المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : || التـــوحيد البداية والنهـــاية .. بحث فلسفي قمت به ||



Kori
03-01-2005, 12:17 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

" أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله "

كلنا يعرف أن الشق الأول من الشهادتين يعرف بمصطلح " التوحيد " ..

فما هو التوحيد ؟؟


التوحيد هو أن تشهد أن هناك إله واحد في هذا الكون ,,
وهو خالق جميع المخلوقات وخالق الكون .. وهو الذي يسيطر عله ويتحكم به ..
وهو الذي يقوم بمحاسبه مخلوقاته .. ( في الدنيا أو يوم القيامة ) ..

أنا قمت بعمل بحث خلال الشهر الماضي ..
بحثي تطرق إلى موضوع التوحيد .. أصله ونشأته ..
وكيف انتهى .. هل المسلمون هم فقط الموحدون ؟؟
هل النصارى واليهود موحدون ؟؟
هل هناك جذور أقدم للتوحيد ؟؟

وهذه خلاصة ما توصلت إليه ...
التوحيد Montheism هو عكس تعدد الأله Polytheism الذي ساد في أمبرطورية الإغريق وأغلب عصور الفراعنة وأديان الشرق .. مثل الصينيون والهنود السيخ واليابانيون وغيرهم ..

أولاً : مراحلة وبداياته :

1 - يعتقد علوم الفلسفة ودارسين الاديان أن التوحيد نشأ في فترة مصر القديمة في إبان حكم الفراعة ....
وتحديداً في فترة الفرعون " أخناتون " Akhenaton ..
وحيث ظهر شكل من التوحيد ينص على أنه الوحيد " آتــون Aton " إله الشمس ...
هو الوحيد المستحق للعبادة ,,
ولكن هذه الفكرة اضمحلت بعد رحيل أختانون وعاد الفراعة إلى تعدد الآله ..

2 - المرحلة الثانية كانت في عصر العراق القديمة " Mesopotamia " ..
حيث تنص أسطورة " Enuma Elish " .. بأن " مورداك Morduk " خلق الكون بعد أن هزم تنين الماء العذب وتنين الماء المالح " Apsu & Tiamat " .. وتكون الكون من انشقاق جسم تيامات ..

( المـــاء غالباً استخدم في الأساطير القديمة كرمز للفوضى والخراب ..
لذى يقول النصارى بأن عيسى مشى على الماء .. بما يدل على أنه هزم الفوضى والدمار ..
وأنه إنسان كامل )

3 - في فترة الإمبراطورية الفارسية القديمة :
ظهر دين " الزرادشتية " والذي ينسب إلى الرسول " زرادشتي " ..
وكانوا يعتقدون أن " مـــازدا Mazda " حسم المعركة بين قوة الشر وقوة الخير ,,
ثم أصبح الإله الوحيد ...

4 - توحيد الإله أخيراً وصل في الأديان الإبراهيمية الثلاثة ( اليهودية .. النصرانية .. الإسلام ) .

ثانياً : اختلافات في معاني التوحيد :

رغم أني قد ذكرت تعريف في البداية للتوحيد ..
إلا أنه يعتبر تعريف ناقص غير كفؤ لتعريف التوحيد في باقي الأديان ..
فمنظور التوحيد يختلف ... في النقاط التالية :

1 - التوحيد في الثلاثة أديان الأولى نص على أن الإله وجد بعدما تصارع مع قوة الشر وغلبها ,,
وهذا ينافي ما جاء في الأديان الإبراهيمية .. حيث أن الإله لا يوجد من يكافئه أو يساويه ..

2 - يختلف مفهوم التوحيد في الأديان الإبراهيمة بشكل غريب :

أ - اليهود القدامى كانوا يعتبرون بوجود إله واحد YHWH,,
ولكنهم كانوا ينظرون إلا أنه لكل ملة إله خاص بها .. يعني أن إلاههم يختلف عن إله باقي البشر .. لذى هم على عكس النصاري والمسلمين ..
لا يسعون إلى التبليغ ونشر رسالتهم .. في أغلب أقسامهم ..

ب - النصارى يعتقودن أن الإله ثلاثة والثلاثة واحد ..

ج - نحن المسلمين نعتقد بوجود إله واحد خالق للكون .. وهو إله العالمين ..
لم يخلق ولم يولد .. ولم يمكن له شريك أو منازع ..

مراجع البحث :

- كتاب " The Sacred Paths of the West " لمؤلفه : " Theodore M. Ludwig "
- كلاس الفلسفة " The religions of the West "
- الإنترنت ...

وهذا ما توصلت إليه بعد بحث عميق ..
ربما كان عندي خطأ في ترجمة بعض الأسماء إلى العربية حيث أن بحثي كان باللغة الإنجليزية ..
أرجو من يريد نقل الموضوع إلى منتديات أو مواقع أخرى أن يعلمني وذلك تحت أمانة النشر العلمي ..
أنا أريد أيضاً أن أوصل نتائج البحث إلى دكاترة مثل الدكتور طارق السويدان ..
فمن يستطيع مساعدتي فأرجو أن لا يبخل علينا ..


14 - 09 - 2004

Rave Master
05-01-2005, 03:00 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

شكرا على الموضوع الشيق يا اختي kori وموضوعك الصراحة مبين انه متعوب عليه .... يعطيج العافية وإلى الأمام
وإن شاء الله نشوف لج مواضيع ياية كثيرة ... وتسلمين ..
اختج في الله : Rave Master

فاي
05-01-2005, 06:09 PM
بسم الله الرحمن الرحيم .. وبه نستعين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين ..





أخي / أختي : kori





أشعر بالمجهود الذي بذلته حضرتك في جمع هذا البحث من مصادر مختلفة ..


ولكن أتمنى أن تقرأ معي هذا البحث بهدوء ..


أولا : نشأة وتطور التوحيد ..


هذا ما يدعو به الفلاسفة في كل عصر وأوان .. فهم يدعوا أن التوحيد نشأ وتطور حتى وصل إلى ما نحن عليه الآن ..


وقد وددت أن أنقل كلاما طيبا في هذا الموضوع للأخت " أم عبد الهادي " – منتدى الاستاذ عمرو خالد بعنوان " دعوة للتفكر " .. تقول فيه :


حصل لي مع أستاذة علم الاجتماع فيالجامعة موقف ، وذلك عندما كنا ندرس مدخلاً لذلك العلم، فقد حدثتنا مرة فيمحاضرة عن النظام الديني وآراء العلماء فيه، -أمثال ماكس فيبر ودوركايم وتيلوروفريزر وغيرهم- أن الإنسان قد مر عبر التاريخ بمراحل دينية متعددة، متواكبة معمراحله الاقتصادية، مرحلة الصيد، ثم الزراعة، ثم الإقطاعيات الكبرى، ثمالرأسمالية....إلخ.





وأن الجزيرة العربية قد شهدتتطوراً دينياً مماثلاً، فقد مر الدين فيها بالمراحل التالية: الوثنية / عبادةالكواكب وتقديس مظاهر الطبيعة/ التأثر بالأديان السماوية/ التوحيد/ الدينالإسلامي...





يقصدون طبعاً أن التوحيد سابق علىالإسلام، بناء على وجود بعض الموحدين أمثال القس بن ساعدة والشاعر لبيد وغيرهما منعقلاء العرب الذين يسمون بالأحناف...





ولما كنت أعرف مدى تدين تلكالأستاذة، فقد انتظرت منها أن تنتقد هذا الكلام المعارض لبديهيات الدين، وحقائقالتاريخ، وتبين بطلانه، لكنها مضت في محاضرتها، وكأن ما ذكرته حقائق علمية مسلمبها!!....





فما كان مني إلا أن طلبت التعليقفي نهاية المحاضرة، وقلت لها: أستاذتي الفاضلة، إنك لم تبيني لنا أن الكلام الذيذكرته عن تطور الأديان والطقوس الدينية، والشعائر التعبدية، ما هو إلا محض أوهاموتخيلات لعلماء الغرب، وضعوها متأثرين بنظرية دارون للتطور، والتي كانت سائدة علىكل مجالات العلوم في ذلك العصر.





فدهشت مني.....





فمضيت أبين لها وللطلبة كيف أنالحديث عن تطور الأديان ينافي صريح القرآن الكريم الذي يبين لنا أن آدم أبو البشر،وأصل الإنسانية: {يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منهازوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء..... } (النساء1) ((رداً على أوهام عبد الصبورشاهين))





أن آدم عليه السلام (أبو البشروأبو الجنس الإنساني) كان مسلماً موحداً، يعبد الله تعالى على شريعة، تبين لهالحلال من الحرام، ويقرِّب أبناؤه لربهم تبارك وتعالى القرابين، فيقبل من صالحهم،ولا يتقبل من فاسدهم.....





ثم ضلت البشرية عن طريق الهداية،فأرسل الله تعالى نوحاً عليه السلام.... وهكذا....





بدأت البشرية مهتدية مسلمة،فاحتوشتها الشياطين، فأضلتها عن سبيل ربها، فأرسل الله تعالى رسله ليخرجوا الناس منالظلمات إلى النور...





فتاريخ البشرية الحقيقي، كمايبينه لنا الخبير العليم، الرقيب البصير، هو تعاقب بين الهداية والتوحيد، وبينالضلالة والشرك بمختلف أنواعه...





ولم يترك الله تعالى أمة منالأمم، ولا جيلاً من الأجيال إلا وأرسل له رسلاً لهدايته: {وإن من أمة إلا خلا فيها نذير}..(22 فاطر)





وإذا علمنا أن الفترة التي تسبقالبعثة المحمدية الشريفة، قد سمي أهلها بأهل الفترة، لأنها كانت أطول مدة زمنيةبقيت فيها البشرية دون رسالات سماوية، (رسالات... وليس أديان... لأن الدين واحد وهوالإسلام) وأن هذه الفترة كانت أقل من 600 عام، ما بين ميلاد السيد المسيح عليهالسلام، وبعثة النبي صلى الله عليه وسلم ، تبين لنا أن هذه الأحقاب التاريخيةوالتطورات التي يحدثنا بها علماء الاجتماع ويبنون عليها نظرياتهم، ما هي إلا وهمواختلاق، وأن من يرددها من المسلمين، ما هو إلا جاهل بدينه، أو جاهل بالأهدافالخبيثة من وراء تلك النظريات، أو مقلد للغرب تقليداً أعمى، فاقداً للقدرة علىالتمييز والنقاش.





هذه هي الحقيقة التي أكرمنا اللهتعالى بمعرفتها في محكم تنزيله، وحُجبت عن علماء الغرب العظام، فوضعوا نظرياتهمالاجتماعية وفق ظنونهم وأوهامهم وتصوراتهم...





فكيف نترك العلم اليقيني إلىالعلم الظني؟؟!!....
{وما لهم به من علم إن يتبعون إلاالظن وإن الظن لا يغني من الحق شيئاً}(النجم28)





ترى ماذا كان هدف علماء الاجتماعمن نظرية تطور الأديان هذه؟





وما هدف العلمانيين الذين أدخلوهاإلى مناهجنا على أنها حقائق علمية، من لا يؤمن بها متخلف رجعي، لا يعرف شيئا عنالعلم الحديث؟


الهدف يا إخوتي هو الوصول لعدةنقاط:





1- النقطة الأولى، أن الشريعة الإسلامية ليست ديناً ربانياً ووحياًإلهياً، وإنما هي نتيجة حتمية، لتطور البشر وتطور تفاعلاتهم وعلاقاتهم الاجتماعية،وتعقد بنيانهم الاجتماعي بما يتوافق مع نموهم الاقتصادي، والذي أدى إلى تطور طرقتفكيرهم بالجملة، ونظرتهم إلى الأديان بالخصوص....





هل لاحظتمالمطلوب؟؟...


أي أن الدين هونتيجة حتمية لتطور البشرية.... فهو ثمرة لهذا التطور..


وبالتالي.... فالدين نتاجبشري.





وهذا مربطالفرس.





2- النقطة الثانية: أن البشرية التي تسير في مدارج التطور، لن تقف عند هذهالنقطة، بل ستتجاوزها في مسيرتها التقدمية، فبعد أن وصلت إلى أعلى مستوى من التصورالديني، ألا وهو التوحيد في ظل شريعة الإسلام، فإنها ستتجاوز هذه المرحلة، وتصللمرحلة النضج والوعي والإيمان بالعلم وحده، والتحرر من المخاوف والأوهام الغيبية،التي تملأ الشعور بالخوف والوجل، فتجعل الإنسانيبحث عن قوى غيبية يرتبط بها بمسمىالدين...





فالعلم سيحرر البشر من الخوف،ويقتحم لهم عوالم المجهول، ويعطيهم مفاتيح الحقائق، فلن يبقى هناك أسرار ولا غموضيلجئهم إلى الإيمان بالأديان أو القوى الغيبية، ويتحقق التحرر الكامل، ولا تكونالسلطة إلا للعلم...





هذا ما كان الغرب يريد أن يثبتهليحرر نفسه من أي شريعة أو قانون، ويتحرر من سلطة الكنيسة التي كانت تقاوم العلموتعوق مسيرة التطور، ففر منها الإنسان الغربي، وطلقها طلاقاً لا رجعة فيه، وكفر بهاوبكل الأديان جملة وتفصيلاً، ولما أحس الإنسان بالضياع والقلق نتيجة العطش الروحيالذي أصابه، أعاد لكنائسه دورا هزيلا باهتا، لا يتعدى حدود يوم الأحد، كلما رغبببعض الروحانيات.





وجاء المستعمر لبلادنا، ليرسم لنامناهجنا وخططنا التعليمية، وتتلمذ على يده جيل من العلمانيين المستغربين، الذينتحكموا في وضع المناهج، وخطط العلم والتعليم، وتبنوا هذه الأفكار الملحدة، وأرادواأن يزرعوها رويدأً رويداً في عقول طلبتنا وأساتذتناومفكرينا.





وأشد ما آسف له أن أرى أناساً علىقدر كبير من الدين والتقوى، يرددون هذه الأوهام والمغالطات، بل ويستندون إليها فيإثبات عظمة الإسلام، وتفوق الإسلام، باعتباره الذروة التي وصل إليها تطورالأديان.





وهذا ما يفعله الزهد في تلقيالعلوم الشرعية، واكتساب الثقافة الإسلامية الواعية، والاكتفاء من الدين بالشعائرالتعبدية، مع الإقبال على كل الثقافات والعلوم الأخرى، دون سلاح ولا دروع، كالمحاربالشجاع يذهب ليقابل الدبابات والأسلحة الفتاكة بصدره الأعزل، ويحسب أنه سينصر بلدهأو قومه... تراه شجاع أم متهور؟





(طبعاً لم أقل كل ذلك الكلام فيتلك المحاضرة، فجمل سريعة منه كانت كافية لإقناع أستاذتنا الكريمة تلك، حفظها اللهوجزاها عنا خيراً )





إن مما يثبت بطلان نظريات علماءالاجتماع السابقة الذكر-حتى بالنسبة لمن لا يؤمنون بالقرآن- وأن هذه النظريات لاتستند إلا إلى أوهام واضعيها، واجتهاداتهم الخائبة في دراسة التاريخ من زاويةرؤيتهم الضيقة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما بعث بالإسلام، لم تكن العقولمهيئة أبداً لاستقبال تلك الرسالة –كما يزعمون- بل فوجئت بذلك أيما مفاجأة... { وعجبوا أن جاءهم منذر منهم، وقال الكافرون هذا ساحر كذاب. أجعل الآلهة إلهاً واحداًإن هذا لشيء عجاب. وانطلق الملأ منهم أن امشوا واصبروا على آلهتكم إن هذا لشيءيراد. ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة إن هذا إلا اختلق. أءُنزل عليه الذكر منبيننا، بل هم في شك من ذكري، بل لمّا يذوقوا عذاب}(سورة "ص"4 - 8)





وقد كانت جزيرة العرب تعجبالوثنية من عباد الأصنام إلى عباد الأشجار إلى عباد الكواكب إلى عباد الجنوالملائكة.... فأين هو التطور الديني الذي تسلم فيه مرحلة إلى مرحلة؟..
{ومنآياته الليل والنهار والشمس والقمر،لا تسجدوا للشمس ولاللقمر، واسجدوا لله الذي خلقهن إن كنتم إياه تعبدون} (فصلت 37)





{أفرأيتماللات والعزى، ومناةالثالثة الأخرى}( النجم 19– 20 )





{ولا يأمركم أن تتخذواالملائكة والنبيينأربابا،أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون} (آل عمران 80)





{وأنه كان رجال من الإنس يعوذونبرجال منالجنفزادوهم رهقاً } (الجن 6 )





كل أنواع الشرك هذه جنباً إلى جنبمع اليهودية والنصرانية....





فأين هو هذاالتطور...





ولا تقولوا أنني استدللت على هذابالقرآن، فتاريخ كل بلد وقبيلة وعبادتها معروف ومدون في كتب التاريخ، ويثبت ماأقول.





فأين هي الديانات التي تنتقل منمرحلة لمرحلة، وهاهو التاريخ شاهد بأن جميع الديانات كانت موجودة جنباً إلى جنب فيمرحلة واحدة وعصر واحد؟...





وهاهو عصرنا الحاضر يضم أناساً منمختلف الملل والنحل، فنجد اليهودية إلى النصرانية بمللهما المختلفة، إلى جانبالهندوسية والبوذية والمجوسية والبراهمة، فلِمَ لم ترتقي هذه المجتمعات، وتتسلق سلمالتطور الديني؟؟...





ولقد بلغت اليابان ذروة الرقيالتكنولوجي، والتطور والتعقيد في البناء الاجتماعي، ونظمه وأنساقه، ومع ذلك فلازالت عقيدتها هي عبادة بوذا، هذا الوثن ذا الكرش المنتفخ....





فليتنا نستيقظ أيها المسلمون،ونعي ما يدبره أعداؤنا لنا، ولا نقبل علومهم وثقافاتهم على أنها حقائق لا تناقش،ونبني عليها استنتاجاتنا وتحركاتنا، ونقيس إليها قرآننا وديننا، بل نعلم أن اللهتعالى قد أكرمنا بالحقيقة الثابتة في محكم تنزيله، فما تماشى معها قبلناه، وماناقضها طرحناه، مهما ساق له العلماء من دلائل، ونحن على يقين أن هذه الدلائلوالبراهين سيثبت زيفها وبطلانها يوماً ما، لأنها تناقض الحقيقة اليقينية التيأخبرنا بها العليم الخبير، في هذا الكنز العظيم الذي فضلنا به على سائر الأمم،وحملنا أمانته:
{وإنه لذكر لك ولقومك ولسوف تسألون}





أمستعدون أنتم لهذاالسؤال؟؟...





وهذا ينفي تماما موضوع نشأة التوحيد وتطوره .. فقد كان سيدنا آدم أبو البشر موحدا خالصا لله رب العالمين .. وبالتالي فلا مجال لهذه الأوهام التي يحاول أن يفرضها علينا الفلاسفة ..

فاي
05-01-2005, 06:10 PM
ثانيا : معنى التوحيد :


التوحيد


لغة:"الإيمان بالله وحده لاشريك له".


واصطلاحا:"معرفة الله تعالى بالربوبية ، والإقرار بالوحدانية ، ونفى الأنداد عنه جملة "، وهو بهذا المعنى حقيقة بسيطة تدور على إفراد الله تعالى بالعبودية، ونفيها عن كل ما سواه.


والتوحيد هو جوهر الإسلام ، بل جوهركل الأديان السماوية، وهو دعوة الرسل والأنبياء من آدم إلى محمد عليهم الصلاة والسلام. وجاء فى القرآن الكريم:{ولقد بعثنا فى كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت) النحل:36. ويقف الإسلام بخصيصة التوحيد هذه على الطرف المقابل للعقائد التى يتسع فيها مفهوم العبادة لغير الله تعالى، كائنا ما كان هذا الغير: جمادا أو حيوانا أو إنسانا أوكائنا خفيا كالجن والشياطين ، كما يقف على الطرف المقابل أيضا لكل المذاهب والفلسفات التى تؤمن بحلول الله فى غيره ، أو اتحاده بهذا الغير، أو تجسده فيه.


ولم ترد كلمة "التوحيد" بهذه الصيغة اللغوية فى القرآن الكريم ، وإنما وردت بصيغة "الواحد" وصفا لله تعالى اثنتين وعشرين مرة. كما وردت لها فيه صيغة "أحد" -وصفا لله تعالى- فى سورة الإخلاص فى قوله تعالى:{قل هو الله أحد}الإخلاص:1 ، وهذه السورة تعدل ثلث القرآن لما اشتملت عليه من بيان التوحيد الخالص الذى هو أصل الإسلام وذروة سنامه.


والتوحيد -فى هذا الإطار الواضح الميسر- هو العقيدة التى يحملها الإسلام إلى الناس كافة ويقدمها للبشر بحسبانها معيارا وحيدا يصحح بها علاقة الإنسان بالله -تعالى- عقيدة وعبادة. ورغم بساطة هذه العقيدة ووضوحها فقد شغلت مساحة هائلة من اهتمام العلماء والمفكرين والفلاسفة المسلمين ، ونشأت حولها تفسيرات وشروح وأفكار بالغة الدقة، شكلت "علما" مستقلا سمى بعلم التوحيد أو علم الكلام ، وظهر هذا العلم فى وقت مبكر جدا من تاريخ الإسلام ،ولازال يستمد مبررات وجوده من هذه العقيدة حتى يومنا هذا.


وقد نشأت على طول هذا التاريخ مدارس وفرق كلامية اختلفت رواها وتفسيراتها العلمية لأبعاد عقيدة التوحيد، لكنها لم تختلف حول المعنى البسيط لهذه العقيدة كما يقررها القرآن الكريم والسنة النبوية.


ومعنى "التوحيد" عند متكلمى أهل السنة والجماعة:إثبات الوحدانية لله تعالى فى ذأته وصفاته وأفعاله:فوحدانية الذات تعنى تنزيه ذاته تعالى عن الجسمية ولواحقها من تركب وتبعض وتحيز فى الجهة، وهو ما يعبرون عنه بنفى الكم المتصل عن الذات ، كما يعنى تنزيه الذات عن أن يكون له ند أوضد أو مثل أو شريك ، وهو ما يعبرعنه بنفى الكم المنفصل عن الذات ، وتعنى وحدانية الصفات استحالة التعدد فى الصفة الواحدة من صفات الله تعالى كأن تكون له قدرتان أو علمان.الخ. كما تعنى استحالة استحقاق الغيرلأية صفة من الصفات الإلهية.


أما وحدانية الأفعال فمعناها نفى مشاركة الغيرلله تعالى فى إيجاد شىء فى هذا الكون أو تدبيره.


وقد تشددت فرقة المعتزلة فى تنزيه التوحيد فاثبتوا الذات ونفوا الصفات ، وتشدد بعض الفلاسفة أيضا فمنعوا وصفه تعالى بالصفات الثبوتية، واكتفوا بوصفه تعالى بالإضافات والسلوب ، وذلك خوفا من انثلام "الوحدة" الإلهية أو لحوقما التعدد بها ، حتى لو كان التعدد فى الأوصاف. وهذان المذهبان يقابلان مذهب أهل السنة الذى يثبت لله تعالى ما أثبته لنفسه من صفات وأسماء كثيرة، والذى يرى أن كثرة الصفات لموصوف واحد لا تقدح فى وحدة الذات ، إذ الممنوع عقلا وجود أكثر من ذات أو جوهر يتصف كل منها بالألوهية أو تحل فيها المعانى الإلهية. ولعلماء الكلام من معتزلة واشاعرة وغيرهم براهين عقلية مطولة فى إثبات صفة الوحدانية لله وإبطال العقائد المعددة فى الألوهية بالتثنية أو التثليث أو الحلول أو الاتحاد... الخ.


والتوحيد عند شيوخ التصوف يستند -أيضا- إلى المعنى العام البسيط للتوحيد كما ورد فى القرآن والسنة، وقد عرض القشيرى فى مفتتح كتابه المسمى بالرسالة القشيرية لبيان اعتقادهم فى التوحيد بما لا يخرج عن مذهب أهل السنة والجماعة. غير أننا نلمس أبعادا أخرى -ذوقية- تقع وراء "المعنى البسيط" لعقيدة التوحيد، وتتمتل فى تقسيمه إلى مراتب تختلف باختلاف الموحدين ومدى مخالطة "بشاشة التوحيد" لقلوبهم ، فهناك توحيد العامة، وهو التوحيد الذى يقف عند المعنى العام لشهادة:ألا إله إلا الله ، وتوحيد الخاصة، وهو حالة لا يرى فيها العبد غير الحق ، وتسقط عنده الأسباب الظاهرة، فلا يرى لها تأثيرا رغم مباشرته إياها. ثم توحيد خاصة الخاصة، وهو التوحيد الذى اختص الحق -تعالى- نفسه به ، غيرأنه أظهر لبعض صفوته من هذا التوحيد لوائح وأسرارا. وطريق التوحيد فى المرتبة الأولى ملاحظة الشواهد والآيات والآثار، وفى المرتبة الثانية المكاشفات والمعاينات والأحوال من قبض وبسط وسكروصحو ومحو... الخ.


وتوحيد المرتبة الثالثة لا يقبل وصفا ولا تأخذه العبارة ولا النعت.


وما يقوله شيوخ التصوف فى مراتب التوحيد ليس مسلما لدى كثير من علماء الإسلام وفقهائه ،خصوصا: ابن تيمية، وابن القيم الذى انتقد هذه المراتب وفندها من وجهة نظر شرعية وهو يشرح منازل السائرين للصوفى الشهير:


أبى إسماعيل الهروى.


ويرى ابن خلدون أن المعتبر فى التوحيد ليس هو الإيمان فقط ، لأن الإيمان تصديق علمى، أما التوحيد فهو علم ثان ينشأ من العلم الأول ، والفرق بينهما أشبه بالفرق بين العلم بالشىء والاتصاف بهذا الشىء أو التحقق به.


أ.د/أحمد الطيب




مراجع الاستزادة :


- لسان العرب لابن منظور


- التعريفات للجرجاني


- حواش على شرح الكبرى للسنوسي صـ279 ط مصطفى الحلبي بمصر 1936


- لطائف الإعلام في إشارات أهل الإلهام لعبد الرزاق القاشاني تحقيق سعيد عبد الفتاح ط دار الكتب المصرية 1995


- مدارج السالكين لابن القيم مطبعة السنة المحمدية القاهرة 1956


- مقدمة ابن خلدون تحقيق على عبد الواحد وافي نهضة مصر




إضافة وتعليق:


نعم توجد أديان وأديان .. ولكن الدين عند الله الإسلام .. ولم تنزل أديان أخرى من عند الله ..


"إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِ " ( آل عمران – 19 )


وإنما كان الاختلاف بين الرسالات في الشرائع ..


" وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ " (المائدة – 48 )


إنما الدين واحد .. وقد بعث كل الرسل بالإسلام .. بإقرار القرآن الكريم :


فقد كان سيدنا نوح مسلما :


" وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُم مَّقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللّهِ فَعَلَى اللّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُواْ أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُواْ إِلَيَّ وَلاَ تُنظِرُونِ {71} فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِين " ( يونس – 72 )


وعندما قال فرعون أنه آمن بالذي آمنت به بنو إسرائيل ذكر أنه من المسلمين :


" وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْياً وَعَدْواً حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلِـهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ " ( يونس – 90 )


وعندما ذكر القرآن لوط وأهله :


" فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِّنَ الْمُسْلِمِينَ " ( الذاريات – 36 )


وأسلم سيدنا إبراهيم وبنيه :


" إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ {131} وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ {132} أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَـهَكَ وَإِلَـهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَـهاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ " ( البقرة – 131 : 133 )


أما سيدنا موسى :


وعن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم حين أتاه عمر فقال إنا نسمع أحاديث من يهود تعجبنا ، أفترى أن نكتب بعضها ؟ فقال: "" أمتهوكون أنتم كما تهوكت اليهود والنصارى ؟ لقد جئتكم بها بيضاء نقية ولو كان موسى حيا ما وسعه إلا اتباعي "" . رواه أحمد والبيهقي في كتاب شعب الإيمان .


تخريج الألباني : حسن ( إرواء الغليل – 1589 )




انتهى البحث بحمد الله ..




أختي الكريمة .. إن كنت مسلمة فاتمنى أن تكوني علمت الصواب ..


وإن كنت غير مسلمة أختي الكريمة فهذا ديننا وهذا توحيدنا ومعتقداتنا ..


وأدعو الله لك بالهداية ..




وبالنسبة لمخاطبة أحد العلماء فأنا لا أعلم موقع الدكتور طارق السويدان ..


ولكن يمكنك مراسلة الأستاذ عمرو خالد الداعية الإسلامي الشهير عن طريق موقعه ..


www.amrkhaled.net (http://www.amrkhaled.net/)




وجزاكم الله خيرا ..