بعد أن مزّقه الندم , قرر تجربة الكبسولة .., أخرجها من مخبأها في البداية , قلّبها في كفّه و هو يتذكر تعليمات الاستخدام .... و التي أهمّ ما ورد فيها : ( إن مفعول هذه الكبسولة غير قابل للعكس ).

ها نحن نبدأ إذا ً ... ابتلعها و جلس لينتظر .. , مرّت نصف ساعة و لم يحدث شيء .. إلى أن بدأ يشعر بثقل في جفنيه , و رغبة شديدة في النوم .. استسلم لها بعد دقيقة !

إستيقظ ليجد أن حافة السرير التي كانت تزعجه , لم تعد كذلك.. تأمل قدميه ,, ثم أطلق صرخة .. و أُغمي عليه.

- " ماذا بك يا صغيري " أستيقظ على وقع هذه العبارة , ليجد والدة صديقه تجلس إلى جانبه , بل و تمسح على رأسه .. ( يااااه كم هو مريح ٌ هذا الشعور , ... لكن لحظة ... لما لا يشعر بالـ ... شهوة .. لم لا يشعر أنه يرغب بتقبيل كفيها كما كان يشعر كلما زار ماجد ؟! , بدلا ً من ذلك .. هو يشعر بـ .... باللاشيء ! ... يشعر أنها والدته)

- ماجد , صغيري , ما بك ؟
( ماجد ؟! ... لكنني أدعى وسام .. , أيعقل أنه ؟! .. يااااه و أخيرا ً ... و أخيرا ً تحقق الحلم , أنا الآن ماجد .. , أحظى بوجود والدته , و أحظى بغرفته التي لطالما تمنيت التواجد فيها .. , و أحظى بوسامته التي حسدته عليها كلما رأيت الفتيات يتجمعن حوله ... و أخيرا ً .. شكرا ً للقدر , شكرا ً للطبيب الذي أعطاني الكبسولة , شكرا ً للعالم أجمع على هذه الفرصة للعيش من جديد )

+ أنا بخير خــالــ ... ماما .. ,

- جيد , أتصلت بك أثناء نومك صديقتك سارة , هي قلقة ٌ عليك جدا ً ... اتصل بها حالما تستطيع

+ بالطبع سأفعل ( سارة قلقة ٌ عليّ ؟ .... تلك الفتاة الفاتنة التي يتمنى رفقتها كل شاب ... أصبحت صديقتي أنا .. أيوجد ما هو أجمل من ذلك ؟ لااااا بكل تأكيد )

* ماجد , كيف حالك ؟ قلقت عليك كثيرا ً ...

+ أنا بخير , كيف حالكِ أنت ِ ؟

* لست بخير ,قطتي مريضة , و قد فاتتني حفلة ( ريتا ) في التو سيزون .. أشعر بالانزعاج الشديد , ما رأيك أن تأتي فتصحبني إلى مكان ٍ ما ..

+ 10 دقائق و أكون تحت منزلكم ..
-----
كان لقاءا ً فارغا ً من أي قيمة ,أخبرتني أن لها أصدقاء كثيرين , و أنها ملّت الصداقات و ترغب بالاستقرار , لكنها لم تعد تثق بالرجال ..
أخبرتها أن هناك من يرغب فيها و قد حدثني في شأنها ( و كنت أقصد نفسي طبعا ً ) , قالت : يرغب في جسدي أو في ثروتي و لا شيء آخر .. ( هي محقّة بصراحة , فتفكيرها ليس مغريا ً في أن يكون هدفا ً ! )

جاء النادل يحمل كأسين , لم أتبيّن ما فيهما إلى أن وضع قطعة ثلج ... و أحضر بعض المكسرات ... حينها اجتاحتني الرجفة : ما هذا يا سارة ؟!

* ههه , (بلاك جاك) يا صديقي , هل أصبحت تفضّل غيره الآن ؟ هيّا اشرب و كفاك ثرثرة ..

- لكنني لا أريد ... لا أريد أن أشرب و لا أريدك ... و لا أريد أم ماجد ... لا أريد شيئا ً !
أريد أن أعود وسام كما كنت من قبل .. أريد حياتي , أريد دفء حبي لأمي و أبي و أختايّ ...

لكن لا عودة .. لا عودة ... ماذا أفعل ..؟! ...