بسم الله الرحمن الرحيم










محاســــن صفــــات قــــــد رحلــــت مــــع الريــــاح !!
( الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )
( الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )
مالنا نجادل الزمن عجباَ ونهم العـداء أصبح سائداَ في الناس ؟!!.. ومحاسن الصفات قد ذابت كالثلج حين عانقت حرارة الغدر والرياء .. والثقة أصبحت نادرة بين أقرب الأقربين ناهيك عن أولئك الغرباء .. وعلى المرء أن يتحايل بعلامات النفاق حتى يكسب مودة الإخاء .. فتلك البسمة لا بد أن ترسم بمهارة فوق الشفاه لتوحي بالصفاء والوفاء .. وتلك التلميحة لا بد أن تعانق أسارير الوجوه لتؤكد حسن النوايا عند اللقاء .. وتلك الأيدي لا بد أن تلاطف الأكتاف تملقـاَ لتزيل شكوك العداء .. وذلك اللسان لا بد أن يقول عذب الحروف حتى ولو كذباَ ليتناغم نفاق الغناء .. فالشك والغدر والخيانة وعدم الوفاء أصبح ذلك العمق عند التعامل بين الأخلاء .. والكل يتوهم الأذى دوماَ ويخشى حين يدير الظهر أن يتلقى الطعنة النجلاء .. وقد تكدرت مياه الفطرة في أعماق الناس فالسمة السائدة هي لإخوة الأعداء .. زمن يجلب العجب حين تغتال الشكوك بوادر الإخلاص والوفاء .. فلا تظن الصدق في رقة الغزلان فإنها ذئاب تخدع في ثياب البراءة بالرياء .. فالطيبة واللطافة والسماحة أصبحت نادرة كندرة الغول والعنقاء .. وذلك الخصم قد يريح حين يشهر العداء مجاهراَ ولكن الخوف من هؤلاء الأصدقاء .. والناس أصبحت لا تأمن المكائد في زمن تمارس فيه الدسائس تحت لواء الوفاء .. والبريء يتمنى أن يأخذ نوماَ وقيلولةَ هادئة ولكنه يخشى أن يدفن في القبر وهو ما زال في زمرة الأحياء .. فكم في الأرض من قاتل يريد قتله ثم يبادره بالرثاء .. والظن قد يجانبه الحق فالسم قد يخلط بالشهد حين يجود البعض بالعطاء .. والسقيم لا يطمئن لترياق الأصدقاء فالآلام قد تشتد بالدواء .. ومع ذلك فإن الألسنة قد تمجد بالرياء وتدعي بأنها تمكنت من الشفاء .. فما لنا نجادل الزمن عجباَ والناس قد تحولت إلى زمرة من الخبثاء .. والعيب في أنفس تراجعت عن حسن خصال كانت تتوفر في الأنبياء .. وتمسكت بتلابيب الدنيا تريدها بشدة حتى ولو كان الثمن تلك المطية فوق رقاب الإخوة والأصدقاء !.


( الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )
ــــــــــ


الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد