضادة للدروع من أي نوع أياً كان، سواء كان ذلك سلاح مدفعي ثابت أو ذاتي أو مجرور أو مدرعات خفيفة أو استطلاع أو قتالية أو دبابات خفيفة أو قتال رئيسية، ولدرجة أنك لا تملك حتى أي هاونات المختلفة العيار.
    ولا تمتلك عبوات من أي نوع أو ألغام أو مفخخات أو أحزمة ناسفة أو لاصقات.
    كما أنك لا تملك أي عيار من القناصات سواء إستراتيجية أو متوسطة أو حتى قصيرة المدى والعيار، زد على ذلك أنك ولسبب أو لأخر لا تملك حتى بنادق آلية ثقيلة أو خفيفة أو حتى رشاشات متلاحمة خفيفة كالكلاشينكوف.
    فإذا كنت لا تمتلك أحد الفئات التسليحية الأرضية السابقة بشكل كامل متنوع فإن ذلك سيشكل ثغرة دفاعية ربما تكون قاتلة في منظومتك التسليحية الدفاعية بالرغم من إمتلاكك لمنظومة دفاع جوي مخيفة، فما بالك وأنت لا تمتلك أي من تلك العائلات والعيارات ومصادر النيران الأرضية المباشرة وغير المباشرة؟!.
    فأنت إذا كنت تملك منظومة دفاع جوي مثالية للغاية ولكنك لا تملك أي عائلات مصادر نيران أرضية متنوعة ومتراوحة العيارات والمديات فيمكن بكل سهولة لعدة مركبات مدرعة أو حتى لمجرد عدة أفراد مشاة راجلين قد تستطيع اجتياح وكسح وتدمير كامل منظومتك التسليحية المثالية للدفاع الجوي تلك، على الرغم من المميزات شديدة النوعية والمثالية لأسلحة الدفاع الجوي في منظومتك. ومهما حاولت توظيف منظومات الدفاع الجوي للقيام بوظيفة الحماية الأرضية ضد المشاة والمركبات المختلفة فستظل غير ذات جدوى ولا قيمة فعلية لأي مقاومة تصدر عنها وخاصة إذا أفترضنا أي هجوم أرضي ولو بدبابتين فقط فسيمكنها بسهولة بالغة كسح ومسح كل تلك المظومات المثالية الشاملة للدفاع الجوي على الرغم من وجود نسبة ما لفاعلية برية لها -بالطبع في العمليات والأسلحة الحديثة فهناك الكثير من الأسلحة مزدوجة الاستخدام ولكن الاستخدام المزدوج للأسلحة يستخدم في حالات الطوارئ القصوى العملياتية ولا اعتبار له عامة له إلا في تخصصه وتظل حالات الاستخدام الثنائي للأسلحة المتخصصة غير ذات جدوى علمية أو تخطيطية وتظل جدوى استخدامها فقط للطوارئ القصوى كما أنها حتى في حالات الطوارئ القصوى فلن تكون بطبيعة الحال بنفس مستوى الأسلحة المتخصصة الأصلية كل في فئتها-.
    ولكي تتضح لك الصورة أكثر فدعنا نتناول نفس المثال السابق ولكن من الجانب الأخر المقابل له:
    سنفترض أنك تمتلك جيش أرضي بري كامل ولكنه مكون من العناصر التسليحية التالية فقط دبابات ت90 أو الإبرامز2 أو ليوبارد2 أو ما في فئتهم أو ما هو مستحدث عنهم، كما أنك تمتلك عائلة أسلحة قنص لا مثيل لها من قناصات إستراتيجية ثقيلة طويلة المدى وقناصات متوسطة المدى وقناصات تقليدية قصيرة متنوعة وتمتلك أسحلة م.د متنوعة ومتطورة وتمتلك مركبات قتال مدرعة ثقيلة ومتوسطة وخفيفة (بدون حمولات متخصصة م.ط) وتمتلك ناقلات جند قتالية ومدفعية ذاتية الحركة من عيار 80 حتى 250 وهاونات وهاوتزرات وعربات نثر ألغام وعربات مهام هندسية متنوعة ، هب أنك تمتلك كل هذا الجيش بهذا التشكيل التسليحي النيراني السابق ولكن لسبب أو لأخر كان هذا الجيش بكامله موجود في صحراء أو في جغرافية مكشوفة بدون أي منظومات دفاع جوي ذات اعتبار عملياتي يناسب حماية تلك التشكيلات الضخمة، فهل لك أن تتخيل ماذا سيكون مصير هذا الجيش العرمرم الضخم في مقابل طلعة أو هجمة واحدة لما بين خمسة أو عشرة مقاتلات أيه 10 ثندربولت.. فقد تكون خمسة مقاتلات فقط لو أحسن توظيف توجيه قدراتها النيرانية الموجودة عليها قد تحيل جيشك العرمرم هذا إلى تذكارات وخردة بالية مهشمة من إحدى صفحات التاريخ. قد يقول البعض أنه سيستخدم بعض مواسير الـ12.7 وبعض مواسير الـ14.5 و الـ 23 أو ما يقاربهما للمقاومة ضد هجمة طلعة الثندر بولت وهذه روح رائعة للمقاومة والاستشهاد ولكنها تصلح فقط لممارسة نوع من القلق لطيار الثندر بولت ولكنها لا ترقى لتكون معركة متوازنة أو حتى شبه متوازنة خاصة وأنك ستخسر جيش عرمرم مقابل إسقاط مقاتلة أو اثنتين في أحسن الحالات وهو مكسب لا قيمة بالمرة له عند حساب توازن القوى للمعركة وخسارتك لجيش كامل مقابل طائرة سخفية أو اثنتين.
    لذلك فمهما كانت قوة التسليح البري والمدرع لديك فأنت بحاجة كحد أدنى إلى مصادر نيران مضاد جوية تتلخص في حدها الأدنى في عدة مواسير متخصصة سريعة الطلقات مختلفة العيارات بالإضافة لفئتين على الأقل من بين أربع فئات صواريخ الدفاع الجوي على أن تكون صواريخ الكتف إحدى تلك الفئتين وخاصة إذا كانت برتبة الإيغلا السام 18 أو الإيغلا أس السام 24 أس أو ما يعادلهم أو يفوقهم من صواريخ الكتف بالإضافة لفئة صواريخ دفاع جوي قصيرة المدى تحت 20 كيلو أو بديلا عنها صواريخ متوسطة المدى تحت 50 كيلومتر.. وبتلك التشكيلة البسيطة لوحدات الدفاع الجوي تستطيع ممارسة الحد الأدنى المناسب والكافي من توفير حماية ذاتية لتشكيلاتك البرية ضد المقاتلات الجوية.

    ويمكننا بسهولة بالغة أن تقوم بعمل تعديلات على الأمثلة السابقة بصور كثيرة جدا حتى تتضح لنا الصورة أكثر وأكثر، ولكن الفكرة العامة هي أننا عامة بحاجة لتشكيل تجانس نيراني للجغرافيا المتمركز عليها بحيث يستطيع هذا التشكيل النيراني والنوعي المختار أن يتجانس مع نفسه ويوفر لنفسه الحد الأدنى المطلوب من قدرات الحماية الذاتية لنفسه ابتداءً حتى يمكن بعد ذلك تكليفه بمهام التقدم أو السيطرة أو القتال أو التلاحم أو غيرها مما قد يسند من مهام للتشكيلات الجهادية الضاربة على طول وعرض الحزامين الأفريقي والأسيوي.

    وبناء على كل ما سبق فيمكننا عقد بعض المقارنات السريعة لنختار طبيعة تجانس تسليح التشكيل النيراني العام والأساسي الذي ينبغي أن تتكون منه الأنوية الأساسية للتشكيلات الجهادية الضاربة فائقة الكفاءة حول العالم كالتالي:
    القناصات: بطبيعة الحال فإن كل المعارك المستقبلية على اختلاف أنواعها وتصنيفاتها فستكون القناصات المختلفة المدى والمتفاوتة الأعيرة جزء أساسي للغاية ورئيسي جدا من كل تلك المعارك ومن مميزات القناصات في التشكيلات الجهادية أنها من الصعب جدا التعامل معها إلا من خلال الالتفاف على نقطة تمركز القناص أو من خلال الالتحام المباشر عن طريق مدرعات أو عربات القتال أو عن طريق الطيران المروحي أو البدون طيار أو وسائل قتالية تحقق للأطراف الأخرى ظنية التفوق.. ولكن يظل القناص سيد الموقف وبحسب التالي:
    1- حسن اختيار منطقة تمركز توزيع القناصة.
    2- وتمويه نقاط تمركزهم التبادلية لكل قناص وتزويدها بمستلزمات الإعاشة وشبك تمويه وقماش تمويه وما شابه ذلك من مهام التمويه والتمركز بحسب حاجيات نقطة التمركز وطول فترة التمركز.
    3- وتغطية الزوايا التي قد تشكل ثغرات بين مواقع تمركزاتهم.
    4- وحسن تقدير المسافات بين القناصين وبين بعضهم ونقاطهم التبادلية لكل منهم وكذا حسن تقدير المسافات بينهم وبين محاور اقتراب العدو المحتملة أو المؤكدة وغير ذلك من من وظائف إدراك طبوغرافية المكان.
    5- واختيار مواقع النقط التي سيتم اختيارها كنقط بدء الكمين أو الهجوم عند وصول العدو لها وغير ذلك من وظائف إدراك جغرافية المكان.
    6- ووجود عدد مناسب من القناصة مزودين بنوعيات وعيارات قناصات مناسبة.
    7- وأن يكون القناص الجهادي مطلع وملم ومدرب على خبرات تقدير المسافات بالنظر وخبرات تحديد اتجاه الريح وتقدير تأثير اتجاه الريح على مسافة الهدف وحسابات إنحراف المقذوف وطبيعة التشريح الطبي للجسد البشري وأكثر النقاط القاتلة فيها وطبيعة عامة لكل منها.
    8- وأن يكون القناص الجهادي الموحد ذا قدرة ومعرفة وبصيرة بطبيعة الكمائن طويلة الأجل الممتدة لعدة أسابيع متواصلة وأن يكون مدرك لطبيعة تدريبات السيطرة التامة على النفس والتحكم التام بالذات والإكثار والتنويع من الأذكار خلال تلك الأسابيع التي قد تصل ببعض المهام لأربع أو ست أسابيع متواصلة من الكمين المنفرد للمجاهد بدون أن يفقد السيطرة على نفسه وأعصابه وتوازنه التام وقدرته التامة على التحكم في نفسه ومتابعة وظيفة أو مهمة الكمين أو نقطة التمركز.
    9- أن يكون قادة ومديري العمليات الميدانية خبراء في عمليات التجهيز الهندسي واللوجيستي للطبوغرافيا، وخبراء بكيفية اختيار مناطق الكمين جغرافيا وكيفية اختيار النقاط التبادلية لكل قناص داخل مناطق الكمين التبادلية وخبراء بكيفية التجهيز الإداري وخطط العمليات والتجهيزات الهندسية للتمويه والحماية وتوفير الحماية الهندسية أو الطبيعية أو كلاهما معا بالتناسب مع خطوط التقدم والانسحاب، وكيفية إعادة التمركز بنقطة تبادلية لمنطقة الكمين وكيفية الاعتماد على أقل كمية مياه وغذاء وكيفية تخزين احتياجات كل قناص التي تكفيه للأربع أو الست أسابيع بطرق مختلفة ومجزأة لعدة مخازن صغيرة كل منها بالتوازي مع كل نقطة أو موقع تبادلي لتمركز القناص في منطقة الكمين لفرض الإرادة السيادية الإسلامية والجهادية عليها.
    10- التعاون بين قائد العمليات لكل سرية والقناصة التابعين له حتى تكون حالة التوازن النفسي للقناصة في أعلاها وخاصة للكمائن طويلة الأجل التي قد تمتد ببعض الحالات لأكثر من شهر للقناص وهو منفرد في نقطة الكمين وفي ظل العمل تحت ظروف الصمت اللاسلكي وعلى الأخوة القناصة أن يكونوا مطيعين ولينين هشين بين يدي قادتهم.
    11- إتقان وإجادة توظيف مهام التمويه والتمركز المختلفة بحسب حاجيات نقطة التمركز وطول فترة التمركز وإدراك ظروف العمل من خلال الصمت اللاسلكي أو كيفية العمل ببعض تجهيزات اتصالات بسيطة أو كيفية تطوير وابتكار جدول زمني مزود ببعض إشارات التواصل عبر الإشرارات الراديوية على موجات راديوية محلية أو ما شابه ذلك، وبالإضافة إلى خبرات التسلل والتمركز الطويل الساكن والانسحاب الآمن وكيفية عمل خنادق أو أنفاق .
    12- وغيرها من المهارات الأساسية البسيطة اللازمة للقناص المؤمن المجاهد الذي ينبغي عليه أن يتميز بالحنكة والمهارة وطول الصبر ومعرفة كيفية تطوير حواسه وإتباع حدسه كقناص مسلم مجاهد شاهد بالوحدانية لله تعالى ومتقن لمهارات التحكم بالذات وضبط النفس على خواطر علوية شريفة وطرد الخواطر السفلية القبيحة والتعاهد على استحضار معية الله تعالى ونصره وتأيده، مثل هذا التشكيل السابق النوعي للقناصة يعتبر نوع جذري ونوعي من معارك تحرير وإدارة إرادة فرض السيطرة السيادية الإسلامية التامة على جغرافية أرض المعركة في جانبها البري، ولمعالجة فجوة الحاجة لمصادر نيران رئيسية أخرى تعاون القناصة في القيام بوظيفة مصادر النيران النوعية المضادة للدروع فهذا سوف ينقلنا للسلاح الرئيسي الثاني في تجانس تسليح التشكيلات الجهادية الضاربة المخصصة للعمليات النوعية أو عمليات السيطرة السيادية وفرض أمر واقع متجدد على الأرض.

    مضادات الدروع: حينما نتكلم عن مصادر نيران مناسبة من الأسلحة البرية المضادة لمختلف حاملات الدروع مختلفة الأوزان والأنواع فنحن نتكلم عن تشكيلة واسعة للغاية من الأسلحة البرية بداية من الرشاشات الكثيفة الرمي بدءا من عيارات 7.62 وكذلك عيار 12.7 المخصصة للدروع الصفائحية الخفيفة ومرورا بالمقذوفات المنطلقة من الدبابات الرئيسية أو مدافع الميدان ذاتية الحركة أو المجرورة أو سلاح الهاوتزرات، وحتى نصل لعائلات المقذوفات الصاروخية والصواريخ المتخصصة م.د ذاتية الدفع بمختلف خصائصها وفئاتها، ولكي نمارس اختيار عملياتي يكون اختيار واقعي ومناسب وكفائي للوفاء بمتطلبات الدفاع التبادلي السريع أو الثابت كالكمائن الطبيعية والهندسية المعقدة أو الكمائن البسيطة أو كنقاط التفتيش والدوريات السريعة وغيرها، وكذلك من أجل الوفاء بمتطلبات الوظيفة الدفاعية الجغرافية الواسعة كدروع الدفاع الجهادي الجغرافي المتجانس عن أرض السيطرة والتمركز العام الداخلة في نطاق الأراضي المحررة أو نقاط التماس والالتحام مع العدو، بشكل أبسط وأوضح فتوظيف سلاح مضادات حاملات الدروع يوفر مزايا جغرافية ودفاعية بإحسان توظيفها فستكون المنطقة المغطاة بالتجانس النيراني لمضادات الدروع مع تشكيلات سلاح القناصات الجهادية تكون فيما بينها ما هو أشبه بدرع جغرافي نيراني واسع النطاق مؤمن بدرجة عالية من الاختراق البري المباشر من قوى وتشكيلات العدو العسكرية أو وحداته الأمنية أو الاستطلاعية.
    وأهم المتطلبات الجهادية للسلاح الذي يوفر مصدر نيران فعالة مضادة للدروع للعمل كسلاح جهادي رئيسي معتمد ومتجانس مع سلاح القناصات لتشكيل قوة سيطرة أرضية ضاربة بتكتيكات متقدمة وصارمة، لذلك بالنظر لطبيعة المهام السابقة وبالنظر العام لطبيعة الصراعات الجارية والمنظورة وطبيعة وتوازن موازين القوى البرية المتوقعة بين مختلف الأطراف المحتملة سنجد أن المتطلبات الرئيسية المطلوبة في السلاح المضاد للدروع أن يوفرهذا السلاح العناصر والمتطلبات التالية:
    1- سرعة عالية جدا جدا في الوظائف التالية: التجهيز والنقل والتمركز وإعادة التعمير وحمل السلاح بسهولة ونقل مكان الكمين ومن ثم التمركز بنقطة تبادلية مجهزة أو مختارة مسبقاً.
    2- يتيح سرعة عالية جدا في الضرب بواسطة فرد واحد ثم يتيح النقل السريع جدا بواسطة هذا الفرد بعد كل طلقة أو عدة طلقات يتم رميها على العدو بحسب طبيعة الكمين أو نقطة التمركز.
    3- أن يكون السلاح يوفر درجة حد أدنى مناسب من الفاعلية ضد الدروع الرئيسية الثقيلة بميدان المعركة وأن يكون سلاح فعال وقاتل مؤكد بالنسبة للمدرعات الخفيفة والمتوسطة ومختلف مركبات القتال المدرعة.
    4- أن يكون حجم السلاح المختار أصغر ما يمكن وأن يكون وزنه أخف ما يمكن لكي يفي بسهولة بكافة متطلبات السرعة والتخفي عند النقل والتمركز والضرب وإعادة التمركز وحتى يكون أصعب في رصده من خلال طائرات الاستطلاع والرصد المختلفة.
    5- أن يكون رخيص الثمن بحيث لا يمكن أن يتم توجيه ضربات جوية قاتلة نحوه نظرا لتصاغر قيمته الاقتصادية وتكلفته المالية والنوعية مقارنة بتكلفة الضربات الجوية التي غالبا ما ستكون باهظة بالإضافة إلى ما سنتخذه من إجراءات مضادة لها وبحسب ما سنشرح لاحقاً.
    6- أن يتوفر للسلاح مختلف إمكانيات العمل بحرية تامة كتشكيل قتالي واحد خفيف الحركة للغاية متجانس مع مستوى خفة الحركة المختار مسبقا في سلاح القناصات لتغطية محاور الاقتراب ومحاور الالتفاف المحتملة ومحاور الاشتباك والالتحام مع العدو بحيث يمارس القناصة حماية للقاذفات مضادة الدبابات من أي هجمات نوعية من المشاة على مسافات مناسبة وبذات الوقت توفر مصادر نيران مضادات الدروع حماية فعالة لوحدات القناصة المتمركزة من أي هجمات مدرعة لا يمكن التعامل بها بالقناصات وذلك يصبح التشكيل النيراني يوفر لنفسه أعلى قدرة حماية ذاتية ممكن الوصول لها من خلال التشكيل المبدئي للنيران الجغرافية البرية.
    7- يوفر نوعية السلاح سهولة مناسبة في الحصول على أعداد مناسبة من السلاح أو الذخائر المتخصصة لتكون قادرة على تعويض الخسائر الجارية وأيضا توفر مميزات نوعية مناسبة عند تخزينها أو إدارة مخزوناتها بسهولة.
    وبعد النظر في تلك المتطلبات السابقة على اختلافها وأهمية تجانس تلك المتطلبات كلها تقريبا بدون أي استثناء مع المصدر النيراني أو السلاح المختار، فسنجد أنفسنا بالتأكيد أمام خيار وحيد حصري وهو سلاح القاذفات الصاروخية أو سلاح الصواريخ الخفيفة المحمولة بواسطة فرد واحد، أي أننا سنختار أسلحة الكتف الواحد الخفيفة كخيار إستراتيجي عام مقدم على غيره من الخيارات حتى ولو كان غيره هذا مثل مدافع B.10 أو B.11 المحببة لدى بعض الأخوة لتنوع وظائفها ومهامها القتالية، وتلك المدافع والتي تعتبر مدافع يصل وزن شدتها لحوالي 80 كيلو جرام قد تصل لحوالي بضع وأربعين كيلو جرام بالتخفيف من بعض أجزاء السلاح في مدفع البي10 وهو الوزن الذي يزيد بضخامة في مدافع البي11 تنوع قدرات ووظائف ومهام تلك المدافع مع مختلف أنواع الدروع أو التحصينات أو الدشم أو المباني يجعلها محببة لدى بعض الأخوة، كما أنها من السهل التعامل معها من خلال وضعها على عجلات رباعية أو بتفكيكها ونقلها بعدة أفراد مشاة ثم يتم نصبها بشكل مباشر على الأرض عند الرماية، ولكن حتى مدافع البي.10 تتطلب وقت طويل نسبيا وطويل جدا مقارنة بقاذفات الكتف مضادة الدروع في التجهيز أو التمركز أو التلقيم أو الضرب ثم إعادة التمركز ثانية، لذلك فمقذوفات الكتف حتى وإن كانت نوعيتها ثقيلة نسبيا وتقلل من عوامل الخفة العملياتية ولكنها تظل خفيفة وسهلة ومفضلة جدا بالمقارنة على غيرها حتى من مدافع مثل الـ B.10 الذي يفضله كثير من الأخوة مع ملاحظة أن هناك مقذوفات تطلق من الكتف تصل في تأثيرها لأقوى من تأثير قذائف البي.10 وبنفس الوقت هي أخف وزنا.
    أما بخصوص النوع والفئة المفضلة والسلاح المختار بشكل نهائي للعمل بالتجانس مع القناصة فبعد فحص وفرز وبحث طويل فلم أجد أفضل من تشكيلة عائلات الأر بي جي نظرا لخصائصها العملياتية المتنوعة فائقة الخفة فائقة الفاعلية ضد دروع القتال عامة، وبالخبرة العملياتية وبمساعدة قليلة من طبوغرافية التضاريس والهيئات الطبيعية أو العوائق الصناعية المهندسة فستعرف كيف تقوم بسهولة بحييد دبابة قتال رئيسية ثقيلة من خلال قذيفة واحدة أو حتى عدة قذائف من قاذف أر بي جي 7 من خلال ضرب النقاط القاتلة بالدبابة مثل ضرب غرفة الذخيرة التي تكون خفيفة التدريع ببعض أنواع الدبابات أو صرب المحرك أو ضرب الجنزير أو ضرب بعض النقاط المؤثرة في نظام التعليق لبعض أنواع دبابات القتال الرئيسية أو ضرب الباب الخلفي للدبابة أو ضرب مفصل البرج، ولكن إذا قمت بالرمي على الدبابة فتعطلت عن الحركة فستظل احتمالية خطورة عالية جدا من الدبابة إذا لم يتم تعطيل مصادر النيران الموجودة بها على البرج وخاصة لأن معظم المعارك الجهادية تكون من مسافات قريبة وهو ما يجعل من دبابة القتال الرئيسية المعطلة أشبه بمدفع ميدان ثابت خطير جدا، وهنا ممكن إعتلاء الدبابة بفرد مشاة للبحث عن فتحات التهوية أو ما شابهها من فتحات ليقوم برمي قنبلة يدوية لتطهير الدبابة أو أسر جنودها.
    والخلاصة المقدمة أنه تتضافر مختلف المتطلبات اللوجستية كافة والوظائف العملياتية المتوقعة والمطلوبة والمهام الإستراتيجية العامة لفرض الإرادة والسيطرة الجغرافية، تتضافر كل تلك العوامل السابقة كافة لتحسم وتقطع الاختيار لصالح مقذوفات الكتف كسلاح رئيسي مضاد للدروع وبفارق تفضيل كبير عن غيره من مصادر النيران المضادة للدروع ولا يوجد أي مانع من وجود تشكيلات نيرانية أخرى للمعاونة أو حتى للقيام ببعض المهام الرئيسية للعمليات المضادة للدروع وفقا لبعض الحالات الخاصة أو المتنوعة ولكن بشرط أساسي أن يكون قاذفات صواريخ الكتف هي أصل التشكيل الرئيسي المختار للنيران المضادة للدروع.
    ومن العجيب أن يظل في نهاية المطاف القاذف الشعبي r.p.g.7 هو بالفعل سيد الموقف وهو السلاح الإستراتيجي الرئيسي العملياتي المختار بلا منازع ولكن بشرط واضح وهو الوضع بالاعتبار أهمية تحصيل مقذوفات نوعية متطورة لهذا القاذف فهناك ما يزيد عن سبع أنواع رئيسية للمقذوفات صنعها السوفيت لهذا القاذف بخلاف التطويرات التي أدخلت من دول كثيرة مختلفة سواء على القاذف أو المقذوفات.
    ولكن الشاهد أن الشرط المهم هنا هو تحصيل مقذوفات نوعية مضادة للدروع الردية والتفاعلية بعدد كثيف مناسب لقاذف أر بي جي 7 وذلك مثل قذائف وذخائر التاندوم p.g-7vr الترادفية ذات الحشوة الجوفاء ومختلف نسخها وتحديثاتها التي تطلق جميعها من قاذف الأر بي جي7 وقذائف التاندوم الترادفية هذه مفترض فيها بشكل نظري أنها تخترق حتى أكثر من 500 مم للنسخة الروسية منها في جسم وبدن الدروع المتجانسة الرئيسية للدبابات الثقيلة بعد أن تكون تعاملت مع الدرع التفاعلي وهذه القدرة النظرية ترتفع في بعض النسخ المختلفة لتصل إلى أكثر من 650 مم كما في نسخة كوبرا تاندوم المصرية ويقول المجوس الإيرانيين أن نسخة التاندوم الإيرانية تصل إلى أكثر من 600 مم في الدرع المتجانس بعد تعامل الحشوة الترادفية مع الدرع التفاعلي ويقال أن السودان تنتج قذائف تاندم مشابهة للمصرية والإيرانية وبطبيعة الحال فهذه القدرات النظرية تختلف القدرة على تحقيقها فعليا في الدروع وبحسب عوامل كثيرة جدا ولكن الشاهد أن قذيفة التاندوم عامة أقل قدرة اختراق نظري لها هو 500 مم وهذه القدرة تفوق بكثير القذائف العادية p.g-7v والتي عادة ما تكون قدرتها النظرية على التعامل مع الدروع بحدود 200 مم من الدروع المتجانسة.
    وبالطبع فإن فارق القدرة على التعامل مع الدروع واختراقها بين القذيفة التقليدية للأر بي جي 7 والقذيفة التاندوم لنفس الأر بي جي 7 يُظهر بوضوح تفاوت ضخم ونوعي بين كلا القذيفتين لنفس القاذف فضلا عن أنواع قذيفة التاندوم التي قد تصل نظريا إلى أكثر من 650 مم وبالتالي فإن الحصول على قاذف الأر بي جي 7 يظل محتفظا بأولوية قصوى بشرط الحصول على ذخيرة التنادوم بعدد مناسب للتعامل مع تهديدات الدروع بداية من الدروع المتوسطة وما فوقها بشكل يضمن تماما بمشيئة الله تعالى فاعليتنا المؤكدة لقتل الدروع المتوسطة وبالإضافة إلى قدرة مؤكدة على الأقل في تحييد قدرة الحركة للدروع الثقيلة الرئيسية المتطورة تمهيدا للتعامل مع طاقهما بأي طريقة، مع الوضع بالاعتبار أن هناك فئات حديثة من حاملات الدروع الثقيلة كالإبرامز2 والميركافا وت.90 وليوبارد2 وهذه الدروع ستحتاج لتكتيكات متقدمة جدا وتطوير في نوعية القذائف المطلوبة وربما تطوير نوعية القاذف المختار للتعامل معها ولكن الشاهد هنا أن قواذف الأر بي جي 7 الشعبية التقليدية يمكن اعتمادها كسلاح إستراتيجي رئيسي مضاد للدروع وخاصة عندما يتم تجهيزها لوجيستيا بعدد مناسب من ذخائر التاندوم المتقدمة لتصبح بذلك عماد الدفاع الإستراتيجي للمعركة البرية ضد الدروع.
    ولعل البعض قد يتعجب جدا من تصنيف سلاح كقاذف الأر بي جي7 كسلاح رئيسي فضلا عن تصنيفه كسلاح إستراتيجي والجواب عن ذلك بسيط للغاية أن معركتنا ومعاركنا المختلفة فهي بسيطة للغاية إذا أنها معارك بحتة دفاعية أصالة لذلك أعتقد أن تصنيف الأر بي جي7 بهذه الصورة الإستراتجية وتصنيف الهاوتزارت الضخمة ومدفعية الميدان والراجمات الثقيلة والمدرعات الرئيسية الثقيلة كأسلحة تكتيكية يعتبر تصنيف عجيب جدا وفقا لكل التصنيفات التاريخية السابقة في العلوم العسكرية كافة بكل مدارسها، ولكن الجواب يكمن في بساطة أهدافنا نفسها في صلابة إرادتنا كدفاع محض عن أنفسنا وأهلينا وأراضينا وأعراضنا وبلداننا وجغرافيتنا والأهم استقلالية ديننا وذاتية عقيدتنا، لذلك فيمكنك أخي الحبيب بالفعل أن تهتم بالحصول على عدد كثيف من مقذوفات وذخائر نوعية متقدمة كالسوبر تاندم لقاذف كلاسيكي كالأر بي جي 7 بأهم بكثير من اهتمامك بالحصول على مدرعات متنوعة أو أسلحة خطيرة كأسلحة الضرب المساحي كالراجمات الصاروخية المتعددة على اختلاف أنواعها فحصولنا على تسليح وذخائر دفاعية متقدمة ضد الدروع والتحصينات الهندسية بأعداد مناسبة سيوفر علينا الكثير جدا من مختلف متطلبات معركة فرض الإرادة والسيطرة والسيادة الشريعية الإسلامية على الجغرافيا الإسلامية.
    وربما قد يشير البعض نحو سلاح فتاك ونوعي ضد الدبابات الرئيسية الثقيلة وهو سلاح يصل ببعض الأحيان ليكون في مستوى غاية الفاعلية ويعتبر بلا منازع سلاح الفقراء الأول، ألا وهو سلاح العبوات الناسفة المختلفة، والعبوات الناسفة بالفعل سلاح فتاك للغاية ولكنه من الناحية الإدارية والعملياتية فلا يمكن تصنيفه أبدا بأي حال على أنه سلاح سيطرة وإمساك للأرض، فممكن أن نعطي للعبوات أدوار ثانوية متنوعة في مختلف معارك فرض الإرادة والسيطرة المباشرة على الأرض مع معرفة أنه مهما كبر حجم وتوظيف العبوات يجب أن يكون مفهوما بشكل واضح أن هذا الدور مجرد دور ثانوي مساعد في معارك السيطرة المباشرة حتى وأن كبر حجمه للدرجة التي تجعل كافة الخسائر الرئيسية لدروع العدو بالمعركة تحدث من خلال العبوات، ولكن يجب أن يكون واضح أن الأولوية القصوى للتصنيف والتخطيط كسلاح رئيسي مضاد للدروع بتلك النوعية من المعارك البرية هو إمتياز حصري لقاذفات الكتف ثم بعد ذلك يمكن إضافة أي أدوار ثانوية أخرى للعبوات حتى لو كانت العبوات هي السلاح الرئيسي الفعلي بأحد المراحل أو أحد القطاعات أو أحد المناطق، فالعبوات على أنواعها مفيدة جدا ونوعية كنوع من الألغام المتطورة جدا ضد الدبابات الرئيسية وهو ما قد يجعل لها دور حاسم مهم في كمائن تفخيخ وإغلاق بعض محاور الاقتراب إذا تم توظيفها بكثافة مناسبة ولكن بدون مقذوفات الكتف ستفقد القدرة تماما على خوض المعارك السريعة أو المفاجئة أو العمليات الخاطفة لذلك فقاذفات الكتف سلاح حصري لكافة ظروف ومهام ووظائف المعركة وأي أسلحة أخرى تكون مساعدة حتى لو كانت فعليا عليها العبء الأكبر واقعيا وميدانيا وأهمية هذه التركيبة والحرص عليها سيمنح فعليا قدرة نوعية فائقة في التعامل مع كل ظروف واحتمالات المعركة البرية للسيطرة وفرض السيادة الإرادية الإسلامية مع ملاحظة أنه على نهاية المطاف فيجب أن يكون هناك صورايخ كتف مرافقة في عملية إغلاق نقطة مهمة أو محور الاقتراب المركزي بالإضافة للعبوات الكثيفة، والعبوات ربما قد تكون سلاح ناجع جدا للمعاونة الأرضية على سد بعض محاور التقدم أو التسلل المحتملة من العدو أو تصنيفها على كونها سلاح استنزاف رئيسي ناجع أو سلاح معاونة أرضية لإحكام الكمائن وتخطيط مسرح العمليات تخطيط نيراني كمائني متقدم للغاية ولكن بنهاية المطاف فلا يصح تصنيفها كسلاح سيطرة دفاعية برية شامل عن أرض المعركة المتجانسة في نوعية الوظائف والتشكيبلات والمهام القتالية المختلفة، فالعبوات الناسفة سلاح نوعي فتاك جدا في معارك الاستنزاف وتصلح لتكون السلاح الرئيسي في كل تكيكات معارك الاستنزاف عامة وفي معارك الاستنزاف ضد المدرعات خاصة، ولكن في نفس الوقت فالعبوات لا تصلح أبدا لتكون السلاح الرئيسي في معارك فرض الإرادة والسيطرة المباشرة على الأرض نظرا لأن خواصها لا تفي بالكثير من عوامل الخفة والمرونة الكافية المطلوبة لتصنيف متجانس كهذا، وبشكل عام فالعبوات مناسبة جدا جدا لمعارك الاستنزاف ومراحل بداية إدارة التوحش ولكنها تقل أهميتها بشكل ملحوظ كلما توجهنا بتصنيف المعارك القتالية على تعريفها بأنها معارك فرض إرادة وسيطرة مباشرة على الأرض والانتقال من مرحلة إدارة التوحش لمرحلة السيطرة التدريجية المباشرة، لذلك فقاذفات الكتف المختلفة والذخائر المتقدمة لمقذوفات الكتف تعتبر سلاح الخيار الإستراتيجي الرئيسي في إدارة المعركة ضد حاملات الدروع عامة، مع الوضع بالاعتبار أن كلما كانت نوعية الصواريخ والمقذوفات م.د ذات فاعلية عالية ضد الدبابات الرئيسية فيجب أيضا تطعيم التشكيل النيراني بالصواريخ أو المقذوفات الأقل حداثة أو فاعلية ليتم تخصيصها ضد المدرعات الخفيفة والمتوسطة والاحتفاظ بالصورايخ المتطورة قليلة العدد الممكن التحصل عليها للعمل ضد الدبابات الرئيسية الثقيلة المتطورة.
    ولتسهيل تصنيف أنواع حاملات الدروع فهناك تقريبا أربع فئات رئيسية يمكن تصنيفها حسب الوزن فهناك فئة أولى عامة تمثل المركبات المدرعة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة وتلك الفئة عادة ما تكون ما تبدأ من وزن 2 طن حتى تصل إلى وزن تحت 20 طن، مع الوضع بالاعتبار أن تلك الفئة نفسها بحاجة للتقسيم لعائلتين العائلة الأولى تحت 10 طن والعائلة الثانية تحت 20 طن، وهناك الفئة الثانية وهي فئة دبابات القتال الخفيفة وهي فئة تتراوح بين 15 و30 طن، ثم الفئة الثالثة وهي فئة دبابات القتال المتوسطة وهي تقع ما بين 25 إلى 45 طن وهناك فئة دبابات القتال الرئيسية المتطورة الثقيلة وهي التي تتراوح عادة ما بين 40 إلى 68 طن مع ملاحظة أن جميع الأوزان السابقة بناء على وزن المركبة وهي فارغة بدون حمولتها من الذخائر والأفراد والتجهيزات الإضافية.
    مع العلم أن هناك بعض الأمور الغير منضبطة بشكل واضح بين التناسب بين الفئات والتصنيفات المختلفة السابقة والشائعة في مختلف أنواع المدرعات العالمية المتنوعة، فهناك مثلا مركبة تصنف على أنها دبابة قتال خفيفة مع أنها تزن فقط 13 طن فارغة وهي إحدى الفئات الخفيفة لدبابة A.M.X الفرنسية ومع ذلك تجد أن مركبة حاملة دروع كالأمريكية AAAV يتم تصنيفها على أنها مجرد مركبة قتال مدرعة وهي تزن فارغة 28.5 طن ويصل وزنها بحمولة كاملة إلى 34 طن ومع ذلك نجد أن تصنيفها يجعلها مركبة قتال وليست دبابة مع أن هناك أوزان مركبات في نفس فئة هذا التصنيف تصل في وزنها إلى 4 طن وببعض الأحيان لأقل من ذلك فكيف يستوي جمع تلك المركبات مع تلك في تصنيف وفئة قتال واحدة!!.. وأعتقد أن هذه المفارقة لا تعود فقط للوزن ولكن ترجع حسب تصنيف نوع المهمة والوظيفة الرئيسية التي تم تصميم حاملة الدروع من أجلها ابتداء، ولذلك فقد راعيت في تصنيفي للفئات الأربعة الرئيسية السابقة وضع هامش بسيط بين كل فئة والأخرى بحسب التصنيف المصدر من الجهة المصنعة وطبيعة التصميم وما إلى ذلك حتى تكون الفئات الرئيسية المصنفة أشبه بدليل إرشادي مبسط نافع للتعرف على فئة المركبة من خلال وزنها ثم تقدير ثخانة درعها إن لم يكن متوفر عنه معلومات دقيقة تم جمعها وتصنيفها وأرشفتها من الشبكة العنكبوتية ثم بعد ذلك يتم تصنيف نوعية الذخيرة أو السلاح الأنسب في تحقيق مستوى إصابة قاتلة ومؤكدة في الهدف العدائي المطلوب التعامل معه من مختلف تصنيفاتنا وتقسيماتنا لمختلف فئات حاملة الدروع بحسب 1-الوزن 2-وثخانة الدرع 3-ونوع الدرع، ومن المناسب جدا لكل الأخوة المجاهدين بكل مكان عمل فهرسة وأرشفة لنوعيات المركبات عامة بما فيها كل حاملات الدروع وإدراجها في تقسيمها إلى عشر فئات مختلفة ودقيقة جدا.
    وليتم بذلك مراعاة تخصيص ذخيرة معينة أو سلاح معين لكل فئة مدرعة محلية، بحيث يكون المجاهد الفرد المسلح بسلاح م.د مدرب تدريب مكثف بحيث بمجرد نظرة سريعة بسيطة على الهدف العدائي فيكون مدركا وملما بشكل جيد بنوعية الذخيرة اللازمة للتعامل مع الهدف سواء بتعطيله مؤقتا عن الحركة أو تحييده أو قتلة بإصابات شديدة تفتك به بحيث يكون كل المشاة المجاهدين المسلحين بمضادات الدروع على إلمام بشكل وصور الأهداف العدائية الأكثر احتمالية بالنسبة لهم محليا وعلى دراية بكل طرق التعامل الممكنة والمتاحة معها بكل السبل لتحييدها وتحييد نيرانها من أرض المعركة البرية، لذلك فهذا التصنيف السابق بالأعلى يعتبر تصنيف مبدئي إرشادي ليتم بعد ذلك عمل جداول تصنيف متخصصة ومحلية لضمان تحقيق نسب إصابة مؤكدة من قوات المجاهدين في السلاح الذي يشكل أكبر عائق رئيسي لهم بالمعركة البرية ألا وهو سلاح المدرعات الثقيلة عامة، لذلك فالتصنيف السابق سيساعد أيضا بشكل كبير في تخصيص أنواع الصواريخ والذخائر المناسبة للمهمة المناسبة حتى لا يتم إهدار الأعداد القليلة لما يمكن الحصول عليه من فئات متطورة حديثة من قذائف صواريخ الكتف التي تناسب دبابات القتال الرئيسية الثقيلة المتقدمة، ونذكر بأن السلاح الرئيسي الإستراتيجي المختار هو سلاح قاذف الأر بي جي 7 المزود بعدد مناسب من ذخيرة التاندوم سواء تاندوم 500 مم وإن كان يفضل تاندوم 650 مم مع العلم أن هناك شائعات قوية حول بعض ذخائر التاندوم المزود برأس ترادفي خارق متطور ويقال أن ذلك التطوير بلغ بقذيفة التاندوم مستوى اختراق يصل إلى 900 مم. أو أكثر، فإذا أمكن الحصول على بعض الذخائر من أمثال تلك النوعيات المتقدمة فيجب الحفاظ عليها واستهلاكها بعناية شديدة ضد ما يناسبها من أهداف نوعية مختارة بدقة فمثل تلك الذخائر ستكون نقلة نوعية جدا في قدرة التعامل الجهادي مع الدبابات الثقيلة عامة، على أن تستخدم فئات الذخائر ذات اختراق 200 مم أو 250 مم أو 350 مم أو 400 مم أو 500 مم في ما يناسب كل منها من أهداف مدرعة بحسب التصنيفات المجدولة المسبقة التي قمنا بتصنيفها إلى عدة تصنيفات من مختلف أنواع وفئات حاملات الدروع المختلفة والتي قمنا بتصنيفها وأرشفتها وعمل جداول نيرانية متخصصة لكل فئة منها وتوزيعها على كل أفراد ومتدربي أسلحة م.د، ومن المهم جدا الدخول في مرحلة التصنيع الحربي المحلي لبعض الصواريخ والقذائف البدائية مضادة الدروع حتى وإن كانت لن تستطيع التعامل إلا مع الدروع الخفيفة أو حتى الدروع التصفيحية الخفيفة ولكن يجب الشروع في تصنيع تلك القواذف البدائية مع طلقات وذخائر مناسبة مع الوضع بالاعتبار عند التصنيع تطبيق بعض المبادئ البسيطة كتزويد الصاروخ أو القذيفة أو الذخيرة أو الطلقة بسن حربي حاد التسنين إن أمكن من التجنستين أو أي مادة متوفرة تعطي أقرب نتيجة لسنون التنجستين الخارقة بالإضافة لطابة تصادمية تكون خلف السن بمسافة مناسبة محسوبة جيدا ليكون عمل القذيفة أو الصاروخ موافق لمبدأ عمل الحشوة الجوفاء الترادفية ثم أي كمية مناسبة من الحشوة الأساسية المتفجرة، فمثل هذا القاذف البدائي وذخائره السهلة ستوفر علينا كثيرا جدا من استهلاك ذخائر الأر بي جي 7 المتقدمة التي قد لا تتوفر بسهولة في بعض المناطق أو لا تتوفر بالكميات المناسبة عند الأوقات الصعبة، لذلك فتلك القواذف البدائية المقترحة وذخائرها المحلية السهلة التصنيع ستعادل من ميزان القوى وستوفر الكثير من الأموال أو على الأقل توفر الحد الأدنى من بدائل إنتاج النيران المطلوبة وبخاصة النيران ضد المركبات والمصفحات والمدرعات الخفيفة مع العلم أن التصميم المقترح للقذيفة بمبدأ الحشوة الجوفاء المبسطة سيعطيها قدرة نيرانية وتدميرية عالية وربما ينجح بعض الأخوة للوصول لمستويات رائعة جدا جدا في ذلك.
    كما أننا لربما قد سنكون بحاجة إلى عدد مناسب وإن كان محدود من قذائف صورايخ الكتف الأكثر تطورا وتأثيرا عن ذخيرة التاندوم مثل قذائف الأر بي جي الحديثة بداية من الأحدث من الأر بي جي 22 فما هو أحدث وأعلى مثل الأر بي جي 29 أو ما يشابهه أو مثل قذائف صورايخ الجافلين أو التاو أو الميلان أو ما شابهها من صواريخ تتمتع بمميزات تتطيير برج الدبابة من فئات الدبابات الرئيسية المتقدمة، وفي نهاية الحديث عن مصادر النيران المضادة للدروع يجب التذكير بأهمية فئات وذخائر مضادات الدروع المتطورة في معارك التحرير ومعارك فرض الإرادة والسيطرة المباشرة على الأرض للدخول في معارك تحرير بيت المقدس وفرض الإرادة والسيطرة السيادية عليها. والآن علينا الانتقال إلى المكون الرئيسي الثالث من التشكيلة النيرانية المتجانسة المعتمدة معياريا في كافة معارك الأسلحة البرية حول العالم الإسلامي كله لفرض مستويات إستراتيجية جديدة في معركة فرض الإرادة السيادية الشريعية على كل الأراضي الإسلامية.



    يتبــــــع

    أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ
    أخو الموحدين/ المستنصر بالله... سيف السماء؛؛؛


  5. #5
    التسجيل
    30-06-2011
    المشاركات
    814

    رد: قاعدة الجهاد العالمية وتكبيرات الفتح المقدسية الشريفة [خريطة تدفق إستراتيجيات جها

    تابــــــع

    الإستراتيجية (3)(تابع)


    ســـــلاح الهاون:
    لعله ليس خافيا أن اختيار سلاح القناصة بالإضافة إلى سلاح مصدر نيراني مضاد للدروع خفيف وعملياتي مثل قاذف الأر بي جي7، تلك التشكيلة الثنائية السابقة توفر عناصر مهمة جدا وهي عناصر من الصعب جدا حصرها لأنها تتمتع بمميزات غير محدودة وكلما تعمقنا في الكلام والشرح سيظهر مدى أهمية ونوعية ومعيارية تلك التركيبة النيرانية المتجانسة، فتلك التركيبة توفر قدرة نوعية فائقة على إنتاج النيران النوعية الدقيقة القاتلة بأرض المعركة البرية وليس هذا فحسب بل مميزات خفة وزنها وسهولة التعامل معها بالإضافة وسهولة نقلها وسهولة التحرك أثناء حملها وسهولة التنقل بها للمشاة وهم مترجلين أو من خلال أي وسيلة مواصلات أيا كان نوعها سواء متوغلة في البدائية أو متوغلة في التطور، لذلك فالتركيبة السابقة ترجح فكر إنتاج النيران بشكل نوعي وتغلبه على فكر الضرب المساحي أو الإنتاج الكثيف أو الكثيف جدا للنيران في أرض المعركة وهذا الأسلوب النوعي في إنتاج النيران يناسب تماما أساليب حرب محدودي الموارد كحرب للعصابات في شكلها المتطور وأساليب ثورية جديدة تمثل الحروب المختلطة شبه النظامية.

    وأساليب متطورة جديدة كأسلوب مسك للأرض عن طريق حرب العصابات والتي تعتمد أصلا مبدأ عدم مسك الأرض ولكننا هنا نطور نوعية جديدة تماما وثورية من المعارك تعتمد عدة أساليب مختلطة تناسب فكر الإنتاج النوعي للنيران الذي يناسب محدودي الموارد ومضاف له القدرة بعناصر المشاة الجهادية المتنوعة فقط على فرض السيطرة التامة النوعية على أرض المعركة، وعلى الرغم من أن مبدأ إنتاج النيران النوعي القاتل يعتبر في حد ذاته مبدأ فكر عسكري مخيف جدا، ولكننا لا نزال بحاجة لسلاح رئيسي أخر يوفر مدى أطول قليلا من القناصات وقواذف م.د وتكون وظيفة هذا المصدر نوعية ومساعدة شاملة قدر استطاعتنا ولكن يجب توفر شرط حاسم جدا فيها، ألا وهو شرط خفة وسهولة الحركة والنقل والتمركز وإعادة التمركز وما إلى ذلك من شروط الخفة العملياتية واللوجستية والتكتيكية والميدانية المطلوبة وذلك حتى لا يكون إضافة هذا السلاح الثالث عائقا أمام طبيعة تشكيلة التجانس النيراني للقناصات وللقواذف م.د من حيث عناصر الخفة والمرونة والسرعة والسهولة والعملياتية والنقل السريع والتحرك السريع، لذلك نحن بحاجة لسلاح ينتج نيران برية معاونة وثقيلة نوعا ما ونوعية نوعا ما لكن بشروط صارمة تحقق الخفة والعملياتية السابقة.
    بالطبع لا يوجد مجال لأي سلاح نيراني أو سلاح مدفعية أخر معروف من أي نوع لمنافسة مدفع الهاون، فالهاون بمختلف عياراته عادة ما يوفر مميزات خفة الحركة والعملياتية والمرونة الفائقة بالنسبة للمقارنة مع أي سلاح مدفعية أخر ولدرجة أن يمكننا اعتبار أن بعض أنواع مدفع الهاون 60 مم هي سلاح فردي بجدارة، ستبقى مشكلة أن إنتاج نيران الهاون ليست بالنوعية ومستوى القتل الأكيد كسلاح القناصات وقواذف م.د وهذه ليست مشكلة كبيرة لأن الهدف الأساسي من الهاون هو العمل كسلاح مصدر نيراني معاون خفيف الحركة جدا عالي المرونة جدا، لذلك فوظيفة الهاون ليست قتل الأهداف أو العدائيات المطلوبة بقدر ما هي وظيفة استنزاف نفسي وميداني وسلاح مشاغلة ومناوشة وتشتيت للعدو أو تغطية لبعض الوحدات المنسحبة من أي نقطة تمركز لأي ظرف بالإضافة إلى أن تكثيف رماية رشقات الهاون باستخدام نظم المعلومات الجغرافية المتكاملة المتقدمة يمكن استخدامها كمدفعية نوعية للفقراء وكسلاح استنزاف نوعي مستحدث، فبدائل مدفع الهاون كمدفعية الميدان المجرورة أو الذاتية الحركة أو سلاح الهاوتزرات المرعب ستكون وحدات نوعية تمثل هدف نوعي متميز للطائرات المختلفة وستجذب إليها موجات متعاقبة لا تنتهي من الطيران إذا كانت هي خط إنتاج النيران الرئيسي أو حتى بشكل معاون، كما أنها ستكون وحدات ثقيلة جدا جدا بالنسبة للتشكيل التجانسي النيراني المختار سابقا من القناصات وقواذف م.د وستجعل هناك حاجات لوجستية وإدارية ملحة لتوفيق أوضاعها داخل التشكيل النيراني، وحتى لو تم توفيق أوضاعها فنحن هنا نقوم بتوفيق تشكيلة تجانس نيراني خفيف ونوعي وقادر على عبور كافة أنواع الأراضي البرية كالصحراء أو الجبال أو المدن أو الغابات أو الهضاب سواء باستخدام وسائل نقل ومواصلات متطورة أو بدائية أو حتى قطع البلاد راجلاً، كل تلك العوامل السابقة بالإضافة لقدرات الهاون على الضرب المنحني خلف التلال مما يجعله مناسب تماما لكل بيئات وجغرافيات المعركة البرية.
    كل تلك العوامل تجعل من اختيار سلاح الهاون كسلاح نيراني ثالث في تشكيلنا النيراني المختار أمر محسوم حتى وإن توفرت بدائل أخرى أكثر ضخامة وكثافة نيرانية وشكلية كمدفعيات الميدان الثقيلة الذاتية أو المجرورة، كما أن الهاون يوفر ميزة أخرى نوعية جدا عن باقي المدفعيات ألا وهي القدرة السهلة البسيطة على تصنيعه المحلي وبإنتاج كمي مناسب أو على الأقل جدا فهو يوفر مميزات إنتاج كمي مناسبة له ولذخائره، وهذه ميزة فعالة جدا لأننا سنسعى لتوظيف الهاون بكثافة للتخديم على باقي عناصر إدارة المعركة ككل مما سيجعل الحاجة لأعداد كبيرة من ذخائر الهاون أمر ملح للغاية وهو ما قد لا يتوفر التحصل عليه بالكميات المناسبة عن طريق الشراء أو الغنم، وأقترح على كافة الأخوة المجاهدين تطوير التصنيع المحلي لعيار قياسي موحد خاص بهم من الهاون يكون إنتاج هذا الهاون بشكل محلي وكمي وبكثافة ومخصص كسلاح فردي للاستخدام الكثيف المرافق للقناصات ومقذوفات الكتف المضادة للدروع، بالإضافة إلى أن الهاون يتمتع بمدى أطول من القناصات أو قواذف الأر بي جي7 سيضيف للتشكيل النيراني قدرات عمل كمائن مجهزة بدقة لجذب العدو لمصدر النيران أو لتشتيت العدو أو المعاونة في تغطية انسحاب بعض الوحدات أو مناكفة ومشاغلة تشكيلات العدو أو المساعدة أثناء المعركة المباشرة كمصدر نيراني مساعد لجوار القناصات والأر بي جي7، كل ما سبق يجعل الهاون بالفعل سلاح بالرغم من خفة وزن قذيفته وتأثيرها النيراني الضعيف مقارنة بأي أنواع مدفعية أخرى ولكن المميزات المقابلة لتلك العيوب تعتبر مميزات نوعية ومناسبة تماما لمتطلبات المعارك السريعة والخاطفة المتكاملة ومميزاته تلك ترفعه لتجعله سلاح نوعي جدا يكمل ويتمم تشكيله التجانس النيراني البرية المطلوبة في المعارك البرية لفرض الإرادة والسيطرة السيادية الإسلامية العليا على الأراضي والجغرافيا الإسلامية، وبذلك تكتمل تشكيلة التجانس النيراني البرية المعيارية الرئيسية المختارة للوحدات الجهادية البرية وهي التشكيلة التي توفر قدرات إدارة المعركة في أحلك الظروف ولأوقات طويلة جدا نسبيا وبمهارة ومرونة وخفة حركة ومناورة عالية جدا، ثم ننتقل إلى مرحلة تجنيس أو مجانسة التشكيل النيراني المعاون أو الثانوي للمعركة البرية لفرض الإرادة والسيطرة السيادية.
    هندسة التجانس النيراني لأسلحة التجانس النيراني الثانوية والمعاونة في المعركة البرية:
    أسلحة الكمائن والمعاونة النيرانية والأسلحة النوعية: على رأس تلك الأسلحة تأتي العبوات بمختلف أنواعها، لأن العبوات على الرغم من أننا قمنا بتصنيفها كسلاح رئيسي وعماد أسلحة استنزاف طويلة المدى زمنيا أو المتوسط، ولكن حتى في معارك السيطرة وفرض الإرادة السيادية الإسلامية المباشرة على الأرض فحتى في تلك المعارك ستلعب العبوات دور السلاح المعاون الرئيسي في تشكيل الأسلحة المضادة للدروع، بل وستزيد أهميتها كثيراً عند أماكن الخطوط الدفاعية شديدة الثبات فسنجد أن للعبوات دور رئيسي جدا في إغلاق ثغرات ومحاور الاقتراب والتقدم المحتملة للعدو وفي هندسة خطوط نيرانية تعاونية متعاقبة ومعقدة بين العبوات وبين قواذف م.د، وكذلك دور العبوات في عمل كمائن قتل أرتال المدرعات الكبيرة عن طريق إمكانية نسف الطريق نفسه لشل حركة الرتل ثم التعامل معه عن طريق نيران متنوعة بين العبوات ومختلف ذخائر ومقذوفات م.د، كما أن العبوات مفيدة جدا في حالة نقص العناصر البشرية أو في حالة الرغبة في التركيز على محاور والتخفيف من أخرى.. وهكذا، لذلك فدور العبوات مهم جدا جدا في كافة المعارك ولكن بشرط أساسي في معارك فرض الإرادة والسيطرة السيادية على الأرض وهو ألا تكون العبوات هي التي تمثل السلاح الوحيد المتاح كسلاح مضاد للدروع عند البدء بتنفيذ إستراتيجية مسك الأرض وفرض الإرادة والسيادة الأهلية الإسلامية عليها، بل لو وصل الأمر للدرجة التي تجعل من بعض الأخوة يدخل مرحلة السيطرة وفرض الإرادة لأي ظروف بدون عدد كافي من قواذف وقذائف وذخائر م.د ودخلوا لمرحلة السيطرة بدونها فيجب عليهم أن تكون لديهم استعدادات مكثفة وتكتيكات سريعة جدا بديلة تمكنهم من جلب بعض الغنائم أو تصنيع بعض أسلحة مقذوفة م.د بحيث يكون فارق التوقيت يسمح بصمود ونجاح الفترة الإنتقالية من استخدام العبوات للوصول للتسليح الكثيف المتكامل بقواذف وذخائر م.د، وبالنهاية فيجب أن تكون العبوات مجهزة بأعداد مناسبة ولو حتى كانت أجزائها مفككة بانتظار تجميعها في الوقت المناسب، فالعبوات فعالة جدا ورخيصة جدا وتعتبر أشبه بسلاح شبحي خفي لأن فرد المشاة الجهادي لا يظهر أثناء تفجير العبوة، والعبوات توفر مميزات نوعية جدا في عمل الكمائن كثيفة النيران فالكمائن الكثيفة النيران تعتمد في مرحلتها الأولى على العبوات والألغام والمفخخات قبل أن يظهر أفراد م.د بمقذوفاتهم للإجهاز على باقي مركبات ومدرعات العدو ثم ليظهر القناصة بنيرانهم تمهيدا بالنهاية لظهور المشاة الراجلين بالبيكا والكلاش لتطهير البقية الباقية من أفراد العدو، وتلك الكمائن النوعية سيكون للعبوات دور رئيسي جدا فيها كما سنبين لاحقا بمشيئة الله تعالى، ثم يأتي عقب سلاح العبوات سلاح الأحزمة الناسفة وعندما نتكلم عن معارك فرض الإرادة والسيطرة فنحن هنا بالتأكيد سنتكلم عن الأحزمة النوعية فائقة النكاية كما الحزام الشهير لعملية ميدان السبعين للقاعدة باليمن لأن دور الأحزمة الناسفة في مرحلة معارك فرض السيادة والإرادة سيكون دور تحقيق التوازن بالردع والتوازن بالرعب الأقصى فعندما يحقق عدو ما مثلا خسائر فادحة غير متوقعة في تشكيلاتك فأنت بحاجة لإعادة الروح المعنوية لمختلف تشكيلاتك عن طريق إطلاق موجة من الرد الفائق غاية الشراسة لتحقق حفظ الحد الأدنى من توازن المعركة النفسية والمعنوية لقواتك وكذلك فعندما تكون بحاجة للانسحاب من بعض الخطوط والمدن التي قمت بتثبيت وجودك فيها فربما تحتاج لمفرزة استشهاديين نوعية تخترق خطوط العدو لتنفيذ عمليات تشتيت وتفريغ وتعطيل النواة المعادية لإدارة المعركة أو القرار السياسي أو لتعطيل القوة المباشرة القادمة نحوك أو ما شابه ذلك من تدبيرات قد تحتاج بالضرورة القصوى للحفاظ على كتلة قواتك العامة بدون خسائر طولية فيهم تحت أي ظرف لذلك فنحن هنا وفقا لطبيعة كل تلك المهام المحتملة جدا ولغيرها فسوف نحتاج للحديث عن أحزمة ناسفة شديدة التطور تشابه حزام عملية ميدان السبعين كسلاح نوعي ردعي شديد القتل لكي يكون لديك عدد مناسب منه لتوزيعه على وحداتك وتشكيلاتك كما سنبينها لاحقاً وخاصة التشكيلات الردعية الاستشهادية منها، ثم يأتي بعد سلاح الأحزمة الناسفة سلاح المفخخات، والمفخخات سيكون دورها عامة محدود في معارك السيطرة المباشرة إلا في عمل الكمائن بالأسلحة الجهادية المشتركة والمعقدة، أو عمل بعض الاقتحامات للحصون الخطيرة والنوعية، أو في حالات الانسحاب من بعض المحاور بتشريكها بالمفخخة بالإضافة لتفخيخ الأرض ورزعها بعشرات عبوات وألغام ناسفة ويعتبر هذا التكتيك كما أسميه هندسة الأرض بالنيران الكثيفة، هذا التكتيك بالإضافة إلى التداخل في بعض المراحل أو التداخل في بعض نطاقات السيطرة بين معركة الاستنزاف للعدو وما قد يخالطها من الدخول مباشرة لمرحلة السيطرة وفرض الإرادة السيادية، لذلك فالمفخخات تعتبر سلاح استنزاف بالإضافة لاستخدامها في الكمائن النوعية والاقتحامات النوعية المتقدمة، ولكن تظل الوظيفة الأساسية هي في معركة الاقتحامات النوعية أو لممارسة دور بسيط في معارك وكمائن الأسلحة المشتركة المتقدمة المعقدة، ولكن يجب عدم التوسع في استخدام المفخخات نظرا لتكلفتها المالية عن باقي أنواع الأسلحة أو المتفجرات، لذلك فتوفير نفقات المفخخات وتحويلها لحساب قوة نيرانية كالهاونات أفضل من التوسع في المفخخات للحفاظ على الموارد المالية الشحيحة أصلا، ثم يأتي بعد سلاح المفخخات سلاح الرشاشات الثقيلة والسريعة والرشاشات م.ط وحتى عيار 35 مم. وبالرغم من خطورة وقوة وتأثير الرشاشات الثقيلة وخاصة الأنواع المتطورة السريعة كثيفة الطلقات منها في أنواع مختلفة من المعارك البرية والمعارك الاقتحامية وعامة المعارك الالتحامية، ولكنني أفضل جدا أن يتم تصنيف الرشاشات الثقيلة التي تفوق البيكا عامة في الوزن والتي على اختلاف وتنوع في قدراتهم فلا يمكن تصنيفها على أنها سلاح فردي من حيث القدرة على حمله واستخدامه والتنقل وإعادة التمركز به بواسطة فرد واحد، فأفضل جدا أن يتم تصنيف تلك الرشاشات على اختلافها في فئة الأسلحة المعاونة أو ترحيلها لفئة خاصة يتم تخصيصها فيها كسلاح رئيسي للتعامل مع كافة أنواع الطيران المنخفض، أما كونها سلاح رئيسي في المعركة البرية فأرفضه تمام الرفض وأي قطعة رشاش يزيد وزنها بشكل ملحوظ عن البيكا فأعتقد أن التعامل معها ومع عدد كافي من ذخيرتها بواسطة فرد المشاة الجهادي سيكون عبأ على هذا الفرد من حيث سرعة الحركة وحرية تغيير نقطة التمركز بسرعة مناسبة وستكون بالتالي عبأ على باقي التشكيلات الرئيسية المختارة للمعركة البرية والتي تتميز جميعها بحركية شديدة المرونة والسرعة، وعند الضرورة القصوى ممكن تخصيص فردين مشاة للتعامل القتالي والعملياتي مع سلاح الرشاش الثقيل وحمله وعدد مناسب من ذخيرته والضرب به ثم التنقل به سريعاً وهذه المواصفات السابقة للرشاشات الممكن التعامل معها من خلال فردين فقط ممكن إلحاقها ببعض الفئات الرئيسية في قوات المعركة البرية أما إذا زادت حاجة قطعة الرشاش الواحدة بذخيرتها عن الحاجة لفردين فقط فلا يمكن تضمينها أبدا لفئة التسليح الرئيسي الإستراتيجي للمعركة البرية ويجب تحويلها لصالح التسليح الرئيسي للمعركة المخصصة للدفاع الجوي، وتنوع فئات وأعيرة الرشاشات الثقيلة لما فوق فردين لاستخدامها وأوزان كل منها يجعل الأفضلية الكاملة في تصنيفها كسلاح رئيسي وأساسي في التعامل مع كل أنواع الطيران المنخفض، ويأتي الدور بعد سلاح الرشاشات الثقيلة في فئة أسلحة الكمائن والمعاونة النيرانية والأسلحة النوعية على الكلام عن الأسلحة النوعية، ولعله لا يخفي أن كل تصنيفاتنا السابقة من أجل تطوير المعارك الأرضية من مرحلة معارك استنزاف إلى مرحلة معارك فرض الإرادة والسيطرة السيادية الإسلامية ومسكها للأرض فكل تصنيفاتنا السابقة راعينا فيها خفة الحركة المتناهية وللدرجة القصوى الممكنة بالترجل لكل عناصر التشكيلات البرية الرئيسية ذات التصنيف الأول إستراتيجيا، بالإضافة إلى ذلك وللتوائم مع ما سبق تم مراعاة تصغير أوزان وأحجام تصنيف فئات الأسلحة الإستراتيجية الرئيسية للدرجة التي قمنا معها بعكس كل مفاهيم ومصطلحات كافة العلوم العسكرية المعاصرة على اختلاف مدارسها للدرجة التي جعلنا معها من الأسلحة الفردية الخفيفة كالقناصات الفردية والقواذف الخفيفة المضادة لحاملات الدروع فجعلناهما سلاحين رئيسين للمعركة بل ولدرجة أنهما السلاحين الإستراتيجيين فيها وذلك على عكس كل تصنيفات كل مدراس الحرب والعلوم العسكرية على كوكب الأرض جميعا، بل ووصلنا في ذلك لأن نصنف كل الأسلحة الثقيلة الرئيسية الخطيرة جدا في مختلف معارك السيطرة والالتحام البرية على أنها في أحسن حالاتها مجرد أسلحة للمعاونة النيرانية للتشكيلات الرئيسية وأسلحة لشبكة الصيد –أسلحة شبكة الصيد هي الأسلحة الثمينة الثقيلة أو النوعية التي ممكن جعلها طعم لجذب قوات معادية كبيرة للتعامل معها من المجاهدين سواء بغنمها أو تحييدها نهائيا من المعارك بقتلها أو تعطيلها أعطال لا علاج لها-، قد تكون تلك التصنيفات عجيبة جدا في بساطتها وغريبة جدا في مفاهيمها وتجانسها ولكن وكما قلت من قبل فتلك البساطة والغرابة والعجب فهي نفسها بنفس مقدار غرابة وبساطة وصلابة أهدافنا الدفاعية وتمسكنا بها في ذات الوقت.
    مع العلم أن أحد أهم الأهداف الرئيسية جدا حول طبيعة تركيب التشكيلات القتالية المعتمدة المتجانسة الرئيسية السابقة هي أن تجعل من الصعوبة جدا التعامل معها بواسطة النيران الجوية، فلا يمكن أبدا أن تتخيل مثلا قاذفات إستراتيجية تقوم بطلعات جوية ضد المشاة أو قاذفات أف.117 أو حتى قاذفات الرابتور أف.22 أو أف35 أو حتى قاذفات أف.15,16,14,18 فتلك القاذفات بين المتوسطة والثقيلة والإستراتيجية لا يمكن بأي حال من الأحوال اعتمادها كمنصات جوية في عمليات قتالية رئيسية أو معاونة متوسطة المدى ضد المشاة فهذا أمر لا يمكن تحمله اقتصاديا على المدى الطويل لأي جيش أيا كان وخاصة إذا كانت تركيبة الأهداف البرية بمثل قدرات المرونة والمناورة والسرعة والتمويه والخفة مثل تلك التي قدمنا لها سابقا، لذلك فطلعات تلك المنصات الجوية ضد الأفراد عادة ما تكون تحت تصنيف فئة العمليات الخاصة أو العمليات الاستخبارية ولا يمكن تصنيفها كعمليات قتال رئيسية لأسباب كثيرة جدا جدا ومتنوعة، ولكن وحتى في أقصى ظروف طلعات المنصات الجوية ضد المعركة البرية فالتشكيلات الرئيسية المختارة بالتجانس النيراني السابق وكل تحديثاته المقبلة ستكون متمتعة بأدنى درجات المخاطر الجوية وفقا لأي تصنيف معروف حتى ولو أكملت الدوائر الشيطانية في مذبح البنتاغرام الأمريكي –المسمى بالبنتاجون- تحديث إستراتيجيتها وتوفير معدات خفيفة جديدة ضد المشاة كما تخطط من عام 2011 لذلك، فحتى لو أكملت الشياطين الدموية الوحشية الأمريكية كافة استعداداتها لخوض إستراتيجية حروب البلاي ستيشن –وهذه التسمية من عندي بالطبع وهي إستراتيجية تخفيف مختلف تكاليف تصنيع وإدارة واستمرارية منصات الحرب الجوية من حيث الأوزان والتكاليف المالية وتخفيض تكاليف الإدارة اللوجستية لأدنى مستويات ممكنة لها التي أصبحت إستراتيجية رسمية معتمدة من الإمبراطورية الشيطانية المنهارة- فحتى لو وصلت إستراتيجية البلاي ستيشن الهمجية الشيطانية القذرة الدموية لأي مستوى من مستوياتها أيا كان فستظل أيضا طبيعة التشكيلات الرئيسية السابقة المقترحة وتحديثاتها المتعاقبة هي التشكيلات الأكثر توفيرا في التكاليف المادية والاقتصادية والأكثر توفيرا وحرصا ضد أي خسائر في العناصر البشرية بداخلها والأكثر تجانسا والأكثر فاعلية والأكثر مناورة والأكثر خفة حركة والأكثر رخصا والأكثر قابلية لكل أنواع التحديثات أيا كانت والأكثر قابلية لفرض السيادة والسيطرة الإسلامية بأقل تكاليف ممكنة على كل المستويات.
    بشكل واضح فأن الهدف الرئيسي جدا في تصنيف وتركيب هذا التجانس التنشكيلاتي العملياتي الإستراتيجي السابق هو أن يكون الأكثر منعة وأمنا وأمانا ضد مختلف أنواع المنصات الجوية الهجومية والأكثر توفيرا للخسائر البشرية كافة في صفوف كافة التحركات الجهادية الإسلامية.
    أما الآن ونحن بصدد تناول ومعالجة دور مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والنوعية كمدفعية الميدان ذاتية الحركة أو المجرورة أو كالهاوتزرات الذاتية أو المجرورة أو كمركبات القتال المدرعة أو ناقلات الجند المدرعة أو الدبابات بمختلف أوزانها وفئاتها أو العربات الزيل أو الجيبات المصفحة فكل تلك الأسلحة المتنوعة على الرغم من خطورتها وقدرتها في المعارك البرية إلا أن نفس قدرتها وخطورتها تلك ستجعل منها بالمقابل أهداف نوعية وثمينة مميزة لمختلف أنواع طلعات الطيران المعادي، كما أنها ستكون أولى أهداف راجمات الصواريخ المختلفة ومختلف أنواع المدفعية الأرضية المعادية، لذلك فتلك الأسلحة النوعية بالنسبة للمجتمعات الجهادية الناشئة تعتبر أعباء ثقيلة أكثر منها غنائم مفيدة لذلك فالاحتفاظ بها بهدف إدارة سيطرة ميدانية على الأرض من خلالها لا يجب أبدا أن يكون في مخيلة قادة العمليات أو من ضمن طبيعة المهام المقترحة عندهم لتشكيلات القوات كباقي الأسلحة المتجانسة في التشكيلات المعتمدة ومختلف تكتيكاتها المهندسة أو المتطورة أو المتراكبة، بمعنى أبسط فكل تلك الأسلحة النوعية الثقيلة يجب أن تكون مدرجة كأسلحة ثانوية جدا وفرعية ملحقة على التشكيلات أن وجدت ولا تشكل من نفسها وحدات مستقلة رئيسية معتمدة.
    بل ويجب أن نستخدم تلك الأسلحة الثقيلة بالعكس تماما من وظائفها الأساسية التقليدية، فعندما تغنم دبابة ثقيلة أو متطورة فهذا السلاح سيكون هدف مباشر لمختلف نيران العدو كهدف مصنف عنده بأعلى رتب الاستهداف لذلك فعلينا أن نحاول قدر طاقتنا في توظيف ذلك لصالحنا، على سبيل المثال أننا غنمنا رتل مدرع مختلف الفئات وسيشكل هدف ثمين للنيران المعادية، يمكننا أن ننسحب بالمعدات إلى مناطق غابات مثلاً ونقوم بضرب بعض النيران من تلك الأماكن أثناء تخلل وضع الآليات بين الحركة والتوقف، بحيث نعمل على جذب بعض الوحدات المعادية الأرضية لمنطقة الانحياز بالرتل المدرع لنعمل على تصفية تلك الوحدات وجلب مزيد من الغنائم، أو بأن نضع تلك المدرعات بين سفوح بعض الجبال لجذب الطيران المروحي المعادي وما أسهل التعامل مع الطيران المروحي من خلال تمركز بعض الوحدات النيرانية المختلفة على قمم تلك الجبال ببعض عمليات التمويه والاختباء المناسبة، فعندما تكون المدرعات أو قوات برية متمركزة بين السفوح المنخفضة للجبال فسيكون من الصعب جدا التعامل معها بواسطة الطيارات النفاثة المقاتلة حتى ولو كانت متخصصة في قتال المدرعات وفي أغلب الأوقات سيتم تخصيص أنواع معينة محدودة جدا من الطائرات بدون طيار أو على الأغلب سيتم تخصيص الطيران المروحي –الهيلكوبترات- ومع وجود بعض صواريخ السام.7 الستيرلا أو السام18 الإيغلا أو الستينجر أو ما في فئتهم أو حتى من خلال بعض الرشاشات الثقيلة المناسبة فستكون تلك المنطقة ومواجهة المروحيات بها تمثل مصيدة قاتلة مناسبة جدا لصيد وقتل المروحيات الممكن جذبها لمكان الكمين مع عدم السماح للقوات المعادية بترحيل حطام طيرانها المروحي بتوسعة الكمين وجعله كمين مزدوج مركب ليتعامل مع الطلعة الثانية القادمة للعدو أو حتى بجعله كمين ثلاثي الطبقات، فالطبقة الأولى أو المستوى الأول للكمين مخصص ضد المروحيات ثم مستوى ثاني ضد المروحيات أيضا ثم مستوى ثالث ضد قوة نوعية قوات خاصة مشتركة تهدف لتفكيك الكمين وترحيل خسائرها ونقل جرحاها –بالطبع الكمائن المركبة من ثلاث طبقات يجب أن يكون هناك استخدام متنوع فيها للعبوات الشديدة ضد أرتال المدرعات فيها بالإضافة لقواذف الكتف م/د وم/ط بالإضافة للقناصات والألغام على أن يكون هناك تخصيص لتمركز الرشاشات الثقيلة لقمم الجبال فقط للتعامل مع الطيران المعادي مع خفة وسرعة في نقل نقطة التمركز تفاديا لضربات النيران الأرضية المتربصة من الهاونات أو الهاوتزرات أو الراجمات- ومن الممكن إضافة وظيفة أخرى لتلك الأسلحة الثقيلة والنوعية بخلاف جعلها طعم أو شبكة صيد وهي وظيفة مساندة نيرانية للتشكيلات الرئيسية وتنظيم تلك الأسلحة في بعض الحالات في بعض الوحدات التي تقوم بالتمركز خلف الخطوط الرئيسية لنا من تشكيلات المشاة الإستراتيجية بمسافة لا تقل عن 8 كيلومتر، وهذه المسافة مهمة جدا في الحفاظ عليها بين الوحدات البرية الإستراتيجية وبين وحدات الأسلحة المعاونة الثقيلة، لأن تلك المسافة مع بعض التجهيزات التي سنذكرها لاحقا ستصلح لتشكيل غطاء دفاع أرضي مبدئي ضد الطيران المضاد للدبابات فمعظم الطيران المروحي المضاد للدبابات والمدرعات لا يتخطى مدى صواريخه العشرة كيلومترات إلا في بعض الصواريخ الأمريكية التي يصل مدى بعض فئات صواريخ الهيل فاير فيها مثلا إلى 15 كيلومتر وهنا من الممكن زيادة المسافة بين الوحدات الثانوية المعاونة المدرعة الملحقة على تشكيلاتنا وبين الوحدات الرئيسية البرية لنا إلى مسافة 12 كيلومتر لأن نطاق تغطية قواتنا الرئيسية بالنيران الجوية والتي سيلحق بها بعض وحدات م.ط سيكون بين 2 إلى 5 كيلومتر وهذا المدى بالإضافة للمسافة الفاصلة بين وحدات الرئيسية والأخرى المعاونة سيوفر مدى أمان نسبي للوحدات المدرعة من الطيران المروحي أو طيران الإسناد الأرضي المزود بصواريخ م.د قوية ويتم من خلال التمركز والمناورة في منطقة التمركز لوحداتنا المدرعة توفير ستائر دعم نيران أو فتح نيراني أو تغطية نيرانية أو نيران معاونة لتشكيلاتنا البرية المتمركزة على المحاور والخطوط المتقدمة، مع العلم أن هذه الوضعية القتالية المتجانسة للوحدات البرية الجهادية وفقا لما سبق هي أفضل تكتيك تشكيل قتالي ممكن الحصول عليه والحفاظ عليه في أعلى درجة أمان نسبي من نيران العدو مع ضبط مسافات الانتشار بين مختلف الوحدات على مختلف التمركزات فهذا أفضل ما يمكن الحصول عليه من تشكيل قتالي ذاتي الحركة عالي المرونة، مع تحقيق أعلى مستوى آمان نسبي ممكن الحصول عليه ضد مختلف فئات النيران المعادية، أو بزيادة المسافة الفاصلة بين وحداتنا المتقدمة والمعاونة إلى مدى 15 كيلومتر مع العلم أن هذه المسافة ستكون مناسبة جدا لتكون مختلف فوهاتنا النيرانية المتقدمة في الصفوف الأمامية أو الوحدات المعاونة من الصفوف الخلفية على مستوى خط نيراني واحد لتركيز الجهد النيراني على محور معين أو اتجاه معين فأقل مدى من تلك الأسلحة الثقيلة يتمتع به تقريبا أي سلاح في تلك الفئات الثقيلة غالبا ما سيكون هو الهاوتزرات مع العلم أن الهاوتزرات الثقيلة في معظم الأحيان ما يقع مداها بين 15 إلى 30 كيلومتر مما سيجعله ومختلف الأسلحة على الصفوف المتقدمة على نفس مستوى مجهود خط النيران المستهدف بنيراننا فضلا عن الأسلحة الأطول مدى من الهاوتزرات، أما بخصوص مختلف أنواع الأسلحة الرشاشة الثقيلة الممكن التعامل الكامل معها ومع كل حوائجها من خلال فردين فقط أو أكثر فتلك الرشاشات بالإضافة إلى صورايخ الكتف م.ط فسيتم إلحاقها فسيتم إلحاقها بتشكيلات مخصوصة ملحقة على الصفوف الأمامية المتقدمة لتشكيلاتنا البرية وفي حالة وجود بعض الوحدات الصاروخية المضادة للطيران المحمولة على عربات مدرعة فيتم إلحاقها بالصفوف المتقدمة ولكن على بعد من 2 إلى 4 كيلومتر من الخطوط الأمامية لأن عادة ما تكون مديات تلك الصواريخ بين 4 إلى 30 كيلومتر وأغلبها ما يقع بين 6 إلى 20 كيلومتر، أما باقي وحدات النيران الأرضية والدبابات ومركبات المدفعية الذاتية أو المجرورة أو مركبات القتال فتكون على المسافات السابقة، إلا أن يكون لدينا بعض وحدات صاروخية دفاع جوي محمولة على مدرعات كما بينا بالسابق ففي تلك الحالة يتم إضافة مركبات القتال المدرعة المزودة بمدافع م.ط سريعة على نفس مسافة وتشكيل مركبات وحدات الدفاع الصاروخي م.ط المحمولة لتكون فيما بينها تشكيل نيراني متجانس وقوي وتبادلي ضد مختلف المنصات الجوية المنخفضة، ويأتي بعد فئات الأسلحة المعاونة والنوعية ملحق الأسلحة والتجهيزات الشخصية والأمنية، بالإضافة لوحدات الاستطلاع والمفارز الأمنية التي سنأتي لها لاحقا ولكننا الآن نكون قد أنهينا بتوفيق الله وفضله إستراتيجية وتكتيكات وعملياتية التشكيل التسليحي وهندسة طبوغرافية مصادر نيراننا الرئيسية، ولكن بقي لنا أن نبين أن القدرة الخارقة للتشكيلات القتالية السابقة على المناورة القارية الواسعة بالحرب الإستراتيجية نفسها بين إستراتيجية تسخين وتبريد الجبهات وبين إدارة التوحش وبين تخفيف الضغوط على القوات الموضوعة تحت التهديد بالتصفية أو التحييد وهي بعض الأساليب التي سنحاول عرض ما استطعنا منها لاحقا بمشيئة الله تعالى، وبذلك نكون قد أنهينا هندسة إستراتيجية التجانس النيراني لتشكيلاتنا البرية الضاربة الإستراتيجية. سددكم الله ولنتذكر دائما أهمية التكبيرات إستراتيجيا وأثرها المادي الملموس على تعظيم أثر رماياتنا وتخفيف أثار رماية الأعداء و... وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى.
    ملحق بالأسلحة والتجهيزات الشخصية والأمنية: بطبيعة الحال فحسب طبيعة المهام نفسها وحسب موقع كل فرد في التشكيلات السابقة سيأتي نوعية ومتطلبات السلاح الشخصي له ومختلف وظائفه الممكن حمله أو الممكن إخفاؤه بسهولة أو الممكن توظيفه في حالات الطوارئ القصوى لها، وتتضمن الأسلحة الشخصية الفئة الاختيارية بحسب قدرات كل فرد في تحمل أوزان التجهيزات وبحسب طبيعة مهمته وبحسب طبيعة المخاطر المحتملة لمهمته، فتأتي مختلف المسدسات المختلفة وكواتمها والرشاشات الخفيفة كالكلاشينكوف والرمانات والقنابل اليدوية الدفاعية والهجومية والأحزمة الناسفة الاستشهادية ومختلف أنواع السلاح الأبيض فتأتي كل الأسلحة السابقة بدون أي استثناء في فئة التسليح الشخصي وبحسب ما سنشرحه لاحقا في إستراتيجية التشكيلات البرية المتكاملة وتكتيكاتها المتقدمة فسيأتي مهمة وطبيعة السلاح الشخصي، أما بخصوص التجهيزات الشخصية فتشمل بشكل أساسي خرائط ميدانية موسعة ومفصلة لمنطقة القتال بنصف قطر تغطية للخريطة من 70 إلى 80 كيلومتر أي أن الخريطة ستتناول مقطع مساحته 140 إلى 160 كيلومتر من أرض المعركة والأرض المحيطة بها، بالإضافة لخريطة تفصيلية طبوغرافية تضاريسية مدنية عسكرية بمقاييس صغيرة لأرض الميدان تتراوح بين 2 إلى 4 كيلومتر تعرض له مختلف المرافق والطرق والتضاريس والنقاط العسكرية المعادية والصديقة وما إلى ذلك من متطلبات معرفته لوظائفه ومهامه المتنوعة بأرض المعركة، بالإضافة لخريطة العمليات المباشرة لكل فرد في التشكيلات المختلفة ومسطرة صغيرة مناسبة لقياس المسافات على الخرائط السابقة لتقديرها جيدا على أرض الميدان على أن يحرص القادة كل الحرص على دقة مقاييس الرسم للخرائط أو تعليم الفرد بطبيعة قراءة الخريطة المزود بها وكيفية تقدير المسافات بصورة صحيحة من خلالها، بالإضافة للثلاث خرائط السابقة تأتي البوصلة الشخصية كتجهيز أساسي لجميع الأفراد، ومن ضمن التجهيزات الشخصية قد تأتي التجهيزات الهندسية المختلفة من سواتر وخنادق وملاجئ فردية وشباك التمويه ومختلف مهام التمويه والإخفاء كل تلك التجهيزات الهندسية ممكن إلحاقها على فئة التجهيزات الشخصية لتوفير أعلى درجات البقائية الممكنة لمجاهدينا بأرض المعركة، بالإضافة إلى وحدات وأجهزة الاتصال –بالرغم من أنني أفضل تماما هندسة المعركة بالكامل وفقا لإستراتيجية الصمت اللاسلكي ودراسة المحاكاة التنبؤية المعقدة والعمل الكامل في ظل الصمت اللإتصالاتي التام ولكن بشكل حتى لو تم تجهيز التشكيلات بأجهزة اتصال فيجب أن يكون الأصل عندها هو دراسات المحاكاة التنبؤية والتحديث لمستوى البيئة القيادية- كما أن على اللباس والجعبة أن يتناسبا وطبيعة مهام الفرد المجاهد وراحة المجاهد أثناء قيامه بهذه المهام، وعلى المجاهد أن يكون على رأس كل تجهيزاته مصحف صغير ونسخة صغيرة من حصن المسلم كما يجب عليه أن يحتفظ بمفكرة صغيرة وقلم ليدون من خلالهما الجسم الرئيسي للأفكار المهمة والمفيدة والاقتراحات والملاحظات الواجب رفعها للقيادة المباشرة، وعلى المجاهد أن يتدرب على أساليب التجريف النفسي والمعنوي للأعداء وطرق مواجهة أقصى أنواع الخواطر السفلية القبيحة والأوراد والوساوس الشيطانية الخبيثة وذلك عن طريق تفنيد ما أستطاع منها في نفسه ورد ما ليس له به علم كله وتجاهله حتى يفتح الله عليه فيه أو يستمر هو في تجاهله، وليعلم المجاهد المقاتل أنه خاضع للاستهداف طوال الأربع والعشرين ساعة من من عدو لا يغفل عنه فعلى المقاتل أن يكثر من التفكر ورد الشبهات مصحوبة بالذكر وطلب الهداية، وخاصة للمقاتل الذي سيمكث مرابطا لعدة أسابيع وحده بدون أن يرى أي أخوة له إلا قليلا جدا، وعلى المجاهد المقاتل دوما تنويع قضاء أوقاته حتى لا تمل نفسه فإن النفوس تمل وعلاجها أن تناورها بالطاعات وأوراد قرآنية أو نبوية أو صلوات أو أدعية أو تدبر حر مصحوب بحافزية عالية ضد الأوراد والوساوس السفلية الخبيثة وتطهير النفس بحب التعرف إلى الله تعالى ورجاء القرب منه وتمنية النفس بالدخول في معيته تعالى أو في خصوص معيته تعالى والعمل لتحصيل المعية الشريفة القدسية العظيمة في سر المقاتل بأكثر من علنه وعليه أن يحرص الهدي النبوي الباطن عنده للهدي النبوي الظاهر حتى يترقى لدرجة المقاتل العقائدي الذي ينسلخ عن هواه وفكره ونفسه ومصالحه ويدخل في رحابة الأحكام الشرعية بالطاعة التامة للقيادة ما دامت القيادة في دائرة المعروف من الشريعة وعليه أن يهتم بأن يوطن نفسه على أن يكون هواه وفكره وخواطره وأنفاسه وسكناته وحركاته وقتاله ورباطه ورميه وجراحه وآلامه وآماله كل ذلك في سبيل الله وليتصالح مع نفسه ومع إخوانه وأقرانه من هم دونه من عامة المسلمين وإن تلبسوا ببعض البدع فعليه أن يكون شفوقا عليهم أكثر من كونه منكرا عليهم، وأن يؤقلم نفسه ويوطنها على أن تكون روحه خفيفة الطير لا يفقده إخوانه إن غاب ولا يؤرقهم أو يململهم إن حضر وأن يكون في المعارك أحرص على البقائية منه على الشهادة وأن يوطن نفسه على الشهادة والاستشهاد لا على البقائية ولكنه على أرض الميدان يجب أن يكون حريص على أن يكون هو الجهة والراية الأخيرة الباقية على صعيد ميدان اللقاء والمعركة وعزف الصواريخ والقذائف والمدفعيات، فهو يوطن نفسه على الشهادة ويعشقها ويمني نفسه بها ولكنه يعمل على أن يكون أسدا في ثغره لا يؤتى الإسلام منه، وأن يسعى دائما لخدمة نفسه بنفسه وأن يخدم إخوانه لا يخدموه وفي ذلك كله فليدفع عن نفسه أوراد الشيطان ولا يتصف أبدا بكثرة السؤال على القادة والإلحاح عليهم بمعرفة الخطط القادمة أو أوضاع لم يخبروه بها، فكثرة السؤال في الميدان بغض النظر عن زرعها للشبهات ولكنها أخطر في تغليبها للوساوس على نفس المقاتل وجعله في دائرة مستمرة من الحيرة والشكوك حول مدى مشروعية كل كبيرة أو صغيرة مهما كانت أو حول الأهداف العامة ومدى قابليتها للتحقيق الميداني وما إلى ذلك من أسئلة سيكون لها أكبر الأثر في الفتك بخواطر وأفكار وتدبرات وخلوات المقاتل الجهادي فيجد الشيطان في ذلك أعظم أبوابه للتخذيل وتفكيك عرى معنويات المجاهد وتفكيره ويحطمه ويطحنه نفسيا تحت وقع أدنى شبهة تافهة تتعرض لها نفسه، فعليك أيها المقاتل الجسور الصنديد بنفسك وداوها وأحسن دوائها وأحسن مناورتها وتهذيبها وتوطينها على الطهارة المعنوية التامة ولزوم الجماعة والطاعة للقيادة في كل الأحوال، وإذا لم تكن أكملت إعدادك النفسي والمعنوي كمقاتل جهادي محترف يصلح للمرابطة لعدة أسابيع متواصلة فلا تتقدم لذلك ألا وأنت أهلا له واثقا من نفسك ممسكا بزمام بهواك عارفا لخواطرك معالجا لها كاوياً للشيطان وأوراده ووساوسه السفلية الخبيثة، وهناك تجهيزات أخرى كجواريف الحفر الصغيرة أو كشاف صغير أو بعض الحبال المناسبة لمهام التفخيخ اليدوي أو التشريك بالقنابل اليدوية أو للعمل كمفجرات للألغام أو ما شابه ذلك من مهام على أن يكون الحبل من نوعيتان مختلفتين نوعية حبل بلاستيكي صغير القطر لمهام التشريك المختلفة وحبل للاستخدامات الشخصية كالصعود أو النزول أو السحب وتجهيزات النوم والمبيت وقطعة منظف عضوي كالصابون أو مسحوق غسيل أو ما يقوم مقامهم وسواك.



