النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: الفــــــواق بعـــــد فــــوات الأوان !!

  1. #1
    التسجيل
    19-12-2014
    الدولة
    أم درمان / الســـــــــودان
    المشاركات
    73

    Thumbs up الفــــــواق بعـــــد فــــوات الأوان !!


    بسم الله الرحمن الرحيم








    الفــــــواق بعـــــد فــــوات الأوان !!
    ( المقال للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )
    ( المقال للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )
    نامت تلك النفوس في خيام الأوهام .. وأوغلت في متاهات الخسران .. وتلك الأذهان مخدرة وغارقة في أتون المعتقدات الخاطئة .. والعقلاء من الناس ترجو لها عاجل الشفاء .. ولكن قد كلت المرامي وطالت سنوات الانتظار .. حيث تلك الخطوات الخاملة الكسولة التي توجع الأفئدة بأعطالها وبطئها .. وحركة التصحيح تعادل في سرعتها سرعة القارات حيث البوصة الواحدة في كل ألف سنة !! .. فذاك هو إرث الماضي القريب حين أجتهد البعض في غسل الأمخاخ والأذهان لسنوات وسنوات .. وتمكن من زرع الأفكار البدائية المضللة .. فئات ماهرة من الناس عقلت وعرفت كوامن الأنفس وأدركت أسرار الجهل والضحالة في مجتمعات البسطاء ا .. وعندها زرعت تلك الثوابت الخادعة في العقول والأذهان الجاهلة .. حيث أوهموا البسطاء بالمفتريات والتأكيدات التي توحي بأنهم ينتسبون لأهل البيت الشريف .. وحينها كانت الأرضيات مهيأة لقبول الأفكار الدينية مهما كانت درجة صحتها أو عدم صحتها .. ووجدت الظروف سانحة للغاية وتقبل كل أنواع الزروع في الأذهان .. ولاسيما تلك الزروع التي تدغدغ المحبة في آل البيت عليهم أفضل الصلاة والتسليم .. بجانب الأوراد والأهازيج والأناشيد التي تصفهم بأنهم على الصلة الشريفة .. وتلك سيرة عادةَ توجب المحبة في قلوب المسلمين أينما تواجدوا في مشارق الأرض ومغاربها .. كما توجب أقصى أنواع المشاعر من التبجيل والتكريم .. ولا يخطر في بال أحد من المسلمين يوماَ أن أحدهم يملك الجرأة ويمكن أن يتلاعب بالسيرة العطرة الشريفة .. ويبالغ في تزييف الحقائق .. فكم وكم من الناس من يدعي الانتماء لآل البيت ويدعي الحسب والنسب الشريف دون وجه حق ! .. كما أن هنالك العشرات والعشرات من البيوتات في أرجاء العالم التي تدعي الانتماء للنسب الشريف .. ولا يتوقف الأمر عند حد الإدعاء ولكن في أيديها دائماَ تلك الصكوك المتداولة من أشجار النسب العائلي المزيفة التي يجتهد أصحابها بقدر الإمكان في ملاحقة الأسماء حتى تنتهي عند أحواض الحسين بن على ( كرم الله وجهه ) وفاطمة بنت الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم .. وتلك الصكوك المخترعة أصبحت شائعة ومنتشرة في الكثير من مجتمعات المسلمين .. وهي تختلف في تسلسلها من صك لآخر .. حيث الأسماء المغايرة التي تتلاحق حتى تختم الرباط عند السيرة العطرة بحوض الحسين بن على كرم الله وجهه .. وكل شجرة للنسب تختلف حسب إفرازات المدعي ولذلك نجد في تلك الصكوك الكثير من الأسماء المغايرة التي لا تلتقي أبداَ .. ولكن تلك الأسماء في نهاياتها عادة ترد في حوض الحسين رضي الله عنه .. ولا ينفي ذلك تواجد صكوك صادقة للنسب الشريف في تسلسلها وصحتها .. كما لا ينفي تواجد الأسماء الصحيحة مائة في المائة .. وأصحابها يحملون الأحقية في الانتماء للبيت الشريف .. وهم يحملون الصفات والنعوت بذلك القدر الصادق السليم .. ولكن هنالك الآخرون الذين تسلقوا الجدار بغير وجه حق .. وقد ضاعت معالم الحقيقة في معمعة وخضم المدعين والمتسلقين .. وفي الكثير من مناطق العالم تتواجد تلك البيوت الدينية العريقة التي تدعي الأحقية الصادقة في الانتماء للنسب الشريف .. وفي نفس الوقت هي ترفض تلك الأحقية للآخرين .. ومن العجيب أن تلك الظاهرة لا تتوفر فقط عند حدود الأعراق العربية ولكنها تتطاول لتكون في سيرة الأعراق الأخرى !! .. وهنالك في مجاهل أفريقيا البعيدة وفي بعض دول أسيا هنالك بيوتات تدعي الانتماء للنسب الشريف رغم استحالة التوافق العرقي .. وبطريقة ما نجد تلك الصكوك من أشجار النسب تتخطى المعقول وتسرد الأسماء العجمية التي تنتهي عادة باسم عربي يلتحق بركب الحسين كرم الله وجهه .. خلط في الأوراق بطريقة مبالغة ومنافية للعقل والمنطق .. والظاهرة تتجلى بطريقة مأهولة وكبيرة للغاية عند المبتدعين الذين يروجون لمنابر الأولياء والصالحين وشيوخ الطرق الصوفية .. فمتى ما أجتهد رجل صالح في الدين في أية بقعة من بقاع الأرض وأشتهر بالصلاح إلا وقد سارع البعض في ربط نسبه بالنسب الشريف .. وكل شيوخ الطرق الصوفية المشهورين في العالم نجد لهم شجرة العائلة التي تربطهم بآل البيت بطريقة ما .. فهي كالعادة تلك الأسماء الاجتهادية من الأب ثم الجد وجد الجد حتى يلتقي النسب بالحسين رضي الله عنه .. والمعضلة الكبرى تتمثل في هؤلاء الأتباع الذين يحسنون الظنون في كل من ينادي بالانتماء .. دون التحقق من صحة الروايات .. ثم يناصرون تلك البيوتات الزائفة بتطرف شديد .. ولا يقبلون الأخذ والرد .. يتقوقعون في خنادق الاعتقاد الخاطئ ثم يستميتون حتى الرمق الأخير .. وحكماء الناس يرون أن تلك المعتقدات الخاطئة تتلاشى رويداَ ورويداَ بمقدار التقدم الإنساني في الأفكار والمفاهيم .. ولكن ذلك التقدم عادة بطئ بذلك القدر الكئيب القاتل الممل .

    ( المقال للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )
    ــــــــ

    الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

  2. #2

    رد: الفــــــواق بعـــــد فــــوات الأوان !!

    شكرا لك ......

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •