المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صورة.. أو بضع صورة..



MetalGear
12-06-2004, 08:44 PM
هاهو يعود إلى المنزل في آخر ليل هذا اليوم.. هناك شعور بالوحدة – ليس كذلك المعتاد.. كلا – هناك ما هو أكبر من ذلك بكثير ..!!

منذ يوم فقط، نما واشتعل فيه هذا الشعور، لم يكن يحس بهذا الشعور.. ولو كانت المدة أسبوعا..

أليس من المفترض أن يكون سعيدا ؟! وخصوصا انه قضى ليلة وسهرة رائعة برفقة أشخاص تمكنوا من جعله سعيدا ولو للحظات ! مع ذلك كان ذلك الإحساس يوقظه من وقت لآخر، يوقظه من فرحته، كنت أسمع صوته يقول له "لا تفرح.. فلا زلت بداخلك !"

مر عليه كالدهر ..اعتاد الهاتف بجواره، كان مجرد التفكير فيها يجعل هذا الهاتف يرقص فرحا على أنغامه برشاقة، مصورا صوتها من الطرف الآخر من السماعة.. لم يكن عليه إلا أن يفعل ذلك، إذ كانت الأرواح، القلوب، هي صلة الوصل بينهما !!

مر يوم على عودته، كان أكثر من اشتاق إليه هذا الهاتف العزيز، اشتاق إلى رنينه، إذ أصبح يرى في كل رنة هاتف رنته، وكاد يسمع صوتها في صوت كل امرأة عاشقة يراها –إذ الحب يكتب على الجباه-.. فتمر على باله، ولا تلبث إلا وتنطلق شرارة حبها.. التي لا تبقي أخضرا أو يابسا فيه إلا وأكلته...

قال أحدهم "من الجنون أن نقضي الثواني، الدقائق، الساعات وربما الأيام بانتظار ردهم".. نعم، أعتقد أنه من تلك الفصيلة! طالت مدة انتظاره لتلك اللحظة التي ترفع فيها سماعة الهاتف وتتجه بها إليه.. لقد تخطت حاجز الأيام، وربما الأسابيع حتى أصبح يترك جسده بقرب الهاتف إذا غابت روحه للحظات لتلتقط أنفاسها..

لحسن حظه.. اصطدمت غيبتها بإحدى تلك الحواجز.. سمع صوت ذلك الهاتف الصامت.. أصبح شبه معتادا على سكوته.. وبقائه هادئا، أصم أذنه هذا الصوت الذي غدا له غريبا للحظات، فقد اتفقت مع هذا الأصم على البقاء الهادئ، لأول مرة منذ كان حيا حقيقيا يتفق في حضوره أمران، ولسوء حظه، كانت بداية الاتفاق أن لا اتفاق، على الأقل، على ما انفق تلك المدة في انتظاره، وبحثا عنه !

مع انه كاد ألا يفعل.. وليبقي على بعض كبريائه الذي انثنى خلال الأيام.. قام بحركة متكلفة، أراد أن يظهر –لشخص ما- أنه مازال ذلك المحب الأول.. لكنه فشل! كاد أن يسقط أرضا وهو في طريقه إليها.. خانته تعابير أقدامه حينها !! اقترب من ذلك الصامت المزعج، ونظر إليه لثوان ما لبث أن مد يده إليه ببطء، رفع سماعته حتى يتوقف عن الرنين، ولأنه لا يزال تحت صدمة الاتصال، تردد كثيرا قبل أن يضع هذه السماعة على أذنه، لقد نسي كيف توضع أصلا! قاطعه صوت عال شق طريقه منها، عاد وانتبه، اقترب من مصدر هذا الصوت وعيناه تشخصان إلى الأعلى...


To Be Contenue..:)
بس نشوف رأيكم إلى الان كيف :09: ؟!

..daredevil..
12-06-2004, 08:49 PM
مر عليه كالدهر ..اعتاد الهاتف بجواره، كان مجرد التفكير فيها يجعل هذا الهاتف يرقص فرحا على أنغامه برشاقة، مصورا صوتها من الطرف الآخر من السماعة.. لم يكن عليه إلا أن يفعل ذلك، إذ كانت الأرواح، القلوب، هي صلة الوصل بينهما !!
صراحة عجبني المقطع هذا... وطريقة القاء جيده..

وبليز كمل :bigeyes:

ابتسامــــــه
12-06-2004, 09:37 PM
موفق ان شــــــــــــــــــــــاء الله




:)

MetalGear
12-06-2004, 11:08 PM
مشكورين على ردودكم الحلوة.. وانتظروا التكملة ;)


:ciao:

Y a z e e d
12-06-2004, 11:33 PM
اكـمـل ,,, وإنــا لـمـوعـودون بــإبداع ...
اسلوب جميل ... وسرد لطيف ...

دمت مبدعا ...

MetalGear
14-06-2004, 01:19 AM
اكـمـل ,,, وإنــا لـمـوعـودون بــإبداع ...
اسلوب جميل ... وسرد لطيف ...

دمت مبدعا ...

