بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا، إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علما، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
عَن ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا عَنِ النبي صلى الله عليه وسلم فِيْمَا يَرْوِيْهِ عَنْ رَبِّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالى أَنَّهُ قَالَ:
(إِنَّ الله كَتَبَ الحَسَنَاتِ وَالسَّيئَاتِ ثُمَّ بَيَّنَ ذَلِكَ؛ فَمَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا اللهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً،وَإِنْ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا كَتَبَهَا اللهُ عِنْدَهُ عَشْرَ حَسَنَاتٍ إِلَى سَبْعِمائَةِ ضِعْفٍ إِلىَ أَضْعَاف كَثِيْرَةٍ. وَإِنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا اللهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً،وَإِنْ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا كَتَبَهَا اللهُ سَيِّئَةً وَاحِدَةً)
رَوَاهُ البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ في صَحِيْحَيْهِمَا
المصدر
التعريف بالراوي :
الاسم الكامل ( عبد الله ابن عباس ) لقب بـ ( حبر الأمة ) ولد قبل الهجرة بثلاث سنين و هو أبن عم النبي صلى الله عليه و سلم .
وقد كان محب للعلم و يهتم به كثيرا , و عندما كبر اصبح اكثر الناس علما في تفسير القرآن الكريم و احكام السنة النبوية الشريفة .
و اهتم كثيرا في شؤون المسلمين و تلبية حاجاتهم و طلباتهمو كان يقول: لأن أعول أهل بيت من المسلمين شهرًا أو جمعة أو ما شاء الله أحب إلي من حجة بعد حجة، ولهدية أهديها إلى أخ لي في الله أحب إلي من دينار أنفقه في سبيل الله .
توفى رضي الله عنه سنة (67 هـ) وكان عمره (70) سنة.
المصدر
شرح الحديث :
هذا الحديث خير شاهد على رحمة الله لعباده , فان رحمة الله تسبق غضبه وأن رحمته وسعت كل شيء
ففي قوله جل و علا " فَمَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا اللهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً " فان كان العبد ينوي على فعل الخير و جاءه مرض أو سفر أو اي شيء منعه عن عملها كتبت له حسنة كاملة
لأن الله الغفور الرحيم جعل مجرد النية على فعل الخير أو فعل الطاعة عمل يستحق أن ينال العبد أجرا عليه.
و في قوله تعالى " وَإِنْ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا كَتَبَهَا اللهُ عِنْدَهُ عَشْرَ حَسَنَاتٍ إِلَى سَبْعِمائَةِ ضِعْفٍ إِلىَ أَضْعَاف كَثِيْرَةٍ "فان هم على عمل الطاعة و عملها فسوف يضاعف الله له الاجر الى عشر حسنات و قد ترتفع الى سبع مائة و ما فوق و قد قال تعالى " { من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها } ( الأنعام : 160 )
و ان هذا التضعيف عظيم جدا و يصعب علينا احصاؤه ففي كتاب الله الكريم ذكر مثال جميل جدا و هو " { مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم } ( البقرة : 261 ) .
و عندما يقول الله العزيز الغفار " وَإِنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا اللهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً "يبين لنا كم ان الله رحيم بعباده فعندما ينوي العبد على فعل الشر و ارتكاب المعاصي ولا يفعلها فان الله سوف يجازيه بحسنة واحدة لانه لم يرتكب المعصية بسبب الخوف من ربه
و في قوله تعالى على لسان الرسول صلى الله عليه و سلم " وَإِنْ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا كَتَبَهَا اللهُ سَيِّئَةً وَاحِدَةً "فان ضعف ايمان العبد و عمل السيئة فسوف تكتب له سيئة واحدة فقط و هذا ما ذكره الله في كتابه " { ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها وهم لا يظلمون } ( الأنعام : 160 ) "
و الله اعلم
المصدر
الحمد لله على نعمة الاسلام
