بسم الله الرحمن الرحيم








الحـركة بركــة .. والأسباب تجـلب الأرزاق !!
( المقال للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )

( المقال للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )
إذا فكر الإنسان وتعمق في مجريات الأمور فإنه سيلتمس المعجزة الإلهية الكبرى في حركة هذا الكون .. تلك المعجزة التي تتجلى عند كل حركة من الحركات .. لأن أية حركة توجد ردود الأفعال وتوجد الأسباب والمنافع .. وحتى مجرد سقوط ورقة من فرع شجرة قد يكون سبباَ في رزق دابة من الدواب .. أو قد يكون سبباَ في تحولات بيئية لازمة .. أو قد يكون سبباَ في إيجاد رزق لعامل من عمال النظافة !! .. وبالتالي نجد هذا الكون يتحرك بنمط متلاحق عجيب .. وكل حركات وسكنات الإنسان في الحياة تدور حول الأسباب والمسببات .. وتلك مسارات الحياة تعج بألوان الحركة إيجاباَ أو سلباَ لتولد من أرحامها العديد من الأسباب والمنافع .. فالإقدام بالخطوة والحركة يعني توالد الأسباب والأرزاق .. كما أن للأقدار ذلك الأثر العظيم في تحريك الأسباب .. فإذن الحركة في هذا الوجود تمثل الطاقة الضرورية التي تشعل الأحداث .. والأمثلة في ذلك كثيفة ولا يمكن حصرها في كلمات أو نماذج .. كما تستحيل إحاطة الأمثلة بالحصر والاجتهاد .. لأن أية خطوة في هذا الكون سلباَ أو إيجاباَ لها ردود أفعال تتوالى بنمط عجيب .. ثم توجد فيضاَ من الأسباب والمنافع للآخرين .. وهنا نرد بعض الأمثلة فقط لتقريب المفهوم للأذهان .. فذلك الإنسان عندما يفكر في مشروع من المشاريع ثم يبدأ في التنفيذ فإنه يوجد أسباباَ للرزق والمنافع للكثير من الأطراف .. فمثلاَ ذلك القائم في مشروع الزواج فإنه بخطواته تلك عند التنفيذ يخلق الحركة ثم يفيد الكثير من الجهات !! .. يفيد الكبار ويفيد الصغار .. يوجد أسباب الرزق للتجار حين يشتري أغراض الزواج .. ويوجد أسباب الرزق للصاغة حين يشتري متطلبات العروسة من الذهب والمصوغات .. ويجلب أسباب الرزق لأهل العروسة حين يدفع لهم المهر المطلوب .. ويجلب أسباب الرزق للآخرين حين يستأجر صالات الأفراح .. أو حين يستأجر غرف الفنادق .. ويجلب أسباب الرزق لأصحاب الأنعام حين يشتري الذبائح بمناسبة الزواج .. ويجلب أسباب الرزق للمعازيم حين يقدم لهم الولائم والمكرمات .. ويجلب أسباب الرزق للكثير من أصحاب سيارات الأجرة الذين ينتفعون في ترحيل الناس والأغراض .. وكذلك أصحاب سيارات الأجرة الذين ينتفعون بترحيل المعازيم لمواقع المناسبات .. ويجلب كذلك أسباب الرزق للكثير من العاملين في مواقع متفرقة .. وهنالك أطراف أخرى كثيرة للغاية تستفيد من حركة ذلك الإنسان .. فالإنسان حين يقوم بتنفيذ مشروع من المشاريع يوجد الحركة وبالتالي يوجد المنافع والأرزاق في المجتمع المحيط .. والمعجزة الكبرى تتجلى حين تجري الأقدار بحدث من الأحداث .. فبمجرد أن يقع الحدث إيجابا أو سلباَ تتلاحق ردود الأفعال بالتوالي .. وتخلق الكثير من الأرزاق والمنافع .. فمثلاَ إذا وقعت حادثة سيارة ( لا قدر الله ) وتعطلت تلك السيارة فإن الحدث القدري قد يكون فاجعة لبعض الأطراف ولكنه في نفس الوقت قد يكون سبباَ من أسباب الرزق والمنافع لأطراف أخرى .. فتلك المنفعة لمحلات قطع الغيار .. وتلك المنفعة لورش الصيانة .. وتلك المنافع لأطراف أخرى قد تكون .. ومثلاَ إذا انهارت المنازل فجأة بسبب الفيضانات والسيول فإن ذلك الحدث القدري قد يشكل نكبة قاسية على أهل تلك المنازل .. ولكنه في نفس الوقت قد يكون سبباَ في تحريك الأرزاق والمنافع للكثير من الأطراف .. فعند إعادة بناء تلك المنازل من جديد نجد جهات وأطراف كثيرة تستفيد من حركة إعادة التعمير .. فإذن الحياة فوق وجه الأرض تعتمد على طاقة الأسباب والمسببات سلباَ أو إيجاباَ .. وأن أية حركة أو نشاط لا بد أن تولد من أرحامها آثاراَ متتالية تلحق بآخرين .. والمحصلة تؤكد أن الحياة بين الناس تستمد طاقاتها من الأسباب والمسببات .. أحداث وأفعال ثم ردود أحداث وأفعال .. ولو نامت الناس في منازلها وامتنعت عن الطموحات والحركة لتوقفت الحياة لعدم توفر تلك الطاقة الضرورية .

( المقال للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )
ـــــــ

الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد