المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من الحِكم .



M.W.N
07-04-2005, 11:48 AM
قال أبو الفتح البستي :




زيادة المـرء فـي دنيـاه نقصـانُ ... وربحه غير محض الخير خسرانُ



أحسن إلى الناس تستعبـد قلوبهـم ... فطالما استعبد الإنسانَ إحسانُ



أقبل على النفس واستكمل فضائلها ... فأنت بالنفس لا بالجسم إنسانُ



واشدد يديك بحبـل الله معتصمـاً ... فإنه الركن إن خانتك أركانُ



من استعان بغير الله فـي طلـبٍ ... فإن ناصره عجـزٌ وخـذلانُ



من كان للخير مناعاً فليـس لـه ... على الحقيقة إخوانٌ وأخـدانُ



من جاد بالمالِ مالَ الناس قاطبـة ً... إليه والمالُ للإنسانِ فـتّـانُ



من سالم الناس يسلم من غوائلهـمْ ... وعاش وهو قرير العين جذلانُ




من يزرع الشر يحصـد في عواقبـهِ ... ندامة ولحصد الـزرع إبّـانُ



حسب الفتى عقله خِـلاًّ يعاشـرهُ ... إذا ما تحاماه إخوان وخِـلان





إذا أي واحد فيكم عنده كلمة غامضة ما فهم معناها يقول لي أنا ما فهمت معنى هذي الكلمة .

وصدقوني ما ببخل عليه بداً .



وإن شاء الله تستفيدوا .

Another_One
07-04-2005, 01:47 PM
واشدد يديك بحبـل الله معتصمـاً ... فإنه الركن إن خانتك أركانُ
من استعان بغير الله فـي طلـبٍ ... فإن ناصره عجـزٌ وخـذلانُ

والله بيت راااائع واللي بعده رائع


يعطيك العافية

الموهوب
07-04-2005, 02:28 PM
ابيات جميله...اشكرك اخوي.

M.W.N
07-04-2005, 02:37 PM
والله بيت راااائع واللي بعده رائع







يعطيك العافية







الله يعافيك .

شكراً على الرد الطيب .

M.W.N
07-04-2005, 02:39 PM
ابيات جميله...اشكرك اخوي.

أنت أجمل .

العفو .

harley davidson
07-04-2005, 04:00 PM
ابيات رائعة . والله انك رائع جزاك الله خيرا.:biggthump :biggthump

ثريول
07-04-2005, 04:17 PM
الشاعر والأديب أبو فتح البستي يُعتبر من كبار شعراء وكتّاب عصره, سكن الدولة الغزنويِّة وكان كاتباً لسلطانها ومستشاراً له .. قصيدته هذه -نونيَّة البستي- لها مكانة قيّمة في التراث الشعري للعصور الوسطى الإسلاميَّة. أنقل هُنا نص القصيدة العصماء كاملةً , وأنا أنقلها بالمناسبة من إحدى المواقع :


زيادةُ المرءِ في دُنياه نُقصانُ

ورِبْحُه غيرَ مَحْضِ الخير خُسْرانُ

وكل وجدانِ حظٍّ لا ثباتَ لـه

فإنَّ معناه في التحقيق فِقْــدانُ

يا عامراً لخرابِ الدَّارِ مجتهداً

بالله هل لخراب العمر عمران ؟

وياحريصاً على الأموالِ تجمعُها

أُنْسيتَ أنَّ سرورَ المالِ أحزانُ ؟

زع الفؤاد عن الدنيا وزينتها

فَصَفْوُها كدرٌ والوصلُ هِجْـرانُ

وأَرْعِ سَمْعَك أمثالاً أُفصِّلُهـا

كما يُفَصَّل ياقـوتٌ ومَرْجــانُ

أحْسِنْ إلى الناسِ تَسْتعبِدْ قلوبَهُمُ

فطالما استَعْبَدَ الإنسانَ إحسـانُ

يا خادمَ الجسم كم تشقى بِخِدمتِه

أتَطلُبُ الرِّبْحَ فيما فيه خُسْرانُ ؟

أقبل على النفس واستكمل فضائلها

فأنتَ بالنفسِ لا بالجسمِ إنسـانُ

وإن أساء مسيءٌ فليكُنْ لك في

عُروضِ زَلّتِه صَفْـحٌ وغُفـرانُ

وكن على الدهرِ مِعْواناً لذي أملٍ

يرجو نَـداك فإنَّ الحرَّ مِعْـوانُ

واشْدُدْ يديك بحبلِ الله مُعتصِماً

فإنه الرُّكـْنُ إن خانَتْكَ أرْكـانُ

من يتق الله يُحمَد في عواقبه

ويَكْفِه شرُّ من عزوا ومن هانوا

من استعانَ بغير اللهِ في طلبٍ

فإنَّ ناصِـرَه عَجْـزٌ وخِـذْلانُ

من كان للخيرِ مَنَّاعاً فليس له

على الحقيقةِ إخـوانٌ وأخْـدانُ

من جادَ بالمالِ مالَ الناسُ قاطِبةً

إليه والمـالُ للإنسـانِ فَتَّـانُ

من سالَمَ الناسَ يَسلمْ من غوائِلِهم

وعاش وهو قَريرُ العينِ جَذْلانُ

من كان للعقلِ سلطانُ عليه غَدا

وما على نفسِهِ للحرصِ سُلطانُ

من مدَّ طَرْفاً لفَرْطِ الجهلِ نحوَ هَوىً

أغضى على الحقِِّ يوماً وهو خزيانُ

من عاشَرَ الناسَ لاقى منهمُ نَصَباً

لأن سـوسَهُـمُ بَغْـيٌ وعُـدوانُ

ومن يُفَتِّشْ عن الإخوان يَقْلِهِمُ

فَجُـلُّ إخوانِ هذا العَصْرِ خَـوَّانُ

من استشارَ صروفَ الدهرِ قامَ له

علـى حقيقـةِ طَبْـعِ الدهرِ بُرهانُ

من يزرعِ الشَّرَّ يَحْصُدْ في عواقِبِه

ندامـةً، ولِحَصْـدِ الـزَّرْعِ إبَّـانُ

من استَنام إلى الأشرارِ نامَ وفي

قميصِـهِ منهُـمُ صـلٌّ وثُعبــانُ

كن رَيِّق البِشْرِ إنَّ الحرَّ هِمَّتُه

صحيفـةٌ وعليهـا البِشْـرُ عُنْوانُ

ورافِقِ الرِّفْقَ في كلِّ الأمورِ فلم

ينْـدَم رفيـقٌ ولـم يَذْمُمْـهُ إنسانُ

ولا يغرَّنَّكَ حَظٌّ جَرَّهُ خَرَقٌ

فالخُرْقُ هَدْمٌ ورِفْقُ المـرءِ بُنْيـانُ

أحْسِنْ إذا كان إمكانٌ ومَقْدِرةٌ

فلن يَدومَ على الإحســانِ إمكـانُ

فالروض يزدان بالأنوار فاغمة

والحـرُّ بالعَـدْلِ والإحسـانِ يَزْدانُ

صُنْ حُرَّ وجهِك لا تَهْتِك غِلالَتَه

فكـلُّ حـرِّ لحـرِّ الوَجْـهِ صَـوّانُ

فإنْ لقيـتَ عَدُواً فالْقَـهُ أبـداً

والوَجْـهُ بالبِشْرِ والإشراقِ غَضّـانُ

دَعِ التكاسُلَ في الخيراتِ تَطْلُبُها

فليـس يسـعدُ بالخيـراتِ كسـلانُ

لا ظِلَّ للمَرْءِ يَعْرى من تُقىً ونُهىً

وإنْ أظلَّتــــه أوراقٌ وأفْنـــانُ

والناسُ أعوانُ من والتْهُ دَولَتُهُ

وهــم عليـه إذا عادَتْـهُ أعــوانُ

(سَحْبانُ) من غيرِ مالِ (باقِلٌ) حَصِرٌ

و(باقِـلٌ) فـي ثـراءِ المالِ (سَحْبانُ)

لا تودِعِ السِّـر وشَّـاءً يبوحُ بهِ

فمـا رَعـى غنماً في الدَّوِّ سِرْحـانُ

لا تحسبِ الناسَ طبعاً واحداً فلهم

غرائـزٌ لسـتَ تُحْصيهـنَّ ألــوانُ

وما كلُّ مـاءٍ كصـدّاءٍ لـوارِدِهِ

نَعَـمْ، ولا كـلُّ نَبْـتٍ فهو سَعْــدانُ

لا تَخْدِشَنَّ بمَطْلٍ وَجْـهَ عارِفـةٍ

فالبِـرُّ يَخْدِشُــه مَطْــلٌ ولَيـّـانُ

لا تَسْتشِرْ غيرَ نَدْبٍ حازمٍ يقظٍ

قد استَـوى فيـه إســرارٌ وإعلانُ

فللتدابير فرسان إذا ركضـوا

فيهـا أبـروا، كمـا للحـرب فرسان

وللأمـور مواقيـتٌ مقـدرةٌ

وكــل أمـر لـه حـد وميــزان

فلا تكُنْ عَجِلاً بالأمـر تَطْلبُـه

فليـس يُحمَـدُ قبـلَ النُّضْج بُحْرانُ

كفى من العيش ما قد سَدَّ مِن عَوَزٍ

ففيـه للحُـرِّ إن حقَّقْــتَ غُنْيـانُ

وذو القناعةِ راضٍ من معيشتِـهِ

وصاحبُ الحِرصِ إن أثْرى فغضبانُ!

حَسْبُ الفتى عَقْـلُه خِلاًّ يُعاشِرُه

إذا تحــامـاه إخـوانٌ وخُــلاَّنُ

هما رَضيعا لِبانٍ: حِكمةٌ وتُقًى،

وساكِنـاً وطـنٍ: مـالٌ وطغيــانُ

إذا نَبـا بكريـم مَوْطِـنٌ فلـه

وراءَهُ في بسيـطِ الأرضِ أوطـانُ

يا ظالِماً فرِحاً بالعـزِّ سـاعَدَهُ

إن كنـتَ في سِنَـةٍ فالـدَّهرُ يقظانُ

ما استمرأ الظَّلمَ لو أنصفتَ آكِلُهُ

وهـل يَلـذُّ مـذاقَ الـمرءِ خُطْبانُ

يا أيها العالِمُ المَرْضِـيُّ سيرَتُـهُ

أبشِـرْ فأنـتَ بغيـرِ المـاءِ ريانُ

وياأخا الجهلِ لو أصبحتَ في لُجَجٍ

فأنـت ما بينهمـا لا شـكَّ ظمآنُ

لا تَحسبـنَّ سُـروراً دائمـاً أبداً

مَن سَـرَّه زمـنٌ ساءَتْـهُ أزمانُ

إذا جَفَاك خليـلٌ كنـتَ تـألَفُـه

فاطلُـبْ سِواهُ فكلُّ الناسِ إخوانُ

وإنْ نَبَتْ بك أوطانٌ نشأتَ بهـا

فارحـلْ فكـلُّ بـلادِ اللهِ أوطـانُ

يا رافلاً في الشَّبابِ الرَّحبِ مُنْتَشِياً

مِن كأسِهِ، هل أصاب الرشدَ نشوانُ ؟

لا تَغترِرْ بشبـابٍ رائـقٍ نَضِـرٍ

فكـم تقـدم قبـلَ الشّيـبِ شُبّـانُ

وياأخا الشَّيبِ لو ناصَحتَ نفسَكَ لم

يكـن لِمثلِـكَ فـي اللَّذَّاتِ إمعـانُ

هَبِ الشَّبيبةَ تُبدي عُذرَ صاحِبِها

ما عُذرُ أشْيبَ يَستهويه شيطـانُ ؟!

كلُّ الذنـوبِ فـإن الله يغفرهـا

إن شَيّـعَ المـرءَ إخلاصٌ وإيمـانُ

وكلُّ كسرٍ فـإن الدِّيـنَ يَجْبُـرُهُ

وما لكسـرِ قنـاةِ الدِّيـن جُبــرانُ

خُذهـا سوائـرَ أمثـالٍ مهذبـةً

فيهـا لمـن يَبتَغـي التِّبيـان تِبيانُ

ما ضَرَّ حَسّانَها - والطبعُ صائِغُها -

إن لـم يَصُغْهـا قَريعُ الشِّعرِ حَسّانُ





تحيّاتي عزيزي "ملك الغضب" :).

المخترش
07-04-2005, 04:32 PM
يعطيكم الف عافية

M.W.N
08-04-2005, 06:28 PM
ابيات رائعة . والله انك رائع جزاك الله خيرا.:biggthump :biggthump

أنت أروع :biggthump
شكراً على ردك الطيب .

M.W.N
08-04-2005, 06:32 PM
الشاعر والأديب أبو فتح البستي يُعتبر من كبار شعراء وكتّاب عصره, سكن الدولة الغزنويِّة وكان كاتباً لسلطانها ومستشاراً له .. قصيدته هذه -نونيَّة البستي- لها مكانة قيّمة في التراث الشعري للعصور الوسطى الإسلاميَّة. أنقل هُنا نص القصيدة العصماء كاملةً , وأنا أنقلها بالمناسبة من إحدى المواقع :




زيادةُ المرءِ في دُنياه نُقصانُ


ورِبْحُه غيرَ مَحْضِ الخير خُسْرانُ

وكل وجدانِ حظٍّ لا ثباتَ لـه

فإنَّ معناه في التحقيق فِقْــدانُ

يا عامراً لخرابِ الدَّارِ مجتهداً

بالله هل لخراب العمر عمران ؟

وياحريصاً على الأموالِ تجمعُها

أُنْسيتَ أنَّ سرورَ المالِ أحزانُ ؟

زع الفؤاد عن الدنيا وزينتها

فَصَفْوُها كدرٌ والوصلُ هِجْـرانُ

وأَرْعِ سَمْعَك أمثالاً أُفصِّلُهـا

كما يُفَصَّل ياقـوتٌ ومَرْجــانُ

أحْسِنْ إلى الناسِ تَسْتعبِدْ قلوبَهُمُ

فطالما استَعْبَدَ الإنسانَ إحسـانُ

يا خادمَ الجسم كم تشقى بِخِدمتِه

أتَطلُبُ الرِّبْحَ فيما فيه خُسْرانُ ؟

أقبل على النفس واستكمل فضائلها

فأنتَ بالنفسِ لا بالجسمِ إنسـانُ

وإن أساء مسيءٌ فليكُنْ لك في

عُروضِ زَلّتِه صَفْـحٌ وغُفـرانُ

وكن على الدهرِ مِعْواناً لذي أملٍ

يرجو نَـداك فإنَّ الحرَّ مِعْـوانُ

واشْدُدْ يديك بحبلِ الله مُعتصِماً

فإنه الرُّكـْنُ إن خانَتْكَ أرْكـانُ

من يتق الله يُحمَد في عواقبه

ويَكْفِه شرُّ من عزوا ومن هانوا

من استعانَ بغير اللهِ في طلبٍ

فإنَّ ناصِـرَه عَجْـزٌ وخِـذْلانُ

من كان للخيرِ مَنَّاعاً فليس له

على الحقيقةِ إخـوانٌ وأخْـدانُ

من جادَ بالمالِ مالَ الناسُ قاطِبةً

إليه والمـالُ للإنسـانِ فَتَّـانُ

من سالَمَ الناسَ يَسلمْ من غوائِلِهم

وعاش وهو قَريرُ العينِ جَذْلانُ

من كان للعقلِ سلطانُ عليه غَدا

وما على نفسِهِ للحرصِ سُلطانُ

من مدَّ طَرْفاً لفَرْطِ الجهلِ نحوَ هَوىً

أغضى على الحقِِّ يوماً وهو خزيانُ

من عاشَرَ الناسَ لاقى منهمُ نَصَباً

لأن سـوسَهُـمُ بَغْـيٌ وعُـدوانُ

ومن يُفَتِّشْ عن الإخوان يَقْلِهِمُ

فَجُـلُّ إخوانِ هذا العَصْرِ خَـوَّانُ

من استشارَ صروفَ الدهرِ قامَ له

علـى حقيقـةِ طَبْـعِ الدهرِ بُرهانُ

من يزرعِ الشَّرَّ يَحْصُدْ في عواقِبِه

ندامـةً، ولِحَصْـدِ الـزَّرْعِ إبَّـانُ

من استَنام إلى الأشرارِ نامَ وفي

قميصِـهِ منهُـمُ صـلٌّ وثُعبــانُ

كن رَيِّق البِشْرِ إنَّ الحرَّ هِمَّتُه

صحيفـةٌ وعليهـا البِشْـرُ عُنْوانُ

ورافِقِ الرِّفْقَ في كلِّ الأمورِ فلم

ينْـدَم رفيـقٌ ولـم يَذْمُمْـهُ إنسانُ

ولا يغرَّنَّكَ حَظٌّ جَرَّهُ خَرَقٌ

فالخُرْقُ هَدْمٌ ورِفْقُ المـرءِ بُنْيـانُ

أحْسِنْ إذا كان إمكانٌ ومَقْدِرةٌ

فلن يَدومَ على الإحســانِ إمكـانُ

فالروض يزدان بالأنوار فاغمة

والحـرُّ بالعَـدْلِ والإحسـانِ يَزْدانُ

صُنْ حُرَّ وجهِك لا تَهْتِك غِلالَتَه

فكـلُّ حـرِّ لحـرِّ الوَجْـهِ صَـوّانُ

فإنْ لقيـتَ عَدُواً فالْقَـهُ أبـداً

والوَجْـهُ بالبِشْرِ والإشراقِ غَضّـانُ

دَعِ التكاسُلَ في الخيراتِ تَطْلُبُها

فليـس يسـعدُ بالخيـراتِ كسـلانُ

لا ظِلَّ للمَرْءِ يَعْرى من تُقىً ونُهىً

وإنْ أظلَّتــــه أوراقٌ وأفْنـــانُ

والناسُ أعوانُ من والتْهُ دَولَتُهُ

وهــم عليـه إذا عادَتْـهُ أعــوانُ

(سَحْبانُ) من غيرِ مالِ (باقِلٌ) حَصِرٌ

و(باقِـلٌ) فـي ثـراءِ المالِ (سَحْبانُ)

لا تودِعِ السِّـر وشَّـاءً يبوحُ بهِ

فمـا رَعـى غنماً في الدَّوِّ سِرْحـانُ

لا تحسبِ الناسَ طبعاً واحداً فلهم

غرائـزٌ لسـتَ تُحْصيهـنَّ ألــوانُ

وما كلُّ مـاءٍ كصـدّاءٍ لـوارِدِهِ

نَعَـمْ، ولا كـلُّ نَبْـتٍ فهو سَعْــدانُ

لا تَخْدِشَنَّ بمَطْلٍ وَجْـهَ عارِفـةٍ

فالبِـرُّ يَخْدِشُــه مَطْــلٌ ولَيـّـانُ

لا تَسْتشِرْ غيرَ نَدْبٍ حازمٍ يقظٍ

قد استَـوى فيـه إســرارٌ وإعلانُ

فللتدابير فرسان إذا ركضـوا

فيهـا أبـروا، كمـا للحـرب فرسان

وللأمـور مواقيـتٌ مقـدرةٌ

وكــل أمـر لـه حـد وميــزان

فلا تكُنْ عَجِلاً بالأمـر تَطْلبُـه

فليـس يُحمَـدُ قبـلَ النُّضْج بُحْرانُ

كفى من العيش ما قد سَدَّ مِن عَوَزٍ

ففيـه للحُـرِّ إن حقَّقْــتَ غُنْيـانُ

وذو القناعةِ راضٍ من معيشتِـهِ

وصاحبُ الحِرصِ إن أثْرى فغضبانُ!

حَسْبُ الفتى عَقْـلُه خِلاًّ يُعاشِرُه

إذا تحــامـاه إخـوانٌ وخُــلاَّنُ

هما رَضيعا لِبانٍ: حِكمةٌ وتُقًى،

وساكِنـاً وطـنٍ: مـالٌ وطغيــانُ

إذا نَبـا بكريـم مَوْطِـنٌ فلـه

وراءَهُ في بسيـطِ الأرضِ أوطـانُ

يا ظالِماً فرِحاً بالعـزِّ سـاعَدَهُ

إن كنـتَ في سِنَـةٍ فالـدَّهرُ يقظانُ

ما استمرأ الظَّلمَ لو أنصفتَ آكِلُهُ

وهـل يَلـذُّ مـذاقَ الـمرءِ خُطْبانُ

يا أيها العالِمُ المَرْضِـيُّ سيرَتُـهُ

أبشِـرْ فأنـتَ بغيـرِ المـاءِ ريانُ

وياأخا الجهلِ لو أصبحتَ في لُجَجٍ

فأنـت ما بينهمـا لا شـكَّ ظمآنُ

لا تَحسبـنَّ سُـروراً دائمـاً أبداً

مَن سَـرَّه زمـنٌ ساءَتْـهُ أزمانُ

إذا جَفَاك خليـلٌ كنـتَ تـألَفُـه

فاطلُـبْ سِواهُ فكلُّ الناسِ إخوانُ

وإنْ نَبَتْ بك أوطانٌ نشأتَ بهـا

فارحـلْ فكـلُّ بـلادِ اللهِ أوطـانُ

يا رافلاً في الشَّبابِ الرَّحبِ مُنْتَشِياً

مِن كأسِهِ، هل أصاب الرشدَ نشوانُ ؟

لا تَغترِرْ بشبـابٍ رائـقٍ نَضِـرٍ

فكـم تقـدم قبـلَ الشّيـبِ شُبّـانُ

وياأخا الشَّيبِ لو ناصَحتَ نفسَكَ لم

يكـن لِمثلِـكَ فـي اللَّذَّاتِ إمعـانُ

هَبِ الشَّبيبةَ تُبدي عُذرَ صاحِبِها

ما عُذرُ أشْيبَ يَستهويه شيطـانُ ؟!

كلُّ الذنـوبِ فـإن الله يغفرهـا

إن شَيّـعَ المـرءَ إخلاصٌ وإيمـانُ

وكلُّ كسرٍ فـإن الدِّيـنَ يَجْبُـرُهُ

وما لكسـرِ قنـاةِ الدِّيـن جُبــرانُ

خُذهـا سوائـرَ أمثـالٍ مهذبـةً

فيهـا لمـن يَبتَغـي التِّبيـان تِبيانُ

ما ضَرَّ حَسّانَها - والطبعُ صائِغُها -

إن لـم يَصُغْهـا قَريعُ الشِّعرِ حَسّانُ








تحيّاتي عزيزي "ملك الغضب" :).




جزاك الله ألف خير على المعلومات القيمة وعلى تكملة القصيدة :biggthump .
فعلاً تستاهل لقب أديب المنتدى :biggthump

M.W.N
08-04-2005, 06:34 PM
يعطيكم الف عافية

الله يعافيك .

لكن الشكر الحقيقي لأخوي الأديب ثريول :D