بسم الله الرحمن الرحيم




عمالـــقة الصمـــت خـــــلف جـــــدران النسيـــــان ؟.؟
( الخاطرة للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )
( الخاطرة للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )
قالوا من أنتم يا هؤلاء ؟؟ .. فقلنا لهم نحن أهل الصمت حين يذكر الآخرون .. نفر يتخبط في عالم الهوامش خلف جدران الأزمان .. أسماء مجهولة في أروقة الذكريات .. تتيه خلف أسوار النسيان .. نحن عمالقة الصمت والكتمان .. ولا يشار إلينا بالبنان .. لأن البنان يجهل المكان والعنوان .. أحدنا لا يزال بين الأحياء ثم ينعت بأنه ذلك المرحوم أبن الفلان .. يتواجد في الدنيا في خانة بين المطرقة والسندان .. ثم يلتزم الظل في ركن من الأركان .. ويبتعد المسافات البعيدة عن دوائر الشهرة والافتنان .. تتجاهله الناس وتوجد له مقاماَ بثقل الريشة في كفة الميزان .. والعطاء منه ذلك العظيم بمقدار الجبل من الإحسان .. كالشمعة ينير الظلام للناس ثم يجازى بذلك النسيان .. أذا قدم إلى الدنيا أو ارتحل عنها فالأمر في حساب الناس سيان .. هم قوم يمتطي الظلال حين يقدم وحين يعيش وحين يرتحل عن الأذهان .. تلازمهم الأقدار دائماً بغرف تسمى غرف الأحزان والنسيان .. وهم كالأشباح في عالم الأسرار والبيان .. وحتى صفحة المرآة تأبى أن تعكس لهم طيفاَ ضمن أطياف الإنسان .. ويوم يرحلون عن الدنيا يرحلون في صمت ويجهلهم الجاهلون بالتناسي والنكران .. وتظل سيرة رحيلهم مجهولة حتى ينعق عنها البوم والغربان .. فتلك الكائنات قد تكون خيراَ في الوفاء من ذلك الإنسان .. فهي لا تنكر الوفاء وتعرف الإحسان بالإحسان .. ثم عجباَ حين تبقى آثارهم في قوائم الصمت تتحدث عن نفسها في باقة من الحسن وجمال البيان .. تتحدى الظلام وتتحدى التجاهل وتتحدى كل أنواع الهوان .. قبس يتحدث بقوة عن نفر وعظمة سافرت لعالم النسيان .. وإبداع من ألوان الفكر والفن والعطاء يكتسح الساحات رغم غياب الصاحب الفنان .. فيزال الاسم عن لوحة الإبداع ويكتب بدلاً عنه ( لوحة مجهولة المكان والزمان والعنوان ) !! .. قمة الجحود وقمة العصيان وقمة النكران !! .. تلك سيرة البعض من أهل العطاء حين يبذل المكرمات خلف ألوية من الغطاء .. لا يبالي بهم أحد وسيان أن يكونوا بين الأموات أو الأحياء .. ولكن تتجلى العظمة عبر التاريخ حين ترد سيرة الإبداع والآثار دون أن تقترن العطاء بالأسماء .. والصاحب هو ذلك المجهول في الزمان والمكان .. يفني العمر في ساحة الهوامش ثم يتسلل خلسة خلف كوة التاريخ .. لا يملك الإطراء في الدنيا ولكنه يملك الثواب عند ساحة الحقوق يوم الميزان .. فهنالك الأعمال محسوبة بعدل دون هضم يظلم الأوزان .. والأعمال خالصة غير مقرونة ًبصيت يفرضه الإشهار والإعلان .

( الخاطرة للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )
ــــــــــ


الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد