قبسات من نور00 منسورة النور

قبسات من نور00 من سورة النور " القبس 3 "


كلنا يعرف ما تعرضت له أممن تهمة على يدrالمؤمنين عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنها وعن أبيها زوج الرسولرأس المنافقين عبدالله بن أبي سلول في تلك الحادثة التي فضح فيها الله المنافقينوثبت فيها قلوب المؤمنين وهذه الآيات الكريمات من سورة النور تتعرض لهذه الحادثة00

قال تعالى00
إن الذين جاءو بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هوpخير لكم لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم {11}لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا إفك مبين{12} لولا جاءو عليه بأربعة شهداء فإذا لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون {13} ولولا فضل الله عليكم ورحمته في الدنيا و الآخرة لمسكم فيما أفضتم فيه عذابعظيم {14} إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هيناوهو عند الله عظيم {15} ولولا إذا سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانكهذا بهتان عظيم {16} يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا إن كنتم مؤمنين {17} ويبينالله لكم الآيات والله عليم حكيم {18} إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذينءامنوا لهم عذاب اليم في الدنيا و الآخرة والله يعلم وانتم لا تعلمون {19} ولولاiفضل الله عليكم ورحمته وان الله رءوف رحيم {20}

قبل البدء بمعرفة محتوياتالآيات نقف على بعض المعاني المختصرة لبعض الكلمات الواردة في الآيات:

الافك00 من إفك الشيء إذا قلب وكل شيء قلبته ظهرا لبطن فقد افكته00 ومنهتسمية قرى قوم لوط بالمؤتفكات
والمراد به هنا0 أسوء الكذب وسمي افكا لان صاحبهقلب الحقيقة عن وجه الصواب إلى وجه الباطل
عصبة00 هي الجماعة من 3 إلى 10
كبره00 أي معظمه
فيما00 أي بسبب
افضتم00 أي خضتم
إذ تلقونه00 يرويهبعضكم عن بعض يقول هذا سمعته من فلان وقال فلان كذا وذكر بعضهم كذا
تشيع00الشيوع يقصد به الفشو والانتشار
الفاحشة00 أصل الفحش التناهي في الشيء والمرادبها هنا الزنا
رءوف00 اسم من أسماء الله تعالى والرأفة اشد الرحمة أي لولا رحمتهالشديدة بكم لعاجلكم بالعقوبة

-
لهذه الآيات سبب نزول حيث نزلت في براءةعائشة رضي الله عنها من الذي رميت به00 وكان ذلك في غزوة المريصيع وهي غزوة بنيفنزلوا منزلا فراحت تقضي حاجتها فانقطع عقد لهاrالمصطلق وكانت قد خرجت مع الرسولفتأخرت في طلبه حتى سافر الناس فحملوا الهودج على الجمل ولم يفقدوها لخفتها وعندمارجعت لم تجدهم فاضطجعت في محلها راجيه أن يفقدوها وكان صفوان يتأخر عن الجيش فلماقرب منها عرف أنها عائشة لأنه كان قد رآها قبل الحجاب فما زاد أن استرجع وأناخالبعير وولاها ظهره حتى ركبت وسار يقود بها ولم يكلمها قط فلما جاء يقود بها وحدههلك فيها من هلك00 " يعني في الحديث ونقل الخبر السيئ"

-
العصبة التي خاضتفي الخبر" عصبة منكم" هم حسان بن ثابت ومصلح ابن قتادة وحمنه بنت جحش رضي الله عنهمأجمعين

وعائشة وصفوان رضي الله عنهم هو خير لهم وكون ذلكr- وما حصل للرسولخير من جهة كون الله انزل فيه قرانا يتلى ويتعبد به وهذا أعظم منقبه00 ومن جهةالمقذوف ومن يتصل به يؤجر على ما قيل فيه وفي ذلك شرف واجر كما في الحديث "عجبالأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك لغير المؤمن إن أصابته ضراء صبر فكان خيراله وان أصابته سراء شكر فكان خيرا له " وحادثة الإفك خيرا للمؤمنين00

-
والذي تولى معظم الحادثة و أكثر من لفق هذه القضية وروجها وشجع على إفشائها هوعبدالله بن أبي ابن سلول

- "
لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهمخيرا وقالوا هذا إفك مبين"
لولا هنا يراد بها التنديم والتوبيخ أي كان الأولىأن يظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وان يستبعدوا سقوط أنفسهم في مثل هذهالطاهرة و أخوهم الصحابي المجاهد هما من أنفسهم فظن الخيرrالجريمة و امرأة نبيهمولا يليق بصاحبه الذي لم يعلم عنهrبهما أولى فان مالا يليق بهم لا يليق بزوج نبيهمإلا خيرا وهذا ما فعله أبو أيوب و امرأته رضي الله عنهما فإنها قالت يا أبا أيوبأما تسمع ما يقول الناس في عائشة قال نعم وذلك الكذب أكنت فاعله ذلك يا أم أيوبقالت لا والله ما كنت لا أفعل قال لعائشة والله خيرا منك00

- "
لولا جاءوعليه بأربعة شهداء فإذا لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون"
أي هلاجاء الذين افتروا الإفك على ما ادعوا وقوعه بأربعة شهداء يثبتون بهم صدق دعواهم وفيهذا بيان لعجزهم عن البينة وكذبهم وافترائهم00

- "
إذ تلقونه بألسنتكموتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم"
أيتقولون ما تقولون في شان أم المؤمنين وتحسبون ذلك سهلا يسيرا ولو لم تكن زوجةوهيrلما كان هينا فكيف وهي زوجة النبي الأمي خاتم الأنبياء وسيد المرسلينrالنبيالصديقة بنت الصديق رضي الله عنها وعن ابيها00
وفيه إرشاد للمؤمنين00 بحفظألسنتهم وعدم التحدث بغير علم حتى لا ينزل بهم العذاب بسبب كلامهم وفي الحديث " أنالرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها في النار ابعد ما بينالسماء و الأرض"

- "
ولولا إذا سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذاسبحانك هذا بهتان عظيم "
أي هلا وهي لولا التحضيضية التي فات وقتها فانقلبتبالتوبيخ و التنديم أي هلا إذ سمعتموه قلتم لا ينبغي لنا أن نتفوه بهذا الكلام ولانذكره لأحد 00 وهذا يدل على انه يجب على الإنسان إذا سمع إفك لا يتكلم به بل سيدافععن المقول فيه ويقول هذا إفك ظاهر كبير00
وسبحانك00 تنزيه لله عما لا يليق به00
والمراد هنا التعجب من عظم الأمر والبهتان هو الكذب00 واختلف في وجه مناسبةقوله سبحانه مع قول القائل هذا بهتان عظيم00 وقيل المراد ننزهك أن ننتهك حرمتكفنقدم على مثل هذا الإفك الذي لا ترضى به فانك أعظم من أن ننتهك حرماتك00
وقيلبهذا الإفك مع ماله عندك من الكرامة00rالمراد تنزيه لك من أن تدنس امرأة نبيك

- "
يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا إن كنتم مؤمنين"
في هذه الآية عظةمن الله وحث للمؤمنين على عدم العودة إلى مثل هذا الافك00


- "
إن الذينيحبون أن تشيع الفاحشة في الذين ءامنوا لهم عذاب اليم في الدنيا و الآخرة واللهيعلم وانتم لا تعلمون"
هذه الآية فيها تأديب من الله عز وجل فيمن سمع شيئا منالفحش ألا يذيعه ولا يخبر به أحدا فان الله قد توعد بالعذاب على مجرد محبة أن تشيعالفاحشة بالعذاب الأليم في الدنيا وذلك بحد أو غيره كما في الحديث " لا تؤذوا عبادالله ولا تعيرونهم وتطلبوا عوراتهم فان من طلب عورة أخيه المسلم طلب الله عورته حتىيفضحه في بيته وبالعذاب الأليم في الاخرة00 وهذه المحبة الموعد عليها قد لا يقترنعليها قول أو فعل فكيف إذا اقترن بها قول أو فعل00


تعليق00 ما أكثرحوادث الإفك في زماننا فإذا كانت عائشة رضي الله عنها رميت بالفاحشة لأنها تخلفت عنالراحلة فكم من عائشة في زماننا ترمى وهي في بيتها وهذا ظلم عظيم 00 ويكمن الخطر فيأن عائشة هذا الزمان التي رميت بالزنا ظلما لن تنزل الآيات لتبرئتها من السماء وإنما سيفضح من رماها على رؤوس الأشهاد يوم القيامة فالله الله في أعراض المسلمينوالمسلمات إن لنا في هذه الآيات عبرة فمن معتبر يا عباد الله00
000000000000000000000000000000000
لنا عودة في القبس الرابع00