المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الرحالة الفرنسيون والاسبان إلى الجزيرة العربية



كن وحيدا
07-07-2004, 01:45 PM
للدكتور محمد الحناش

الرحلات مصدر من مصادر التأريخ للجزيرة العربية وطالما كان الاهتمام قليلاً بالرحالة الفرنسيين والتركيز على الرحالة الانجليز لاسباب قد تكون لغوية بالاساس، اما الرحالة الاسبان فعددهم أقل، لعب الرحالة الفرنسيون دوراً مهماً في التعريف بالجزيرة العربية من جميع المناحي:السياسية والاقتصادية والجغرافية وغيرها، كما لعبوا دوراً كبيراً في الصراعات الاقليمية والدولية بالعلم والجاسوسية.


لماذا الجزيرة العربية؟


الجزيرة العربية هي الارض المقدسة، ارض الرسالات السماوية وارض الانبياء، وهي مهد اللغة العربية، وهي ارض الحضارات القديمة والارض التي استغلقت اسرارها على العديد من الغربيين الذين كانوا يجهلون ما كان يدور بداخلها ومصدر قوتها، ولا عجب في ذلك فهي الارض التي عاش فيها شعب احتفظ باستقلاله على مر العصور فاستمر يقاوم دخول القوات الاجنبية التي دأبت على دخول أراضي الدول الأخرى بسهولة واستباحة حرمتها والتصرف في خيراتها تصرف المالك في ملكه.


الجزيرة العربية هي ارض اللغة العربية، لغة القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، وقد ظلت هذه اللغة لغة العلوم لقرون طويلة في جامعات غربية كثيرة، دون ان يتمكن الغربيون من الوصول الى مهدها.


وهي ارض الحضارات القديمة، تلك الحضارات التي لاتزال آثارها موجودة في مناطق كثيرة، وتكفي الاشارة الى الآثار التي تحتفظ بها المنطقة الغربية الوسطى والغربية الشمالية: العلا ومدائن صالح الاخدود في الجنوب، وارم ذات العماد، وابر في الشمال، والفاو في الوسط، وغيرها كثير.


وهي كلها مناطق تحتفظ باثار يسيل لها لعاب الغربيين وعلماء الآثار في العالم، كانت ولاتزال منطقة تجارية كبيرة، وتاريخ هذه التجارة ضارب في القدم، ويكفي ان نتذكر في هذا الصدد طريق الحرير الذي كان يجلب من الهند، وتجارة القهوة التي كانت تصدر من المخاء وغيرها من المناطق في اليمن وهي مهد الدعوة السلفية التي ظهرت في بداية النصف الثاني من القرن الثامن عشر، فاربكت حسابات الدول الغربية في تطبيق سياساتها الاستعمارية، التبشيرية ايضا. ووجود هذه الحركة كان قد اصبح يقض مضجع المبشرين الذين يودون اكتساح مناطق كثيرة في البلدان العربية، كما ان انتشار هذه الدعوة بسرعة اصبح يهدد مصالح القوى الاستعمارية التي كانت تحتل بعض دول الجوار.


كان الغربيون يجهلون الاجابة عن الاسئلة التالية: ما سر هذه القوة الكبيرة الكامنة في هذه الارض المقدسة، التي تدفع المسلم اينما وجد الى السفر اليها قاطعا آلاف الأميال متحملا الاهوال والصعاب ارضاء لضميره ولعقيدته التي يؤمن بها، وما السر في تمسك المسلم بدينه واستحالة جعله يرتد عنه؟ وما السر في انتشار اللغة العربية بين شعوب العالم، اذ انها الى حدود سنة 1632م كانت تدرس بها جميع العلوم في أكبر الجامعات في العالم؟ وماذا عن المذهب الذي جاء به محمد بن عبدالوهاب الذي انتشر في فترة وجيزة في جميع ربوع الجزيرة العربية، ومعه استطاع اتباعها السيطرة على سائر المناطق، ما سر قوته؟

كن وحيدا
07-07-2004, 01:46 PM
تابع




الجواب بكل بساطة يكمن في الاسس الربانية التوحيدية التي قامت عليها العقيدة «الاسلام» والجواب ايضا في اللغة العربية التي حملت هذه الرسالة السماوية وبلغت بواسطتها الى جميع اقطار المعمورة، والجواب اخيراً في عزيمة الشعوب العربية الاصيلة التي تمسكت بدينها وبعروبتها واتخذت منهما سلاحها القوي الذي تحارب به أعداءها.


في بداية الأمر وضعت القوات الخارجية نصب أعينها الاسلام في المقام الأول واللغة العربية في المقام الثاني، ولا عجب في هذا الربط، فاللغة العربية هي الأداة الرئيسة في فهم الاسلام والمسلمين، وعن طريقها يمكن العبور الى المجالات الأخرى، وفي مقدمتها محاربة الاسلام والمسلمين في عقر دارهم، ثم تطورت الاطماع الى الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وغيرها.


وفي سنة 1235م اقتنع المبشر الاسباني رايمو ندوس لولوس بان الاسلام هو العدو الاكبر للمسيحية، ومن ثم وجب محاربته عن طريق اتقان اللغة العربية، فأنشأ ديرا في ميرامار يلتحق به كل من يرغب الانخراط في مشروعه التبشيري.


في سنة 1311م اقرت الكنيسة الكاثوليكية في فيينا انشاء مدارس للغة العربية بهدف تكوين مبشرين (رجالا ونساء) لينتشروا في دول المشرق الاسلامية والسيطرة على شعوبها، وكان القصد من تكوين الفتيات الاوروبيات هو اعدادهن للزواج من قياديين شرقيين حتى يتمكن من خدمة قضيتهن من داخل البيت المشرقي نفسه، نجد هذا كله ملخصا في كتاب استردادا الارض المقدسة لمؤلفه الناشر الفرنسي َّيُقِّل مَُيِ الذي نشر في سنة 1306م، كما نجد فيه البرنامج الاستعماري الذي يرسم الطريق لشعوب أوروبا المسيحية لاحتلال الشعوب المسلمة تحت امرة المملكة الفرنسية.


ويقول عن اللغة العربية وعلومها المستشرق الفرنسي بوستل فلهلم المولود سنة 1501م المعروف بنهبه المخطوطات الشرقية ووضعها في مكتبات باريس وغيرها من المكتبات الغربية، يقول: «لا أحد يستطيع الاستغناء عن طرق العلاج في الطب العربي والادوية التي وصفها، ان محتوى ما قاله ابن سينا في صفحة أو صفحتين يزيد على ما ذكره جالينوس في خمسة أو ستة مجلدات ضخمة».


وعن اهمية تعليم اللغة العربية لابناء المسيحيين يقول:


«بوصفها لغة عالمية، فانها مفيدة في التعامل مع المغاربة والمصريين والسوريين والفرس والترك والمغول والهند، وهي لغة غنية بالمراجع، من تمكن من اجادتها سيتسنى له اختراق سائر اعداء العقيدة المسيحية بسيف الكلمة المقدس، ودحض حججهم بمعتقداتهم نفسها والطواف حول العالم بلغة واحدة فقط».


وبعد قيام الامبراطورية العثمانية على أنقاض الامبراطورية البيزنطية في القرن الخامس عشر الميلادي، ارسلت فرنسا أول سفير لها الى السلطان سليمان القانوني، عام 1535م، ثم تبعتها في ذلك بعض الدول الكبرى فعددت سفاراتها في دول المشرق.


بعد هذا التبادل الدبلوماسي شرعت الصحف الفرنسية في نشر الاخبار المتعلقة بسفرائها لدى الباب العالي واسرار قصوره ومغامراته الخاصة، فأغرت القراء بالقيام برحلات الى بلدان المشرق.


وكان الفرنسيون هم أول من بدأ ترجمة القرآن الى اللغة الفرنسية، حيث صدرت أول ترجمة له سنة 1647م.


وبطلب من لويس الرابع عشر ارسل القنصل الفرنسي في صيدا سنة 1660م مبعوثه الى الصحراء الى زعماء البدو يدعوهم الى الدخول في حوار مع الرهبان في الكنيسة المسيحية في جزيرة سيناء، وقد نشر مذكراته سنة 1717م التي يصف فيها حياة البدو وطريقة عيشهم ومدى تمسكهم بالاسلام، وغير ذلك مما يدل على مرحلة متقدمة كان قد وصل اليها الرحالة الفرنسيون في معرفة اسرار العرب وديانتهم.


جاءت بعد ذلك حملة نابليون على مصر سنة 1798م، وكان لها أثرها البالغ في تعرف الغرب على العالم العربي، وكانت حملته تضم الكثير من العلماء اغلبهم من الآثاريين، كما كان بينهم المهندسون والاطباء والمؤرخون ومنهم أيضا المستشرقون والمترجمون وغيرهم.


وبعدما فشلت حملة نابليون على مصر للاسباب التي افاض المؤرخون في شرحها، بدأ التفكير في اللجوء الى اساليب اخرى غير مباشرة، فبدأ يرسل مبعوثين الى بلدان الشرق، بعد ان يزودهم بتعليماته التي تهدف كلها الى تحقيق مكاسب فرنسا في بلدان الشرق، في اطار الصراع الدولي على المنطقة، وخاصة ضد بريطانيا. وقد صادفت هذه المرحلة احتداد الصراع بين الحركة السلفية والعثمانيين (الاتراك).


الصنف الأول للرحالة


كان أول المبعوثين الرحالة هو دومنغو باديا (علي باي العباسي): اسباني المنشأ، فرنسي الهوى، قبل سفره الى المشرق اقام عند سلطان المغرب في طنجة سنتين ابتداء من سنة 1803م، فزوجه من مسلمة، قابل محمد علي في مصر سنة 1806م، فحظي باحترامه وعنايته، وصل الجزيرة العربية سنة 1807م فنزل بيت مجاور لبيت شريف مكة.


كان يتقن اللغة العربية والفقه الاسلامي، ويدعي انه مسلم من سلالة العباسيين، وانه جاء الى مكة لاداء فريضة الحج مما جعله فوق الشبهات امام كل من جالسه من المسلمين.


في الاسكندرية قابل الاديب الفرنسي شاتو بريون، مما يعني انه كان يعمل لصالح الفرنسيين الذين كان يهمهم معرفة موقف المسلمين في المشرق من الحركة السلفية التي كانت قد ظهرت في وسط الجزيرة العربية قبل ذلك بأقل من نصف قرن.


بعد ان شارك في غسل الكعبة وحج رحل عنها في مارس 1807م، متجها من هناك الى رومانيا فالى فرنسا.


صادف وصول باديا الى الحجاز دخول اصحاب الحركة السلفية الى مكة، وعايش الحدث، مما مكنه من ان يقدم عنه وصفا كاملا ودقيقاً.


عندما عاد الى فرنسا استقبله الامبراطور وعمل مع أخ بونابارت، وكان يعرف في فرنسا باسم الجنرال باديا.


عاد مرة اخرى الى دمشق سنة 1818م قاصدا مكة، الا انه اغتيل في الطريق فوجد متقلدا صليبا، ويقال بأنه قتل على ايدي المخابرات البريطانية.


كان يحمل معه آلات لقياس الرطوبة كما كانت معه آلات فلكية استخدمها في تحديد المواقع على البحر الاحمر بدقة متناهية.

كن وحيدا
07-07-2004, 01:48 PM
تابع


علي باي العباسي اكبر جاسوس وعميل زار المنطقة، اذ انه شارك في مؤامرة دولية كانت تحاك ضد المنطقة في الخفاء في ذلك الوقت. وقبل ان يعرض فكرته على نابليون كان قد ناقشها في لندن مع اعضاء الجمعية الافريقية حيث كان الجميع هناك يؤكدون على ضرورة اكتشاف الجزيرة العربية، ومنها الى فرنسا علما بانه اسباني، وكلا الدولتين كانتا في حاجة الى معرفة المزيد من المعلومات عن هذه المنطقة.


ل.دي كورانسيز: 1800 ـ 1809م كتب عن «تاريخ الوهابيين: النشأة والتطور الى نهاية سنة 1809م». احد الذين رافقوا نابليون في حملته على مصر سنة 1798م، الجنرال ريموند كتب «مذكرة حول اصل الوهابيين» وهي عبارة عن تلخيص لما كان ينشره كورانسيز باسم مستعار في الصحف الالمانية).


ذي لاسكاريز: 1811م ارسله مستشارو نابليون للاستطلاع على الطرق البرية التي تؤدي الى الجزيرة العربية وكذلك بغرض التفاوض مع محمد بن سعود بن عبدالعزيز في الدرعية في امور تتعلق بمساعدة نابليون في محاربة العثمانيين وتيسير وصول فرق الجيش الفرنسي الى سوريا، ومن هناك الى الهند، مقابل أن تطلق فرنسا يد حكومة الدرعية في اليمن.


جاء الى الجزيرة العربية لمساعدة ضباط نابليون في اكتشاف الطرق البرية لتهييء عودة نابليون اليها. انطلق من حلب برفقة فتح الله الصايغ الحلبي. مات في القاهرة وبقيت اوراقه محفوظة في ارشيف وزارة الخارجية البريطانية.


كان يعاكسه بوركهارت في شوارع دمشق، ويتهمه بالتجسس لحساب بريطانيا. صادفت رحلة بوركهارت الى مكة دخول محمد علي اليها سنة 1831م.


اما ستيزن الروسي فكان كذلك في الجزيرة العربية في سنة 1811م، وقد نقل هذا الاخير المخطوطات العربية الى روسيا.

كن وحيدا
07-07-2004, 01:49 PM
موريس تاميزيه: 1834م كتب رحلة الى بلاد العرب: الحملة المصرية على عسير، ولذلك كان وجود موريس تاميزييه ضمن حملة محمد علي على الجزيرة العربية ليس غريبا، فقد اسهم الفرنسيون في اسقاط الدولة السعودية الاولى، من خلال اهتمامهم الشديد بالجزيرة العربية ومشاركتهم المكثفة في حملات محمد علي، حيث قام هؤلاء الخبراء بدور كبير في انجاح هذه الحملات من خلال رسم الخرائط التي تحدد طرق الحملة، وتحديد المواقع على تلك الخرائط، وكتابة تقارير مطولة عن احوال البلاد الاقتصادية والسكانية وغيرها، وهو ما اسهم بشكل كبير في تحقيق النصر على الحركة السلفية في فترة من الفترات (يذكر هنا تقرير كورانسيز وريموند وغيرهما).


الصنف الثاني


ليون روش: 1841 ـ 1842 (ضابط في الجيش الفرنسي ومترجم رسمي له الى اللغة العربية التي كان يتقنها تماما، خالط أهل الجزائر في جميع مرافق الحياة، واثناء الهدنة بين الامير عبدالقادر وفرنسا دخل روش في خدمة الأمير عبدالقادر ابتداء من سنة 1837م، ولازمه في حروبه الداخلية واجتماعاته واصبح احد كتابه الخاصين، ساعده الأمير عبدالقادر في تعلم اصول الدين الاسلامي، فاعلن اسلامه وزوجه من مسلمة، وبعد ان توترت العلاقة بين فرنسا والأمير سنة 1839م، عاد روش الى قومه بعد ان عرف اسرار الأمير، واعلن انه لم يكن مسلما يوما، وما هو الا جاسوس محترف.


في سنة 1841م ارسله الجنرال بيجو في مهمة تضعف من قوة الأمير عبدالقادر، وتفت في عزيمة المجاهدين معه، وباتفاق مع بعض اتباع الطرق الصوفية، صيغت فتوى «شرعية» تبيح لمسلمي الجزائر العيش تحت الحكم الفرنسي المسيحي، وعدم ضرورة اللجوء الى الجهاد، مقابل أن تحترم هذه الاخيرة ممارسة الشعب لطقوسه الاسلامية).

كن وحيدا
07-07-2004, 01:50 PM
شارل ديدييه (1845م) كتب في رحاب شريف مكة الأكبر، عبدالمطلب بن غالب (1851 ـ 1856م) وهو شاعر وأديب وصحفي، درس القانون وعلم النبات والرياضيات تحتوي رحلته على وصف للحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية في هذه الفترة، كما ان لها اهمية جغرافية تتعلق بوصف المناطق التي مر بها.


كان حاكم مصر في تلك الفترة هو عباس باشا بن طوسون باشا بن محمد علي (1848 ـ 1854) وهي السنة التي قتل فيها. انتقده ديديه لميله الشديد الى البريطانيين واستبعاد الفرنسيين من خدمة جده محمد علي ينقل ديديه الصراعات التي كانت بين المسئولين في تلك الفترة.


وصل ديدييه في فترة ولاية فيصل بن تركي على نجد (1843 ـ 1865م)، وقابل في جدة خالد بن سعود.


كانت فرنسا تقف الى جانب تركيا في حربها ضد روسيا لمصلحة لها في ذلك.


في هذه الفترة كان نابليون الثالث يحكم فرنسا (1808 ـ 1873م) وفي تركيا كان السلطان عبدالحميد الأول (1823 ـ 1861).

كن وحيدا
07-07-2004, 01:52 PM
تابع

شارل هيوبر: 1878 ـ 1884م، مكتشف نقش تيماء، أو حجر تيماء، التقى بالرحالة الهولندي هورخرونيه واختلف معه حول حجر تيماء، كما اختلف حول الحجر نفسه مع داوتي الرحالة الانجليزي وأوتينغ الرحالة الالماني.

جول جيرفيه كورتلمون: 1894 كتب «رحلة الى مكة وللحصول على فتوى مشابهة لتلك التي حصل عليها ليون روش. وكان أول رحالة استطاع التقاط صور للكعبة.

ألويس موزيل: قبل سنة 1910 ـ 1917م، مسيحي متزمت، درس اللاهوت في لبنان، جاء الى الجزيرة العربية وتداخل مع شيوخ القبائل منهم شيوخ قبيلة الرولة وفي بعض مناطق الصحراء الشمالية حيث عاش معهم أكثر من سنة، وشارك مع الحكومة التركية في وضع تصور لسكة الحديد دمشق ـ الحجاز. عاد مرة اخرى الى حائل سنة 1917م. كان يركز على الدعاية ضد الانجليز وخططهم في المنطقة الا انه عمل اخيرا لصالح المانيا.

الصنف الثالث

نصر الدين دينيه: 1929م، مسلم، ورسام فرنسي عاش في الجزائر، الف «الحج الى بيت الله الحرام»: يناقش نصر الدين دينيه القضايا الاتية: وصف المدينة المنورة، وصف مكة وصفا جيدا، حج وقابل الملك عبدالعزيز، اتخذ موقفا سلبيا من المحاجر الصحية، مبينا انه لا يفرض الا على الحجاج القادمين من المناطق التي لا تخضع للاستعمار الانجليزي، مثل الهنود، وهو يرى ان الحالة الصحية بعد التوحيد كانت قد أصبحت جيدة بل ممتازة، ولذلك كان لا يرى فائدة من الابقاء على المحاجر الصحية، اتخذ موقفا عدائيا من أوروبا، ودافع عن اللعة العربية مبرهنا على أنها لغة حية وليست لغة ميتة كما يزعم المستشرقون.

كن وحيدا
07-07-2004, 01:54 PM
تابع

رد على على زويمر الذي طعن في قوة الاسلام، اذ يرى ان اعتناق عدد من كبار علماء فرنسا الاسلام دليل على قوة الاسلام، يرى أن اسباب نكبات العرب تتلخص في انهم لم يقفوا الى جانب تركيا في الحرب العالمية الاولى، بل وقفوا مع بريطانيا، يشترك مع كورتلمون السابق في الدفاع عن موقف فرنسا الذي تتخذه لصالح المسلمين، وخاصة في تيسير أمورهم في ممارسة معتقدهم الديني، ومنه تيسير اداء فريضة الحج. لأن فرنسا هي الدولة التي ظهرت فيها حقوق الانسان. وهي الدولة التي انجبت نابليون الذي كان يبدي تعاطفا كبيرا مع الاسلام.

خصص خاتمة كتابه للقضايا الاتية: حيوية اللغة العربية، قوة الايمان في الاسلام، عداء اوروبا للاسلام، العداء شبه العلمي للاسلام، العداء الكهنوتي للاسلام.

لا يدرس المستشرقون اللغة العربية الا بغرض الحاق الضرر بالاسلام وباللغة العربية نفسها. مثلا: بسم الله الرحمن الرحيم: يرى فيها بعض المستشرقين أكثر من إله: الرحمن والرحيم، فيرد عليهم بأن أسماء الله الحسنى تصل الى تسعة وتسعين اسما، فهلا قالوا بأن هناك هذا العدد من الآلهة. كما يناقش تفسيرهم للآية الكريمة: وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم.. ب؟ ان الله طرد ابليس من الجنة لرفضه السجود لآدم وليس له، ويدافع عن الخط العربي، معتبرا اياه اما للفنون العربية، وهذه الأم الجميلة هي التي يريد المستشرقون سفك دمها. (ص: 129).

انطون زيشكا «1934م» صحافي فرنسي قام برحلة الى الجزيرة العربية فجابها من الشرق الى الغرب ومن الشمال الى الجنوب. التقى بمسئولين كثيرين في دول كثيرة في الجزيرة العربية، ونقل لنا انطباعاته عنهم وعن الشعوب التي اختلط بها أثناء رحلته، والسبب في رحلته يعود الى كون فرنسا أصبحت تخشى على مصالحها في دول الشرق التي كانت تستعمرها، خاصة بعد نجاح الملك عبدالعزيز بن سعود في ضبط الأمن في بلده، ظل يمارس تأثيره لزمن طويل على العراق والاردن وسوريا وفلسطين، لقد كان الوهابيون يوجدون على مسافة اقل من مئة كلم من الاراضي الواقعة تحت الوصاية الفرنسية ومنها آبار البترول بالموصل، وها هم أولاء اليوم يوجدون على مسافة اقل من مئة كم من جيبوتي، والاكثر خطورة من هذا كله هو اننا نجد التيار الاسلامي الذي بثه ابن سعود بدأ يظهر في كل بلدان افريقيا الفرنسية.

باعتبار فرنسا ملكة الاسلام لا يمكنها ان تتجاهل انتفاضاته وذلك رغم عدم تلقيها صدمات منه ظاهريا. فاذا تحققت الوحدة العربية التي دعا اليها فيصل العراق عاجلا أو آجلا بدعم من ابن سعود فان المغرب وتونس سيتأثران بها حتما، هذا على الرغم من كون عدد من العمالة المنتمين الى شمال افريقيا في فرنسا يفوق عدد الحجاج المتوجهين الى الحجاز. وهنا يكمن التهديد. ان الاسلام قطعة تتألف من أكثر من الف شريحة، الا انه قطعة موحدة على كل حال. فاذا حصلت الوحدة المنشودة فانه سيكون على فرنسا طوعا او كرها مراقبة هذه الممارسات. وهنا يكمن احد اسباب تحريرنا لهذه السيرة الذاتية للجزيرة العربية.

استاذ اللسانيات العامة والحاسوبية في جامعة الامارات

أخوكم

كن وحيدا

Hit_Man
07-07-2004, 02:55 PM
مشكور أخوي على الموضوع..بس مو جنه طويل شوية..