تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : عالم المرأة الوفاء الزوجي



بو حمود 11
27-08-2002, 11:25 AM
الوفاء الزوجي



إن الثبات على صدق الوفاء من أفضل ما تتحلى به النساء، و لهذا (درجت المرأة المسلمة على مواتاة زوجها و مصافاته، و استخلاص نفسها له، و احتمال نبوة الطبع منه، و أكثر ما كان صفاء نفسها، و سماح خلقها و عذوبة طبعها، إذا استحال الدهر بالرجل فرزأهُ في ماله، أو نَكَبَهُ في قُوَّته، بدَّله بكرم المنصب، و روعة السلطان، أعرافاً من السجن، و أصفاداً من الحديد.
بل لقد كان وفاؤها له بعد عفاء أثره، وامِّحاء خبره، عديل وفائها له و هي بين أفياء نعمته، و أكناف داره، و كان إيثار الإِسلام له بمَدِّ حدادها عليه أربعة أشهر و عشرة أيام، لا تتجمل في أثنائها ؛ و لا تزدان ؛ و لا تفارق داره إلى دار أبيها - سُنَّةً من سنن هذا الوفاء، و آية من آياته.
لذلك كانت المرأة المسلمة ترى الوفاء لزوجها بعد الموت، آثر مما تراه لأبيها و أمها و ذوي قرابتها، فكانت تؤثر فضائله، و تذكر شمائله في كل موطن و مقام، بل ربما عرض ذكره و هي بين خليفته من بعده، فلا تتحرج في ذكر فضائله و تفضيله إن كانت ترى الفضل له).
و من حديث ذلك أن أسماء بنت عُميس كانت لجعفر بن أبي طالب، ثم لأبي بكر من بعده، ثم خلفهما عليٌّ رضي الله عنه، فتفاخر مرة ولداها محمد بن جعفر و محمد بن أبي بكر، كل يقول: "أنا أكرم منك، و أبي خير من أبيك"، فقال لها عليٌّ: "اقضي بينهما يا أسماء"، قالت: "ما رأيت شابّاً من العرب خيراً من جعفر، و لا رأيت كهلاً خيراً من أبي بكر"، فقال عليٌّ: "ما تركتِ لنا شيئاً، و لو قلتِ غير الذين قلت لمَقتُّكِ!" فقالت أسماء: "إن ثلاثاً أنت أَقَلُّهم لخيار".
و أوصى أبو بكر رضي الله عنه أن تُغَسِّلَه أسماء بنت عميس رضي الله عنها، ففعلت، و كانت صائمة، فسألت من حضر من المهاجرين: و قالت: "إني صائمة، و هذا يوم شديد البرد، فهل عَلَيَّ من غُسل؟"، فقالوا: "لا"، و كان أبو بكر رضي الله عنه قد عزم عليها لمَّا أفطرت، و قال: "هو أقوى لك"، فذكرت يمينه في آخر النهار، فدعت بماء، فشربت، و قالت: "و الله لا أُتْبِعُهُ اليومَ حِنْثاً".
و من ذلك أيضاً ما رُوِيَ من أن النساء قُمْنَ (حين رجع رسول الله صلى الله عليه و سلم من أُحُد يسألن الناس عن أهلهن، فلم يُخْبَرْن حتى أتين رسول الله صلى الله عليه و سلم، فلا تسأله واحدة إلا أخبرها، فجاءته حَمْنَةُ بنت جحش، فقال: "يا حَمْنَةُ، احتسبي أخاك عبد الله بن جحش"، قالت: "إنا لله و إنا إليه راجعون، رحمه الله، و غفر له"، ثم قال: "يا حمنة، احتسبي خالك حمزة بن عبدالمطلب" قالت: "إنا لله، و إنا إليه راجعون، رحمه الله، و غفر له"، ثم قال: يا حمنة احتسبي زوجك مُصعب بن عمير"، فقالت: "يا حَرَباه"، قال النبي صلى الله عليه و سلم: "إن للمرأة لشُعبة من الرجل ما هي له في شيء")، و لعمرك إن في قول رسول الله صلى الله عليه و سلم لبلاغاً لما أوثرت المرأة به، وَ أَبَرَّتْ فيه من فرط الحنو على زوجها، و فضل الوفاء له بعد موته.
(المصدر/عودة الحجاب….الكاتب/إسماعيل المقدم)

wildkitty
29-08-2002, 09:37 AM
:) شكرا على الموضوع

بو حمود 11
31-08-2002, 11:19 PM
أهلين أهلين أهلين :D