خرج آلاف الإسلاميين من أنصار حركة النهضة الحاكمة في تونس، اليوم السبت، للتظاهر في شارع الحبيب بورقيبة الرئيسي وسط العاصمة، وذلك بدعوة من الحركة دفاعا عن "شرعية الحكم" ولإدانة "التدخل الفرنسي" في الشؤون التونسية.


ورفع المتظاهرون أعلام تونس وحركة النهضة وحزب التحرير الإسلامي الذي يدعو إلى إقامة دولة خلافة في تونس، وبعض أعلام تنظيم القاعدة ورددوا شعارات من قبيل "الشعب يريد حماية الشرعية" و"الشعب يريد النهضة من جديد" و"فرنسا ارحلي" و"وحدة وطنية ضد الهجمة الخارجية". كما رددوا شعارات معادية لحزب "نداء تونس" العلماني المعارض ولرئيسه الباجي قايد السبسي.
وجاءت هذه التظاهرة بعد أن دعت حركة النهضة الإسلامية الحاكمة في تونس إلى النزول للشارع؛ لمجابهة الحراك السياسي والشعبي الذي يقوده ليبراليون، عقب اغتيال المعارض اليساري الشهير شكري بلعيد.
كما تأتي التظاهرة رفضًا لـ"التدخل الفرنسي" في الشئون التونسية بعد تصريحات وزير الداخلية الفرنسي مانويل فالس.


واستدعت الحكومة التونسية يوم الجمعة سفير فرنسا في تونس للاحتجاج على تصريحات وزير الداخلية الفرنسي التي طالب فيها حكومة بلاده بدعم "الديمقراطيين" في تونس.
وقال رضا الكزدغلي المستشار الإعلامي لرئيس الحكومة التونسية حمادي الجبالي: إن الجبالي أبلغ السفير الفرنسي فرنسوا جويت "قلقه إزاء تصريحات وزير الداخلية الفرنسي مانويل فالز والتي طالب فيها حكومة بلاده بدعم "الديمقراطيين" في تونس".


وأضاف "الكزدغلي" أن الجبالي التقى سفير فرنسا بقصر الضيافة بضاحية قرطاج، وأبلغه أن "تصريحات الوزير الفرنسي لا تتناغم مع موقف الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ووزير خارجيته لوران فابيوس"، معتبرا أنها "ربما تُفهم على أنها دعما لطرف على حساب آخر".
وشدد رئيس الحكومة التونسية على أن"العلاقات التونسية الفرنسية أعمق من أن تؤثر عليها هذه التصريحات"، بحسب "الكزدغلي"، معربا عن أمله في أن تكون مواقف فرنسا السياسية "أكثر حيادية"، بحسب وكالة الأناضول.


من جانبه، عبر السفير الفرنسي عن تفهمه لمواقف الجبالي، بحسب المستشار الإعلام للجبالي.
وجاءت تصريحات الوزير الفرنسي بعد يوم من اغتيال القيادي في كتلة "الجبهة الشعبية" المعارضة للحكومة التونسية شكري بلعيد، أمس، بعدما أصيب بأربع طلقات على يد مجهولين أمام منزله بإحدى ضواحي العاصمة تونس نُقل على إثرها إلى المستشفى في حالة حرجة قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة ويدفن بمقبرة "الجلاز" في وقت سابق الجمعة.