    سددكم الله ونصركم وأقر أعينكم وأظهر دينكم وحشركم مع الصحب والآل الطاهرين.
    وصل اللهم وبارك على محمد وآله وصحبه وسلم... والحمد لله رب العالمين.
    المستنصر بالله... سيف السماء؛
    17 من ذو الحجة 1433 من الهجرة الشريفة
    الموافق لـ 11/2/ 2012 من التقويم الوثني؛؛؛
    أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ
    أخو الموحدين/ المستنصر بالله... سيف السماء؛؛؛


  6. #6
    التسجيل
    30-06-2011
    المشاركات
    814

    رد: قاعدة الجهاد العالمية وتكبيرات الفتح المقدسية الشريفة [خريطة تدفق إستراتيجيات جها

    تنويه هام جدا: الإستراتيجيات المنشورة ستمثل حلقات متكاملة ويرجى عدم التعاطي مع أي إستراتيجية منهم بشكل منفرد لأنه سيكون غير ناجح والتعاطي الصحيح مع ما يرد بتلك الإستراتيجيات هو التعامل معها بالنهاية كوحدة واحدة مجمعة.
    ملاحظة مهمة جدا: هناك بعض التعديلات والمراجعات الطفيفة جدا لهذه الإستراتيجة سيتم إصدارها لاحقا كتكميل لها أكثر من كونها تعديلات عليها.





    تكـبـيــرات النصــرة العالمية


    تكـبـيــرات النصــرة العالمية



    تكبــــــــــــــــــــــ الله أكبرـــــــــــــــــــــــير
    والله أكبر الله أكبر الله أكبر
    والله أكبر الله أكبر






    الإستراتيجية (4)

    الإستراتيجية الحيوية -الجانب الثاني المخصص للتكتيكات الجوية والدفاع الجوي منها-:
    إستراتيجية حياة أو موت.. نكون أو لا نكون (حيوية ترقية وتثوير إستراتيجية لهندسة جغرافية التجانس النيراني والقتالي للطبوغرافيا) :
    الكلام حول وعن تكتيكات وإستراتيجيات وأساليب الدفاع الجوي وما نحاوله هنا من إدخال تحديثات ثورية شاملة على قدرات الدفاع الجوي لدى القوات الجهادية الإسلامية والمجاميع القتالية البسيطة والصغيرة نسبيا، سوف يحتاج منا للتطرق وللحديث عن العديد والكثير من العلوم والمعارف والتعريفات والتطبيقات العلمية المعقدة بل والمعقدة جدا، لذا فسوف نقوم خلال السطور القادمة بمحاولات مكثفة وضخمة لتخليص ولتقريب وتبسيط وشرح أهم الفوائد والتطبيقات الرئيسية وتربيطها ومحاولة جعلها مشبوكة كحزمة معرفية موحدة محدثة قابلة لكي تكون متناولة ومبسطة في غاية السهولة لفهم أساليب وتكتيكات وأفاق مستقبليات مختلف أساليب وإستراتيجيات وتكتيكات عمليات الدفاع الجوي المختلفة وبالتركيز على مفاهيم وقدرات الدفاع الجوي لدى مختلف الجماعات الجهادية والدول الإسلامية محدودة الإمكانات وكيفية توظيف ما لديها من إمكانات وقدرات محدودة نسبيا بشكل علمي ومنهجي وثوري يكفل لها توفير الحد الأدنى المقبول من تحقيق نسبة ما شبه معقولة من التوازن في قدرات وتكتيكات العمليات الجوية في معارك فرض السيادة الجغرافية المحدودة أو الواسعة سواء جوية مقابلة جغرافيا برية أو جوية أو بحرية.
    وسوف نبدأ بالحديث عن مفاهيم ما يسمى بـ "عجلة الجاذبية" أو "الجي فورس" كمدخل مناسب لفهم ولتوضيح طبيعة معارك وتكتيكات وإستراتيجيات القتال الجوي أو الدفاع الجوي.
    مع العلم أنه كلما وضحت صورة المعارك جو-جو كلما كان ذلك أدعى لتوضيح تكتيكات أرض-جو، ولذلك على الرغم من أن هدف هذه الدراسة أو الإستراتيجية المرقومة بإستراتيجية (4) فهدفها كليا هو تحديث وتطوير أساليب الدفاع الجوي المختلفة لدى الجماعات أو الدول الناشئة محدودة الإمكانات ولكن تداخل وتشابك طبيعة العمليات الجوية يجعل هناك واجب حتمي للتوسع في شرح وتناول بعض المفاهيم العلمية والتطبيقية الخاصة بأمور كثيرة متداخلة تخص تكتيكات وإستراتيجيات مختلف أنواع العمليات القتالية الجوية، مع العلم أن دراسة وفهم واستيعاب هذه الشروح سيسهل كثير جدا في فهم الكثير من طرق عمل الصواريخ على اختلاف أنواعها ولدرجة أن الفهم الجيد لطبيعة العمليات الجوية يتطلب فهم مختلف طرق العمل الرئيسية لكل الصواريخ حتى صواريخ أرض- أرض أو أرض-بحر أو أرض-جو أو بالعكس بين ما سبق لأن بشكل عام ففهم طبيعة الصراع بين الطائرة والصاروخ تتطلب فهم كيفية توجيه الصواريخ وكيفية التحكم في طيرانها وتصحيح خط الطيران بالإضافة لفهم أنواع الفيوزات التفجيرية التي تسمى بالطابات التفجيرية على اختلاف أنواعها، أي أن متطلبات فهم الصراع بين الطائرة والصاروخ بشكل واضح فسيتطلب منك فهم كل ما يتعلق بالصواريخ وطرق عملها وتكتيكاتها المختلفة، فضلا عن أن هناك ضرورة ملحة جدا لفهم واستيعاب فكرة عمل الرادارات وفكرة عمل مختلف أنواع الرصد والبحث وتوجيه النيران وكيفية قيادتها للصواريخ لأهدافها مما يجعل الحاجة ملحة لفهم فكرة عمل الرادار وفكرة عمل الرصد الراداري وفكرة عمل الرصد الحراري وفكرة عمل الرصد الكهروبصري والرصد الكهروبصري حراري، فضلا عن أن فهم الصراع بين الطائرة والصاروخ يتطلب فهم ومعرفة الكثير من تطبيقات مباشرة قتالية لمفهوم الحرب الإلكترونية وآفاقها الواسعة جدا، كل تلك الأمور تجعل ممن يتفهم طبيعة الصراع وتكتيكات قتال الدفاع الجوي المتخصص لديه قدرة نوعية جدا على فهم كل أنواع وتكتيكات المعارك الحديثة بشكل أسهل وأسرع وأكثر تخصصا وأكثر خبرة وتنوعا، لذلك فأهمية بسط وتوضيح وشرح أساليب وتكتيكات وإستراتيجيات الدفاع الجوي تتخطى مجرد معركة الدفاع الجوي بكثير وتجعلك مضطر لفهم كل أساليب وطرق عمل كل أنواع الصواريخ تقريبا فضلا عن طرق عمل أجهزة المختلفة وفكرة عمل أجهزة إدارة النيران وما إلى ذلك من متطلبات أساسية لفهم كيفية إدارة وتحديث المعارك المشتركة للأسلحة المشتركة واسعة المدى ومعقدة الأنظمة، لذلك نكرر ونؤكد أن مجرد تكوين تصور علمي واعي وعميق بطبيعة عمليات الدفاع الجوي الشاملة يتخطى بكثير جدا مجرد تكتيكات وإستراتيجيات الدفاع الجوي لفهم علوم ومعارف وتطبيقات جهادية وعسكرية مختلفة ومتنوعة ومهمة جدا جدا لكل التحديثات والأفاق المستقبلية الثورية القادمة.
    ولقد أخترت بشكل أساسي إنني سوف أقوم بتطوير مفهوم تقريبي خاص جدا بنا كمدخل موحد ومبسط لتفكيك وتبسيط وتوضيح وشرح كل تعقيدات وتشابكات وتطبيقات معركة الدفاع الجوي في مفهوم واحد فقط لا غير بشكل تعليمي نظري فقط لا غير كما سيتبين لاحقا أننا من خلال هذا المفهوم سنقوم بشرح وتوضيح وتفكيك كل علوم ومعارف وتطبيقات ولوازم مفاهيم معركة الدفاع الجوي شديدة التعقيد.
    وهذا المفهوم المدخلي أو المفهوم الشارح والحاوي لكل ما سبق في مدخل واحد مبسط وسهل وواضح والذي يشكل مدخل حديثنا التجميعي عن إستراتيجيات الدفاع الجوي وكل متعلقاتها هنا هو تناول مفاهيم وتطبيقات ما يسمى بـ "عجلة الجاذبية" أو "الجي فورس" هنا بشكل اصطلاحي كما أشرنا سابقا وهو شكل مبتكر ومحدث وثوري أقرب للصورة التعليمية والعملياتية والتطبيقية منه للصورة العلمية الفيزيائية الوصفية البحتة، لأن الصورة الفيزيائية الوصفية معقدة نوعا ما، لأنها تشتبك وتتداخل بين الشائع من نموذج الفيزياء النسبية النظرية الهلوسية المريضة وبين نموذج الفيزياء الوصفية المنهجية ومختلف علومنا ومعارفنا الثورية في فيزياء المنطق الوصفي وفيزياء اللغة، وبطيعة الحال فإن أي توسع في الكلام عن مثل هذه الأمور هنا سيكون شديد التعقيد لدرجة في غاية الصعوبة، خاصة وأن الكلام هنا يتعلق فقط بوجود حاجة ملحة بصدد تطوير تكتيكات مبتكرة ومستحدثة وثورية للدفاع الجوي البسيط وربما تظهر الحاجة مستقبلا للتأصيل المقارن بين الفيزياء الوصفية التي طورنا وشرحنا الكثير من أصولها سابقا وبين الفيزياء النسبية المريضة وتبعات التطبيقات العلمية المباشرة للوصفية اللغوية والتطبيقات الهلوسية للنسبية، ولكننا سنكتفي هنا بأهم العناصر التي ستحدث فروق جوهرية في التطبيقات العملياتية للعقائد القتالية في معارك الدفاع الجوي ومختلف تكتيكاتها وأساليبها، مع العلم أن مفهوم ما يطلق عليه "عجلة الجاذبية" أو "العجلة" أو "الجي فورس" لها علاقة رئيسية بمبدأ ثوري جديد ومستحدث تماما في الفيزياء وهو من مبادئنا الجديدة في فيزياء اللغة الوصفية، وهذا المبدأ هو مبدأ "حفظ الذات" وهو المبدأ الفيزيائي الذي يسمح للأشياء فيزيائيا بالاحتفاظ بنفسها في شكلها وهيئتها بدون التفكك أو التحول إلى أي صورة أخرى، وهو الأخر مبدأ حديث في غاية التعقيد والتشابك لا يزال في إطار البحث والتحليل والتوصيف وترصيف مفاهيمه ومعادلاته شديدة التعقيد، ولكن الشاهد أن علاقته بما يسمى بالعجلة والجي فورس علاقة جذرية ولكننا بحاجة للتجاوز عن ذلك كله والتحدث عن الجي فورس في إطار اصطلاحي عملياتي يمثل شرح وتحديث لقواعد وأسس تكتيكات وإستراتيجيات المعركة الجوية بين الطائرة والصاروخ.
    كما أن الحاجة الملحة تفرض نفسها حول أولوية وأهمية تقديم المعالجة للجانب التطبيقي أو الجانب العملياتي للجي فورس أو للعجلة بشكل عملياتي اصطلاحي عام ولكننا أيضا سنضع مدخل فيزيائي تقليدي بسيط للغاية يوضح مفهوم العجلة الشائع المتداول ويبسطه لأكبر درجة ممكنة حتى يكون واضحا بشكل متكامل طبيعة تأثير الجي فورس بعدها في الجانب العملياتي التطبيقي في المعركة الجوية عامة.
    ومفهوم "العجلة" أو "عجلة الجاذبية" أو "الجي فورس" أو الـ "g-force" أو الـ "G" أو "g" أو تختصر بالعربية "جي" أو "الجي" وهي مفهوم تطبيقي يمثل عامل التسارع الناتج عن الجاذبية الأرضية وهي ذات قيمة 9.8 م/ث^2 على سطح الأرض.
    ومعنى العجلة بشكل وصفي ورياضي هو أن العجلة تعتبر هي معدل تغيير السرعة بالثانية نسبة إلى السرعة في الثانية التي كانت قبلها مباشرة، أي أن قياس التسارع أو العجلة لا يكون بقياس السرعة العادية للأشياء ولكنه يكون بقياس فرق السرعة نسبة إلى الزمن، بمعنى أخر أننا سنقوم بقياس التسارع لشيء ما عن طريق قياس سرعته في الثانية الحالية نسبة إلى سرعته في الثانية السابقة عليها مباشرة، أي أن العجلة هي قياس التسارع عن طريق قياس فرق السرعة من كل ثانية إلى تلك التي تسبقها.
    ويمكننا بشكل أخر مبسط أن نقول أن العجلة تمثل القدرة على التفلت من تأثير الجاذبية المطبق على السرعة.
    ويتم قياس العجلة عن طريق قياس فرق السرعة بين كل ثانية والتي تسبقها، بحيث أن العجلة تمثل تعبير عن فرق قياسات السرعة نسبة للزمن.
    ويتم قياس الجي فورس كالتالي 9.8 م/ث^2 أي أن كل وحدة g تساوي فرق في زيادة 9.8 متر إضافية للسرعة في ثانية ما عن قياس السرعة للثانية التي تسبقها مباشرة.
    والجي فورس أو العجلة لا تعني التسارع فحسب فهذا خطأ شائع عند الكثير، ولكن الجي فورس قد تكون في اتجاه التسارع وقد تكون في اتجاه ما يسمى بالتباطؤ أو التناقص.
    أي أن العجلة ليست فقط عند زيادة معدل السرعة إلى الزمن وهو ما يطلق عليه التسارع، ولكنها أيضا تمثل تناقص معدل السرعة إلى الزمن وهو ما يسمى بالتباطؤ.
    أي أن العجلة باختصار تنقسم إلى عجلة تسارعية وإلى أخرى تباطؤية.
    وما سبق هو المفاهيم العامة للعجلة بشكل علمي ورياضي ووصفي فيزيائي مبسط.
    وبشكل عام فعندما سوف نتكلم عن العجلة أو الجي فورس لاحقا وفي ما يخص الاصطلاح العملياتي العسكري وخاصة في تكتيكات الصراع بين الطائرة والصاروخ وتكتيكات القتال الجوي عامة فنحن سنتكلم عن الجي فورس بشكل ليس فقط يقتصر على صورة التعريف الفيزيائي للعجلة، ولكنها ستتجاوز ذلك بكثير وسنتوسع فيها إلى شكل أقرب ما يكون إلى شكل اصطلاحي وعملياتي اعتباري.

    وهذا المفهوم الاعتباري الموسع للجي فورس سنجعله مفهومنا المدخلي المختار أو المفهوم الشارح والحاوي والجامع لتطبيقات وأساليب وتكتيكات الدفاع الجوي في مدخل واحد شامل مبسط وسهل وواضح والذي يشكل مدخل حديثنا التجميعي عن إستراتيجيات وعمليات الدفاع الجوي وكل متعلقاتها هنا بحيث نجعل من تناول مفاهيم وتطبيقات ما يسمى بـ "عجلة الجاذبية" أو "الجي فورس" هنا عبارة عن شكل اعتباري اصطلاحي مبتكر ومحدث وثوري أقرب للصورة التعليمية والعملياتية والتطبيقية منه للصورة العلمية الفيزيائية الوصفية البحتة، أي أننا عندما سنتكلم عن العلوم العسكرية وتكتيكات الصراع بين الطائرة والصاروخ أو تكتيكات قتال جو-جو عامة فسنقوم بجعل العجلة أو الجي فورس مفهوم مدخلي شامل لتبسيط كل التعقيدات والتشابكات والتداخلات نلحق عليه كل أساليب وتكتيكات وإستراتيجيات الدفاع الجوي المختلفة.
    ويمكننا تسمية الجي فورس أو العجلة بشكل أولي تكتيكي وعملياتي بأنها القدرة على تحميل أقصى قدرة على المناورة والإفلات من المتتبعين أو المهاجمين، وسنتوسع في ذلك بشكل مجازي لاحقا لأن القدرة على تحقيق نسبة النجاح في الصراعات بين الطائرة والصاروخ ونتائجها عملياتيا لا تخضع لحسابات الجي فورس فيزيائيا فحسب ولكنها تضاف لها الكثير من العوامل المتعددة سنذكرها باللاحق، ولكننا هنا جعلنا الجي فورس مدخل عام مناسب لفهم طبيعة معارك الدفاع الجوي ومعارك القتال جو-جو، لذلك فتناولنا لمفهوم الجي فورس أو القدرة على تحمل أقصى المناورة في مختلف تكتيكات المعارك بين الصاروخ والطائرة أو بين مناورات القتال جو-حو المتلاحم، سيكون تركيزنا لاحقا على الشكل التكتيكي والعملياتي للمصطلح مع تجاهل شكلي كبير للشكل التطبيقي الفيزيائي البحت له.
    ويتم قياس الجي فورس كالتالي 9.8 م/ث^2 أي أن كل وحدة g تساوي زيادة 9.8 متر في معدل زيادة قياس في السرعة في الثانية الواحدة وذلك بالنسبة لقياس السرعة للثانية التي كانت تسبقها مباشرة، وهذه النسبة بالزيادة هي نسبة التسارع، وقد تكون تلك النسبة السابقة في اتجاه التناقص في السرعة وهو ما يسمى بالتباطؤ كما وضحنا أن العجلة له اتجاهان عكسيان تباطؤ أو تسارع، مع العلم أن الشكل العام الأكثر حضورا في تطبيقات وعمليات الطيران عامة هو التسارع ولذلك سنجده عادة أكثر حضورا بكل المصادر حتى أن الكثير يظن أن العجلة هي التسارع فحسب ولم يفهم أن العجلة تسارع وتباطؤ كذلك.
    وخلاصة الجي فورس هنا هي على سبيل المثال أن الجسم الطائر الذي لديه قدرة 10 g فإن هذا الجسم يمتلك قدرة على التسارع بقدرة= 10g x 9.8 = قدرة زيادة عدد 98 متر في زيادة السرعة لكل ثانية، أي أن هذا الجسم الطائر الذي يستطيع التسارع بقدرة 10 g فهذا يعني أنه لديه قدرة تسارع أقصى 98 متر في الثانية، أي أن هذا الجسم على سبيل المثال يستطيع الوصول من سرعة صفر متر في الثانية وصولا إلى سرعة 980 متر في الثانية خلال عشرة ثواني فحسب وبقدرة تسارع 98 متر في الثانية، أو يمكننا القول أن السرعة لهذا الجسم تستطيع أن تتزايد بفارق سرعة 98 متر في الثانية.
    مع العلم أن ليست السرعة وحدها أو التسارع وحدها هي التي من خلالها يتم قياس أقصى قدرات الجي فورس في الطيران، ولكن بشكل أساسي جدا فالجي فورس تحدده بشكل قاطع القدرة على عمل أقصى تغيير ممكن في اتجاه أو زاوية الطيران خلال وأثناء أقصى سرعة طيران، فالتزاوج بين عمل أقصى المناورة على أقصى السرعة، فهذا يسبب زيادة مطردة في تحميل جي فورس عالية جدا على الطائرة والطيار أو أي جسم طائر عامة، فالجي فورس هنا تتعلق بتحميل سرعات عالية أثناء مناورات حادة فجائية أو سريعة أو العكس بتحميل مناورات حادة على سرعات عالية، وكلما كانت المناورة حادة أثناء السرعة العالية كلما تسبب ذلك في تحميل أقصى ضغوط عالية جدا من العجلة الجي فورس على الجسم الطائر.
    وتدل الـ g-force بشكل وصفي بسيط وباختصار على أكبر سرعة ممكنة يستطيع الجسم الطائر بها تغيير اتجاهه وتعتمد على مقدار الضغط الذي يستطيع الجسم تحمله أثناء تغيير الاتجاه -يؤثر الضغط هنا بشدة على بنية الجسم الطائر خلال محاولته لتغيير اتجاهه بسرعة عالية في مناورة حادة- ويحدث أغلب الضغط من جراء خاصية القصور الذاتي التي نعرفها جميعا، عدى عن تأثير ضغط تفريغ الهواء خلف الطائرة -من جراء السرعة العالية- او على جانبيها -من خلال المناورات الحادة-.
    فيمكننا بشكل اصطلاحي عملياتي أن نقول أن الجي فورس هي قدرة مختلف الأجسام الطائرة في الهواء على تحقيق أقصى مناورة أثناء التسارع .
    ويمكن أن نوضح الجي فورس في الاصطلاح العملياتي وتكتيكات جو-جو بأنها وحدة قياس لقدرة كل جسم طائر على تحقيق أقصى قدرة مناورة إفلات أو إطباق.
    قدرة إفلات من المطاردين جو-جو أو قدرة إطباق على الأجسام الجوية الطائرة أيا كان نوع أو حجم تلك الأجسام.
    كما يمكننا أن نقول أن بشأن تكتيكات الدفاع الجوي خاصة فإن الجي فورس ستتعلق خاصة بقدرة الصاروخ على الإطباق على الأهداف وتتبعها وقتلها والجانب المقابل لذلك المتعلق بقدرة الطائرة المستهدفة هي الأخرى على تحقيق أقصى قدرة إفلات بالمناورة والسرعات العالية.
    كما يمكننا أن نقول أن في تكتيكات القتال جو-جو فإن الجي فورس تتعلق بقدرة الطائرات على أداء مناورات حادة ومقارنة قدرات الطائرات المتحاربة لتحديد أكثرها قدرة لعمل أقصى المناورة لنعرف أيها سيكون صاحب أعلى فرصة في الإفلات من الإطباق عليه من خلال أجهزة الصواريخ أو أجهزة التتبع المختلفة عامة وبذات الوقت قدرته على الإطباق على الطائرة المنافسة أو المتقاتلة معه، كما أن الجي فورس في عمليات قتال جو-جو تحدد قدرة الطيار ليس فقط من الهروب من إطباق الرادارات المعادية للطائرات المتقاتلة ولكنه أيضا سيحدد قدرة الطائرة على الهروب من الصورايخ التي قد تطاردها سواء صواريخ جو-جو أو صواريخ أرض-جو.
    والجي فورس عامة في تكتيكات المعارك الجوية المختلفة فتمثل القدرة على تحقيق أقصى قدرة للإطباق على الأهداف المعادية
    من خلال مختلف وسائل التتبع والإطباق لمحاولة قتلها،
    أو الجانب المقابل عن طريق محاولة تحقيق وتحميل أقصى مناورة ممكنة للإفلات من الإطباق المعادي النيراني أو الإطباق الراداري أو الراصدي المعادي.
    والجي فورس عامة هي التي تحدد قدرة الفوز في الصراع بين الطائرة والصاروخ أو تعتبر من أهم عوامل ترجيح الصراع بين الطائرات المتقاتلة.
    وتختلف قدرات الطيارين الشخصية في قدرتهم على تحمل أقصى جي فورس وكذلك عدد الثواني الذي يستطيع خلاله جسد الطيار تحمل لأقصى جي فورس ممكن، وبعدها يصاب بالإغماء أو النزيف أو حتى الوفاة بأزمة قلبية حادة أو ما إلى ذلك.
    ويمكن وصف تأثير G Forcce على الإنسان بأنها هى مثلا قوة الشد أو قوة جاذبية الأرض لجسم الإنسان، وعلى سبيل المثال: عند ذهابنا للملاهي والاشتراك في أحد الألعاب التي تتحرك بسرعة فنشعر عندها باختلاف في توزيع ضغط الدم في الجسم نتيجة تحرك اللعبة بسرعة في اتجاه مختلف عن الجاذبية أو في تغييرات الاتجاه بشكل حاد سريع، ومن ثم فمن الواضح أن تكون الألعاب التي تتحرك بصورة أسرع أكثر خطرا على الكبار في السن أو الحوامل أو مرضى ضغط الدم أو المصابين بالبرد أو حتى على الأطفال!!
    ويمكن قياس سرعة المتسابقين فى مسابقة السيارات السريعة Formula 1 حيث يمكن أن يصل مستوى الـ G Force لبعض السائقين عند بعض المنحنيات لمستوى 4 أو 5 مرات قدرة جاذبية الأرض لأجسامهم وخاصة مع السرعة العالية فى المنحنيات تحديدا مما يصاحبها اختلاف توزيع ضغط الدم فى جسم السائق والتي يمكن أن تؤدي إلى فقده الوعي فى حالة تعرضه لها لفترة طويلة وليست لمدة ثوانى معدودة.
    وعند تطبيق ذلك في الطيران وتأثيره على أجساد الطيارين نجد أن السرعة هنا عالية جدا وممكن أن تصل لـ 1000 متر فى الثانية في بعض الأحيان، والمشكلة هنا أن الطيار فى حالة طيرانه في خط مستقيم متوازي مع الأرض فستكون مشكلة الجي فورس أقل خطورة! أما فى حالة عمل مناورة قوية يمينا أو يسارا أو انطلق الطيار باتجاه عمودي على الأرض بهذه السرعة الغوصية Dive فستكون سرعة هبوطه بالطائرة من 8 إلى 9 G أي تأثيرها على جسمه أكبر بحوالي من 8 إلى 9 مرات تأثير الجاذبية العادية على جسمه.
    في هذه الحالة سيكون ضغط الدم داخل جسمه بالفعل رهيب ولا يتحمله أي شخص بدون تدريبات كافية على ذلك أو باستخدام ملابس وتجهيزات مصممة خاصة للطيران على قدرات تحمل جي فورس عالية، كما أنه لا يستطيع تحت أي ظرف من الظروف التحمل بأكثر من ثواني قليلة جدا وربما أجزاء من الثواني فقط على أوضاع الطيران عند هذه الحدود من الجي فورس وسوف يفقد بعدها الفرد وعيه مباشرة نظرا لاختلال وصول الدم لمخ الإنسان!!
    وفي الفيديوهات التالية بعض الأمثلة والنماذج على طبيعة وقدرات تحمل بعض الطيارين للجي فورس.
    لم يصل أحدهم لمستوى 7 G
    http://www.youtube.com/watch?v=OE3mY5RSE5Q
    وصول الطيار المبتدأ لمستوى 9 G لمدة أقل من الثانية فقط
    http://www.youtube.com/watch?v=pHCut6WCPBA&feature=fvw
    تحمل أحد الطياريين لمستوى 9.1 G لمدة ثوان
    www.youtube.com/watch?v=6ZU7jZtvN-c
    أما مناورة الطائرة عند مستوى 9G فتعني مناورة حادة جدا للمدى الذي يصل معه الطيار داخل الطائرة لمستوى الفيديو الأخير. بالطبع تأثير المناورة لا يكون على الطيار فقط!! ولكن المناورة الحادة كذلك لها تأثير على بدن الطائرة لذلك يتم حساب مراعاة تأثير المواد الداخلة فى صناعة الطائرة أن تتحمل مثل هذه المستويات العالية من المناورات سواء في تصنيعها بقدرات مناسبة في مقاومة الهواء والعوامل الخارجية أو في مقاومة تأثير الجاذبية العالية على الجسم.
    مع العلم أنه بشكل عام فإن المشكلة الرئيسية الحقيقية في تصميم طائرات تتحمل قدرات عالية من تحميل الجي فورس تتعلق أساسا وبشكل رئيسي بعلاج مشكلة قدرة تحمل الطيار الجسدية أكثر منها قدرة علاج مشكلة بناء الطائرة أو تصميمها هندسيا فحسب بل كما ذكرا فهي بالأساس مشكلة قدرة جسد الطيار طبيا على تحمل أقصى جي فورس ممكن.
    وأي محاولة لتحديث قدرات تحمل للطيار للجي فورس لتوفر قدرات أعلى للطائرة سوف تتجه مستقبلا إلى ناحية تطوير قمرة الطائرة بتصميمها وفقا لأساليب هندسية مشتقة عن مبدأنا في فيزياء اللغة والمنطق الوصفي وهو المبدأ الذي ذكرناه في مقدمة هذه الإستراتيجية (4) وهو مبدأ "حفظ الذات" وخلاصة المبدأ أو على على الأقل فما يتعلق بخلاصة فكرة تطوير تصميم الطائرة فسوف يتعلق الأمر بتدعيم هياكل الكابينة ودمج الأجهزة فيها وترتيبها وتوفير زجاج أكثر خفة في الوزن يسمح بزيادة عرض وثخانة بلورة زجاج القمرة ودمج البلورة بهيكل مدعم ومقوى وبالإضافة لعزل الضغط داخل الكابينة للطائرة، وهذه العناصر السابقة ستعمل على زيادة نسبة تحقيق مبدأ حفظ الذات بصورة مناسبة في التصميمات الحداثية للطائرات من الجيل الخامس والسادس.
    وبشكل مبسط فكلما زادت المناورة أثناء السرعة زادت G وكذلك فأن للإنسان قوة احتمال معينة بعدها يفقد وعيه إذا زادت حدة ضغط المناورة عند استخدام السرعة العالية وخاصة المناورة السريعة أو المفاجأة، ويصل الأمر لدرجة أن نظرا للسرعة العالية للطائرات مثل MIG-25 و MIG-31 فيقال أن الطيارين الروس فى ذلك الوقت يقومون بنفس اختبارات رواد الفضاء تقريبا، وهو ما سنجده قد يتطور ويتوسع أكثر في مقاتلات الجيل الخامس الروسية، وهناك فرع علم كامل يسمى طب الفضاء متخصص فى تأثير الطيران فى الفضاء على جسم الإنسان لإعداد رواد الفضاء لذلك، وقد كان هناك أحد البرامج الوثائقية يتكلم فقط عن بدلة الطيار السويدي مثلا وهى بدلة خاصة ومجهزة على أعلى مستوى لتقليل تأثير الـ G Force على جسم الطيار بأكبر قدر ممكن.
    ويلاحظ أن بعض الطائرات الحديثة يمكن أن تتحمل قوة جي فورس تصل إلى 9G بما يعرف بمناورة مستمرة Sustain Turning Rate أي دورة 360 درجة حول محورها بصورة مستمرة ولكن المناورة المفاجأة أو تغيير اتجاه الطائرة بصورة مفاجأة لمدة جزء من الثانية يمكن أن يصل بها إلى 12G ولكن ليس أكثر من هذا سواء فى المناورة أو وقت المناورة!!! علما بأن الطائرات التي تقوم بعمل مناورات بصورة مستمرة بهذه الصورة تتطلب عمرة وصيانة بدرجة أسرع من الطائرات الأخرى لتأثير ذلك الشديد على بدن الطائرة وبقوة!!


    وهناك بعض الأجسام الطائرة التي تتميز بقدرات مخيفة في هذا الصدد كصواريخ أس 400 الروسي الذي يطير بسرعة مخيفة تصل إلى 14.600 كيلومتر في الساعة أي أن جسم طائر كالأس400 سيتمتع بقدرات جي مخيفة جدا وفقا لتلك القياسات، ولكي نفهم كيف ستكون قدرات أس400 ذات سرعة تدور حول الـ13 ماخ أو أزيد فعندما نعلم أن صواريخ البوك أم 1-2 الروسي بسرعة 3.600 كلم/ساعة يتمتع بقدرات تربو على 30 جي فورس فكيف سيكون قدرات الجي فورس لجسم طائر كالأس400 بسرعات مخيفة تقارب من 15 ألف كيلومتر بالساعة.
    فا
    لصواريخ بسبب جسمها الانسيابي وعدم وجود عنصر بشري على متن الصاروخ فيمكن أن يتحمل الصاروخ مناورة حتى 50G وهناك من يشيع أن بعض الصواريخ الاعتراضية تمتلك قدرات جي فورس أعلى بكثير من ذلك، وهذا القدرات العالية على تحميل جي فورس قوية جدا تشكل ما يعطي الصاروخ قدرة رائعة وميزة نوعية متفوقة ومتقدمة تتيح التغلب على الهدف الجوي المقابل الذي يتعقبه ويناوره ويحاول قتله وتكون الإصابة حتمية ومؤكدة أو على الأقل فتمنح تلك القدرات التحميلية العالية للجي فورس لدى الصاروخ قدرة قوية ونوعية مميزة على رفع وزيادة معدلات احتمال إصابة الطائرات بالصاروخ المتعقب للطائرة، وذلك نظراً للفرق الكبير الضخم بين قدرات تحمل ضغوط الجي فورس لصالح الصاروخ عن الطائرة.
    فمثلا مناورة طائرة بقوة 8G مقابل أو ضد صاروخ يناور بقدرة 20G مناورة تعتبر جدا صعبة للغاية على الطائرة بدون تدخل عوامل كثيرة مساعدة للطائرة للنجاة من الصاروخ القاتل المتتبع لها، وأهم تلك العوامل وعلى رأسها يأتي عامل سرعة بديهة الطيار الذي يمثل جزئية العنصر البشري على الطائرة ثم بعد ذلك يأتي كل الإمكانيات الأخرى المساعدة للطيار، وهذه الإمكانيات المساعدة مثل أجهزة وحواضن الإعاقة الإليكترونية سواء سلبية أو ايجابية مع عمل ما يسمى بـ "توسيع الزاوية" على الصاروخ واستخدام المناورة المفاجئة عند اقتراب الصاروخ أو تخلص الطيار من حمولة الطائرة الزائدة لتقليل الوزن مع استخدام الحارق اللاحق لزيادة السرعة بالإضافة لإمكانية استخدام الشراك الخداعية المجرورة أو المشاعل الحرارية أو الرادارية فكلها عوامل يمكن أن تساعد الطيار على الهروب من الصاروخ وتقليل تأثير الفارق الضخم بين جي الصاروخ وجي الطائرة، وكلما قل وزن الصاروخ مقارنة بقوة محركة وكلما قل قطر الصاروخ وزيادة أسطح التحكم الخارجية أو تمتع بتقنية الدفع الموجهة كلما كانت قدرته على تغيير الاتجاه بسرعة أكبر ومن ثم زيادة مستوى الـ G Force على العكس من الطائرات لأن الشكل الخارجي للطائرة بالإضافة لدخول العامل البشري عليها يقلل أو يحجب من مستويات قدرة تطوير طائرات بقدرة أكبر من 10 G في المناورة على الأقل حتى وقتنا الحالي.
    وأي محاولة لرفع وزيادة قدرة الطيار على الجي فورس وبالتبعية رفع قدرة تحمل الطائرة في تصميمها وتصنيعها ستحتاج إلى تطوير قمرة قيادة حديثة للطيار تعمل على تحقيق عدة مبادئ وتحسينها وفقا لمبدأ "حفظ الذات" مما يعني أن قمرة الطيار سيتم تحسين عدد كبير من خواصها للتصرف وفقا لسلوك المواد الأقرب في تجانسها وبلورة مكوناتها الداخلية كوحدة ذاتية داخلية تعمل داخل الشكل العام الموجودة فيه بأقل تأثير ممكن أن ينتقل من خلاله "ضغوط توتر خواص المواد" من الشكل الخارجي للوحدات الداخلية مما يعني أنه سيحدث تحسن ملحوظ كبير في عزل جزء من الجي فورس عن انتقال تأثيرها من الشكل الخارجي للطائرة إلى كابينتها أو قمرتها الداخلية بالإضافة إلى تحديث بزات وملابس الطيران، مما سيرفع أقصى قدرات تحمل الطائرة للجي فورس ما بين 1 إلى 3 جي بحسب تقديري الشخصي -سيف السماء أعني- مما سيجعل من مقاتلات الجيل السادس تتراوح قدرات تحملها للجي فورس تحوم حول 11 إلى 15 جي وهي تعتبر قدرة متقدمة كثيرا على مقاتلات الجيل الرابع والخامس التي تتراوح قدراتها بين 7 إلى 10 جي.
    ومن خلال هذا الشرح السابق حول طريقة محاولات الطائرة للتغلب على القدرات العالية للجي فورس التي يتمتع بها الصاروخ واستخدام الطائرة لتكتيكات وبرامج وإجراءات كثيرة ومتشابكة ومعقدة فسيمكننا تطوير فكرة بسيطة لفهم طبيعة المعركة الجوية بين الصاروخ والطائرة، بحيث من خلال تلك الفكرة نستطيع تبسيط وفهم كل تعقيدات وتراكمات العلوم الفيزيائية المعقدة من تصنيع وتطوير وتحديث وطيران وأساليب وتكتيكات جوية.
    بحيث أننا سنجعل الجي فورس فكرة مدخلية وترجيحية نحو فهم كفة مصير المعارك الجوية الحالية وأفاق ومستقبليات تطويرها وتحديثها وأشكالها الحديثة المنتظرة.
    كما أن تبسيط تلك الفكرة لكل تلك الأمور المعقدة والمتشابكة وصبها في اتجاه واحد سجعلنا نستوعب بسهولة بالغة كيفية إدارة تكتيكات وأساليب المعارك الجوية بطريقة سهلة جدا.
    ويمكننا تبسيط فكرة رائعة وواضحة تستطيع بكل سهولة أن تختصر كل تعقيدات وتشابكات وقدرات ومصير تكتيكات وأساليب الصراع الجوي بين الطائرة والصاروخ من خلال تحويهلا مجازيا لما يشابه حسبة رقمية مبسطة تستخدم ترجيح معادلة قوة الجي فورس وتطويرها وجعلها أساس بسيط يعطينا فكرة مجمعة و واضحة جدا عن طبيعة المعركة ومصيرها وتحديد قدرة الفوز لكل منهما بالصراع، بحيث أننا سنحسب قيمة أقصى قدرة جي لكل من الطائرة والصاروخ ثم نقوم بإضافة باقي قدرات الطائرة على استخدام مختلف وسائل القتال الجوي مثل الإعاقة والإعاقة المضادة والتشويش السلبي والايجابي واستخدام المشاعل الحرارية والرادارية واستخدام الشراك الخداعية المسحوبة بحبل خلف الطائرة أو استخدام الحارق اللاحق مع التخلص مع بعض الحمولات أو الخلط بين ذلك وتوظيفهم جميعا من خلال قدرة البديهة البشرية المتميزة للطيار.
    على سبيل المثال سنقوم بحساب الجي فورس الأساسي مثلا لطائرة ما كأقصى قدرة لها ولتكن مثلا بـ 8 جي، ثم بعد ذلك نقوم بحساب بإضافة قدرات المشاعل الحرارية والمشاعل الرادارية لقدرة الطائرة عن طريق تحويلها لقيمة رقمية مجازية تقريبية وبإضافتها لقدرة جي فورس للطائرة فسنجد أن على سبيل المجاز فإن تقدير قدرات المشاعل الحرارية والرادارية ستشكل قيمة رقمية مجازية تقريبية بين 1 إلى 3 جي ليتم إضافتها إلى قدرة الجي فورس العملياتية للطائرة لتتحول القيمة المجازية التقريبية الاصطلاحية للطائرة هنا من 8 جي إلى مستوى مجازي هنا هو 10 جي.
    وللتوضيح فالمشاعل الحرارية والرادارية هي عبارة عن التالي: المشاعل الرادارية هي عبارة عن شرائح معدنية صغيرة ومطورة بحيث أنها تسبب تشويش شديد على رادار الصاروخ وتخدع الباحث الآلي لرادار الصاروخ وتجعل طابة التفجير تصعق الرأس الحربي عند اقترابه من المشاعل الرادارية بحيث ينفجر الصاروخ في المشاعل الرادارية وتفلت الطائرة بنفسها، وكذلك فالمشاعل الحرارية تطلق عدة مشاعل حرارية عبارة عن ما يشبه كتل صغيرة من اللهب المتفاوت في الشدة والقوة من الطائرة لمحاولة خداع الباحث الحراري للصاروخ وجعل الطابة تنفجر عند الاقتراب من المشاعل الخداعية الحرارية بدلا من الانفجار بالاقتراب من مصادر الحرارة الفعلية الحقيقية في جسم الطائرة نفسها، كما يمكن لبعض الطائرات وبعض الحواضن أن تطلق خليط من المشاعل الحرارية والرادارية معا.
    وسواء المشاعل الحرارية أو الرادارية فكلاهما لا يشكلوا إضافة فعلية لقدرة الجي فورس للطائرة والتي تتعلق بقدرتها على أداء المناورات الحادة على أعلى سرعة ممكنة، ولكننا حتى نبسط ونجمل طبيعة الصراع بين الطائرة والصاروخ فسوف نقوم بعمل حسبة افتراضية ومجازية نقوم خلالها بتحويل مختلف قدرات حسم الصراع العملياتي بين الطائرة والصاروخ في صورة رقم نهائي نقربه في شكل معادلة للجي فورس بينهما، وكذلك الحال لباقي الإجراءات التي سنضيفها للمعادلة وهي لا تتعلق بالمرة بقدرة فعلية على المناورة أكثر منها إجراءات مضادة متبادلة بين الطائرة والصاروخ، لذلك فهذه المعادلة تبسيطية وافتراضية مجازية تقريبية لتقريب نتائج وتصورات تكتكيات المعركة الجوية وحتى في كل أفاقها المستقبلية لتصبح سهلة جدا في فهمها بشكل غاية البساطة.
    ونعود لمثالنا السابق حول استكمال ترجيح قدرات الفوز بين الطائرة والصاروخ وبعد أن ذكرنا أن قدرة الطائرة ذات الـ 8 جي وصلت بعد إضافة قدرة المشاعل الحرارية والمشاعل الرادارية إلى الطائرة لتصل بها إلى حوالي ما بين 9 إلى 10 جي افتراضيا.
    ثم وبإضافة قدرة الطائرة على استخدام الشراك الخداعية المجرورة فسوف نضيف ما بين 1 إلى 2 جي بحسب قدرة ونوعية الشراك المستخدمة، ثم وبإضافة قدرة الطائرة على الإعاقة والتشويش بقدرها تقريبيا بـ 2 جي، ثم وبإضافة قدرات بديهة وترجل الطيار فسنضيف 2 جي مجازية أخرى، لتصبح إجمالي أقصى قدرة الطائرة بهذا المثال لما بين 11 جي إلى 16 جي وهذه المساحة المفتوحة والمتراوحة هنا بين تقديرنا من 11 إلى حتى 16 جي للمثال السابق بسبب أن العنصر البشري على الطائرة في نهاية المطاف هو الذي سيحدد بسرعة بديهته قدرة الطائرة للوصول إلى الحدود القصوى بل وربما قام الطيار بترجل وابتكار وسيلة ربما تقفز بالمعادلة لحساب قدرة الطائرة، فالطائرة ليست آلة مصمتة كالصاروخ ولكن وجود الطيار عليها يوفر لها قدرات عالية جدا في ترجل المواقف عن طريق بديهة وذكاء الطيار، لذلك تحديد الرقم الدقيق لجملة محصلة الجي الافتراضي للطائرة في معادلتنا الافتراضية السابقة سيكون محسوم بحسب الطيار نفسه، ولذلك وبناء على ذلك سنقوم بتحديد متوسط عام للطائرة السابقة بأقصى قدرة مناورة مجازية افتراضية لها ما بين 12 إلى 14 جي كمتوسط عملياتي افتراضي للمثال السابق.
    ويجب هنا ملاحظة مهمة جدا وفهمها بشكل جيد وهي أن القدرة الأساسية للطائرة بالمثال السابق والمحسوبة كحد أقصى بـ 8 جي فهذا الرقم نفسه يعتبر رقم حالة افتراضية مثالية لقدرات الطائرة، وتشمل أقصى قدرة فعلية للطائرة على المناورة في ظل استخدام كل قدراتها في القيام بأقصى تحميل للجي فورس، وهذه القدرة المثالية لا تتحقق تقريبا إلا من خلال العناصر التالية: 1- استخدام الطائرة للحارق اللاحق. 2- والتخفيف من الحمولات والخزانات الخارجية ورمي أي حمولات خارجية والتخلص منها لتأخذ الطائرة حريتها في السرعة أو المناورة. 3- كلما كان ارتفاع الطائرة على ارتفاعات عالية كلما كان بمقدورها الوصول لسرعتها الافتراضية القصوى وكلما كان ارتفاع الطائرة منخفض كلما كان من الصعب جدا بل مستحيل الوصول لتحميل أقصى سرعة افتراضية للطائرة وبالتالي فإن كافة قدراتها على القيام بتحميل أقصى جي فورس سوف تقل كلما كانت الطائرة على ارتفاعات منخفضة وكلما زاد ارتفاع الطائرة زادت قدرتها على الوصول لقدرتها الافتراضية على تحميل أقصى مناورات جي فورس.
    وهذا مما يعني أن القدرة الافتراضية القصوى للطائرة مثلا المقررة بـ 8 جي فحتى تلك القدرة نفسها ترتبط بعوامل كثيرة منها ارتفاع الطائرة عن سطح الأرض أو مستوى وجودها في طبقات الجو المختلفة بالإضافة لوضع الحمولات والأوزان المختلفة للطائرة، وهذا يعني أن أساسا حتى ما قمنا بتحديده للطائرة كقدرة فعلية قصوى تساوي 8 جي فحتى هذه القدرة الأساسية نفسها تعتبر قدرة افتراضية لأنها كما شرحنا مرتبطة بعوامل كثيرة للوصول لقدرة تحقيق تحميل تلك القدرة 8 جي فعليا.
    وعندما نعود للمثال السابق الذي وصلنا فيه بقدرات الطائرة المجازية الافتراضية التقريبية إلى ما بين 12 إلى 14 جي فلك أن تفهم أن تلك القدرة المجازية تمثل أقصى قدرة ممكنة للطائرة بشكل افتراضي ومجازي كليا وهدفنا فقط هو تبسيط واختصار كل تكتيكات الصراع في معادلة خطية بسيطة للغاية ليصبح فهمها أبسط ما يمكن، ومع الوضع بالاعتبار أنه الوصول الفعلي لأقصى التقديرات لتلك القيم الافتراضية فالأمر يرتبط بشكل أساسي بقدرات الطيار ومدى ما يتمتع به من مهارات ابتكارية وسرعة بديهة عالية قد تجعله يرتجل مواقف ويبتكر حلول مركبة من عدة إجراءات بشكل جديد مبتكر فمثل هذا الطيار الابتكاري هنا يعتبر حالات نادرة، ولكنها بالفعل موجودة ومتاحة بحسب سرعة البديهة للطيارين وطبيعة تعليمهم وتدريباتهم، والخلاصة أن عموم القدرة المتاحة للطيار مرتفع الذكاء ستكون ما بين 11 إلى 16 جي ويمكن تقدريها أكثر دقة بين 12 إلى 14 جي ويمكن تخليصها في رقم موحد يكون أقصى قدرة تقليدية متاحة للطائرة عندها بأقصى عند حدود 13 جي قد تقل قليلا أو تزيد قليلا.
    أما بخصوص حساب مجمل قدرات الصاروخ الافتراضية المجازية كما سبق أن أشرنا، فعوامل حساب قدرة الصاروخ الإجمالية المجازية ستتلخص في عدة نقاط، أول شيء فيها هو القدرة الفعلية المباشرة لتحميلات أو أداء جي فورس الصاروخ، والذي سنفترض أن تمتع الصاروخ في مثالنا هنا مقدرة مثلا بـ 10 جي، وبإضافة تحسينات قدرات مقاومة الإعاقة وقدرات مقاومة التشويش سيرتفع الصاروخ ما بين 1 إلى 2 جي إضافية، وبإضافة قدرات تحسين الباحث وتحسين الطيار الآلي وقدرات التوجيه للصاروخ سنضيف حوالي 2 جي، وبإضافة تحسينات قدرات البحث الثنائي سنضيف للصاروخ حوالي 2 جي وبإضافة قدرات البحث الثلاثي للصاروخ سنضيف له 4 جي أخرى، بحيث لو كان الصاروخ برأس باحثة محسنة وتتمتع بتحسين قدرات مقاومة التشويش والإعاقة سيكون الصاروخ بإجمالي ما بين 12 إلى 14 جي، وإذا كان نفس الصاروخ ولكن برأس باحث ثنائي سيحسب ما بين 14 إلى 17 جي وإذا كان نفس الصاروخ يتمتع بباحث ثلاثي فسنحسبه بين 18 إلى 22 جي، ومع ملاحظة أن الباحث العادي هو الباحث الذي يستخدم رأس باحث حراري مثلا، والباحث العادي المطور والمحسن هو الذي يتم إضافة قدرات مقاومة الإعاقة والتشويش وقدرات فرز الهدف الحقيقي من بين الشراك الخداعية أو المشاعل الحرارية، والباحث الثنائي هو الباحث الذي يستخدم نوعين مختلفين من طرق البحث لتتبع الهدف والإطباق عليه والتميز بينه وبين الأهداف الخداعية الأخرى كأن يكون الباحث بالصاروخ يستخدم باحث حراري بالإضافة إلى باحث راداري معا، أما الباحث الثلاثي هو الباحث الذي يستخدم ثلاثة أنواع من البحث بالباحث كراداري أو حراري أو كهروبصري أو قد يكون يستخدم باحث ثنائي مضاف له خاصية
    "hog" من أجل التعقب والإطباق على مصدر التشويش -وهي خاصية تتيح للصاروخ أفي حالات التشويش والإعاقة الكثيفة المضادة فتتيح له تلك الخاصية التخلي عن نمط التقصي والتتبع الراداري المسبق والتحول لمنط جديد مختلف، بحيث في هذا النمط الجديد يقوم باحث بتقصي وتتبع مصدر التشويش والإعاقة بدلا من محاولات تخطي أو تجاوز أو تجنيب التشويش، بحيث بدلا أن يعمل باحث الصاروخ على الهروب والفكاك من التشويش الكثيف المضاد فيقوم مباشرة بفصل نمط التتبع الذي تم تشويشه وتفعيل نمط تتبع بديل يقضي بالإطباق على مصدر التشويش والإعاقة نفسه- مع ملاحظة أن المثال السابق كله يفترض أن القدرة الأساسية للصاروخ بهذا المثال تتمثل في 10 جي مع العلم أن هذه قدرة سهلة وبسيطة نوعا ما بالنسبة للصواريخ المخصصة للدفاع الجوي أو صواريخ قتال جو-جو، وعادة ما تكون الصواريخ المستخدمة للبواحث الثنائية أو الثلاثية ما تتمتع بقدرات جي فورس لتحميل مناورات أعلى من 10 جي بكثير ولدرجة بعض الدول تدعي أنها طورت صواريخ جو-جو تصل قدراتها إلى ما يقارب من قدرة تحميل 60 جي فورس وهذا رقم صعب كثيرا.
    والشاهد هنا في المثال السابق للصاروخ بقدرة تحميل جي فعلية تصل إلى 10 جي والتي قد تصل مثلا إلى 22 جي بشكل افتراضي مجازي تقريبي كما بينا بالأعلى فهو يهدف لتبسيط وتوضيح كل تكتيكات القتال الجوي تقريبا المتاحة حتى وقتنا هذا وآفاقها ودمجها في شكل افتراضي موحد ومجمع، ولهذا لم أريد أن أتوسع بضرب المثال بطراز فعلي موجود من أنواع الصورايخ العالمية المشهورة أو غير المشهورة، ولكن فقط جعلته صاروخ واحد افتراضي ولكن بطرازات محسنة من الإجراءات الإلتكرونية الشاملة للبحث والتتبع والإطباق على الأهداف الحقيقية المطلوبة للصاروخ بحيث نسهم في تقريب وتوضيح فكرة قتال جو-جو وقتال أرض-جو بشكل واضح جدا ومبسط جدا جدا في صورته الافتراضية المجازية.
    مع العلم أننا بحاجة لوجود فرق افتراضي مجازي وفقا لطريقتنا السابقة، في حاجة لوجود فرق افتراضي في حدود 5 جي كحد أدنى بين الصاروخ والطائرة لتحقيق نسبة احتمالية إصابة مقبولة للصاروخ ضد الطائر.
    مع وجوب ملاحظة أيضا أن حتى هذا الفرق العملياتي الفتراضي والمجازي المطلوب يعتبر مجرد فرق نظري أو حسابي بشكل أو بأخر، لأن قدرة إسقاط الطائرة حتى ولو كانت متقدمة جدا جدا يمكن أن يكون بصاروخ بدائي جدا وبسيط للغاية ولكن توفرت ظروف مناسبة للصاروخ أن يحقق الإصابة القاتلة في هدفه، فممكن مثلا أن تتاح عوامل مثلى للصاروخ مثل زواية هجوم ووضع هجوم ومسافة هجوم ونقطة الإصابة، وهي العوامل التي ستجعل أكثر صاروخ بدائية يقتل أكثر الطائرات تقدما.
    ولكن الحسابات الافتراضية والمجازية السابقة حسابات لذروة قدرة الطائرة والصاروخ عملياتيا مجازيا ولكن بصورة أكبر ما تكون لنسخة الحسابات التقليدية والتي قد تختلف عنها ظروف العمليات الفعلية كثيرا على أرض الميدان بل أن تغير عامل واحد فقط مؤثر قد يكفي لقلب كل المعادلات والحسابات التقليدية السابقة، وليس أدل على ذلك من إسقاط حالات كثيرة من الطائرات بواسطة قذائف أر بي جي فالعملية هنا تتعلق بتوافر فرصة عملياتية تمنح القدرة لقذيفة أر بي جي شديدة البدائية جدا بمقارنتها بمتطلبات عمليات قتال جو-جو أو عمليات م/ط فقذيفة أر بي جي لا تعتبر بأي حال من الأحوال تتمتع بأي قدرات قتال جو-جو أو أرض-جو من أي نوع فهي قذيفة شديدة البدائية في توجيهها تعتمد على التوجيه عبر خط النظر المباشر، فكيف تسقط قذائف أر بي جي شديدة البدائية كثير من الطائرات بعمليات مشهورة في دفاع/جو الأمر وما فيه أن قذيفة أر بي جي تتوفر لها فرصة عملياتية متاحة يتم اغتنامها، وكذلك مثلا إسقاط بعض طائرات الميج بمدافع دوشكا بل وبعضها ممكن أن يتم إسقاطها برشاشات خفيفة نسبيا كرشاش البيكا وهذه تعتبر فرص عملياتية صرفة بل وبعضها يكون ظروف عملياتية تفرض نفسها على المتحاربين كما حدث في أفغانستان وسوريا والعراق والصومال مثلا، كما أن هناك حادثة مشهورة جدا بإسقاط طائرة شبح أمريكية تم إسقاطها بواسطة نظام بطارية صاروخ سام 3 في حرب البوسنة هذه كانت فرصة عملياتية متاحة بسبب فتح الطائرة لمخازنها لرمي حمولتها فهنا تم رصدها بالرادار ورميها بصاروخ أسقطها أو على الأقل فرواية الأمريكيين أن إسقاطها كان بهذا السبب الذي أتاح لحظة عملياتية مناسبة للصاروخ، وعلى العكس مما سبق فقد وجدت حالات عجيبة لفرار الطائرات حتى أن هناك حالات نادرة تم تسجيل إصابة مباشرة للطائرات بصواريخ ومع ذلك استطاعت الهروب بل والنزول بسلام لقواعدها كما حدث في إصابة شهيرة لطائرة اف18 أمريكية عندما أصابها صاروخ كتفي سام 7 إصابة مباشرة في فتحة العادم الساخنة للمحرك ومع ذلك استطاعت الطائرة الاستمرار في التحليق حتى وصلت إلى مربضها بسلام وهي حالة عجيبة نادرة الحدوث، وكذلك هناك حالات كثيرة مثلا للنجاة بالطائرات من القتلة الفتاكين المتتبعين لها، لذلك فكل ما نتكلم عنه هنا من تكتيكات وأساليب عمليات وتقنيات مختلفة وطرق تحديث لمعارك القتال الجوي بين الصاروخ والطائرة هو الشائع الغالب الأعم والأكثر ذيوعا وتأثيرا وحسما في مجريات الصراع وتكتيكاته بالشكل التقليدي للجيوش النظامية، ولكن هناك حالات عملياتية مختلفة أخرى يتم ابتكار أو استحداث أو ارتجال تكتيك ما أو أسلوب ما أو حتى ما قد يتاح من ظرف عملياتي فريد ببعض الحالات كل ذلك يعتبر أمور مؤثرة بقوة في عملياتية وتكتيكات الصراع ولكننا نحاول التركيز على الشكل الشائع والذائع الأقصى الممكن استخدامه من خلال كل طاقات ووظائف وإمكانات الصراع وتكتيكاته بين الصاروخ والطائرة حتى نكون فكرة متكاملة وواضحة وسهلة نستطيع لاحقا أن نتجاوزها بسهولة عندما نتعلمها بسهولة.

    يتبــــــــــــع


    أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ
    أخو الموحدين/ المستنصر بالله... سيف السماء؛؛؛


  7. #7
    التسجيل
    30-06-2011
    المشاركات
    814

    رد: قاعدة الجهاد العالمية وتكبيرات الفتح المقدسية الشريفة [خريطة تدفق إستراتيجيات جها

    تـابـــــع

    الإستراتيجية (4)
    وسنحاول أن نوضح المزيد من بعض تأثيرات الجي فورس في الصراع جو-جو أو في الصراع العام بين الطائرة والصاروخ وتكتيكات أنواع معارك جو-جو ودفاع/جو المختلفة.
    فعلى سبيل المثال لكي نفهم طبيعة تأثير تحميل المناورات وأهميتها في صراعات ومعارك جو-جو ودفاع-جو، فعلى سبيل المثال فهناك مناورة شهيرة جدا جدا للطائرات الحديثة ابتكرها الروس يطلق عليها مناورة الكوبرا، ومحتوى الفكرة التي يشرحها الروس في الاستفادة من هذه الحركة هي أن الرادرات مبرمجه تقليديا لتلغي من عمليه البحث أي هدف تقل سرعته عن 80 كم بالساعة، لذلك فأي طائرة تحقق سرعة أقل من ذلك قد تنجح في كسر قفل الرادار المعادي عليها كما أنها قد تنجح في تفويت وتمرير الصواريخ المعادية المهاجمة لها، أي أن مناورة الكوبرا هي محاولة جيدة لخداع الرادارات المتعقبة حتى تظن أن هذا الجسم الطائر لا يصنف كطائرة من أي نوع مما يتيح لمناورة الكوبرا من كسر القفل الراداري على الطائرة ولكن نقطة الضعف هنا في هذه الفكرة هي أنها فكرة مميتة نوعا ما لأنها إما تنجح تماماً أو تقتلك تماماً.

    مع العلم أن عدد محدود من الطائرات الحديثة يستطيع القيام بهذه المناورات بشكلها الأقصى المثالي، وهي عدة طائرات منها على سبيل المثال Su-27 سوخوي 27، و مختلف مشتقاتها وحتى Su-35 سوخوي 35، و Su-37 سوخوي37، وكذلك تستطيع القيام بتلك المناورة بشكل رائع طائرات MiG-29 الروسية بالإضافة إلى F-22 الأمريكية، وعدة أنواع أخرى، وأهم شرط للمقاتلة لتنفيذ هذه المناورة أنها تكون قادرة على تحمل تسارع أقصى يصل إلى ما يقارب 8 أو 9 أو 10 أضعاف تسارع الجاذبية الأرضية أو الجي فورس، مع العلم أن هناك طائرات كثيرة تستطيع تطبيق نسخة مقلدة أو مبسطة من مناورة كوبرا، نسخة مبسطة أو مقلدة تكون قريبة من القدرة الأصلية الفعلية لمناورة الكوبرا.

    وأول من قام بمناورة الكوبرا أو ما يعرف ب Pugachev Cobra هو الطيار Viktor Pugachev بصورة علنية في معرض باريس الدولى عام 1989 بطائرة سوخوى. ومناورة الكوبرا هى أكثر ما يلفت نظر متابعي علوم الطيران الآن في مختلف العروض الجوية وهي حلم لأي طيار للقيام بها نظرا لصعوبتها والمهارة التى تتطلبها للقيام بذلك حيث تصنف على أنها Super Maneuver أو مناورة سوبر أي مناورة صعبة سواء للطيار أو للطائرة.
    الصورة التالية توضح كيفية الشكل العام لتحقيق مناورة كوبرا بارتفاع وتعليق جسم الطائرة ثم العودة لنفس محور الطيران الأفقي ثانية:
    وبعد جهد مضني ومتابعة ضخمة وطويلة أستطعت بحول الله فهم تلك المناورة بشكل جيد جدا وكيفية عملها وسأشرح للقارئ مبدأ عملها بعدما قمت بدمجه من عشرات المصادر وآلاف المشاركات التي تابعتها ونقحتها وأستفدت منها عبر عشرات المواضيع المختلفة ودمجها بما فهمته من نظريات الطيران -ملاحظة مهمة جدا: وهي أن الموضوع تم بذل مجهود غير تقليدي بالمرة فيه وضخم جدا جدا جدا ليخرج بهذه المادة ويصل بتبسيطها لهذا المستوى المدمج الفريد جدا من نوعه وأفكاره عبر كل مدارس العلوم العسكرية والفيزيائية التطبيقية حول العالم-.
    وشرحي الخاص لها كالتالي:
    أهم شيء فى مناورة الكوبرا هو أن تكون الطائرة يجب أن تكون دائما على خط طيران مستقيم أي أنها لا ترتفع أو تنخفض عن ارتفاع محورها الأفقي، ثم يقوم مبدأ وفكرة هذه المناورة هو أنه حيث يقوم الطيار بشد عصا القيادة فجأة للخلف فيتم رفع ما يسمى بزاوية الهجوم angle of attack إلى ما فوق 90 درجة وببعض الحالات حتى 120 درجة ثم تتوقف محركات الطائرة أو تصل إلى أدنى قدرة دفع لها تكفي فقط لوضعها في وضع تعليقها في الهواء -زاوية هجوم الطائرة أو زاوية الهجوم هي زاوية جنيحات وأسطح تحكم التوجيه والطيران بالطائرة بحيث تكون زاوية الهجوم عامة هي المسئولة عن رفع أو خفض أنف الطائرة سواء من أجل ضبط زوايا توجيه الأسلحة أو للقيام بالتحكم في اتجاهات الطيران بشكل اعتيادي للطائرة- وعندما تقوم الطائرة برفع مقدمتها لهذه الزواية تواجه الطائرة خط طيرانها الأفقي ببطن الطائرة مما يجعل مقاومة الطائرة للهواء تتضاعف جدا بشكل مفاجئ حتى تكاد سرعتها تقترب من الصفر وبالإضافة إلى أن عمل المحركات يتم تخفيف دفع المحركات لأقصى ما يمكن بحيث تظهر الطائرة لثانية أو عدة ثواني بسيطة وكأنها بالفعل شبه معلقة بالهواء، وبعد ذلك وتحت تأثير إيروديناميكية وانسيابية جسم الطائرة وتأثير نمط تدفق الهواء من حولها وخاصة تدفق الهواء حول الجزء الخلفي لجسم الطائرة فيعود أنف الطائرة -مقدمة الطائرة- للوضعية الأفقية، ثم يجب على الطيار بعد ذلك تشغيل الطائرة بكامل سرعتها لتتسارع الطائرة باتجاهها الأفقي الأصلي بحيث أنها لا تكسب أو تخسر أي ارتفاع، وهنا تكمن الصعوبة نظرا لضعف كمية الهواء الداخلة للمحرك (بسبب أن السرعة بطيئة جدا وتكاد تكون متوقفة وفتحات هواء المحرك لا يندفع فيها الهواء بشكل ضعيف غير كافي) وربما قد يتوقف المحرك عن العمل ويفقد الطيار سيطرته على الطائرة لتهوي الطائرة باتجاه السقوط على الأرض، لذلك فأن سرعة استجابة ورد فعل المحرك Accelleration بالإضافة لوجود تقنية الدفع الموجه ثنائي الأبعاد أو 3d ثلاثي الأبعاد Trust Vectory تعتبر عوامل رئيسية فى نجاح المناورة لتعود الطائرة بعد ذلك على نفس المحور الأفقي للطيران PITCH فقط بدون حتى عمل دحرجة أو دوران على محور Roll أو تعديل لمحور Yaw.
    الصورة التالية توضح محاور الحركة الثلاثة لمختلف أنواع الأجسام الطائرة الإيروديناميكية
    (ملاحظة: مصطلح الأجسام الإيروديناميكية يعني الأجسام الطائرة التي تعتمد تصاميم نظرية الطيران الخاصة بالطائرات لذلك عادة لا يطلق مصطلح إيرودناميكي على الصواريخ أو ما يعتمد نظرية عملها عن نظرية عمل الطائرات) ولاحظ بالصورة أن محاور الحركة الثلاثة للطائرة كلها تتعامد مع بعضها البعض.


    عناصر التحكم في محاور الحركة :Control Components
    عادة ما تقوم الطائرة بثلاثة أنواع رئيسية وأساسية من الحركة على ثلاثة محاور منفصلة، فقد تطير الطائرة بثبات في اتجاه واحد وارتفاع واحد وهو ما يسمى الطيران المنتظم، و قد تصعد أو تهبط في حركة تسمى الخطران Pitching وهنا يتم تحريك المقدمة نحو الأعلى أو الأسفل، و قد تنعطف تتدحرج الطائرة Roll حول المحور الأفقي الطولي والذي يمتد على طول المركبة، وقد تعرج Yaw الطائرة أنفها إلى اليمين أو إلى اليسار حول المحور العمودي، وأخيراً؛ فقد تنكس الطائرة أنفها للأعلى أو للأسفل متحركة حول محورها الجانبي و الذي يكون ممتداً من طرف الجناح إلى طرف الجناح الآخرbank و التي يمكن اعتبارها حركة مركبة من Rolling و Pitching، أحياناً ترتفع الطائرة بالكامل دون ميلان مقدمتهاوذلك عن طريق زيادة دفع المحركات أو زيادة تقعر الأجنحة وهذه الحركة تسمى بالرفع Lift.

    تعتمد الطائرة على حركة الهواء عبر جناحيها لكي ترتفع، و تستفيد الطائرة من تيار الهواء للتحرك في أية اتجاه حول المحاور الثلاثة، و لكي تقوم بهذا يجب على الطيار أن يتلاعب بخبرة بالتحكمات في القمرة والتي تتحكم بسطوح التحكم في الأجنحة و الذيل.
    تتم حركة الانعطاف Rolling بواسطة إمالة الجنيحات ailerons الموجودة عند حافة الفرار للجناح، هذه الجنيحات تدور باتجاهات متعاكسة على الجناحين مسببة عزم فتل يؤدي إلى دوران الطائرة حول محورها الطولي، إذا أردنا الدوران إلى اليمين يتم رفع الجنيح اليميني تقل قوة الرفع على الجناح اليميني بسبب انخفاض التقعر و بالتالي انخفاض قوة الرفع وخفض الجنيح اليساري تزداد قوة الرفع بسبب زيادة التقعر وبالتالي زيادة قوة الرفع وهكذا تصبح قوة الرفع اليسارية أكبر من القوة اليمينية و بالتالي لابد للطائرة أن تدور باتجاه اليمين، أما إذا أردنا الدوران إلى اليسار فإن الأمر يتم بالصورة المعاكسة تماماً.
    لكي تنعرج الطائرة تدير أنف الطائرة لليمين أو اليسار أي أنها تقوم بعملية Yaw فيجب على الطيار أن يدوس على دواستي الدفة Rudder على أرض القمرة، فإذا أراد أن تنعرج الطائرة إلى اليسار فعليه أن يحرك الدفة إلى اليمين و ذلك بالدوس على الدواسة اليسرى، أما إذا داس على الدواسة اليمنى فإن الطائرة ستميل إلى اليمين.
    لكي تقوم الطائرة بالخطران Pitching أي إمالة مقدمتها إلى الأعلى أو إلى الأسفل ، يسحب الطيار عادة أو يدفع مقبض عجلة القيادة، وهكذا يحرك دفة العمق elevator عند النهاية الخلفية لسطوح التوازن الأفقي، فإذا سحب العجلة إلى الوراء تنحرف دفة العمق للأعلى ضمن تيار الهواء و بالتالي يندفع الذيل للأسفل و الأنف إلى الأعلى، أما إذا دفع الطيار عجلة القيادة للأمام فإن دفة العمق تهبط و يرتفع الذيل و يجبر الأنف على النزول.
    تملك الطائرات الأكثر تعقيداً مجموعة من سطوح التحكم الثانوية والتي تتضمن أدوات مثل القلابات Flaps والقلابات الأمامية Slat وسطوح الموازنة Trim Tabs و الحواجب أو متلفات الرفع Spoilers و مكابح السرعة Speed Brakes.


    والقلابات وسطوح الموازنة تستخدم بشكل عام أثناء الإقلاع و الهبوط لزيادة كمية قوة الرفع الناتجة عن الجناح عند السرعات المنخفضة، إذ تخفض القلابات عادة عند حافة الفرار للجناح مع أن بعض الطائرات النفاثة لديها قلابات عند حافة الهجوم للجناح أيضاًُ، وفي بعض الطائرات يمكن أيضاً أن تمد القلابات إلى الوراء وذلك لزيادة مساحة سطح الجناح كما لو أنه يغير شكله وتسمى عندئذ القلابات الانزلاقية.
    تمتد القلابات الأمامية عادة من بداية الجناح عند سرعات منخفضة لكي تغير طريقة انسياب الهواء فوق الجناح، وهكذا تزداد قوة الرفع، وقد تستخدم القلابات أيضاً لزيادة قوة الجر و تقليل سرعة الاقتراب للطائرة أثناء الهبوط. سطوح الموازنة هي عناصر تحكم مصغرة من تؤول إلى سطوح التحكم الكبيرة، فعلى سبيل المثال: سطح موازنة الجنيح يعمل كجنيح مصغر، و الغرض الحقيقي منها يتوضح عند دراسة المضخات الهيدروليكية في الطائرة وطرق التعويض الأيروديناميكية.
    وحدود قدرة الطيار هي 9g أي تسارع أكثر من الجاذبية الأرضية 9 مرات وقد تصل أقصى ذروة المناورة ببعض الأحيان إلى 12g، وهي فوق احتمال الطيار، وغاليا ً ما سيفقد الطيار الشعور بالرؤية أو قد يفقد الوعي أو أكثر من ذلك، لذلك يجب أن تتم ذروة هذه الحركة بزمن صغير جدا يصل لأجزاء من الثانية عند مستوى 12 جي أو عدة ثواني بسيطة ثانية أو اثنتين أو ثلاثة عند مستوى 9 جي .

    وعادة ما تشتهر مكاتب تصميم شركتي سوخوي وميج الروسيتان بطائراتها التي تستطيع تنفيذ هذه الحركة بمختلف عروض الطيران تقريبا.
    ومن وجهة نظري الخاصة -سيف السماء أعني- هي أن أفضل تكتيك وأساليب قتال جوي وهروب وإطباق لمختلف استخدامات هذه المناورة عملياتيا وقتاليا يرجع لنوعية وطبيعة الموقف القتالي للمعركة الجوية لأن الحركة أو المناورة الكوبرا لها استخدامات متعددة مفيدة جدا قتاليا من وجهة نظري، وبحسب المواقف القتالية المختلفة فهذه المناورة عندما تستخدم مثلا في القتال التلاحمي لتحويل مواقف قتال جو-جو من موقف دفاعي إلى هجومي أو العكس أو كما يطلق عليه الطيارون من تحول موقف الطائرة من موقف الساعة 12 إلى موقف الساعة 6 أو العكس كتوظيف لقدرة الهروب من إقفال وإطباق باحث الصاروخ أو الطائرات المعادية عليها، وبالمساعدة من مناورة الكوبرا في الوقت المناسب مع بعض المشاعل الحراراية والرادارية والشراك البالونية فستحظى الطائرة بفرصة مناسبة جدا للنجاة من الصاروخ الموجه لها -موقف الساعة 6 أو 12 أو غيرهما يعتمد في فكرته على تقسيم جغرافية وإحداثيات المعركة إلى مستوى 360 درجة ولكنه مصحوب باتجاهات عقارب الساعة مما يعني الطائرة في وضع الساعة 12 تكون موجودة في اتجاه أمام طائرة أخرى والطائرة في الساعة 6 فهي طائرة في وضع أفضلية هجومية مثالية ولدرجة أن الكثير من تدريبات الطيارين تعتمد على محاولة تكثيف قدرته على التحول في المواقف الجوية من موقف الساعة 12 إلى الساعة 6 أو العكس أو بشكل عام فمعظم تركيز تدريبات مقاتلات الدفاع الجوي والسيطرة الجوية تتركز على تدريبات تحويل موقف الطيار القتالي من أي زواية واتجاه لعقارب الساعة إلى معكوسة أو نصف معكوسة أو ما إلى ذلك من تدريبات المناورة بالزاوية والاتجاه وهو ما يوضح بشكل عام أهمية مناورة الكوبرا التي توفر مميزات نوعية بمثل تلك المواقف والتدريبات الجوية-، مع العلم أن مناورة الكوبرا قد تنجح بسهولة في كسر قفل بعض أنواع البواحث الحرارية وليس فقط كسر قفل البواحث الرادارية كما هو شائع لأن الكثير من البواحث الحرارية تعمل حاسباتها الآلية على استبعاد الأجسام الطائرة المشوشة في حسابات طيرانها وهي الخاصية التي تمنحها القدرة على تمييز الهدف الحقيقي من الأهداف الخداعية لذلك فمناورة الكوبرا ستوظف هذه الخاصية المطورة في البواحث الحرارية بالمساعدة من بعض مشاعلها الحرارية في التسبب بإرباك البواحث الحرارية وقد تفلح بسهولة في فك قفل الباحث الحراري عن الطائرة ومعنى أن الطائرة تنجح في كسر أو في فك القفل الخاضعة له من رأس باحث صاروخي سواء حراراي أو راداري للصواريخ المتعقبة معنى ذلك أن الصواريخ لم تعد تنجح بشكل صحيح في رؤية الطائرة بالمرة أو على الأقل فهي تفشل في رؤية الطائرة بشكل صحيح مما يجعلها تفشل في تصنيف الطائرة الحقيقية كهدفها المباشر أو أنه قد تنجح الطائرة نفسها بشكل أو بأخر في الخروج من دائرة رأس الباحث للصاروخ، لذلك فمعنى كسر القفل الراداري أو الحراري عن الطائرة سيعني بشكل مباشر نجاة الطائرة تقريبا من الهجمة الصاروخية، ومما سبق يتضح أن استخدام مناورة الكوبرا لا يقتصر فقط على فك أو كسر قفل البواحث الحرارية والرادارية ولكنه يستخدم أيضا في القتال التلاحمي والتصادمي بإعادة تحويل اتجاهات وزوايا الأوضاع القتالية المختلفة للطائرة، كما أنها تستخدم للهروب من الصاروخ المعادي المستهدف لها أو الهروب من شاشات الرادارات لثواني معدودة قد تنجح خلالها في تفعيل أي خاصية أو تحويل أو توظيف أي متطلبات أخرى.
    ويمكن تلخيص استخدامات الحركة أو المناورة الكوبرا في المعركة القتالية في النقاط التالية:
    1- توسيع زاوية الهجوم Angle of Attack فيمكنك مثلا مهاجمة هدف بزاوية 120 درجة كاملة أو يمكن أن تصل الى 180 درجة مع استخدام بعض الصواريخ الحرارية من الجيل الرابع ، مع العلم أنه قد توفرت قدرات استخدام خوذة حديثة للطيار حاليا مع صواريخ حرارية من الجيل الخامس للحصول على نفس النتائج بدون هذه المناورة.

    الصورة التالية توضح طريقة عمل مفهوم زاوية الهجوم وتأثيره الإيروديناميكي على محور حركة وتوجيه الطائرة:

    2- فى حالة القتال المتلاحم والمطاردات Dog Fight حيث تتحول الطائرة من طائرة مدافعة إلى وضع الهجوم حيث الهدف من نوعية قتال جو-جو المسمى بالـ Dog Fight أن يضع كل طيار خصمه فى وضع الساعة 12 أي أمام طائرته وتجنب وضع خصمه فى وضع الساعة 6 أي خلف طائرته فعند عمل المناورة المفاجأة ترتفع الطائرة التي فى الساعة 12 أو وضع الدفاع فجأة وتفقد سرعتها ولا يستطيع الخصم فقد مزيد من السرعة مثلها فيقوم بتجاوزها وعند عودة الطائرة لوضع المطاردة تكون قد تبدلت خريطة المعركة بالعكس تماما وأصبح من كان فى وضع الساعة 12 المدافع فى وضع الساعة 6 أو المهاجم. لاحظ الفيديو التالي فى الثانية من 20 الى 35.
    3- أن تغيير سرعة الطائرة بهذه الصورة يؤدي الى اختفاء الطائرة من على شاشات الرادار المبرمجة على استبعاد أي هدف طائر تقل سرعته عن 80 كيلومتر بالساعة ولكن هذا غير مؤكد لأن ممكن إعادة برمجة الرادارات وتحديث مصفوفات البيانات والتحليلات الحسابية لها ولكن حتى في حالات تحديث برمجة سوفت وير الرادارت فممكن عمل المناورة مع إضافة بعض الخصائص الأخرى لتصل لنتيجة مقاربة أيضا في الفكاك من الإقفال الراداري، كما أن هذه المناورة قد تنجح أيضا في كسر القفل الحراري لبعض البواحث الحرارية.
    4- النجاح في عمل المناورة حتى إن لم يؤدي لفك أو لكسر قفل باحث الصاروخ المعادي المهاجم للطائرة فسوف يؤدي إلى تفادي الطائرة للصاروخ المطلق عليها، لأنها حركة مفاجأة وسريعة جدا وتنفذ أسرع من التوجيهات المرسلة والمصححة لمسار الصاروخ ومن ثم سوف يفقد الصاروخ الهدف ويتجاوز الطائرة، ولكن الأمريكان يقولوا بأن الرد على ذلك يكون فى تدريبات المعارك الجوية الحديثة حيث عادة ما يطلقون صاروخين على الهدف بفارق 3 ثواني عن كل صاروخ (وهو تكتيك قديم للروس) وبالتالي عند تفادي الطائرة للصاروخ الأول بحركة الكوبرا فتفقد بذلك سرعتها وتكون بطيئة جدا في أي قدرة على المناورة فيقوم الصاروخ الثاني بالانقضاض عليها وتكون الطائرة في هذه الحالة فى أضعف وضع لها مطلقا.
    حركة الكوبرا
    http://www.youtube.com/watch?v=xgHoBDW56CI
    حركة الكوبرا واستخدامهاتها في القتال جو-جو
    http://www.youtube.com/watch?v=4uTfZLQdkHo
    ومن الطائرات التي تقوم بعمل الكوبرا الـ F-22 والـ Rafale وبعض الطائرات المحدودة الأخرى وكلا على حسب قدرتة ولكن لا يوجد من يقوم بها أفضل من الطائرات الروسية بالطبع، والسبب أن المحركات الروسية تتميز بخاصية الدفع الموجه ثلاثي الاتجاه 3d والطائرة F-22 ثنائية توجيه الدفع فقط. بينما لا تمتلك هذة الخاصية باقي الطائرات، لذلك فمستوى أداء مناورة الكوبرا يختلف من طائرة لأخرى.
    وقام الطيار الروسي Vlasov بعد ذلك بعمل ما يسمى بالـ Super Cobra وهي أخطر من الكوبرا نفسها حيث تستطيع الطائرة أن تصل لعمل زاوية 720 درجة كاملة حول نفسها بالسرعة صفر!!!
    أي تعمل دائرتين حول محورها PITCH وذلك بالطائرة ميج 29 OVT ذات الدفع الموجه ثلاثي الأبعاد، كما يمكن للميج 35 القيام بها، وبعد ذلك أطلق العديد من عشاق علوم الطيران على الطائرة الميج الحديثة لقب أفضل طائرة مناورات فى العالم حيث لا تضاهيها أيضا السوخوي بأنواعها فى نفس مستوى السوبر كوبرا. لاحظ الفيديو التالي في الثانية 15 ولمدة 4 ثواني تقريبا لاحظ طريقة عمل محركات الدفع الموجه 3d ثلاثي الاتجاهات، وعند الدقيقة 1 والثانية 12 ولمدة 8 ثواني تنفيذ حركة الكوبرا، ومن الدقيقة 1 والثانية 51 ولمدة 12 ثانية ستجد حركة مناورة السوبر كوبرا!!
    ويشاع أن مقاتلة الجيل الخامس الاف 22 تمتلك قدرات تحميل مناورات تتوزع فيها السيطرة الحركية الشبه الكاملة لهذه المقاتلة والتحكم بها بشكل عمودي وكأنها معلقة بالسماء عندما تكون على ارتفاع عالي وسرعة كبيرة، وهذه تعتبر ميزة عملياتية كبيرة نوعا ما، والـ f-22 تعتبر غير مستقرة إيروديناميكيا فهي لا تتبع أي نمط ايروديناميكي ثابت بل على العكس تماما فهي تتبع نمط الطيران الغير ثابت والغير متزن، وهذا لأن نمط الطيران الغير متزن يتيح لها فرص عالية في تحقيق مناورات فجائية سريعة ولكن أنظمة الملاحة المتطورة وخاصية الـ fly-by-wire هو ما يضفي عليها قدرة التحكم أثناء هذه المناورات الخطيرة، وخلاصة خاصية fly-by-wire هي أنها نموذج طيران حديث يعتمد على الإخلال الشديد بمبادئ ثبات وتوازن الطيران التقليدية للطائرة، لأن مبادئ ثبات الطيران تجعل هناك صعوبة شديدة في تحقيق المناورات السريعة أو الفجائية أو القوية أثناء معارك وتكتيكات جو-جو لذلك فالـ fly-by-wir يتم خلالها تعويض تقنيات وتصميمات الثبات الإيروديناميكي التقليدية في الطائرة عن طريق التحكم الإلكتروني عن طريق الحاسبات الآلية بحيث توفر تلك الطريقة ميزتان متضادتان معا، وهي القدرة السريعة على تحميل مناورات عالية أو فجائية من خلال الإخلال بنظام ثبات التصميم الإيروديناميكي المتوازن للطائرة ولكي يتم تعويض ذلك يتم الاسعاضة عنه بالتحكم في أسطح وجنيحات التحكم بالطائرة عن طريق الحسابات الآلية فيما نتج عنه ما يسمى بتقنية الـ fly-by-wire.
    وسوف نذكر قيمة الـ G القصوى التي تستطيع بعض الطائرات تحقيقها وتحميلها على سبيل المثال : [[ (Su-27 من9+ حتى-3,2)، (mig-21 وتختلف من موديل لأخر والـ mig-21 Bis بحدود ال +5 G)، ( الـ mig-29 من +9 إلى -4)، (ال mig27 بحدودال 7,5 G)، (ال F15 من-3 حتى +8,5)، (F-16 من -3 حتى +9)،(F-18 بحدود -2 حتى +8) ]].
    ويجب أن نفهم أن تلك التحميلات القصوى السابقة للطائرات المذكورة وبشكل عام عندما يتم ذكر أقصى قدرات تحمل للجي فورس يتم ذكرها لأي طائرة فإن تلك القدرة القصوى المثالية تعتبر قدرة افتراضية مثلى وتحسب بدون وجود أحمال خارجية من خزانات وقود أو حواضن حرب إلكترونية أو أسلحة كبيرة الحجم، لأن كلما زادت أوزان حمولة الطائرة كلما زادت صعوبة تحميل أقصى جي فورس ممكن لها وخاصة فإن تأثير الحمولات الخارجية يجعل هناك صعوبة شديدة جدا في تحميل المناورات الحادة على السرعات العالية للطائرة، كما أن ارتفاع الطائرة أيضا يؤثر بشدة وبقوة على قدرتها على أداء أقصى المناورات فطبقة الغلاف الجوي التي تعلو 11 كيلومتر وحتى ما يقارب 19 كيلومتر تعتبر المنطقة المثالية تقريبا للطيار من حيث أقصى قدرات تحميل للسرعة والمناورة، وكلما نزل ارتفاع مستوى طيران الطائرة عن 9 كيلومتر كلما زادت بشدة صعوبة تحميل السرعات القصوى فضلا عن المناورات القصوى.
    وهذه المعلومة السابقة في غاية الأهمية لفهم الصراع بين الطائرة والصاروخ، فقدرة الطائرة على المناورة ليست مجرد مواصفات هندسية فقط، ولكنها أيضا متعلقة فعليا بوضعها عملياتيا في ميدان المعركة وبالإضافة إلى أنه أصالة فإن قدرات تحمل وتحميل أقصى جي فورس فتعود بالأساس لقدرة الطيار على تحمل أقصى ضغط ممكن تحمله طبيا وجسديا من الجي فورس، فلو أن الطائرة قامت بمناورة تسارع حادة أعلى من قدرة تحمل الطيار (حتى لو كانت بنية الطائرة تتحملها بسهولة جدا ولكن الطائرة نفسها محكومة بقدرة تحمل بنية الطيار نفسه وليس الطائرة كما وضحنا ذلك من قبل) فهذه المناورة الحادة قد تصيب الطيار بنزيف دموي حاد من أنفه أو قد تصيب الطيار بالإغماء المباشر، وربما أزمة قلبية، وفي كلتا الحالات سيفقد الطيار قدرته على السيطرة وقيادة الطائرة وستسقط منه الطائرة.
    مما يعني أن الطائرة مهما كانت بنيتها الهندسية تتحمل درجات مناورة قصوى ولكنها بالنهاية محكومة تماما بقدرة تحمل الطيار نفسه لأقصى عدد وحدات تحمل من الجي، لذلك هناك بدل خاصة تصمم للطيارين تعمل على نفخ أكياس هوائية بالبدلة تضغط بقوة على الأجزاء السفلية من جسم الطيار حتى تمنع تجمع الدم فيها أثناء المناورات للرفع من قدرات تحمل الطيار للجي فورس لأقصى درجة ممكنة.

    وبعد أن وضحنا في السابق بعض تكتيكات وأساليب المعارك الجوية جو-جو أو دفاع-جو فحتى تكتمل الصورة عندنا ويكتمل فهمنا لمختلف آفاق ومستقبليات الطيران وبعدما خضنا في الكثير من تعقيدات وتشابكات وتطبيقات الطيران المعقدة، فدعنا نقوم بعمل شرح عكسي تبسيطي لتوضيح وشرح نبذة مختصرة وسريعة ومجملة ومفيدة حول فكرة ومفهوم نظرية الطيران وكيفية تحقيقه فيزيائيا وتطبيقيا:

    تعريف الطائرة: الطائرة هي مركبة أثقل من الهواء ذات محرك تستطيع الطيران في الهواء اعتماداً على قوة الرفع المتولدة على أجنحتها.
    ذكرنا في التعريف بأن الطائرات هي مركبات أثقل من الهواء وذلك بالمقارنة مع المركبات الطائرة الأخرى كالمنطاد البالون مثلا وهذا ما يجعل الهواء قادراً على حمله بدون وجود أجنحة.
    هناك أنواع أخرى تعتبر أثقل من الهواء كالهيلوكبترات، إلا أن الطائرات تختلف عن المركبات الأثقل من الهواء الأخرى بأن لها جناحان صلبان و سطوح تحكم و أجزاء متحركة في كل من الجناح والذيل، هذه الأجزاء تضفي على الطائرة صفة الإيروديناميكية وتمكنها من توجيه طيرانها و قوة دفعها.
    تتراوح الطائرات الحديثة بين الطائرات ذات الوزن الخفيف والتي لا يزيد وزنها عن 46كغم والمصممة لنقل طيار فقط، إلى الطائرات الجامبو العملاقة و القادرة على نقل عدة مئات من المسافرين أو عدة مئات الأطنان من الحمولة، و تزن هذه الطائرات تقريباً 454 طناً.
    أحياناً يتم تهيئة الطائرات للاستعمالات المخصصة، حالياً يوجد ما يسمى طائرات برية التي تقلع من الأرض و تهبط على الأرض مباشرة وطائرات بحرية طائرات تقلع وتهبط من وعلى المياه والطائرات البرمائية والتي تستطيع الإقلاع والهبوط سواء على البر أو المياه، وهناك طائرات خاصة مزودة بزلاجات خاصة للهبوط والإقلاع من على المناطق الثلجية أو القطبية، والطائرات ذات الإقلاع و الهبوط العمودي حيث تقلع نتيجة دفع الغازات النفاثة من محركاتها الدوارة أو أجنحتها الدوارة أي أن المحركات تغير اتجاهها بحيث يكون نفث الغازات نحو الأسفل أو الجناح هو الذي يدور حول محوره الطويل بحيث يصبح دفع المحركات للأعلى بدلاً من أن يكون للأمام وبعد الإقلاع تعتمد على الطيران بواسطة أجنحتها.
    وكل الطائرات عامة –بالتعريف لأن الأجنحة تعتبر العامل الرئيسي المميز لتعريف الطائرة كجسم إيروديناميكي طائر يسمى طائرة وهذا التعريف يتعلق بالجسم المجنح المعتمد لتوازن القوى التقليدية الأربعة المؤثرة على تصنيف الطائرة كطائرة كما سيأتي لاحقا– لديها أجنحة، إلا أن بعضها يكون تقريباً عبارة عن جناحين مع قمرة صغيرة فقط، ولدى البعض الآخر أجنحة صغيرة كالمكوك الفضائي.
    قبل القرن العشرين، كانت الأجنحة تصنع من الرقائق و العوارض الخشبية و تغطى بقماش نسيج منسوج بدقة و يتم طلاؤه بالورنيش ليصمد إلى أقصى الحدود.
    ويتألف الجناح التقليدي من عارضة Spar ممتدة من طرف الجناح إلى الطرف الآخر، و يوجد – عمودياً على العارضة – سلسلة من الرقائق Ribs و التي تمتد من مقدمة الجناح حافة الهجوم أو الحافة الأمامية و حتى مؤخرة الجناح حافة الفرار أو الحافة الخلفية.
    يجب أن يتم تشييد هذه الأجنحة بدقة لتعطي شكل الجناح وفق الشكل الأيروديناميكي الذي يقرر خواص قوة الرفع المحققة لفكرة نظرية الطيران.
    لقد نجح استخدام الأجنحة الخشبية والقماشية غالباً في بنية الطائرات بسبب خفة وزنها النسبية و متانتها العالية، كما استخدم الكتان في صناعة غطاء الجناح.
    كانت الطائرات البدائية هي طائرة ذات جناحين biplane غالباً ما يرتكز أحدهما فوق الآخر بمسافة 1.5متر تقريباً من 5 إلى6 قدم، إلا أن رواد الطائرات الأوائل رأوا أن بامكانهم بناء جناحين كهذين بشكل أسهل نسبياً و استخدام الأسلاك لربط الجناح العلوي بالجناح السفلي وذلك لإنشاء بنية قوية، و من خلال زج كمية من الكابلات و الخشب و الأقمشة في الهواء فإن هذا التصميم أنشأ قوة جر مقاومة Drag كبيرة، لذا فإن مهندسوا المركبات الطائرة أخيراً أنتجوا الطائرة أحادية الجناح monoplane، ولقد أعطى الجناح الواحد لهذه الطائرة الكثير من المميزات كالسرعة و البساطة و جودة الرؤية بالنسبة للطيار.
    بعد الحرب العالمية الأولى 1914-1918 بدأ المصممون بالتحرك باتجاه أجنحة مصنوعة من الفولاذ و الألمنيوم أو الخلائط الحديثة التقنية، هذه المعادن ساهمت في تطور الأجنحة المعدنية كلياً ليس فقط لزيادة قوة الرفع بل أيضاً لإحتواء ذراع الهبوط و الأسلحة و الوقود.
    وجميع الطائرات –عدا تصميمات الأجنحة الطائرة– لديها مجموعة الذيل و التي تكون موصولة بمؤخرة جسم الطائرة، وتتألف مجموعة الذيل من أسطح تحكم أفقية وعمودية والتي تبدو كأجنحة صغيرة.


    يتألف الذيل من سطح أفقي ثابت يسمى سطح الموازنة الأفقي Horizontal Stabilizer يتصل به مفصلياً سطح أفقي متحرك يسمى دفة العمق Elevator، ويتألف من سطح ثابت عمودي يسمى سطح الموازنة العموديVertical Stabilizer أو الزعنفة Fin و يتصل بها مفصلياً سطح عمودي متحرك يدعى دفة الاتجاه Rudder وأحياناً تسمى الدفة، جميع هذه المكونات تسمى مجموعة الذيل empennage إن وظيفة سطوح التوازن الثابتة هي حفظ توازن و استقرار الطائرة أثناء الطيران المستقر، أما السطوح المتحركة فتقوم بإعطاء الحركات المختلفة للطائرة، فمثلاً عند انحراف الدفة دفة الاتجاه Rudder تنعرج الطائرة يميناً أو شمالاً هذه الحركة تسمى Yawing، أما عند انحراف دفة العمق elevator فإن الطائرة إما أن ترفع مقدمتها إلى الأعلى أو تخفضها إلى الأسفل وهذه العملية تدعى Pitching، بالتأكيد أن انحراف هذه السطوح يتم بناء على أوامر الطيار البشري أو الطيار الآلي.
    ويتم تحريك دفة الاتجاه بواسطة بدالتين دواستين موجودتين عند أرجل الطيار، أما دفة العمق فيتم التحكم بها من خلال ذراع القيادة الموجود عند يدي الطيار وذراع من خلال حركته إلى الأمام و الخلف أما حركته إلى اليمين و إلى اليسار تسبب دوران الطائرة حول نفسها بحركة تسمى التدحرج أو الانعطاف Rolling.



    يتبــــــــع
    أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ
    أخو الموحدين/ المستنصر بالله... سيف السماء؛؛؛


  8. #8
    التسجيل
    30-06-2011
    المشاركات
    814

    رد: قاعدة الجهاد العالمية وتكبيرات الفتح المقدسية الشريفة [خريطة تدفق إستراتيجيات جها

    تـــابـــــــع



    كيف تطير طائرة ما بالمعنى البسيط ؟؟


    كيفية تحقيق الإيروديناميكية أو الطيران المجنح:
    تطير الطائرات بسبب إحداث أجنحتها لقوى الرفع (Lift) و هي القوى الموجهة للأعلى في الطائرة.عندما يمر الهواء حول الأجنحة تقوم الأجنحة بتغيير اتجاه الهواء، إن للجناح شكلاً مميزاً له القدرة على إحداث القوة القادرة على رفع الطائرة و التي تسمى (قوة الرفع Lift Force)، إن المقطع العرضي للجناح يأخذ شكل حاجب العين (أي أنه متقعر) وهكذا يكون السطح العلوي أطول من السطح السفلي للجناح. تنتج قوة الرفع في الأساس بسبب دفع أجنحة الطائرة للهواء الذي يمر بجانبها للأسفل، و كرد فعل الهواء يقوم الهواء بدفع الجناح للأعلى.هنالك ما يسمى زاوية الهجوم (Angle of Attack) وهي الزاوية التي يصنعها الجناح مع تيار الهواء المار ، هنالك أيضاً ما يدعى باسم (حافة الهجوم Leading Edge) وهي الحافة الأمامية للجناح التي تكون بمواجهة الهواء، وأيضاً توجد (حافة الفرار أو الإدبار Trailing Edge) و هي الحافة الخلفية للجناح و التي يترك عندها الهواء الجناح، في المقطع العرضي تكون كلاً من حافتي الهجوم و الفرار ممثلتين بنقطتين فقط في مقدمة مقطع الجناح وفي مؤخرته.

    مبادئ الميكانيكا الأولية :
    عندما تكون الطائرة في طور الإقلاع أو الطيران المستوي فإن حافة الهجوم للجناح تكون أعلى من حافة الفرار أو حافة الإدبار. و عندما يتحرك الجناح خلال الهواء تقوم زاوية الهجوم بدفع الهواء إلى أسفلالجناح. الهواء المتدفق أعلى الجناح ينحرف للأسفل أيضاً لأنه ينساب على الشكل المصمم خصيصاً للجناح.
    إن ازدياد زاوية الهجوم يؤدي إلى ازدياد قوة الرفع على الجناح لأن هذا يؤدي إلى انحراف أكبر للهواء نحو الأسفل، لكن لهذا الازدياد حد يتحول بعد الجناح إلى حالة الانهيار.
    القانون الثالث من قوانين الحركة
    (التي صاغها الفيزيائي الإنجليزي إسحاق نيوتن) يقول بأن: لكل فعل رد فعل يساويه في المقدار ويعاكسه في الاتجاه. في هذه الحالة دفع الأجنحة للهواء إلى الأسفل هو الفعل، بينما دفع الهواء للأجنحة إلى الأعلى هو رد الفعل، هذا ما يسبب قوة الرفع للطائرة و هي القوة العمودية للأعلى في الطائرة.

    القوى الأساسية المؤثرة على الطائرة:
    إن تحدي الطيران هو إقامة التوازن بين هذه القوى الأربع. فعندما تكون محصلة قوة الدفع أكبر من محصلة قوة الجر تزداد سرعة الطائرة. وعندما تكون قوة الرفع أكبر من قوة الوزن ستعلو الطائرة. و باستخدام "سطوح التحكم" (Control Surfaces) و"أنظمة دفع" مختلفة، يمكن للطيار (الكابتن) أن يدير عملية التوازن بين هذه القوى الأربعة لتغيير الاتجاه و السرعة، فمثلاً: يمكن للطيار أن يقلل من قوة الدفع لكي يبطئ أو ينخفض، كما يمكنه أن يخفض "ذراع الهبوط" (عجلات الطائرة أو Landing Gear) في تيار الهواءو ينشر حواجب الهبوط على الأجنحة Spoilers لزيادة الجر والذي يحدث ذات التأثير لتقليل الدفع. يمكن للطيار زيادة الدفع ( و ذلك بواسطة ضم ذراع الهبوط و حواجب الهبوط ) إما لزيادة السرعة أو للصعود .
    ويتمّ خلق الرفع وتفاوت الضغط حول جناح الطائرة بإستخدام شكل هندسي خاص يسمى بالـ"حامل" (airfoil). ومن أهم خصائص الحامل الهندسية هو انه يجبر الهواء على الإنتقال مسافة أطول فوق الجناح من المسافة التي ينتقل فيها الهواء تحت الجناح. وبسبب تفاوت المسافتين، يحصل تفاوت في سرعة الهواء فوق الجناح و تحته مما يسبب التفاوت في الضغط حسب مبدأ برنولي للسوائل ويشكل مفهوم وتعريف قوة الرفع للطائرة.


    خصائص الحامل: لاحظ أن السطح الأعلى للجناح منحني مما يجعل مسافته أطول من مسافة اسفل الجناح.


    فبسبب المسافة الأطول، يحتاج الهواء الى سرعة أعلى فوق الجناح لكي يقطع المسافة الطول بنفس الزمن الذي يقطع فيه الهواء المسافة الأقصر تحت الجناح

    فينتج عن التفاوت في السرعة تفاوت في الضغط أيضا كما يتطلّب مبدأ برنولي للسوائل.
    فهذا التفاوت في الضغط هو ما يسبب قوة الرفع.
    تدفق الهواء حول الجناح ..
    من أهم الخصائص التي يتوجّب فهمها في نظرية الطيران هو ناتج تدفّق الهواء حول جناح الطائرة أو بالإحرى حول رافع الجناح (the airfoil) ويتأثر تدفق الهواء حول الرافع بالزاوية التي يشكلّها الرافع مع خطوط التيار والتي تعرف بـ"زاوية الهجوم"....


    تغيّر خطوط التيار مع تغيّر زاوية الهجوم...


    و هنا تظهر خصائص خطوط التيار حول رافعة الجناح في حالتين: حالة زاوية هجوم بسيطة و حالة زاوية هجوم حادّة. ولاحظ أن خطوط التيار تبدأ بالإنفصال عن الجناح كلّما ازدادت زاوية الهجوم مما يؤدّي الى توقف الجناح عن الرفع وسقوطه...


    حقل التدفّق، فهو يتأثر أيضا بزاوية الهجوم كما تظهره الصورة المتحرّكة التالية:

    وكلّ هذه الأشياء تودّي في النهاية الى تغيّر في حقل الضغط حول الجناح و تغيّر قوّة الرفع الناتجة.




    تحوّل حقل الضغط مع تغيير زاوية هجوم الجناح مما يغير من اتجاه وحركة الطائرة.


    تعريفات القوى الأربع الأساسية المؤثرة على طيران الطائرات:


    1- قوة الرفع (Lift):
    مركبة محصلة القوى الإيروديناميكية عمودياً على اتجاه الريح على سطح الطائرة، وفي مستوى التماثل لمحور حركة الطائرة. وهذا الرفع هو الذي يقل الطائرة في الهواء بالقدر الذي يتناسب مع سرعتها الأمامية داخل حدود معينة وقد شرحنا كثير من عوامل ومفاهيم وتأثيرات قوة الرفع بالتفصيل في الصور والتعريفات السابقة التي أوردناها بالأعلى.
    2- قوة الكبح أو الجر (Drag):
    تؤثر على كامل الطائرة قوة ثانية هي قوة الجر أو الإعاقة أو الكبح أو المقاومة، و يتولد الجر لأن حركة أي جسم خلال مائع -كعبور الطائرة في الهواء أو بالمعنى الدقيق كسباحة طائرة في الهواء- تسبب احتكاكاً بوسط المائع الذي تعبر فيه ولأنها يجب أن تزيح المائع من طريقها فتتولد مقاومة الوسط أو المائع وتعتبر قوة الجر هي مجموع: المقاومة الجانبية، وبالإضافة إلى المقاومة المستحثة للطائرة ضد سريان الهواء الذي تطير خلاله، ويكون اتجاها معاكساً لاتجاه تحت ظروف الطيران العادية.
    فسطح الرفع العلوي للجناح -على سبيل المثال- يولد قوة رفع جيدة جداً، و لكن بسبب حجمه الكبير فإنه يولد أيضاً كمية لا يستهان بها من قوة الجر، و لهذا السبب فالطائرات المقاتلة و الطائرات القاذفة تكون ذات أجنحة ضيقة، و على العكس مثلا فإن طائرات رش المبيدات -والتي تطير بسرعة بطيئة نسبيا- قد تكون ذات أجنحة كبيرة وثخينة لأن قوة الرفع العالية أهم من كمية الجر المرافق لها وهو ما يسهم في تخفيف الحاجة لقوة دفع المحركات إلى قدرة مطلوبة منها.
    وتتصاغر قوة الجر في الطائرات من خلال التصميم الإيروديناميكي الانسيابي للطائرة، وبأشكال انزلاقية تسهل حركة الطائرة ومرورها خلال الهواء. وتعتبر قوة الجر هي
    مركبة محصلة القوى الإيرودينامية في اتجاه الريح.
    3- قوة الدفع (Thrust):
    القوة الدافعة التي تولدها وحدة قدرة (Emgine) لإحداث حركة لجسم، أو لتغير حركته،
    وتنشأ من خلال جملة الدفع سواء كانت مراوح -مروحة واحدة في المقدمة أو أكثر على الأجنحة- أو نفاثة أو مزيج من الاثنين معاً. وتعادل:
    أ‌- مركبة محصلة القوة الهوائية في الاتجاه الموازي لمحور المروحة.
    ب‌- محصلة القوى الهوائية التي يولدها المحرك النفاث أو الصاروخي.
    4- قوة الوزن (Weight):
    وزن الطائرة -أو الجهاز الإيروديناميكي الطائر أيا كان وفقا لمتطلبات تعريفه كجسم إيروديناميكي-، وزن الجسم الطائر الإيروديناميكي هذا يمثل الوزن الأقصى للطائرة التي يتوقع أن تحقق به الطائرة جميع متطلبات الجدارة للطيران -بحسب تصميمات وخبرات مجمل مفاهيم وقوى الإيروديناميكية-.
    تعريفات بسيطة فى الطيران لبعض المصطلحات الموضحة بالشرح والصور اعلاه :
    مقطع انسيابي (Aerofoil):
    سطح انسيابي رافع، صمم لأحداث قوة رافعة نتيجة لحركته خلال الهواء، ودون إنتاج مقاومة عالية في الوقت نفسه.
    زاوية الهجوم (Angle of attack/Angle of incidence):
    هي الزاوية المحصورة بين خط الوتر لمقطع انسيابي واتجاه سريان الهواء النسبي الذي لم يضطرب بعد ولم يحدث له انزلاق جانبي، وهو عادة اتجاه مسير الطائرة في تلك اللحظة.
    زاوية الوضع (Set angke):
    وهي الزاوية الموضوع والمركب بها الجناح على الطائرة.
    زاوية الانهيار (Angle of stall):
    القيمة الحدية لزاوية السقوط، والتي ينفصل عندها تيار الهواء عن السطح العلوي للجناح، وهي عبارة عن زاوية السقوط الحرجة التي تناظر الرفع الأقصى للجناح.
    وعادة ما تتكون كل الطائرات -فيما عدا القليل من الطائرات التجريبيةـ من نفس الأجزاء الرئيسية. وهذه الأجزاء هي:
    1ـ الجناح. 2ـ الهيكل (الجسم). 3ـ مجموعة الذيل. 4ـ جهاز الهبوط. 5ـ المحرك.
    وتشكل كل هذه الأجزاء ـ فيما عدا المحرك ـ هيكل الطائرة. ويناقش هذا الجزء من المقالة الأجزاء الرئيسية للهيكل، وكذلك أجهزة قيادة الطائرة وآلاتها ومختلف أنواع المراوح. وفي الجزء التالي من المقالة يتم شرح المحركات.
    قانون برنولي:
    وهذا الفيديو يشرح قانون برنولي (Bernoulli) بأسلوب تطبيقي رائع جدا ومشوق. هذا القانون والذي ينص على أنه اذا زادت السرعة قل الضغط، يفسر لنا سبب رفرفة الاعلام وطيران الطائرات ومكانيكية عمل زجاجة العطر والكثير من الأمثلة مردها قانون برنولي.
    الجزء الأول من المحاضرة
    http://www.youtube.com/watch?v=KCcZyW-6-5o
    الجزء الثاني من المحاضرة
    http://www.youtube.com/watch?v=wwuffpiYxQU
    مبدأ برنولي هو : قوة الرفع = مساحة الجناحين x فرق الضغط بين السطحين العلوي والسفلي :
    ق(الرفع) = س (م2) x دلتا ض (وهذا قانون باسكال)
    ومعدل تغير الضغط (ض) = دلتا ض [باسكال]= 2/1 ث(كثافة الهواء وتساوي 1.3 كجم/م3) x (سرعة الهواء فوق الجناح [م/ث] - سرعة الهواء تحت الجناح [م/ث]).

    فكرة عامة عن أهم جذور مفاهيم العلوم الإستراتيجية والعسكرية الحديثة المعاصرة والمستقبلية:
    والآن وبعدما قمنا بشرح وتوضيح الكثير والكثير حول آفاق ومستقبليات الطيران وقمنا بعده بشرح تفصيلي لنظرية وفكرة وكيفية الطيران والذي يصح تسميته بأنه سباحة في الهواء أكثر منه طيران في الهواء، وبعد شرح ما سبق فقد حان الوقت لنعطي نبذة صغيرة ومختصرة عن أنواع صواريخ الدفاع الجوي ومختلف طرق توجيهها، والتي تعتبر هي نفسها التي يستخدم بعض نفس أنواعها في عمليات قتال جو-جو لذلك والفروق بينهما وطبيعة عمل كل منهما تكاد تكون لا تذكر إلا من حيث تكتيكات القتال ولكننا سنتطرق لصواريخ دفاع جوي لأنها أوسع من قتال جو-جو ومن يفهم أساليب توجيه دفاع جوي سيفهم أيضا فكرة جيدة عن طرق توجيه الصواريخ بشكل عام وصولا لكيفيات توجيه الصواريخ العابرة للقارات والتي تختلف عن صواريخ الدفاع الجوي في كونها لا يوجد بها رأس باحث عن الأهداف ولكن رأس الباحث لديها يكون أقرب لرأس توجيه وتحكم وتصحيح مسار أكثر منه رأس باحث، ولذلك تعتبر صواريخ الدفاع الجوي هي شكل مبسط من صواريخ بالستية صغيرة ولكنها تم تطوير خصائص البحث والرصد والتتبع والتوجيه السريع لديها بصورة تناسب صعوبات القتال والدفاع الجوي.
    والكلام عن مفاهيم وتطبيقات الصواريخ المختلفة فمن الواجب عليه أن يجرنا جرا إلى تاريخية أهم تكتيكات وإستراتيجيات العلوم العسركية وكيفية منشأها.
    فقبل الدخول إلى عالم صواريخ الدفاع جوي والقتال جوي يجب أن نوضح هنا أن كل أفكار وتكتيكات ومعارك وإستراتيجيات القتال الحديثة جميعا سواء برا أو بحرا أو جوا وبدون استثناء تقريبا تسعى سعي محموم من أجل تطبيق فكرة ما يسمى بأسلحة stand off وفكرة أسلحة الستاند أوف تلك عبارة عن فكرة بسيطة تتلخص في ضرب العدو أو الرماية النيرانية على العدو من مدى أكبر من قدرة أقصى مدى لأسلحته مما يعطي ميزة تفوق قوية جدا لمن يملك قدرات الستاند أوف لأنه سوف يضرب الطرف الأخر بدون تعريض نفسه لنيرانه، لذلك فمهما كانت تأثيرات أسلحة الستاند أوف ضعيفة ولكن تأثيرها النيراني البسيط يكفي جدا لخلق أثر نفسي لا مثيل له عند الخصم.
    لذلك تدندن وتدور كل أفكار وأساليب وتكتيكات وإستراتيجيات الحروب الحديثة كلها حول مفهوم stand off لذلك نجد أن المدفعية القوية في مقارنات موازين القوى هي المدفعية الأطول مدى، وكذلك فإن أسلحة الضرب البحري المتفوقة بحسب موازين القوى البحرية هي الأسلحة التي تضرب من خارج مدى أسلحة الطرف المقابل أي أنها أيضا تتركز حول فكرة المدى الأطول، وكذلك معارك الدبابات الحديثة فتتعلق بمدى وقدرة الدبابات على الضرب من مدى أكبر من مدى مدافع العدو، وكذلك نفس الفكرة سنجدها في الأسلحة الفردية المتقارنة مثل القناصات، بل ولدرجة أن الفيصل اليوم في كل معارك وأساليب وتكتيكات وأفكار ومفاهيم وإستراتيجيات كل أنواع معارك جو-جو أو دفاع-جو تتعلق أولياً بشكل حصري بفكرة وجود قدرات شاملة خارج مدى قدرات الطرف الأخر المقابلة.. وعلى سبيل الأمثلة فأسلحة جو-جو تدور حول اليوم حول ما يسمى بقتال bvr وهو اختصار لمفهوم أسلحة الرماية من خارج نطاق الرؤية المباشرة.. وكذلك فالرادار الأقوى هو الرادار الأكثر مدى.. وكذلك أجهزة الرصد الإلكتروبصرحرارية الأفضل بالمقارنة في موازين الخصوم فتعتمد أيضا على المدى الأطول.. وكذلك فإن فكرة التخفي والمقاتلات الشبحية تعتمد بالكلية أيضا على مفهوم المدى فالشبحيات تعتمد على مفهوم تقليل قدرة رصدها وكشفها إلى أقل مدى ممكن.
    ولو أننا قمنا بمقارنات منهجية شاملة سنجد أن مركزية ومحورية أفكار ومفاهيم وتكتيكات وأساليب وإستراتيجيات الحروب الحديثة كافة تدور بشكل أو بأخر حول فكرة المدى أو فكرة أسلحة stand off وفكرة أسلحة ستاند أوف هي الضرب أو الرماية على العدو من خارج نطاق مدى أسلحة العدو، وما يتماشى مع تلك الفكرة ويصح في سلاح معين يصح أيضا تعميمه وتدميجه لمعركة الأسلحة المشتركة المعقدة المعاصرة.
    وفكرة أسلحة الضرب من خارج المدى تعتبر عماد أو عامود العقيدة القتالية الأمريكية المعاصرة التي كانت نتيجة مباشرة لخلاصة معارك وتكتيكات القارة الأوروبية العجوز، لذلك نجد أن كل منظومة التسليح الأمريكي عندما تعتمد بهذه الصورة المبالغ فيها حول مفهوم الضرب خارج المدى فهي لا تعتمد مع خصومها فقط على التأثير المباشر للأسلحة بقدر اعتمادها أيضا على التأثير النفسي والمعنوي لتلك الأسلحة، وهذه الفكرة للعقيدة القتالية الأمريكية نفسها هي التي تعتمدها شرذمة العصابات الإرهابية اليهودية الغاصبة للمقدسات الإسلامية، مع العلم أن هذه الفكرة ليست فكرة أوروبية من الأساس.
    بل أن التاريخ الموثوق يؤكد لنا أن تلك الفكرة كانت خلاصة الدروس المستفادة من نتائج الحروب الصليبية التي تعلمها الغرب الصليبي من السلطان الناصر لدين الله صلاح الدين الأيوبي، وهذا ليس كلامي حتى لا يقال عنه أنه تحيز بل هذا كلام موثق في ما يشبه اعترافات جهات علمية موثوقة في الغرب بحقائق التاريخ المخفية والمطموسة، هذا الفلم الوثائقي التالي يوضح كيف أن صلاح الدين كان أستاذ فنون وإستراتيجيات حروب الأسلحة المشتركة من خارج من نطاق قدرات ومديات أسلحة العدو... بل وغيرها الكثير جدا من التكتيكات التي لا تزال فعليا هي عماد كل الأساليب المعاصرة لكل المدراس والعقائد الإستراتيجية المعاصرة وكيف أن السلطان الناصر لدين الله صلاح الدين الأيوبي كان صاحب أول تطبيق وابتكار فعلي في تاريخ البشرية لتطبيق فكرة الصواريخ أو ما يطلق عليه المقذوفات ذاتية الدفع، وكذلك صاحب أول فكرة تدريع محمول على عجلات والذي يتجسد اليوم في الدبابات المعاصرة الحديثة وصاحب فكرة خفة الحركية البالغة كميزة أخرى موازنة للستاند أوف فضلا عن عشرات التكتيكات والإستراتيجيات وإليكم الفلم حتى لا يقال أنني أتحيز لتاريخ الطليعة الجهادية وجذور تنظيم القاعدة التاريخية فالفلم التالي من إنتاج التليفزيون الألماني ويقدم خلاصة حقائق تاريخية موثقة لكتابات وخلاصات كتاب المؤرخين الأقوى من نوعهم من فئة ناقدي ومراجعي التاريخ وثائقيا وتحقيقيا وإليكم رابط الوثائقي لمنتجي مؤرخي مراجعي التاريخ:
    رابط أخر بديل:
    وهذه التقدمة واللمحة البسيطة العابرة كان واجب ذكرها لأن معظم أو كل الحروب حتى يومنا هذا لا تزال دائرة في نفس نطاق تقنيات وتطبيقات وعلوم ومعارف وأساليب وأفكار وتكتيكات وإستراتيجيات الجهاديين التاريخية المختلفة حتى وإن ادعى بعض خصومنا أو أعدائنا نسبة تلك العلوم والمعارف لأنفسهم زيفا وزورا ودجلا وكذبا وبهتانا.

    أنواع توجيه وتكتيكات مختلف صواريخ دفاع-جو و جو-جو:
    تاريخية طرق توجيه الصواريخ أرض-أرض والصواريخ البالستية العابرة للقارات:
    تجدر الإشارة هنا إلى أن أهمية التفريق تاريخيا وعلميا وعسكريا بين تعريف مفهوم الصواريخ على أنها تمثل المقذوفات ذاتية الدفع كتطور ثوري وتاريخي للمدفعيات الأخرى البدائية والتي كانت تستخدم حتى العصور الوسطى ولا يزال كثيرا منها يستعمل حتى يومنا هذا بأصناف مختلفة سواء مقذوفات مدفوعة غير ذاتية أو مقذوفات ذاتية الدفع، وهذه المدفعيات الأولية البدائية لها أنواع كثيرة ولكنها جميعا كانت تعتمد بالكلية على مقذوفات ميكانيكية غير ذاتية الدفع وعلى سبيل المثال من ذلك مدفعيات أو رمايات المنجنيق البدائي، والمنجنيق يعتبر أحد الأشكال الأولى للمقذوفات الميكانيكية غير ذاتية الدفع والتي تعتمد في آلية عملها على وجود آلة بسيطة تكسب المقذوف وتضخ فيه كمية مناسبة من الطاقة الحركية المتولدة عن الآلية الميكانيكية الحركية في صورة بدائية بسيطة، وقد يصح أن نقول عن تلك المدفعيات البدائية كالمنجنيق وأشباهه أنها كانت تطلق الأنواع الأولى من المقذوفات غير ذاتية الدفع، والتي تطورت تطور علمي ثوري وتاريخي ومنهجي عسكري على يد المرحلة التالية لتاريخ البشرية في العلوم العسكرية على أيدي علماء السلطان الناصر لدين الله صلاح الدين الأيوبي.
    و
    يعتبر أول وأقدم أشكال وأنواع توجيه الصواريخ هو الذي اخترعه وابتكره وطوره واستعمله السلطان الناصر صلاح الدين الأيوبي عبر توجيه المقذوفات ذاتية الدفع -المقذوفات ذاتية الدفع هي ما يطلق عليه اصطلاحا "صواريخ"- عبر توجيهها تقليديا على/عبر خط النظر الممتد أو خط البصر العادي كما شاهدنا في الفلم الوثائقي بالرابط السابق لطبقة مؤرخين من فئة مراجعي التاريخ -مراجعي التاريخ فئة من المؤرخين حول العالم تسعى جاهدة لنبذ الرواية الماسونية التقليدية المزيفة للتاريخ التي نظر لها عبدة الشيطان اليهود أمثال "داروين وماركس وفرويد" والهم الأول لفئات مؤرخي مراجعي التاريخ إعادة توثيق الحقائق بما يفضح روايات الماسونيين عبدة الشيطان مع ملاحظة أن هؤلاء ليسوا مسلمين فحسب بل أكثريتهم الغالبة غير مسلمين أصلا حتى لا يتهمهم أحد الجهلاء بالتحيز للإسلام-، ولا يزال هذا الأسلوب في التوجيه على/عبر خط النظر المباشر يعتبر هو أحد أكثر الأساليب شيوعا في الكثير من المقذوفات العسكرية الهامة حتى وقتنا هذا في أرض المعارك المختلفة، ثم تطور عن أسلوب التوجيه عبر خط النظر الممتد أسلوب أخر بسيط متجانس وهو أسلوب التوجيه عبر خط الطيران البسيط الممتد.
    وأسلوب التوجيه عبر خط الطيران البسيط يعتمد على معرفة المسافة أو المدى المتوقع للمقذوف الذي قد يزيد عن مدى خط البصر التقليدي، وعن طريق نفس فكرة التوجيه على/عبر خط البصر الممتد يتم توجيه الصواريخ الأبعد مدى عن طريق نفس التوجيه عبر/على خط الطيران الممتد مع الوضع بالإعتبار للمسافة المتوقعة التي سيبلغها المقذوف والتي سوف تتجاوز خط البصر، وهي طريقة بسيطة جدا بغير حاجة لتعقيدات كثيرة ومتشابكة، وتعتبر مجرد توظيف ميداني لتطوير المدى لمسافة أكبر عن فكرة التوجيه عبر خط البصر مع احتمال زيادة نسبة الخطأ بكمية نسبية بسيطة مقبولة عند تحقيق أهدافها القتالية البسيطة لتلك الأجيال البدائية للتوجيه.
    ولما بدأت مديات المقذوفات ذاتية الدفع وذات التوجيه الملاحي على خط البصر تتطور وتتزايد مسافات مدياتها إلى مستويات التوجيه الملاحي عبر خط الطيران جعلت من الصعوبة بمكان تحقيق أهداف قتالية مقبولة لها نظرا لأنه كلما زادت المسافة كلما كانت نسبة الخطأ في التوجيه تتزايد، وكلما استطعنا زيادة المدى كثيرا عن ما وراء خط البصر التقليدي الممتد سطحيا على الأرض، فبدأت نتيجة فعالية المقذوفات تتناقص وتحتاج إلى عدد ضخم من المقذوفات لتعويض الدقة بكثرة العدد، وبالتالي ظهرت الحاجة الملحة إلى البحث عن طرق أكثر ملائمة وأكثر دقة في تحقيق الإصابات القتالية مع تفويت أكبر نسبة خطأ ممكن تفاديها أثناء العمليات.
    وطريقة التوجيه الملاحي البسيط عبر/على خط البصر تعتبر فعليا وتاريخيا ووثائقيا أقدم طريقة معروفة ومشهورة من طرق التوجيه للصواريخ والتي تطورت كثيرا جدا لاحقا، وكان كلما زاد مدى الصواريخ ظهرت الحاجة بالتالي لزيادة الدقة والتأثير، ثم تطورت بعد ذلك طرق توجيه المقذوفات ذاتية الدفع على/عبر خط النظر والتي هي كما ذكرنا تمثل أول شكل من أشكال التوجيه الملاحي البسيط عبر التاريخ، والتي تطورت إلى التوجيه عبر مساعدة التجارب المتعددة ونتنائج عدة حسابات بسيطة مثل المدى المتوقع للمقذوف ومقارنته بمسافة الهدف المطلوب والارتفاع المقارن عن سطح الأرض وزواية الرماية المطلوبة
    للمقذوف واتجاه الرماية المطلوبة على الهدف، ويعتبر التقدم في تلك الحسابات التجريبية البسيطة هو ما شكل المرحلة الثانية من مراحل تطور التوجيه الملاحي عبر/على خط الطيران الممتد، مع العلم أنه لا يزال حتى وقتنا هذا يتواجد الكثير من الصواريخ أرض-أرض التي تستخدم هذا التوجيه البسيط مثل الصاروخ الروسي لونا فروج وفروج7 وغيرهما الكثير جدا من المقذوفات كالمقذوفات مضادة الدبابات التي يتم ضربها بآلية بسيطة عبر خط النظر المباشر وغيرهما الكثير والكثير، وتلك المرحلة التاريخية تقنيا والتي نسميها بمرحلة التوجيه على/عبر خط الطيران والتي هي مجرد امتداد للمرحلة الأولى التي يمكننا أن نطلق عليها التوجيه الملاحي عبر/على خط البصر التقليدي.
    ثم كما ذكرنا سابقا فعندما بدأت المسافة تتزايد بدأت الأخطاء تتزايد في إصابة الأهداف وهو بالتالي ما أظهر الحاجة لتطوير نظام التوجيه للمقذوفات ذاتية الدفع من مرحلة التوجيه عبر خط النظر إلى ملحة التوجيه عبر خط الطيران ثم بالتتالي ظهرت الحاجة إلى المزيد من الدقة فظهرت أشكال التوجيه الأولية من نظام التوجيه الجيرسكوبي بالقصور الذاتي عبر خط الأفق كمرحلة ثالثة من مراحل التطور الأولى لمراحل تطور توجيه المقذوفات ذاتية الدفع.
    ونظام التوجيه الجيرسكوبي هو نفس فكرة الأنظمة السابقة من 1- التوجيه عبر الخط البصري الممتد ثم 2- التوجيه عبر خط الطيران الحر الممتد ثم كانت المرحلة الثالثة عبارة عن تطوير بسيط للأنظمة التلقائية التوجيه السابقة.
    فكان نظام التوجيه الجيرسكوبي عبارة عن صياغة وتأصيل مقارن للحسابات الرياضية البسيطة للمقذوف مثل 1- زاوية الرماية. 2- واتجاه الرماية. 3- والسرعة. 4- وحسابات الارتفاعات المقارنة، وتلك العوامل هي التي كانت تمثل عوامل التوجيه التلقائية التي ستتحكم تلقائيا في مسار المقذوف وفي ما يسمى بمسار خط طيران المقذوف، ثم جاءت مرحلة التدقيق في تلك الحسابات وصياغتها وبلورتها وجدولتها وتأصيل معادلات أولية بسيطة يتم بناء عليها حساب مسار خط الطيران المتوقع.
    ثم وبناء على تقسيم سطح الأرض جغرافيا بنظام الإحداثيات الجغرافية الرقمي الافتراضي يتم استخراج خط أو مسار خط الطيران المطلوب للوصول لأحد الأماكن وبرمجته في شكل عدة معادلات وحسابات رقمية بسيطة تشكل وصف خط الطيران المطلوب للوصول للهدف من خلال صياغة نظام الإحداثيات الجغرافية الافتراضية السابقة، ثم بمقارنة نتائج حسابات التوجيه الملاحي البسيط للمقذوف من العناصر السابقة للصاروخ الممثلة في المدى والزاوية والاتجاه والارتفاع ثم عمل دمج لتلك العناصر للخروج بخط السير الرقمي الافتراضي للصاروخ ثم دمج صياغة خط السير الافتراضي الإحداثي المبرمج جغرافيا سابقا كخط سير مدمج للمقذوف ذاتي الدفع، ثم تخزينه على ذاكرة بسيطة للصواريخ الأولية، ثم بعد ذلك يتم تزويد الصاروخ بنظام جهاز جيرسكوبي تقوم وظيفته على فكرة قياس أي انحراف في الأبعاد الثلاثية للصاروخ أثناء طيرانه.
    ومن ثم يتم مقارنة الانحرافات الفعلية أثناء خط الطيران الممتد للصاروخ بمسار السير المخزون مسبقا في الصاروخ وفي حالة وجود أي انحراف غير مطلوب في المسار يتم إصدار أوامر تعديل مسار من وحدة مقارنة حسابات الجيرسكوب بالمسار المخزون مسبقا بوحدة توجيه الصاروخ إلى أجهزة التحكم في الطيران التي تقوم بتنفيذ الأوامر عبر التحكم في أسطح وزعانف الطيران المزود بها الصاروخ.

    وفكرة الجيرسكوب هي تطوير لفكرة الإسطرلاب العربي الإسلامي، وهي توظيف لكفرة تقسيم الأبعاد الثلاثية لسطح الأرض بنظام تقسيم جغرافي إحداثي رقمي افتراضي لتسهيل عمل مختلف وظائف الملاحة بالإضافة لمعظم التطبيقات العلمية الأخرى التي تتبع نظام الإحداثيات الافتراضية وتقسيم جغرايفا الأرض لمقاطع طولية وعرضية متكاملة لتمثل شبكة إسقاط افتراضي لكل نظمة الملاحة والتوجيه ومعرفة ورصد وكشف الأهداف أو التعامل معها.
    رابط حول آلة الجيرسكوب التي هي من وجهة نظري عبارة عن مجرد تطوير وتحديث فقط لفكرة جهاز الأسطرلاب العربي المتقدم للملاحة:
    http://www.youtube.com/watch?v=lkY3zGnKuIo
    والجدير بالذكر أن مفهوم توجيه الصواريخ للوصول إلى أهدافها مفهوم يرتبط كليا بمفهوم الملاحة، لأن الملاحة هي السبيل الوحيد للوصول للهدف المطلوب، ولذلك يمكننا تسمية مراحل التوجيه الأولى التي استخدمت أيام صلاح الدين وحتى يومنا هذا بأنظمة الملاحة الحرة أو أنظمة الملاحة التلقائية البسيطة على خط الطيران الممتد، ثم يمكننا تصنيف كل ما جاء بعد ذلك من أنظمة الملاحة تحت مسمى أنظمة الملاحة الموجهة.
    وبطبيعة الحال كانت أجهزة الملاحة الجغرافية العامة من الأجيال الأولى من الجيرسكوبات تتأثر بعوامل كثيرة جعلت نسبة أخطاء الإصابة بالمسارات البالستية للصواريخ عالية في مراحلها الأولى، ثم بتطور الجيرسكوبات وظهور الأجيال التالية من الجيرسكوبات الكهربية ثم الجيرسكوبات الليزرية الرقمية وصلت دقة تلك الأجيال الحديثة من الجيرسكوبات إلى مستويات متقدمة للغاية، بالإضافة إلى ظهور أجيال جديدة من الجيرسكوبات التي تتمتع بقدرة ربطها بنظام الـ gps الملاحي بالأقمار الصناعية.
    صورة الجيرسكوب وكيفية عمل محاور الحركة فيه:


    ومن وجهة نظري الخاصة فقد كانت ولا تزال وستبقى الجيرسكوبات عماد أي نظام ملاحي متطور يتطلب الاستقلالية في عمله، لأن الجيرسكوب يعتبر نظام ملاحي مثالي بالقصور الذاتي بالمقارنة بأكثر أنظمة الملاحة الأخرى والتي تحتاج في عملها إلى مساعدات خارجية من أجهزة ملاحية أخرى أو وصلات اتصالات أخرى مساعدة، ويمكننا القول أن الجيرسكوب عبارة عن بوصلة ملاحية متقدمة ومستقلة يمكنها العمل بشكل ثلاثي الأبعاد بخلاف البوصلة التقليدية مما جعل من الجيرسكوب الأداة المفضلة لكثير من الدول حتى وقتنا هذا في توجيه أنظمة الصواريخ أو دمج الملاحة بالقصور الذاتي عبر الجيرسكوبات ببعض وصلات دعم البيانات عبر قنوات مخصوصة بين الصاروخ وأنواع محطات التوجيه المختلفة.
    ولذلك كانت ولا تزال تجارب أنظمة الصواريخ ذات المسارات البالستية تمثل صعوبات كبيرة في تحقيق أعلى دقة ممكنة، كما أن مصداقية تلك التجارب نفسها كانت تمثل بحد ذاتها مستوى ردع جيد متبادل بين الأطراف المتصارعة، ولذلك أيضا فتجارب الصواريخ التي كانت يعلن عنها قبلها أو يتم تسريبها وتسريب مسار ونقطة الصدام للصاروخ مسبقا تعتبر تجارب ردع قوية جدا لأنها تعبر فعليا عن مدى تطور دقة نظم توجيه الصواريخ البالستية بالقصور الذاتي لدى مختلف أطراف الصراعات المختلفة أو غيرها من أنواع التوجيه ولكن تظل الملاحة بالقصور الذاتي من وجهة نظري هي التي توفر استقلالية واعتمادية ذاتية للدول التي تمتلك مستويات مناسبة من التطور فيها.
    ثم كانت مرحلة تطور مختلف طرق البعث الكهرومغناطيسي والموجات الراديوية ومختلف تطبيقاتها في الحروب والأسلحة المختلفة للجيوش، بداية من تطور وسائل الاتصالات السلكية ثم اللاسلكية ثم التطور الواسع للموجات الراديوية وتوظيفاتها واستخداماتها، ثم ظهور تقنيات الكشف والرصد الراداري، كل هذه التطورات الحديثة والثورية في حقل التحليل الطيفي الكهروطيسي أدت إلى ظهور حقل إلكتروني واسع المدى والقدرات لمختلف أسلحة المعارك والحروب الحديثة، وبالتالي ظهرت حاجة موازية إلى قدرة توظيف نيرانية بواسطة تطبيقات قدرات التحليل الطيفي الكهروطيسي المختلفة الحديثة، وبدأت تظهر مختلف أسلحة ومقذوفات الدفاع الجوي وبدأت تتطور معها طرق الرصد وإدارة النيران من أشكال إدارة النيران البدائية التقليدية من أساليب إدارة النيران بالبصر البشري العادي ثم إدارة النيران بمساعدة أجهزة التحليل الكهروطيسي وحتى وصلنا إلى أنظمة الربط النيراني الكامل على الأنظمة والحسابات الآلية الموصولة بوصلات وقنوات بينات شاملة تكفي لأتمتة وميكنة عمليات إدارة النيران آليا لدى الجيوش النظامية في حالات الصدامات الكبيرة.


    المرحلة الأولى للصواريخ الموجهة بالرادار:
    ومع ظهور تلك الموجات العلمية السريعة من التحديثات والتطبيقات المتعاقبة ظهرت الحاجة إلى قدرات نيرانية تستطيع مواكبة قدرات الرصد والكشف والتتبع المختلفة، لأن مجرد تطور قدرات الكشف عن الأهداف المعادية سيظهر بالتالي حاجة مباشرة للتعامل معها، وبدأت تتسارع الخطى لمنظومات أجهزة إدارة النيران الشاملة للدفاع الجوي وصواريخه الأولى.
    وفي ذلك الوقت بدأت تلوح في الأفق أنظمة توجيه الصواريخ عبر ركوب موجات الأشعة الرادارية والتي كانت فكرتها تتركز حول محاولة تأمين مسار تصادمي للصواريخ الاعتراضية للدفاع الجوي لتقوم بالاصطدام المباشر بالهدف كما في الأجيال الأولية من صواريخ الدفاع الجوي، وكانت المنظومة تقوم فكرتها حول إرسال الرادار لموجة شعاع رادار ضيقة فيقوم نظام مسح بسيط مركب على الصاروخ بتحسس الشعاع والتركيز على السير في الموجة المركزة لأشعة الرادار الضيقة ويقوم حاسب الصاروخ بتوجيه عمليات تعديل المسار وتنفيذها عبر أسطح وجنيحات التحكم للبقاء في موجة الأشعة الرادارية المركزة نحو الهدف، و
    من هنا جاء وصف الصاروخ بأنه راكب للاشعاع (Beam rider ) واستخدمت هذه التقنية في الأجيال الاول من صواريخ أرض - جو (Surface -to- Air) ولكن فيما بعد أكتشف أنها تفتقد للدقة في المسافات الطويلة فتم الاستغناء عنها في صواريخ أرض-جو لصالح الأجيال التالية من أنظمة التوجيه.
    وكانت تلك المرحلة السابقة أول شكل من أشكال التوجيه اللاسلكي لصواريخ الدفاع الجوي الرادارية، وظهرت بعدها حتى يومنا هذا أشكال مختلفة من طرق الرصد والتتبع والتوجيه وإدارة النيران التي تعتمد نظم تحليل طيفي كهروطيسية مختلفة سوف نحاول أن نوجزها ونختصر أنواعها بالتالي، ويمكننا بشكل عام تقسيم صواريخ الدفاع الجوي إلى فئتين من حيث نظم توجيهها الفئة الأولى بالتوجيه الراداري، والفئة الثانية تعتمد التوجيه الإلكتروبصري حراري وسنحاول أن نختصر أهم تلك الطرق في أهم طرق الفئتين المذكورتين.
    فئة الصواريخ دفاع-جو أو قتال جو-جو الموجهة بالرادار:
    1- الصورايخ الموجهة راداريا بركوب الشعاع الراداري:
    وهي الصواريخ التي مثلت الأجيال الأولية من صواريخ الدفاع الجوي التي تم شرحها سابقا، مع العلم أن معظم طرق توجيه الصواريخ في الدفاع الجوي تتشابه بشكل كبير جدا أو تتطابق في أساليب توجيهها وطرق عملها مع صواريخ القتال جو-جو مع الفارق في المنصة فقط تقريبا أو بعض الفوارق الدقيقة الأخرى لكن بالمجمل فطرق التوجيه مشتركة وواحدة وإن اختلفت بعض التكتيكات العملياتية،
    وفي هذه الطريقة تطلق الطائرة شعاعا ضيقا من الطاقة الرادارية على الهدف ثم يطلق الصاروخ على الشعاع وتحافظ حساسات معينة على بقاء الصاروخ داخل نطاق الشعاع، وطالما ظل الشعاع على الهدف يظل الصاروخ راكبا الشعاع منطلقا نحوه حتى يعترضه، بينما تعد الطريقة سهلة نظريا، إلا أن المحافظة على ثبات الشعاع على الهدف من الصعوبة بمكان، وخاصة إذا كان الصاروخ الراكب للرادار منطلق من منصة طائرة مما يجعل صعوبة ثبات الشعاع موجه على الهدف في نفس الوقت الطيران بالمنصة الطائرة المطلقة للصاروخ نفسها والانتباه لمضادات العدو كل في أن واحد يعد صعبا.
    ولم تعد تستخدم هذه الطريقة (خصوصا ذات التوجيه بالرادار) في توجيه الصواريخ في الوقت الحالي نظرا لسهولة اكتشافها ورصدها من قبل الهدف وإمكان تفاديها السهل بالمقارنة بأي طريقة توجيه أخرى، أما تلك الصواريخ الموجهة بركوب شعاع الليزر فيوجد بعض الصعوبة في اكتشافها.
    وقد كانت هناك محاولات لتتطوير نظام ركوب الشعاع الراداري لتحويله لنظام لركوب الشعاع الليزري ولكن تظل فاعلية نظام ركوب شعاع التوجيه غير فعالة بالدرجة المطلوبة لأنظمة القتال جو-جو والدفاع أرض-جو بالمقارنة بأي نظام توجيه أخر.
    2- توجيه الصواريخ بنظام رادار إحداثي تصادمي:


    وتتشابه هذه الطريقة مع ركوب الأشعاع في أن الهدف يتم ملاحقته بواسطة رادار خارجي لا يتواجد بداخل الصاروخ، ولكن يضاف على الطريقة السابقة هنا وجود رادار أخر يلاحق الصاروخ نفسه، والمعطيات المأخوذة من الرادارين تستخدم لتأمين مسار التصادم بينهما، بمعنى أن المعطيات تستخدم لتوليد الأوامر المناسبة للأسطح المتحكمة بالطيران الموجودة على الصاروخ نفسه لضمان تلاقيه مع الهدف حيث تبث إلى مرسلات (Receivers ) موجودة على الصاروخ نفسه أحد الامثلة عن هذا النوع من التوجيه هو الأجيال الأولى من الصاروخ سام 2 الروسي SA-2.
    3- الصواريخ الرادارية الموجهة الإيجابية -التوجيه الرادارى النشط Active radar homing-:

