بسم الله الرحمن الرحيم





التعمـق في معجـزات الله !!
( المقال للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )
( المقال للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )
في مرحلة من مراحل الزمان .. وفي جهة من جهات الأرض حيث المكان .. يختار الله رحما ليكون أرضاَ يتم فيها زراعة إنسان !! .. ذلك المعمل البديع العجيب المجهز بأعلى درجات الكمال .. المشمول بكل الخامات والخصائص المطلوبة في إنجاح الثمـرة المطلوبـة !.. المهيأ ظرفاَ وبيئـةَ لإعداد كائن حي بالكيفية والمواصفات التي يريدها الله سبحانه وتعالى .. الخالق الخلاق بديع السموات والأرض .. حيث الدقة في المقادير والحسابات .. وحيث الخطوات المتتالية الحريصة في الإعداد .. نطفة ثم علقة ثم مضغة مخلقة وغير مخلقة .. ثم تلك العظام الرخوة التي تكسى باللحم .. ثم التوالي حتى تتكامل هيئة الإنسان .. ثم الحكم الرباني في تحديد نوع الجنين حيث صفة الذكر أو صفة الأنثى .. وتلك مهام وتبعات تجري في غيبيات الأرحام .. ثم أخيراَ تكمل ثمرة الإنتاج .. معالم إنسان بالصورة وبالكيفية المعتمدة سلفاً في المشيئة الأزلية .. ثم تجري المعايير المسطرة في كتاب الله في الأزل ليتواجد الكائن الحي فوق وجه الأرض في الزمان والمكان المحددين سلفاَ .. يخرج كائن حي إلى الوجود وإلى الحياة .. ليبدأ في مشوار الحياة .
قال الله تعالى :

ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةًفَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّأَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ( المؤمنون ( 14 )
وعندما يتواجد ذلك الكائن الحي في أيامه الأولى يكون في أشد الحاجةً إلى عناية الخالق البارئ ثم عناية الآخرين .. فهو عديم الحيلة حيث الحواس المعطلة التي لا تجيد الأداء .. لا يستطيع الكلام ولا يستطيع الحراك ولا يستطيع التمييز .. ولا يملك إلا حيلة البكاء .. كائن صغير ضعيف أمـره جميعاَ في مشيئة الآخرين .. ولكن يسخر الله له خلقاً وأمومةً هي مفطورة بعطاء غير محدود .. فتستجيب الأنفس بالفطرة شغفاَ لكل متطلبات ذلك الكائن الجديد الذي لا حوله ولا قوة له .. وهو في بداياته لا يعلم شيئاً .. بل مجرد كائن في باكورة الإدراك .. وكل شئ لدية طلاسم في طلاسم .. ثم رويداً ورويداً تأخذ المعالم طريقها إلى إدراك عقل ذلك الكائن الصغير .. فيبدأ في جمع المعلومات الأولية .. ومع مرور الأيام والأزمان ينمو جسدياً ثم تنمو لدية ملكة الإدراك ومعرفة القليل والقليل عن المجريات والأحداث التي تحيط به .. وتلك أوجه تصبح مألوفة لديه حيث وجه الأم والآخرين من الأقارب .. ثم تلك الحياة تباعاَ تمده بالأسرار يوما بعد يوم .
وهنا يجب أن يتوقف الإنسان ويفكر طويلاً .. وبتعمق في ملكوت الله .. وعندها سوف يكتشف أن للإنسان ماض هو في غيب الله .. وهو الماضي الذي تحدثت به الآيات الكريمة في الكتاب المبين .. ذلك الماضي الذي نجهله تماماَ .. ونجهل حيثياته ومجرياته .. ولكنه في علم الله سبحانه وتعالى .. وبحكمته البالغة جعل ذلك الماضي من الغيبيات . يقول الله تعالى :
} وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْوَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَاأَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ {
والإنسان كذلك لا يملك القرار في الكثير من أمور الخلق والتنشئة التي تخص الذات .. فالله سبحانه تعالى هو الذي يختار الأصلاب من الأب والأم .. ثم هو الذي يختار أماكن المولد في الشرق أو في الغرب أو في أي مكان فوق وجه الأرض .. ثم هو الذي يختار الأزمان في التواجد .. في أمم سابقة أو في أمم لاحقة .. ثم هو الذي يختار مقدار الأعمار في الحياة الدنيا .. وخيارات أخرى كثيرة ليس للإنسان فيها القرار .. وكلها يدخل في مقدرات وحسابات الله الذي يعلم والذي يقدر والذي يفصل .. ثم أن الإنسان يأتي إلى الحياة وهو لا يعلم شيئاً عن الكثير من أسرار الحياة .. ولكن الله سبحانه وتعالى يعلم الإنسان ما لم يعلم .. يعلمه بالقدر الذي يشاء من العلوم والمعارف .. ولأن الإنسان يجهل الكثير فإن المجاهل هي أكثر شيء يخيف الإنسان .. فهو يتخوف من الموت لأنه يجهل حقيقة الموت .. فهو دائماَ وأبداَ يتخوف من الموت ويتخوف من المصير بعد الموت .. ولكن تلك تجربة لا بد منها آجلاَ أم عاجلاَ .. وعندها سوف يدخل في تجربة الموت ويتعود الحدث .. وسوف يتدرج في مناسك الموت ومناسك ما بعد الموت .. أما الكيفية فهو ذلك الدرس الذي لم يأتي به صاحب تجربة للموت ليقول للناس لقد مررت بتجربة الموت وكان الموت كذا وكذا . ويقول الله تعالى :
بسم الله الرحمن الرحيم
أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ (1) حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ (2) كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ (3) ثُمَّ كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ (4) كَلاَّ لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ
الْيَقِينِ (5) لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ (6) ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ (7) ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (8)
( المقال للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )
ـــــــ

الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد