بسم الله الرحمن الرحيم







القبــــــر لا يقــــــي الظالــــــم هــروبـــــــــاَ !!

( الخاطرة للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )

( الخاطرة للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )
شوائب في أهل العصر .. لا تقتلها البدايات ولا تنتهي بالنهايات .. ومحك حين لا يمثل الموت طوقا للنجاة .. حيث تلك الملاحق التي تلاحق الأحياء بعد الممات .. وقد تمتد الأيدي لترجم أهل البرزخ بألوان الراجمات .. وعندها تفقد المدافن والمراقد قدسية العفة والبراءة في معاجم الأحياء .. حيث تلاحقها الصيحات واللعنات آناء الليل وأطراف النهار .. فذلك القبر قد يسكنه قاتل أوجع الخلائق بالويلات .. ثم ارتحل عن هذه الدنيا وما زالت تبعاتـه تفتك بالناس ألوفاَ ومئـات .. فأنى له ساعة رحمة وراحة والظلم في الآخرة ظلمات ؟ .. وهو الذي ظن أن الموت مظلة تقيه وتمنعه من سطوة المكلومين والضعفاء .. تلك الزمرة من خلائق الله الأبرياء .. فإذا به يقف وجها لوجه مع العذاب في حفرة القبر والشقاء .. ثم يا عجباَ حين يتمنى الموت وهو في أحضان المـوت والفنـاء !!.. كما يتمنى الهروب من %u#¨ظبره حتى لا يسمع صيحات المظلومين البؤساء .. وتلك اللعنات دائما وأبداَ تتبعه وتلاحقه من ساحة الأحياء .. ودموع الأيتام والأرامل تشكل سيلاَ من الحمم لتحرق مرقد ذلك الطاغي الجبار .. فالقبر لا يشكل حاجزاَ يمنع عنه الدواهي والأهوال والكرب الدهماء .. ولا يحجب عنه نوازل العذاب حين تستجاب دعوات الضعفاء .. فهو ذلك السجين في ظلمات القبر بما كسبت أعماله السوداء .. كم كان يتباهى في الحياة تيهاَ ولا يري في ظلم الناس جدلاَ يستحق البكاء !!.. وقد تقلصت أحجام الخلائق أمام عينيه حتى كاد أن يقول أنا رب السماء !! .. وحينها ينادي القبر في أهله يا أيها الظالم قد جئتني بثياب الكبرياء .. وأنت اليوم في أحضاني لا تستحق منزلة الكرمـاء .. ولك عندي مقادير من العذاب والويلات التي سوف تعصر من عظامك نقطة المـاء .. ولا أشفق عليك أبداَ حيث كنت لا تشفق على الضعفاء من الأحياء .. لقد أغرتك المكانة والمقدرة على ظلم الناس بغير حيـاء .. فاليوم لا أملك الحياء في ظالم جاءني يحمل أوزار الضعفاء الأبرياء .
................. وتلك القبور منازل تتمايز بأهلها .. فإما ذلك الطالح وإما ذلك الصالح .. قاتل ظالم يحمل الأوزار أو مقتول برئ يطلب القصاص .. فيا عجباَ من منازل يتجاور فيها القاتل والمقتول !! .. جيرة لا تفيدها الأحقاد ولا يجدي فيها الانتقام !! .. فالكل قد مضت فيه الأحكام والكل ينتظر الاحتكام !! .. والحكيم من يتعظ بأحوال الدنيا والآخرة قبل أن يلتقي بأحضان القبر والثرى .. ولو علمت الناس عواقب الأمور لما ظلم الظالم ولما قتل القاتل .
( الخاطرة للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )
ــــــــ


الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد