المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التطبير و الحكم الشرعي



الآفــاق
19-02-2005, 03:33 PM
وهل تتوقعون أنّ الشيعة متنقعين في هذا المنتدى لكي تسألونهم؟

هم يعلمون أنّ هذا المنتدى يوقف العضويات وهو موقع متشدد يحرض على الإرهاب
فأنتم تشجعون ابن لادن على الأعمال الإرهابية التي تقوم في جزيرة العرب
هذا رأيي
إن كنتم تخالفوني
----------------

طيب يا اخونا لما انتوا عارفين عن المنتدى كده ليه بتتكلموا المهم مش هانوقف ولا حاجه

بس الرجاء من الجميع سنه وشيعه مراجعه قوانين القسم وشكرا_
+++++++++++


ابو خالد اثبت انك موكذاب
لقد اوقفتم عضويتي لأني دافعت عن ديني
وهي بهذا الاسم: الافاق
لو انك موكذاب كان ترجعها بس انت كذاب
وبتشوووووووووف
هذا موضوعي يثبت كذبكم وسوف ارانكم سوف تقفلونها مثل مامسحتو الموضوع والعضويه اوقفتموها عندما
وضعت هذا الموضوع
http://www.montada.com/showthread.php?p=3294547#post3294547

ابو خالد
19-02-2005, 05:40 PM
ابو خالد اثبت انك موكذاب
لقد اوقفتم عضويتي لأني دافعت عن ديني
وهي بهذا الاسم: الافاق
لو انك موكذاب كان ترجعها بس انت كذاب
وبتشوووووووووف
هذا موضوعي يثبت كذبكم وسوف ارانكم سوف تقفلونها مثل مامسحتو الموضوع والعضويه اوقفتموها عندما
وضعت هذا الموضوع
http://www.montada.com/showthread.php?p=3294547#post3294547 (http://www.montada.com/showthread.php?p=3294547#post3294547)

سامحك الله يا هذا على كل شىء
المهم انت بالفعل تستحق التوقيف واشكر من اوقفك تتكلم عن موضوع بالقسم العام
وما اقتبسته من كلامى يا هذا لم يكن موجها لك بل لهذا العضو وهذا نص الاقتباس الاصلى باسم صاحبه الذى حررناه رده

وهل تتوقعون أنّ الشيعة متنقعين في هذا المنتدى لكي تسألونهم؟

هم يعلمون أنّ هذا المنتدى يوقف العضويات وهو موقع متشدد يحرض على الإرهاب
فأنتم تشجعون ابن لادن على الأعمال الإرهابية التي تقوم في جزيرة العرب
هذا رأيي
إن كنتم تخالفوني
----------------

طيب يا اخونا لما انتوا عارفين عن المنتدى كده ليه بتتكلموا المهم مش هانوقف ولا حاجه


بس الرجاء من الجميع سنه وشيعه مراجعه قوانين القسم وشكرا


رحمنا الله منكم ومن خزعبلاتكم وسبكم الذى لا تحترفون غيره
واحسن لك ان تبحث عن لطيميات او حسينيات تبث بها سمومك
وما تعلمته عن حوزاتكم لا بارك الله فيهم
ســــــــــــــــــــلامى

عدم حذف عضويتي2
19-02-2005, 07:33 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


((إن الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة))
حقيقة عاشوراء
حقيقة عاشوراء بحسب ما ورد من أقوال الإمام الخميني (قدس سره) باعتبارها حدثاً يتخطى حدود الزمان والمكان حيث إن مؤثرية شهادة الإمام الحسين (عليه السلام) وأهل بيته وأصحابه وتضحياتهم لا زالت تفعل فعلها بكل أرض وكل زمن مهما اختلفت الألسن والألوان والأعراق وحتى الأديان. لذا فإن النهضة الحسينية في عاشوراء إلهية بكل تفاصيلها، وإنسانية بمحض شمول مفاعيلها وتأثيراتها لكل حرّ. وعن ذلك يقول الإمام (قدس سره): "ينبغي لنا أن ندرك أبعاد هذه الشهادة ونعي عمقها وتأثيرها في العالم ونلتفت إلى أن تأثيرها ما زال مشهوداً اليوم أيضاً".

وبحسب قول الإمام الخميني (قدس سره) فبالإضافة إلى كون النهضة الحسينية قياماً لله ـ وأداء للتكليف الإلهي ـ لكنها أيضاً حركة سياسية كبرى بكل تفاصيلها من أول خطوة فيها حتى الشهادة وعن ذلك تحدث (قدس سره): "إن مجيء سيد الشهداء (عليه السلام) إلى مكة وخروجه منها بتلك الحال يعد حركة سياسية كبيرة ففي الوقت الذي كان فيه الحجيج يدخلون مكة كان الحسين (عليه السلام) يغادرها وهي حركة سياسية، فكل سلوكيات الحسين (عليه السلام) وأعماله كانت سياسية إسلامية وهي التي قضت على بني أمية ولو لا تلك الدم لكان سحق الإسلام وانتهى".

ويقول عن كون نهضة سيد الشهداء قياماً لله: "والرسول الأكرم هو الوسيط. ليست أكثر من موعظة واحدة هو {إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله} قوموا لله عندما تشاهدون الخطر يحدق بدين الله.

قام أمير المؤمنين لله عندما شاهد دين الله في خطر وان معاوية يحرّف دين الله ونفس الشيء بالنسبة لسيد الشهداء فقد قام لله وهذا أمر لا يختص بزمن معين إن موعظة الله دائمية...".

وهي تكليف إلهي يقول (قدس سره): "عندما يرى سيد الشهداء (عليه السلام) أن حاكماً ظالماً جائراً يحكم الناس فإنه يصرّح ويقول إن من يشاهد حاكماً جائراً يحكم بين الناس ويظلمهم فيجب عليه أن يقف بوجهه ويمنعه بقدر استطاعته. إن بضعة أنفار لم يكونوا شيئاً يذكر إمام ذلك الجيش، ولكنها المسؤولية والتكليف إذ كان يجب عليه أن ينتفض، ويقدم دمه حتى يصلح هذه الأمة وحتى يقضي على راية يزيد، وهذا ما قام به فعلاً فقد قدم دمه ودم أولاده وأنفسهم، وكل ما يملك من أجل الإسلام".

أسباب النهضة الحسينية:

بعد هذا العرض دعنا نتلمّس رؤية الإمام الخميني (قدس سره) لأسباب هذه النهضة بحسب الوارد في كلماته وخطاباته.

1ـ عداء الحكام للإسلام:

ويقول (قدس سره) عن يزيد وبني أمية: "... فهم لم يكونوا يؤمنون بالإسلام منذ البداية وكانوا يكنون الحسد والحقد لأولياء الإسلام".

2ـ التآمر على الإسلام:

ويقول الإمام (قدس سره): "وأنقذ (أي الإسلام) من تآمر العناصر الفاسدة وحكم بني أمية الذين أوصلوا الإسلام إلى حافة الهاوية".

3ـ العمل على محو الإسلام وإضاعة جهود النبي (صلى الله عليه وآله وسلم):

"لقد أوشكت حكومة يزيد وجلاوزته الجائرة أن تمحو الإسلام وتضيّع جهود النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) المضنية وجهود مسلمي صدر الإسلام ودماء الشهداء وتلقي بها في زاوية النسيان، وتعمل ما من شأنه أن يضيع كل ذلك سدى".

4ـ القضاء على الإسلام وطمس معامله:

"لقد هدف بنو أمية للقضاء على الإسلام".

"لقد رأى سيد الشهداء (عليه السلام) أن معاوية وابنه لعنة الله عليهما يعملان على هدم الدين وتقويض أركانه وتشويه الإسلام وطمس معالمه...".

5ـ تشويه الإسلام وقلب حقيقته:

"لقد أوشك حكم بني أمية المنحط أن يظهر الإسلام بمظهر الحكام الطاغوتي ويشوه سمعة النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) وقد فعل معاوية وأبنه الظالم الأفاعيل ضد الإسلام وارتكب ما لم يرتكبه جنكيز خان فقد بدلاً أساس عقيدة الوحي ومعالمها إلى نظام شيطاني".

"فقد حاولا (أي معاوية ويزيد) قلب حقيقة الإسلام، فقد امتلأت مجالسهم بشرب الخمر ولعب القمار".

6ـ تحويل الحكم الإسلام إلى ملَكية:

"إن الخطر الذي كان يمثله معاوية ويزيد ضد الإسلام لم ينحصر في كونهما غاصبين للخلافة فهو أهون من الخطر الأكبر الآخر وهو أنهما حاولا جعل الإسلام عبارة عن سلطنة وملكية وأرادا أن يحولا الأمور المعنوية إلى طاغوت".

"لم تكن القضية غصب الخلافة فحسب، لقد كان قيام سيد الشهداء (عليه السلام) وثورته قياماً ضد السلطة الطاغوتية".

7ـ الإساءة إلى سمعة الإسلام والحكم:

يقول (قدس سره): "عندما رأى سيد الشهداء (عليه السلام) أن هؤلاء يسيؤون باعمالهم سمعة الإسلام ويشوّهون صورته باسم خلافة الرسول ويرتكبون المعاصي ويحكمون بالظلم والجور وأن انعكاس ذلك على الصعيد العالمي هو أن خليفة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يمارس هذه الأعمال، فرأى من واجبه أن ينهض ويثور حتى لو أدى الأمر إلى مقتله، المهم هو إزالة ما تركه معاوية وابنه من آثار على الإسلام".

ويقول (قدس سره) كذلك: "عندما يرى سيد الشهداء (عليه السلام) أن حاكماً ظالماً يحكم في الناس بالجور والعدوان فإنه يقول: من رأى حاكماً جائراً يحكم في الناس بالظلم والجور فعليه أن يقوم بوجهه ويمنعه من الظلم بمقدار ما يستطيع ولو كان معه بضعة أنصار فقط يقفون معه بوجه ذلك الحاكم ذي الجيش العظيم الجرار".

8ـ الانغماس في المعاصي ومخالفة سنّة الرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):

يقول (قدس سره): "... إنه (أي يزيد) يقترف المعاصي ويخالف سنّة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)... فهو يسفك الدماء ويهدر الأموال ويبذرها وهي ذات الأفعال التي كان يقوم بها أبوه معاوية أتى أمير المؤمنين علياً (عليه السلام) إلى معارضته".

أهداف النهضة الحسينية

من خلال ما تقدم يمكن القول بإجمال أن أسباب النهضة الحسينية بحسب رؤية الإمام الخميني (قدس سره) تتلخص بوجود حكومة طاغوتية آثمة جائرة وغاشمة تستغل الحرمات وتشوه الدين ومفاهيمه وتلحق أذية كبرى بصورة الإسلام وسمعته وسمعة النبي الأعظم (قدس سره) لذلك فإن حركة الإمام الحسين بحسب ما يراه الإمام (قدس سره) هي إزالة كل هذا الواقع وقلعه واستنفاذ الإسلام وصورة نبيّه وتنظيف سمعة الإسلام والنبي من التشوه والتلوث الذي ألحقته بهما ممارسات بني أمية ولنعد إلى تلمس أهداف الثورة الحسينية من أقوال الإمام الخميني (قدس سره).

1ـ أحياء الإسلام واستنقاذه:

يقول (قدس سره): "وقد قتل سيد الشهداء (عليه السلام) ولم يكن طامعاً في الثواب، فهو (عليه السلام) لم يعر هذا الأمر كثير الاهتمام، لقد كانت نهضته لإنقاذ الدين ولإحياء الإسلام ودفع عجلته إلى الأمام".

"محرم هو الشهر الذي أحيى فيه الإسلام على سيد المجاهدين والمظلومين (عليه السلام) وأنقذ من تآمر العناصر الفاسدة وحكم بني أمية، الذين أوصلوا الإسلام إلى حافة الهاوية".

ويقول كذلك: "في صدر الإسلام وبعد رحلة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ـ مُرسي أُسس العدالة والحرية ـ أوشك الإسلام أن ينمحي ويتلاشى بسبب انحرافات بني أمية وكاد يسحق تحت أقدام الظالمين ويبتلع من قبل الجبابرة، فهبّ سيد الشهداء (عليه السلام) لتفجير نهضة عاشوراء العظيمة".

2ـ صون مستقبل الإسلام والمسلمين:

عن ذلك يقول الإمام (قدس سره): "لقد كان الحسين (عليه السلام) يفكر بمستقبل الإسلام والمسلمين باعتبار أن الإسلام سينتشر بين الناس نتيجة لتضحياته ولجهاده المقدس وإن نظامه السياسي والاجتماعي سيقام في مجتمعنا، فرفع لواء المعارضة والنضال والتضحية".

ويقول (قدس سره): "... فسيد الشهداء (عليه السلام) قتل وأولئك الشبان والأنصار في سبيل الإسلام ضحوا بأرواحهم وأحيوا الإسلام".

ويقول كذلك: "إن سيد الشهداء (عليه السلام) لبى صرخة الإسلام واستجاب لاستغاثته وإنقاذه".

3ـ كسر عقدة الخوف:

لقد كان المجتمع غارقاً في حالة من الرعب مستسلماً للطاغية نتيجة ممارساته الجائرة وكان على أحد أن يواجهه ليبث الشجاعة والإقدام وعن ذلك يتحدث الإمام (قدس سره): "لقد علم (عليه السلام) الناس أن لا يخشوا قلة العدد فالعدد ليس هو الأساس بل الأصل والمهم هو النوعية، والمهم هو كيفية التصدي للأعداء والنضال ضدهم والمقاومة بوجههم فهذا هو الموصل إلى الهدف".

ويقول (قدس سره): "لقد أفهمونا أنه لا ينبغي للنساء ولا للرجال أن يخافوا في مقابل حكومة الجور".

"فسيد الشهداء قد حدد تكليفنا فلا تخشوا من قلة العدد ولا من الاستشهاد في ميدان الحرب".

4ـ مقاومة الظلم والفساد (روح المقاومة):

"لقد ضحى سيد الشهداء (عليه السلام) بجميع أصحابه وشبابه وبكل ما يملكه في سبيل الله ولتقوية الإسلامية ومكافحة الظلم، ومعارضة الإمبراطورية التي كانت قائمة آنذاك...".

"وكان الواحد منهم يزعم أنه خليفة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ويشرب الخمر في مجلسه ويلعب القمار! ثم يبقى خليفة لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ويتوجه إلى الصلاة ويؤم صلاة الجماعة. إن هذا خطر كبير واجه الإسلام مما دفع سيد الشهداء (عليه السلام) للقيام لرفضه".

"... هنا اقتضى التكليف أن ينهض عظماء الإسلام بمهمة المعارضة والمعاهدة وإزالة التشويه الذي يوشك أن يلحقه هؤلاء بسمعة ومكانة الإسلام...".

5ـ الثورة والنهي عن المنكر:

"لقد تحرك سيد الشهداء مع عدد قليل من الأنصار وثار بوجه يزيد الذي كان حاكماً متجبّراً يرأس حكومة غاشمة جائرة ويتظاهر بالإسلام ويستغل قرابته وصلته العائلية بالإمام (عليه السلام) قد كان رغم تظاهره بالإسلام وزعمه أن حكومته حكومة إسلامية وأنه خليفة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان امرءاً ظالماً يهيمن على مقدرات بلدٍ دون حق لذا فإن الإمام أبا عبد الله الحسين (عليه السلام) ثار بوجهه مع قلة الأنصار لأنه رأى أن واجبه وتكليفه يقتضي ذلك، وإن عليه أن يستنكر ما يحدث وأن ينهى عن المنكر".

ويقول (قدس سره): "لقد أعلن سيد الشهداء (عليه السلام) بصراحة أن هدفه من قيامه هو إقامة العدل فالمعروف لا يعمل به والمنكر لا يتناهى عنه لذا فهو يريد إقامة المعروف ومحو المنكر فجميع الإنحرافات منشؤها المنكر وما عدا خط التوحيد المستقيم فكل ما في العالم منكرات ويجب أن تزول".

"لقد ضحى سيد الشهداء بكل حياته من أجل إزالة المنكر ومحوه ومكافحة حكومة الظلم والحيلولة دون المفاسد التي أوجدتها الحكومات المنحرفة في العالم".

6ـ إصلاح الأمة وتدمير حكومة الجور:

"ونحن الموالون لسيد الشهداء (عليه السلام) السائرون على نهجه ينبغي أن ننظر في حياته وفي قيامه الذي كان الدافع إليه النهي عن المنكر ومحوه ومن المنكر حكومة الجور وهي يجب أن تزول".

"فما سعى (سيد الشهداء) بجد للإطاحة بحكومة الجور وإزالتها "كان التكليف يوجب على سيد الشهداء (عليه السلام) أن يقوم ويثور ويضحي بدمه كي يصلح هذه الأمة ويهزم راية يزيد".

والسلام

عدم حذف عضويتي2
19-02-2005, 07:42 PM
المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين.

وبعد:

فهذه مجموعة من المقالات المقتضبة عالجت فيها بعض الإشكالات والتساؤلات حول النهضة الحسينية والتي وصلتنا من بعض الأخوة والأعزاء في فترات متفاوته، وقد اقتضى الرأي بعد ذلك نشرها وذلك لتعميم الفائدة والمساهمة في تأصيل الوعي العقائدي في الوسط الاجتماعي.

هذا وقد أجبنا في هذه المقالات عن التساؤلات التالية:

الأول: لماذا استجاب الحسين (ع) لدعوات أهل الكوفة رغم علمه بحالهم؟ ولماذا لم يقبل بنصيحة من نصحه بعدم الخروج على يزيد؟

الثاني: لماذا لم يستجب الإمام الصادق (ع) للرسائل التي دعته للثورة واستجاب الإمام الحسين لذلك ؟

الثالث: لماذا لم يقبل الإمام الحسين (ع) بنصيحة من نصحه بالهجرة إلى اليمن رغم ان ذلك مطابق لسنة الرسول (ص) والذي هاجر إلى المدينة المنورة.

الرابع: ما هي الخيارات التي اعتمدها الحسين (ع) في نهضته؟ ولماذا ظل خيار الرجوع مطروحاً ؟

الخامس: هل كان لبني عقيل دور في قرار الثورة؟

السادس: لماذا لم يعمل الحسين (ع) بالتقية؟ ألم تكن ثورته إلقاء للنفس في التهلكة؟

السابع: هل انَّ الشيعة هم من قتل الحسين (ع)!!

الثامن: ما هو الجواب على من ادَّعى أنَّ رأس الحسين (ع) لم يُحمل إلى يزيد!!

التاسع: هل صحيح ما يتناقله الخطباء من أنَّ رأس الحسين (ع) تكلَّم وهو على الرمح؟

العاشر: هل صحيح أنَّ المعسكر الأمويَّ قتل طفلاً رضيعًا للحسين (ع) في كربلاء؟

الحادي عشر: كيف عَرض الخِطاب الشيعيُّ الإمام الحسين (ع) للعالم وهل صحيح أنَّه قدَّمه للعالم على أنَّه رجل حرب وعنف؟

الثاني عشر: لماذا لم يعتمد الحسين (ع) خيارًا سلميًّا في مواجهته للنظام الأموي؟

هذا وقد أجبنا عن هذه التساؤلات بإجابات مقتضبة حتَّى لا يشقَّ على القارئ مراجعتها.

أسأل الله عزَّ وجلَّ أن يكون هذا الجهد خالصًا لوجهه الكريم وأن يجعلنا ممن ينتصر به لدينه وأن يحشرنا يوم القيامة مع الحسين الشهيد والعترة الطاهرة من ذرِّيته (ع).

والحمد لله ربِّ العالمين.



محمد صنقور
25ذو الحجَّة 1425هـ


منشأ استجابة الحسين لأهل الكوفة

السؤال الأوَّل:

لماذا استجاب الحسين (ع) لأهل الكوفة وأرسل إليهم سفيره مسلم بن عقيل مع علمه بحالهم ومع نصح بعض أصحابه له بعدم التوجّه إلى هناك؟

الجواب:
لو لم يستجب الإمام الحسين (ع) لدعوات أهل الكوفة لأدانه التاريخ ولقال إنَّ الحسين –والعياذ بالله- قد فرَّط في المسئوليّة الإلهيّة المناطة به وذلك لأنَّ الظروف قد تهيَّأت له بعد أنْ راسله الآلاف مِن أهل الكوفة وجمع كبير مِن الوجهاء ورؤساء العشائر، وأكّدوا له أنّهم على استعداد تامّ لمناصرته وأنَّ الكوفة متهيِّئة لاحتضان ثورته، وأنَّه ليس مِن العسير عليهم طرد الوالي الأموي مِنها، وحينئذ وعندما تسقط الكوفة فإنَّ ذلك يُنتج سقوط القرى والمدن المجاورة لها نظرًا لارتباطها سياسيًّا وأمنيًّا بأمارة الكوفة بل وحتّى بلاد فارس والأهواز وبعض المدن الإيرانيَّة وقراها كانت تابعة سياسيًّا لإمارة الكوفة بل إنَّ سقوط الكوفة بِيَد الثوّار يُنتج سهولة الهيمنة على مدينة البصرة والمدن المجاورة لها، وذلك لأنَّ الثقل العسكري والسياسي في العراق آنذاك كان في مدينة الكوفة، وكلّ مَن له معرفة بالتاريخ يدرك هذه النتيجة.

ومِن هنا يكون إهمال الإمام الحسين (ع) لدعوات أهل الكوفة يعدُّ تفريطًا وتفويتًا لفرصة استثنائيّة خصوصًا وأنَّ الحسين يُدرك أنَّ الأمّة ما كانت لتستجيب ليزيد لولا قوّته وسطوته، فإذا ما استطاع أنْ يوهن هذه القوّة فإنَّ الحواضر الإسلاميّة سوف تتداعى واحدة تلو الأخرى، إذ ليس ثمّة حاضرة مِن الحواضر الإسلاميّة تكنّ الولاء الحقيقي ليزيد وللنظام الأموي إذا ما استثنَيْنا بلاد الشام، هذا بالإضافة إلى عنصر آخر يؤكّد المسئوليّة التاريخيّة على الحسين (ع) وهو احترام وتقدير الأمّة له نظرًا لقرابته مِن رسول الله (ص) ونظرًا لإيمانها بنزاهته وكفاءته وليس مِن عائق يحول دون مؤازرته سوى بطش السلطة الأمويّة الذي أصاب الأمّة بالإحباط واليأس، فلو أنَّ الحسين (ع) استطاع إدخال الوهن على النظام الأموي فإنَّ الأمّة ستهبُّ لا محالة لمؤازرته.

مِن هنا كان سقوط الكوفة مع ملاحظة الاعتبارات الأخرى مساوقًا لضعف النظام الأموي وعجزه عن بسط هيمنته على الحواضر الإسلاميّة. ذلك لأنَّ مركز القوّة للنظام الأموي متمثِّلاً في بلادَيِ الشام والكوفة، لهذا تمكّن الثوّار في المدينة المنوّرة وكذلك مكّة الشريفة مِن طرد بني أميّة بكلّ سهولة أيّام يزيد بن معاوية، ولولا أن بعث إليهم يزيد بن معاوية جيش الشام بعد أنْ رفض ابن زياد واليه على الكوفة الذهاب إليهم لما تمكّن مِن استرجاع هاتَيْن المدينتَيْن مِن يد الثوّار.

وهو ما يعبّر عن أنَّ الكوفة والشام هما مركز القوّة للنظام الأموي، وأنَّ سرّ هيمنته وانبساط سلطته هو ما يدركه الناس مِن أنَّ عاقبة التمرُّد هو أنْ يسلّط عليهم النظامُ الأموي جيشَ الشام أو الكوفة.

ومِن هنا نؤكّد أنَّ سقوط الكوفة بِيَد الثوّار معناه أنَّ النظام الأموي يصبح أمام قوّة مكافئة لقوّته، وهو ما كنّا نقصده مِن دخول الوهن على النظام الأموي المستوجب لتداعي الحواضر الإسلاميّة بعد أنْ لم يكن خضوعها له ناشئًا عن ولائها وإيمانها بجدارته واستحقاقه، وإنّما كان ناشئًا عن خوفها مِن بطشه وشدّة بأسه.

وبما ذكرنا اتّضح المنشأ لاستجابة الحسين (ع) لدعوات أهل الكوفة فقد تواترت عليه كتبهم حتّى تجاوزت الاثني عشر كتابًا كلّ كتاب مختوم مِن اثنين أو ثلاثة أو أكثر، وكتب إليه رؤساء العشائر والوجهاء وأوفدوا إليه الرسل، ورغم كلّ ذلك بعث إليهم مسلم بن عقيل ليقف على واقع حالهم، فجاءه كتاب مسلم بن عقيل أنْ أقدم فإنَّ الكوفة مهيّئة لاحتضان نهضتك، فما كان يسعه التخلُّف ولم يكن يسعه الاعتذار عن المصير إليهم بدعوى أنَّ لهم سوابق توجب عدم الوثوق بجدّيّة دعواتهم بعد أن بايعوا مسلم بن عقيل وأبدَوْا جدّيّتهم وصدق نواياهم، وأمَّا عدم رجوع الحسين بعد علمه بمقتل مسلم بن عقيل فلأنَّ الخيار الذي اتّخذه الإمام الحسين هو الاستشهاد وذلك حينما ينكشف للأمّة وللتاريخ أنَّ المسلمين لم يكونوا حينذاك مؤهّلين للجهاد ولمقارعة النظام الأموي، فقد عقد العزم على أنْ يقدِّم نفسه قربانًا لله عزّ وجلّ مِن أجل أنْ تستفيق الأمّة مِن سباتها، وتدرك أنَّ النظام الأموي مريدٌ لتقويض بُنَى الإسلام، وأنّه لا يرعى حرمة لرسول لله (ص) وأنّه على استعداد لفعل كلّ عظيم مِن أجل أن يبقى سلطانه وتبقى هيمنته، وأنّه لا يهمّه كثيرًا أنْ يعصى الله في الأرض بل يمارس هو دور التضليل والإفساد.

وإذا ما أدركت الأمّة كلّ ذلك واستفاقت على وقع فاجعة هي بحجم قتل الحسين (ع)، وقتل ذرِّيّته وسبي بنات رسول الله (ص) فإنّ مِن المفترض أنْ تنبعث فيها روح جديدة قادرة ولو بعد حين على أنْ تجهز على هذا النظام الفاسد.

أراد الحسين بنهضته وتضحيته أنْ يكسر حاجز الخوف وأنْ يبدّد حالة اليأس والخنوع الذي أصاب الأمّة نتيجة البطش والتعسّف اللذين مارستهما السلطة الأمويّة معها، وأراد أنْ يؤسّس لفهم إسلامي أصيل هو شرعيّة المواجهة للسلطان الجائر، وشرعيّة السعي لتقويض سلطانه ذلك لأنّ النظام الأموي عمل وفي غضون عقدَيْن مِن الزمن على ترويج دعوى هي حرمة الخروج على النظام الحاكم حتّى ولو كان فاسدًا جائرًا، وسخّر لذلك المأجورين ممّن ينسبون لصاحبة رسول الله وغيرهم ليضعوا مِن عند أنفسهم روايات تؤكّد على عدم شرعيّة الخروج والثورة على السلطان وإنْ كان فاسقًا مستحلاًّ لحرمات الله عزّ وجلّ، وأنَّ وظيفة المسلم هي النصيحة والدعاء له بالهداية، فإن ثاب إلى رشده وإلاّ فعلى كلّ مكلّف الصبر، وإنْ جلد السلطان ظهره وأخذ ماله.

وهذه الثقافة الخطيرة التي سادتْ وتجذّرت بفعل السياسة الأمويّة لم يكن مِن الممكن تصحيحها لو لم يتصدَّ لذلك رجل هو بحجم الحسين (ع) ولم يكن التصدّي بنحو التضحية، فالحسين قدّم نفسه قربانًا لله عزّ وجلّ مِن أجل أن يعيد الأمّة إلى المسار الصحيح، يقول (ع): "أيّها الناس إنّ رسول الله (ص) قال: مَنْ رأى منكم سلطانًا جائرًا مستحلاًّ لِحُرَمِ الله ناكثًا عهده مخالفًا لسنَّة رسول الله (ص)، يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان فلم يغيِّر عليه بفعل ولا قول كان حقًّا على الله أنْ يدخله مدخله، ألا وإنَّ هؤلاء قد لزموا الشيطان وتركوا طاعة الرحمن وأظهروا الفساد وعطَّلوا الحدود واستأثروا بالفيء وأحلُّوا حرام الله وحرَّموا حلاله وأنا أحقُّ مَنْ غيَّر...".

وأمّا نصيحة بعض أصحابه له بعدم الخروج على يزيد أو بعدم التوجّه إلى الكوفة فلأنّ حساباتهم كانت سياسيّة، ولأنّهم أنفسهم ممّن شملهم الداء وأصابهم الوهن واستبدّ بهم اليأس والإحباط، لذلك فهم لا يفهمون لغة الحسين (ع) ولا يدركون أبعاد خروجه ونهضته.

فهذا ابن عبّاس الذي لا نشكّ في إخلاصه للإمام الحسين (ع) يتمنّى لو كان يتمكّن مِن حبس الحسين (ع) والحيلولة دون خروجه، ذلك لأنّه لم يكن قادرًا على استيعاب معنى التضحية والاستشهاد، إذ هي لغة لا يفهما إلاّ أهل البصائر ولا يقف على أبعادها إلاّ مَن تجرّدت روحه عن كلّ علائق الدنيا، فكم هو غريب قول الحسين: "إنّي لا أرى الموت إلاّ سعادة والحياة مع الظالمين إلاّ برما" فهو يأنس بالموت والآخرون تؤنسهم الحياة.

وقد تمكّن الإمام الحسين (ع) مِن تحقيق غايته ولم يتمكّن النظام الأموي مِن إرغام الحسين على خياره رغم ما بذله مِن وسع، وما اعتمده مِن وسائل لا تصمد أمامها أقوى الإرادات، وهذا هو معنى انتصار الدم على السيف.

وهكذا تبخّر النظام الأموي وتلاشت أطروحته الرامية لتقويض بُنَى الإسلام وخلد الحسين وخلدت مبادؤه.

والحمد لله ربِّ العالمين.


منشأ رفض الصادق لكل الرسائل واستجابة الحسين لها

السؤال الثاني:

لماذا رفض الإمام الصادق (ع) كلّ الرسائل الّتي وصلته والتي كانت تدعوه للثورة؟ ولماذا استجاب الإمام الحسين لرسائل أهل الكوفة؟
الجواب:

لم تصل للإمام الصادق (ع) –في حدود اطّلاعي- سوى رسالتَيْن؛ الأولى مِن أبي مسلم الخراساني، والثانية مِن أبي سلمة الخلاّل.
أمّا الرسالة الأولى فأجاب عنها الإمام الصادق (ع) بقوله: "إنَّ أبا مسلم ليس مِن رجالي ولا الزمان زماني".

أمّا أنّه ليس مِن رجاله ذلك لأنّه كان مِن القادة العبّاسيِّين وهو مبعوثهم إلى خراسان ليوطّئ لهم الأمر هناك، وقد كان بعثه لهذا الشأن كلّ مِن إبراهيم الإمام وأبو العبّاس السفّاح وأبو جعفر المنصور، وقد حقّق لهم انتصارات كثيرة في خراسان قبل أن يبعث إلى الإمام بهذه الرسالة، ومِن هنا لا يمكن الاطمئنان بجديّة الدعوة الذي دعا بها الإمام في الرسالة، ولو كانت جادّة فهي غير نافعة بعد أن استوثق الأمر للعبّاسيِّين وأوشكت السلطة أن تسقط بأيديهم وهذا هو معنى "أنَّ الزمان ليس زماني".

على أنّه يمكن تأكيد الفقرة الأولى مِن جواب الإمام الصادق (ع) مِن ملاحظة سيرة الرجل الذاتيّة، فقد ذكر المؤرِّخون أنّه كان رجلاً فاسقًا سفّاحًا يقتل على الظنّة والتهمة، وقد أحصى عليه المؤرِّخون ستّة آلاف قتيل هذا والأمر لم يصفُ لهم بعد!

وأمّا الرسالة الثانية فقد أحرقها الإمام الصادق (ع) بالسراج وقال لحامل الرسالة: "هذا هو جوابي". والجدير بالذكر أنَّ أبا سلمة الخلاّل بعث برسالة مشابهة إلى عبد الله بن الحسن المحض، واستبشر الأخير بالرسالة وأخبر حامل الرسالة بأنّه على استعداد للاستجابة، وقد فات السيد عبد الله المحض أنَّ الأمر قد خرج مِن يد أبي سلمة الخلاّل، ولهذا لم يصل جوابه إلى أبي سلمة، لأنّه قُتل قبل أنْ يصله جواب السيّد عبد الله المحض.

ومقتله كما يقول المؤرِّخون كان بتدبير مِن أبي مسلم الخراساني حيث كان بينهما تحاسد وتنافس على المناصب العسكريّة والسياسيّة، حيث كانا مِن القادة العبّاسيِّين وكان لهما دور بالغ الأهميّة في توطئة الأمر لبني العبّاس في خراسان والعراق.

وقد ذكر المؤرِّخون أنَّ أبا سلمة الخلاّل قد أنجز انتصارات كبيرة لصالح بني العبّاس وكان يدعو إليهم في العراق وفي خراسان، ثمَّ رأى أنْ يُرجع الأمر إلى الطالبيِّين وليس للإمام الصادق (ع) بالتحديد، إلاَّ أنَّه لم يكن يُدرك أنَّ الأمر قد خرج مِن يده كما اشرنا إلى ذلك قبل قليل، ولعلّ رسالتَيْه قد اطّلعت عليها عيون بني العبّاس أو أبو مسلم الخراساني ولهذا تعجّل حتفه.

وبهذا العرض التاريخي يتبيّن منشأ رفض الإمام الصادق (ع) لما ورد في رسالتَيْ هذَيْن القائدَيْن العبّاسيَّيْن.

ثمّ إنَّ هنا أمرًا لا بدّ مِن التنبيه عليه وهو أنَّ مِن المحتمل قويًّا أنَّ هذَيْن القائدَيْن لم يكونا يقصدان تسليم الأمر بتمامه للإمام الصادق وينسلخان هما عنه، وإنّما كانا يُدركان أنّهما عندما ينفصلان عن بني العبّاس فإنّهما يحتاجان لغطاء يتحرَّكان وراءه إذ لم يكن لهما بشخصَيْهما قاعدة اجتماعيّة يصولان بها.

فلأنَّ الإمام الصادق كان يحظى بشعبيَّة واسعة في الأوساط الاجتماعيّة لذلك كان مِن المناسب –بنظرهما- اتّخاذه واجهة للنفوذ والهيمنة لا أقلّ أنّهما لم يقدِّما تطمينات تؤكّد عزمهما على الطاعة المطلقة للإمام (ع) وأنّهما أرادا مِن دعوتهما للإمام وضع الأمر في موضعه، فلعلّ دعوتهما للإمام نشأت عن شعورهما بأنَّ بني العبّاس سوف لن يحفظوا لهما جهودهما التي بذلاها وسوف لن يكون لهما نصيب في الأمر، وهو ما دعاهما للبحث عن جهة أخرى يتمكّنان بواسطتها استثمار الجهد المبذول للمآرب الشخصيّة.

ولو كان هذا هو ما دفعهما لمراسلة الإمام (ع) فإنّ مِن غير المناسب استجابة الإمام لدعوتهما إذ أنَّ منهج الأنبياء والأولياء يتنافى ولغة المساومات السياسيّة على المراكز وتقاسم الغنائم، ونحن لا نعلم بفحوى الرسالتَيْن إذ لم يكشف لنا التاريخ ذلك.

ولو افترض أنَّ الرسالتَيْن لم تكونا معبِّرتَيْن عن هذا الغرض إلاّ أنّه يكفي لرفض الدعوتَيْن أن يحتمل الإمام ذلك احتمالاً معتدًّا به نظرًا لمعرفته بواقع الرجُلَيْن وحينئذ لا يكون مِن التعقّل استجابة الإمام لهما إذ أنَّ عدم الاطمئنان في مثل هذه المسائل يقتضي التوثّق وعدم الاستجابة كيف الحال أنَّ الظروف ومقتضياتها تنحو نحو الاطمئنان بعدم خلوص دعواهما عن المآرب الشخصيّة.

على أنَّ تأكيد الإمام في موارد عديدة على أنّه لو وجد أنصارًا يعتمد عليهم لما تأخّر عن القيام بالتغيير الجذري بواقع الأمّة، هذا التأكيد يعبّر عن سوء ظنّ بالرجُلَيْن أو بقدرتهما على المساهمة في هذه المهمّة.

هذا ما يتّصل بالشقّ الأوّل مِن السؤال، أمّا الشقّ الثاني وهو ما يتّصل بمنشأ قبول الإمام الحسين (ع) بدعوات أهل الكوفة فقد أجبنا عنه في السؤال الأول، ونضيف هنا أنَّ الكتب التي بلغتِ الإمام مِن أهل الكوفة وهو في مكّة المكرّمة تصل إلى اثني عشر ألف كتاب، كلّ كتاب يشتمل على ختم الواحد، والاثنَيْن، والثلاثة، والأربعة، وكلّها تؤكّد الاستعداد التامّ على مؤازرة الإمام (ع) في مواجهة النظام الأموي، وأنّه ليس لهم إمام غيره، وأنّهم جند له مجنَّدة، وأنّهم لا يحضرون لعامل بني أميّة جمعة ولا جماعة، وأنّهم على استعدادٍ لطرده، وأنَّ ذلك ليس عسيرًا عليهم، ورغم كلّ هذه التطمينات استوثق مِن جدِّيّة دعواهم عندما بعث إليهم مسلم بن عقيل ليستطلع حالهم فبايعه على أقلّ التقادير ثمانية عشر ألف رجل وفيهم الأعيان ورؤساء العشائر، وفي بعض النقولات أنَّ المبايعين للحسين (ع) على يد مسلم بن عقيل أربعون ألفًا.

ولذلك لم يسع الإمام الحسين (ع) التلكّأ في الاستجابة لهم بعد كلّ هذه التطمينات، ولو أهمل الإمام الحسين (ع) هذه الدعوات لأدانه التاريخ ولاتّهمه بالتقاعس عن القيام بمسئوليَّته الرساليّة.

والحمد لله ربِّ العالمين.


منشأ عدم قبوله باقتراح الهجرة إلى اليمن

السؤال الثالث:

لماذا لم يقبل الإمام الحسين بما اقتُرِح عليه مِن الهجرة إلى بلاد اليمن اقتداءً بسنّة رسول الله (ص)، والذي هاجر إلى المدينة المنوّرة وأمر بعض أصحابه بالهجرة إلى بلاد الحبشة؟
الجواب:

ثمّة فرق كبير بين الأمرَيْن إذ أنَّ اقتراح اللجوء إلى اليمن والاختباء بها وتحصين نفسه مِن بطش بني أميّة نشأ عن توهّم أنَّ الحسين (ع) لم يكن له مشروع إصلاحي وإنّما كان رافضًا للبيعة وحسب، ولأنّ رفض الحسين (ع) للبيعة يُنتج ملاحقة بني أميّة له ولإرغامه عليها أو قتله فإنَّ مِن المناسب لو كان الأمر كذلك هو البحث عن بلد يتمكّن فيها مِن الاختباء إلاّ أنّ الأمر لم يكن كذلك، فقد كان للحسين (ع) مشروع إصلاحي أعلن عنه في مواضع كثيرة فقد أفاد أنّه خرج لطلب الإصلاح في أمّة جدّه (ص)، وأنّه يريد أنْ يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويسير بسيرة جدّه وأبيه (ع).

وإذا كان هذا هو غرضه فإنّ مِن غير المناسب الاختباء عن ساحة الأحداث لينتظر ما تتمخّض عنه الظروف فإنْ جاءت وفق ما يتمنّاه مِن تمرّد الأمّة على النظام الأموي ثمّ إسقاطه وإعلانهم الولاء والبيعة له خرج إليهم واستلم زمام الحكم، وإنْ لم تتمكّن الأمّة مِن ذلك فإنّه يكون قد نجا بنفسه وبعياله، ولم يصبه مِن بطش بني أميّة شَيْء.

هذا النوع مِن التفكير يناسب القادة النفعيِّين الذين يقطفون ثمار غيرهم ولا يهمّهم أنْ تطحن جماجم الشعوب إذا كان ذلك هو وسيلة الوصول إلى مآربهم.

أمّا القادة الرساليّون الذين يبتغون وجه الله وخلاص الشعوب مِن كلّ ألوان الظلم، والفساد والتضليل فوسيلة التغيِّير التي يعتمدونها هي الوقوف مع الأمّة وفي الصفّ الأوّل لمقارعة الظلم فيكتوُون بالنار لتي يكتوي بها الناس بل يكونون على استعداد لتحمّل أعباء الدور الأصعب فتكون الوطأة عليهم أشدّ والظلم عليهم أقسى، وهكذا كان الحسين الشهيد (ع) حيث هو الرجل الإلهي الذي منحته السماء لأهل الأرض وأناطت به مسئوليّة الأمانة الإلهيّة ولذلك لم يصغِ لأيّ ناصح، لأنّه ما مِن أحد يسعى لثنيِ الحسين (ع) عن عزمه على تصحيح مسار الأمّة إلاّ وهو غافل عمّا يرومه الحسين (ع) أو غير قادر على استيعاب موقف الحسين وقد أوضحنا ذلك في جواب السؤال الأول.

وأمّا هجرة رسول الله (ص) للمدينة المنوّرة فلم تكن انسحابًا مِن ساحة العمل الرسالي كما لم تكن لغرض الاختباء والتحصّن مِن بطش قريش والمشركين بل هي هجرة قد خُطِّط لها كما تشهد لذلك بيعة العقبة وبعث مصعب بن عمير قبل هجرته إلى المدينة ليوطّئ له المناخ هناك، فكانت هجرته تستهدف تأسيس دولة قادرة على حماية دعوته ومنجزاته وحماية المؤمنين بها بعد أنْ لم يكن ذلك متاحًا في مكّة المكرّمة وكانت تستهدف للامتداد وتوسيع نطاق التبليغ والدعوة.

وقد كانت هجرة الحسين الشهيد (ع) إلى العراق تستهدف الغرض الذي مِن أجله هاجر الرسول (ص) إلى المدينة المنوّرة بعد أنْ أصبحت مكّة والمدينة المنوّرة غير قادرتَيْن على احتضان ثورته.

وأمّا هجرة المسلمين إلى الحبشة فهي وإنْ كانت لغرض النجاة بأنفسهم مِن بطش المشركين إلاّ أنّ الظرف كان مختلفًا عمّا كانت عليه ثورة الحسين (ع) فهؤلاء كانوا يخشَوْن الاستئصال أو الافتتان عن دينهم ولم يكونوا يطمحون في التغيّير بقدر ما كانوا يطمحون في التحفّظ على دينهم، فليس مِن وسيلة سوى الهجرة لحماية لأنفسهم ودينهم، وأمّا الحسين (ع) فلم يكن يخشى الافتتان عن دينه، كما لم يكن يطمح في حماية نفسه وعياله ولو شاء لكان ذلك متاحًا.

يتبع

عدم حذف عضويتي2
19-02-2005, 07:43 PM
فالحسين كما قلنا له مشروع إصلاحي، وكان يبتغي وجه الله عزّ وجلّ مِن نهضته، وذلك يقتضي الحضور لغرض التعبئة وإيقاف الناس على مناشئ النهضة وأهدافها.

وهذا هو المناسب لسنّة رسول الله (ص) فقد أفاد الحسين (ع) فيما أفاد: "أيّها الناس قال رسول الله (ص): مَن رأى مِنكم سلطانًا جائرًا مستحلاًّ لِحُرَمِ الله ناكثًا عهده مخالفًا لسنَّة رسول الله (ص)، يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان فلم يغيِّر عليه بفعل ولا قول كان حقًّا على الله أنْ يدخله مدخله، ألا وإنَّ هؤلاء قد لزموا الشيطان وتركوا طاعة الرحمن وأظهروا الفساد وعطَّلوا الحدود واستأثروا بالفيء وأحلُّوا حرام الله وحرَّموا حلاله وأنا أحقُّ مَنْ غيَّر...".

والحمد لله ربِّ العالمن.


الخيارات التي اعتمدها الحسين في نهضته

السؤال الرابع:

عرض الإمام الحسين على معسكر ابن سعد الرجوع بعد أنْ أوضح لهم منشأ قدومه عليهم، وأنّه إنّما جاء لهم استجابة لدعواتهم وأنّهم سيؤازرونه فيما عزم عليه مِن مواجهة ليزيد بن معاوية. والسؤال هو أنّه لماذا ظلّ خيار الرجوع مطروحًا؟

الجواب:

الجواب عن هذا الاستفهام يتّضح مِن خلال هذا البيان، وهو أنَّ الإمام الحسين (ع) اتّخذ لنفسه خيارات ثلاثة مترتّبة وليست عرضيّة.

الخيار الأوّل: الاستعانة بأهل الكوفة لأجل مقارعة النظام الأموي، وتبنّي هذا الخيار كان نتيجة الاستعداد الذي أبداه أهل الكوفة للإمام الحسين (ع) وأنّهم سيؤازرونه ويقفون معه، وهذا لا يعني أنَّ اتّخاذ خيار الخروج على بني أميّة كان نتيجة الاستعداد للمؤازرة الذي أبداه أهل الكوفة.

فالحسين كان قد أعلن الخروج والرفض للبيعة قبل أنْ تصله كتب الكوفة حيث لم تصله كتبهم إلاّ في مكّة المكرّمة، والحال أنّه أعلن الخروج والرفض والبيعة وهو في المدينة المنوَّرة كما تؤكّد ذلك النصوص التاريخيّة الكثيرة، نعم اتّخاذ الخروج إلى العراق دون غيرها كان بسبب ما وصله من كتب أهل الكوفة ورسلهم وأنّهم جند له مجنّدة، وأنّهم لن يسلّموه ولن يخذلوه، وأنّهم ضاقوا ذرعًا مِن حكم بني أميّة، وأنّهم عقدوا العزم على عدم مبايعة يزيد بن معاوية. ورغم كلّ هذه التطمينات إلاّ أنّه لم يتّخذ خيار المسير إليهم إلاّ بعد أنْ بعث إليهم مسلم بن عقيل ليتعرّف على واقع حالهم، وبعد أن وصل كتاب مسلم بن عقيل يؤكّد صدق نواياهم قرّر الحسين (ع) الخروج إليهم ليقود حركته الإصلاحيّة مِن هناك.

وهذا لا يعني أنّ الحسين (ع) لم يخطّط لخيار آخر لو تبيّن أنَّ الخيار الأوّل ليس متاحًا فإنَّ ذلك هو شأن العقلاء في معالجة القضايا فهم يضعون لكلّ ظرف محتمل خيارًا مناسبًا بنظرهم حتّى لا تفاجئهم الظروف بما لم يتوقّعوه فتلتبس عليه الحلول.

وهذا هو الطريق الذي سلكه الحسين (ع) حينما جعل لنفسه خيارات مترتّبة.

الخيار الثاني: هو الرجوع مِن حيث جاء أو إلى أيّ بقعة مِن بقاع الأرض، وهذا الخيار كان عقلائيًّا جدًّا بعد أنْ لم يكن الخيار الأوّل متاحًا نظرًا لما تمخّضت عنه الظروف والتي أوضحت للتاريخ أنَّ أهل الكوفة ليسوا مؤهّلين لاحتضان ثورته، وحينئذٍ لم يكن مِن خيار مناسب سوى الرجوع، ذلك لأنَّ خيار البيعة ليزيد كان خطًَّا أحمرًا بالنسبة للحسين الشهيد.

وكان النظام الأموي يُدرك أنَّ خيار الرجوع دون بيعة معناه أنّ الخطر مِن وجود الحسين يظلّ ماثلاً، وأنَّ مِن المحتمل قويًّا أنْ يتمكَّن الحسين مِن تعبئة أنصار له قادرين على تقويض ملكهم أو زعزعة أمنهم واستقرارهم، وهذا ما كان يرومه الحسين (ع) حينما عرض على النظام الأموي خيار الرجوع دون بيعة.

الخيار الثالث: هو الاستشهاد والتضحية، فقد كان واضحًا مِن كلمات الإمام الحسين (ع) أنّه كان على استعداد تامّ لاتّخاذ هذا الخيار إذا لم تتأهّل الأمّة للوقوف معه في حركته الإصلاحيّة، وكان الحسين (ع) يدرك أنّ هذا الخيار هو الذي ستقتضيه الظروف إلاّ أنّه كان مضطرًا لمواكبة الظروف، إذ أنّ ذلك هو السبيل لاستيعاب الأمّة والتاريخ دوافع هذا الخيار، فليس مِن الممكن أنْ يتفهّم التاريخ مغزى الاستشهاد لو كان الخيار الأوّل متاحًا، لذلك كان على الحسين (ع) أنْ يكشف للتاريخ سقوط الخيار الأوّل، وهكذا لو كان الخيار الثاني متاحًا فإنّ الأمّة والتاريخ لن يستوعبا موقفه واعتماده لخيار الاستشهاد، ذلك لأنّهما يحتملان قبول النظام الأموي بخيار الانصراف عن الكوفة دون بيعة، وحينئذ يتمكّن الحسين مِن استجماع قوّته معتمدًا على وجاهته ومركزه الديني والاجتماعي في الأمّة، ولذلك لم يكن مِن الممكن أن يتفهّم أحد العمليّة الفدائيّة التي أقدم عليها الحسين (ع) لو لم يسقط الخيار الثاني أيضًا.

وبعد أن سقط الخيار الثاني لم يبقَ سوى خيارَيْن أحدهما يصرُّ عليه النظام الأموي ويصرُّ الحسين على رفضه وهو البيعة، والآخر يبتغيه الإمام الحسين ليضع بني أميّة في طريقٍ خاتمته الزوال والاندثار.

والحمد لله ربِّ العالمين.


ما هو دور بني عقيل في قرار الثورة

السؤال الخامس:

هل كان لبني عقيل دور في قرار الحرب؟

الجواب:

لم يكن لبني عقيل رضوان الله عليهم أيُّ دور في قرار الحرب، ومنشأ هذا الاستفهام هو ما نقله بعض المؤرِّخين من أن الحسين (ع) لما بلغه في "زرود" مقتل مسلم بن عقيل وهانئ بن عروة قال عبد الله بن سليم والمنذر بن المشمعل الأسديان "ننشدك الله يا ابن رسول الله (ص) إلاَّ انصرفت مِن مكانك هذا فإنَّه ليس لك بالكوفة ناصر". فقام آل عقيل وقالوا لا نبرح حتى ندرك ثأرنا أو نذوق ما ذاق أخونا، فنظر إليهم الحسين(ع) وقال "لا خير في العيش بعد هؤلاء".

هذا الحدث كما توهم البعض هو منشأ القرار باستمرار السير إلى الكوفة بعد أنْ لم يكن مِن مبرِّرٍ لذلك نظرًا لانكشاف خذلان أهل الكوفة للحسين (ع).

إلاَّ أنَّه نقول إن هذا الخبر لو ثبت فإنَّه لا يعبِّر عن أن قرار استمرار المسير إلى الكوفة كان لغرض الانتقام لمقتل مسلم بن عقيل، وذلك يتضح من ملاحظة ما سبق هذا الحدث مِن أحداث ومواقف وملاحظة ما لحقته من أحداث ومواقف.

فالحسين قد بلغه خذلان أهل الكوفة قبل أنْ يبلغه مقتل ابن عقيل ومع ذلك استمرَّ في عزمه على المسير إلى الكوفة، فقد بلغه في "الصفاح" أنَّ قلوب الناس معه وأنَّ سيوفهم مع بني أميَّة، أخبره بذلك الفرزدق ثمَّ أنَّه لمَّا بلغ "ذات عرق" لقيه بشر بن غالب فسأله الإمام عن أهل الكوفة فقال له: "السيوف مع بني أميَّة والقلوب معك" فعلَّق الإمام (ع) على ذلك بقوله: "صدقت".

ونقل ابن كثير في البداية والنهاية عن محمَّد بن سعيد قال حدَّثنا موسى بن اسماعيل ثنا جعفر بن سليمان عن يزيد الرشك قال: حدَّثني مَن شافه الحسين قال: "رأيت أخبية مضروبة بفلاة مِن الأرض فقلت لمَن هذه؟ قالوا: هذه لحسين، قال: فأتيته فإذا شيخ يقرأ القرآن والدموع تسيل على خدَّيه ولحيته قال: قلت بأبي وأمِّي يا ابن بنت رسول الله (ص) ما أنزلك هذه الفلاة التي ليس بها أحد؟ فقال: هذه كتب أهل الكوفة إليَّ ولا أراهم إلا قاتلي.

هذه بعض النصوص المؤكدة على أنَّ الحسين (ع) قد بلغه خذلان أهل الكوفة أو عدم قدرتهم على مؤازته ورغم ذلك استمرَّ في مسيره إليهم وهو ما يعبِّر عن أن المسير إليهم لم يكن لغرض الانتقام لمقتل مسلم بن عقيل لأنّه لم يُقتل بعدُ حينذاك، فلا بدَّ إذن مِن البحث عن المبرِّر الحقيقي لاستمرار الحسين (ع) في السير إلى أهل الكوفة رغم معرفته بخذلانهم أو عجزهم عن مؤازرته ومناصرته.

هذا أوّلاً وثانيًا:

إنّ ملاحظة المواقف والمحاورات والخطابات التي ألقاها الإمام الحسين (ع) في طريقه بعد "زرود" وفي كربلاء تؤكّد أنّ مقتل مسلم بن عقيل لم يكن له أيّ دور في قرار الاستمرار في المسير إلى العراق ومواجهة بني أميّة.

فلم يكن مِنْ أثرٍ أو ذكر لهذا الغرض في جميع المحاورات والخطابات التي نقلها المؤرِّخون والرواة فلو كان الانتقام وأخذ الثأر لمسلم هو الدافع للحسين وأهل بيته على مواصلة السير إلى الكوفة أو كان هذا الغرض هو أحد الدوافع لظهر ذلك على لسان الإمام الحسين (ع) ولو بنحو مقتضب في حين أنّ المؤرِّخين لم ينقلوا لنا شيئًا مِن ذلك في حين أنّهم نقلوا لنا الكثير مِن كلمات الإمام الحسين المعبِّرة عن أهدافه مِن متابعة المسير إلى الكوفة وليس فيها ما يدلّ ولو بنحو الإشارة على أنّ الانتقام لمسلم هو أحد الدوافع.

ولتوثيق ما ذكرناه ننقل لك بعض النصوص الموضِّحة لأهداف النهضة ومتابعة المسير إلى الكوفة.

النصّ الأوّل: ذكر المؤرِّخون أنّ الحسين (ع) لمّا التقى بجيش الحرّ بن يزيد الرياحيّ استقبلهم بعدما سقاهم فحمد الله وأثنى عليه وقال:

"إنّها معذرة إلى الله عزّ وجلّ وإليكم وإنّي لم آتكم حتّى أتتني كتبكم وقدمت بها عليَّ رسلكم أنْ أقدم علينا فإنّه ليس لنا إمام، ولعلّ الله أن يجعلنا بك على الهدى، فإنْ كنتم على ذلك فقد جئتكم فأعطوني ما أطمئنّ به مِن عهودكم ومواثيقكم وإنْ كنتم لمقدمي كارهين انصرفتُ عنكم إلى المكان الذي جئتُ مِنه إليكم".

ثمَّ أذّن المؤذِّن لصلاة الظهر فصلّى بهم الحسين (ع) صلاة الظهر وبعد أنْ فرغ مِن الصلاة قام فيهم خطيبًا فحمد الله وأثنى عليه وصلّى على النبيّ محمّد (ص) وقال:

"أيّها الناس إنّكم إنْ تتّقوا الله وتعرفوا الحقّ لأهله يكن أرضى لله، ونحن أهل بيت محمّد (ص) أولى بولاية هذا الأمر مِن هؤلاء المدّعين ما ليس لهم والسائرين بالجور والعدوان، وإنْ أبيتم إلاّ الكراهية لنا والجهل بحقّنا وكان رأيكم على غير ما أتتني به كتبكم انصرفتُ عنكم".

فقال الحرّ: "ما أدري ما هذه الكتب التي تذكرها"، فأمر الحسين عقبة بن سمعان فأخرج خرجَيْن مملوءَيْن كتبًا.

فقال الحرّ إنّي لستُ مِن هؤلاء وإنّي أمرتُ أنَّ لا أفارقك إذا التقيت بك حتّى أقدمك الكوفة على ابن زياد. فقال الحسين: "الموت أدنى لك…".
هذا النصّ يكشف لنا عن دوافع المسير إلى الكوفة وعن دوافع النهضة والخروج على بني أميّة.

أمّا دوافع اختيار المصير إلى الكوفة دون غيرها مِن الأمصار فهي دعوة أهل الكوفة له وتأكيدهم له بواسطة رسلهم ورسائلهم أنّهم على استعداد تامّ لمؤازرته والوقوف معه في وجه النظام الأمويّ وأنّه جاء ليعتذر إلى الله عزّ وجلّ بعد تماميّة الحجّة لوجود الناصر حيث أنَّ الإمام مسئول أمام الله عزّ وجلّ عن مقارعة الظلم والفساد والسعي لاجتثاث أصوله عندما يتهيَّأ مَنْ بهم الكفاية لمؤازرته ومناصرته، فهو إنّما جاء لأداء وظيفته الإلهيّة، وهذا هو معنى قوله "معذرة إلى الله عزّ وجلّ".

على أنَّ ثمّة غرض آخر لمجيء الإمام إلى أهل الكوفة وهو الاعتذار للأمّة والتاريخ، إذ لو لم يستجب لدعوات أهل الكوفة وكتبهم لأدانته الأمّة ولاتّهمه التاريخ بالتقاعس عن مسئوليّته الإلهيّة، فحتّى لو كان الحسين معذورًا عند الله عزّ وجلّ إلاّ أنّ الأمّة لن تقبل له عذرًا بعد أنْ تواترتْ عليه الكتب تلحُّ عليه بالنهوض لمواجهة الانحراف الخطير الذي داهم الأمّة نتيجة ما أحدثه النظام الأموي مِن عظائم الأمور، ولأنّه أراد أن يؤكّد لهم مشروعيّة النهوض وضرورته سعى إليهم رغم ما يُدركه مِن واقع حال أهل الكوفة، فلقد أفاد في موضع عندما نصحه عمرو بن لوذان بالرجوع إلى المدينة لأنَّ أهل الكوفة أهل غدر وخيانة قال (ع): "ليس يخفى عليَّ الرأي وأنَّ الله لا يغلب على أمره".

فالحسين رغم معرفته بواقع حالهم ورغم ما بلغه مِن أخبارهم إلاّ أنّه أصرّ على إتمام الحُجّة لنفسه أمام الأمّة والتاريخ، وهذا هو معنى قوله: "إنّها معذرة إلى الله عزّ وجلّ وإليكم". وبعد أنْ تمّت له الحجّة عليهم أفاد (ع): "إنْ كنتم لمقدمي كارهين انصرفتُ عنكم". وذلك لا يعني الانصراف عن أصل المواجهة لبني أميّة وإنّما يعني استبدال هذا الخيار وهو الانتصار بأهل الكوفة إلى خيار آخر.

وأمّا دوافع النهضة والخروج على بني أميّة فهي السياسة التي اعتمدتها في الأمّة، حيث كانت تعتمد الجور والعدوان وسيلة للهيمنة على رقاب الأمّة ومقدّراتها، وذلك يفرض على الأمّة مسئوليّة السعي مِن أجل القضاء على هذه الطغمة الفاسدة والعابثة بحقوق العباد ومصائرهم.
ثمّ إنّ الإمام (ع) في هذا الخطاب يؤكّد أنَّ حقّ الولاية والإمامة ثابت لأهل بيت محمّد (ص) وإنَّ ذلك يعرف عندما تلتزم الأمّة طريق الاستقامة والتقوى وتتحرّى مواطن الرضوان الإلهي وأنَّ الأمّة عندما تتنكّب هذا الطريق تكون قد انحرفت عن مسار التقوى وتجاهلت حقًّا كان قد جعله الله عزّ وجلّ لأهل هذا البيت الطاهر، فلو كان للأمّة أنْ تعتذر عن تجاهلها لهذا الحقّ بأنّها لم تكن تدرك خطورة ما سيئول إليه الأمر نظرًا لما كان عليه القادة قبل بني أميّة مِن ظاهر الصلاح فإنَّ العذر بعد أنِ استبدّ بنو أميّة بالحكم قد انقطع، والرشد قد أصبح بيِّنًا فلم يبقَ عذر يُعتذر به عن السعي لإعادة الأمور إلى نصابها.

وبهذا الخطاب يكون الحسين (ع) قد أوضح دوافع نهضته وأنّها تستهدف التصحيح لمسار الأمّة بالنحو الذي أراده الإسلام وأنَّ على الأمّة أنْ تقف معه في هذا السبيل.

النصّ الثاني: ذكر المؤرّخون أنَّ الإمام الحسين (ع) خطب في أصحاب الحرّ في منطقة البيضة فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال: "أيّها الناس إنَّ رسول الله (ص) قال: مَنْ رأى سلطانًا جائرًا مستحلاًّ لحرام الله ناكثًا عهده مخالفًا لسنّة رسول الله يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان فلم يغيِّر عليه بعمل ولا قول كان حقًّا على اله أن يدخله مدخله، ألا وإنَّ هؤلاء قد لزموا الشيطان وتركوا طاعة الرحمن وأظهروا الفساد وعطّلوا الحدود واستأثروا بالفيء وأحلّوا حرام الله وحرّموا حلاله وأنا أحقّ مَنْ غيّر، وقد أتتني كتبكم وقدمت عليّ رسلكم ببيعتكم إنّكم لا تسلموني ولا تخذلوني فإنْ أتممتم عليّ بيعتكم تصيبوا رشدكم فأنا الحسين بن عليّ وابن فاطمة بنت رسول الله نفسي مع أنفسكم وأهلي مع أهليكم ولكم فيّ أسوة، وإنْ لم تفعلوا ونقضتم عهودكم وخلعتم بيعتي مِن أعناقكم فلعمري ما هي لكم بنكر لقد فعلتموها بأبي وأخي وابن عمّي مسلم، فالمغرور مَن اغترّ بكم فحظّكم أخطأتم ونصيبكم ضيّعتم، ومَن نكث فإنّما ينكث على نفسه وسيغني الله عنكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".

في هذا الخطاب أوضح الحسين (ع) ما كان أجمله في خطابه الأوّل وأنَّ خروجه على بني أميّة لم يكن استجابة لدعوات الكوفة وإنّما هو امتثال لأمر الله ورسوله (ص)، ولذلك استشهد بقول رسول الله (ص) ثمَّ طبّق الفرضيّة التي جاءت في حديث رسول الله (ص) على واقع الأمّة، وأفاد بأنّه أجدر الناس بامتثال ما جاء في كلام رسول الله (ص) مِن الأمر بالتصدّي للتغيير.

فإذن هذا هو ما استهدفه الإمام الحسين (ع) حين عقد العزم على مواجهة بني أميّة فلم يكن خروجه على بني أميّة استجابة لدعوات أهل الكوفة نعم خيار المصير إلى أهل الكوفة دون غيرهم كان نتيجةً لدعوتهم إيّاه وزعمهم له أنّهم على استعداد لمؤازرته ومناصرته ولهذا قصدهم وألحّ في المسير إليهم لِيُتمَّ لنفسه الحجّة عليهم وليعتذر لنفسه أمام الله عزّ وجلّ وأمام الأمّة والتاريخ، وبعدئذٍ يختطّ لنفسه طريقًا لم يكن سواه سبيلاً لتصحيح مسار الأمّة ألا وهو الاستشهاد.

وبهذا النصّ والذي قبله ونصوص أخرى كثيرة صدرت بعده تُبيِّن دوافع النهضة ودوافع المصير إلى أهل الكوفة، وتلاحظون أنّه ليس فيما بيَّنه الإمام مِن دوافع أيّ أثر أو ذكر كما توهّمه البعض مِن أنَّ منشأ إصراره على المصير إلى أهل الكوفة هو الانتقام لمقتل مسلم بن عقيل.

وحتّى تتوثّق مِن صحّة ما ذكرناه يمكن مراجعة جميع الخطب التي ألقاها الإمام الحسين (ع) قبيل يوم العاشر وفي اليوم العاشر ولولا خشية الإطالة لاستعرضناها بكاملها. هذا ثانيًا.

وأمّا ثالثًا: فمِن السفاهة بمكان توهّم هذا الأمر، حيث هو يعبِّر عن الجهل بسموّ نفسيّة الحسين وحصافة عقله والذي هو مورد وفاق بين الأمّة، وإذا كان الأمر كذلك فهل يتعقّل أن يسفك الحسين دمه ودم أولاده وإخوته وبني عمومته ويعرِّض نساءه وبناته لكلّ هذه الصعوبات ثمّ يكون غرضه مِن كلّ ذلك الانتقام لمقتل مسلم بن عقيل، فهل فقد الحسين صوابه أم لم يكن متشرِّعًا وعارفًا بحرمة إلقاء النفس في التهلكة ألم تكن الإخبارات الكثيرة التي بلغته بخذلان أهل الكوفة له أو بعجزهم عن مناصرته كافية ليصدّه عن المصير إليهم لو لم يكن ثمّة هدف سامٍ دفع بالحسين نحو تعريض نفسه وعيالاته للموت، وقد صرّح الحسين أنَّ الأمر لم يكن ليخفى عليه إلاّ أنّه "لم يعتد مَن كان الحقّ نيّته والتقوى سريرته".

ثمّ إنّه وبعد أنْ تبيّن فساد ما توهّمه البعض مِن أنَّ منشأ الإصرار على المسير إلى الكوفة هوالانتقام لمقتل مسلم بن عقيل نرى مِن المناسب الوقوف قليلاً مع النصّ التاريخي الذي كان هو منشأ التوهّم المذكور فنقول:

إنّ الشيء الذي لا ريب فيه هو أنَّ بني عقيل حينما خرجوا مع الحسين (ع) إلى الكوفة كانت غايتهم واقعة في صراط الغايات التي مِن أجلها خرج الحسين (ع) وإلاّ لما كانوا قد خرجوا معه، فبنو هاشم كانوا كثيرين إلاّ أنّهم لم يخرجوا مع الحسين (ع) وتخلّفوا عنه في مكّة والمدينة بعذر وبغير عذر فالذين رحلوا مع الحسين (ع) مِن بني هاشم كانوا على يقين بسلامة موقف الحسين فلم يجعلوا لأنفسهم خيارًا في مقابل الخيار الذي اختاره لهم الحسين (ع) فهم طوعُ أمره ورهن إشارته.

هكذا كان بنو هاشم وهكذا كان بنو عقيل، وأمّا قيامهم عند سماعهم بمقتل أخيهم وقولهم أنّهم لا يبرحون حتّى يأخذوا بثأره أو يذوقون الموت دون ذلك فهو قد نشأ عن شدّة تأثّرهم بالخبر، فقد كان مفاجئًا بالنسبة لهم ومفجعًا ومهولاً حيث بلغهم أنّ جسده قد رُمي به مِن أعلى القصر ثمّ طافوا به في الأسواق وبعد ذلك احتزَّ بنو أميّة رأسه وبعثوا به إلى الشام.

ولهذا كان وقع الخبر على قلوبهم شديدًا فقد ارتجّت له مشاعرهم وتحرّكت به حميّتهم، وذلك هو الذي أنتج ردّة الفعل الجامحة التي عبّر عنها بنو عقيل بهذه الكلمات، ولم يكن مِن المناسب في مثل هذه اللحظة القاسية سوى تسليتهم والتعبير عن مواساتهم بالنحو الذي يتناسب وحجم الغيظ الذي انتابهم، مِن هنا جاءت كلمات الحسين متناغمة ومستوى الشعور الذي تملّكهم وأفاد "أنّه لا خير في العيش بعد هؤلاء".

فما أفاده الحسين (ع) كان لغرض التعبير عن موقع بني عقيل مِن قلبه وأنّهم لحمته وخاصّته، وأنّ دمهم مِن دمه فهو لا يشحّ به عليهم، وبذلك سكنتْ خواطرهم، إذ هم أحوج ما يكون في تلك اللحظة إلى هذه المؤازرة والمشاطرة مِن شيخهم ومصدر عزِّهم.

هذا كلّ ما في الأمر وظلَّ الهدف مِن الخروج على بني أميّة وإلى أهل الكوفة بعد الخبر –بعد خبر مسلم- هو عينه الهدف الذي مِن أجله خرج الحسين (ع) إلى العراق ولهذا لا تجد اختلافًا في خطابات الحسين المتصدِّية لبيان أهداف النهضة والمتصدِّية لبيان أهداف المصير إلى العراق، فهي على نسق واحد منذ أنْ خرج مِن مكّة وإلى أنْ وصل كربلاء وهي بمرأى ومسمع مِن بني عقيل فلم يستدرك عليه أحد ليذكِّره بأنَّ واحدًا مِن دوافع المصير إلى الكوفة هو الانتقام لمسلم ممّا يعبِّر عن أنَّ ذلك لم يكن غرضهم فضلاً عن كونه غرضًا للحسين (ع) فلم يكن موقفهم حينذاك إلاّ انسياقًا مع مقتضيات العاطفة والشعور بالألم. ويمكن تأكيد ذلك بنصّ ذكره المؤرِّخون وهو أنَّ الحسين في ليلة العاشر أذن لبني عقيل بالانصراف وقال لهم حسبكم مِن القتل بمسلم، فلم يكن جوابهم أنّنا لا نبرح حتّى ندرك ثارنا أو نذوق الموت دون ذلك بل كان جوابهم معبِّرًا عن انقيادهم لشيخهم وسيِّدهم ولم يكن لقضيّة مسلم أيّ ذكر في كلامهم، وكلّ ما أفادوه هو أنّهم على استعدادٍ للتضحية بأرواحهم وأموالهم وأهليهم وأنّهم يطمحون في أنْ يردوا مورده ثمّ قالوا قبّح الله العيش بعدك.

والحمد لله ربِّ العالمين.



والسلام عليكم

عدم حذف عضويتي2
19-02-2005, 07:47 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

هذا المنتدى لاهل السنه والجماعه لعلك تفهم

غير مسموح هنا بالخزعبلات

ســـــــــــلامــــا

عدم حذف عضويتي2
19-02-2005, 07:48 PM
• ينقل من درس في بعض الجامعات الكندية بأنه عندما يكون الكلام عن المذهب الشيعي لوجود مواد دراسية تتعلق بالأديان والمذاهب، فإنه يوصف الشيعة بالإرهابيين الذين عندما لا يجدون عدوّاً ليضربونه يضربون رؤوسهم بالسيوف.

و في بعض الجامعات الأجنبية تعرض أفلام لمواكب التطبير كشاهد، عندها يدب الرهب بين الطلبة و يتنفرون من التشيع بشكل خاص و الإسلام بشكل عام.

• و في أيام عشرة محرم تسعى وكالات الأنباء الغربية وبالذات وكالة الأنباء الفرنسية و(السي إن إن) وبصورة ذكيّة جدّاً لتشويه صورة الإسلام والشيعة في العالم خصوصاً في هذه الأعوام, تسعى إلى بثّ مشاهد موهنة ومقزّزة لدى عامّة الناس لمراسم العزاء الحسيني المقامة في بعض الدول الإسلامية عبر شبكاتها في العالم، فمثل هذه الوكالات تعكس مشاهد من مواكب التطبير على شاشات التلفزيون في العالم لتشويه صورة المذهب الحق.

• لا يخفى على أي متتبع ما يعرض اليوم في مواقع الإنترنت التابعة لمن يسهر ليل نهار على تشويه المذهب لإبعاد الناس عنه. و المنصف المتابع لوكالات الأنباء و القنوات الفضائية يعرف حقيقة و حجم استغلال الاستكبار العالمي و من يدور في فلكه لهذه الممارسة.

هذه بعض من النماذج الكثيرة و المتعددة للأضرار التي لحقت بالكيان الشيعي جراء ممارسة البعض لبعض الأعمال التي ليست من الدين في شيء وليست لها شرعية باسم العزاء للحسين(عليه السلام) كالتطبير، ومن هذا يتبيّن مغزى ووعي وعمق ودقّة نظر ولي أمرالمسلمين الإمام القائد الخامنئي(دام ظله) وحرصه على حفظ الإسلام والمذهب الشيعي والدفاع عن الإسلام المحمّدي الأصيل وصيانة الدين عن التحريفات والأمور الدخيلة عليه.

نسأل الله أن يمدّه بنصره للدفاع عن الإسلام وخط التشيّع الأصيل..

أي ضرر أكبر من هذا؟!

إنّ ما نُقل عن مراجعنا الأوائل (ره) حول هذه الأعمال لا يتعدّى هذا الحكم (إذا لم يترتّب على هذا العمل ضرر يُعتد به فهو جائز) و كما هو معروف فإن بعض الموضوعات تتغير بتغير الزمان و المكان و الوسائل و كذلك أحكامها, فإننا نرى اليوم و بشكل جلي مدى ضرر بعض الأعمال على المذهب.

• ألم يكن التقليل من مكانة الشيعة في أنظار العالم ضرر يُعتد به؟

• ألم تكن الإساءة لمحبة وعشق الشيعة لآل الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) وخاصة لسيّد الشهداء (عليه السلام) ضرراً؟

• ألم يكن توهين المذهب و تنفير الناس عنه ضرراً؟!

• ألم يكن تشويه صورة الإسلام المحمدي النقي ضرراً؟

• ألم يكن وسم التشيع بالخرافة ضرراً؟

• أيّ ضرر أكبر من هذا؟

ومن هذا يتبيّن مغزى ووعي وعمق ودقّة نظر ولي أمر المسلمين الإمام القائد الخامنئي(دام ظله) وحرصه على حفظ الإسلام والمذهب الشيعي والدفاع عن الإسلام المحمّدي الأصيل وصيانة الدين عن التحريفات والأمور الدخيلة عليه.

و إنّ ما حكم به الولي الفقيه هو في الحقيقة دفاع مستميت عن الإسلام المحمّدي الأصيل والمذهب الشيعي. وإنّ هذه التوجيهات أعادت كيد أعداء الإسلام إلى نحورهم وأحبطت جميع دسائسهم الخبيثة. وهي حجة أمام الله علينا وعلى من يقوم بهكذا أفعال.

بعض من العلماء المعاصرين و المراجع و الفقهاء و المجاهدين المخلصين القائلين بحرمة التطبير:

1. المرحوم العلامة الدكتور الوائلي(قدس)

2. المرجع الديني السيد محسن الأمين العاملي (قدس) وأيده في ذلك كل من:

3. المرجع الديني السيد أبو الحسن الاصفهاني(قدس)

4. المرجع الديني السيد هبة الدين الشهرستاني(قدس)

5. المرجع الديني الشيخ عبد الكريم الجزائري(قدس)

6. آية الله الشيخ محسن شرارة(قدس)

7. آية الله السيد مهدي القزويني وغيرهم (أعيان الشيعة10/178)

8. المرجع الديني الكبير الامام الخميني المقدس (رحمه الله)

9. المرجع الديني السيد محسن الحكيم(قدس)

10. المرجع الديني السيد علي الحسيني السيستاني(دام ظله)

11. المرجع الديني الشهيد السيد محمد باقر الحكيم(قدس)

12. المرجع الديني الكبير الشيخ محمد علي الاراكي(قدس)

13. المرجع الديني الشيخ محمد فاضل اللنكراني (دام ظله)

14. المرجع الديني الشيخ حسين نوري الهمداني(دام ظله)

15. المرجع السيد الخوئي(قدس) (أخرجها من الشعائر)

16. المرجع الشيخ التبريزي(دام ظله) (أخرجها من الشعائر)

17. المرجع الديني السيد كاظم الحائري(دام ظله)

18. المرجع الديني الشيخ ناصر مكارم الشيرازي(دام ظلّه)

19. المرجع الديني السيد محمد حسن فضل الله(دام ظله)

20. آية الله الشيخ محمد مهدي شمس الدين(قدس)

21. آية الله الشيخ محمد جواد مغنية(قدس)

22. آية الله الشهيد الشيخ مرتضى المطهري(قدس)

23. آية الله الشيخ مصباح اليزدي(دام ظله)

24. آية الله الشيخ محمد هادي معرفه(دام ظله)

25. آية الله الفقيه الشيخ علي المشكيني(دام ظله)

26. آية الله الفقيه الإلهي الشيخ الجوادي الآملي(حفظه الله)

27. آية الله إسماعيل الصالحي المازندراني(دام ظله)

28. آية الله الشيخ حسين الراستي الكاشاني(دام ظله)

29. آية الله الشيخ محمد إبراهيم الجنّاتي(دام ظله)

30. آية الله الشيخ محمد المؤمن(دام ظله)

31. آية الله أحمد آذري القمي(قدس)

32. آية الله الشيخ إبراهيم الأميني(دام ظله)

33. آية الله السيد محمد الأبطحي(دام ظله)

34. آية الله السيد مهدي الحسيني الروحاني(قدس)

35. آية الله الشيخ علي الأحمدي(قدس)

36. آية الله السيد حسن الطاهري الخرم آبادي(دام ظله)

37. آية الله السيد جعفر كريمي(دام ظله)

38. آية الله السيد محمود الهاشمي(دام ظله)

39. آية الله السيد بني فضل(قدس)

40. آية الله الشيخ حسين المظاهري(دام ظله)

41. آية الله السيد محسن الخرازي(دام ظله)

42. آية الله عباس محفوظي(دام ظله)

43. آية الله محسن حرم بناهي(دام ظله)

44. آية الله الشيخ محمد اليزدي(دام ظله)

45. آية الله السيد أحمد خاتمي(دام ظله)

46. آية الله الشيخ محسن الأراكي(دام ظله)

47. آية الله السيد مجتبى الحسيني(دام ظله)

48. آية الله السيد أحمد الفهري(دام ظله)

49. آية الله الشيخ عبد الهادي الفضلي(دام ظله)

50. آية الله حسن الطهراني(دام ظله)

51. آية الله الشيخ الهاشمي الرفسنجاني(دام ظله)

52. آية الله السيد يوسف الطباطبائي(دام ظله)

53. آية الله الشيخ محمّد علي التسخيري(دام ظله)

54. آية الله السيد مرتضى العسكري(دام ظله)

55. آية الله الشيخ أحمد الجنّتي(دام ظله)

56. آية الله الشيخ محمد مهدي الآصفي(دام ظله)

57. آية الله الشيخ عيسى قاسم(حفظه الله)

58. آية الله الشيخ حسين النجاتي(حفظه الله)

59. آية الله أحمدي ميانجي(دام ظله)

60. آية الله الشيخ رضا الاستاذي(دام ظله)

61. آية الله الهاشمي(دام ظله)

62. آية الله طاهري(دام ظله)

63. آية الله السيد فقيه إيماني(قدس)

64. آية الله الشيخ مير مرشدي(دام ظله)

65. آية الله الشيخ الغروي(دام ظله)

66. آية الله عباس علي اختري(دام ظله)

67. آية الله ملكوتي (دام ظله)

68. آية الله الشيخ حميد المبارك(حفظه الله)

69. آية الله مروّج إمام جمعة اردبيل(دام ظله)

70. آية الله حسين الأختري(حفظه الله)

71. آية الله السيد كمال الحيدري(حفظه الله)

72. آية الله السيد محمد أبطحي الكاشاني

73. آية الله الشيخ أبو الفضل تجليل

74. آية الله السيد أبو الفضل الموسوي التبريزي

75. آية الله السيد أبو الفضل مير محمدي

76. آية الله الشيخ مسلم ملكوتي

77. آية الله الشيخ أبو القاسم خزعلي

78. آية الله السيد علي محقق داماد

79. آية الله الشيخ مرتضى مقتدائي

80. آية الله الشيخ محسن دوز دوزاني

81. آية الله الشيخ محمد محمدي جيلاني

82. آية الله الشيخ جلال طاهر شمس

83. آية الله الشيخ محمد علي شرعي

84. حجّة الإسلام والمسلمين السيد صدر الدين القبانجي.

85. حجة الإسلام والمسلمين الشيخ محمد باقر الناصري أمين عام جماعة العلماء المجاهدين في العراق

86. حجة الاسلام والمسلمين السيد علي أكبر الحسيني

87. حجّة الإسلام والمسلمين الشيخ علي أكبر ناطق نوري

88. حجة الاسلام و المسلمين المجاهد الشيخ عبد الأمير الجمري(حفظه الله)

89. العلامة السيد جواد الوداعي(حفظه الله).

90. حجة الاسلام و المسلمين المجاهد السيد نصر الله الأمين العام لحزب الله

91. حجة الاسلام و المسلمين المجاهد الشيخ محمد يزبك

92. حجة الاسلام و المسلمين المجاهد الشيخ نعيم قاسم

بالإضافة إلى عشرات العلماء والمجتهدين والمجاهدين الواعين والمخلصين في إيران الإسلام والعراق ولبنان وسوريا و الدول الإسلامية.

بسم الله الرحمن الرحيم

{إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ}


صدق الله العلي العظيم

محرم 1426هـ

___________________________

(1) راجع دلالة هذا الحديث و حجيته في كتاب ولاية الفقيه في صحيحة عمر بن حنظلة - آية الله المحقق السيد جعفر مرتضى العاملي).

(2) كتاب: حوارات- ج2 / الشهيد محمد باقر الحكيم(قدس).

مصادر أخرى:

1. الشعائر الحسينية بين الوعي و الخرافة.

2. موقع دار الولاية للثقافة و الإعلام www.alwelayah.net

3. صيانة الدين و العقيدة.

4. جريدة كيهان العربي.

والسلام عليكم

عدم حذف عضويتي2
19-02-2005, 07:53 PM
بسم الله الرحمن الرحيم



اى انك يا هذا تجبرنى على ايقافك وهو شىء سهل ولكن ءامل ان تتراجع

عما تفعل قلنا وسنقول المنتدى لاهل السنه والجماعه

انذار اخير

عدم حذف عضويتي2
19-02-2005, 07:55 PM
لم يكن فيمَن ساهم في قتل الحسين (ع) أحد مِن الشيعة، فإنَّ لمفهوم التشيُّع معنى واضحًا ومحدَّدًا ولم يكن هذا المفهوم ينطبق على واحدٍ ممَّن شارك في قتل الحسين (ع) فضلاً عن دعوى أنَّ كلّ مَنْ شارك في قتله كان مِن الشيعة.

فهذه الدعوى تعدُّ جناية على التاريخ ومجافاة للحقيقة وتضليلاً للرأي العامّ، ولا يخفى على كلِّ مَنْ له أدنى معرفة بوقائع التاريخ أنَّ منشأ هذه الدعوى هو الأضغان الكامنة في القلوب والحيرة في تفسير واقع استعصى على القوم تبريره بما يتناسب والمتبنَّيات التي تمسَّكوا بها وجهدوا مِن أجل الانتصار لها فجنحت بهم عن الحقِّ فظهروا في مظهرٍ يأبى كلُّ عاقل أنْ يظهر به، فلا لمآربهم بلغوا ولا بصوابهم احتفظوا، فهم كالتي نقضت غزلها مِن بعد قوَّة أنكاثًا.

فتلك كمائن القلوب لا تدع لواجدها سبيلاً لإخفائها، ورغم ذلك فنحن سنجيب عن هذه الشبهة وذلك بواسطة إيقاف القارئ على هويَّة مَنْ شارك في قتل الحسين (ع) فنقول إنَّه يمكن تصنيفهم إلى أربع طوائف:

الطائفة الأولى: كانوا مٍِن الخوارج أو مَن ينحو نحوهم في الاعتقاد بخروج الحسين (ع) عن الإسلام أو أنَّه كان مخطئًا وعاصيًا –والعياذ بالله-، ويتَّضح ذلك مِن ملاحظة كلمات بعض مَنْ شارك في المعسكر الأموي الذي قاتل الحسين (ع) يوم العاشر، ونذكر لذلك بعض النماذج:

النموذج الأوَّل: ما ذكره ابن الأثير في الكامل وذكره آخرون أيضًا أنَّ القوم لمَّا أقبلوا يزحفون نحو الحسين (ع) كان فيهم عبد الله بن حوزة التميمي، فصاح أفيكم حسين؟ وفي الثالثة قال أصحاب الحسين (ع): هذا الحسين فما تريد منه؟ قال: يا حسين أبشر بالنار، قال الحسين (ع): كذبت بل أقدم على ربٍّ غفور كريم مطاع شفيع فمَن أنت؟ قال أنا ابن حوزة فرفع الحسين (ع) يديه حتَّى بان بياض إبطيه وقال: اللهمَّ حزه إلى النار، فغضب ابن حوزة وأقحم الفرس إليه...".

هذا نموذج يعبِّر عن رأي بعض مَن كان في معسكر عمر بن سعد في الحسين (ع) وأنَّه بنظرهم مستحقٌّ للنار. وليس ثمَّة أحد مِن المسلمين يرى هذا الرأي سوى الخوارج ومَن ينحو نحوهم.

النموذج الثاني: ما ذكره ابن كثير في البداية والنهاية "وكان عمرو بن الحجَّاج –وهو مِن القوَّاد في المعسكر الأموي الذي قاتل الحسين (ع)- قال لأصحابه يوم العاشر "قاتلوا مَن مرق عن الدين وفارق الجماعة، فصاح الحسين (ع) "ويحك يا عمرو أعليَّ تحرِّض الناس؟ أنحن مرقنا مِن الدين وأنت تقيم عليه؟ ستعلمون إذا فارقت أرواحنا أجسادنا مَن أولى بصلي النار".

وهذا النموذج أبلغ مِن الأوَّل حيث صرَّح فيه ابن الحجَّاج عن رأيه في الحسين (ع) وأصحابه وأنَّهم مرقوا مِن الدين، ويبدو أنَّ هذا الشعار كان يستهوي القوم وإلاَّ لما استعمله ابن الحجَّاج لتحفيز العزائم، وهو ما يعبِّر عن أنَّ شريحة كبيرة في المعسكر الأموي كانت ترى هذا الرأي في الحسين (ع).

النموذج الثالث: ما ذكره الطبري في تاريخه وروى عن الضحَّاك المشرقي قال: لمَّا أقبلوا نحونا فنظروا إلى النار تضطرم في الحطب والقصب الذي كنَّا ألهبنا فيه النار.. إذ أقبل رجل يركض على فرس كامل الأداة.. فنادى بأعلى صوته: "يا حسين استعجلت النار في الدنيا قبل نار القيامة" فقال الحسين (ع): "مَن هذا كأنَّه شمر بن ذي الجوشن فقالوا نعم أصلحك الله هو هو...".

وهذا النموذج يعبِّر عمَّا ذكرناه مِن أنَّ رأي بعض مَن شارك في قتل الحسين (ع) هو رأي الخوارج.

النموذج الرابع: وروي عن الضحَّاك بن عبد الله المشرقي قال: "فلمَّا أمسى حسين وأصحابه قاموا الليل كلّه يصلُّون ويستغفرون ويدعون ويتضرَّعون قال فتمرُّ بنا خيل لهم تحرسنا وأنَّ حسينًا ليقرأ (( ولا يحسبنَّ الذين كفروا أنَّما نملي لهم خير لأنفسهم إنَّما نملي لهم ليزدادوا إثمًا ولهم عذاب مهين، ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتَّى يميز الخبيث مِن الطيِّب )) فسمعها رجل مِن تلك الخيل التي كانت تحرسنا فقال نحن وربِّ الكعبة الطيِّبون ميزنا منكم..."

وهذا النموذج يعبِّر عن أنَّ بعض مَنْ كان في المعسكر الأموي يرون أنَّهم على صوابٍ في موقفهم وأنَّهم الطيِّبون وأنَّ مَنْ يواجهونهم هم الخبيثون وهو ما يعبِّر عن رؤيتهم في قتل الحسين (ع) وأنَّه مِن الطاعات والقربات.

النموذج الخامس: قال حميد بن مسلم: "... فلمَّا رأى ذلك أبو ثمامة عمرو بن عبد الله الصائدي قال للحسين: يا أبا عبد الله نفسي لك الفداء... وأحبُّ أنْ ألقى ربِّي وقد صلَّيتُ هذه الصلاة التي دنا وقتها قال فرفع الحسين رأسه ثمَّ قال ذكرت الصلاة جعلك الله مِن الذاكرين نعم هذا أوَّل وقتها ثمَّ قال سلوهم أنْ يكفُّوا عنَّا حتَّى نصلِّي فقال لهم الحصين بن تميم إنَّها لا تقبل فقال له حبيب بن مظاهر لا تقبل! زعمت الصلاة مِن آل رسول الله لا تقبل...".

هذا نموذج آخر يعبِّر عن رأيهم في الحسين (ع) وموقفه.

النموذج السادس: ما رواه الطبري أنَّ حميد بن مسلم قال: ثمَّ أنَّ عمر بن سعد نهض إليه عشيَّة الخميس لتسع مضين مِن المحرَّم ونادى: يا خيل الله اركبي وأبشري...".

وهذا النصُّ مِن أبلغ النصوص على ما ندَّعيه، فعمر بن سعد وإنْ لم يكن يعتقد بما يقول إلاَّ أنَّه استخدم هذا الشعار لتعبئة جيشه واستنهاض عزائمهم لمعرفته بما انطوت عليه ضمائرهم مِن اعتقاد بأنَّ حرب الحسين (ع) يقع في سياق الطاعات والقربات، وليس مَنْ يعتقد ذلك إلاَّ الخوارج أو مَنْ ينحو نحوهم.

وثمَّة نماذج أخرى يقف عليها مَن يطَّلع على المصادر التي تصدَّت لتفاصيل مقتل الحسين (ع).

الطائفة الثانية: كانوا ممَّن غرَّتهم الدنيا وطمعوا في الحظوة مِن يزيد بن معاوية وعبيد الله بن زياد، وهؤلاء وإنْ كان منهم مَن يعرف مقام الحسين (ع) وأنَّه لا يحلُّ لهم استباحة دمه إلاَّ أنَّهم لا يكترثون بذلك، ويمكن الاستشهاد لذلك بمجموعة مِن المواقف التي ذكرها المؤرِّخون:
الموقف الأوَّل: ما ذكره الطبري وابن الأثير في الكامل وابن الجوزي في المنتظم، وغيرهم "إنَّ عمر بن سعد تقدَّم نحو عسكر الحسين (ع) ورمى بسهم وقال: اشهدوا لي عند الأمير أنِّي أوَّل مَن رمى ثمَّ رمى الناس...".

يتبع