بسم الله الرحمن الرحيم








الهواجــــــــس الممنـــــــوعـــة !.!!
( الخاطرة للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )
( الخاطرة للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )
تحتكر تلك الهواجس شغاف القلوب في صمت تغلفه الأسرار .. فتلك رحلة في النفس إلى الأعماق .. دوائر تدور في مدار الوجدان لتحاصر منابع التفكير .. علامات موجبة تلح وتنادي بإصرار .. حقوق للنفس تطالب بها حين تستحق الإيفاء .. معضلة لا تقبل التخطي أو النسيان .. ومهما يجتهد المجتهد بالتغطية أو الإخفاء فإن العلامات تطل فوق الغطاء .. ولا يمكن السير فوقها تجاهلاَ دون مساس أو إحساس .. وهو ذلك الجدل الذي يرفض الابتعاد عن الأذهان بالنسيان إذا بدأ في النداء .. بل يطالب ويكرر الطلب في عناد وإلحاح .. ومن العسير أن يتراجع المرء أو أن يتراخي .. فتلك فطرة كامنة في نفوس البشر تقول ثم تسكت لتعاود الكرة مرات ومرات .. ونزعة الفطرة حين تلح إما أن تأتي مقروناَ بسفر مصطنع فوق سماء الخيال .. وإما أن تأتي عبئاَ ثقيلاَ بقوة النزعة لتشترك الحواس في النـداء .. تلك الحواس التي تشتكي جوعاَ مبهماَ فهي تريد المنال .. ولا تنتهي قوة النداء إلا حين يكتمل المراد بأي حال من الأحوال .. فتلك فطرة خلقها الله سبحانه وتعالى في الإنسان لحكمة بالغة تؤكد ضرورة مواصلة مشوار الأب آدم في تعمير الأرض .. ولكن المحك الأعظم في تلك الوسائل التي تبيح التلبية والاستجابة .. فهي محكومة بقواعد أخلاقية وبشروط تضعها الأديان والأعراف .. ولذلك فإن الحدث حين يقع يجب أن يتم وفق الشروط المباحة المتاحة .. ولكن هو ذلك الإنسان فقد لا يلتزم !! .. بل يتعود البعض في مراوغة الشروط والحدود لينال المراد كيفما كانت الوسيلة .. فالمراد قد يقع بترتيبات ذلك المسرح المستوفي للشروط .. حيث الغاية والعنوان الصحيح السليم المباح .. وحيث الأطراف أصحاب الدور الذين يملكون الحق بالكتاب والسنة .. ثم تلك المجريات التي تشبع الرغبة وتنتهي بالقدر الذي يغطي الحاجة .. وبعدها تكون القيمة النفسية المكتفية .. تلك القيمة الهادئة بعد العاصفة الهوجاء .. البريئة التي تخلصت من سطوة الإصرار .. وسبحان الله فإن الحالة بعد مرور العاصفة تكون محايدة بقدر عجيب !! .. فذلك المرغوب الذي كان ينازع النفس بشدة يتراجع وكأن شيئاَ لم يكن !!.. ويتحول إلى ذلك المرفوض الذي تنكره الفطرة .. كما أن جميع الأحداث من إرهاصات الخيال التي كانت تنادي تختفي بالضرورة .. وبعدها تكون النفس هادئة نافرة مجافية للسيرة !! .. فذلك المطلوب المقدس يتحول فجأةَ إلى ذلك المرفوض الممجوج .. وذلك المتشوق العزيز يتحول إلى ذلك المنبوذ المحاط بالنفور !! .. ومن الحكم العجيبة أن تلك الفطرة لا تتوقف عند ذلك الحد .. ولكنها تعاود النداء بعد حين .. فهي فطرة أبدية تلازم عمر الإنسان .. ولا تعرف التوبة أو القسم جازماَ .. والمسار لا بد من السير فيه من جديد آجلاَ أم عاجلاَ .. وهنالك في الناس من يفقد الحيلة ثم يجتاز الحدود تحت إلحاح الرغبة .. فيدخل في بساتين الآخرين ليقطف ثمرة لا تحل له ثم يرتكب المحظور .. وقد يدمن تلك العادة المشينة مع مرور الأيام فيكسب ذلك الصيت المقيت .. وفي الناس ذلك التقي المعصوم بحائل العفة وحسن الصفات والأخلاق .. وهؤلاء يشكلون أهل العفة فوق الأرض .. أقوام يتقون بالصبر نداء الفطرة ثم يجابهون الرغبة بالصيام والصلوات والدعوات .

( الخاطرة للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )
ــــــــــ


الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد