بسم الله الرحمن الرحيم






المخـــــــاوف الـــــتي تمنــــــع الإبحـــــــــار !!
( الخاطرة للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )
( الخاطرة للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )
التأني في الخطوة والنظرة العميقة استكشاف لقيمة المعاني في النفوس .. ولا يخاطر العاقل بالغور في الأعماق وهو يجهل أسرار القعر .. وإذا كانت النفوس تجهل بعضها فالأمر يستلزم التمسك بسياج الحيطة والحذر .. ولا يلام الحريص حين يتقي بالحكمة مجاهل المخاطر والحفر .. وتلك الذئاب قد تختبئ خلف ثياب البراءة والحملان وتخفي الشرور عن النظر .. ولا تتجلى أنيابها إلا بعد الوقوع في شباك المصائد والخطر .. فلا تلمني فإن العصر يفقد الإخلاص بالسليقة وتلك القلوب لا تخلو من نوائب الغدر .. وملامس الأشياء تخدع بالنعومة رغم الخشونة التي تنام تحت الوبر .. وتلك الأشواك دائماَ تترصد الأيدي البريئة حين تعبث بالورود والزهر .. والقلوب قد ترائي بالرقة واللطافة وهي في أعماقها قاسية قسوة الحجر .. وتلك العيون قد تزرف دموعاَ من الزيف والرياء كنوازل المطر .. وحين تتملك زمام المقاليد وتنال الطاعة فإنها تظهر نفاق الكفر .. والمحاسن والزينة قد تغري النفوس بالعناق ولكن ليس كل عناق ينتشي النفوس بالسحر .. فذاك عناق الأفاعي يؤلم ويحطم الأضلاع حين يقتل بالشد والعصر .. فكيف نطلق العنان لأنفس طائشة تريد الأهواء دون ذلك الحذر .. وتلك النوازل من الآلام والشرور والمصائب تجلبها دائماَ مكائد البشر .. والنفوس تواقة شغوفة تريد الانطلاقة والركض فوق بساط الأحلام والبطر .. ولكن تلك الأبسط مشوبة بالمخاطر ومحفوفة بالكمائن والألغام التي تترصد لمدى البصر .. والإبحار في بحار النوايا الحسنة غفلة قد توصل الإنسان لسواحل المهالك والقبر .. فكم يلزم المرء التوخي والحيطة وأن يلازم شروط الحذر .. وحين يعقد العزم فلا ينام النومة الكبرى عين تنام هانئةَ وأخرى تراقب بالنظر .. وقد يعيبنا البعض حين نرتاد الهواجس ونقيم السياج حول نوافذ الشرر .. جاهل يرى الحميدة مذمومة وحين تقع الواقعة لا يملك لنا إلا ذلك النصح بالصبر !! .. فباليتهم أعقلوها ثم توكلوا ولم يتركوها طليقة حرة دون قيود الأسر .. فالندم في أعقاب الإحاطة والحذر أخف وطأة من ندم يلازم طول العمـر .. وغشيم من يحسن الظن في براءة طفولية خادعة ترضع المعاني من أثداء الدهاء والمكر .. وتلك السرائر قد تلونت بألوان الرياء والنفاق والكذب والغدر .. وهي تلك المخاطر التي تترصد في غيهب المجاهل كالنار تحت الجمر .. ولا تغر الإنسان ملامس الأفعى فإنها تخدع بالنعومة ثم فجأة تنفث السموم من أنياب الإبـر .. وتلك البسمات والضحكات قد تكون عدة خدعة ولا تجلب في حصادها إلا ثمار الملل والضجر .

( الخاطرة للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )
ـــــــ


الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد