بسم الله الرحمن الرحيم



قمـة المحاسـن في ظـلال الحيـاء !!
( الخاطرة للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )
( الخاطرة للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )
الشمس وحدها تملك الجرأة وتملك الإقدام .. وتملك التحدي بقوة الإشهار والإجهار .. تقول سيرتها حين تشرق وحين تعيش صورة الكبرياء حتى لحظة الترحال .. وقوة التحدي في الشمس تكمن في عزة الإحراق والاحتراق .. فهي ليست بتلك الواهية التي تخشى الأذية بالتملق والاقتراب .. وذلك التحدي سمة تتعاظم عند أهل الشغاف .. تلك القلوب التي تتوارى خلف سياج الحياء وقد تعودت الانزواء في أكناف الأحباء .. تلك الأحضان التي تمثل أصداف الوقاية من الدخلاء .. أفئدة كأسماك الظلال لا ترى إلا عبر الضباب والإعتام .. وتلك الأضواء تخيفها بالانبهار .. إذا قيل لها تعالى إلى ساحات الأنوار والضوضاء تتوسم خجلاَ من شدة الحياء .. ثم تهرب بعيدة نافـرة صوب أروقة الاختباء .. فهي تخاف من نظرات العيون لها كما تخاف من صدى الأصوات بالأرجاء .. ظباء رحيمة السجية تترفل في بساتين السلامة والهدوء برفقة الأمناء .. محاطة بأهل المحبة متى ما توجست خوفاَ ترتمي في أحضان الأصفياء والأقرباء .. وهي دائما وأبداَ بعيدة عن الأوحال وفي حل من الأسرار والأهواء .. لا تملك إلا لحظات التأمل والترفل في المروج الخضراء .. عزيزة عفيفة لا تلازمها كوابيس الأحلام ولا تطالها الذئاب بالعواء .. وقد اتخذت الحياء والاستحياء وقاية تحجبها من مكائد الخبثاء .. لؤلؤة مكنونة تقبع في أصداف العفة التي تمنعها من طوارق الطامعين والسفهاء .. لا تبالي بصيت المحاسن رغم أنها تملك المحاسن عند السجال واللقاء .. ولكنها لا تلبي نداء المنادي حين ينادي بالإشهار فوق آفاق السماء .. والعلة في غفلة قد توقع الحمامة الوديعة في شباك القنص أذا أغمضت الأعين في الفضاء .. كما أن العلة في جرأة قد تخدع الصاحب إذا تخطى الصاحب سياج الحياء فيسقط من قمة العلياء .. ومتى ما توارت المحاسن خلف قلاع الحياء فإنها تمثل ثقلاَ بمنتهى النقاء والكبرياء .. ويظل الصيت مكنوناَ في خزانة الشرفاء والنبلاء فما أجمل ثياب الحياء !! .
( الخاطرة للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )
ـــــــ

الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد