بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله (ص)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


قوة العقل:

كيف تتحكم في عقلك, مقال حصري وهو بمثابة عصارة لما قرأته في كتب التنمية الذاتية وبالأخص في كتاب أيقض قواك الخفية لأنتوني روبنز
المقال شيق وأتمنى أن ينال اعجابكم




العقل البشري يحتوي على حوالي 28 مليار عصبون.
العصبون مسؤول عن تفسير المعلومات ونقل الإشارات الموجهة من الدماغ




كل عصبون عبارة عن حاسب آلي ضئيل الحجم، مستقل وقادر على معالجة حوالي مليون معلومة في الثانية.


تتواصل العصبونات عن طريق شبكة هائلة من الألياف العصبية يبلغ طولها 10000 ميل.

كيف نستفيد من هذا كله ؟؟؟؟؟؟؟


ان التكرار الكافي والكثافة العاطفية كفيلين بخلق رابط عصبي قوي لكل سلوك، وعلى مستوى الدماغ ينشئ لنا معبرا أو طريقا عصبيا عريضا يخول لنا سلوكا أوتوماتيكيا مستمرا.


بمعنى آخر، فان كل سلوك + عاطفة ( أي تجاوب بالإحساس مع السلوك) يحدث نشاطا على مستوى الدماغ، هذا النشاط يخزن على مستوى منطقة معينة من الدماغ.


عند تكرار نفس السلوك مرات ومرات فإننا نخلق رابطا عصبيا قويا على مستوى تلك المنطقة من الدماغ.


مثال: الكتابة على آلة DACTYLO يكون في البداية بطيئا لدرجة أنك تبحث عن كل حرف على حدة، لكن اذا استمرت على الكتابة يوما بعد يوم ولفترة من الزمن تصبح العملية أوتوماتيكية لأن دماغك قد سجل موضع كل حرف وبالتالي فهو يرشد أصابعك للضغط بسرعة كبيرة .


هكذا نبرمج أدمغتنا ، وكلما تراجعنا عن عمل ذلك السلوك كلما تراجعت قوة الرابط العصبي وبالتالي فاننا كبشر مخلوقات مخيرة في السلوك نفعل ما نشاء ونبرمج أدمغتنا كيف نشاء وبما نشاء .


ان الدماغ (العقل) أداة خارقة وعجيبة وذلك أقل ما يقال..
ان العقل يعمل ولا يتوقف، وهو رهن إشارتك على الدوام، فأنت تملك أن تتحكم فيه كيف شئت ومتى شئت..


النبأ السار : اذا توقفت عن سلوك(مثال: التدخين) أو عاطفة (مثال: الغضب) لفترة كافية من الزمن بمعنى آخر اذا عطلت النمط الذي تسلكه ، فان الصلة العصبية تضعف وتضمر وبالتالي سوف يختفي ذلك النمط العاطفي أو السلوك الذي يسلبك القوة.
حقيقة
ان العقل لا يميز بين الواقع والخيال، فهو يتجاوب ويعمل بقاعدة موحدة مع جميع الأنماط السلوكية أو العاطفية ايجابية كانت أم سلبية.


مقولة حكيم
" لا يكفي أن يكون لك عقل جيد، المهم أن تستخدمه بشكل حسن" ديكارت


كيف يكون العقل( الدماغ) رابطة عصبية؟
عندما نتعرض لقدر كاف من الألم أو المتعة، عندما يحدث شعور قوي أو سلوك قوي فان العقل يبحث له عن السبب..ويتساءل: ما السبب في حدوث ذلك الشعور أو السلوك؟


عندما يعرف السبب فانه يعمل على ربطه بتلك المنطقة من الدماغ، هذه المنطقة يحدث لها تحفيز كلما حدث نفس السبب وتضل العملية هكذا ، فان حدث استمرار وثبات لذلك السبب فان الرابط يصبح أقوى فأقوى.


كيف يتعرف الدماغ على السبب وراء السلوك أو الإحساس؟
هناك ثلاث طرق أو معايير يستخدمها دماغك لمعرفة السبب وراء كل سلوك أو إحساس ..


المعيار الأول : في ظل الظروف القائمة، وعند وقوع حدث طارئ (سلوك أو إحساس) يبحث العقل(الدماغ) عن الشيء الفريد (الجديد)، فالشعور الغير العادي لا بد له من سبب جديد وغير عادي.


المعيار الثاني: يتحرى الدماغ عن شيء يحدث في نفس الوقت الذي يحدث فيه السلوك أو الإحساس ويحدده كسبب محتمل.


المعيار الثالث: أخيرا يعمل الدماغ على تحليل السبب أو المعيار الثاني( حدوث السبب وقت حدوث السلوك أو الإحساس): فإذا حدث أن وقع نفس السبب ثم أحس الإنسان بذلك الشعور أو الإحساس أو قام بنفس السلوك أي حدث استمرار وثبات للسبب، فان العقل يعزز ارتباط ذلك السبب بالمنطقة المخصصة لذلك الشعور أو الإحساس أو السلوك.


في ظل تسارع الأحداث والمشاعر، قد يحدث أن يخلق العقل روابط عصبية زائفة لكون معايير تحديد السبب غير دقيقة وبالتالي يحدث تفسير خاطئ للأمور ، ما يحول دون الحصول على حلول صحيحة.
كيف ؟؟؟ حتى العقل يخطئ ؟؟؟ لكن لماذا وكيف ذلك ؟؟؟
نعم يمكن أن يخطئ عقلك في أي لحظة وذلك راجع لسببين: أولهما أنت لكونك مالك ذلك العقل وهو رهن إشارتك ينفذ أوامرك فإذا كانت صائبة فقد هداك الله إلى ذلك وان كانت خاطئة فمن نفسك.


السبب الثاني : السرعة وأسلوب العيش أو النمط الغربي المعقد في الحياة والذي يعتمد على القيام بالكثير من المهام وتحقيق الكثير من النتائج ولذلك كلما كان أسلوب حياتك متسما بالبساطة والسهولة كلما وفرت لنفسك وعقلك الراحة والطاقة اللازمتين لحياة سعيدة ودون تعقيد.


لكن ماذا لو حدث أن اختلطت عليك الأمور وحدث أن أخطأ عقلك في تفسير أمور حياتك؟؟


عند ذلك/ وجب عليك أن تقيم تلك الترابطات العصبية، أو الأسباب التي أدت إلى حدوث ذلك النوع من الشعور أو السلوك قبل أو يفوتك الوقت ويصبح جزءا من العملية اللاواعية في دماغك( السلوك أو الإحساس الأوتوماتيكي: (راجع مثال آلة DACTYLO في أعلى المقال).


يمكن أن يختلط لديك مفهوم الألم بالمتعة في نفس الوقت:
فلنأخذ مثالا : المال: يمكن أن تقرنه ب:
المتعة ، الحرية، الاستقلالية، الرفاهية، القوة، السعادة، مساعدة الناس..


كما يمكن أن تقرنه ب:
الطمع، الصعوبة، الفجور، التكبر, الطغيان، البعد عن الله، ظلم الناس..


كيف تعزز سلوكا جديدا ؟؟؟
من هنا نبدأ معا في عملية برمجة للدماغ ، لكن هناك شرط أساسي لنجاح العملية : وهو الجدية في القيام بالخطوة التي سوف نتطرق اليها بعد قليل.


ويمكنك القيام بالعملية متى شئت، كما أنه من المهم كثيرا أن تكافئ نفسك على ما تبدله في سبيل تعزيز سلوك جديد، غير أنه لا ينبغي أن تتمادى في المكافئة بصفة مستمرة حتى لا يحدث إدمان (برمجة) على ذلك السلوك، بل اجعل ذلك أقرب للمفاجئة أي أنك تكافئ نفسك بعد مجهود ثم بعد مجهودين ثم بعد ثلاث، وهكذا..كلما ازداد توقع المكافئة كلما ازداد تعزيزك للسلوك الجديد.
لنضرب مثالا على ذلك : لعب القمار
عندما يربح اللاعب مرة فانه يضل يلعب رغم الخسارة لكونه ينتظر المفاجئة (أي الربح) في كل مرة حتى يحدث له الإدمان.


خطوات تعزيز السلوك الجديد:


I – اعرف ماذا تريد (السلوك أو التغيير الذي ترغبه)
يقال ان لم تكن تعرف أين تذهب فانك لن تعرف متى تصل. وقد يحدث أن تخوض في غمار تغيير أو سلوك جديد إلا أنك فجأة تجد نفسك قد فشلت في ذلك. لماذا ؟ لأنك لم تكن تعرف بالضبط ما كنت تريده من ذلك السلوك أو التغيير.


II- إعط لنفسك القوة الدافعة للتغيير أو السلوك الذي ترغبه:
كونك اخترت سلوكا جديدا أو قررت عمل تغيير في حياتك فان ذلك لم يأت محض الصدفة لأنك سئمت من الألم الذي يسببه لك السلوك أو النمط أو الأسلوب القديم لحياتك، لذلك فان عزمك على التغيير يرجى منه فوائد كثيرة ، وتلك الفوائد (سبب للمتعة) تعتبر قوة دافعة نحو السلوك أو التغيير الجديد.


III- عطل النمط القديم:
عندما تعزم على التغيير، يحدث لك أن تمر بفترات فراغ تجرك نحو الحنين للماضي( أي السلوك القديد) الذي كنت تلجأ اليه للحصول على المتعة المؤقتة ( كالجلوس في المقاهي أو أمام التلفاز لساعات طويلة ودون فائدة تذكر). هنا وجب عليك التخلص من ذلك السلوك تماما وذلك عبر :


IV – اعثر على بديل أو نمط جديد يحل محل القديم:
لابد من ملأ الفراغ الذي يتركه النمط القديم التي تخلصت منه، فالعقل البشري لا يحتمل الفراغ فإما أن تشغله بما ترغب أو يشغلك بما تتعرض له من مؤثرات خارجية أو حتى أنه يرجع بك بشكل تدريجي إلى النمط القديم.


V كيف ذلك التغيير (السلوك الجديد):
حتى يصير ثابتا ومستمرا عن طريق التحفيز بالمكافئة (سبق أن تحدثنا عنها في السطور السابقة).


VI – اختبر النمط الجديد:
بحيث تعرض نفسك لنفس الظروف التي تحفز نمطك القديم ولاحظ الفرق.

أعتذر للإخوة المشرفين ان كان الموضوع في القسم غير المناسب كوني لم أجد مكانا أنسب من هذا,

في النهاية دمتم في رعاية الله والسلام