من يصدع بالحق في زمن الفتنة ؟؟

[مهاجرة إلى الله]

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيراً إلى يوم الدين .. أما بعد :





إخوتي الأعزاء


من يصدع بالحق في زمن الفتنة ؟!


من منَّا ينفُض عنه غبار الصمت المُطبق على كيانه مذ أبصرت عيناه واقع أمته الأليم ؟


من منَّا يزيح عنه ذلك الخوف الجاثم على قلبه المتألم على حال أمته بما يُعيد لها مكانتها التي خصَّها الله تعالى بها ما إن تمسَّكت بكتابه المُنزل وهدي نبيه المُرسل صلوات الله وسلامه عليه ؟




أحبتي الفضلاء


لا يشُك فينا عاقل أننا نعيش اليوم زمن فتنةٍ حُلِّل فيه الحرام وحُرِّم فيه الحلال ومُيَّع فيه الدين حتى لكاد الحق أن يلتبس بالباطل لولا رحمة الله جل وعلا التي تنزَّلت عنها آياتٌ بيناتٌ في صدور الذين أوتوا العلم !!


كثيرةٌ هي النكبات التي حلَّت بأمتنا الإسلامية كما يعي ذلك ويلحظُه كل ذي عقلٍ وبصيرة


وما تلكُم المحن إلا نتيجة حتميَّة لبُعد هذه الأمة الجريحة عن منهج الدين الإسلامي القويم كما أنزله الشارع الكريم وجاء به نبيه الأمين


فتكالبت عليها أممُ الأرض جميعاً كل منها يكلُم في جسدها الجريح ما شاء الله له منها أن يكلم


وبدل أن تعود إلى دينها المجيد وتوحِّد كلمتها تحت راية التوحيد وتُقاتل عدوها المتربِّص بها الدوائر في كل حين نرى في خضمِّ تلكم الجراح ما هو عكسٌ من ذلك بما هو في يقين العامي طامَّةٌ كبرى فكيف بنا بالعالم الرباني الجليل ؟!




لا يقُل منكم قائلٌ أن ثمَّة سياسات واستراتيجيات مُحتَّم علينا مجاراتها حتى وإن تصادم ذلك مع ديننا الإسلامي القويم ..هذا خطأٌ مُركَّب أيا أُخيَّ المسلم !


ليس هذا من دين الله في شيء وما لك من عذرٍ أمامه حين تقف بين يديه جل وعلا وقد عصيتهُ يا عبدهُ أيَّما عصيان !


لا بجُرمك العظيم إن كنت ذا ولايةٍ على أحد ولا بصمتك أيها الغيور على ظلمِ من ولاَّهم الربُّ تبارك وتعالى أمراً من أمور المسلمين !


فذاك قد أغرته مناصبُ دنيا فانية وزخرُف حياةٍ واهي !


وأنت قد ألجمك الخوف والهلع ممن هو دون من خلقه وخلق الأكوان من عدم !


فأيهما أحقُّ أن تخشاه أيها المؤمن التقي الواعي ؟




إن أحجمنا عن نُصرة من تربطنا بهم روابط الأخوة في الدين ظُلاَّما كانوا أو مظلومين فسيغرق بنا مركب الحياة الذي كلٌّ منا على ظهره قد استوى !!


وإن ترتَّب في سبيل تلكم النصرة محنٌ جمَّة وآلامٌ شتَّى فعزاؤنا أيها المُبارك أنها قربةٌ لنا عند خالقنا جل وعلا قد خصَّنا الله تعالى بها يوم أن نلقاه ومعها تبرءُ ذممُنا أمامه حين نقف بين يديه في ذلك اليوم الموعود




فكلٌّ منا أيها المُخلص عليه أن يمتثل أمر الخالق جل وعلا بتقويم ما اعوجَّ من حالنا وبنصح ولاة أمرنا وإخواننا بما هو واقعٌ في مجالنا ووفق قُدراتنا الممنُوحة لنا وتحت سُلطتنا التي وهبها الله تعالى لنا في هذه الدنيا


( قل أيها الفاضل كلمة الحق وأري الله منك ما يُحب ولا تأخُذك فيه سبحانه وتعالى لومةُ لائم )


ولك فيمن سبقك من الصادعين بالحق أسوةٌ حسنة





وفي هذا الشأن لا يشحذُ هممنا سوى آياتٌ ذاتُ وقعٍ بليغٍ من كتاب الله الكريم وأقوالٌ سامية من كلام خير المرسلين عليه صلوات الإله وسلامُه تتراً.


بقلم / مهاجرة إلى الله

برجاء النقل ما أمكن.






قال تعالى: { كُنْتُمْ خَيْرَأُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ } (آل عمران:110)


قال تعالى: { وَلْتَكُن ْمِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }(آل عمران:104)


قال تعالى: { وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } (التوبة:71)


قال تعالى:{ فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ * إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ } (الحجر-94-95)


قال تعالى: { وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَاتَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۖ فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ } (آل عمران-187)


قال تعالى: { يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ } (التوبة-62)


قال تعالى:{ أَتَخْشَوْنَهُمْ ۚ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ } (التوبة-13)


قال تعالى:{ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ } (الأحزاب-37)


قال تعالى‏:‏ ‏{ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ‏ }‏ ‏(‏آل عمران‏:‏ 175‏)‏


قال تعالى‏:‏‏{ فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ‏ }‏ ‏(‏المائدة‏:‏ 44‏)‏


قال‏ تعالى:‏ ‏{ فَإيَّايَ فَارْهَبُونِ‏ }‏ ‏(النحل‏:‏ 51‏)


‏قال تعالى: { وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ ‏} ‏‏(‏البقرة‏:‏ 41‏)





عن تميم بن أوس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :( الدين النصيحة ، قلنا : لمن يا رسول الله ؟ قال : لله ، ولكتابه ، ولرسوله ، ولأئمة المسلمين وعامتهم ) (رواه البخاري ومسلم)



وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان ) ( رواه مسلم)


وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً، فقال: رجل يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنصره إذ كان مظلوماً، أفرأيت إذا كان ظالماً كيف أنصره؟! قال: تحجزه أو تمنعه من الظلم، فإن ذلك نصره )(رواه البخاري)



وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( أفضل الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر ) (رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن)


حديث أبي أمامة يرويه صاحبه أبو غالب عنه قال: ( عرض لرسول الله صلي الله عليه وسلم رجل عند الجمرة الأولى ، فقال : يارسول الله! أي الجهاد أفضل ؟ فسكت عنه فلما رمى الجمرة الثانية سأله ؟ فسكت عنه ، فلما رمى جمرة العقبة ، وضع رجله في الغرز ليركب ، قال : أين السائل ؟ قال : أنا يا رسول الله . قال كلمة حق عند ذي سلطان جائر ) (أخرجه ابن ماجه وأحمد)



وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب يأخذون بسنته ويقتدون بأمره ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يؤمرون فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل ) (رواه مسلم)



وعن حذيفة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسل مقال: (والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عذابا من عنده ثم لتدعنه ولا يستجاب لكم ) (رواه الترمذي)



وفي حديث أبي بكر رضي الله عنه: أنَّه قال: ( أيها الناس ! إنَّكم تقرؤون هذه الآية: { يَا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لايَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إذَا اهْتَدَيْتُمْ }(المائدة: 105.)،وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( إنَّ الناس إذا رأوا الظالم، فلم يأخذوا على يديه؛ أوشك أن يعمَّهُم الله بعقاب منه ) (رواه أبو داود والترمذي والنسائي)



وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( والله لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتأخذن على يد الظالم ولتأطرنه على الحق أطراً ولتقصرنه على الحق قصراً، أو ليضربن الله بقلوب بعضكم على بعض ثم ليلعنكم كما لعنهم ) (رواه أبو داود)



وعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مثل القائم على حدود والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها، فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم فقالوا: لو أنا خرقنا خرفا في نصيبنا ولم نؤذ من فوقنا، فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا) (رواه البخاري)

[مهاجرة إلى الله]

أرجو ألا يكون هناك من يخشى التحدث في هذا الأمر