يتضمن الكتاب الموضوعات الآتية: (1) العلم والدين والإلحاد (2) بين الإله والإلحاد (3) مستنقع الملاحدة (4) مع الله. وقد تفضل النابغة عمرو شريف على القارئ بأن أهداه بعض مشاعره الراقية نحو دينه شملها كتابه (خرافة الإلحاد) … فهو يفتتح الفصل الأول من كتابه ص 19 بكلمة (تعلمنا) وهي لعمري تدل على تواضع جم





إنه تواضع العلماء ولا أقول أكثر حتى لا أفتن به ! يقول الدكتور "عمرو شريف" في رده على الملاحدة الجدد في الغرب والشرق، أن للكون بداية انطلقت من العدم المطلق (البرهان الكوني) ولقد أدرك المنصفون إن ما أنشأ الكون لم يكن انفجارا أعظم وإنما هو التخطيط الأعظم الذي لا يقدر عليه إلا حكيم قادر، لأن الانفجار حدث غير منضبط تسوده الفوضى ! إنه الاستخدام الأمثل لإستخدام الطاقة العقلية التي يطلق عليها العقل والتي انتهى عمر شريف إلى أنها طاقة محدودة أيضا.


ويقول أيضا: إن أهم ما يتميز به المخ / العقل الإنساني وجود العديد من الآليات التي تخدم المنظومة الدينية. أولها أن للعقل الإنساني رغبة فطرية في تجسيد الأفكار والمشاعر، رغبة تقف وراءها مراكز ودوائر عصبية. إن بنية المخ البشري مجهزة تماما للتعامل مع بنية الدين ويظهر ذلك في عدة مستويات تبدأ بالقدرة على الفهم العقلي للوحي السماوي ثم وجود الشوق الفطري إلى مفاهيم الألوهية والدين، والرغبة الفطرية في تجسيد المفاهيم العقلية، وتحويل المفاهيم النظرية العقلية للعقيدة إلى تجارب شعورية ذاتية ثم القدرة على إغلاق دوائر الشعور بالذات وبالوجود المادي مع استحضار مشاعر التسامي والتواصل مع العوالم الغيبية ويستطرد النابغة "عمرو شريف" قائلا: والسؤال المحوري هنا ه كيف تم إعداد المخ بهذه الهيئة ليكون ملائما تماما لبنية الديانات أو كيف تم صياغة الديانات لتكون ملائمة تماما لبنية المخ البشري؟ ويجيب الدكتور عمرو قائلا: ليس لدى الدراونة الماديين إجابة عن هذا السؤال !! ويضيف أيضا رائعة أخرى هي أن العبادات تجسيد لمعتقداتنا ومشاعرنا، وهذه فطرة لها آليتها في المخ / العقل وتعتبر خطوة هامة لتعميق معتقداتنا وأيضا فالعبادات بما تحويه من طقوس - تحول العقيدة من مفاهيم عقلية إلى تجارب ذاتية ومشاعر وأحاسيس. كما تؤدي إلى إغلاق مناطق الشعور بالذات وبالمحيط فيستشعر الإنسان قدرا كبيرا من التسامي قد يصل إلى التواصل الحقيقي مع الوجود الغيبي المتوحد المطلق، لقد جعلتني تلك الحقائق فخورا بأنني من المتدينين الحريصين على ممارسة طقوس دينهم. (هل هذه نزعة صوفية عالية من الدكتور عمرو شريف؟) سؤال يطرحه الباحث. وينتهي النابغة "عمرو شريف" إلى الآتي ننقله نصا: "… ويتهاوى ما يدعيه الماديون من أن الألوهية والدين ابتداع إنساني وظاهرة تبريرة وكذلك اعتبارهم المشاعر الروحية أوهام نفسية وهلاوس يتهاوى ذلك أمام ما أثبته العلم الحديث من أن الوجود الغيبي وجود حقيقي وأن ما يستشعره الإنسان من مشاعر روحية مسئول عنها وظائف مخية سوية، كما أثبت العلم وجود تكامل بين بنيه المخ البشري وبين منظومة الدين يعجز التطور الدارويني عن تفسيره" ص 285 من (خرافة الإلحاد) ويقول أيضا: "إن الإلحاد الجديد لا يضعنا في خيار بين الإله والعلم كما يدعي، بل بين الإيمان بالإله وبين التخلي عن قدرتنا العقلية على فهم الكون، بذلك يفقد العلم والحقيقة مصداقيتهما وضمانتهما لذلك يبقي القول بالتصميم الذكي الذي وراءه إله حكيم قادر هو التفسير الأبسط والأنسب لكل الشواهد العلمية عن ملكات الإنسان العقلية" ص 286 من (خرافة الإلحاد) لقد أسقط النابغة عمرو شريف كل دعاوى الملاحدة وسقط معها كبيرهم (دوكنز) وكل (منطلقاته الفكرية) ! مما جعل أقرانه من الملاحدة ينفضون من حوله ويصفونه بأنه مجرد ملحد هاو سفسطائي مبتدأ، مزيف للحقائق، يبدو كشخص ملأه الغرور والزهو بعد إن أفرط في شرب الخمر فأخذ يبعثر سبابه الحاقد على كل من لا يشاركونه الرأي. ص 356 من (خرافة الإلحاد) يقول الدكتور (جيفري لانج) عالم الرياضيات الأمريكي المسلم الإسلام هو الخضوع لإرادة الله ويقول العالم الكبير (على عزت بيجوفيتش) رئيس جمهورية البوسنة سابقا أن الإسلام هو التسليم المطلق لله ! (من كتابه الإسلام بين شرق وغرب) أو كما يقول الدكتور عمرو شريف: "إن إنكار منظومة الإيمان رهان خاسر" ص 466 من (خرافة الإلحاد) وعن الإعجاز الإلهي في خلق في خلق الكائنات الحية يقول الدكتور عمرو: يرجع العلم الحديث الحياة للتوافق المذهل والتناغم بين بنية وسمات مختلف جزئيات المادة الحية وكذلك القوانين التي تحكم سلوك هذه الجزئيات ويغذي هذه المنظومة مصدر للطاقة، ويوجه ذلك أرشيف هائل من المعلومات تحمله الشفرة الوراثية للخلية الحية. إن العلم ينظر إلى الحياة باعتبارها (المكون المعرفي) سر الصنعة في ذلك كله. ولم يستطيع العلم حتى الآن إثبات أو نفي "سر غيبي" يمازج المكون المادي والمكون المعرفي للخلية، وحتى إذا ثبت عدم وجود هذا السر فإن جوانب الإعجاز الإلهي في خلق الحياة ستظل على إعجازها وتحديها. ويقول أيضا عن إن ما يعتقده الملاحدة وأيضا المتدينون الأصوليين من أن التطور يتعارض مع الألوهية يرجع إلى خطأ منهجي أساسي فهم يعتبرون أن الإله والتطور البيولوجي بدائل متنافية أي أن القول بأحدهما ينفي الآخر … وهذا خطأ بيّن … والتطور (آلية بيولوجية) أما الإله ( فاعل أول له وجود حقيقي) يقوم (بالإضافة إلى مهام أخرى) بتصميم وخلق الآليات. لذلك فإن قولنا بأن الإله قد وجه عملية التطور هو المفهوم الوحيد القادر على الجمع بين الآلية (وهي التطور الذي أثبته العلم) وبين الفاعل الأول الذي أنشأ هذه الآليات … وعليه فإن (التطور الدارويني محصور في التطور الدقيق ويعجز عن إحداث التطور الظاهر). كل ذلك لا يدع مجالا لغير القول بالتطوير الإلهي الموجه ص202 من (خرافة الإلحاد). وتحتاج هذه النقطة بالذات إلى مزيد من التبسيط من المؤلف الكريم. وأخيرا أثبت العلم أن المنظومة الإلهية الدينية الأخلاقية فطرة في النفس البشرية تقف وراءها آليات جينية وعصبية ونفسية ولا يمكن أن تنشأ عشوائيا ولابد أن يكون وراءها إله حكيم قادر. سبحانه وتعالى الخالق البارئ المصور .


تحميل نسخة كاملة من الكتاب