بسم الله الرحمن الرحيم





أقاموا السدود تلو السدود فإذا بالطوفان عند الأبواب !!
( المقال للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )
( المقال للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )
لقد حار المفكرون العمالقة في عالم الإلحاد .. وهؤلاء هم العلمانيون الذين ناضلوا لقرنين من الزمان .. وقد فعلوا المستحيل والمستحيل لإضعاف وإزالة الإسلام عن أذهان الناس في أرجاء العالم .. ومارسوا شتى ألوان المؤامرات والمكائد والأسلحة المتاحة وغير المتاحة في محاربة ذلك الدين القويم .. حيث تلك المحاولات الطويلة العقيمة التي أعقبت اندثار الخلافة العثمانية ،، فكانوا يزرعون الفكرة العلمانية بذلك القدر الهائل المكثف ،، وخاصة في تلك البلاد الإسلامية التي رضخت تحت سطوة الاستعمار البغيض .. وقد بلغ بهم الحال أن يظنوا في وقت من الأوقات بأن الإسلام قد بلغ ذلك الحد الأدنى من القزمية والتضاؤل والاندثار ،، وأنه يواجه الأنفاس الأخيرة في سكرات الموت .. وحروبهم ضد الإسلام كانت بدرجات عالية من الكفاءة والمنهجية والتخطيط .. ففي معظم بلاد المسلمين تمكنوا من السيطرة على المناهج الدراسية الأكاديمية بذلك القدر الكبير الذي يمحو كل آثار الإسلام .. وذلك تحت قيادة مجموعات كبيرة من المستشرقين العلمانيين .. ثم أوجدوا أتياماَ من الكوادر العلمانية الوطنية المتدربة تدريبا جيداَ في تلك البلاد المستعمرة .. وتلك الهيمنة العالية للمؤسسات الثقافية والتعليمية الأكاديمية استطاعت أن تلقي دور المعاهد الدينية بذلك القدر الكبير .. وآثارها ما زالت فاعلة حتى هذا اليوم في الكثير من الدول الإسلامية .. أما المسلمون في باقي أرجاء العالم ففي الكثير من دول العالم وجدوا أنفسهم محاصرين ومحبطين للغاية .. وخاصة في تلك الدول الاشتراكية التي منعت ممارسة الشعارات والعبادات الإسلامية كلياَ .. كما أن دور العبادات للمسلمين في تلك البلاد من المساجد والمعاهد وغيرها رغم قلتها وندرتها فقد أغلقت ثم تحولت إلى مصانع ومحاجر وحظائر للحيوانات .. ثم فجأة أكتشف هؤلاء العلمانيون أنهم كانوا على وهم كبير .. حيث تبين لهم أن الإسلام هو دين بذلك الجدل القوي المتمكن الذي لا يقدر على مقاومته كل بشر العالم .. ولا يقدر على مجابهته كل العلمانيين في العالم .. حتى ولو اجتمعوا على قلب رجل واحد .. تلك الحقيقة التي أحبطت وأفشلت وخيبت تلك المجهودات الجبارة للعلمانيين خلال قرنين من الزمان .. فوقفوا حائرين حين تيقنوا أن الإسلام دين يتواجد في صدور المسلمين بقوة قبل أن يتواجد في منابر المظاهر .. فهم قد يستطيعون أن يكبتوا المظاهر الدينية .. ويمنعوا العبادات .. ويتلاعبوا في المناهج الدراسية بذلك القدر الذي يسئ للإسلام والمسلمين .. وبذلك القدر الذي يزيل كل ملامح المحاسن في الإسلام .. وقد يستطيعون أن يستهزئوا بالإسلام والمسلمين .. وقد يستطيعون أن يغلقوا دور العبادات .. وقد يستطيعون أن يفرضوا الأحكام العلمانية في بلد من البلاد .. ومع ذلك فإنهم لا يستطيعون إطلاقاَ أن يزيلوا الإسلام من قلوب المؤمنين .. ولا يستطيعون أن يحدوا من تلك النفرة الجماعية القوية التي تتجلى عند صناديق الاقتراع في بلاد المسلمين .. وهي تلك الظاهرة التي تربك حسابات العلمانيين عند ممارسة تجربة الديمقراطية .. فدائماَ تكون المواجهات خاسرة بالنسبة للعلمانيين لدى صناديق الاقتراع .. فالإسلام يدفع المسلم أن يصدق مع الله سبحانه تعالى عند الاختيار .. وعندها تتجلى مقدار العظمة للدين الإسلامي .. حيث هو ذلك النبع الروحي الطاهر الدافق الذي يجري زلالاَ عذباَ طيباَ محبباَ في صدور المسلمين .. والمسلم الذي يتذوق حلاوة الإيمان ويمشي الخطوات السليمة في درب المصطفى صلى الله عليه وسلم لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يتراجع لحظة ويميل إلى أفكار أخرى هي للبشر .. مهما كانت قوة تلك الأفكار .. ومهما كانت قوة المؤامرات والدسائس والمكائد .. وتلك الحقيقة العظيمة جعلت الكثيرين من العلمانيين أن يصابوا بنوع من الإحباط الشديد .. وخاصة في هذه الأيام التي تشهد تلك الظاهرة العجيبة الفريدة .. حيث تؤكد الإحصائيات أن معدلات الالتحاق بخنادق الإسلام والمسلمين ترتفع يومياَ في جميع أرجاء العالم .. وتلك حقيقة حيرت العلمانيين كثيرا وأقلقت مضاجعهم .. ولاسيما في تلك البلاد التي كانت تظن أنها تمثل منبع العلمانية في العالم .. وأنها بعيدة كل البعد عن المد الإسلامي العالمي .. ذلك المد الطاغي الذي يفرض الآن التواجد رغم أنوف الكائدين والمتآمرين ضد الإسلام .. وتلك النواقيس بدأت الآن تدق في بلاد الكفر والإلحاد .. تلك البلاد التي كانت تحارب الإسلام يوماَ في عقر ديار المسلمين!! .. وكانت تتلاعب في المناهج التعليمية .. وتظن أنها قادرة على إزالة العقيدة من الأذهان .. فإذا بها الآن تجد الطوفان يحاصر أبوابها .. وهي الآن تحارب الإسلام في عقر ديارها .. وأن الشباب في جميع أرجاء العالم الآن يبحث في أروقة المكتبات ليعرف الحقائق عن الإسلام .. ذلك الدين العظيم القويم .. ثم تلك الزرافات والزرافات التي تركض نحو خيام الإسلام في كل لحظة وفي كل ثانية .. وتلك المستجدات المتلاحقة يوما بعد يوم تزيد في معدلات الخيبة لدى هؤلاء العلمانيين في كل أرجاء العالم .


َ( ويَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ‏) ‏[‏ سورة الأنفال ‏:‏ آية 30‏ ]‏
( المقال للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )
ــــــ

الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد