العولمة صيحة تحمل في طياتها نزعات جمَّة، وربما يقلقنا أن نجد كثيراً من التطورات لم تعد ترتبط بأولئك الأفراد الذين انتخبوا ليطبقوا السياسة التي عهد إليهم تنفيذها. والإغواء كبير اليوم في أن تحسب الإخفاقات والتطورات الفاشلة كتداعيات العولمة. وحقيقة الأمر هي أن العولمة تفتح فرصاً جديدة أمام الاستقلالية، وستفقد السياسة الاقتصادية أهميتها إن لم يجر إعادة تعريف نقاط ارتكازها. وليس بالضرورة أن يكون التخلي عن بعض صلاحيات السياسة الاقتصادية الوطنية أمراً سلبياً، لأن نتائج هذه السياسة لم تكن تقدم القناعة الكافية إبان عقود السنوات الأخيرة.


وينطبق هذا أيضاً على ألمانية. ولكن لا بد من الإشارة إلى أنه ينبغي إعادة التفكير جدياً بمحاولات السياسة الوطنية لإعطائها فرصة جديدة للبروز ضمن المعطيات الجديدة. كيف يتمكن المرء من تنظيم التضامن الاجتماعي الشعبي ليجعل ألمانية جذابة وليست عقدة في الطريق؟ كيف يمكن تحويل التربية والعلوم والبحث العلمي بصورة تجعل هذه القطاعات "مادة للتصدير"؟ وهل يستطيع المرء أن يشكل سوق العمل بطريقة تحفز أرباب العمل لكي يجعلوا التشغيل الكلي هدفاً لهم وأن لا يقتصر هذا الهدف على السياسيين؟ وهل بإمكاننا إعادة بناء شؤوننا الصحية بشكل يجذب فيه مرضة كل العالم ويؤمن في الوقت ذاته عناية طبية مُثْلَى لمرضانا.


يقدم مؤلف هذا الكتاب وهو الدكتور نورمان فان شرينبرغ نائب رئيس المجلس الاتحادي الاقتصادي للحزب المسيحي الديمقراطي الألماني في كتابه هذا العديد من المقترحات ويعطي إجابات واضحة ومحددة عن هذه الأسئلة وغيرها في فصول كتابه هذا المتنوعة والتي شرح فيها ما يلي:

العولمة أو الخوف من الحياة اليومية، الأمة أو الوطن في القرن الحادي والعشرين، تنافس الأمم أسطورة حرب الاقتصاد الشاملة، السياسة السكانية أو نهاية المحرمات، السياسة التربوية أو نحن نكون ما تعلمناه، التضامن أو الثقة قاعدة الأمة، التأمين على الشيخوخة قضية شرف أو الوصية الرابعة، السياسة الصحية أو الخوف من السوق يهدد الصحة، هل سياسة سوق العمل مسألة الخبراء أو تقديم العمل مهمة أرباب العمل؟ فن تحصيل الضرائب أو كيف يمكن جعل دفع الضرائب لذة ربح، بعض الملاحظات عن بنية الدولة الفدرالية، أو لماذا نحتاج برلين؟ المسؤولية تجاه البيئة أو لا حدود للنمو؟ السياسة الخارجية أو من الظرفة أن لا تكون عملاقاً، الأقوياء يصبحون أكثر قوة أو فرص جديدة أمام الضعفاء .



__________________