مشكور حبيبي على ردك اللطيف ;)

MetalGear
14-06-2004, 01:29 AM
(2)


إنه صوتها، ذلك الصوت الذي طالما انتظره وأعد له الكثير والكثير من الكلمات، توقع أن يسمع ما كان ينتظره، كلمات عن الحب، الاشتياق، اللقاء والحاضر الذي يريد أن يكمله سعيدا، رتب أفكاره وأعاد النظر في كلماته التي سيلقيها، حتى انه اعتدل في جلسته وأخذ يظهر مظهرا مختلفا !!

بعد كل هذا الترحيب والإعداد... تصدمه الكلمات التي يسمعها منها، من الطرف الآخر، من جنسه الآخر! حاول أن يفهم ماذا يقال؟ ولكن.. كانت الريح التي نفثتها من سماعتها أقوى منه، قلبت أوراقه، أصابت كلماته بالجمود، أصابته بالبرد بعد أن فتح معطفه على مصراعيه ليضمها, وليدخل من ساح إلى قلبه مرة أخرى ! بعد ان تعرض لتلك الصدمات، حاول أن يعيد النظر في كونه يقظا، أو في كونه حيا على الأقل، ظل جامدا لفترة، على تلك الهيئة التي أراد أن يظهرها لها، هيئة ذلك الرجل الذي أعياه البعد، ذلك الرجل المحب المخلص...

سقطت السماعة من يده.. لم يتكلف عناء وضعها بمكانها، فقد انتهى –باعتقاده- دورها في هذه الحياة.. لم تعد ذات فائدة تذكر.. إن كانت لا ترسم لنا من نريد.. من نحب !!

بدأ في المشي ببطء، فقد لا يزال تحت وطأة الخبر، لا يزال مصابا بدوار الهاتف! أخذ يجر الخطى... وأخذت خلفه تتساقط الأوراق.. وتتبعثر الحروف، لا ينقصها سوى بعض من الدماء والدروع، لتصبح إحدى ساحات المعارك الطاحنة، وموقعة من المواقع الحمراء، لكنها تختلف عنها في الضحايا.. فالضحية هنا.. حروف وكلمات.. أوراق وقلوب.. لن تكفن ولن تدفن.. لن يقام عليها الحداد.. ولكن سيوقف عليها دقائق صمت كثيرة.. من قبل شخص واحد.. المهزوم الوحيد في هذه المعركة!! أكمل طريقه إلى مكان ما.. وحينها.. لم يعد يظهر في الصورة!

لم انتظر الكثير حتى عاد.. لم اعرفه بداية، إنه لا يشبه ذلك الحزين البائس الذي عرفته.. اعتقدته مخلوقا قادما من صورة أخرى.. فلم أعد أعر سوى الهزائم في هذه الصورة.. أنستني فعلا أي معنى للفرح أو السعادة! عاد مبتسما.. كامل الخطى، رافعا رأسه، توقعت أنه رآها خارجا أو أنها عادت وتوسلت إليه؟!.. لم أعرف ولم أكن لأعرف أنه تمكن منها! فلم يقتلها أو ينهي عليها، بل فعل ما هو أكبر من ذلك بكثير.. لقد تخلص منها بطريقته.. أخرجها من قلبه! وعاهد نفسه على نسيانها، لم ينكر أنه أحبها يوما ما، ولكنها ليست اليوم أكثر من ماض مضى ولن يعود، ولو كان بيده أن يعيده ما فعل! أخذ ينظر إلى الأمام.. شرع يطهر جرحه وينظف قلبه من بقاياها.. ليكون مستعدا لاستقبال ضيفه التالي.. برغم علمه أنه سيطهر الكثير من الجروح.. وسينظف قلبه كثيرا كما سيزوره الكثير من الضيوف، فهو لا يستطيع إلا العيش مع ضيف ما، ورغم علمه أنه سيرحل يوما ما، إلا أنه لا يزال يحاول توطين ذلك الضيف.. ليجعله مالكا لقلبه إلى الأبد !

أخيرا.. هناك الكثير من الإطارات بداخلها الكثير من الصور.. لا يستطيع أن يراها إلا من عايشها لحظة بلحظة، أو روح بروح.. أو عاشها بنفسه وكان ذلك الطرف المهزوم.. عندها تستطيع أن تقول أنك رأيت صورة.. أو بضع صورة!

أمير العيون..

ثريول
14-06-2004, 01:25 PM
===
محارب نبيل يمسح سيفه
حزنه يملأ المكان
فيما وريقات ساقطة تهمس وتتطاير
والمطر ينهمر فوق طحالب سوداء
***
إعصار يتلوى فوق المياه
ويهشم الغابات
هذا الحزن له نكهة الموت
===

___
قد تكون مشاعر قائل هذه الأبيات نفس مشاعر صاحب التلفون , أعانهم ربهم .
___

عزيزي ميتل ,
فقط أقول , وبالأحرى فقط أفعل :
.. :congrats: ..

Pr.Game
14-06-2004, 04:16 PM
ما شاء الله كاتب مبدع

وقصة اكثر من رائعة

ووصف اكثر من دقيق

وفقك الله وجعلك نبراسا مضيئا وننتظر المزيد :)

MetalGear
14-06-2004, 09:37 PM
ثريول
===
أسعدتني كلماتك ..:)

أشكرك من الأعماق ..


BIG BOSS 3
=========
هذا من ذوقك :)

وشكرا لمرورك ;)