النتائج 1 إلى 13 من 13

الموضوع: "أليكس مارتن" .. رواية بقلمي.

  1. #1
    التسجيل
    01-03-2012
    المشاركات
    85

    Thumbs up "أليكس مارتن" .. رواية بقلمي.

    بسم الله الرحمن الرحيم

    مرحباً بأعضاء المنتدى الأعزاء ..

    اليوم أقدم لكم رواية جديدة من تألفيي بعنوان : "أليكس مارتن"


    من نوع روايات الجاسوسية و الحركة
    أتمنى أن تنال إعجابكم ..

    اليوم أقدم لكم أول ثلاثة فصول من الرواية و سوف أكملها قريباً ..


    تنويه : لقد قمت بنشر فصلين من الرواية على الفيس بوك في أحد المجموعات و لكنني توقفت عن نشرها هناك و سوف أكملها هنا بإذن الله


    و الآن أترككم مع الفصول ..




    الفصل الأول :
    فقدان ذاكرة جزئي

    أين أنا ؟!
    هذا هو أول ما خطر على بالي حينما استيقظت في ذلك المكان الغريب ..
    بالطبع مررت بلحظة من انعدام الوزن بل و كدت أسقط من على السرير الذي كنت نائماً فوقه حينما مددت يدي لجانب السرير متوقعاً أن أجد المنضدة التي أضع فوقها هاتفي المحمول ، لكنني لم أجد شيئاً .. و هنا نظرت حولي نظرة متفحصة لأكتشف أنني لست في منزلي !
    ما معنى هذا ؟ .. آخر ما أتذكره هو أنني قد دخلت للنوم في فراشي و وضعت هاتفي المحمول بجانبي على المنضدة الموجودة بجوار سريري .. لكنني لا أدري كيف وصلت إلى هنا ، هناك بقعة بيضاء في ذاكرتي .. بل أنا لا أعرف ما هو هذا المكان أصلاً !
    نهضت من على سريري في ذعر و بدأت أنظر حولي لأكتشف عدة أشياء ..
    أولاً : هذا ليس منزلي .. بل هو ليس منزلاً أصلاً بل هو أقرب إلى فندق أو مشفى ، فهناك كومود بجانب الفراش عليه هاتف أرضي و بجانبه ورقة كتبت عليها عدة أرقام مثل : خدمة الغرف :4 ، الحسابات : 5 .. إلخ
    ثانياً : أنا وحدي في هذا المكان .
    ثالثاً : هناك محلول معلق بجانب الفراش و هو يتصل بيدي بإبرة .. من الغريب أنني لا أشعر به على الإطلاق .. و لكن الأهم أن هذا يؤكد أنني في مشفى ..
    رابعاً : أنا أشعر بصداع رهيب !
    بعد أن اكتشفت هذه الحقائق تباعاً قمت بنزع إبرة المحلول من يدي و بدأت أنظر حولي محاولاً فهم ما الذي جاء بي إلى هنا ..
    و بدأت تفحص الغرفة بتركيز أكبر .. كانت الغرفة مقسمة إلى غرفتين يفصل بينهما باب جرار يتدلى من حالق خشبي في السقف .. أحد الغرفتين يحتوي على سرير و أريكة و كرسيين و كومود بجانب السرير و مشجب ملابس معلق عليه سترة سوداء متسخة ، كما كان هناك تلفاز معلق على الحائط ..
    الغرفة الأخرى كانت تحوي أريكتين و ثلاجة صغيرة في ركن الغرفة فتحتها لأجد أنها تحتوي على بضع زجاجات ماء و و طبق مغلف بورق مفضض ..
    بدأت أدور كالمجنون في الغرفة .. أنا أود أن أفهم كيف وصلت لهنا بالضبط .. و ما هو الذي أصبت به وجعلني أّذهب للمشفى ؟
    بالطبع لم أجد شيئاً كما أنني لا أستطيع تذكر أي شئ .. و تلك هي المشكلة الكبرى ..
    هنا قررت الجلوس على أحد الأرائك و بدأت أحاول أن أتذكر ما حدث بالضبط .. و بدأت أتذكر بعض الأشياء .. أجل ، لقد دخلت لغرفة نومي في يوم الأربعاء الموافق 18/1/2010 .. أّذكر التاريخ لأنه كان عيد ميلاد أحد أصدقائي و كنت عائداً من الاحتفال به مرهقاً ، فما الذي حدث بعد هذا ؟
    قمت من مكاني و بدأت أبحث عن تقويم معلق على الحائط لأعرف كم قضيت هنا بالضبط .. و أخيراً وجدت واحداً معلقاً فوق الثلاجة الصغيرة .. نظرت له و قرأت التاريخ و قد بدأت أصاب بالذعر الحقيقي !
    فقد كان التقويم يشير إلى 22/9/2010 ! .. ثمانية أشهر و أربعة أيام بعد آخر تاريخ أذكره ! ...
    كيف حدث هذا ؟ ، هل هو فقدان ذاكرة ؟ .. لكنه ليس فقدان الذاكرة الذي أراه في الأفلام .. فأنا مازلت أعرف الكثير عن نفسي و أتذكر كل شئ تقريباً قبل ذلك التاريخ ..
    فأنا أعرف أنني أليكس مارتن .. في الثالثة و الثلاثين من العمر .. أعرف أنني أعمل كمدير في أحد الشركات المعروفة ، و أعرف أنني أحب ممارسة الرياضة ، و أنني كنت بطلاً في العديد من الألعاب الرياضية خاصةً القتالية أيام دراستي .. مازلت أذكر كذلك راتبي و رقم بطاقة ائتماني ، أعرف عنوان منزلي في مانهاتن .. العديد من الأشياء .. لست فاقداً للذاكرة بالمعنى الذي تعرفه .. هو فقدان ذاكرة محدد جعلني أنسى ثمانية أشهر و أربعة أيام كاملة من حياتي ..
    لكن ما سببه ؟ و لما جئت للمشفى و كيف وصلت هنا .. و الأهم ، ما الذي حدث في هذه الثمانية أشهر من حياتي ؟!
    أسئلة أسئلة و لا إجابات على الإطلاق ..
    ترى هل دخلت في غيبوبة لمدة ثمانية أشهر ؟ ، لكن حتى لو حدث هذا فما السبب بالضبط ؟ أنا لا أذكر التعرض لإصابة قد تؤدي لغيبوبة كهذه .
    التأكد من هذا سهل على كل حال ، يمكنني أن أستدعي الممرضة ..
    هكذا عدت ناحية السرير و بدأت أبحث عن زر استدعاء الممرضة حتى وجدته .. ضغطت عليه عدة ضغطات في لهفة ، قد أفهم ما حدث الآن .
    مرت دقيقتان ثم فتح الباب و دخلت الممرضة و ما إن رأتني حتى قالت " لما نهضت من السرير ؟ ، فلتجلس "
    فجلست على طرف السرير ، هنا قالت مبتسمة : " من الجيد أنك استفقت يا سيد .. آسفة لكن ما اسمك ؟ "
    هنا أدركت أنني بالتأكيد لم أصل هنا منذ ثمانية أشهر ، لا يعقل أن أدخل في غيبوبة لمدة ثمانية أشهر و لا يعرف أحد الممرضين اسمي ، لكن لا مانع من أن أسأل لأتأكد .. قلت في وهن : " اسمي أليكس ، أخبريني من فضلك يا .. " و نظرت لاسمها المعلق على زيها ثم قلت : " يا كلوي ، متى وصلت للمشفى هنا و ما هي إصابتي بالضبط ؟ "
    قالت : " لقد وصلت هنا منذ يومين ! كنت مصاباً بجرح في رأسك و قد جاء بك رجل أمن ، قال أنك كنت تتعارك مع رجل آخر و أنه ضربك و قال أنهم أبلغوا الشرطة و حلوا الأمر فيما عدا إصابتك طبعاً ، لهذا جلبك هنا .. "
    في الواقع أنا لم أعد أستمع لها على الإطلاق بعد ما قالته عن وصولي للمشفى منذ يومين ، بل و بدأت أشعر بالذعر ، معنى هذا أنني مصاب بفقدان ذاكرة فعلاً .. و كنت أظن أن هذه الأشياء تحدث في السينما و القصص فقط !
    هنا قلت له : " هل يوجد طبيب مخ و أعصاب هنا في المشفى ؟ "
    نظرت لي في دهشة و قالت : " بالتأكيد و لكن لما ؟ "
    قلت : " أظن أنني مصاب بفقدان في الذاكرة ! "
    قالت في قلق : " حقاً ؟ سوف أخبر دكتور جونستون ليأتي لرؤيتك فوراً ، يمكنك أن تأكل شيئاً من الثلاجة لو أردت حتى أصل ، و إذا احتجت شيئاً يمكنك أن تستدعي زميلتي جيسيكا . "
    و خرجت من الغرفة متوجهة لتستدعي دكتور جونستون هذا بينما ظللت أنا في مكاني أعتصر ذاكرتي علي أتذكر شيئاً لكن لا فائدة على الإطلاق لا يمكنني تذكر أي شئ بعد ذلك اليوم الذي عدت فيه من حفل عيد ميلاد صديقي ريموند ..
    نهضت و فتحت ثلاجة الغرفة و أخذت زجاجة ماء شربت منها بضعة رشفات .. ثم دخلت الحمام و رششت بعض الماء البارد على وجهي في محاولة فاشلة للاستفاقة ، و عدت للغرفة و جلست على الأريكة الجلدية أفكر في في كل ما يحدث لي .
    الممرضة تحدثت عن جرح في رأسي لكنني لا أشعر بألم قد يكون ناتجاً عن جرح .. مددت يدي و بدأت أبحث عن موضع الجرح ، لأشعر ببعض الضمادات .. إذاً هذا هو الجرح .. لا يبدو خطراً لكن ما أدراني ؟
    عدت لأجلس على الأريكة و أفكر ..
    جيمس كولينز ! التمع هذا الاسم في ذهني فجأة و أنا لا أعرف السبب ، أشعر بشدة بأنني أعرف صاحب هذا الاسم لكنني لا أستطيع تذكر أي شخص رأيته في حياتي يملك هذا الاسم .
    هنا سمعت صوت طرقات على الباب ، ثم انفتح الباب و دخلت الممرضة كلوي و معها رجل أشيب وقور في الستين من عمره تقريباً ، كان له لحية كثة و لكنها قصيرة ، و يرتدي نظارة شديدة الأناقة من تلك النظارات التي قد يبلغ ثمنها آلاف الدولارات أحياناً ، و كان ذا عينين زرقاوين ماكرتين ، و كان يرتدي معطفاً طبياً أبيضاً و من تحته يظهر قميص أنيق أزرق اللون .
    يمككني أن أخمن بلا خطأ كبير أن هذا هو دكتور جونستون الذي تحدثت عنه الممرضة .. اقترب مني و مد يده ليصافحني و هو يقول : " مرحباً يا سيد أليكس ، اسمي هو دكتور أوليفر جونستون ، طبيب أعصاب . "
    صافحته و قلت : " أليكس مارتن ، مدير في شركة لايف تايم للعقارات "
    ابتسم و قال في خبث و هو يجلس على الأريكة المقابلة للأريكة التي كنت أجلس عليها : " يبدو أنك لست فاقداً للذاكرة حقاً يا سيد أليكس ، كم المعلومات الذي تعرفه عن نفسك لا يسمح بهذا ! "
    قلت مبتسماً رغماً عني : " في الواقع يا دكتور أنا لست فاقداً للذاكرة بالشكل الذي يظهرونه في السينما ، أنا أذكر كل شئ عن نفسي لكن ما نسيته عن نفسي هو آخر ثمانية أشهر من حياتي فقط .. "
    قال في اهتمام : " إذاً أنت لا تذكر شيئاً على الإطلاق مما حدث خلال الثمانية أشهر الماضية من حياتك ؟ هل لك أن تفهمني كيف عرفت أن ما نسيته هو ثمانية أشهر بالضبط ؟ "
    فحكيت له كل ما حدث منذا استيقظت من غيبوبتي و أخبرته عن موضوع عيد ميلاد صديقي الذي أثبت لي أنني قد نسيت ستة أِشهر من حياتي فعلاً ..
    قال بعد تفكير : " من الواضح أن أن حالتك هي نوع من فقدان الذاكرة الجزئي .. حيث تنسى جزءاً ما من حياتك تماماً ، لكنه غالباً مؤقت و سيشفى بسرعة ، لكننا سنحتاج لإجراء عدد من الفحوصات قبل الحكم النهائي .. أشعة مقطعية على المخ للتأكد من عدم وجود تجمع دموي في مكان ما و أشياء كهذه .. و إلى هذا الحين أنصحك بعمل بعض تدريبات الذاكرة ، سوف أكلف أحد الأطباء الشباب هنا بالعمل على حالتك .. لا تقلق سوف تستعيد ذاكرتك حتماً .. "
    قلت : " حسناً يا دكتور أشكرك كثيراً .. "
    قال الدكتور : " سوف أتركك الآن لتظفر ببعض الراحة .. "
    قلت : " حسناً يا دكتور .. "
    ثم خرج من الغرفة هو و الممرضة ، و تركني و جلست أفكر ، ثم نمت بقلب مثقل ..


    الفصل الثاني :
    فندق باراديس


    " عليك أن تأخذ هذا الدواء مرتين في اليوم ، سوف يساعدك على تنشيط ذاكرتك ، و عليك النوم بهدوء لأن الذكريات قد تزورك في أحلامك ، لذا فعليك أن تكون مرتاحاً أثناء النوم حتى لا يقطع عليك أي شئ حلمك ، كما يفضل أن تكتب ما تتذكره ، فهذا يساعد على تنشيط الذاكرة .. و يمكنك متابعة حالتك مع د.جول فيشر ، هو أحد الأطباء النفسيين الأكفاء و سوف يساعدك على تنشيط الذاكرة ، و يمكنني أن أحدد لك موعداً أسبوعياً معه .. "
    كانت هذه هي الكلمات التي قالها لي دكتور جونستون في اليوم التالي بعد أن قام بعمل بعض الفحوصات و الأشعة على رأسي ، كان سبب فقداني للذاكرة كما يرجح دكتور جونستون هو ارتجاج بسيط في المخ .. و قد أخبرني أنني يمكن أن أخرج الليلة من المشفى لو أردت لكن علي الالتزام بتعليماته طبعاً ..
    كنت قلقاً بشأن المال و ثمن البقاء في المشفى لثلاثة أيام ، لكنني اطمئننت حينما بحثت في السترة السوداء التي أعرف أنها سترتي ، فوجدت بطاقتي الائتمانية و مبلغاً من المال قدره 1000 دولار تقريباً ..
    لقد نمت وقتاً طويلا حقاً ، و هذا غريب لأنني ظللت في إغماءة لمدة يومين .. إن الصدمات تسبب إرهاقاً لا شك فيه ..
    كنت قد جلست اليوم أفكر طويلاً في موضوع أنني كنت أتشاجر قبل يومين هذا .. ترى مع من كنت أتشاجر و لماذا ؟
    في الواقع كنت قد فكرت في احتمال مقلق حقاً .. لما لا يكون هذا الرجل كان يحاول قتلي بشكل ما ؟! .. هو احتمال غريب و يبدو مستبعداً تماماً .. لكنني لا أعرف لما فكرت فيه .. و لكن إذا كانت هذه حقيقة فمعنى هذا أنه لو عرف أنني مازلت حياً فهو سوف يحاول قتلي مرة أخرى ... أنا لست في أمان إذاً .
    الأمر مقلق حقاً لكنني أحاول إبعاد هذه الأفكار عن رأسي قدر المستطاع .
    قررت أن أبقى في المشفى يوماً آخر قبل أن أذهب لمنزلي .. على الأقل لأتابع حالتي مع دكتور جونستون و دكتور فيشر ، كنت قد قررت هذا لكن حدث شئ ما جعلني أتراجع عن قراري هذا .
    جائت اليوم كلوي لغرفتي لتعطيني أول جرعة من الدواء الذي كتبه لي دكتور جونستون .
    قالت لي كلوي و هي تعطيني الدواء و تشرح لي طريقة تعاطيه و مواعيده : " عليك أن تأخذه مرتين باليوم ، مرة كل 12 ساعة .. قرص كامل و عليك بشرب الكثير من الماء بعدها ، آ.. بالمناسبة لقد جاء لك زائر بالأمس ! "
    هنا انتبهت لها بشدة و قلت : " أي زائر ؟ "
    قالت : " يقول أنه صديق لك "
    أي صديق ؟ ، قلت : " و ما اسمه ؟ "
    قالت : " لم يخبرنا عن اسمه ، لقد كان يريد زيارتك لكن مواعيد الزيارة الرسمية كانت قد انتهت .. و قد طلب مقابلة دكتور جونستون بعد أن أخبرته أنه هو المسئول عن حالتك .. و أخبره عن موضوع فقدانك الذاكرة . "
    نظرت لها في دهشة و لم أعلق .. فقالت : " لقد طلب مني أيضاً أن خبرك برسالة ، قال لي أن أقول لك أنك عليك أن تذهب لملاقاته في العنوان المكتوب في هذه الورقة . "
    قالتها و هي تناولني ورقةً مغلقة من الواضح أنها هي الورقة التي تحدث عنها صديقي المفترض هذا .
    قلت لها : " حسناً يا كلوي ، أشكرك كثيراً . "
    قالت : " على الرحب و السعة ، هل تريد مني أن آتي لأعطيك الدواء ؟ "
    قلت لها : " لا شكراً ، سوف أتذكر .. و على كل حال أنا سوف أغادر الليلة ، لقد صرت بخير "
    قالت كلوي : " حسناً ، إذا احتجتني يمكنك استدعائي في أي وقت . "
    و غادرت الغرفة بينما ظللت أنا أفكر في موضوع الزائر هذا ، من هو ؟ هل هو صديق حقاً ؟ و إن كان كذلك فلما لم يقل اسمه ؟
    فتحت الورقة التي أعطتني إياها كلوي ، و قرأت العنوان فيها ، أنا أعرف أنني سأذهب لذلك العنوان منذ أخبرتني كلوي بالأمر ، كنت أتعرف فقط على المكان الذي سأذهب له .
    كان العنوان المذكور في الورقة هو : " 32 شارع بيكر ، فندق بارادايس ، الغرفة 212 "
    و بأسفل العنوان كانت هناك ملاحظة مكتوبة على عجل : " سوف أكون هناك منذ الساعة الثامنة مساء كل يوم ، يمكنك أن تأتي في أي يوم في الثامنة مساءاً "
    جميل ، معنى هذا أن ذلك العنوان ليس محل إقامة ثابتاً له .. بالتأكيد فمن غير المنطقي أن يكون عنوان إقامته في فندق .. في الواقع هذا يدل على أنه ليس صديقاً حقاً ، في الواقع الأمر كله ليس مريحاً .. لكن هل ترى أمامي حلاً آخر سوى الذهاب لذلك الفندق و معرفة الأمر ؟!
    مضى اليوم سريعاً ، و في الساعة السابعة كنت قد حزمت حاجياتي – و التي لا تزيد عن سترتي التي وجدتها معلقةً في الغرفة و علبة من الدواء – و دفعت ثمن إقامتي في المشفى لأربعة أيام ، و غادرت المشفى ، ثم استوقفت أول سيارة أجرة وجدتها و أخبرته بالعنوان ، و بدأت رحلتي للفندق .
    كان شارع بيكر شارعاً قذراً جداً يقع في أحد أزقة مانهاتن ، كان يفوح برائحة الفقر و روائح أخرى ليس من المحبب ذكرها هنا .. أما عن فندق بارادايس – و معناها الفردوس – فقد كان اسماً على مسمى حقاً .. المكان يفوح برائحة المبيدات الحشرية التي تحاول طرد الناموس ، و من الواضح أنها لم تنجح .. و ملئ بالقذارة ، دعك من أن أكوام القمامة ملقاة في كل مكان أمام الفندق ..
    خطوت بقدمي إلى داخل ما يمكن أن نطلق عليه مجازاً لوبي الفندق لأجد أمامي شاباً سخيفاً ، يضع تلك الحلي في أنفه و حاجبيه و يقص شعره بتلك الطريقة الغريبة التي تذكرك بالديوك ، و قال لي في لزوجة : " مرحباً يا رفيق ، ماذا تريد ؟ غرفة أم جناحاً أم شيئاً آخر ؟ " و غمز بعينيه عند تلك الجملة الأخيرة و كأنه يعرف طبائع البشر مهما أخفوها ..
    نظرت له في تقزز و قلت : " لا أريد شيئاً ، أنا في انتظار صديق سيصل في تمام الثامنة مساءاً ، شكراً . "
    نظر لي في اهتمام و قد تغيرت لهجته تماماً و قال : " هل أنت أستاذ أليكس ؟ أليكس مارتن ؟! "
    نظرت له في دهشة عارمة ، من الواضح أنا هذا الصديق قد أعد العدة مسبقاً لاستقبالي ..
    قلت : " أجل أنا هو . "
    قال : " ممتاز ، لقد أخبرني السيد سيمون صديقك بأن أجعلك تصعد لغرفته فور وصولك "
    إذن صديقي اسمه سيمون و هو قد أعد غرفته لاستقبالي ، جميل .
    قال ذلك الفتى و هو يشير لي بيده على سلم متداع يكفي أن تسعل بجانبه سعلة قوية لينهار : " تفضل من هنا يا أستاذ أليكس ، الغرفة 212 ، تفضل المفتاح "
    قالها و هو يناولني مفتاحاً صدئاً كبير الحجم ..
    صعدت في توجس للطابق الثاني ، طبعاً طالما بدأ رقم الغرفة ب 200 إذن فهي في الطابق الثاني ، و ليس معنى هذا أن هناك 199 غرفة قبلها طبعاً ، إذن هي الغرفة 12 في الطابق الثاني ..
    سرعان ما كنت واقفاً أمام الغرفة ، و دسست المفتاح في القفل و فتحت باب الغرفة لتطلق مفاصله صوتاً طويلاً مفزعاً ،كأن هذا الباب لم يسمع عن التزييت قط !
    دخلت الغرفة و أغلقت الباب ورائي و بدأت أنظر حولي في قلق .. كانت غرفة شديدة الصغر و القذارة ، لا تحوي سوى سرير غير نظيف و كرسي خشبي ضعيف ، و باب صغير في ركن الغرفة من الواضح أنه يقود إلى حمام .
    بدأت أسير في الغرفة و أتفقدها ، ثم وقفت معطياً ظهري لباب الحمام و بدأت أتفقد الغرفة قليلاً ، ثم أسندت ظهري لباب الحمام و أخذت أفكر في هوية صديقي هذا .. و إن لم يكن صديقي فمن هو و ماذا يريد مني ..
    في تلك اللحظة بالضبط شعرت بالأمر ، ذلك الشعور الغريب بالخطر الذي يبدو أقرب لعين في مؤخرة رأسك ، لا أعرف لما شعرت بهذا لكنني شعرت بأن هناك خطراً ما يقترب ، و هنا و دون أن أدري ماذا أفعل ، انحنيت انحاءاة كبيرة جداً لا أعرف كيف فعلتها لدرجة أنا أنفي كاد يلامس الأرض ، و ابتعدت بسرعة عن باب الحمام و نظرت له لأجد ذلك النصل الحاد خارجاً منه و قد اخترق الخشب الردئ الذي صنع منه الباب ، من الواضح أنني نجوت من الموت بأعجوبة الآن !
    نظرت حولي لأبحث عن أي شئ يمكن اتخاذه كسلاح لكنني لم أجد وقتاً للبحث لأن باب الحمام انفتح و خرج منه ذلك الرجل ذو الجسد الضخم و هو يحمل سكيناً فاخرة المنظر ، و قال : " حان وقت موتك يا أليكس ! "
    و بدأ يحاول تسديد طعنات لي بسكينه الضخمة تلك و أنا أتفاداها ، و لا أعرف كيف أفعل هذا بالضبط ، كيف يمكنني أن أتفادى طعنات سكين بهذه السهولة ؟!
    نظر لي ذلك الثور الآدمي في غضب حقيقي و صاح : " لا أحد يفلت من سكين سيمون يا فتى ، لا أحد ! "
    و بدأ يحاول طعني مرةً أخرى ، هنا أمسكت بمعصمه و أسقطت السكين من يده بحركة لم أشاهد من يفعلها من قبل سوى في السينما ، و انحنيت بسرعة لألتقط السكين و أسدد طعنةً نجلاء إلى صدره !
    نظر لي في جنون و صاح : " كيف قتلتني بسكيني ؟! "
    ثم سقط أرضاً ، لا أحتاج أن أكون طبيباً شرعياً لكي أعرف أنه مات ..
    يا له من موقف ، أنا في غرفة في أقذر فندق في أمريكا و في يدي سكين يقطر منها الدم و أمامي جثة ثور آدمي أنا المسئول عن قتلها .. ماذا علي أن أفعل الآن ؟!



    الفصل الثالث :
    دخلاء

    وقفت أنظر في رعب للجثة التي كانت أمامي على الأرض و الدماء تنزف بلا توقف من موضع الطعنة التي سددتها لها و كل ما في رأسي هو كلمة واحدة هي : " اهرب ! "
    أجل هذا هو ما يجب أن أفعله فوراً .. يجب أن أهرب من هنا قبل أن يأتي أحد و يكتشف ما فعلته ..
    في البداية يجب علي أن أقوم بمسح بصماتي من الغرفة .. و هكذا بحثت عن شئ يصلح لهذه المهمة .. و وجدت في الحمام خرقة بالية فأخذتها و بدأت أحاول أن أمسح كل شئ تذكرت أنني لمسته ..
    الآن يجب أن أبحث عن طريقة للهرب من هنا .. طبعاً علي الهروب ، هل تتوقع مني أن أنزل مرة أخرى للوبي الفندق و أخرج من الباب بشكل طبيعي و أنا قد قمت بجريمة قتل هنا ؟!
    و نظرت حولي في الغرفة مرة أخرى لأجد نافذة الغرفة أمامي .. نافذة كبيرة بما يكفي لكي أخرج منها ، المشكلة هي أن الطابق الثاني عالي جداً في هذا الفندق فهو مشيد على الطراز القديم ، أي أن ارتفاعه يعادل أربعة طوابق تقريباً من المباني الحديثة .. هكذا لا يمكنني القفز دون أن أكسر ساقي .. ماذا أفعل الآن ؟
    قررت أن أفتح النافذة علي أجد حلاً ما .. و اتجهت للنافذة و فتحتها و بدأت أتفحصها .. بالفعل هي مرتفعة جداً و لا يمكنني القفز منها دون أن أكسر ساقي .. و لكنني لاحظت أن سلم الطوارئ الخاص بالحرائق قريب جداً من النافذة .. و كان هناك حافة مصنوعة من الطوب الأحمر بأسفل النافذة و من الواضح أنها تحيط بالمبنى بأكمله ، يمكنني بشئ من التوازن و الحظ أن أسير على هذه الحافة و أصل إلى سلم الطوارئ و أهبط خارجاً من هنا .. لكنها مخاطرة كبيرة جداً .. قد أسقط و أصير في موقف لا أحسد عليه ، لكن ما باليد حيلة .. هل تجد حلاً آخر ؟
    هنا تذكرت شيئاً ، السكين ! لقد كدت أن أنسى أهم شئ في إخفاء جريمتي .. سلاح الجريمة .. هنا عدت للجثة الملقاة على الأرض ، و أخرجت السكين منها و أمسكتها من مقبضها الأسود الفاخر .. و وجدت حزاماً حول وسط جثة سيمون هذا يبدو أنه يستعمله لدس السكين فيه لأن فيه جراب جلدي مصمم على شكل نصل سكين ، فقمت بفكه من حول وسطه و ارتديته أنا و دسست في السكين .. الآن علي أن أخرج من النافذة و أسير على هذه الحافة حتى أصل إلى السلم .. اتجهت للنافذة و جاهدت حتى تمكنت من الخروج أخيراً ، لكنني تذكرت شيئاً هاماً .. بصماتي على النافذة .. اللعنة ! كيف سأمسحها الآن ؟!
    حسناً .. لا يوجد سوى حل واحد ، و هو حل خطر لكنني لا أجد سواه ، علي أن أخلع سترتي ، ثم أنحني بشكل ما و أمسح بصماتي من على النافذة !
    لكن هذا الحل يبدو مستحيلاً ، سأسقط بالتأكيد .. هنا قررت أن أعود للغرفة ، و هكذا جاهدت حتى تمكنت من الدخول مرة أخرى من النافذة .. من الواضح أنني سأضطر للخروج من الفندق بشكل طبيعي رغم ما يحمله ذلك من خطر ..
    هنا لاحظت أن سيمون كان يرتدي قفازين أسودين جلديين .. رائع ! هذا هو ما أحتاجه بالضبط الآن ، بهذه الطريقة سأتمكن من الحركة بحرية ، دون قلق من البصمات .. من الغريب أن يخدمني الحظ لهذه الدرجة لكن هذا ما حدث ..
    انحنيت على جثة سيمون و خلعت عنه القفازين و ارتديتهما .. ثم أمسكت بالخرقة القماشية مرة أخرى و بدأت أعيد مسح بصماتي بعناية ، و اعتنيت بالنافذة بشكل خاص .. ثم ألقيت بالخرقة على أرض الغرفة و اتجهت للنافذة مرة أخرى .. و خرجت من النافذة و بدأت أسير على تلك الحافة .. يالصعوبة التوازن على هذا الشئ ! .. لكن علي أن أنجح .. لا حل أمامي سوى هذا ..
    أخيراً وصلت بشق الأنفس و بعد أن كدت أسقط مرتين على الأقل .. لكنني نجحت ..
    و بدأت أهبط على سلم الطوارئ حتى وصلت للزقاق الجانبي القذر الذي تطل عليه النافذة ، و بدأت أركض مبتعداً عن الفندق ..
    و الآن لنذهب في زيارة سريعة لذلك المقهى الفاخر المسمى ب Café OST في مانهاتن .. هل ترون ذلك الرجل ذو السترة السوداء الذي يمسك بجريدة محاولاً دفن وجهه فيها ، بينما يرتشف من قدح قهوة يتصاعد منه البخار ؟
    هذا أنا .. بعد أن تمكنت من الهروب من ذلك الفندق اتجهت لذلك المقهى الفاخر و جلست هناك محاولاً ترتيب أفكاري .. و قد توصلت لعدة أشياء ..
    1- يبدو أن الشخص الذي أصابني في رأسي كان يحاول قتلي فعلاً .. إذن ما راودني عن محاولته قتلي لم تكن فكرة عشوائية .. بل هي ذكرى عادت لي و لم أعرف أنها كذلك !
    2- من الواضح كذلك أن ذلك الشخص أياً كان قد أدرك أنني مازلت حياً .. و هو يحاول تصحيح خطأه بقتلي !
    3- من يفعل هذا لا يعمل منفرداً .. لكنه يعمل لحساب جهة ما في الغالب .. أسلوبه يوحي بهذا .. من الصعب أن يعمل شخص واحد بهذا التنظيم و التخطيط .. كل شئ يوحي بمنظمة أو جهة ما ..
    بعد أن توصلت لهذه الاستنتاجات أدركت أنني يجب أن أعرف ما حدث خلال هذه الثمانية أشهر .. فالأمر يبدو مخيفاً .. يجب أن أفهم من هو من يحاول قتلي و لماذا يحاول ذلك ..
    و كنت قد رسمت خطة في ذهني قد تساعدني على فهم ما حدث بالضبط ، لكنها خطة تحمل مخاطرةً كبيرة ..
    أنا أتذكر أنني كنت مواظباً على كتابة مذكراتي .. و ما من سبب يدعو لافتراض أنني توقفت عن فعل هذا .. و كانت خطتي هي أن أذهب لمنزلي و أدخل و أحصل على المذكرات ثم أهرب .. و أبحث عن مكان مناسب لقضاء ليلتي فيه .. و أبدأ في قراءة مذكراتي لأفهم ما حدث بالضبط ..
    المشكلة هي أن الجهة التي تحاول قتلي أياً كانت .. قد قامت في الغالب بإرسال شخص لينتظرني في المنزل .. هذا لا يحتاج لذكاء كبير لتخمينه .. و هذه هي المخاطرة في الخطة .. هناك احتمال أن تؤدي لقتلي ، لكن جلوسي دون أن أفعل شيئاً سوف يؤدي لقتلي بالتأكيد ، و بشكل أسرع في الغالب ..
    و بعد أن انتهيت من شرب قدح قهوتي ، وضعت ورقة من فئة المئة دولار أسفل كوب القهوة ، و تركت المكان .. و اتجهت لمنزلي في مانهاتن ..
    يقع منزلي في برج سكني فاخر في شارع هادئ في أحد ضواحي مانهاتن .. و هو يقع في الطابق السابع من البناية ..
    و كما قلت لك فالشارع هادئ جداً ، و لذا من الصعب أن تتسلل فيه لأن أي صوت سوف يثير الانتباه حتماً .. و لذا فقد كان علي أن أكون حذراً ..
    دخلت الشارع و أنا أسير بهدوء تام ، حتى وصلت لمدخل البناية ، لكنني لم أدخل فوراً ، بل اختبئت بجانب المدخل و بدأت أتلصص على الداخل ، لأتأكد أن حارس البناية جيف نائم أو ليس موجوداً .. فما أدراني أنه ليس متواطئاً في هذا الذي يحدث أياً كان ؟!
    لحسن حظي كان جيف نائماً على مقعده أمام مكتب الأمن كالدب القطبي ، و كان يطلق شخيراً عالياً .. ذلك الكسول ! لم يحصل على راتبه إذن ؟! على أي حال لا يمكنني أن أشكو من هذا الآن ..
    تسللت للداخل ، و بدأت أبحث عن مفتاح شقتي الاحتياطي في أدراج مكتب جيف .. حتى وجدته أخيراً .. أنا لا أذكر أين ذهب مفتاح شقتي الأصلي .. لكن هذا سيفي بالغرض على أي حال .. أخذت المفتاح و صعدت على السلم في هدوء محاذراً من إيقاظ جيف .. إلا أنه بدا لي أنه لن يستيقظ إلا لو حدث انفجار نووي بالقرب من البناية !
    أخيراً وصلت للطابق السابع و وقفت أمام باب منزلي .. و أخرجت المفتاح و فتحت الباب بهدوء شديد ..
    دخلت إلى المنزل و بدأت أنظر .. لا يوجد شئ غير معتاد ..
    هنا سمعت صوت خطوات قادماً من المطبخ ، فاختبأت بسرعة وراء كرسي و بدأت أراقب من مخبئي ، لأجد رجلاً شرس المظهر يدخل إلى الحجرة التي كنت بها ..
    و بدأ يقترب من الكرسي الذي اختبأت خلفه قشعرت بالذعر و استعددت للابتعاد ، لكنه جلس فوق الكرسي و قال لنفسه : " يالملل ! .. كنت أعرف أنه لن يكون غبياً لدرجة أن يأتي لهنا .. "
    و هنا لم أفكر للحظة بل قررت العمل بسرعة .. أخرجت السكين الذي أخذته من سيمون من الحزام ، ثم مددت يدي اليسرى لأقوم بكتم فم ذلك الرجل في ذات اللحظة التي ممدت فيها اليد التي حملت السكين لأغرسها في مؤخرة رأسه و همست في شراسة : " أومئ برأسك لتجيبني .. هل معك شخص آخر ؟ "
    فأوماً برأسه في ذعر فيما يعني : " نعم "


    همست : " واحد فقط ؟ "
    أومأ مرةً أخرى فقلت : " سوف أبعد يدي عن فمك الآن و عليك مناداته حينها .. و لكت تذكر أن أي محاولة منك لتحذيره تعني أن هذه السكين سوف تمرح قليلاً داخل رأسك "
    فأومأ برأسه مرةً أخرى .. و هنا بدأت أبعد يدي عنه في حذر مستعداً لأن أتصرف إذا فعل أي شئ .. لكن لم يبد عليه أنه ينوي ذلك .. فقد صاح قائلاً : " جوناثان .. تعال بسرعة ، لقد وجدت شيئاً .. "
    أعدت يدي بسرعة لتكمم فمه و قلت في سخرية : " ولد مطيع .. "
    و وقفت مستعداً لاستقبال جوناثان هذا .. و هنا دخل جوناثان الذي كان رجلاً قوي البنيان أشقر الشعر و يحمل مسدساً كاتماً للصوت إلى الحجرة فقلت : " توقف مكانك فوراً ، لو اتخذت أي خطوة فسوف أقتل هذا الأحمق .."
    لكنه قال : " هذا الذي بين يديك ؟ " ثم أطلق عليه طلقة محكمة التصويب أصابته في رأسه !
    و بدأ يستعد لاطلاق النار علي أنا الآخر لكنني قفزت مبتعداً عن مكاني و اختبأت خلف المقعد مرةً أخرى فقال : هل تظن أنك ستتمكن من الاختباء طويلاً أيها الأحمق ؟! "
    و بدأ يقترب من الكرسي لكنني قفزت من خلفه و دون تفكير قذفت السكين نحوه لتصيبه في الذراع التي كانت ممسكةَ بالمسدس فسقط الأخير على الأرض .. و هنا اتجهت نحو جوناثان بسرعة لأعاجله بلكمة قوية في فمه ثم ركلة في معدته فانحنى من الألم .. و هنا ضربته بسيف يد على رأسه فتهاوى على الأرض كدمية ماريونيت انقطعت خيوطها ..
    وقفت أراقب ما فعلته للحظات شاعراً بالذهول .. كيف فعلت هذا ؟! كيف كنت بهذه السرعة و كيف تمكنت من تصويب السكين بهذه الدقة على ذراعه ؟! و كيف تمكنت من إفقاده الوعي بهذه الطريقة و بهذه السهولة ؟!
    لكنني لم أسمح لنفسي بالاسترسال في خواطري .. علي التصرف بسرعة ..
    ***
    مرحباً بكم أعزائي المشاهدين في حلقة من برنامجنا : " كيف أفعل هذا ؟ "
    في هذه الحلقة سنتعلم معاً كيفية استخلاص معلومة من شخص ما خاصةً إذا كان هذا الشخص ليس مستعداً للتعاون بسهولة ..
    سنحتاج إلى الآتي : شريط لاصق - قطعة من القماش لتكميم فم الضحية - مسدس كاتم للصوت أو – لو لم تملك واحداً – سيفي جسدك بالغرض خاصةً إذا كان قوياً ..
    الخطوة الأولى : عليك تقييد الضحية بربط ساقيه و يديه بالشريط اللاصق و لا تقتصد .. سوف تحتاج إلى أن يكون ذلك الشخص مقيداً بقوة
    الخطوة الثانية : كم بتكميم فم الضحية بقطعة القماش أو بالشريط اللاصق إذا كان مازال عندك بقية منه ..
    الخطوة الثالثة : هل قيدته جيداً ؟ .. إذاً سنبدأ فوراً ..
    الآن أمامك طريقتين لفعل هذا .. الأولى هي عن طريق تحرير إحدى ذراعي الضحية ثم جعله ينام على بطنه ، و الآن قم بفرد ذراعه بجانيه ثم اضغطت على مفصل الذراع بركبتك و لكن حذار من أن تضغط بقوة الآن .. و عليك أن تأمره بأن يومئ برأسه عندما يكون مستعداً للتعاون معك ..
    اسأله مرة و اثنتين و ثلاثاً حتى يومئ بالإيجاب ، مع زيادة ضغط ركبتك في كل مرة تسأله دون أن يوافق على التعاون معك مما يعني زيادة الألم ..
    أما الطريقة الثانية فهي للأسف غير مأمونة لأنها قد تجعل الضحية عاجزة عن الكلام من الألم لكنها أسرع كثيراً ..
    اجعل الضحية هذه المرة على ظهره دون تحرير ذراعه ، و قم بتصويب المسدس إلى ركبته ، و إذا لم يتعاون فأعتقد أنني لست بحاجة لشرح الخطوة القادمة .. من الممكن استنتاجها بسهولة شديدة الآن ..
    و هذه الطرق مضمونة و ستجعلك تحصل على المعلومات المطلوبة بسرعة و سهولة ..
    و بهذا تنتهي حلقتنا أعزائي المشاهدين و سوف نشاهد معاً فوراً تطبيقاً عملياً لطريقتنا الثانية .. إلى لقاء !

    ***
    قمت بتقييد ذلك الرجل المدعو جوناثان عن طريق بكرة شريط لاصق ، و كممت فمه بقماش قميصه الذي مزقته من على جسده تمزيقاً ، و كنت قد أخذت المسدس منه و انتزعت السكين من موضعها في ذراعه و دسستها في الحزام مرةً أخرى ..
    جررت جسده و جعلته أمام المقعد و جلست ، و قمت بإيقاظه عن طريق إعطاءه ركلة خفيفة في رأيه جعلته يستفيق .. في البداية لم يبد أنه يفهم ما يحدث لكنه نظر لي و للشريط اللاصق .. فبدأ يفهم الأمر و أخذ يحاول الحركة فقلت : " لا تتعب نفسك كثيراً .. الآن أنا أحتاج منك خدمة بسيطة .. أخبرني مع من تعمل و لما يريد قتلي ؟ "
    لكنه نظر لي و أومأ برأسه بما يعني : " لا "
    هنا أخرجت المسدس و صوبته إلى ركبته و قلت : " فلتسمعني جيداً يا هذا .. أنت لست في موقف قوة الآن ، و لن يسمع أحد صراخك دعك من أنني لم يعد لدي ما أخسره ، لقد قتلت شخصاً بالفعل ولن تكون مشكلةً بالنسبة لي جعلهم شخصين .. عليك التعاون معي بدلاً من أن تعاني ألماً لا يطاق يمكنك أن تنجو منه بسهولة .. و الآن هل أنت مستعد للتعاون ؟ "
    لكنه لم يبد أي رد فعل ، ظهر بعض القلق في عينيه لكنه لم يفعل شيئاً و لم يومئ برأسه .. يبدو أن يظن أنني لن أنفذ تهديدي .. غالباً هو يعتقد أنني أجبن من ذلك .. أحمق !
    حسناً .. ليس أمامي حل آخر .. أطلقت رصاصةً على ركبته فبدا الألم شديداً في عينيه و أخذ يتحرك يميناً و يساراً عاجزاً عن الصراخ فقلت : " فلتتوقف عن الحركة ، هذا سيزيد الألم يا أحمق ! "
    لكن لم يبد أنه سمعني .. بل ظل على هذا الوضع بضعة دقائق ثم هدأ و توقف عن الحركة ..
    قلت : " ها أنت قد جربت مدى الألم الذي يحدثه الأمر .. و الآن أنت تعلم أنني لن أتورع عن أن أجعل ذات الألم ينتقل للساق الأخرى .. هل أنت مستعد للتعاون الآن ؟ "
    هنا أوماً برأسه موافقاً فقلت : " جميل .. سأنزع قطعة القماش هذه الآن ، و عليك أن تخبرني فور نزعها مع من تعمل و لما تحاولون قتلي ؟ "
    فأوماً مرةً أخرى .. و هنا اقتربت منه و قمت بنزع قطعة القماش من فمه فقال فوراً : " سي آي إيه ! .. هم من يفعلون هذا و أنا لا أعلم لما يريدون قتلك .. أنا أنفذ الأوامر فحسب .. "
    نظرت له مصعوقاً للحظات .. لقد توقعت الكثير من الأشياء .. لكن المخابرات الأمريكية ؟! هذا غير ممكن ..
    هنا قلت : " أشكرك لتعاونك .. و الآن وداعاً ! "
    صاح في ذعر : " لا لا أرجوك ..سأ... "
    لكنني أطلقت طلقةً على رأسه .. فمات على الفور .. و تهاويت أنا على المقعد مفكراً فيما حدث ..
    المخابرات الأمريكية تحاول قتلي .. مرحى ! لن أًصمد على الإطلاق ..
    ثم ما هذا الذي أفعله ؟ كيف أستطيع أن أفعل ما أفعله .. أقاتل الناس بسهولة شديدة .. و أقتل شخصاً و أعذبه بدم بارد ..
    ثم ما سبب ملاحقتهم لي .. ماذا فعلت ؟ ..
    علي أن أجد مذكراتي بأسرع وقت ممكن علي أفهم ما يجري .. ولكن علي في البداية أن أخفي آثار ما حدث هنا ..
    في البداية قمت بتفتيش الجثتين بعناية ، و عثرت معهما على بعض الطلقات و صورة لي ..
    ثم قمت بصعوبة بجر الجثتين الموجودتين في الغرفة حتى غرفة النوم .. و قمت بإخفاء الجثتين بأسفل ألواح خشب السرير .. ثم أعدت كل شئ كما كان ..
    و أخيراً بدأت في تنظيف الأرضية من آثار الدماء الموجودة في كل مكان .. ثم قمت بحرق المناشف التي استعملتها في مسح الدماء بعناية ..
    ألقيت نظرة أخيرة على المنزل .. جميل ! لا أثر لما حدث و كأن شيئاً لم يحدث هنا إطلاقاً ..
    ثم بدأت في البحث عن المذكرات .. حتى وجدتها .. وجدت مفكرتين فأخذتهما و خرجت من المنزل مسرعاً ..
    علي أن أقرأ هذه المذكرات و أفهم ما حدث .. لكنني أحتاج لمكان أختبئ فيه أولاً ..

  2. #2
    التسجيل
    01-03-2012
    المشاركات
    85

    رد: "أليكس مارتن" .. رواية بقلمي.

    أشكر بشدة من قدم إعجاباً للمشاركة لكنني أتمنى منكم ردوداً توضح رأيكم في الرواية

  3. #3
    التسجيل
    23-08-2013
    الدولة
    السعودية جازان
    المشاركات
    1,506

    رد: "أليكس مارتن" .. رواية بقلمي.

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    قصة جميلة الاحداث تشدك انت مبدع لكن اسف لاستطيع التقيم الا في النهاية يبدو انك اكثرت متابعة مسلسلات الجريمة والقتل

    توقعات
    مارتن قاتل مدرب من الحكومة تحديد CIA


    لكن اخي لدي سؤال لديك قصتان لم تنتهي بعد والان ثلاث قصة حالية
    لدي لك نصيحة عليك ان تركز على قصة واحدة لان هذا قد يحدث اظراب و تشويش في الافكار
    وفقك الله في الجامعة معا اطيب اتمني ان تكون بخير وعافية


  4. #4
    التسجيل
    01-03-2012
    المشاركات
    85

    رد: "أليكس مارتن" .. رواية بقلمي.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة demon king مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    قصة جميلة الاحداث تشدك انت مبدع لكن اسف لاستطيع التقيم الا في النهاية يبدو انك اكثرت متابعة مسلسلات الجريمة والقتل

    توقعات
    مارتن قاتل مدرب من الحكومة تحديد CIA


    لكن اخي لدي سؤال لديك قصتان لم تنتهي بعد والان ثلاث قصة حالية
    لدي لك نصيحة عليك ان تركز على قصة واحدة لان هذا قد يحدث اظراب و تشويش في الافكار
    وفقك الله في الجامعة معا اطيب اتمني ان تكون بخير وعافية

    بسم الله الرحمن الرحيم

    أولاً أشكرك كثيراً أخي العزيز على الرد الجميل .. و بالنسبة للقصص فأنا للأسف لن أتمكن من إكمال رواية المشروع W-T
    و القصة الأخرى أرض الرعب مكتملة بالفعل ، أنا أضع الفصول فقط .. أي لا أكتبها منذ البداية ..
    و لذا فأنا بالفعل أركز على قصة واحدة ، و أشكرك كثيراً على دعائك و بالمناسبة أنا في المدرسة الثانوية و ليس الجامعة
    أشكرك مرة أخرى


  5. #5
    التسجيل
    01-03-2012
    المشاركات
    85

    رد: "أليكس مارتن" .. رواية بقلمي.

    بسم الله الرحمن الرحيم

    مرحباً مرة أخرى بأعضاء المنتدى .. غبت عنكم طويلاً جداً لكنني أعتذر منكم بشدة ، فأنا كان لدي امتحانات تلتها ظروف خاصة و لذا لم أتمكن من المشاركة في المنتدى .. اليوم أقرر أن أعود لكم بالفصل الرابع من الرواية بعد غياب طويل ..

    تفضلوا و أرجو أن تستمتعوا بالفصل ..



    الفصل الرابع :
    القناص

    خرجت من المنزل ، و كان جيف مازال نائماً .. جميل ! قتل شخصين في بناية التي يحرسها و هو مازال نائماً في عمق يحسد عليه .. يبدو أنه إما أحمق و إما نقي الضمير حقاً ..
    لقد كان عقلي يعمل بسرعة .. و أنا أفكر في الاحتمالات التي قد تجعل المخابرات تطاردني ..
    الاحتمال الأول : أنا قمت بجريمة ما في الفترة التي نسيتها و المخابرات تطاردني باعتباري مجرماً كبيراً الآن ..
    بالطبع هذا الاحتمال ضعيف لأن الشرطة هي من كان من المفترض أن تطاردني ، ثم إنني بقيت لمدة أربعة أيام في مشفى ، و لو أنني مجرم مطلوب لكانت الشرطة تمكنت من القبض علي بالفعل ..
    إذن يمكننا رفض هذا الاحتمال بقلب مستريح و الاتجاه إلى الاحتمال الثاني ..
    الاحتمال الثاني : أنا أملك معلومات عن شئ ما .. و هم يريدون قتلي لكي لا أسرب هذه المعلومات ..
    هذا الاحتمال أكثر منطقية ، دعك من أنه يتسق مع معلوماتي عن المخابرات و يتسق مع أن الشرطة لا تطاردني .. لو أن الأمر يتعلق بمعلومات سرية فلابد أن تدخل الشرطة في الأمر سوف يثير الكثير من التساؤلات و هذا هو ما لا يريدونه ..
    و لكن مازال هناك شئ آخر .. كيف تمكنت من فعل كل ما فعلته ؟ .. كيف أتمكن من القتال ، بل و القتل أيضاً بهذه السهولة ؟!
    مفتاح كل شئ هو في المذكرات .. المذكرات التي تستقر بأمان في جيب سترتي الداخلي ..
    علي أولاً البحث عن مكان أقضي فيه ليلتي هذه .. و أقرأ فيه المذكرات و أفهم ما يحدث لي أخيراً ، ثم أقرر كيف سأواجهه ..
    بالطبع لن أذهب إلى فندق لأن الإقامة في فندق ستكون باهظة الثمن ، و أنا ليس معي سوى ألف دولار لا أريد تضييعهم .. و بالطبع لن أستطيع استعمال بطاقتي الائتمانية لأنها ستمكنهم من تحديد موقعي بسهولة ..
    إذن علي أن أذهب لصديق ما أقضي الليلة عنده ..
    هكذا قررت أن أذهب إلى صديقي آلان ..
    انتقيت سيارة أجرة و ركبتها حتى وصلت إلى بيت آلان ، فنقدت السائق ماله و ترجلت من السيارة ، و اتجهت إلى البناية التي يقطن آلان فيها ..
    طرقت باب منزل آلان ثلاث طرقات في كياسة ثم انتظرت ، حتى فتح الباب لي و ما إن رآني حتى صاح : " أليكس ! أنا لا أصدق .. أنا لم أرك منذ ستة أشهر ! أين كنت مختفياً كل تلك الفترة ؟ "
    ارتبكت للحظة مصدوماً من كلماته ثم قلت : " كنت منشغلاً يا آلان ، كيف حالك ؟ "
    قال : " بخير .. بخير .. لكن بحق الجحيم ! منشغل لستة أشهر .. "
    و قبل أن أتمكن من الرد قال : " على أي حال تفضل .. "
    فدخلت و تأملت غرفة المعيشة الأنيقة ، ثم دعاني آلان للجلوس و قال : " ماذا تشرب ؟ "
    قلت : " لا شئ .. شكراً يا آلان .. في الواقع لقد كنت أود طلب خدمة منك .. "
    قال : " تفضل يا أليكس ، ماذا تريد ؟ "
    قلت : " أحتاج لأن أبيت ليلتي عندك .. لقد آ... لقد أضعت مفتاح المنزل .. في الصباح سوف أذهب لإحضار شخص ما ليكسر الباب و يبدل القفل .. "
    قال : " بالتأكيد ، حسناً يمكنك أن تبيت في غرفة الضيوف .. "
    قلت : " أشكرك كثيراً يا آلان .. "
    ثم جلسنا نتحدث قليلاً حتى تأخر الوقت فقال آلان : " أعتقد أنك تريد النوم الآن يا أليكس .. تعال معي سوف أريك مكان غرفة نوم الضيوف .. "
    و هكذا قمت وراءه ، ثم فتح لي باب غرفة صغيرة و قال : " تفضل ، يمكنك النوم هنا .. لو احتجت شيئاً نادني فحسب .. هل أحضر لك ملابساً لتنام بها ؟ "
    قلت : " لا يا آلان أشكرك كثيراً .. لقد أتعبتك حقاً .. "
    قال مازحاً : " لا لا .. هكذا الأصدقاء ، فقط تذكر إعطائي ثمن البقاء هنا لهذه الليلة "
    ابتسمت في خفوت و قلت : " حسناً "
    فخرج آلان من الغرفة و أغلق الباب .. بينما جلست أنا على السرير و فوراً أخرجت المذكرات من جيب سترتي .. و بدأت أفر صفحاتها بسرعة .. المفكرة الأولى كان آخر تاريخ فيها هو 15-1-2010
    فتركتها و بدأت أفر في الأخرى ، و هنا وقعت عيناي على كارثة في منتصف المذكرات .. لقد كان آخر تاريخ في المذكرات هو 18-3-2010 .. ستة أشهر قبل التاريخ التي استيقظت فيه في المشفى ..
    حسناً .. علي أن أهدأ .. لعل المذكرات تحمل لي إجابة عن تساؤلاتي على الرغم من تلك الستة أشهر المفقودة ..
    و هكذا بدأت أقرأ المذكرات و أمر بعيني سريعاً منذا بداية يوم 19-1-2010 .. كان كل شئ طبيعياً .. ، لكن أحياناً كانت تثير بعض الكلمات انتباهي .. فأرى كلمة ( قتل ) فجأة .. فأتوتر ، أعود للبحث عنها لأكتشف أنها ( قتل الملل ) و هكذا ..
    انتهيت من قراءة المذكرات تماماً ، و وجدت أنها لا تحمل أي شئ غير عادي .. أي أن ما حدث أياً كان بالتأكيد حدث في فترة الستة أشهر تلك .. و من الواضح أنني لم أكتب مذكراتي في تلك الفترة .. و قد ضاع كل أمل لي في فهم ما حدث .. علي أن أنتظر حتى أشفى و أستعيد ذاكرتي .. و هو شئ لا أعرف متى سيحدث .. أو إذا كان سيحدث أصلاً ..
    أم أنني كتبتها و قد استولت المخابرات عليها ؟! .. لو أن هذا حدث فمعنى هذا أن ما كتبته فيها هام فعلاً ..
    حسناً .. لأؤجل أفكاري هذه للغد .. أنا مرهق جداً الآن و علي أن أظفر بالقليل من النوم ..
    قمت بخلع حذائي ثم خلعت سترتي ، من الغريب أنني وجدت ما يبدو مثل قطع طويل في بطانة السترة و قد تم خياطته بيد غير محترفة على ما يبدو ..

    علقت سترتي على مشجب وجدته بجوار السرير الموجود في الغرفة ، ثم رفعت حشية الفراش و أخفيت المسدس و السكين بأسفلها ، ثم أعدت كل شئ كما كان و استلقيت على السرير ، و أنا مثقل بالهموم .. و أخذت أفكر طويلاً حتى غبت في النوم أخيراً ..
    ***

    : " فلتضغط الزر يا أحمق "
    : " لا ، ألا تراها ؟ معها طفل ! "
    : " فليذهبا للجحيم ، سوف تفسد المهمة "
    : " افعلها ! "
    : " لا ! لا يمكن أن أقتلهما .. ما ذنبهما ؟! "
    : " لو لم تضغط الزر الآن سوف أفرغ مسدسي اللعين في رأسك ! "
    أضغط الزر .. و يدوي الانفجار .. ثم جلست أرتجف غضباً و خوفاً و حزناً ..
    ***
    استيقظت فجأةً منتفضاً .. يا له من كابوس غريب ..
    نهضت من مكاني و نظرت حولي قليلاً حتى اعتادت عيناي الظلام ، فنظرت للمنبه الذي كانت عقاربه تشير إلى الثالثة بعد منتصف الليل ..
    قمت من فوق السرير متجهاً إلى الحمام حيث كانت مثانتي توشك على الانفجار تقريباً .. عضلتي العاصرة قررت التخلي عن عملها و أيقظتني في هذه اللحظة بالذات ..
    و لم أعرف أن هذا من حسن حظي !
    خرجت من الغرفة ، و هنا سمعت صوت آلان يتحدث .. في هذه الساعة ؟! مع من يتحدث بالضبط ؟
    اقتربت من غرفة المعيشة .. و هنا رأيت آلان .. كان يتحدث في الهاتف قائلاً : " أجل لقد جاء كما توقعتم .. و من فضلك لا تدخلني في هذا الأمر بعدها ، فلتظفروا به ثم انسوا أنكم عرفتموني يوماً ! "
    اللعنة ! آلان متواطئ معهم !
    أعز أصدقائي متواطئ مع هؤلاء الناس ضدي .. لماذا ؟! كيف يتخلى عني بهذه السهولة ؟ .. كل هذا الكلام عن ( هكذا الأصدقاء ) .. إنه ممثل بارع هذا الوغد !
    هنا قررت أن أعود إلى السرير بهدوء .. علي ألا أشعره أنني فهمت شيئاً .. سوف أتظاهر بأنني مازلت نائماً و أخرج و أهرب من هنا بعد قليل من الوقت حينما أتأكد من أنه لن يشعر بي ..
    هكذا ظللت في السرير أتظاهر بأنني نائم في عمق .. حتى لامست عقارب المنبه تمام الساعة الرابعة فقمت من مكاني و دسست أقدامي في حذائي و رفعت حشية الفراش و استعدت ما أخفيته بأسفلها ، ثم خرجت من الغرفة و اتجهت لحجرة المعيشة لأتفاجأ بآلان جالساً على أحد الكراسي في الحجرة ..
    قلت في ارتباك : " صباح الخير يا آلان .. ألم تنم ؟ "
    قال في ارتباك مماثل : " لا .. لقد .. لقد كنت أشاهد التلفاز . "
    قلت : " حسناً . "
    قلتها دون اقتاناع بالطبع و أنا متأكد من أن كلانا يفكر في الأمر ذاته : " الآخر وغد كاذب! "
    ظللت صامتاً قليلاً ثم اتجهت إلى أحد النوافذ بالحجرة و وقفت بجانبها قليلاً .. ثم قلت فجأة بدون أن أعي حتى ما أقوله : " لماذا يا آلان ؟ "
    هنا ظهر عليه ارتباك و خوف شديدان و قال : " ماذا تقصد ؟ "
    قلت : " أنت تعرف ما أقصده .. لماذا فعلت هذا ؟ "
    قال و قد أدرك أن اللعب صار على المكشوف الآن : " أليكس .. لم يكن أمامي خيار .. لقد هددوني .. "
    قلت : " هذا ليس مبرراً لأن تفعل هذا .. دعك من أنك أحمق .. سوف يقتلونك بعدها لكي يضمنون أن تظل أشياء كهذه سراً .. "
    قال في دهشة : " يقتلونني ؟ و لماذا ؟! "
    قلت : " هل أنت أحمق ؟! ألا تعرف مع من تتعامل ؟! إنها المخابرات المركزية يا أحمق ! "
    هنا قال في رعب : " ماذا ؟! أي مخابرات ؟! لقد أخبروني أنهم تابعون للشرطة لكنهم يعملون سراً ! "
    هنا فهمت .. إنه لم يفعل هذا و هو يعمل أنه يتعامل مع خطر بهذا الحجم ، و لابد أنه ظن أنهم سيقبضون علي فحسب أو شئ من هذا القبيل .. ظن أنه يفعل الشئ الصحيح بالإبلاغ عني ..
    قلت : " آلان .. اتصل بهم و أخبرهم أنني قد هربت .. "
    قال في جزع : " لا ! بالتأكيد لا فسوف يقتلونني لو اكتشفوا كذبي .. و ربما يقتلونني عقاباً لي على إهمالي .. "
    قلت : " سوف يقتلونك أياً كان الأمر .. أنت تعرف أكثر من اللازم الآن .. "
    قال لي في عناد غبي : " لا .. لا يا أليكس بالتأكيد سـ .. "
    لكنني قاطعته قائلاً : " آلان.. أنت تجبرني على أن أفعل شيئاً لا أريده.. "
    و هنا حاولت إخراج المسدس لكنه سقط على الأرض فانحنيت بسرعة لألتقطه فقط لأسمع صوتاً غريباً يشبه صوت انتزاع سدادة زجاجة من الفلين .. و في اللحظة التالية رأيت ثقباً ينز منه الدم في غزارة في صدر آلان!
    نظر لي للحظات و بدا أنه يريد قول شئ ما ثم سقط أرضاً.
    ظللت ثابتاً في مكاني.. ما الذي حدث ؟! هل أطلقت المسدس دون قصد ؟ و هكذا يضاف واحد آخر إلى عدد قتلاي الذي يزدهر باستمرار!
    و لكن قطع حبل أفكاري صوت آخر مشابه لذلك الصوت الغريب لانتزاع سدادة زجاجة ثم وجدت طلقة أصابت الأرض بجانبي بالضبط!
    هنا بدأت أفهم الأمر .. بالتأكيد هناك من يصوب علي من الخارج باستعمال بندقية قنص .. و هذا يعني أن فرصة نجاتي شبه معدومة!
    حسناً .. أنا أعرف أن مطبخ آلان يحتوي على باب يصله بسلم للطوارئ مثل ذلك الذي كان موجوداً في الفندق .. الحل الوحيد الذي أراه أمامي الآن هو أن أزحف – لكي لا تصلني الرصاصات – إلى هناك و أخرج من هذا الباب ، و أختبئ حيث لن يتمكن هذا الرجل من رؤيتي ..
    و هكذا بدأت بتنفيذ خطتي المرتجلة المثيرة للشفقة .. بدأت أزحف و أنا أشعر أن ضربات قلبي قد ازدادت إلى الضعف .. توقف أيها الأحمق ! ستقتلني قبل أن تتمكن رصاصاته من ذلك ..
    أخيراً وصلت إلى المطبخ و حينها تمكنت من الوقوف أخيراً ، فالمطبخ لا يمكن رؤيته من النافذة التي يصوب علي هذا الشخص بندقيته من خلالها .. و فتحت باب سلم الطوارئ و بدأت أتحرك هابطاً حتى وصلت إلى زقاق خلفي ضيق يطل عليه سلم الطوارئ ..
    ماذا أفعل الآن ؟! هل أبقى هنا في مكاني حتى قيام الساعة ؟! أنا هنا في أمان لكن لا يمكنني البقاء هنا للأبد .. هكذا قررت قراراً جنونياً .. سأقتله !
    أجل سأحاول الوصول إلى المكان الذي يختبئ فيه هذا القناص و أتسلل من خلفه و أقتله ..
    أين عساه يكون ؟ بدأ عقلي في تحليل ما حدث .. بالتأكيد هو في المبنى المقابل للبناية التي يعيش فيها آلان .. لماذا ؟ لأنه لو كان في مبنى آخر لكانت الرصاصة انحرفت عن مسارها و لم تكن لتصيب آلان عندما انحنيت أنا بل كانت ستصيب الحائط بجانبه ، إذن الرصاصة كانت تسير في خط مستقيم مما يعني أنها أطلقت من المبنى المقابل لبناية آلان ..
    بعد أن وصلت لهذا الاستنتاج بدأت أفكر في كيفية الوصول إلى هذا القناص بدون أن يراني .. فأنا لن أجري إليه لأكون هدفاً واضحاً و سهلاً في مرمى بصره .. علي أن أجد طريقةً ما لكي أتسلل إلى المكان الذي يوجد فيه بدون أن يراني ..
    بدأت أنظر حولي علي أجد ما يساعدني .. هنا لاحظت صندوق قمامة كبيراً كان يقبع خلفي .. و هنا خطرت في بالي فكرة مجنونة لكنها بدت الحل الوحيد الآن ..
    و هكذا اتجهت إلى صندوق القمامة لأنفذ فكرتي .. و بدأت أخرج منه كل ما فيه تقريباً فلم أترج سوى الزجاجات و الصفائح المعدنية .. ثم وقفت خلف الصندوق و أمسكته من اليد الحديدية الموجودة في جانبه ، و بدأت أعود به للخلق قليلاً .. ثم دفعته بكل ما أوتيت من قوة إلى الأمام فاصطدم بقوة في صندوق قمامة مقابل ليحدث صوتاً أشبه بفرقعة المدفع في سكون الليل، خاصةً مع كل الزجاجات الموجودة بداخله و التي ارتطمت ببعضها محدثة صوتاً عالياً جداً لابد أنه لفت انتباه القناص الذي يبحث عني ، بينما بدأت أنا أركض في الاتجاه المقابل بأقصى سرعتي حتى صرت بعيداً تماماً عن مجال رؤية القناص ..
    هكذا نجحت ! تمكنت من إبعاد انتباهه عن مكاني حتى أستطيع الابتعاد عن مجال إبصاره .. هكذا سأستطيع التسلل إليه ..
    عبرت إلى الصف المقابل من البنايات و بدأت أتجه إلى البناية المقابلة لبناية آلان لأكتشف أنني كنت محقاً .. فقد رأيت القناص نائماً على بطنه فوق سطح البناية و هو يصوب بندقيته في الاتجاه الذي اصطدم فيه صندوق القمامة بالآخر ..
    اتجهت إليه و دخلت البناية من الباب الخلفي و صعدت على السلم في هدوء محاذراً من إصدار صوت حتى لا ألفت انتباهه إلي .. حتى وصلت إلى سطح البناية ، و وجدت أنني أقف خلف القناص .. و كان يتمتم لنفسه في غضب : " أين ذهب هذا ال(...) ؟! "
    هنا أخرجت المسدس و استعددت لإطلاقه و أحكمت التصويب ، لكنه شعر بي ! و التف و قد اعتدل واقفاً فقفزت بلا تفكير مبتعداً عن مجال بندقيته التي أطلقها في اللحظة ذاتها لتخطئني الرصاصة و تحلق في الهواء خلفي ، و في اللحظة التالية قفزت فوقه و أسقطته أرضاً و سقطت البندقية من يده و لكمت فكه بقوة لكنه ركلني و تمكن من إبعادي من فوقه و اتجه نحو البندقيه بسرعة ، فقفزت فوقه مرةً أخرى و تمكنت من إبعاده عنها ، و ألقيت بكل ثقلي فوقه و قيدت عنقه بيدي اليمنى بينما حاولت إخراج السكين الموجودة في الحزام .. و أخذ هو يحاول التملص مني لكنني كنت قد تمكنت من إخراج السكين و غرزتها حتى المقبض في ظهره !
    خارت قواه و توقف عن التملص فبدا واضحاً لي أنه مات .. فابتعدت عن جسده منهك القوى .. و ظللت مستلقياً على ظهري أعب الهواء في جشع ..
    لقد نجوت .. لكن في هذه المرة فقد وقف الحظ بجانبي .. و لا أدري إن كنت سأتمكن من النجاة مرةً أخرى ..



  6. #6
    التسجيل
    01-03-2012
    المشاركات
    85

    رد: "أليكس مارتن" .. رواية بقلمي.

    مرحباً بأعضاء المنتدى
    في البداية أشكر الأخ demon king على ردوده و تشجيعه ، و لكنني احتاج المزيد من الردود .. أريد معرفة آرائكم في القصة .. لقد حصلت على 2000 مشاهدة و رد واحد فقط !
    أرجوكم أريد ردوداً توضح رأيكم في القصة حتى لو كان نقداً .. و أشكركم مقدماً

  7. #7
    التسجيل
    23-08-2013
    الدولة
    السعودية جازان
    المشاركات
    1,506

    رد: "أليكس مارتن" .. رواية بقلمي.

    اهلا اخي ليون
    لاشكر على واجب اخي
    بنسبة الى رايي القصة جميلة جدا بدايتها جميلة فاقد ذكرة ثم يكون قاتل مدرب و CIA تحاول قتلة
    كما قلت سابقا مارتن مدرب من الحكومة منشق هذا هو السبب الوحيد الذي يجعل الCIA ترغب بموته
    بنسبة الى النقد فهو
    انك لاتستعمل الالوان
    هذه نصحية اخي عليك ان تستعمل الالوان فهي تعطي جاذبية اكثر
    ونصحية ثانية حاول ان ترسل دعوة الى الاعضاء الذين تعرفهم لاني متاكد ان بعضهم لا يعرف انك تكتب هذه القصة

    اخيرا متاكد ان الفكرة اتتك من فيلم او مسلسل امريكي صح
    الى اللقاء في الحلقة القادمة من ردود demon king


  8. #8
    التسجيل
    01-03-2012
    المشاركات
    85

    رد: "أليكس مارتن" .. رواية بقلمي.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة demon king مشاهدة المشاركة
    اهلا اخي ليون
    لاشكر على واجب اخي
    بنسبة الى رايي القصة جميلة جدا بدايتها جميلة فاقد ذكرة ثم يكون قاتل مدرب و CIA تحاول قتلة
    كما قلت سابقا مارتن مدرب من الحكومة منشق هذا هو السبب الوحيد الذي يجعل الCIA ترغب بموته
    بنسبة الى النقد فهو
    انك لاتستعمل الالوان
    هذه نصحية اخي عليك ان تستعمل الالوان فهي تعطي جاذبية اكثر
    ونصحية ثانية حاول ان ترسل دعوة الى الاعضاء الذين تعرفهم لاني متاكد ان بعضهم لا يعرف انك تكتب هذه القصة

    اخيرا متاكد ان الفكرة اتتك من فيلم او مسلسل امريكي صح
    الى اللقاء في الحلقة القادمة من ردود demon king




    عفواً أخي .. أشكرك كثيراً على رأيك في القصة .. و بالنسبة لنقدك فسأحاول استعمال الألوان في الفصول القادمة بإذن الله ..
    و بالطبع سأرسل الدعوات للأصدقاء و أشكرك كثيراً مرة أخرى

    إلى اللقاء في الحلقة القادمة من ردود demon king
    لقد أضحكتني كثيراً



  9. #9
    التسجيل
    01-03-2012
    المشاركات
    85

    رد: "أليكس مارتن" .. رواية بقلمي.

    مرحباً بأعضاء المنتدى ..
    اليوم أقدم لكم الفصل الخامس من الرواية ، و السادس قريباً جداً بإذن الله ..

    تفضلوا الفصل و أرجو أن تتمتعوا به





    الفصل الخامس :
    إيلينا


    قمت من مكاني و اتجهت نحو جثة القناص و قمت بتفتيشها .. وجدت بضعة رصاصات للبندقية و صورة لي – كالعادة – و صورة لآلان أثبتت ما قلته له عن أنهم سيتخلصون منه .. لكنني لم أجد شيئاً آخر ذا فائدة فتركت الجثة و أعدت السكين للحزام و أخذت المسدس الذي سقط مني و هبطت من البناية و أنا أفكر فيما يجب فعله تالياً ..
    أخشى أن أذهب لأحد أصدقائي فأكتشف تواطؤه
    كآلان .. و أخشى أن أبحث عن فندق أبقى فيه حتى لا تنتهي أموالي .. ثم ما أدراني أنهم لم يوزعوا صورةً لي على الفنادق باعتباري مجرماً مطلوباً ؟!
    فكرت طويلاً ، ثم لم أجد سوى حل واحد ، و هو حل كنت أرجئه بقدر المستطاع لكي لا أعرضها للخطر .. هناك شخص واحد أنا متأكد من أنه لن يتواطئ مع أحد ضدي ..
    إيلينا ..
    أنا لم أفكر في الذهاب إليها طوال هذه المدة حتى لا أعرضها لأي أخطار من أي نوع .. أما الآن فلا حل أمامي سواها ..
    من هي
    إيلينا ؟! أنتم تسألون أسئلةً غريبةً حقاً !
    على أي حال سأخبركم ،
    إيلينا هي خطيبتي و نحن نحب بعضنا بشدة ، و هذا هو ما يجعلني واثقاً من أنها لن تفعل شيئاً مثل ما فعله آلان .. و كان حفل زواجنا محدداً في يوم 27/6/2010 .. أي أنه كان في فترة الستة أشهر تلك .. ستكون كارثةً لو أنني تزوجتها و نسيت !
    لكن هذا الاحتمال صعب جداً ،
    آلان قال لي أنني اختفيت لمدة ستة أشهر .. لو أنني تزوجت وقتها فلا يمكن أن أكون قد اختفيت على الأقل بالنسبة لآلان الذي كان أحد أعز أصدقائي ..
    هكذا قررت قراراً نهائياً بالذهاب إليها و البقاء هناك على الأقل حتى أجد حلاً لهذه الكارثة التي وقعت فيها ..
    لكن علي أن أفعل شيئاً هاماً أولاً ..

    ***

    هل ترون ذلك الرجل ذو اللحية الكثيفة و العوينات و القبعة الغريبة فوق رأسه ؟ هل ترونه جيداً ؟ .. حسناً ، هذا هو أنا !
    هذا هو أنا بعد تنكر أراه لا بأس به .. طيلة حياتي كنت مؤمناً بأن اللحية و العوينات تختصر أي جهد في التنكر أو تغيير الشكل .. و هذا حقيقي تماماً .. و الدليل هو : هل رأيت شكل الممثل
    كريسيتان بايل في فيلم The Dark Knight و في فيلم American Hustle ؟ هل تصدق أن هذا هو ذات الممثل ؟! كل ما فعله هو إخفاء شعره و ارتداء عوينات و لحية ..
    لقد أخذ هذا التنكر وقتاً طويلاً .. لأنني في البداية اضطررت للانتظار في الشارع حتى الساعة الثامنة صباحاً لكي أضمن أن كل المتاجر قد فتحت أبوابها كما أنني لم أشتر كل شئ دفعةً واحدة من مكان واحد .. بل اشتريت كل شئ على حدة .. دعك من أنني لم أشتر أي شئ بنفسي .. بل كنت أبحث عن أي طفل و أعطيه بعض المال و أطلب منه أن يدخل ليشتري لي ما أردته .. هكذا لا يمكن لهم أن يتتبعوني ..
    مرحى ! يبدو أنني بدأت أصاب بالبارانويا ، لكن لا أعتقد أنك تلومني ..
    حسناً .. أنا الآن قد صرت جاهزاً لأتجه إلى
    إيلينا ..
    انتقيت سيارة أجرة و ركبتها و أخبرته بوجهتي ، بالطبع أنا لم أخبره بمكان منزل
    إيلينا .. بل اخترت مكاناً قريباً منه ، و سأكمل باقي الطريق سيراً على الأقدام ..
    وصلت السيارة لوجهتها ، فنقدت السائق أمواله و ترجلت من السيارة و بدأت الاتجاه لمنزل
    إيلينا ..
    ترى كيف سيكون رد فعلها حينما تراني ؟!
    أخيراً وصلت إلى منزلها .. و طرقت الباب ثم انتظرت ..
    بعد قليل سمعت صوتها ينطلق من جهاز دكتافون بجانبي قائلاً : " من الطارق ؟ "
    تلفت حولي قبل أن أقول : "
    إيلينا ، افتحي .. أنا أليكس "
    هنا وجدتها تفتح الباب في لهفة و هي تصيح : "
    أليكس ! أين كنت أيها الـ.. "
    ثم صمتت فجأة و نظرت لي في دهشة و قالت : " و لكن .. أنت لست
    أليكس ! .. "
    هنا أزحتها و اندفعت إلى داخل المنزل و أغلقت الباب بسرعة .. و قبل أن تعترض إيلينا قمت بنزع الليحة و العوينات فصاحت : "
    أليكس ! هذا أنت .. "
    قلت : " أجل هذا أنا بالتأكيد .. "
    هنا بدأت
    إيلينا في البكاء فجأة ! و صاحت : " ستة أشهر أيها الأحمق ! ستة أشهر لا أعرف عنك شيئاً .. سألت عنك في الشركة و أخبروني أنك لم تعد تحضر .. تركتني أفكر في خواطر سوداء عن موتك أو على أفضل الأحوال تركك لي ثم أكتشف أنك حي و لكنك لا تسمح لي بالوصول إليك .. و كل ما وصلني منك هو رسالة حمقاء لم أفهم منها شيئاً .. أنت أحمق ! "
    و ظلت تبكي بينما أنا واقف أنظر إليها بلا حراك .. أعترف أنني أتحول إلى أبله حقيقي حينما يتعلق الأمر بدموع المرأة ..
    حاولت أن أقول أي شئ .. لكن بدا لي أن أي شئ أقوله الآن سيكون مبتذلاً سخيفاً لا معنى له .. هكذا ظلتت صامتاً حتى هدأت و جلست على أريكة قريبة و قالت لي : " الآن .. أين كنت ؟! "
    هنا قلت : "
    إيلينا .. عليك أن تسمعيني جيداً .. ما سأقوله سيبدو لك جنوناً لكن هذا هو ما حدث فعلاً .. "
    قالت : " و كأن هناك جنون أكثر مما فعلته أنت حينما أرسلت لي تلك الرسالة الحمقاء و الكعكة ! تختفي لستة أشهر ثم ترسل لي كعكة بداخلها مفكرة ! "
    هنا تصلبت حينما سمعت ما قالته .. أنا أرسلت لها مفكرة داخل كعكة ! مفكرة لم أرد لأحد الوصول إليها و لهذا أخفيتها بهذه الطريقة العجيبة .. مفكرة لم أجدها في منزلي حينما بحثت عنها .. أخبرني كم يبلغ احتمال ألا تكون هذه هي المذكرات التي أبحث عنها ؟!
    هنا قلت في لهفة : " هل هي مازالت هنا ؟! "
    قالت في غضب شديد : " عن ماذا تسأل أيها الأحمق ؟! أنا أريد منك تفسيراتاً لهذه التصرفات السخيفة ! "
    قلت لها : " حسناً .. اهدأي .. سأحكي لك كل شئ .. "
    و هكذا حكيت لها كل ما حدث .. في البداية بدت غير مصدقة لي .. لكن تعبير وجهها تغير بعد هذا .. حتى انتهيت من قصتي و قلت : " و الآن أنا قد جئت هنا حتى أبقى ليومين أو ثلاثة لأفكر فيما علي فعله تالياً ..
    هنا قالت : " هل أنت مجنون يا
    أليكس ؟! هل تظن أنني سأسمح بأن أتركك بعد كل ما حكيته لي ؟! "
    قلت في هدوء : " يبدو أنك أنت المجنونة يا عزيزتي .. لقد أخبرتك أنني مطارد من قبل
    السي آي إيه .. "
    قالت : " و أنا لا أهتم .. فليذهبوا إلى الجحيم ! أنا سأساعدك قدر ما أستطيع .. "
    لم أستطع سوى أن أبتسم لها بعد هذه الكلمات الأخيرة .. لكم أحببتها .. كانت حياتي تسير في هدوء و كانت ستصل إلى استقرار .. كنت سأتزوج فتاتي و أعيش بشكل طبيعي .. ثم حدثت تلك الكارثة التي لا أعرفها و الآن ها هي حياتي قد دمرت تماماً ..
    تذكرت وقتها المذكرات فقلت
    لإيلينا : " أين هي هذه المفكرة ؟ لابد أن أقرأها و أفهم ما حدث .. فمن الواضح أنك لم تقرأيها .. "
    قالت : " لا لم أفعل .. من شدة غضبي منك في الواقع .. لقد فكرت في إلقاءها في القمامة ثم عدلت عن ذلك في اللحظة الأخيرة .. إنها موجودة و معها ورقة غريبة .. مكتوب عليها شئ لا أفهمه .. "
    ابتسمت و قلت : " هذا حقك ! ، أحضريها لي من فضلك .. علي أن أعرف ماذا حدث .. "
    فقامت و غابت بالداخل قليلاً ثم جائت حاملةً مفكرة و قالت : " ها هي "
    ثم جلست أمامي على أريكة و قالت : " الورقة موجودة بداخل المفكرة .. "
    ففتحت المفكرة و أخرجت الورقة .. كان عليها آثار قطع و كأنها قسمت إلى ورقتين .. لكن لا أثر لأي ورقة أخرى هنا .. على أي حال قرأت الورقة .. كان مكتوباً :
    " إذا كان (ت) رقماً زوجياً .. يكون : 2 (ت) = 3*16 – (ت)
    إذا كان (ت) رقماً فردياً .. يكون : 2 (ت) = 3*19 – (ت)
    حيث (ت) = ترتيب الحرف "

    ما هذا ؟! أنا لا أفهم شيئاً على الإطلاق ! .. أعطيت الورقة
    لإيلينا و قلت : " اقرأيها .. "
    قرأتها فقلت في يأس : " هل تفهمين شيئاً ؟ "
    قالت : " لا .. يبدو أنك كنت تهذي .. هل أنت واثق من أنك لم تكن ثملاً و أنت تكتب هذا الهراء ؟! "
    ضحكت في مرارة و قلت : " أنا لا أذكر شيئاً من الأساس .. "
    لكنني فتحت المذكرات على أي حال و قلت : " بالتأكيد سنجد تفسيراً هنا .. "
    و بدأت القراءة ، لكنني ألقيت بالمذكرات بعيداً في غضب و صحت : " هذا لا معنى له على الإطلاق ! "
    قالت
    إيلينا : " مذا هناك ؟! "
    رددت في غيظ : " فلتقرأي بنفسك .. "
    فبدأت تقرأ ما قرأته .. و الذي كان : " مزطنع نهي مكلو عش ععظس ! "
    أجل هذا هو ما كان مكتوباً .. و أعتقد أنك من الممكن أن تفهم سبب غضبي الشديد الآن ! ..
    قالت
    إيلينا بعد أن قرأت : " ما هذا الجنون ؟! "
    قلت في ضيق : " لا أعرف .. هذا كان أملي الوحيد في أن أفهم ما يحدث و الآن لقد خاب .. "
    صمتت و ظلت تفكر بعمق .. ثم أمسكت بالورقة الحمقاء إياها و ظلت تنظر إليها و هي تفكر .. بينما ظللت أنا صامتاُ و أنا أشعر بغيظ حقيقي ..
    و لكن فجأة صاحت
    إيلينا في سعادة : " وجدتها ! "
    قلت ساخراً : " ماذا ، هل وصلت إلى قانون الطفو ؟! "
    قالت : " لست ظريفاً ، لكنني وجدت طريقة لفهم ما كتبته هنا ! "
    هنا صحت في لهفة شديدة : " كيف ؟! "
    قالت : " إن المكتوب هنا هو شفرة .. هل قرأت هذه الجملة : (حيث (ت) هو ترتيب الحرف) .. بالتأكيد أن تقصد ترتيب الحرف في الأبجدية .. "
    قلت : " أجل .. ثم ماذا .. ماذا بعد ؟! "
    قالت في هدوء : " المكتوب في الورقة يعني ببساطة أنك استبدلت كل حرف في الأبجدية بحرف آخر ، و معرفة رقم هذا الحرف البديل يعتمد على ترتيب الحرف الأصلي .. فمثلاً .. "
    ثم قامت و أحضرت ورقةً و قلماً ثم جلست مرة أخرى و أكملت : " رقم الحرف (أ) في الأبجدية هو 1 ، و هو رقم فردي .. لذا لنطبق عليه المعادلة التي قمت أنت بعملها للأرقام الفردية .. "
    ثم انهمكت في حسابات معقدة بالورقة و القلم ، و أكلمت كلامها قائلة : " سنحصل على رقم هو : 28 ، و هذا هو رقم الحرف (ي) في الأبجدية .. بالتأكيد أنت طبقت هذا على جميع الحروف .. و هكذا يصير حرف الألف هو حرف الياء ، و حرف الباء هو حرف اللام ، و هكذا ! "
    ثم استطردت قائلة : " الآن كل ما علينا هو أن نقوم بتطبيق هذا على الأبجدية بأكملها ، ثم نطبق هذا على المكتوب بالمذكرات .. و نرد كل حرف لأصله و هكذا نستطيع أن نعرف المكتوب .. "
    صحت في انبهار : "
    إيلينا ! أنت عبقرية ! "
    قالت مبتسمةً : " أشكرك ! "
    و هكذا بدأت
    إيلينا في حساب الحروف حتى حصلت على جدول يحتوي كل حرف و الحرف الذي يقابله طبقاً لشفرتي الغريبة تلك ..
    ثم بدأنا في تطبيق هذا على المكتوب في المذكرات .. لكنني سرعان مش شعرت بخيبة أمل مرة أخرى بعد أن انتهت ، فالكلمات التي نتجت لم يكن لها أي معنى كذلك .. إلا لو كنت تجد معنى في كلمة : " سلضطض هفك ! "
    هكذا جلست في صمت و ضيق و أنا أفكر .. ماذا قد يعني هذا ؟!
    جسلت قليلاً ثم قالت لي
    إيلينا : " عليك أن تهدأ قليلاً يا أليكس قبل أن تموت من الغيظ .. جلوسك هنا بلا حراك هكذا لن يفيدك بشئ .. "
    قلت لها : " معك حق .. "
    فقالت : " حسناً .. أنا سوف أخرج لأشتري بعض الأشياء .. يمكنك أن تستحم أو تنام قليلاً حتى أعود .. سوف أشتري لك ملابساً جديدة أيضاً ، و ملابس نوم .. ملابسك مهترئة و متسخة إلى درجة سيئة .. "
    قلت : " حسناً .. "
    ثم صمت قليلاً ، و قلت بعدها : "
    إيلينا .. أشكرك كثيراً .. "
    قالت : " لا تشكرني أيها الأحمق .. فقط عدني بأن تقيم حفل الزفاف في الفندق الذي طلبت منك إقامته فيه "
    ابستمت و قلت : " لو أنني خرجت من هذه الكارثة فسأفعل ما تطلبينه أياً كان .. "
    قالت : " حسناً .. إلى اللقاء يا
    أليكس .. "
    و خرجت من المنزل بعد أن أخذت هاتفها المحمول و قالت مازحةً : " أظن أنك مازلت تذكر رقمي أليس كذلك ؟ "
    فضحكت بينما أغلقت هي الباب و غابت عن ناظري ..
    دخلت إلى حمام المنزل و فتحت الماء و تخففت من كل ملابسي و من الأسلحة التي أحملها و دخلت إلى المغطس تحت الماء المتدفق و استرخيت تماماً تحت تأثير الماء البارد المنعش .. و استغرقت في التفكير ..
    جيمس كولينز ! مرة أخرى يلتمع ذلك الاسم في رأسي .. و لكن هذه المرة أشعر بشئ آخر .. هناك ذكرى تتردد في ذهني .. الأمر يبدو كأنك تجاهد كي تذكر حلماً .. الأمر صعب جداً .. لكنني بدأت أتذكر حواراً يبدو أنه يدور بيني و بين ذلك الشخص جيمس كولينز ..
    كنت أقول : " ماذا تظن أن علي أن أفعل إذاً ؟! "
    قال : " عليك أن تفعل كما فعل
    إيجبيرت .. "
    قلت في حيرة : " من هو
    إيجبيرت هذا ؟ "
    قال : "
    إيجبيرت كان عميلاً للمخابرات في الثمانينات .. و قد قام بـ ... "
    ثم تبخرت الذكرى .. لم أستطع سوى أن أمسك بهذا الحوار غير المكتمل مع
    جيمس هذا أياً كانت هويته ..
    ظللت أفكر في حيرة .. من هو
    جيمس هذا ؟ .. و ما هي قصة إيجبيرت عميل المخابرات ؟!
    هكذا ظللت أفكر فترةً طويلة في هذا الأمر لدرجة أنني نسيت نفسي تماماً تحت الماء .. حتى سمعت صوت قفل يدور في باب المنزل ، فتوترت بشدة و خرجت من المغطس و أمسكت مسدسي و وجهته نحو الباب في تحفز عدائي ..
    تعالى صوت طرقات على باب الحمام فصحت في توتر : " من هناك ؟! "
    هنا سمعت صوت
    إيلينا يقول : " إنه أنا .. من كنت تتوقع ، ميكي ماوس ؟! يبدو أن حالتك أصعب مما ظننت "
    رغماً عنا ضحكت فقالت
    إيلينا : " ملابسك معي .. "
    فقمت بلف منشفةً حول جسدي و فتحت الباب و مددت يدي فأعطتني إيلينا ملابساً جديدة نظيفة .. أخذتها و أغلقت باب الحمام علي مرةً أخرى و بدأت أجفف جسدي ، ثم ارتديت الملابس الجديدة التي كانت عبارةً عن سروال من الجينز و قميصاً أسود اللون و سترة زرقاء .. و قمت كالعادة بارتداء حزام السكين و دسست السكين فيه و أخفيت مسدسي هناك كذلك .. ثم خرجت من الحمام .. و اتجهت إلى حجرة المعيشة .. حيث كانت
    إيلينا جالسةً هناك في انتظاري .. و ما إن جلست على الأريكة المقابلة لها حتى قالت : " و الآن .. ما الخطوة القادمة ؟ "
    قلت : " لا أدري .. في الواقع أنا لا أعرف حتى كيف سينتهي هذا الأمر .. أنا لا أتصور أن أنتصر على المخابرات ! "
    صمتت طويلاً ثم قالت : " سنجد حلاً .. "
    و هكذا ظللنا جالسين في صمت طوال اليوم تقريباً حتى صارت الساعة السادسة مساءاً فقالت
    إيلينا : " أنا متعبة .. سأذهب إلى النوم .. اعتبر نفسك في بيتك .. ليلة طيبة .. "
    ثم قامت ، و اتجهت نحوي و طبعت قبلةً على جبيني و قالت : " لا تخف يا صغيري .. لن يظفروا بنا أبداً "
    ابستمت لها ابتسامةً واسعة و عجزت عن الكلام .. لكم يغمرني حنانها ! .. هذه أشياء لا يمكن أن تقدمها سوى أنثى و لا يشعر بها سوى رجل ..
    ثم تركتني و صعدت إلى الطابق العلوي من المنزل ، حيث توجد غرفة نومها ..
    ظللت أنا مستيقظاً لفترة أفكر .. ثم غبت في النوم فوق الأريكة التي كنت جالساً عليها .. و أنا غارق في الهموم .. لكنني كنت أكثر راحةً إلى حد ما في هذه المرة ..



    إلى هنا ينتهي الفصل و إلى اللقاء في الفصل القادم



  10. #10
    التسجيل
    23-08-2013
    الدولة
    السعودية جازان
    المشاركات
    1,506

    رد: "أليكس مارتن" .. رواية بقلمي.

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    الاحداث جميلة جدا وهو بدا يستعيد شيء من ذكريات الست الشهور
    هناك شيء انتبهت له وهو القناص في الفصل الرابع لم تقل انه في CIA ام لا لهذا من الممكن ان هناك طرف ثاني يريد اليكس
    وبنسبة الى ايلينا لدي شعور انها من الطرف الثاني
    وسبب اهمية اليكس انه عرف معلومات لايجب ان يعرفها او انه راس كبير في منظمة وهذا مستحيل كونه امضى سته شهور ولهذا ارجح الاخر انه عميل في CIA وعرف معلومات لايجب ان يعرفها
    الاحداث جميلة يامبدع واصل يافنان
    ونارك في الحلقة القادمة من ردود demon king


  11. #11
    التسجيل
    01-03-2012
    المشاركات
    85

    رد: "أليكس مارتن" .. رواية بقلمي.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة demon king مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    الاحداث جميلة جدا وهو بدا يستعيد شيء من ذكريات الست الشهور
    هناك شيء انتبهت له وهو القناص في الفصل الرابع لم تقل انه في CIA ام لا لهذا من الممكن ان هناك طرف ثاني يريد اليكس
    وبنسبة الى ايلينا لدي شعور انها من الطرف الثاني
    وسبب اهمية اليكس انه عرف معلومات لايجب ان يعرفها او انه راس كبير في منظمة وهذا مستحيل كونه امضى سته شهور ولهذا ارجح الاخر انه عميل في CIA وعرف معلومات لايجب ان يعرفها
    الاحداث جميلة يامبدع واصل يافنان
    ونارك في الحلقة القادمة من ردود demon king

    أشكرك كثيراً يا أخي على ردك الجميل و المشجع ، بالنسبة لتوقعاتك فأنا لا أفضل الإجابة عنها الآن .. عليك أن تنتظر قليلاً
    ستعرف إجابة سؤالك عن القناص في الفصل القادم ، و الذي سيكون أطول الفصول على الإطلاق .. كن صبوراً

  12. #12
    التسجيل
    21-11-2010
    الدولة
    raccoon city
    المشاركات
    1,654

    رد: "أليكس مارتن" .. رواية بقلمي.

    قصه جميله جدا لقد كان تنسيق احداث القصه جميل جدا
    وقد عجبني طريقة سردك القصه وننتضر الفصل الثاني وشكرا
    [SIGPIC][/SIGPIC]

  13. #13
    التسجيل
    23-08-2013
    الدولة
    السعودية جازان
    المشاركات
    1,506

    رد: "أليكس مارتن" .. رواية بقلمي.

    بنتظار التكملة اخي العزيز

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •