- 
	
	
		
		
		
		
			المعتضد وقاضيه اسماعيل
		
			
				
					كان في حجر القاضي إسماعيل بن اسحق يتيم ، فبلغ مبلغ الرجال ، وكانت أمه تريد رفع الحجر عنه ، وكانت أختها تعمل في دار الخليفة المعتضد بالله ، فطلبت أم اليتيم من أختها أن تكلم الخليفة ليطلب من قاضيه إسماعيل بن اسحق أن يرفع الحجر عن هذا اليتيم ، فكلمته المرأة ، فدعا المعتضد بوزيره عبيد الله بن سليمان وقال له : قل لإسماعيل القاضي يرفع الحجر عن فلان اليتيم .
 
 فبلغ الوزير رسالة الخليفة إلى القاضي فقال القاضي : حتى اسأل عنه ـ أي عن عقله وحسن تصرفاته ـ ، ولما سال عنه القاضي لم يخبر عنه بخير فتركه تحت الحجر .
 
 ومضى على ذلك مدة ، فعادت والدة اليتيم إلى اختها وسالتها ان تعاود سؤال الخليفة في ذلك ـ وكان المعتضد لا يعاود في أمر مرتين لخشونته وشدته ـ فعاودت المراة سؤاله فقال : ألست قد أمرت برفع الحجر عنه ؟
 
 فقالت المراة : لم يرفع عنه الحجر بعد .
 
 فدعا وزيره عبيد الله وقال له : أمرتك ان تأمر اسماعيل القاضي بان يرفع الحجر عن فلان اليتيم ، فقال الوزير : قد قلت له ذلك فقال : حتى اسأل عنه .
 
 فقال الخليفة لوزيره : قل له يرفع الحجر عنه .
 
 فذهب الوزير الى القاضي وقال له : امير المؤمنين يأمرك ان ترفع الحجر عن فلان .
 
 اطرق القاضي ثم دعا بدواة وورق ، وكتب في الورقة شيئا وختمه ، ثم أعطى الورقة مختومة للوزير وقال له : هذا جواب امير المؤمنين ..!
 
 استعظم الوزير ان يختم عنه القاضي شيئا ولكنه لم يقل شيئا احتراما لمكان القاضي اسماعيل من العلم والتقوى ، فاخذ الكتاب ودخل على المعتضد وقال : يقول القاضي ان هذا جواب امير المؤمنين .
 
 ففتح المعتضد الكتاب وقراه ، ثم قال لوزيره وهو يعطيه الكتاب : لا تعاوده في مثل هذا الامر ثانية .
 
 قرا الوزير كتاب القاضي الى الخليفة ، واذا فيه : بسم الله الرحمن الرحيم : (( يا داوود انا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله )) .
 
 
 
 
 
 
 
 
 الدكتور اسامة الحاتم 
 
 
 
 
 
	
	
	
	
	
	
	
	
	
	
	
	
		
		
			
				 ضوابط المشاركة
				ضوابط المشاركة
			
			
				
	
		- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-  
قوانين المنتدى