تدخل عسكرى أميركى فى الجزائر خشية هروب بن لادن والقاعدة إليها
واشنطن ـ خاص بـ القناة
26\02\2002
كشفت معلومات موثقة وصلت إلى القناة عن وجود خطة عسكرية أميركية للتدخل فى الجزائر للقضاء على الجماعات المسلحة هناك ، حيث تخشى واشنطن من أن تصبح بعض المناطق فى الجزائر والتى لاتخضع لسيطرة حكومية ملاذا آمنا لأسامة بن لادن وعناصر من تنظيم القاعدة .
وتشير تلك المعلومات إلى أن البنتاجون قد وضع بالفعل خطط التدخل العسكرى فى الجزائر وأن هذا الأمر أصبح وشيكا وحتى قبل حسم الملف العراقى .
وكان الجنرال الأميركى " جوزيف والستون " القائد الأعلى لقوات حلف الأطلسى قد كشف مؤخرا عن وجود أجندة جديدة لخوض غمار حرب جديدة ضد الإرهاب ، لكن هذه المرة فى منطقة المتوسط وأوروبا ، وتحديدا فى الجزائر .
وقال الجنرال الأميركى الذى يشغل أيضا مهمة قائد القوات الأميركية المتواجدة فى أوروبا والبحر الأبيض المتوسط وغرب أفريقيا ، فى حديث أدلى به إلي صحيفة " يو إس إيه توداى " المقربة من دوائر صنع القرار الأميركية إن الأجندة التى أشرف عليها شخصيا تتضمن خطوات عملية لدعم الحكومة الجزائرية ميدانيا فى حربها ضد الإرهاب ، وخصوصا ـ يضيف جوزيف والستون ـ أن بعض المناطق خرجت عن سيطرة الحكومة وأصبحت فى قبضة إرهابيين على حد تعبيره .
وأضاف أن هناك مناطق داخل الجزائر يصعب جدا على القوات الجزائرية الوصول إليها أو حتى الاقتراب منها ، وأصبحت بالتالى معاقل للإرهابيين واصفا إياها بأنها خرجت عن السيطرة .
ولمح الجنرال الأميركى إلى إمكانية دعم الجهود الجزائرية فى حربها ضد الإرهاب بشكل عسكرى ميدانى ضمن برنامج مشترك بين قوات حلف الشمال الأطلسى " الناتو " والقوات الأميركية تم إعداده خلال الأسابيع القليلة الماضية .
وأعلن المسؤول العسكرى الأميركى عن الشروع فى تطبيق الجزء الأول من هذا البرنامج عبر تفتيش ومراقبة كل البوارج المشبوهة التى تجول فى المتوسط ، مثمنا الجهود التى تبذلها الجزائر فى هذا المجال .
وقال إن الجزائر هى من الدول التى تدعم الحرب ضد الإرهاب ، وهى بذلك عرضة لأن تكون مستهدفة أكثر من أى وقت مضى ، وخصوصا ـ يضيف الجنرال الأميركى ـ مع تزايد التكهنات حول تسلل عناصر موالية لأسامة بن لادن ولتنظيم القاعدة إليها وإلى مناطق أخرى من المتوسط .
ويأتى هذا التعاون العسكرى الجزائرى ـ الأميركى فى أعقاب الدعوة التى أطلقتها الجزائر والمتمثلة فى إقامة محور عربى أفريقى غربى ضد الإرهاب يتكون من جنوب أفريقيا والجزائر وإسبانيا ، وقد باركت الولايات المتحدة الأميركية هذه الدعوة ، بل وعبرت عن استعدادها للانضمام إليه هى وإسرائيل فى وقت لاحق .
وتراهن الولايات المتحدة الأميركية على الجزائر وعلى رئيسها عبد العزيز بوتفليقة بالذات الذى استقبل مرتين فى المكتب البيضاوى بالبيت الأبيض فى واشنطن خلال بضعة أشهر ، وهو تشريف لم يسبق أن حظى به أى رئيس دولة عربية أو إسلامية من قبل .
وقد برز ذلك أكثر حينما وجهت واشنطن دعوة إلى الرئيس الجزائرى بوتفليقة لحضور قمة مجموعة الثمانية الكبرى ( أميركا ـ فرنسا ، بريطانيا ، ألمانيا ، اليابان ، كندا ، إيطاليا ، وروسيا ) والتى ستعقد فى كندا خلال شهر يونيو " حزيران " المقبل لتقديمه كحليف يعتمد عليه .
ويرى المراقبون أن الجزائر تهدف من وراء هذا التعاون إلى الحصول على مساعدة الولايات المتحدة الأميركية لها للقضاء على معاقل الجماعات الإسلامية المسلحة ، وخصوصا فى منطقتى " الشلف " و " بجيجل " اللتين يستعصى على القوات الجزائرية الاقتراب منهما . وتنحصر هذه المساعدة فى غارات جوية أو بصواريخ موجهة من البوارج الأميركية المتواجدة فى البحر الأبيض المتوسط على أن تتولى القوات الأميركية حماية مناطق الغاز والنفط ، إضافة إلي تعويض السلاح الجزائرى الروسى بأسلحة أميركية متطورة لمواجهة التسلح المغربى الغربى المتزايد يوما عن يوم ، وتدريب الضباط العسكريين الجزائريين وتكوينهم فى الكليات الحربية المتقدمة والعصرية ، وكذلك تكثيف التعاون العسكرى المشترك بمناورات مشتركة مع جميع الأسلحة الجوية والبرية والبحرية وتقوية العلاقة بين الجزائر والحلف الأطلسى . أما ما تريده الولايات المتحدة من الجزائر بالإضافة إلى تعاونها غير المشروط معها فهما :
أولا : الإعلان عن تطبيع كامل للعلاقات مع إسرائيل وعدم إبقاء هذه العلاقة مستورة .
ثانيا : الالتزام باتخاذ مواقف معتدلة على مستوى الوضع فى الشرق الأوسط فى جميع اللقاءات العربية المشتركة بشكل يتماشى مع المواقف الأميركية وما تريده أميركا وإسرائيل .
وينقسم موقف القيادة العسكرية الجزائرية إزاء هذا التعاون إلي فريقين : الأول ، مساند لبوتفليقة ويتكون من معظم الجنرالات والثانى ، يقوده الأخضر الإبراهيمى الذى يرى فيه البعض بديلا لبوتفليقة فى حالة ما إذا تطورت الأمور وسارت إلي غير ما يخطط له الأميركان ، وخصوصا أن أميركا وكما يعلم الجميع ليس لها أصدقاء مقربون ولا خصوم مبعدون ، وإنما لها مصالح فى العالم ، وأصدقاؤها هم من يخدمون مصالحها ، وأعداؤها هم من يضربون هذه المصالح . ولكن يبقى السؤال : هل ستتحول الجزائر إلى أفغانستان ثانية ؟
((وَاتَّقُوا يَومًا تُرجَعُونَ فِيهِ إِلَى الله ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفسٍ مَّا كَسَبَت وَهُم لاَ يُظلَمُونَ))