بسم الله الرحمن الرحيم







كــــــــلام عجيــــــــب !!
( المقال للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )
( المقال للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )
قــــــال : أنت لم تفتقدني شوقاَ .. ولكن افتقدتني حين لم تجد من يناكفك قولاَ .. والكل في مجلسك هم أهل السمع والطاعة .. لا يقدمون ولا يؤخرون .. والإنسان بطبعه ملول .. إذا توفر لديه المطلوب ليلاَ ونهاراَ فإنه يمل ويستبدل الأعلى بالذي هو أدنى !! .. والنقائض في الكون لا تتواجد عبثاَ .. ولكنها استرداد عجيب كالحائط الذي يسترد الكرة إلى راميها !! .. فتلك الكرة لو سافرت في أبدية دون عودة فإنها توجد حالة من رغبة الارتداد والحنان .. بالرغم من أن راميها كان يريد منها الابتعاد والخلاص .. صورة نمطية عجيبة في الإنسان حين يرتاد النقائض !! .. فهو ذلك الإنسان الذي قد يفتقد الغير مرغوب !! .. حتى أنه قد يفتقد ويشتاق لذلك المفقود من الخصم اللدود !! .. وهنالك في الحوار والسجال من يجادل بعنف ويناكف بغلظة حتى تتمنى الأقلام عند مرحلة لو أنها أمسكت .. ولكن حين تمسك الأقلام فإن النفوس تعود لتحن مرة أخرى لحالات السجال والاقتتال !! .. تأرجح عجيب في أمزجة الإنسان .. ذلك التأرجح الذي يأبى التوقف عند نقطة الأبديـة !! .. فالإنسان فطرياَ يعشق حركة الأخذ والرد في السلوكيات .. المفرح منها والمبكي .. وحتى في ميادين القتال نجد نوعاَ من الملل إذا خلت الميادين من القتال .. وتبقى الإثارة عقيمة حين لا يتواجد ذلك القاتل وذلك المقتول .. رغم أن الأمر يعني الهلاك والموت !!.. وللمؤهلين لخوض تلك الساحات تصبح الأحوال مقبرة كالحة تفقد المرارة حنياَ والحلاوة حيناَ !! .. وقد تكون هي تلك فلسفة الحروب والسلام حين تعاود السيرة !! .. كما أن ضرورة التناقض قد تفسر الإجابة على ذلك السؤال المحير : لماذا لا يعم السلام في الأرض في كل الأوقات ؟.. فالإنسان دائماَ يشتكي من الحروب ومع ذلك نراه يعود ويخوض تلك الحروب !! .. وعند زاوية من زوايا الزمن قد تلتقي الأطراف في مركب من مراكب المعية في وطن من الأوطان .. فتتلاقى تلك الأطراف بعناق ومودة في مرحلة من المراحل .. كما قد تتلاقى في تناحر وحروب في مرحلة أخرى .. ومع ذلك فكل من يتواجد في ساحات العيون يوماَ ثم يغيب عن العيون فهو ذلك المفقود الذي قد يترك أثراَ مبهماَ يدق نواقيس الذكريات رغم مرارة الأحداث !! .. وتلك الفلسفة توحي بأن المقتول أو القاتل قد يتمنى أن يعيد الكـرة أو السيرة من جديد .. ولو جاز للمقتول أن ينادي لكان النداء : ( ياليتني التقيت بقاتلي مرة أخرى ) !! .. وذلك ليس رغبةَ في الانتقام ولكن تلك هي نزعة الوحشة والاشتياق حين تحن الفطرة لسيرة الأحداث .. وحين تتبدل الأحوال بالصمت والسكون وتخلو الساحات من رواد الحدث .. والأحداث عادة تمر وتتوالى بايجابياتها وسلبياتها عبر العشرات والعشرات من السنين ولها رموزها من الأطراف الذين يخوضون تلك الأحداث ثم يختفون عن المسارح .. وفي مرحلة لاحقة نجد النفوس تحن لهؤلاء وتحن لماضي السجال .. ليس حباَ في السجال ولكن حباَ في ملاقاة أطراف السجال !!.. أطراف تمضي وتترك آثارها في الأذهان إيجاباَ أو سلباَ .. ثم تعود للأذهان مرة أخرى في صورة الذكريات وتوجد تلك النزعة الملحة التي قد تؤرق الأفئدة .. والتي قد توجد الدموع في الأعين خلسة !! . ونفوس البشر عادةَ ميالة للرحمة ولا تميل للغل إلا عند الشدة حين يكون الغل هو السجال .. ولكنها مع مرور الأزمان تنسى ذلك الغل عندما تأتي مراحل الذكريات !! .

( المقال للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )
ــــــــ


الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد