المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية قبسات من نور00 من سورة النور



أبو القعقــاع
03-01-2005, 10:24 AM
قبسات من نور00 من سورة النور

قبسات من نور00 من سورة النور " القبس 3 "


كلنا يعرف ما تعرضت له أم من تهمة على يدrالمؤمنين عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنها وعن أبيها زوج الرسول رأس المنافقين عبدالله بن أبي سلول في تلك الحادثة التي فضح فيها الله المنافقين وثبت فيها قلوب المؤمنين وهذه الآيات الكريمات من سورة النور تتعرض لهذه الحادثة00

قال تعالى00
إن الذين جاءو بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هوp خير لكم لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم {11}لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا إفك مبين{12} لولا جاءو عليه بأربعة شهداء فإذا لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون {13} ولولا فضل الله عليكم ورحمته في الدنيا و الآخرة لمسكم فيما أفضتم فيه عذاب عظيم {14} إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم {15} ولولا إذا سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم {16} يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا إن كنتم مؤمنين {17} ويبين الله لكم الآيات والله عليم حكيم {18} إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين ءامنوا لهم عذاب اليم في الدنيا و الآخرة والله يعلم وانتم لا تعلمون {19} ولولا iفضل الله عليكم ورحمته وان الله رءوف رحيم {20}

قبل البدء بمعرفة محتويات الآيات نقف على بعض المعاني المختصرة لبعض الكلمات الواردة في الآيات:

الافك00 من إفك الشيء إذا قلب وكل شيء قلبته ظهرا لبطن فقد افكته00 ومنه تسمية قرى قوم لوط بالمؤتفكات
والمراد به هنا0 أسوء الكذب وسمي افكا لان صاحبه قلب الحقيقة عن وجه الصواب إلى وجه الباطل
عصبة00 هي الجماعة من 3 إلى 10
كبره00 أي معظمه
فيما00 أي بسبب
افضتم00 أي خضتم
إذ تلقونه00 يرويه بعضكم عن بعض يقول هذا سمعته من فلان وقال فلان كذا وذكر بعضهم كذا
تشيع00 الشيوع يقصد به الفشو والانتشار
الفاحشة00 أصل الفحش التناهي في الشيء والمراد بها هنا الزنا
رءوف00 اسم من أسماء الله تعالى والرأفة اشد الرحمة أي لولا رحمته الشديدة بكم لعاجلكم بالعقوبة

- لهذه الآيات سبب نزول حيث نزلت في براءة عائشة رضي الله عنها من الذي رميت به00 وكان ذلك في غزوة المريصيع وهي غزوة بني فنزلوا منزلا فراحت تقضي حاجتها فانقطع عقد لهاrالمصطلق وكانت قد خرجت مع الرسول فتأخرت في طلبه حتى سافر الناس فحملوا الهودج على الجمل ولم يفقدوها لخفتها وعندما رجعت لم تجدهم فاضطجعت في محلها راجيه أن يفقدوها وكان صفوان يتأخر عن الجيش فلما قرب منها عرف أنها عائشة لأنه كان قد رآها قبل الحجاب فما زاد أن استرجع وأناخ البعير وولاها ظهره حتى ركبت وسار يقود بها ولم يكلمها قط فلما جاء يقود بها وحده هلك فيها من هلك00 " يعني في الحديث ونقل الخبر السيئ"

- العصبة التي خاضت في الخبر" عصبة منكم" هم حسان بن ثابت ومصلح ابن قتادة وحمنه بنت جحش رضي الله عنهم أجمعين

وعائشة وصفوان رضي الله عنهم هو خير لهم وكون ذلكr- وما حصل للرسول خير من جهة كون الله انزل فيه قرانا يتلى ويتعبد به وهذا أعظم منقبه00 ومن جهة المقذوف ومن يتصل به يؤجر على ما قيل فيه وفي ذلك شرف واجر كما في الحديث "عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك لغير المؤمن إن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له وان أصابته سراء شكر فكان خيرا له " وحادثة الإفك خيرا للمؤمنين00

- والذي تولى معظم الحادثة و أكثر من لفق هذه القضية وروجها وشجع على إفشائها هو عبدالله بن أبي ابن سلول

- " لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا إفك مبين"
لولا هنا يراد بها التنديم والتوبيخ أي كان الأولى أن يظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وان يستبعدوا سقوط أنفسهم في مثل هذه الطاهرة و أخوهم الصحابي المجاهد هما من أنفسهم فظن الخيرrالجريمة و امرأة نبيهم ولا يليق بصاحبه الذي لم يعلم عنهrبهما أولى فان مالا يليق بهم لا يليق بزوج نبيهم إلا خيرا وهذا ما فعله أبو أيوب و امرأته رضي الله عنهما فإنها قالت يا أبا أيوب أما تسمع ما يقول الناس في عائشة قال نعم وذلك الكذب أكنت فاعله ذلك يا أم أيوب قالت لا والله ما كنت لا أفعل قال لعائشة والله خيرا منك00

- " لولا جاءو عليه بأربعة شهداء فإذا لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون"
أي هلا جاء الذين افتروا الإفك على ما ادعوا وقوعه بأربعة شهداء يثبتون بهم صدق دعواهم وفي هذا بيان لعجزهم عن البينة وكذبهم وافترائهم00

- " إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم"
أي تقولون ما تقولون في شان أم المؤمنين وتحسبون ذلك سهلا يسيرا ولو لم تكن زوجة وهيr لما كان هينا فكيف وهي زوجة النبي الأمي خاتم الأنبياء وسيد المرسلينrالنبي الصديقة بنت الصديق رضي الله عنها وعن ابيها00
وفيه إرشاد للمؤمنين00 بحفظ ألسنتهم وعدم التحدث بغير علم حتى لا ينزل بهم العذاب بسبب كلامهم وفي الحديث " أن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها في النار ابعد ما بين السماء و الأرض"

- " ولولا إذا سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم "
أي هلا وهي لولا التحضيضية التي فات وقتها فانقلبت بالتوبيخ و التنديم أي هلا إذ سمعتموه قلتم لا ينبغي لنا أن نتفوه بهذا الكلام ولا نذكره لأحد 00 وهذا يدل على انه يجب على الإنسان إذا سمع إفك لا يتكلم به بل سيدافع عن المقول فيه ويقول هذا إفك ظاهر كبير00
وسبحانك00 تنزيه لله عما لا يليق به00
والمراد هنا التعجب من عظم الأمر والبهتان هو الكذب00 واختلف في وجه مناسبة قوله سبحانه مع قول القائل هذا بهتان عظيم00 وقيل المراد ننزهك أن ننتهك حرمتك فنقدم على مثل هذا الإفك الذي لا ترضى به فانك أعظم من أن ننتهك حرماتك00
وقيل بهذا الإفك مع ماله عندك من الكرامة00rالمراد تنزيه لك من أن تدنس امرأة نبيك

- " يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا إن كنتم مؤمنين"
في هذه الآية عظة من الله وحث للمؤمنين على عدم العودة إلى مثل هذا الافك00


- " إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين ءامنوا لهم عذاب اليم في الدنيا و الآخرة والله يعلم وانتم لا تعلمون"
هذه الآية فيها تأديب من الله عز وجل فيمن سمع شيئا من الفحش ألا يذيعه ولا يخبر به أحدا فان الله قد توعد بالعذاب على مجرد محبة أن تشيع الفاحشة بالعذاب الأليم في الدنيا وذلك بحد أو غيره كما في الحديث " لا تؤذوا عباد الله ولا تعيرونهم وتطلبوا عوراتهم فان من طلب عورة أخيه المسلم طلب الله عورته حتى يفضحه في بيته وبالعذاب الأليم في الاخرة00 وهذه المحبة الموعد عليها قد لا يقترن عليها قول أو فعل فكيف إذا اقترن بها قول أو فعل00


تعليق00 ما أكثر حوادث الإفك في زماننا فإذا كانت عائشة رضي الله عنها رميت بالفاحشة لأنها تخلفت عن الراحلة فكم من عائشة في زماننا ترمى وهي في بيتها وهذا ظلم عظيم 00 ويكمن الخطر في أن عائشة هذا الزمان التي رميت بالزنا ظلما لن تنزل الآيات لتبرئتها من السماء و إنما سيفضح من رماها على رؤوس الأشهاد يوم القيامة فالله الله في أعراض المسلمين والمسلمات إن لنا في هذه الآيات عبرة فمن معتبر يا عباد الله00
000000000000000000000000000000000
لنا عودة في القبس الرابع00