د.اسامة الحاتم
15-09-2004, 09:45 PM
كان في حجر القاضي إسماعيل بن اسحق يتيم ، فبلغ مبلغ الرجال ، وكانت أمه تريد رفع الحجر عنه ، وكانت أختها تعمل في دار الخليفة المعتضد بالله ، فطلبت أم اليتيم من أختها أن تكلم الخليفة ليطلب من قاضيه إسماعيل بن اسحق أن يرفع الحجر عن هذا اليتيم ، فكلمته المرأة ، فدعا المعتضد بوزيره عبيد الله بن سليمان وقال له : قل لإسماعيل القاضي يرفع الحجر عن فلان اليتيم .
فبلغ الوزير رسالة الخليفة إلى القاضي فقال القاضي : حتى اسأل عنه ـ أي عن عقله وحسن تصرفاته ـ ، ولما سال عنه القاضي لم يخبر عنه بخير فتركه تحت الحجر .
ومضى على ذلك مدة ، فعادت والدة اليتيم إلى اختها وسالتها ان تعاود سؤال الخليفة في ذلك ـ وكان المعتضد لا يعاود في أمر مرتين لخشونته وشدته ـ فعاودت المراة سؤاله فقال : ألست قد أمرت برفع الحجر عنه ؟
فقالت المراة : لم يرفع عنه الحجر بعد .
فدعا وزيره عبيد الله وقال له : أمرتك ان تأمر اسماعيل القاضي بان يرفع الحجر عن فلان اليتيم ، فقال الوزير : قد قلت له ذلك فقال : حتى اسأل عنه .
فقال الخليفة لوزيره : قل له يرفع الحجر عنه .
فذهب الوزير الى القاضي وقال له : امير المؤمنين يأمرك ان ترفع الحجر عن فلان .
اطرق القاضي ثم دعا بدواة وورق ، وكتب في الورقة شيئا وختمه ، ثم أعطى الورقة مختومة للوزير وقال له : هذا جواب امير المؤمنين ..!
استعظم الوزير ان يختم عنه القاضي شيئا ولكنه لم يقل شيئا احتراما لمكان القاضي اسماعيل من العلم والتقوى ، فاخذ الكتاب ودخل على المعتضد وقال : يقول القاضي ان هذا جواب امير المؤمنين .
ففتح المعتضد الكتاب وقراه ، ثم قال لوزيره وهو يعطيه الكتاب : لا تعاوده في مثل هذا الامر ثانية .
قرا الوزير كتاب القاضي الى الخليفة ، واذا فيه : بسم الله الرحمن الرحيم : (( يا داوود انا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله )) .
فبلغ الوزير رسالة الخليفة إلى القاضي فقال القاضي : حتى اسأل عنه ـ أي عن عقله وحسن تصرفاته ـ ، ولما سال عنه القاضي لم يخبر عنه بخير فتركه تحت الحجر .
ومضى على ذلك مدة ، فعادت والدة اليتيم إلى اختها وسالتها ان تعاود سؤال الخليفة في ذلك ـ وكان المعتضد لا يعاود في أمر مرتين لخشونته وشدته ـ فعاودت المراة سؤاله فقال : ألست قد أمرت برفع الحجر عنه ؟
فقالت المراة : لم يرفع عنه الحجر بعد .
فدعا وزيره عبيد الله وقال له : أمرتك ان تأمر اسماعيل القاضي بان يرفع الحجر عن فلان اليتيم ، فقال الوزير : قد قلت له ذلك فقال : حتى اسأل عنه .
فقال الخليفة لوزيره : قل له يرفع الحجر عنه .
فذهب الوزير الى القاضي وقال له : امير المؤمنين يأمرك ان ترفع الحجر عن فلان .
اطرق القاضي ثم دعا بدواة وورق ، وكتب في الورقة شيئا وختمه ، ثم أعطى الورقة مختومة للوزير وقال له : هذا جواب امير المؤمنين ..!
استعظم الوزير ان يختم عنه القاضي شيئا ولكنه لم يقل شيئا احتراما لمكان القاضي اسماعيل من العلم والتقوى ، فاخذ الكتاب ودخل على المعتضد وقال : يقول القاضي ان هذا جواب امير المؤمنين .
ففتح المعتضد الكتاب وقراه ، ثم قال لوزيره وهو يعطيه الكتاب : لا تعاوده في مثل هذا الامر ثانية .
قرا الوزير كتاب القاضي الى الخليفة ، واذا فيه : بسم الله الرحمن الرحيم : (( يا داوود انا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله )) .