المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : آداب التوبة



خادم الدعـوه
28-03-2004, 06:47 PM
اعلم أيها العزيز!.. أن التوبة من المعاصي أول طريق الســالكين إلى الله تعـــالى ، وهي رأس مال الفائزين ، ومفتاح استغاثة المريدين ، وأصل نجاة الناجين

وقد وردت الآيات والأخبار الصحاح في فضل ذلك ، ويكفي مدحاً لها قول أصدق الصادقين في كتابه الكريم:
{ إن الله يحب التوابين } . البقرة /222 .. وقول النبي (ص) : التائب من الذنب كمن لا ذنب لـه.
وقد ذكرتْ معان عديدة للتوبة ، فمنها :

المعنى الفقهي: وهو ترك المعاصي في الحال ، والعزم على الترك في الاستقبال ، وتدارك ما يمكن تداركه في المآل.
ومن معانيه : خلع لباس الجفاء ، ثم نشر بساط الوفاء .
ومن معانيه : مطلق الندم.
وعلى أي حال ، لا إشكال في وجوبه عقلاً وشرعاً بلا تأمل ، إذ لو علمت انحصار السعادة الحقيقية الأبدية في لقاء الله تعالى ، لعلمت أن المحجوب عنه شقي محترقٌ بنار الفراق في دار البوار ، ومن المعلوم أن من أغلظ الحجب : حجاب اتباع الشهوات وارتكاب السيئات ، لكونه إعراضاً عن الله تعالى بمتابعة الشيطان والهوى ، بل بعبادتهما في الواقع ، لما روى من أنه : من أصغى إلى ناطق فقد عبده

ثم اعلم أيها الأخ الأعز!.. أنك لا تخلو من المعصية في جــوارحك من: الغيبــة ، والإيـذاء ، والبهتـان ، وخيـانة البصـر وغيـرها من صنـوف المعاصي ، ولـو فـرض خلـوك منها ، فإنك لا تخلو عن الرذائل في نفسك والهمّ بهـا ، وإن سلِمت منها فلا أقل من الخواطر المتفـرقة المذهلة عن ذكر الله ، ولـو سلِمت منها أيضاً فلا أقـل من الغفلة والقصـور في معـرفة الله وصفات جمـاله وجلاله وعجائب صنعه وأفعـاله ، ولا ريب في أن كل تلك الأمور ، من موجبـات النقص التي ينبغي تداركهـا ، ولذلك وجبت التوبة في كل آنٍ من الآنات .. إذ قــال أشرف المخلوقات (ص) :
(إنه ليغان على قلبي ، حتى استغفر الله في اليوم والليلة سبعين مرة )المستدرك 5/ص320..


وأما حاله حين ارتكاب المعصية : فإنه لا بد أن يشتد عندها خوفُه ، لأن مالك الملوك - جلّ شأنه العظيم - حاضر لديه ، وناظر إليه ، والعبد في محضره يهتك حرمته وهو يعلم أن كل ما في الوجود ، جنود مجندة بين يدي مولاه ، بل جوارحه التي عصى بها ، فإنها طوع إرادته في أن يعاقب بها من يريد .
وليعلم أن العودة إلى التوبة ، مما يُحمد عليها في أية مرحلة من مراحل المعصية..
وأما حاله بعد المعصية وغلبة الشهوة : فأنه يجب عليه المسارعه الى التوبة ، لئلا يُلقي الشيطان في روعه اليأس قائلا : إنك عصيت عن عمدٍ والتفـــات ، فما فائدة التوبة بعد ذلك ؟

فكيف لا يعـود العـبد إليه وهو الراحم لمن لا راحم له ، وهـو الذي تسمى بالوهّاب لكثرة جوده ، وهو الذي عند حسن ظن عبـده المؤمن ..كـل هـذه الأمـور تدل بوضوح على أن العبد إذا لم يكن متمرداً على المـولى ، فإن الرحمـة الواسعة شاملة له ، إلا إذا قبُحت الرحمة في حقه


خادم الدعوة المباركه

Pr.Game
28-03-2004, 09:09 PM
جزاك الله خير أخوي :) خادم الدعوه