الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى ازواجه وذريته ومن والاهم وبعد: فَنَحْنُ تَعَوَّدْنَا مِنْ دَوْلَةِ الْاِمَارَاتِ اَنْ تَكُونَ حِيَادِيَّة، فَنَحْنُ لَانُرِيدُ عَدَاءً شَامِلاً مَعَ الشِّيعَة، بَلْ نُرِيدُ الْحِيَادِيَّةَ وَالْمَوْضُوعِيَّةَ فِي عِدَّةِ دُوَلٍ خَلِيجِيَّةٍ؟ مِنْ اَجْلِ فَتْحِ قَنَوَاتٍ دُوبْلُومَاسِيَّةٍ سِلْمِيَّةٍ حِوَارِيَّةٍ شِيعِيَّةٍ سُنِّيَّة، وَنَحْنُ نَرَى اَنَّ سَلْطَنَةَ عُمَانَ هِيَ دَوْلَةٌ غَيْرُ كَافِيَةٍ لِهَذَا الْغَرَضِ، ثُمَّ نُوَجِّهُ خِطَابَنَا اِلَى مُقْتَدَى الصَّدْرِ قَائِلِينَ: لَابُدَّ مِنْ حُصُولِكَ عَلَى تَرَاخِيصَ كَافِيَةٍ مِنَ الْقَضَاءِ الْعِرَاقِيِّ تَسْمَحُ بِاِقَامَةِ هَذِهِ النَّوْعِيَّةِ مِنَ الْمُظَاهَرَاتِ، وَذَلِكَ حِرْصاً عَلَى مَصْلَحَةِ الشَّعْبِ الْعِرَاقِيِّ، وَلَيْسَ اَهْلُ مَكَّةَ دَائِماً اَدْرَى بِشِعَابِهَا، فَنَحْنُ اَصْحَابُ تَجْرِبَةٍ مَرِيرَةٍ وَنَعِي مَانَقُول، ونترك القلم الآن لمشايخنا الموالين قائلين: نُطَالِبُ الْقُمُّصَ زَكَرِيَّا بُطْرُسَ بِاِظْهَارِ الشَّهَادَاتِ الَّتِي يَحْمِلُهَا فِي عِلْمِ اللَّاهُوتِ الْكَنَسِيِّ وَالدِّرَاسَاتِ الْاِسْلَامِيَّةِ مِنْ لِيسَنْسَ وَمَاجِسْتِيرَ وَدُكْتُورَاهْ عَلَناً عَلَى الْفَضَائِيَّاتِ وَالْاِنْتِرْنِتِّ مُبَاشَرَةً، وَقَدْ بَعَثَ اِلَيْنَا بِرِسَالَةٍ يَطْلُبُ فِيهَا اِعْرَابَ قَوْلِهِ تَعَالَى فِي سُورَةِ الْبَقَرَة فِي اَلْآَيَةِ رقم 177 ؟ وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ:{لَيْسَ: فِعْل مَاضِي نَاقِص مِنْ اَخَوَاتِ كَانَ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ عَلَى آَخِرِهِ{اَلْبِرَّ:خَبَرُ (لَيْسَ) مُقَدَّمٌ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ عَلَى آَخِرِهِ{اَنْ:حَرْفٌ مَصْدَرِيٌّ نَاصِبٌ يَنْصُبُ الْفِعْلَ الْمُضَارِعَ{تُوَلُّوا:فِعْل مُضَارِع مَنْصُوب بِاَنْ الْمَصْدَرِيَّة وَعَلَامَة نَصْبِهِ حَذْفُ النُّونِ؟ لِاَنَّهُ مِنَ الْاَفْعَالِ الْخَمْسَةِ، وَوَاوُ الْجَمَاعَة ضَمِير مُتَّصِل فِي مَحَل رَفْعِ فَاعِل، وَالْاَلِفُ الَّتِي بَعْدَ وَاوِ الْجَمَاعَةِ هِيَ فَارِقَةٌ بَيْنَهَا وَبَيْنَ اُخْتِهَا الْوَاوِ حَرْفِ الْعِلَّة، وَالْجُمْلَةُ الْمُؤَوَّلَةُ مِنْ اَنِ الْمَصْدَرِيَّةِ وَالْفِعْلِ الْمُضَارِعِ تُوَلُّوا فِي مَحَلِّ رَفْعِ اسْمِ (لَيْسَ) الْمُؤَخَّر، وَتَقْدِيرُ الْكَلَامِ لَيْسَ الْبِرَّ تَوْلِيَتُكُمْ{قِبَلَ:مَفْعُول فِيهِ ظَرْفُ مَكَانٍ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ وَهُوَ مُضَافٌ مُتَعَلِّقٌ بِالْفِعْلِ تُوَلُّوا{الْمَشْرِقِ: مُضَافٌ اِلَيْهِ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَة{وَالْمَغْرِبِ:اَلْوَاوُ حَرْفُ عَطْفٍ{اَلْمَغْرِبِ:اِسْمٌ مَعْطُوفٌ بِالْوَاوِ عَلَى الْمَشْرِقِ مَجْرُورٌ مِثْلُهُ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَة{وَلَكِنَّ: اَلْوَاوُ اسْتِئْنَافِيَّة{لَكِنَّ: حَرْفٌ مُشَبَّهٌ بِالْفِعْلِ مِنْ اَخَوَاتِ اِنَّ{الْبِرَّ:اِسْمُ (لَكِنَّ) مَنْصُوب وَعَلَامَة نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَة{مَنْ:اِسْمٌ مَوْصُولٌ بِمَعْنَى الَّذِي فِي مَحَلِّ رَفْعِ اَوَّلِ خَبَرٍ لِكَلِمَةِ لَكِنَّ، وَتَقْدِيرُ الْكَلَامِ عَلَى الشَّكْلِ التَّالِي: وَلَكِنَّ الْبِرَّ هُوَ اِيمَانُ مَنْ{آَمَنَ:فِعْل مَاضِي مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحَةِ الظَّاهِرَة، وَالْفَاعِلُ ضَمِيرٌ مُسْتَتِرٌ فِيهِ جَوَازاً تَقْدِيرُهُ هُوَ{بِاللهِ:اَلْبَاءُ حَرْفُ جَرِّ{اَللهِ: اِسْمٌ مَجْرُورٌ بِالْبَاءِ كَمَا يَلِيقُ بِجَلَالِهِ سُبْحَانَهُ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ كَمَا يَلِيقُ بِجَلَالِهِ عَزَّ وَجَلَّ{وَالْيَوْمِ:اَلْوَاوُ حَرْفُ عَطْفٍ{اَلْيَوْمِ: اِسْمٌ مَعْطُوفٌ بِالْوَاوِ عَلَى اللهِ كَمَا يَلِيقُ بِجَلَالِهِ تَعَالَى مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَة{اَلْآَخِرِ:نَعْتٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَة{وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ{اَلْوَاوُ حَرْفُ عَطْفٍ{اَلْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ:اِسْمَانِ مَعْطُوفَانِ عَلَى اَبْعَدِ مَذْكُورٍ فِي هَذِهِ الْآَيَةِ وَهُوَ اللهُ كَمَا يَلِيقُ بِجَلَالِهِ فِي بُعْدِ مَنْزِلَتِهِ الَّتِي لَايُمْكِنُ لِاَحَدٍ مِنْ مَخْلُوقَاتِهِ اَنْ يَصِلَ اِلَيْهَا، مَجْرُورَانِ وَعَلَامَةُ جَرِّهِمَا الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَة{وَالنَّبِيِّينَ: اِسْمٌ مَعْطُوفٌ بِالْوَاوِ عَلَى اَبْعَدِ مَذْكُورٍ وَهُوَ اللهُ(كَمَا يَلِيقُ بِجَلَالِهِ وَتَوْحِيدِهِ اَيْضاً) مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْيَاءُ؟ لِاَنَّهُ جَمْعُ مُذَكَّرٍ سَالِم وَالنُّونُ عِوَضٌ عَنِ التَّنْوِينِ فِي الِاسْمِ الْمُفَرَدِ{وَآَتَى: فِعْل مَاضِي مَعْطُوف بِالْوَاوِ عَلَى آَمَنَ مَبْنِيٌّ مِثْلُهُ عَلَى الْفَتْحَةِ الْمُقَدَّرَةِ عَلَى الْاَلِفِ الْمَقْصُورَةِ، وَالْفَاعِلُ ضَمِيرٌ مُسْتَتِرٌ فِيهِ جَوَازاً تَقْدِيرُهُ هُوَ{الْمَالَ:مَفْعُول بِهِ اَوَّل مَنْصُوب وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَة{عَلَى:حَرْفُ جَرٍّ {حُبِّهِ:اِسْمٌ مَجْرُورٌ بِعَلَى وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ عَلَى الْبَاءِ, وَهَاءُ الْغَائِبِ ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الْكَسْرَةِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ بِالْاِضَافَةِ{ذَوِي:مَفْعُولٌ بِهِ ثَانِي لِلْفِعْلِ آَتَى (الَّذِي يَتَعَدَّى بِدَوْرِهِ اِلَى مَفْعُولَيْنِ لَيْسَ اَصْلَهُمَا مُبْتَدَاٌ وَخَبَرٌ(مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْيَاءُ؟ لِاَنَّهُ مِنَ الْاَسْمَاءِ الْخَمْسَةِ وَهُوَ مُضَاف{الْقُرْبَى: مُضَافٌ اِلَيْهِ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الْمُقَدَّرَةُ عَلَى الْاَلِفِ الْمَقْصُورَةِ لِلتَّعَذُّرِ{وَالْيَتَامَى: اِسْمٌ مَعْطُوفٌ بِالْوَاوِ عَلَى ذَوِي مَنْصُوبٌ مِثْلُهُ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الْمُقَدَّرَةُ عَلَى الْاَلِفِ الْمَقْصُورَةِ وَلَانَقُولُ هُنَا لِلتَّعَذُّرِ وَلَا لِلثِّقَلِ بِسَبَبِ سُهُولَةِ لَفْظِ الْفَتْحَةِ وَصُعُوبَةِ لَفْظِ الضَّمَّةِ وَالْكَسْرَة{وَالْمَسَاكِينَ:اِسْمٌ مَعْطُوفٌ بِالْوَاوِ عَلَى اَبْعَدِ مَذْكُورٍ وَهُوَ ذَوِي مَنْصُوبٌ مِثْلُهُ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْيَاءُ؟ لِاَنَّهُ جَمْعُ مُذَكَّرٍ سَالِم وَالنُّونُ عِوَضٌ عَنِ التَّنْوِينِ فِي الِاسْمِ الْمُفْرَدِ{وَابْنَ: اَلْوَاوُ حَرْفُ عَطْفٍ{ابْنَ: اِسْمٌ مَعْطُوفٌ بِالْوَاوِ عَلَى ذَوِي مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ وَهُوَ مُضَاف{اَلسَّبِيلِ: مُضَافٌ اِلَيْهِ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَة{وَالسَّائِلِينَ: اِعْرَابُهَا هُوَ اِعْرَابُ الْمَسَاكِين{وَفِي الرِّقَابِ: جَارٌّ وَمَجْرُورٌ مُتَعَلِّقَانِ بِالْفِعْلِ آَتَى{وَاَقَامَ: فِعْلٌ مَاضِي مَعْطُوفٌ بِالْوَاوِ عَلَى الْفِعْلِ آَتَى مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ، وَالْفَاِعِلُ ضَمِير مُسْتَتِر فِيهِ جَوَازاً تَقْدِيرُهُ هُوَ{اَلصَّلَاةَ: مَفْعُول بِهِ مَنْصُوب وَعَلَامَة نَصْبِهِ الْفَتْحَة الظَّاهِرَة عَلَى آَخِرِهِ{وَآَتَى:فِعْلٌ مَاضِي مَعْطُوفٌ بِالْوَاوِ عَلَى الْفِعْلِ اَقَامَ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحَةِ الْمُقَدَّرَةِ، وَالْفَاعِلُ ضَمِيرٌ مُسْتَتِر{اَلزَّكَاةَ:مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَة{وَالْمُوفُونَ: خَبَرٌ ثَانِي لِكَلِمَةِ لَكِنَّ لِمَاذَا؟ لِاَنَّهُ اسْمٌ مَعْطُوفٌ بِالْوَاوِ عَلَى اَبْعَدِ مَذْكُورٍ وَهُوَ كَلِمَةُ (مَنْ) مَرْفُوعٌ مِثْلُهُ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الْوَاوُ؟ لِاَنَّهُ جَمْعُ مُذَكَّرٍ سَالِمٍ، وَالنُّونُ عِوَضٌ عَنِ التَّنْوِينِ فِي الِاسْمِ الْمُفْرَدِ، وَتَقْدِيرُ الْكَلَام{ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آَمَنَ{وَلَكِنَّ الْبِرَّ اَيْضاً هُوَ الْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ اِذَا عَاهَدُوا{وَلَكِنَّ الْبِرَّ اَيْضاً هُوَ وَفَاؤُهُمْ بِعَهْدِهِمْ اِذَا عَاهَدُوا{بِعَهْدِهِمْ:اَلْبَاءُ حَرْفُ جَرٍّ {عَهْدِهِمْ:اِسْمٌ مَجْرُورٌ بِالْبَاءِ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ عَلَى الدَّالِ وَهُوَ مُضَاف، وَهَاءُ الْغَائِبِ ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الْكَسْرَةِ فِي مَحَلِّ جَرِّ مُضَافٍ اِلَيْهِ وَالْمِيمُ عَلَامَةُ جَمْعِ الذُّكُور{اِذَا:اَدَاةُ شَرْطٍ غَيْرُ جَازِمَة{عَاهَدُوا:فِعْل مَاضِي مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمَّةِ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الْجَمَاعَةِ الَّتِي هِيَ ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعِ فَاعِل، وَالْاَلِفُ لِلتَّفْرِيقِ بَيْنَ وَاوِ الْجَمَاعَةِ وَوَاوِ حَرْفِ الْعِلَّةِ{وَالصَّابِرِينَ:اِسْمٌ مَعْطُوفٌ بِالْوَاوِ عَلَى اَبْعَدِ مَذْكُورٍ وَهُوَ كلمة (ذَوِي) مَنْصُوبٌ مِثْلُهُ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْيَاءُ؟ لِاَنَّهُ جَمْعُ مُذَكَّرٍ سَالِم، وَالنُّونُ عِوَضٌ عَنِ التَّنْوِينِ فِي الِاسْمِ الْمُفْرَدِ، وَتَقْدِيرُ الْكَلَامِ عَلَى الشَّكْلِ التَّالِي:{وَآَتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَاْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَاْسِ(فَهَؤُلَاءِ اَيْضاً يَسْتَحِقُّونَ الْمَالَ وَيَسْتَحِقُّونَ الْمُسَاعَدَةَ فِي هَذَا الْمَالِ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَاَسِيرَا(وَدَلِيلُنَا مِنْ هَذِهِ الْآَيَةِ اَنَّ الْعَدُوَّ الْاَسِيرَ يَسْتَحِقُّ الْمُسَاعَدَةَ مِنَ الطَّعَامِ الَّذِي يُشْتَرَى بِالْمَالِ فَمِنْ بَابِ اَوْلَى اَنْ يَسْتَحِقَّ هَؤُلَاءِ الْمُسَاعَدَةَ اَيْضاً فِي هَذَا الْمَالِ عَلَى حُبِّهِ وَهُمُ{الصَّابِرِينَ فِي الْبَاْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَاْسِ{ أَيْ حِينَ الْقِتَالِ وَهَؤُلَاءِ اَيْضاً يَسْتَحِقُّونَ سَهْماً فِي الصَّدَقَاتِ الَّتِي ذَكَرَهَا اللهُ تَعَالَى فِي قَوْلِهِ{اِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ{وَفِي سَبِيلِ اللهِ( وَكَلِمَةُ فِي سَبِيلِ اللهِ تَشْمَلُ اَيْضاً تَجْهِيزَ الْجَيْشِ الْمُقَاتِلِ الصَّابِرِ الْمُصَابِرِ الْمُرَابِطِ{ فِي الْبَاْسَاءِ: جَارٌّ وَمَجْرُورٌ مُتَعَلِّقَانِ بِاسْمِ الْفَاعِلِ وَهُوَ كَلِمَةُ الصَّابِرِين {وَالضَّرَّاءِ: اِسْمٌ مَعْطُوفٌ بِالْوَاوِ عَلَى الْبَاْسَاءِ مَجْرُورٌ مِثْلُهُ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَة{ وَحِينَ: اَلْوَاوُ اسْتِئْنَافِيَّة{حِينَ :مَفْعُولٌ فِيهِ ظَرْفُ زَمَانٍ مُضَافٌ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ وَهُوَ مُتَعَلِّقٌ اَيْضاً بِاسْمِ الْفَاعِلِ صَابِرِينَ، نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: وَكَلِمَةُ صَابِرِينَ فِي هَذِهِ الْآَيَةِ فِيهَا اَكْبَرُ دَلِيلٍ وَحُجَّةٍ لِاَهْلِ السُّنَّةِ عَلَى الشِّيعَةِ فِي جَوَازِ الْعَطْفِ عَلَى اَبْعَدِ مَذْكُورٍ وَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى{مَنْ آَمَنَ(وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى{وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ وَاَرْجُلِكُمْ(وَلِذَلِكَ لَاحُجَّةَ لِلشِّيعَةِ فِي اِنَكَارِ الْقِرَاءَةِ الْمُتَوَاتِرَةِ الْاُخْرَى الَّتِي تُثْبِتُ غَسْلَ الْقَدَمَيْنِ وَهِيَ قَوْلُهُ تَعَالَى{وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ وَاَرْجُلَكُمْ( لِمَاذَا؟ لِاَنَّهُ فِي اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ يَجُوزُ عَطْفُ كَلِمَةِ اَرْجُلِكُمْ عَلَى اَبْعَدِ مَذْكُورٍ وَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى {فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَاَيْدِيَكُمْ( وَنَعْنِي بِذَلِكَ مِنْ هَذِهِ الْآَيَةِ اَنَّهُ يَجُوزُ عَطْفُ كَلِمَةِ اَرْجُلِكُمْ عَلَى كَلِمَةِ اَيْدِيَكُمْ لِتُصْبِحَ مَنْصُوبَةً مِثْلَهَا وَعَلَامَةُ نَصْبِهَا الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَة عَلَى الشَّكْلِ التَّالِي وَهُوَ{ اَرْجُلَكُمْ( نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: وَاَمَّا كَلِمَةُ{اَلْبَاْسِ: فَهِيَ مُضَافٌ اِلَيْهِ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَة{اُولَئِكَ: اِسْمُ اِشَارَةٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ فِي مَحَلِّ رَفْعِ مُبْتَدَا{اَلَّذِينَ: اِسْمٌ مَوْصُولٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحَةِ فِي مَحَلِّ رَفْعِ بَدَلٍ لِاسْمِ الْاِشَارَةِ اُولَئِكَ{صَدَقُوا:فِعْلٌ مَاضِي مَبْنِي عَلَى الضَّمَّةِ؟ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الْجَمَاعَةِ الَّتِي هِيَ فَاعِل، وَالْاَلِفُ فَارِقَة، وَالْجُمْلَةُ الْفِعْلِيَّةُ صَدَقُوا فِي مَحَلِّ رَفْعِ خَبَرٍ لِلْمُبْتَدَاِ اُولَئِكَ، وَتَقْدِيرُ الْكَلَامِ عَلَى الشَّكْلِ التَّالِي{اُولَئِكَ صَادِقُونَ{وَاُولَئِكَ:مُبْتَدَاٌ مَعْطُوفٌ عَلَى مُبْتَدَا{هُمُ :ضَمِيرٌ مُنْفَصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعِ بَدَلٍ لِاسْمِ الْاِشَارَةِ اُولَئِكَ{الْمُتَّقُون:خَبْر مُبْتَدَا مَرْفُوع وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الْوَاوُ؟ لِاَنَّهُ جَمْعُ مُذَكَّرٍ سَالِمٌ، وَالنُّونُ عِوَضٌ عَنِ التَّنْوِينِ فِي الِاسْمِ الْمُفْرَدِ{وآخر دعوانا اَنِ الحمد لله رب العالمين