المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية صحيفة أمريكية:الروس يخطفون نساء الشيشان



ابو فيصل احمد
22-10-2004, 11:55 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله

شيشان أون لاين أكدت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في عددها الصادره الثلاثاء 19-10-2004 أن القوات الروسية صعدت من عمليات اختطاف النساء الشيشانيات من منازلهن في الآونة الأخيرة. وروت الصحيفة الأمريكية أنه قبل شروق شمس أحد أيام أكتوبر 2004 اقتحم رجال مسلحون يرتدون ملابس مموهة وأقنعة سوداء منزل "زالبا مينتاييفا" في مدينة أرجون، صائحين هل "يوجد رجل بالمنزل؟" فأجابت زالبا: "كلهم ماتوا". وعندما لم يجد المقتحمون بغيتهم أخذوها وضربوا ابنتها بمؤخرة بنادقهم، وهددوا بقتل أي شخص يحاول التدخل، ثم وضعوها في سيارة، وأسرعوا مبتعدين عن المكان، حسبما روت ابنتها للصحيفة. وقالت بيتيمات أرساييفا، أخت زالبا: "لقد تعودنا أن يأخذوا (القوات الروسية) رجالنا، لكنهم الآن يأخذون نساءنا". وفي مدينة أرجون أيضا يؤكد أقرباء وجيران اختفاء امرأتين في الأسابيع القليلة الماضية، تنتميان إلى أسر لها صلات بالمقاومين. ويقول حامد محمدوفا -65 سنة- حضر رجال مسلحون إلى منزل ابنتي ساديوليفا -37 سنة وأم لأربعة أطفال- بينما كانت الأسرة نائمة قبل فجر يوم 12-9-2004. وتابع: "سمعت بعض الضوضاء عندما كانوا يتسلقون السور.. كانوا يرتدون أقنعة وملابس عسكرية. اثنان منهم وجها فوهة بندقيتهما إليّ. وكانت زوجتي تقول لهما لماذا أنتم خائفون منه؟ ماذا بوسعه أن يفعل لكم؟ لكنهم لم يجيبوا". وقالت تمارة -55 سنة- زوجة محمدوفا: "اعتقدنا أنهم جاءوا من أجل ابننا. لكنهم بدلاً من ذلك وجدوا زوجته سعدة الله". وأشارت مادينا محمدوفا إلى أنهم أشاروا إلى زوجة أخيها سعدة قائلين: "ها هي ثم انتزعوها من بينهم، وابتعدوا بها". وأخذ محمدوفا يجري خلف الشخص الذي بدا أنه القائد. بينما وجه هذا الشخص سلاحه نحوه مهدداً بقتله إذا لم يتوقف وأخذ الأطفال يصرخون: "لقد أخذوا أمنا بعيداً.. لا تأخذوها". وحتي الأن مضى على غياب سعدة أكثر من 5 أسابيع ولم تقر أي سلطة حكومية بوجودها في المعتقل. وقالت "واشنطن بوست" أن اختفاء النساء في الشيشان يقدم فهماً متعمقاً لكل من أسباب ونتائج عملية الاستيلاء على مدرسة بيسلان، التي أسفرت عن مقتل ما يزيد عن 330 شخصاً. وأوضحت أنه عندما ظهر "الأرامل السود" (كما يصف الروس المرأة التي تفجر نفسها)، في مشهد الأحداث منذ سنتين، وصفن كنساء ينتقمن لموت رجالهم. أما الآن فإن الروس -على ما يبدو- يأخذون بثأرهم لتلك الهجمات التي نفذتها المنتقمات. ونقلت الصحيفة عن ليدا يوسوبوفا التي تدير مكتب "النصب التذكاري" -وهي منظمة لحقوق الإنسان- بالعاصمة الشيشانية جروزنى أن نزعة الروس لاعتقال الرجال تحولت إلى النساء". وأضافت: "في الجولة الأولى من الحرب خلال التسعينيات لم يتفوه الجنود (الروس) بأي كلمة جارحة أمام امرأة. أما الآن فلم يعد هناك قداسة لأي شيء". وقالت ليدا: "لا يوجد رقم محدد بشأن عدد النساء اللاتي تم اختطافهن في الشيشان مؤخراً، لكن العدد يتجاوز العشرات على الأقل خلال الأشهر القليلة الماضية". وتابعت: "بعض النساء عدن مؤخراً إلى منازلهن، أما الباقيات فما زلن مفقودات"، مشيرة إلى أنه تم دفن جثامين 3 منهن في جروزني. وكشفت ليدا عن أنه "لأول مرة منذ بداية هذه الحرب الدائرة هنا التي خلفت الكثير من الضحايا، تصبح المرأة في مركز الأحداث". وتابعت: "كل امرأة تشعر بألم ما. لديها جرح ما ربما يندمل، لكن أخريات تنزف جروحهن بشكل متواصل". وأضافت: "نحن دائماً نطرح السؤال التالي: من الذي ساعد على ولادة الإرهاب؟". وتجيب أن "النظام (الحكومة الروسية) هو من ساعد على ولادة الإرهاب. لا أحد غيره". من جانبها قالت أولجا شربينينا نائبة مديرة مدرسة بيسلان الشمالية التي تعرض تلاميذها لعملية إختطاف الشهر الماضي أن إمرأتين كانتا ضمن مقتحمي المدرسة ترتديان ملابس سوداء، وتخفيان وجهيهما بوشاح، كما كانتا تضعان أحزمة ناسفة حول خصريهما". وتابعت: "توسل الآباء والمدرسون في صالة الألعاب الرياضية وكذلك مديرة المدرسة ليديا تاسليفا إلى المقتحمين أن يطلقوا سراح التلاميذ"، مشيرة إلى أنه تم إطلاق سراح الأطفال بينما بقي الكبار. وأردفت أولجا: "عندما دعوت إحدى المرأتين إلى أن ترحم الكبار، أجابتني: ومن رحم أطفالي؟ منزلي تم تفجيره، وقتل 5 من أطفالي؟". من جانبه زعم الجنرال جين إليا شابالكين المتحدث باسم الجيش الروسي عدم وجود أي اعتقالات للنساء في الشيشان، متهماً الأقارب الذين يتحدثون عن مثل هذه الحوادث باختلاقها لمساندة القائد الشيشاني أصلان مسخادوف. وقال الجنرال في اتصال هاتفي مع "واشنطن بوست": "لا أصدق الإشاعات التي ينقلونها (الشيشانيون) للمراسلين الأجانب". وتابع: "أنتم ضحية لدعاية مسخادوف. هذا هراء. هراء كامل". جدير بالذكر أن عدد الذين قتلوا في الشيشان خلال الحربين اللتين وقعتا في التسعينيات يقدر بنحو 200 ألف؛ فقد قذفت القوات الروسية العاصمة جروزني بأطنان من المتفجرات تفوق ما تعرضت له أي مدينة أوربية منذ الحرب العالمية الثانية. وما زالت القوات الروسية تمارس ما تطلق عليه "عمليات التطهير"، مستهدفة المدنيين الشيشان.