أكيد عشقت في صباك وشبابك هواية المراسلة؟! فقد كانت هذه الهواية شائعة في الجيل الذي قبلنا وجيلنا. وكنت من فرط عشقي لهذه الهواية أن بحثت عن أصدقاء خارج الوطن وقد قادتني قراءاتي للمجلات حينذاك إلى التعرف على اصدقاء كثر وتواصلت معهم في المراسلة لمدة من الزمن، إلى أن انقطعت عندي الرغبة في ممارسة هذه الهواية وأضعت للأسف الشديد الرسائل بعد رحلة الدراسة خارج الوطن وتذكرت تلك الأيام الحلوة
المراسلة فن وذوق وتواصل بين بني البشر ولكنها اختفت الآن في حياتنا فجاء التليفون ليصرف النظر عن كتابة الرسائل، وجاءت وسائل التواصل الاجتماعي لتقضي على البقية الباقية من الرسائل.
ما نستلمه اليوم من رسائل في معظمها يسم البدن؛
الرسائل في عالمنا اليوم لم تعد فيها متعة الأمس، وإن كان بعض أبناء آسيا الذين يعيشون بيننا مازالوا يستطعمون الرسائل فتراهم يشغلون الصفوف عند مكاتب البريد، ليبعثوا برسائلهم إلى أهلهم وذويهم على الرغم من أن الكثير منهم أيضا استفاد من التقنية العصرية
لقد ربطتنا في الزمن الماضي علاقة بساعي البريد؛ فهو المرحب به في كل وقت؛ لأنه في الغالب يحمل أخبارا سارة من الأهل أو الأصدقاء والمعارف وانتعشت أيضا هواية جمع الطوابع والعملات الورقية
سنظل نذكر بكل فخر واعتزاز مكانة البريد في حياتنا، وسنظل نحلم بقيمة وروعة الرسائل التي تصل إلينا عبر البريد، وهي مختومة بعدة أختام وتزينها الطوابع بأنواعها وأشكالها وصورها الجميلة، وأنه من الصعب أن تنقل بأمانة تجربتك مع الرسائل إلى الجيل الحاضر، وتحدثهم عن إحساسك الجميل عندما تستلم الرسائل وتقرأها أكثر من مرة وتعيش على جميل عباراتها وكلماتها وتحلم بالصفاء والنقاء والراحة النفسية والاطمئنان القلبي، فهم جيل يتعامل مع النص الالكتروني، والأخبار المحبطة والتعابير المصطنعة، ولا أدري فقد يجدون فيها متعة لا نشعر نحن بها، فنحن جيل الرسائل وجيل ساعي البريد المميز في لباسه والضاحك عندما يسلمك الرسائل، ونحن دائما في مراسلاتنا لا ننسى أن نذكر عبارة «شكرا لساعي البريد» على مظروف الرسالة واليوم عندما نقرأ المسجات الهاتفية تقفز إلى الذهن صورة ساعي البريد ونقول له «شكرا يا ساعي البريد».


وعلى الخير والمحبة نلتقي


اسمي محمد عبابسي

من هواة جمع العملات الورقية والمراسلة
عنواني لمن يرغب بالمراسلة
المملكة المغربية
العاصمة الرباط 10000
ص-ب 2654
البريد الرئيسي
المملكة المغربية