    ويطلق عليه أحيانا بـ "نمط التوجيه الفعال"
    ويضم الصاروخ في هذه الطريقة جهاز داخلي مستقل لبث إشارات الرادار والمعدات الإلكترونية اللازمة ليعثر ويرصد ويجد ويتتبع الهدف بشكل مستقل عن الطائرة، والفكرة في هذا التوجيه هي بما أن الصاروخ يقتفي أثر الهدف فسيكون الصاروخ أقرب للهدف بكثير من منصة الإطلاق في المرحلة الأخيرة من رحلته، ويكون اقتفاء أثر الهدف من الصاروخ نفسه في هذه الحالة أفضل بكثير من اعتماده على إشارات الرادار التي ترسلها الطائرة وترتد من جسم الهدف، كما أن هذا سيضيف للصاروخ درجة مناعة أكبر ضد وسائل التشويش الإلكتروني، ويقول البعض أن أفضل احتمالات إصابة الهدف تكون بالصواريخ الموجهة بشكل نشط بالرادار -وأيضا الصواريخ التي تستخدم مزيجا ما بين التوجيه النشط بالرادار وموجات الراديو-.
    كما أن من مميزات هذا النوع من التوجيه أن الصاروخ يكون مستقلا تماما خلال المرحلة الأخيرة، وليس هناك أي حاجة أن يعمل رادار منصة الإطلاق -طائرة أو على الأرض أو من سفينة حربية مثلا- في هذه المرحلة وفي حالة ما إذا كانت منصة الإطلاق متحركة -طائرة حربية- من الممكن أن تغادر الطائرة المكان أو تحرر رادارها من أجل أن تشتبك مع أهداف أخرى بينما يتجه الصاروخ نحو الهدف بمفرده، ويطلق على هذا النوع من الصواريخ أحيانا "أطلق وأهرب" أو "أطلق وانس" ( fire-and-forget) ويعد تطورا كبيرا في عالم الصواريخ جو-جو.
    4- الصواريخ الرادارية الموجهة الشبه نشطة -التوجيه الراداري الشبه إيجابي-:
    ويطلق عليه أحيانا بـ "نمط التوجيه الشبه فعال" وهو نوع من أنواع توجيه الصواريخ عبر الرادار، وهو أحد أكثر طرق التوجيه شيوعا للصواريخ جو-جو ودفاع-جو، ويشير الاسم إلى أن الصاروخ نفسه عبارة عن ملتقط سلبي لإشارة الرادار التي يرسلها مصدر راداري خارجي -رادار الطائرة في قتال جو-جو أو رادار أرضي مخصص للدفاع الجوي أو محمول بحريا أو غيره من رادارات دفاع-جو- وتقوم الرادارات المساعدة للصاروخ بتوجيه موجات الرادار على الهدف المطلوب وعندما تنعكس الأشعة الرادارية من الهدف يلتقطها رأس الباحث المركبة بالصاروخ ويتبعها الصاروخ ويقوم حاسوب الصاروخ بإصدار ما يلزم من أوامر وحسابات التوجيه والتحكم في تنفيذ أوامر الأسطح والجنيحات المركبة للصاروخ.
    والمبدأ الأساسي في عمل الصاروخ الموجه بشكل شبه نشط راداريا هو أنه بما أن كل التقاط واقتفاء أثر الهدف يكون بشكل أو بأخر من نظام راداري، فيعتبر نسخ نفس الأجهزة ووضعها في الصاروخ نفسه تعقيدا لا داعي له. بالإضافة إلى هذا، فإن كفاءة الرادار ووضوح صورته له علاقة مباشرة بحجم هوائي الرادار، ومقدمة الصاروخ على شكل مخروط صغير لا تكفي لوضع هوائي كبير يسمح بتوجيه الصاروخ بالدقة المناسبة. بدلا من وضع الرادار في الصاروخ، يستطيع طبق كبير متمركز على الأرض أو رادار الطائرة نفسها توفير الإشارة ومعلومات التتبع للصاروخ الذي يقتفي أثر إشارة الرادار المرتدة من جسم الهدف. كما أن الصاروخ يستخدم رادار الطائرة كمرجع له إذا تعرض لمحاولات تشتيت وتضليل من وسائل الهدف الدفاعية.
    والجدير بالذكر أن التوجيه الشعاعي بالرادار نقيض التوجيه الشبه نشط بالرادار، ففي التوجيه الشعاعي ينطلق شعاع الرادار من الطائرة ويظل ثابتا عليها ثم يطلق الصاروخ ويتمركز في شعاع الرادار بالتقاطه الموجات من مؤخرة الصاروخ حتى يصل للهدف. أما في التوجيه شبه نشط فيلتقط الصاروخ الإشارة من مقدمته. وتعد ميزات التوجيه الشبه نشط عن التوجيه الشعاعي هي أن موجات الرادار على شكل مروحة، تكبر مع المسافة مما يجعلها أضعف وأقل دقة وبالتالي يجعل نظام التوجيه الشعاعي غير نشط في المسافات الطويلة بينما التوجيه الشبه نشط غير مرتبط بالمدى بل وتزيد دقته كلما اقترب من الهدف أو مصدر إشارة الرادار. الميزة الثانية هي أن التوجيه الشعاعي يجب أن يلتقط ويقتفي أثر الهدف على سرعات عالية وبالتالي يحتاج إلى شعاعين رادار واحد لاقتفاء أثر الهدف والأخر لتوجيه الصاروخ للهدف. أما في التوجيه الشبه نشط فيحتاج إشارة رادارية واحدة.
    وما يعيب نمط هذا التوجيه الشبه نشط أنه بحاجة دائمة حتى نهاية الاشتباك إلى منصة توجيه رادارية تظل تقوم بوظيفة إضاءة الهدف للصاورخ حتى نهاية الاشتباك، والأجيال الرادارية الحديثة تحاول التغلب على تك المشاكل بطرق متعددة والأجيال الحديثة من الرادارات تمتلك قدرات للاشتباك مع أهداف متعددة بنفس الوقت ويرجع عددها إلى قدرة كل رادار، ومقاتلات الجيل الرابع++ والجيل الخامس تزود برادار من متطور من نوع نمطي يسمى برادارات "إيسا" وهو نمط رادار يعتمد مصفوفة متطورة متعددة الترددات والقنوات والقدرات تتيح لها قدرات متعددة، كما أن صواريخ الدفاع الجوي التي تعمل بالنمط شبه النشط تمت زيادة كفاءة مكونات راداراتها لتستطيع زيادة عدد الأهداف التي تضيئها وتقفل عليها وتوجه الصواريخ للاشتباك معها وتقليل زمن رد الفعل عند اكتشاف الهدف وتحديث مختلف قدرات إدارة النيران لديها.
    5- توجيه الصواريخ سلبيا بالرادار:
    وهذه الصواريخ لا تعتمد في طريقة عملها كما في أنواع التوجيه الراداري السابق عن طريق رصد وتتبع الأشعة الرادارية المنعكسة عن الطائرة سواء كانت صادرة من الصاروخ أو من منصة توجيه راداري أخرى، بل فكرة التوجيه السلبي هو أن تقوم رأس الباحث والتوجيه بالصاروخ بتتبع أشعة الرادار الصادرة عن الهدف نفسه، أي يمكننا أن نقول أن هذه الصواريخ مضادة للرادارات وتقوم بتقفي مصدر الأشعة وتتبعه وتدمره، لذلك يسمى هذا النوع من التوجيه الراداري بالتوجيه السلبي لأن باحث الصاروخ لا يعمل بطريقة إرسال أشعة رادارية ثم استقبال الموجات المنعكسة عن الهدف كما في التوجيه الراداري النشط أو الإيجابي، ولا حتى عن طريق استقبال الموجات الرادارية المنعكسة عن الهدف والصادرة عن ردارات منصات التوجيه الصديقة طائرة أو أرضية كما في التوجيه الشبه إيجابي أو الشبه نشط، ولكن هذا النوع من التوجيه يعتبر توجيه صامت بالكامل يعتمد فقط على استقبال موجات الرادار الصادرة مباشرة من رادار الهدف ولذلك يطلق عليه نمط التوجيه الراداري السلبي، ويعتبر هذا النوع من الصواريخ الموجهة التي تعتمد نمط "أطلق وأنسى" أو "أطلق وأهرب".
    6- الصواريخ الحديثة المزودة بقدرات توجيه إيجابية وسلبية:
    وهذه الصواريخ تمتلك نظام توجيه متطور يعتمد على رادار إيجابي محمول بداخل الصاروخ فيقوم رادار الصاروخ بإرسال موجات أشعة الرادار ثم استقبال الموجات المنعكسة عن الهدف ويتتبعها ليستكمل مراحل الاشتباك مع الهدف لذلك يعتبر ذا توجيه راداري إيجابي، ولكن بعض الطائرات الحديثة تمتلك قدرات تشويش وإعاقة إلكترونية متقدمة مما يجعلها تتمكن من عمل ما يسمى بتعمية رادار الصاروخ المهاجم لها عن طريق التشويش الكثيف، وللتغلب على تلك القدرات الإلكترونية تم تطوير بواحث الصواريخ الحديثة بحيث أنها في حالة إذا تمت تعمية رادارها فبدلا من محاولة التغلب على التشويش المضاد وفصله واستكمال الاشتباك فبدلا عن ذلك تقوم بالتحول مباشرة بتتبع موجات التشويش الصادرة من الهدف والتي قامت بتعمية رادارها وتتبعها وتشتبك مع مصدر التشويش، مما يجعلها تتحول من نمط رادار تتبع إيجابي إلى سلبي، ولكن حتى هذه الطريقة الجديدة نفسها يمكن التغلب عليها بتكتيكات بسيطة، مما سيظهر الحاجة الملحة مجددا من وجهة نظري -سيف السماء أعني- لتحديث باحث الصاروخ برادار إيسا مصغر يعمل بحاسوب متطور مزدوج التوجيه سلبي وإيجابي معا ويقوم الحاسوب بعمل مصفوفة بيانات مقارنة ويطور لوغاريتم ترجيح بين أنماط البحث المتعددة المستخدمة بالباحث.


    يتبـــــــع
    أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ
    أخو الموحدين/ المستنصر بالله... سيف السماء؛؛؛


  9. #9
    التسجيل
    30-06-2011
    المشاركات
    814

    رد: قاعدة الجهاد العالمية وتكبيرات الفتح المقدسية الشريفة [خريطة تدفق إستراتيجيات جها

    تـــابــــــع


    فئة الصواريخ دفاع-جو أو قتال جو-جو الموجهة حراريا أو حراريا إلكتروبصريا:
    البحث والتطور في مجالات التحليل الطيفي وموجات الإشعاعات الكهروطيسية المرسلة أو المستقبلة أدخل العلم الحديث والتطبيقات المعاصرة إلى مراحل ثورية جدا، ولدرجة أننا يمكننا أن نصنف أكثر مستويات التطبيقات العلمية المعاصرة إلى التقدم الكبير في مختلف مفاهيم التحليل الطيفي بمعناه الواسع، ومن تبعات وفوائد ومكتشفات نظم التحليل الطيفي جاءت فكرة استخدام تحليل النظم الضوئية والحرارية في التوجيه الملاحي.
    فما دامت هذه التطبيقات يمكنها أن تتحسس العالم من حولها بطرق مختلفة فالبتالي سيمكنها رصد أو كشف كل ما يدخل في نطاق قدرات عملها فيما يشبه وظائف حواس الإنسان، فلو تأملنا وظائف الحواس البشرية من 1- سمع 2- وبصر 3- وتحسس أو لمس 4- والشم 5- والتذويق 6- وغيرها. لو تأملنا تلك الحواس البشرية والوظائف التي تقوم بها سنجد أنها تقوم بوظفية عامة موحدة وهي تحسس العالم من حولها ورصد الأشياء وتصنيفها والتعامل معها.
    وعلى وجه التقريب يمكننا أن نقول أن ظهور التحليل الطيفي بمعناه الواسع ومختلف تطبيقاته المختلفة كان أشبه بمثابة توسيع لقدرات أو وظائف البشر التقليدية لتحسس العالم من حولهم والرصد والتتبع والتصنيف والتعامل مع هذا العالم بناء على تحليل تلك المعلومات وإصدار الأوامر ثم تنفيذها.
    ومعنى أنك توافرت لك قدرة على تطوير فكرة أو تطبيق علمي جديد لرصد واكتشاف الأهداف، فهذا سيعني بالتبعية أنك ستسخدم تلك الطريقة أو هذا التطبيق في ربطه على أجهزة أخرى للتعامل النيراني مع الأهداف، وهذا بالتمام هو محض الصراع بين الطائرة والصاروخ بل ومختلف وسائل وتطبيقات العلوم العسكرية الحديثة المعاصرة والمستقبلية كذلك.
    لذلك كانت ثورة تطبيقات التحليل الطيفي الواسع تمثل حقل مثالي للتطبيقات العسكرية وستظل كذلك إلى نهاية التاريخ ويوم البعث والنشور والحساب.
    وفكرة ملاحة الصواريخ عبر تطبيقات التوجيه الحرارية أو الضوئية أو الكهروبصرية أو الليزرية أو بالأشعة تحت الحمراء أو بالأشعة فوق البنفسجية أو بالدمج بين طرقتين معا أو أكثر مما سبق تعتبر كلها تطبيقات مباشرة لمفهوم التحليل الطيفي بمعناه الضيق فضلا عن امكانات تحديث ذلك مستقبلا وفقا لمفاهيم التحليل الطيفي الكهروطيسي بمعناه الواسع.
    وكما ذكرنا فإن مجرد وجود طريقة للرؤية أو الرصد فيمكن بالتالي تطوير تطبيق ملاحي لها بنظام متوافق مع التقسيم الجغرافي الإحداثي الرقمي الافتراضي وإدخال أي تطويرات وتحديثات جديدة على ذلك.
    وعندما تم فهم قدرة تطبيقات التحليل الطيفي على تحسس العالم والرصد والتتبع أو رؤية العالم من منظور مختلف، ذلك أوجد قدرة لتحقيق نظم رؤية جيدة للأهداف العسكرية المعادية، ولقد طورت مسبقا فكرتان رئيسيتان في هذا الإطار تم الدمج بينهما وتطويرهما بعدة صور بعد ذلك.
    والفكرتان أو التطبيقان الرئيسيان التي تمحور حولهما قدرات تطبيق التحليل الطيفي الكهروطيسي في البداية كانتا هما: فكرة تكثيف وضوح الصورة، وفكرة تكوين الصور حرارياً.
    وهما التي أطلق عليهما في الأوساط العسكرية لاحقا:

    1- التوجيه الحراري بدون صور Non Image IR.
    2- التوجيه الحراري ببناء الصور Image IR- IIR.
    وهذان التطبيقان يتم تطويرهم بشكل مستمر والدمج بينهم بنسب مختلفة أو كما ذكرت بالأعلى فيتم إدخال تطبيق مزدوج مثلا يستخدم الأشعة تحت الحمراء بالإضافة للأشعة فوق البنفسجية، أو دمجهما في مجموعة عدسات بصرية مدمجة بنظام أخر للعدسات الحرارية أو التخفيف من جانب والتركيز على الأخر، وهكذا هي حلقة تطوير وتحديث مستمر لنظم التوجيه الحراري الكهروبصري.
    وبشكل عام فتتميز نظم التوجيه الحراري بخاصية "اطلق وانْسَ" Fire And Forget مع إمكانية الاستخدام في مختلف الظروف الجوية أو الترابية أو الضبابية، وخاصة في الظلام الحالك، بالمقارنة بفئة نظم التوجيه الليزرية البصرية التي تكاد تنعدم قدرتها في مثل تلك الظروف.
    والتوجيه بالأشعة تحت الحمراء Infrared homing يطلق على الصواريخ التي تستخدم هذه الطريقة في توجيهها أيضا صواريخ حرارية، وحتى في حالات دمج مستشعرات تعمل بالأشعة فوق البنفسجية أو الدمج مع مصفوفة بؤرية أوسع فكل تلك التحديثات والتطويرات المختلفة فعادة ما يطلق عليها بالمجمل الصواريخ الحرارية أو الكهروبصرية.
    ويعتبر نظام ملاحة توجيه الصواريخ الموجهة بالأشعة تحت الحمراء هو نظام ملاحة وتوجيه سلبي حيث يستخدم الانبعاثات الكهرومغناطيسية في منطقة الأشعة تحت الحمراء من الطيف التي يصدرها الهدف ليتبعها.
    أطلق على الصواريخ التي تستخدم هذه الطريقة صواريخ حرارية لأن الأشعة تحت الحمراء تقع في المنطقة أسفل الطيف المرئي للضوء مباشرة في التردد وتشعها الأجسام الساخنة. العديد من الأجسام مثل البشر ومحركات الطائرات ومحركات المركبات تصدر هذه الحرارة ويظهر هذا بوضوح في منطقة الأشعة تحت الحمراء حيث تكون الحرارة مضيئة جدا مقارنة بالمناطق الأكثر برودة.
    حساسات الأشعة تحت الحمراء
    توجد ثلاث مواد رئيسية تستخدم في حساسات الأشعة تحت الحمراء: "ثاني كبريتيت الرصاص" ويتكون من الرصاص والكبريت ويعد أحد أقدم وأشهر المواد المستخدمة، "إنديوم أنتيمونايد" وهو معدن يتكون من الإنديوم والأنتيومونيا، "ميركاد تيلوريد" ويدخل فيه تيلوريد كادميوم وتيلوريد زئبق. كانت الحساسات القديمة تستخدم ثاني كبريتيت الرصاص أما الأنواع الأحدث فتستخدم المادتين الأخرتين. تعمل كل الحساسات بشكل أفضل عندما تبرد وتستطيع في هذه الحالة رصد الأجسام الأبرد.
    الحساسات الأولى كانت أكثر فعالية في التقاط إشعاعات الأشعة تحت الحمراء ذات الموجات القصيرة، مثل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من محرك الطائرة النفاث (4.2 ميكرومتر). يطلق الآن على هذا النوع من الحساسات "أحادية اللون" وكانت أكثر حساسية ما بين 3 إلى 5 ميكرومتر، والحساسات الحديثة تعمل في الموجات من 8 إلى 13 ميكرومتر ويطلق عليها "ثنائية اللون". الحساسات ثنائية اللون أصعب من أحادية اللون في أن تضل أو تتشتت عن هدفها بالوسائل الدفاعية للطائرة.
    طرق وأنماط البحث
    يحدد قدرة الصاروخ على التعرف على وسائل الخداع وتفاديها طريقة بحثه عن الهدف. استخدمت الصواريخ الأولى طريقة مسح محوري بينما تستخدم الصواريخ الحديثة طريقة مسح مخروطية وهي طريقة تعطي الصاروخ قدرة أفضل على التعرف على الشراك الخداعية وحساسية أفضل بشكل عام في اقتفاء أثر الأهداف بعيدة المدى. كما استخدمت بعض الأنواع ما يسمي بالبحث "الوردي" -أي على شكل وردة-.
    تستخدم الصواريخ الحديثة جدا (أخر الطرازات) تقنية خاصة وهي أن الصاروخ "يرى" الأشعة تحت الحمراء أي يقوم بتكوين صورة رقمية متكاملة لمعلومات البواحث وهي تقنية صعبة ولكنها أكثر دقة وأصعب أن يخدع فيها الصاروخ. فبالإضافة إلى كون الصواريخ التي تستخدم هذه التقنية من الصعب أن تتجه للرقائق الحرارية التي تطلقها الطائرة، فإنها أكثر قدرة أيضا على تجنب الوقوع في فخ شائع وهو أن "يغلق" الصاروخ على الشمس بدلا من الطائرة.
    ويستخدم التوجيه الحراري التقليدي في رؤوس الصواريخ، نظراً لوجود تباين حراري كبير بين الهدف، والخلفية المحيطة به، وفي هذا النوع من التوجيه يقبض على الهدف في اتجاه الإشعاع الحراري الكبير الصادر عن الأهداف باستخدام تليسكوب صغير مصمم لتجميع، الطاقة الحرارية اللازمة لدقة عمل المستشعر الحراري المركب في رأس الصاروخ، وتركيزها.
    ويُعد التوجيه الحراري ببناء الصورIIR، هو أكثر تكنولوجيا الاستشعار الحراري تعقيداً، ويستخدم عندما يكون التباين الحراري بين الأهداف الخلفية المحيطة بها، صغير نسبياً، مثال ذلك الأهداف الأرضية. وهذا النوع من التوجيه يعتبر آلة تصوير تليفزيونية حرارية، موجودة بالرأس الباحثة للصاروخ، تبني صورة حرارية متكاملة للهدف، وباستخدام تكنولوجيات المعالجة الرقمية للصور صار الحصول على صور حرارية تفصيلية عن الهدف ممكناً.
    واستخدمت الصواريخ ذات التوجيه بالاستشعار الحراري الباحثة عن الحرارة، منذ ستينيات القرن العشرين الميلادي، حينما فاجأ الثوار الفيتناميون الطائرات الأمريكية، بالصاروخ السوفيتي الذي يطلق من الكتف سام-7، والذي عرف باسم "استريلا"، مما تسبب في خسائر واضحة في القوات الجوية الأمريكية تم تداركها فيما بعد.
    ومن هذا الجيل، ظهر الصاروخ الأمريكي "العين الحمراء" Red Eye، ثم تبعه جيل شابرال Shapral، وسام-7 المعدل، وسام-9. حتى وصلت أجيال الصواريخ الحرارية حتى عائلات السام 14 ثم عائلات الإيجلا السام 16 والإيجلا السام 18 ثم السوبر إيجلا أو الإيجلا أس وهو الصاروخ السام 24 وظهرت كذلك، الصواريخ الحرارية المضادة للدبابات تاو Tow، وهوت Hot وهكذا ظهر تهديد جديد للأنظمة والمعدات يستخدم تطبيقات وتحديثات الأشعة تحت الحمراء في اصطياد أهدافه.
    والأساس في الصواريخ الحرارية هو الرأس الباحثة Head Seeker التي تتكون أساساً من ثلاث مجموعات، هي:
    1- مجموعة البصريات: وتمسح، الإشعاع الحراري الصادر من الهدف، وتجمعه وتركّزه.
    2- السبيكة: ومهمتها تقسيم هذا الإشعاع المستمر، ميكانيكياً، لتحويله إلى نبضات مشفرة، تنقل إلى الجزء الحساس.
    3- أوامر الكاشف بالأشعة تحت الحمراء Infrared Detector: ومهمته تحويل هذه النبضات إلى أوامر توجيه للصاروخ ليتتبع الهدف.
    ولا بدّ من تحقيق التوافق بين حيز الكواشف الحرارية، مع البصمة الحرارية للهدف المعادي سواء كان طائرة، أم دبابة، وعندما تزداد حساسية الكواشف الحرارية، فإن ذلك يساعد على التعامل مع الطائرة من جميع الاتجاهات؛ سواء أثناء اقترابها، أو ابتعادها، أو من زوايا الجوانب، مما يتيح التعامل مع الهدف من جميع الاتجاهات، وهذه الميزة افتقدتها الأجيال الأولى من صواريخ سام –7، ثم أمكن تداركها، فيما بعد، في الأجيال المتعاقبة: سام -7 المعدل، وسام -9، وسام -13، وتتميز الصواريخ الحرارية الحديثة المستخدمة ضد الطائرات، أو المستخدمة ضد الدبابات، بتزويدها برأس باحثة Head Seeker ذكية Smart، إذ ينفذ الاستشعار في حيز الأشعة تحت الحمراء، وحيز الأشعة فوق البنفسجية، الأمر الذي يصعب معه الخداع التقليدي.
    كما تتزود الصواريخ، كذلك، بمشغلات دقيقة، وذاكرة تفرق بين سرعة الهدف الحقيقي، والهدف الهيكلي، وكذلك بين كمية الإشعاع المفروض وصولها من الهدف الحقيقي إلى المستشعر على مسافات مختلفة. فإذا فرض أن الهدف الهيكلي كان ذا إشعاع أكبر من الهدف الحقيقي، فيتجنبه الصاروخ المتألق BRILLIANT، ويتجه نحو الهدف الحقيقي، وذلك كبعض الصواريخ التي تحمل على الصاروخ الرئيسي عدة حمولات فرعية إلى منطقة تجمع مدرعات معادية، وتنطلق كل حمولة فرعية إلى دبابة فتدمرها، فإذا تم تدمير دبابة زاد مستوى الإشعاع الحراري الصادر منها، عما هو مخزن في ذاكرة الحمولة الفرعية الأخرى، فلا تتجه إليها، بل تنتقي دبابة لم تتم إصابتها من قبل.
    الأنظمة الحرارية الملاحية: إن الاتجاه الحديث هو إنتاج أنظمة متكاملة تفي بجميع مهام الملاحة الجوية في مختلف الظروف الجوية، الليلية، والنهارية، وعلى جميع الارتفاعات، لتحقيق أداء ملاحي متقدم. وقد استغلت التطورات التي حدثت في النظم الحرارية في أعمال الملاحة الجوية لإعطاء صور حرارية عن الأرض محل الطيران في مختلف الظروف الجوية مع عرض هذه الصور على شاشة عرض علوية أمام الطيار والتطور المنتظر، هو تجهيز جميع طائرات القتال، وطائرات الهليكوبتر، والطائرات الموجهة من دون طيار، بأنظمة رؤية ليلية حرارية، لأغراض الملاحة.
    الأجهزة العاملة بالأشعة تحت الحمراء: الإلكتروبصريات Electron Optics، كما يدل الاسم عليها، هي تزاوج بين البصريات، والإلكترونيات التي صُممت لتحويل الإشارات الضوئية إلى إشارات إلكترونية صالحة لاستعمالات أخرى. ويكمن الفارق الرئيسي في الأنظمة التي تستغل الحزمة المرئية "إلكتروبصريات"، أو الحزمة غير المرئية "الأشعة تحت الحمراء"، والتكنولوجيتان كلتاهما معنيتان بالبحث في الصور التي تولد إشارات كهربائية عن طريق دفع الإلكترونات من مستوى طاقة إلى آخر، ويبحث الجهاز البصري عن إشعاع منعكس من الجسم، وعادة لكونه ناتج من ضوء الشمس، أمّا أجهزة تكثيف الضوء فتستخدم الضوء المنعكس من النجوم أو القمر؛ لتعطي رؤية ليلية سلبية. وتتراوح الأطوال النموذجية للموجة بين 0.4 ميكرون و1.2 ميكرون، أمّا الأجهزة الباحثة للأشعة تحت الحمراء فمعنية بشكل رئيسي بالحرارة الصادرة عن الهدف، وهي تتراوح بين العمود الساخن لغاز العادم الصادر عن مدخنة أو ماكينة، وحرارة جسم الإنسان على مسافة قصيرة نسبياً، والأجسام التي تفوق حرارتها حرارة محيطها تصدر حرارة بدرجة معينة، ويختلف طول موجة الإشعاع الحراري التي تصدر من هدف لآخر فبمقدار ما يكون الهدف أكثر سخونة يكون طول الموجة أقصر.
    إن التقنيات المستعملة في التصوير الحراري هي أيضاً متطورة على عدة مستويات. فالأجهزة التي تستخدم مركز المستوى البؤري مع عدد كبير من العناصر الكاشفة، تحقق مستويات رؤية حرارية ذات قيمة لهذه النظم.
    أجهزة الرؤية العاملة بتكثيف الصورة Image Intensifiers: نظراً لأنه كان من السهل نسبيا كشف الأجهزة العاملة بالأشعة تحت الحمراء، اقتضت الحاجة استخدام أجهزة سلبية لا تصدر أي نوع من الإشعاع، فاتجهت الأنظار إلى طيف الضوء المرئي، وإلى حزم الأشعة تحت الحمراء القريبة. ولهذا استغلت مصادر الإضاءة الطبيعية؛ كالقمر، والنجوم، والأشعة تحت الحمراء الناجمة عن الأجسام كافة، التي تشع حرارة مولدة منها نفسها، أو منعكسة عنها. وكان من النتائج التي تم توصل إليها هو أن مكثف الضوء الذي يحول الضوء إلى شحنات كهربائية، يعيد تحويلها إلى ضوء مرئي للعرض على شاشة فلوريسنتية Fluorescent Screen.
    الوسائل التليفزيونية للتصوير الضوئي: وهي أبسط أنواع التصوير، إذ تعتمد الكاميرا المستخدمة على الضوء المنعكس من الهدف، وبالتالي تتأثر كفاءة الصورة ودقتها بمدى إضاءة الهدف.
    الوسائل التليفزيونية للتصوير الليلي: من المعروف أن شدة الإضاءة، تضعف ملايين المرات في الليل المظلم، عنها في ضوء الشمس، وعلى الرغم من ذلك، فإن المستشعرات الضوئية، والكاميرا التليفزيونية للضوء المنخفض Low Light Level TV: LLLTV، يمكنها تصوير الأهداف في الظلام الحالك، وتعتمد هذه الوسائل على التقاط الأشعة الضوئية الصادرة من الهدف.
    التطور المنتظر في نظم الكشف التليفزيونية سوف يتجه إلى استخدام تكنولوجيا بناء الصور الحرارية، لإمكان العمل في ظروف الرؤية الصعبة التي تواجه النظم التليفزيونية، مما يتطلب استخدام مستشعرات ضوئية بها آلات تصوير تليفزيونية حرارية تبني صور الأهداف.
    النظم الليزرية لأسلحة القتال الحديثة: تعريف الليزر Light Amplification by the Stimulated Emission of Radiation LASER
    نظراً للتطور التكنولوجي الذي حدث في استخدام الحيز الحراري، والضوئي، فقد أمكن استخدام الليزر في تطبيقات عسكرية عديدة، لإمكانية تحقيق درجة تمييز عالية جداً، مع انخفاض نسبي، في توهين الموجات بالغلاف الجوي، بالمقارنة بالموجات الملليمترية.
    أهم ما تتميز به أشعة الليزر، هي خاصية التجانس؛ إذ إنها أشعة متوازية ذات موجات متساوية في الطول، وذلك أضفى عليها صفات أخرى، من حيث الحدة، والضيق، والشدة، وإمكان السيطرة عليها في بؤرة متناهية الصغر.
    تتلخص طريقة الحصول على أشعة الليزر في إصدار نبضات كهربائية على مادة وسيطة تمر من خلالها النبضات، وتحدث لها عدة عمليات تكبير، وانعكاس، تخرج في صورة شعاع قوي، يسمى بالليزر، ويستخدم الياقوت مادة وسيطة، لإنتاج الليزر، إضافة إلى مواد أخرى، وسوائل، وغازات، مثل: ثاني أكسيد الكربون، أو اللثيوم.
    أشعة الليزر بعضها مرئي، أي ترى بالعين المجردة، منها الأخضر، والأحمر، وبعضها غير مرئي، مثل الأشعة المنتجة باستخدام غاز ثاني أكسيد الكربون، وتكون أشعة الليزر، في صورة شعاع مستمر، أو متقطع حسب نوع، الاستخدام وطبيعته، ومن أهم عيوب أشعة الليزر، تأثرها بالسحب والضباب؛ إذ تمنع مسارها.
    أثبتت حرب فيتنام 1968، وحرب فوكلاند 1982، وحرب الخليج الثانية 1991، فاعلية أنظمة التوجيه الليزرية؛ سواء الأرضية، أو المحمولة بحراً أو جواً، والمستخدمة في توجيه القنابل جو/ أرض، أرض/ أرض، أرض/ جو، سطح/ سطح، سطح/ جو.
    التطبيقات العسكرية في مجال الليزر: نظراً لضيق النموذج الإشعاعي لليزر، فإن مجال الرؤية محدود، وقد استلزم ذلك أن يعمل معه رادار، لاكتشاف الأهداف على مدى ومجال رؤية كبيرين. ومن التطبيقات العسكرية في مجال الأنظمة الليزرية:
    أ- استخدام الليزر في توجيه الصواريخ راكبة الشعاع Laser Beam Rider: نظراً لما يتمتع به الحيز الليزري من ضيق النموذج الإشعاعي، وبالتالي، زيادة دقة إصابة الأهداف المختلفة، يماثل هذا النوع من التوجيه الأسلوب الراداري، في توجيه الصواريخ راكبة الشعاع Radar Beam Rider. ومثال ذلك: الصواريخ الموجهة بأشعة الليزر AGM-114A، بالطائرة العمودية أباتشي AH-64.
    ب- استخدام الليزر في قياس المسافة Laser Range Finder: بإرسال أشعة الليزر واستقبال الليزرية المرتدة من الهدف، باستخدام مستقبلات أشعة الليزر، وأمثلة ذلك نظام الليزر، الموجود في المستودع "لنترن" Lantern، المحتمل تجهيزه بطائرات القتال F-15، F-16؛ إذ يستخدم لتحديد المسافات مع إمكانية استخدامه في أعمال الملاحة الجوية، للتحذير من العوائق الأرضية على الارتفاعات المنخفضة، بدلاً من رادارات تتبع، وتجنب الهيئات الأرضية بواسطة رادارات قياس الارتفاع.
    ج- استخدام الليزر في التوجيه نصف الإيجابي للصواريخ: يُضاء الهدف بالليزر، والمستشعر الموجود بالرأس الباحثة للصاروخ، يستقبل هذه الأشعة المرتدة من الهدف، ويماثل هذا التوجيه، التوجيه الراداري النصف إيجابي.
    د- استخدام الليزر في المهام التدميرية: منها مهام تدمير الأقمار الصناعيةAnti Satellite، ومهام تدمير الصواريخ البالسيتية، إضافة إلى إمكانية استخدامه في تدمير وسائل البحث، والتتبع، والتوجيه التليفزيونية، كما يُستخدم أحد وسائل الإعماء الوقتي للجنود في ساحات القتال.
    مختلف اتجاهات التطور المستقبلية في أنظمة التحليل الطيفي الكهرومغناطيسي عامة:
    #- التطور في الأنظمة الرادارية:
    أولا:- التطور في أنظمة الكشف الرادارية: يستخدم رادار الكشف، بصفة عامة، في كشف الأهداف الأرضية الثابتة/ المتحركة ومراقبتها، والأهداف البحرية، والجوية، وتحديد المدى، والاتجاه، والسرعة، مع إمكانية رسم الخرائط للأهداف الأرضية، والبحرية، بدقة تمييز عالية جداً، باستخدام رادارات رسم الخرائط المحمول جواً Synthetic Aperture- Radar: SAR، ومن المنتظر أن يشمل التطور في نظم الكشف الرادارية المجالات الآتية:
    * الارتفاع بالحيز الترددي
    أ. نظراً لأن الحيز الكهرومغناطيسي، يُعد العامل الحاسم في جميع التطورات الحالية، والمستقبلية، فإن مراكز البحوث العلمية في الدول المتقدمة، تتصارع لاستغلال الحيز الكهرومغناطيسي الاستغلال الأمثل في مختلف التطبيقات العسكرية.
    ب. يعتمد اختيار التردد المستخدم في الرادارات الأرضية، أو المحمولة بحراً/ جواً على عدة عوامل رئيسية.
    1- مدى الكشف المطلوب تحقيقه. 2- التمييز الاتجاهي المطلوب.3- المهام المطلوبة: إنذار ـ مراقبة ـ توجيه... إلخ. 4- الوزن ـ الحجم.
    ثانيا:- التطور في أنظمة التوجيه الرادارية: تؤدي الرادارات المحمولة جواً دوراً مهماً في أعمال القصف والتنشين ضد الأهداف الأرضية الثابتة والمتحركة وخاصة ليلاً كما تؤدي رادارات التوجيه، وإدارة نيران المدفعية، والصواريخ الأرضية الدور نفسه، إضافة إلى رادارات التوجيه، وإدارة النيران المحمولة بحراً، فهي تؤدي دوراً مهماً في أعمال القتال البحري، وخاصة ليلاً. وعلى هذا، فمن المنتظر أن يشمل التطور نظم التوجيه الراداري الآتية:
    1- التوجيه نصف الإيجابي للصواريخ. 2- التوجيه الإيجابي للصواريخ. 3- التوجيه السلبي للصواريخ ضد مصادر الإشعاع Anti-Radiation Missiles ARM. -4- التوجيه الراداري للصواريخ راكبة الشعاع.
    ثالثا:- التطور في الأنظمة الملاحية الرادارية:
    استخدام حيز الموجات الملليمترية في رادارات قياس الارتفاع، وتجنب الهيئات الأرضية، وذلك لإخفاء الإشعاع الراداري عن أنظمة الاستطلاع الراداري السلبية المعادية، وتسمى هذه الرادارات التي تعمل في الحيز الملليمتري، بالرادارات المخفاة Covert Radars، وهو عنصر من عناصر تكنولوجيا الإخفاء، مع زيادة إمكانية مثل هذه الرادارات في اكتشاف العوائق الجوية الصغيرة "أسلاك كهرباء"، ومثال ذلك: رادار الكشف الأمامي إنتاج شركة AEG الألمانية الذي يعمل عند الحيز الترددي 66 جيجا هرتز، لاكتشاف الكابلات الكهربائية المعلقة عند الطيران على الارتفاعات المنخفضة، وكذلك الرادار الذي أنتجته شركة "فيليبس" Philips، ويستخدم للغرض نفسه عند التردد 94 جيجا هرتز.
    استخدام تكنولوجيا رسم الخرائط للأرض، في مسار الطيران، باستخدام الرادار SAR، وعرض الصورة على جهاز العرض العلوي بكابينة الطيار، مع إمكانية تحقيق المطابقة الفورية بين الصور المخزنة بالحاسب الآلي مسبقاً عن الأرض محل الطيران، والصور الفورية الملتقطة بالرادار، لتحقيق أفضل مسار ملاحي للوصول إلى الهدف.
    استخدام أنظمة رشاقة التردد في رادارات تتبع/ تجنب الهيئات الأرضية، التي تعمل في الحيز الترددي I/J، لتحسين أداء الرادار.
    استخدام الملاحة بالأقمار الصناعية نظام تحديد المكان العالمي Positioning System: GPS في معظم طائرات القتال المستقبلية، والمتوفر حالياً، في طائرات القتال F-16.
    #- التطور في الأنظمة الحرارية:
    أولاً:- التطور المستقبلي: كان هدف من يصنعون أجهزة تكثيف الصورة الحرارية، وما زال، تخفيض وزنها، ولكن هذه الغاية لا تتحقق إلاّ إذا تم التوصل إلى تخفيضات مماثلة، في وزن وحجم الأجهزة الإلكترونية المستخدمة في تشغيل تلك النظم، ولكن هناك حدود لتخفيض وزن وحجم النظم الإلكترونية لا يمكن تخطيها، حالياً، ما لم يطرأ تطور خارق في تكنولوجيا الإلكترونيات، فإنه لا يمكن توقع تقدم ملموس في هذا الإطار.
    والبديل هو تقدم تكنولوجيا المواد، وذلك باستنباط سبائك معدنية أقل وزناً، ومواد بلاستيكية فائقة الخفة، يمكن استخدامها في صنع هياكل أجهزة تكثيف الصورة الحرارية، ولكن حتى في هذا المجال يبدو أن العلماء وصلوا إلى نهاية المطاف. كانت الآمال كبيرة بإمكانية استغلال المواد البلاستيكية في صنع الأجهزة البصرية، ولكن "شفافية" Transparency البلاستيك لم تصل بعد إلى المستوى المطلوب لهذا الاستخدام. ولعل السبب في ذلك عائد إلى الصفات الضوئية الضعيفة لمادة البلاستيك، وافتقارها إلى الصلابة التي تحول دون خدشها إبّان الاستعمال، ومع ذلك يُنتظر التغلب على هذه المشكلات في وقت قريب.
    وتجدر الإشارة في هذا السياق، إلى أن كثيراً ما يكون الاختلاط بين أجهزة تكثيف الصورة، وتلك الخاصة بتكوينها حرارياً. وخصوصا في دوائر غير المتخصصين في الموضوع، الذين يعتقدون أن الأجهزة ذاتها هي التي تكثف الصورة وتكونها حرارياً، إلا أن ذلك ليس هو الواقع من الناحية العلمية البحتة، لأنه حتى في حالات الدمج بينهما في الأجهزة الحديثة فستكون المحصلة هي الحصول على أجهزة تدعم تكوين متعدد للصور وليس مجرد تكوين أحداي فقط للصور.
    إن تكثيف الصورة، لإبرازها من محيط ضوئي ضعيف، لا يتوقف على معدل الضوء مهما كان ضعيفاً، في هذا المحيط. أما أجهزة تكوين الصورة حرارياً، فتستخدم الأشعة تحت الحمراء غير المنظورة في الطيف الضوئي؛ إذ يشع الهدف ذاته الإشعاع الحراري الذي يستخدم لتكثيف صورته، وذلك في كل الحالات تقريباً، وهذا الإشعاع الحراري يستخدم لتكثيف صورة الهدف، انطلاقاً من تردد إشعاعي ضمن نافذتين Windows، الأولى ما بين 3 إلى 5 ميكرون، والثانية ما بين 8 - 13 ميكرون، وذلك ضمن النطاق الترددي لهذا النوع من الإشعاع. وتعمل أجهزة تكوين الصورة حرارياً بالطريقة ذاتها على كافة نطاقات الطاقة الترددية. ومثل أجهزة تكثيف الصورة Image Intensifiers، تحتوى أجهزة تكوين الصورة حرارياً Thermal Image’s على عدسات شيئية Objective Lenses تجمع الإشعاعات الداخلة إليها على ألواح حساسة. ولكن في حالة أجهزة تكوين الصورة، حرارياً، تصنع "العدسات اللامة" من مواد شبه موصلة لا تمرر الأشعة الضوئية المرئية، بينما هي شفافة للإشعاعات الحرارية، كما أن المجسات المرتبة نسقياً، هي حساسة للطاقة الحرارية وليس للطاقة الضوئية.
    ثانيا:- التطور في وسائل الكشف والتصوير الحراري
    سوف تشمل ثلاث نقاط رئيسية هي:
    1- زيادة مدى الكشف والتصوير بإنتاج كواشف حرارية ذات درجة حساسية عالية.
    2- زيادة مجال الرؤية للمستشعرات الحرارية، باستخدام أكثر من كاشف حراري، لتغطية مجال رؤية كبير لحظياً.
    3- زيادة الدقة في التصوير الحراري للأهداف، باستغلال التقدم المنتظر في المعالجة الحرارية للصور الملتقطة باستخدام الحاسبات الآلية المتطورة في عمليات الصور الحرارية الرقمية Digital Image Processing .
    # التطور في النظم الضوئية والحرارية -الإلكتروبصرية-
    لتحقيق نُظُم رؤية جيدة للأهداف المعادية طورت نظريتان رئيسيتان في هذا الإطار وهما: تكثيف وضوح الصورة، وتكوين الصور حرارياً.
    أمّا جهاز تكوين الصورة، حرارياً، فيعمل، كما هو معلوم، ضمن النطاق الإشعاعي الخاص بالأشعة تحت الحمراء.
    أ. أنظمة الجيل الأول
    تستخدم أنظمة الجيل الأول، عادة، أنابيب في ثلاث مجموعات لكل منها "كاثود ضوئي" Photo Cathode يتركز عليه الضوء، يوجد خلفه حيز مفرغ تنطلق فيه الإلكترونات التي تنبعث من "الكاثود الضوئي"، وتسرع بضغط فرق جهد كهربائي Voltage في اتجاه شاشة فوسفورية؛ إذ تصطدم بها مما يجعل اللوحة تشع Fluoresce، ولكن الصورة المكونة على الشاشة لا تعكس ضوءاً كافيا لتصبح مرئية، ولذلك يتم تكرار هذه العملية في الكاثودات الضوئية المتتالية داخل النظام إلى أن تصبح الصورة مرئية.
    ب. أنظمة الجيل الثاني
    يستخدم الجيل الثاني من هذه النُظُم قناة الأنابيب المسطحة Channel Flate Tubes، التي تؤدي إلى تكثيف ضوئي أكبر بكثير من تقنية الجيل الذي قبله، بالنسبة لمرحلة تكثيف واحدة. وتعمل هذه الأنابيب طبقاً لظاهرة الإشعاع الثانوي الذي يتولد من جراء طلاء الأنابيب المفرغة بمواد شبه موصلة أو بصنع الأنابيب ذاتها من زجاج شبه موصل.
    وحين تتسارع الإلكترونات عبر الأنبوب القناة بفعل فرق الجهد المرتفع، فإنها تصطدم بجدرانه التي تصدر مزيداً من الإلكترونات الجديدة التي تتأثر بدورها بفرق الجهد الكبير الذي يسبب التسارع. وكل الإلكترونات تكون هكذا محصورة داخل الأنبوب قبيل ارتطامها بلوحة الرؤية الفوسفورية؛ إذ يصبح معامل التقوية أكثر من 20 ألف مرة على طول الأنبوب.
    ج. أنظمة الجيل الثالث
    أما أجهزة تكثيف الصورة من الجيل الثالث، فهي أكثر قدرة عن الجيل السابق بضعفين ونصف، وتم إنتاجها إثر توقف إنتاج نظم الجيل الثاني. والجيلان متشابهان في التصميم، إلا أنه يستخدم مركب "أرسنيد الجاليوم" Gallium في صنع نظم الجيل الثالث، وهي مادة نشطة وفعالة لجهة إصدار الإلكترونات، وتستخدم مادة نشطة في الكاثود الضوئي، ويصل معامل التقوية الضوئية إلى 500 ألف ضعف.
    يوفر هذا النوع من النظم مستوى ضجيج إلكتروني منخفض من النظم السابقة مع صورة أوضح. ولا ننسى أن لها أيضاً ميزات: الحجم المناسب، وخفة الوزن، باستخدام أنابيب المذبذب WAVERS المستخدم في نظم تكثيف الصورة الحرارية. إلا أن ثمنها كبير، نظراً إلى تكاليف الإنتاج المتنامية، والعائدة بشكل أساسي إلى استخدام المواد ذات الإشعاع الإلكتروني المكثف الحديثة، شبه الموصلة. وإنتاج هذه النظم من كل فئاتها يتطلب محيطاً في غاية النظافة، خاصة بالنسبة إلى نُظُم الجيل الثالث، مما يخفض معدل الإنتاج لدرجة لا يستهان بها. كما أن الوزن المنخفض لنظم الجيل الثالث يجعلها أكثر ملاءمة لتثبت على أغطية الرأس، بما فيها الخوذات.
    #- التطور المنتظر في الأنظمة الليزرية
    من المنتظر أن تتجه الأبحاث المستقبلية إلى التوسع في استخدام الليرز في رؤوس الصواريخ، على أن يتم توجيه الصواريخ في المراحل الأولى، باستخدام الرادار "توجيه راداري نصف إيجابي، ويتم التوجيه الإيجابي للصاروخ ليزرياً في المرحلة النهائية لمدى يصل حتى 20 كم. ومن المنتظر تجهيز معظم طائرات القتال والطائرات العمودية بالليزر خلال المرحلة القادمة، إضافة إلى استخدام الليزر في توجيه الأسلحة المضادة للدبابات.


    وبعد هذه الرحلة السابقة والسياحة الواسعة في العلوم التصميمية والوصفية والتطبيقية في عوالم الطيران والملاحة والصواريخ والتصميم والت والتعرف على الكثير والكثير من خصائصها وتقنياتها فدعونا نعود مجددا إلى طريقتنا التي قررناها في بداية هذه الدراسة الإستراتيجية حول طريقة وكيفية حسابنا لعوامل الترجيح لكيفية استشراف من ينتصر في الصراع الطائرة أم الصاروخ ولتطبيق ما سبق من مفاهيم ومعارف وعلوم وتطبيقات معقدة سابقة فيرجى مراجعة ما وضحناه بداية هذه الإستراتيجية حول طريقة الحساب الافتراضي المبسطة للجي فورس والتي أتبعناها في بداية الإستراتيجية، وسنحاول أن نعطي مثال توضيحي يستكمل لنا فهمنا واستيعابنا لكل تلك العلوم والمعارف في صور تطبيقية مباشرة ومبسطة.
    فمثلا الأف 16 صوفا
    (النسخة التي تستخدمها العصابات الإرهابية اليهودية المحتلة للأرض المقدسة) والتي يصل قدراتها على تحميل المناورات القصوى في حدود من 8 جي إلى 9 جي وبالإضافة إلى إجراءات حواضن الإعاقة والتشويش الإلكترونية السبية أو تلك الإيجابية من مشاعل وشراك خداعية ومناورات قصوى وغيرها من إجراءات ستصل في تقديري بحدود تحملها القصوى كحسبة افتراضية عملياتية إلى حدود من 12 جي إلى 14 جي، مع ملاحظة أن ليس معنى ذلك أنه لا يمكن إسقاطها مثلا بصاروخ 10جي، بل هذا ممكن جدا باغتنام الفرصة العملياتية المناسبة والرمي على الطائرة بمجرد إمساك وإطباق باحث الصاروخ عليها أو بابتكار واستغلال أي فرصة عملياتية أو ب تحديث تكتيك عملياتي جديد مناسب قد يتاح بأي فكرة أو تصورات عملياتية قد توجد أو تستحدث خلال التطبيقات ميدانياً.


    وبشكل عام فالرماية بصواريخ الكتف يجب معرفة قدرات الجي فورس لديها، وكذلك قدرات الجي لدى الخصوم المحتملين، وكيفية اقتناص الفرص العملياتية لصيد الأهداف الثمينة.
    فعلى سبيل المثال فيجب جيدا معرفة ما هو مقدار الجي لعائلات السام 7 (سواء الستريلا أو الستريلا المطور) وكذلك للسام 14 وكذلك للصاروخين السام 16 والسام 18 وهما الذين يطلق عليهما التسمية الشهيرة بصواريخ إيغلا، وكذلك قدرة الجي للسام 24 السوبر ايجلا أو الإيجلا أس كما يطلق عليه، وكذلك يجب معرفة زوايا التهديف لكل منها فهناك صواريخ سام7 مثلا وهي لا ترتفع قدرة زاويتها الهجومية عن 40+ وهذه زاوية ضعيفة وضيقة للغاية ويقال أن عائلات الايغلا تغلبت عليها بدرجة جيدة وصلت إلى 70+ أو أزيد ببعض الطرازات، كما يجب معرفة أماكن التهديف المناسبة في الطائرة أو الهدف المنتظر، فالأجيال القديمة من الستريلا مثلا لا يتم توجيهها إلا ناحية عادم الطائرة مباشرة فحسب، أما النسخ والطرازات الأحدث في صواريخ الكتف الإيغلا فتم تلافي هذا العيب فيها وصارت تتمتع ببواحث وقدرة تتبع تستطيع معها من الإمساك بأي أجزاء ساخنة بالطائرة وتتبعها للإطباق على الطائرة وعادة ما تكون معظم الأجزاء الأكثر احتكاكا بالهواء بالطائرة هي أكثر سخونة من غيرها من أجزاء الطائرة والأجزاء الساخنة مثل أنف الطائرة -مقدمتها- أو حواف الأجنحة، لذلك معرفة نوعية السلاح وقدراته بالإضافة إلى نوعية الخصوم المحتملين ستختصر كثير من المسافة اللازمة لفهم ومعرفة كل ما يلزم من تكتيكات الصراع وأساليبه العملياتية المختلفة؟؟؟
    وعلى سبيل المثال فمواجهة محتملة بين الصوفا اليهودية الأف 16 وبين صورايخ التور أم 2 (السام 15 وتحديثه) فتصل قدرات الإقفال على الأهداف لدى التور أم2 إلى 12 جي وبإضافة مستوى قدرات مقاومة الإعاقة وتقدم تكتيكات البحث لديه سنجد أنه يقترب أو يزيد كحساب عملياتي افتراضي من 20 جي، مما يجعل هناك فرصة عالية جدا لتأكيد الإصابة في مقاتلة الصوفا اليهودية الأف 16 إذا دخلت نطاق الاشتباك عامة لمدى التور أم2 مما سيجعلها بدرجة شبه مؤكدة عبارة عن قطعة خردة مشتعلة تتساقط في الهواء.
    مع العلم أن هناك قدرات بعض عائلات الصواريخ الدفاعية الجوية تصل إلى 30 جي مثل البوك أم1-2 (السام17 جريزلي)، وهذا بدون أي حساب إضافي لقدراته القتالية الإلكترونية ولو مشينا وتتبعنا نفس طريقتنا السابقة الافتراضية في حساب معادلة الصراع بين الطائرة والصاروخ لوجدنا أن البوك أم1-2 يصل لحدود تقارب من 50 جي افتراضيا لأن كما سبق وذكرنا هناك بعض المصادر تقول أن أقصى قدرة تحمل للتسارع لبنية الصاروخ تكون بحدود 40 جي ولكننا كما أوضحنا كثيرا من قبل فطريقتنا هنا تعتمد على حساب القدرة الفعلية لجي الطائرة أو الصاروخ ثم تقوم بتقريب العوامل الأخرى المساعدة في الصراع وتحويلها تقريبيا كإضافة رقمية على قدرة تحميل الجي للصاروخ أو الطائرة لكي نخرج بمعادلة افتراضية بسيطة جدا توضح لنا بسهولة جدا صورة الصراع المتوقعة بين الطائرة والصاروخ، لذلك سنجد مثلا أن صاروخ كالسام 17 جريزلي المسمى بالبوك أم 2 يصل افتراضيا لقدرة تقارب من 50 جي، هذا فضلا عن قدرات جي مخيفة عند أنظمة مثل أس 300 أو قدرات أعلى وأكثر تعقيدا عند أس 400 الذي تقارب سرعته من 14 ألف كيلومتر بالساعة وهذا رقم مخيف جدا لا أظن أن هناك أي صاروخ دفاعي جوي معروف في العالم وصل لهذه السرعة المرعبة فضلا عن أن منظومة الأس 400 تتمتع بقدرة مصفوفات لوغاريتمات رياضية وحسابية إلكترونية متطورة ومعقدة لدرجة أنها تغير شفرة الصاروخ كل ثانية أو كل عدة ثواني تقريبا فضلا أن قدرات البحث والتمييز والإطباق متقدمة جدا وتتمتع بخصائص تعتبر هي الأقوى من نوعها تقريبا على مستوى العالم أو فيما هو معروف حتى وقتنا هذا فلا يوجد منظومة صاروخ منازع يصل لمستوى أس400 على مستوى العالم.
    مع العلم أنه حتى صواريخ الكتف الإيغلا والإيغلا أس بالفعل تعتبر صواريخ مرعبة جدا لأعتى الطائرات حتى ولو كانت من الجيل الرابع++ -بالطبع ما كانت في المدى ونطاق الاشتباك الفعال للصاروخ الخاص به- مع العلم أن حتى الطائرات التي تتمتع بقدرة سرعات قصوى أعلى من سرعة صاروخ الإيغلا فحتى تلك المقاتلات الحديثة السريعة عندما تكون على ارتفاعات منخفضة في نطاق عملا الإيغلا فستكون سرعتها الفعلية القصوى مقاربة كثيرا لسرعة الإيغلا أو حتى أقل منه، كما أن اختيار زاوية الرماية ووضع الرماية والجزء الذي سيتم التصويب على بالطائرة ليمسكه ويتتبعه باحث الصاروخ بشكل يمكن الصاروخ من مباغتة الطيار قدر المستطاع، كل تلك عوامل يجب أخذها جيدا بعين الاعتبار ومعرفة أنها ستكون مؤثرة جدا في عمليات الرماية وتحقيق الإصابات المؤكدة في الأهداف المطلوبة.
    وخاصة إذا تم معرفة أفضل شروط لاستخدام صواريخ الكتف وتطعيم ذلك بتطويره ببعض الكمائن والتكتيكات الجغرافية البسيطة التي تناسب البيئة التي ستعمل فيها، فهنا أنت ستجبر أي طيران عادة على أن يحلق فوق ارتفاع من 3 الى 5 كيلومتر
    .
    وهذا بحد ذاته يعتبر شل لفاعلية معظم الأسلحة الرشاشة على الطائرة أو الصواريخ بسيطة التوجيه على متنها، كما أنه يحرم العدو من عشرات المميزات منها القصف الرخيص للأهداف أو القصف العشوائي أو اختراق الأجواء بهدف معنوي أو كممارسة للحرب النفسية بالتحليق وغيرها الكثير.
    ولزيادة الفائدة فسوف نضع أهم محددات الضرب بالمدفعية النصف بوصة أو الدوشكا أو الـ14.5 أو 16 أو 23مم. : 1- سرعة الرياح. 2- اتجاه الرياح. 3- سرعة الهدف العدائي. 4- سرعة المقذوفات المستخدمة في الرماية. 5- بعد الهدف عن مصدر النيران. 6- درجة انحناء خط الطيران للمقذوف. 7- مؤثرات عرضية أو ثانوية.
    مع العلم أن محددات الضرب بنيران المدفعية السابقة تقوم بحسابها وتقديرها جميعا الأجهزة الآلية والحاسبات الآلية والكمبيوترات الموجودة بمنظومات رصد وإدارة النيران مثل الموجودة بمدافع الشيلكا أو التنغوشكا أو مدافع منصة البانستير أس، وبطبيعة الحال هذا لن يتوفر دائما ميدانيا بل في أكثر الأحيان يجب على الرامي أن يكون مستوعبا لفكرة تلك التأثيرات ومدى تأثير كل منها وعليه أن يقوم بتقديرها باجتهاده أثناء وجوده بميدان العمليات ليستطيع تحقيق أعلى قدرة تنشين بصري واستغلال وتوظيف كل ظروف العمليات لصالحه.
    ونظرا لأننا هنا نتكلم عن المجاهد الفرد المزود مثلا بالدوشكا 12.5 أو 14.5 أو 23مم. فنحن سنحتاج لعمل دورة تدريبية سريعة ومكثفة للمجاهد لتعريفه بطرق تقدير سرعة الرياح واتجاهها وكذلك طرق تقدير سرعة الهدف العدائي وطرق تقدير المسافة بين الرامي والهدف،ويجب على الرامي معرفة قدرات سلاحه جيدا، سواء من ناحية السرعة على مراحل خط الطيران -والسرعة على مراحل خط الطيران تقدر بمعرفة السرعة الفوهية ثم تقدير معدلات التناقص خلال خط الطيران- أو كثافة النيران أو مدى النيران الفعال.
    بالطبع يجب بحث تأثير أي عوامل أخرى ثانوية أو عرضية مؤثرة كمستوى الارتفاع عن سطح الأرض أو بمعنى أدق معرفة تأثير الارتفاع عن سطح البحر والذي سيؤثر بشكل واضح في ضغط وكثافة الهواء الجوي، وما شبه ذلك من مؤثرات ثانوية أو جغرافية أو عملياتية أخرى.
    وهذه الدورة الشاملة المتكاملة المكثفة لن تستغرق أن شاء الله تعالى أكثر من أسبوع واحد على شكل دورة دراسات تعليمية وصفية مكثفة ثم دورة ثلاثة أيام ميدانية يومان بدون رماية وأخر يوم يكون فيه نسبة تدريبات رماية حية وضرب نار لختام الدورة الشاملة المكثفة السريعة.
    لذلك فإذا فهمنا ما سبق فإننا بسهولة جدا سنفهم كيف نخطط لإدارة عمليات الدفاع ضد الأهداف الجوية المختلفة وكيفية تأكيد الإصابة فيها مع مراعاة شروط التهديف والتصويب وكيفية الرماية وما إلى ذلك من مفاهيم عملياتية ولوجستية مختلفة، بالطبع باستخدام القواعد السابقة وفهمنا لها جيدا سيجعل مثلا من الهيلكوبترات هدف محبب عند الأخوة ولو بتطوير أساليب استهدافها بالرشاشات الدوشكا أو الــ 14.5 أو حتى بواسطة الرشاشات الخفيفة نسبيا كالبيكا.
    بالطبع فإن مراعاة مكان الكمين ومباغتة الطيار سترفع كثيرا جدا من قدرة إسقاط الطائرة، كما أننا يجب أن نطور تكتيك يسمح لنا أن نعيد استهداف طائرات الإنقاذ التي تأتي لانتشال الطيار والحطام، كما يجب علينا إبادة القوة البرية التي ستأتي مرغمة لمنطقة الكمين لانتشال أشلاء الطيارات والطيارين، وهنا سنأتي لإستراتيجية جديدة تختلف عن كل ما سبق من إستراتيجيات جهادية بالكلية كانت تعتمد على فكر إدارة العملية ثم التطور الثوري الذي أدخلته عملية مومباي من فكر إدارة العملية بشكل معقد إلى إدارة العملية بشكل معقد ومركب، وما نحن بصدده هنا هو أننا سندخل من أوسع الأبواب إلى نطاق فكرة إدارة ميدان القتال.
    مع العلم أننا يجب علينا جيدا أن نفهم تأثيرات أخرى مهمة جدا ومؤثرة على أداء صواريخ الدفاع الجوي، ومن أهم مسائل ذلك هم مؤثران أساسيان في اختيار السلاح المناسب للهدف المناسب، وهذا المؤثران هما مدى الصاروخ الأقصى أفقيا ورأسيا، أو أقصى مدى إصابة ممكن للصاروخ وبالإضافة إلى أقصى ارتفاع ممكن للصاروخ يستطيع إصابة أهدافه عليه.وبشكل عام فكلما كنا في أماكن جغرافية مفتوحة جبلية أو صحراوية أو أدغال فكلما سنقوم بترجيح صاروخ الكتف الأطول في المدى الأقصى له، وإذا كنا نتكلم عن قتال المدن فسنختار الصاروخ ذات القدرة على الوصول إلى ارتفاعات أعلى وإصابة أهدافه فيها، بحيث في المناطق المفتوحة نختار أقصى مدى عام ممكن للصاروخ الكتفي المناسب، وأما في قتال المدن نختار الأكثر قدرة على الوصول لأعلى ارتفاعات ممكنة.
    بالطبع يجب مراعاة النظر في أقل مدى وأقل ارتفاع إصابة للصاروخ، فهناك صواريخ أقل مدى وارتفاع لها يكون بحدود من 30 إلى 50 متر ببعض الطرازات الكتفية وهذا عيب قاتل في تلك النوعيات يجب تجنبه قدر الإمكان، وبالتأكيد إذا كنا نختار سلاح مناسب للتمركز على أعالي النقط الجبلية فبالتأكيد سنجعل اختيارنا لصالح المدى الأطول،
    وبشكل عام فإن في عمليات القذائف الصاروخية الكتفية الموجهة وهي الأكثر ذيوعا وانتشارا فيجب معرفة سرعة الأهداف المحتملة وارتفاعاتها التقريبية وقدرات الجي المتكاملة للهدف المحتمل، وعندها سنستطيع بسهولة بالغة تحديد أنسب متطلبات السلاح الكتفي المضاد والذي سنختاره لمواجهة أنواع الأهداف الهجومية المحتملة المعادية، وفي حالات الرماية برشاشات المدفعية مختلفة الأعيرة من الخفيفة للثقيلة فيجب معرفة مدى سرعة وقوة واتجاه الرياح ومعرفة سرعة خط طيران مقذوفات نيرانا بالإضافة إلى ما سبق شرحه حول طرق ومحددات الرماية بالرشاشات والمدفعيات مختلفة العيار.
    مع ملاحظة أن كلامنا السابق في معظمه يدور حول أساليب وتكتيكات إدارة العمليات الدفاعية ضد الأجسام الإيروديناميكية الطائرة وتعريف الأجسام الإيروديناميكية هي الطائرات المأهولة عامة على اختلافاتها وتنوعاتها بالإضافة للطائرات بدون طيار الغير مأهولة.
    أما بخصوص تكتيكات وأساليب إدارة عمليات الدفاع ضد الصواريخ الهجومية المختلفة فنحن هنا سنكون بصدد فئة أسلحة عدائية أخرى وستزيد هنا من متطلبات الجي فورس وسيكون ترجيحنا بشكل عام لصالح نيران الدفاع الجوي التي تتمتع بأعلى قدرات الجي فورس الممكنة حتى يستطيع التغلب على قدرات جي فورس الصاروخ المهاجم، بالإضافة إلى أننا إذا أردنا مواجهة الصواريخ الهجومية واعتراضها وإسقاطها بواسطة المدفعيات والرشاشات مختلفة العيارات فسنكون بحاجة ملحة لتزويد تلك المدفعيات والرشاشات بمنظومة آلية لرصد الأهداف وإدارة النيران ضد الصواريخ المهاجمة وهذا قد يكون صعبا في المدى القليل المنظور ولو على الأقل سيكون من الصعب جدا إتاحته بكميات كافية لتصنيفه كقدرات عملياتية فعلية متاحة، وهذا سيجعل معظم خياراتنا العملية الفعلية أماما الصواريخ الطوافة أو الجوالة هي أنواع صواريخ الكتف المتطورة وتزويدها بشبكة إنذار مبكر بشرية بقدر الإمكان في حال إذا أردنا تغطية قدرة دفاع جوي لمنطقة ما ضد الصواريخ الكروز أو الطوافة أو الجوالة.
    مع العلم أنه حاليا اشتعل سباق تسلح مخيف جدا حول العالم كله، وسباق تسلح شامل في كل المجالات على كل الأصعدة وبصورة غير مسبوقة، وهذا السباق نحو التسلح مما لا شك فيه سيترك أثاره على كل أنواع وفئات ومستويات التسليح العالمي بداية من أصغر جماعة مسلحة في العالم كله ووصولا إلى أكبر جيوش العالم كلها، وهذه التحديثات والتطوير مما لا شك فيه سيترك أثر واضحا في هذا مجال صواريخ الدفاع الجوي الكتفية وبخطوات وقفزات واسعة.
    وبشكل عام فيطلق على تلك النظم الكتفية أو المدفعية مجتمعة نظم الدفاع الجوي قصيرة المدى جدا (Very Short Range Air Defense Systems - VSHORADS)

    يتبــــــع

    أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ
    أخو الموحدين/ المستنصر بالله... سيف السماء؛؛؛


  10. #10
    التسجيل
    30-06-2011
    المشاركات
    814

    رد: قاعدة الجهاد العالمية وتكبيرات الفتح المقدسية الشريفة [خريطة تدفق إستراتيجيات جها

    تـــابـــــع
    وبالرغم من أنه لا يستطيع أحد أن ينكر أهمية نظم الدفاع الجوي ذات المدى القصير جدا إلا أن تلك النظم لا يمكنها منع التهديدات الجوية المعادية من مهاجمة القوات الصديقة وإحداث تدمير لها وذلك لسببين:
    الأول: مجال الاشتباك سواء في المدى أو الارتفاع وهو ما يتيح للتهديدات الجوية أن توجه هجماتها من بعد باستخدام الصواريخ الموجهة عالية الدقة أو غير الموجهة.
    الثاني: صعوبة تنظيم شبكة من الدفاع الجوي تعتمد على تلك النظم وحدها، وذلك لعدم توافر قنوات الاتصال الكافية لتبادل المعلومات والبيانات حول الرصد وتوجيه وإدارة النيران الآلية بالحاسبات.
    لذلك يجب أن يكون استخدام أنظمة الدفاع الجوي القصيرة جدا تلك يأتي ضمن إطار إستراتيجي وتكتيكي وعملياتي وميداني متنوع ومبتكر وتطوير طرق ميدانية لتوفير أعلى قدرة بأقل مجهود، ويجب خلط كل ما سبق كله بطرق أمنية وتمويه وشبكات أنفاق وخنادق وشبكات تمويه وخداع وشبكات لوجسية وشبكات أمنية واستخبارية تأتي كلها تحت مظلة مبتكرة من التكتيكات والخطط وطرق الإمداد والتموين والتشوين وشبكات إدارة عملياتية ولوجستية ذكية ومتطورة فكريا، بحيث يكون ذلك عبارة عن حزمة متكاملة لتحقيق أدنى قدرات الدفاع الجوي المطلوبة على أرض الميدان وجغرافيا السيادة الإسلامية. مع العلم أنه بشكل عام تَستغل أسلحة الهجوم الجوي الحديثة، سواء كانت مأهولة أو غير مأهولة الهيئات الجغرافية الطبيعية لتتسلل منها عند الاقتراب من أهدافها ولذلك فإن اكتشافها وتتبعها يكونان متأخرين جدا بالنسبة لنظم الرصد العاملة عامة ضمن الدفاع الجوي متوسطة و طويلة المدى، فضلا عن منظومات بسيطة للدفاع الجوي تعتمد على أسلحة المدى القصير جدا وعناصر الرصد والاستطلاع البشرية أو حتى الرصد البصري المباشر.
    وغالبا ما يكون ارتفاع الاشتباك النمطي لنظم الدفاع الجوي المحمولة على الكتف في حدود 4000 متر. بينما يكون مدى الاشتباك 5000 متر تقريبا.
    ونظم الدفاع الجوي التي تطلق من على الكتف (MANPADS) نتيجة لحجمها الصغير ووزنها الخفيف من الممكن أن تكون أفضل وسيلة لتوفير دفاع جوي قوي للقوات المنتشرة بسرعة.
    حاليا فإن الاتجاه لتقليل الخسائر في الأرواح وخصوصا في الدول الغربية كان له تأثير كبير في توسيع استخدام الطائرات بدون طيار، وعند مواجهة الطائرات بدون طيار فإن الحجم الصغير لها نسبيا وبالتالي مقطعها الراداري والحراري الصغير يجعل منها هدفا صعبا سواء في الكشف أو الرماية عليها.
    ومن المتوقع أنه كلما زادت قدرة نظم الدفاع الجوي التي تطلق من على الكتف وكذلك العناصر الأخرى لنظام الدفاع الجوي الأرضي المتكامل أن تسعى الأطراف المضادة أن تزداد قدرة مصفوفة الإجراءات المضادة التي تستخدمها في التهديدات الجوية. وللتغلب على تلك الإجراءات يلزم تصميم نظم للدفاع الجوي تطلق من على الكتف أكثر تعقيدا وتقدما من حيث طريقة وفكر ونوعية استخدمها وتوزيعها الجغرافي وانتشار كمائنها وتنوع لوجستياتها، ولكي تكون تلك النظم أكثر فاعلية يلزم تطويرها ونشرها كجزء من شبكة نظام دفاع جوي أرضي متكامل، ولتحقيق ذلك يلزم توفير قدرة على كشف الهدف من خارج نطاق المنطقة المراد الدفاع عنها وعمل كمائن منتشرة بطريقة تبادلية على أطراف المناطق المراد الدفاع عنها.
    وفي مرحلة تالية ولاحقة فسنكون بحاجة لتكوين شبكات معقدة ونوعية وذاتية لإدارة مهام الدفاع الجوي المختلفة بداية من رصد الهدف وكشفه وتتبعه واستطلاع في الوقت الحقيقي وعلى مسافات خارج نطاق منطقة التأمين المطلوبة بمسافات تتوسع بتوسع وتحديث وتطوير المنظومة وذلك كجزء من توفير صورة دفاع جوية واضحة ومتقدمة نوعاً ما.
    وفي مرحلة تالية ولاحقة على المرحلة السابقة فسيكون تكوين جهة عملياتية تكتيكية واسعة تقع عليها مسؤولية إنتاج وتوزيع تلك الصورة الجوية الكلية المتشابكة والمعقدة للموقف وكذلك تنبيه وتحذير نظم الدفاع الجوي وتوزيع المهام وتوزيع مسؤوليات العمليات لوجستيا وتكتيكيا وعملياتيا، ولاشك أن دمج البيانات من المصادر المختلفة وتوزيعها لمن يحتاجها في الوقت المناسب سيكون تحديا كبيرا وضخما لنظم الدفاع الجوي البسيطة المتخصصة وكذلك نظم القيادة والسيطرة والاتصالات والاستخبارات والاستطلاع.
    وستكون منظومة الدفاع الجوي في تلك المراحل المتقدمة عبارة عن آلية متكاملة وبالغة التعقيد في التجاوب مع مختلف أنواع التهديدات الهجومية، وانطلاقاً من ذلك، سيصبح الدفاع الجوي، ذات عناصر يغلب عليها التكثيف والتركيب وتخضع لمنطق تدريجي متماسك في آلية الرد على التهديدات الهجومية القصيرة والمتوسطة والبعيدة المدى.
    وحين يتم التحدث عن مستقبليات الدفاع الجوي، فأول ما يتبادر إلى الذهن، مجموعة الطرائق الإلكترونية التي ستحاول أن تستفيد من أحدث المقومات التكنولوجية ونظم الخرائط المعلوماتية الجغرافية المتقدمة وتصب في مجال واسع لا يشكل الرد المباشر إلا عنوانه الأبرز.
    ويجب أن يظل التوجه الأساسي يبقى في أي حال، في صلب المواجهات المحتملة وأكثر السيناريوهات اقتراباً من أرض الواقع القتالي والعملياتي المتوقع.
    غير أن النظم الهجومية من الأجيال الجديدة والخطيرة، أو تلك قيد التطوير أو الدراسة، ستدفع بالضرورة إلى إعادة النظر بشكل مستمر على أساس التحديث المستدام لضمان فعالية النظم القائمة واحتمال تدعيمها بمقومات طليعية إذا أمكن.
    ومهما يكن، سيبقى للعامل البشرى الدور الرئيسي، في توجيه النظم ووسائط الرد معا، وقد أفادت التجارب العسكرية المختلفة وفي كل الحروب أن التجهيز الممتاز للوحدات الصاروخية أو المدفعية المضادة، لا يغني عن خبرة وثراء التجربة الإنسانية ذات الكفاءة العالية والحس الإيجابي في تقدير الموقف التكتيكي في لحظة معينة تبدى فيها أثر البديهة والابتكارية الإنسانية.
    يطرح ذلك أهمية التدريب والتعرف على مختلف صور ومواصفات ونوعيات الأهداف الجوية المحتمل لفرد مفارز الدفاع الجوي مواجهتها، والمقارنة الميدانية الآنية بين الهدف المرصود بصريا أو استطلاعيا ومدى مماثلتها للنماذج والصور والمعلومات التي تم تدريبه مسبقا على التعرف عليها، وبالإضافة إلى الأخذ في الحسبان قدرات تطوير وتحديث مستدام للمدافع أو المهاجم سواء.
    وإذا كان نموذج دورة التكوين الأصلي للتدريب لا يتغير ولا يتحدث ولا يتوسع باستمرار، فإن ذلك سيكون تراجع عن مواكبة تهديدات المحيط القتالي العملياتي الفعلي، من دون الحكم بصورة مسبقة على فعالية أو تفضيل جانب معين من نموذج التكوين التدريبي الذي تم تكوينه وتطويره وتحديثه بحيث يتلائم شمولية النموذج مع طبيعة التهديدات الحالية والمتوقعة.
    ويبقى في نهاية الحديث عن أساليب وتكتيكات وأفاق صراع معارك الدفاع ضد الأجسام الطائرة أن نتكلم عن أهمية وحيوية العنصر البشرى الذي لطالما استغل المتاح وفعل به المستحيل بل ومستحيل المستحيل، سيظل العنصر البشري هو القادر بعون الله وتوفيقه وسداده إلى كسر كل حواجز المستحيل وكسر كل حواجز العلم أو المعرفة أو التقنية، سيظل مجاهد الدفاع الجوي في نهاية المطاف هو سيد المعركة الحقيقي وهو القادر بعون الله تعالى على حسم نتيجة المعارك المستقبلية مهما كانت الضغوط، وبعد إدخال أي أسلحة أو أي تحديثات سيظل الفرد المجاهد هو المنصة الحقيقية لإدارة المعركة بشكل متكامل في منظومة متفردة لا يمكن محاكاة قدرتها الحقيقية بأي آلة أو أي سلاح مهما كان، فالمجاهد له عقيدة استشهادية تمكنه بكل سهولة من فعل المستحيل وحتى لو حاول أي عدو أن يوجد لديه مقاتلين على نمط مجاهدي التوحيد فعدم وجود عقيدة حقيقية للتوحيد والبعث والنشور عنده ستجعل أي محاولة لإيجاد مقاتل فدائي على غرار استشهادي التوحيد أمر أقرب جدا للمستحيل منه للممكن، وهذه ميزة تفوقية ميدانية وعملياتية نوعية لمجاهدي الإسلام ولا يمكن تعويضها لدى الأعداء أبدا، فعلى سبيل المثال لو أننا وجدنا حاجة لعمل كمائن تدوم لعدة أسابيع وتتطلب مخاطرة عالية جدا لدرجة أنها تعتبر عملية استشهادية أقرب منها كمين دفاع جوي، فمن الصعب جدا جدا أن نجد أي مقاتلين غير إسلاميين يقبل بمثل تلك المهمة إلا في حالات نادرة جدا لا اعتبار عملياتي لها، أما إذا تعلق الموقف بالجهاديين الاستشهاديين فأمة التوحيد بفضل الله كلها استشهاديين وكلها جهاديين وكلها أبطال لا يشق لهم غبار، لذلك فعندما نتكلم عن العامل البشري فنحن لا نتكلم فقط عن أهمية العامل البشري مثلما الأمر في باقي مدارس العلوم العسكرية سواء في الغرب أو الشرق بل نحن نتحدث من منظور التوحيد والاستشهاد إضافة إلى كل العوامل التقليدية للعامل البشري من سرعة البديهة والقدرة على الترجل في مختلف المواقف أو الابتكارية المناسبة إن لزم الأمر، فكل تلك الخصائص التقليدية للعنصر البشري كمنصة حية فائقة الذكاء سنضيف لها عقيدة التوحيد وروح الفدائية والاستشهادية عند الإسلام وهو يضيف عناصر تفوق حاسمة في أي ميدان مهما كانت نوع المهمة والمتطلبات القياسية والنوعية لها.



    سددكم الله ونصركم وأقر أعينكم وأظهر دينكم وحشركم مع الصحب والآل الطاهرين.
    وصل اللهم وبارك على محمد وآله وصحبه وسلم... والحمد لله رب العالمين.
    المستنصر بالله... سيف السماء؛
    1 من المحرم لعام 1434 من الهجرة الشريفة
    الموافق لـ 11/15/ 2012 من التقويم الوثني؛؛؛
    أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ
    أخو الموحدين/ المستنصر بالله... سيف السماء؛؛؛


ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •