السلطان2
20-04-2005, 09:00 PM
أضع بين يديكم بحثي المتوضع أيها الأعزاء.....أتمانا أن ينال على رضاكم واحتحسانكم..
لازم تقولولي رأيكم....:bigeyes: ......
مـقدمـة...
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على خير خلق الله, سيدنا محمد .
إن من أصعب الأمور التي تواجها المجتمعات هي تنشئة الأجيال
و تزويدهم بما يساعدهم لنموهم المناسب في جوانب شخصيتهم الجسدية و الاجتماعية و النفسية .
وقد تعددت الآراء واختلفت المذاهب حول تربية الطفل في الكتب الغربية , فكان لابد من العودة إلا النبع النبوي فهو الأساس و المرتكز لحسم أي خلاف و ذلك لعلاقة الرسول بالأطفال .
ولقد حظي الطفل في الإسلام بعناية فائقة لم ينلها في أي مجتمع من المجتمعات , فنجد كتب التربية في الإسلام تزخر بالعديد من النصوص التي توجب حماية الطفل و رعايته لضمان سلامة نموه و حسن تنشئته . و بذلك يكون الإسلام قد سبق الدول المتطورة و الجمعيات المهتمة بحقوق الطفل في هذا المجال مما يجعلنا نشعر كمسلمين بالتزامنا بإعطاء الطفل حقوقه و اعتبار ذالك واجباً دينياً مجبرين على القيام به و أن المولى عز وجل سوف يحاسبنا على ذلك فيكافئ الملتزمين منا و يعاقب المتهاونين و المقصرين .
ولذلك جاء هذا البحث المتواضع موضحاً سبل وطرق
تنشئة المجتمع تنشئة إسلامية صحيحة بشرح النقاط التالية و توضيح مدى أهميتها :
1 أقوال تربوية .
2 تعامل الرسول مع الأطفال.
3 أهمية مرحلة الطفولة و كيفية تربية الأبناء.
4 حقوق الطفل في الإسلام.
5 تعريف الحضانة و أحكامها.
6 ضرورة توفير خصوصية للطفل.
7 معاير السلامة في المنزل.
8 أهمية غرس الثقافة الدينية في مرحلة الطفولة و المؤثرات التي تؤثر على الاتجاهات الثقافية للطفل.
9 أهمية ذهاب الطفل إلى الروضة المناسبة وسبل تهيئته.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الــــــــــــــــــــســــــــــــلـــــــــطــــــــــــــــان 2
أقوال تربوية
بعض النصائح والأقوال الشرعية التي تبين مدى حرص الإسلام على أهمية تنشئة الأبناء تنشئة سليمة.
1- عن أنس رضي الله عنة أن رسول الله قال :
(( إذا أراد الله بأهل بيت خيراً فقههم في الدين، ووقر صغيرهم كبيرهم ، و رزقهم الرفق في معيشتهم ، و القصد في نفقاتهم و بصرهم عيوبهم ، فيتوبوا منها ، و إذا أراد بهم غير ذالك تركهم هملاً ))
2 – قال رجل للأعمش هؤلاء الغلمان حولك ! قال اسكت هؤلاء يحفظون عليك أمر دينك.
3 - قال رجل لابن سحنون رحمة الله علية – ممن يطلب ابنة العلم عنده :
إني أتولى العمل بنفسي ولا أشغله عما هو فيه فقال له أعلمت أن أجرك في ذلك أعظم من الحج والرباط و الجهاد
4 - بادروا بتعليم الأطفال قبل تراكم الأشغال ، و إن كان الكبير أوقد عقلاً فإنه أشغل قلباً
5 – إنني أؤمن بقوة المعرفة ، أؤمن بقوة الثقافة ولكني أؤمن أكثر بقوة التربية
( سيد قطب )
6 - إن العناية بالنشء مسلك الأخيار وطريق الأبرار، ولا تفسد الأمم إلا حين يفسد أجيالها الناشئة، ولا ينال منها الأعداء إلا حين ينالون من شبابها وصغارها.
7 -إن الشاب في فترات تكوينه يمر بمراحل، كل مرحلة أهمّ من الأخرى. ألا وإن من أهم تلك المراحل مرحلة الطفولة، فهي السن الذي يتعرف فيه الطفل على مجريات الحياة، فيعرف الصحيح، ويعرف الخطأ، ويعلم الصواب، ويتعوّد على الغلط . لهذا كانت مرحلة الطفولة من أخطر المراحل، ولقد كان السلف الصالح يعنون بأبنائهم منذ نعومة أظفارهم، يعلّمونهم وينشّئونهم على الخير، ويبعدونهم عن الشرّ، ويختارون لهم المعلمين الصالحين والمربين والحكماء والأتقياء
الفصل الثاني
تعامل الرسول مع الأطفال
لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الأخرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً[الأحزاب:21].
نماذج من معاملته لأطفاله
عباد الله، لقد كان يلاعب الأطفال، ويمشي خلفهم أمام الناس، وكان يقبلهم ويضاحكهم. روى الإمام أحمد وابن ماجه والبخاري في الأدب المفرد عن يعلى بن مرة رضي الله عنه قال: خرجت مع النبي وقد دعينا إلى طعام فإذا الحسين بن علي يلعب في الطريق، فأسرع النبي أمام القوم ثم بسط يديه ليأخذه، فطفق الغلام يفرّ ها هنا ويفرّ ها هنا، ورسول الله يلحقه يضاحكه حتى أخذه، فجعل إحدى يديه في ذقنه والأخرى في رأسه ثم اعتنقه ثم أقبل علينا وقال: ((حسين مني وأنا من حسين)).
ويقول أبو هريرة رضي الله عنه: سمعت أذناي هاتان وبصر عيناي هاتان رسول الله أخذ بيديه جميعًا بكفي الحسن أو الحسين، وقدماه على قدم رسول الله ، ورسول الله يقول: ((ارقه ارقه))، قال: فرقى الغلام حتى وضع قدميه على صدر رسول الله ، ثم قال رسول الله : ((افتح فاك))، ثم قبله، ثم قال: ((اللهم أحبه فإني أحبّه)) رواه البخاري في الأدب المفرد والطبراني في معجمه.
وجاء الأقرع بن حابس إلى رسول الله فرآه يقبّل الحسن بن علي، فقال الأقرع: أتقبّلون صبيانكم؟! فقال رسول الله: ((نعم))، فقال الأقرع: إن لي عشرةً من الولد ما قبلت واحدًا منهم قط، فقال له رسول الله : ((من لا يرحم لا يرحم)) متفق عليه.
يروي لنا أبو قتادة (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&ftp=alam&id=1000609) رضي الله عنه كما في الصحيحين (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&ftp=book&id=4000253) {أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي وهو حامل أمامة بنت زينب (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&ftp=alam&id=1000963) بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت زوج أبي العاص بن الربيع بن عبد شمس (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&ftp=alam&id=1001000) فإذا سجد وضعها، وإذا قام حملها}.
ولقد كان دأب الأنبياء عليهم السلام الدعوة لأبنائهم، يقول إبراهيم: وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنَامَ[إبراهيم:35]، رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي[إبراهيم:40]، وقال هو وولده إسماعيل: رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ[البقرة:128]، وقال زكريا: رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ[آل عمران:38].
الفصل الثالث
أهمية مرحلة الطفولة و كيفية تربية الأبناء
تعد تربية الأطفال مسألة في غاية الأهمية والصعوبة ، فهي مهمة جداً لأن التربيةالسليمة تساهم في بناء جيل ملتزم ومؤمن ، وهي صعبة لأن التربية بحاجة إلى وعيوثقافة وعلم بأصول التربية و قواعدها ، كما أن الآبـاء بحاجة إلى فهم أفضل لتفكيرالأطفال وميولهم وحاجاتهم المتنوعة ، ويقع بعض الآباء في خطأ فاحش عندما يــلبونالاحتياجات المادية للأطفال ويغفلون عن تلبية الحاجات الروحية والأخلاقية لهم. وثمةمسألة أخرى وهي : إن الكثير من الآباء والأمهات لا يشعرون بالحاجة إلى ثقافة تربويةتساعدهم على تربية وتعليم أبنائهم مما يجعلهم يقعون في أخطاء فاحشة لعدم فهمهمالعميق لوسائل التربية .ولتلافي ذلك ينبغي للآباء والأمهات أن يلموا إلماماً جيداًبوسائل التربية الصحيحة للأبناء ، وهذا يستدعي بدوره قراءة الكتب التربوية ،والاستفادة من تجارب العلماء والمصلحين في التربية ، والاهتمام بمتابعة كل جديد عنعالم الطفولة ... كي يمكــن تربية الأبناء وفقاً للأصول التربوية السليمة . وتنبعأهمية تربية الأطفال بصورة صحيحة من أن مرحلة الطفولة هي مرحلة تكوين الشـخصية ، فيحين أن مرحلة الشباب هي مرحلة تثبيت الشخصية ؛ فالإنسان إنما تتكون شخصيته فيالسنوات الأولى من حياته ، وتظل تأثيرات مرحلة الطفولة تنعكس على سلوكياته وتصرفاتهحتى بعد تجاوزه تلك المرحلة المهمة من حياته . وتأسيساً على ذلك ، فإن القيامبمسؤولية تربية الأطفال تعد من أهم المسؤوليات الملقاة عــلى عاتق الآباء ،فالتربية حق طبيعي للأبناء على آبائهم ، وهم بحاجة ماسة إلى التربية لبناء شخصياتهموتهذيب نفوسهـــم ليكونوا أفراداً صالحين لدينهم ومجتمعهم . الأساليب المثلى فيتربية الأطفال من أجل تربية سليمة للأطفال يجب اتباع الأساليب التالية : 1- غرسالقيم الدينية والأخلاقية في شخصية الطفل : من المهم للغاية في تربية الأطفال هوغرس القيم الدينية والأخلاقية في شخصياتهم ، وذلك بشـرح القضايا الدينية بصورةبسيطة كي يمكن للأطفال استيعابها ، كما أن من الضروري تربية الأطفال على الأخــلاقالفاضلة والآداب الحسنة حتى يمكن تنشئة جيل متدين وخلوق . ولأن الدين هو منبعالفضائل الأخلاقية ، والقيم الإنسانية الراقية ، فلذلك يجب أن نغرس الديـن في نفوسأطفالنا ، ونجعلهم يفتخرون بالانتماء إليه ، والشعور بالحب تجاه كل ماله صلة به . ومن أجل غرس الدين في نفوس الأطفال يجب اصطحابهم إلى أماكن العبادة والذكر ،ومراكزالثقافـة والفكر ، وكذلك توجيههم نحو الالتزام بالقيم والتعاليم الدينية منذ الصغر . فقد روي عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قوله : ( علموا أولادكم الصلاة إذا بلغواسبعاً ، واضربوهم عليها إذا بلغوا عشراً وفرقوا بينهم في المضاجع (وذلك من أجل الالتزام بالواجبات الدينية منذ مرحلة الطفولة حتى يشب عليها عندمايكون قد بلغ مرحلة التكليف الشرعي . إن تعليم الطفل على الصلاة والصيام ، وكذلكتربيته على الآداب والأخلاق الفاضلة منذ الصــغر هو أفضل أسلوب لتهذيب نفسه ،وتزكية روحه ، وبناء شخصيته . 2– تعويد الطفل على العادات الحسنة : يجب تعويد الطفلعلى العادات الحسنة حتى تكون جزءاً من شخصيته العامة ، والعادات الحسنة كثيرةكالالتزام بالمواعيد ، وإفشاء السلام ، واحترام الكبار ، والصدق في الحديث ،والاهتمام بالنظافة ، والتعود علــى القراءة والمطالعة ... الخ . وتعويد الطفل علىالعادات الحسنة يجعله يتعود عليها حتى عندما يكبر ، فمن الصعب على الإنسان أن يتركأية عادة قد تعود عليها منذ نعومة أظفاره ، وهذا يحقق له شخصية محترمة وناجحة عندمايصبح شاباً . أمــا عندما يتعود الطفل على العادات السيئة فإنه سوف يشب عليها ،وتتحول إلى جزء من شخصيته ، وهذا مايؤدي به إلى الفشل وربما التعاسة والشقاء فيحياته . 3– تغذية الطفل بالحب والعطف والحنان : يحتاج الطفل إلى الحب والعطفوالحنان من والديه كما يحتاج إلى الطعام والشراب ، فالغذاء العاطفي ( الحب والعطفوالحنان ) ضروري جداً لبناء شخصية سوية غير مضطربة ولاقلقة ؛ فالطفل الذي يتلقىالحــب والعطف والحنان يشعر براحة نفسية وتكامل في الشخصية ، في حين أن من يفقدالحب والعطف يصاب بعقد نفسية خطيرة . فقد قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : ( أحبوا الصبيان وارحموهم )(2) وعنه أيضاً (ص) قال : ( من قبَّل ولده كتب الله عز وجلله حسنة ، ومن فرّحه فرّحه الله يوم القيامة ) (3) وبهذه التعاليم يحثنا نبينا (صلىالله عليه وسلم)
على أهمية تغذية الطفل بالمحبة والعطف والحنان ؛لأن انعدام ذلكيؤدي إلى مشاكل نفسية في شخصية الطفل . (لقد أثبتت البحوث النفسية أن من أهم أسبابالقلق النفسي يرجع إلى انعدام الدفء العاطفي في
الأسرة ، وشعور الطفل بأنه منبوذمحروم من الحب والعطف والحنان ، وأنه مخلوق ضعيف يعيش وسط عــالم عدواني )(4) وفيدراسة نفسية تبين أن 91% من المجرمين كانوا يعانون من نقص المحبة
والعطـــــــف . وهذا يدل على أهمية توفير الحب والعطف والحنان للأطفال ، إذ أن لذلك أثراً بالغاًفي تكامل شخصية الطفل ، وفي زيادة الثقة بالنفس ، وفي تفتح القدرات العقلية ونموها، وفي خلق التوازن في نفسية الطفل ، واستقـرار الحالة الأخلاقية لديه . وإذا كانالحب والعطف ضرورياً لنمو روح الطفل وتكامل شخصيته ، إلا أن الإفراط فيه له أضـراركثيرة على الطفل ؛ من أهمها الإعجاب الزائد بالنفس ، وتزايد حالة الغرور ، وعدمالقدرة على تحمل المسؤوليات ، والتصرف بميوعة غير لائقة ... الخ . والمطلوب هوالتوازن في الحب والعطف والحنان ، فالنقص في تغذية الطفل بذلك كزيادته مــضربشخصيته ، فلا شيء كالاعتدال في الحب والعطف والحنان يساهم في تحقيق التربيةالمتوازنة في حياة الطفل . 4– الابتعاد عن القسوة الشديدة والليونة المفرطة : تحتاجالتربية السليمة إلى التوازن الدقيق في التعامل مع الأطفال ، فالقسوة الشديدة علىالأطفال كما الليونة المفرطة لها أضرار جسيمة على مستقبل الأطفال وبناء شخصياتهم . ( وقد دلت الإحصائيات على أن عدداً كبيراً من المجرمين ينتمون إلى بيوت كانت القسوةفيها هي
القانون المعمول به ، وكان الضرب وإلحاق الأذى هو الوسيلة التربوية )(5). إن الكبح ليس هو الطريقة الصحيحة لتربية الطفل فإنه يؤدي إلى إثارة القلق في نفسالطفل الـذي هو من أقسى ألوان الصراع النفسي .. إن عقاب الطفل لا يؤدي –على الأكثر – إلى تعديل سلوكه ، وإنما يــؤدي إلى أضرار جسيمة . إن أحسن وسيلة لتربية الطفل هيالتربية المهذبة الهادئة فإنها تؤدي إلى صحته الجسمية والعقلية (6). ومن الضروريأيضاً الابتعاد عن الليونة المفرطة فإنها لاتقل خطراً عن القسوة الشــديدة لأنهاتؤدي إلى تنشئة الطفل على عدم الإحساس بالمسؤولية ، وعدم التقيد بأية ضوابط أومعايير قيمية أو أخلاقية ،وعــدم الاكتراث بحقوق الآخرين ، وضعف الاعتماد على الذات . أما القسوة الشديدة فإن أخطارها واضحة حيث تؤدي بالطفل إلى التصرف بخشونة وغلظة ،والإصابة بالأمراض والعقد النفسية ، كما قد تؤدي إلى ارتكاب أعمال إجرامية . وأفضلوسيلة للتربية السليمة هو التربية على قاعدة ( حزم بلين ) . 5- احترام شخصية الطفل : إن احترام شخصية الطفل تكرس لديه الثقة بالنفس ، والشعور بالراحة ، وتنمي مواهبهالقــيادية ؛ في حين أن التعامل مع الطفل باستخفاف ،والتقليل من مكانته ، واعتبارهمجرد جاهل لايفهم شيئاً ،يؤدي بالطفل إلى العقد النفسية ، و الإصابة بالاضطرابوالقلق ، والشعور بالنقص والدونية . إن من الأساليب المهمة في التربية هو التعاملمع الطفل كإنسان له مشاعر وعواطف وأحاسيس ، ومن ثم يجب احترام شخصية الطفل ، لأنذلك يساهم في رسم شخصيته في المستقبل . أما التعامل مع الـطفل من دون أي اعتبارلمشاعره وعواطفه فإن ذلك يؤدي إلى إيجاد أطفال معقدين ومضطربين نفسياً وعقلياً ،وهذا له مخاطر جسيمة على الأطفال أنفسهم وعلى المجتمع أيضاً . 6- إتباع مبدأ الثوابوالعقاب : من عناصر التربية السليمة هو إتباع مبدأ الثواب والعقاب ، أو لنقل مبدأالتشجيع والتوبيخ ؛ فإذا مـا أحسن الطفل ، أو أحرز مستوى متقدم في نتائج الدراسة ،أو تلفظ بألفاظ حسنة فإنه يجب أن يثاب عــلى ذلك ويشجع . أما إذا أساء لنفسه أوللآخرين ، أو أخفق في الدراسة ، أو تصرف من غير أدب وأخلاق فيجب أن يوبخ ويعاقببطريقة معقولة حتى يرتدع مرة ثانية عن تكرار ذلك العمل الخاطئ . إن مبدأ الثوابوالعقاب مبدأ يقره كل العقلاء ، كما يقره علماء التربية، فلا يصح أن يتساوى المحسنوالمسيء ،فالمحسن يجب أن يثاب ويشجع على إحسانه ، والمسيء يجب أن يعاقب ويوبخ علىإساءته ، وهذا المبدأ مهم جداً في تربية الأطفال كي يزيد المحسن من إحسانه ، ويرتدعالمسيء عن أفعاله . 7- العدل بين الأبناء : من أهم مقومات التربية السليمة هو العدلبين الأولاد ، وعدم تفضيل بعضهم على البعض الآخر ، لأن ذلك يؤدي إلى الأحقادوالضغائن بينهم . فقد روي عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال : ( اتقوا اللهواعدلوا بين أولادكم كما تحبون أن يبروكم)(7) وقال الإمام علي (عليه السلام) : أبصررسول الله (صلى الله عليه وسلم) رجلاً له ولدان فقبَّل أحدهما وترك الآخر ، فقال (صلى الله عليه وسلم) : ( فهلا واسـيت بينهما؟!)(8). فالعدل بين الأولاد مهم جداًفي بناء كيان الأسرة ، وفي خلق جو من التعاون والتفاهم بين الأولاد . أما
تفضيلبعضهم على بعض من دون أي سبب معقول ، وبصورة علنية ومكشوفة ، فهذا يؤدي إلى تحطيمالأسرة ، وخلق الضغائن والأحقاد بين الأولاد ، وانعدام التفاهم والتعاون بينهم .. وكل ذلك له عواقب وخيمة على مستقبل كيان الأسرة ، وتفكك نظام العائلة . ويبقى العدلبين الأولاد كما أمرنا بذلك نبينا محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وسلم) أمراًمهماً للغاية إذا ما أردنا بنـاء أسرة متماسكة ، يسودها مناخ من التفاهم والتعاون والتراحم بين جميع أفرادها. [ وَالّذِينَ يَقُولُونَ رَبّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وذريتنا قُرّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتّقِينَ إِمَام}
الفصل الرابع
حقوق الطفل في الإسلام
لقد حظي الطفل في الإسلام بعناية فائقة ، لم ينلها في أي مجتمع من المجتمعات ، و تزخر كتب التربية و التشريع الإسلامية بالعديد من النصوص التي توجب حماية الطفل ورعايتة و إعطائة حقوقة كاملة غير منقوصة لضمان سلامة نموة و حسن تنشأتة . والغرض من هاذا الموضوع هو ابراز أهم الحقوق التي أعطاها الإسلام للطفل ، مع عدم اغفال مواد اتفاقية حقوق الطفل الدولية و بنودها المختلفة و لذا عمدنا إلى تصنيف حقوق الطفل و تويبها وفقاً لتضيق اتفاقية حقوق الطفل الدولية لا الغرض المقارنة فحسب بل لـأكيد سبق الإسلام الأمم المتحدة في هذا المجال,وجميع المجالات.
أهم حقوق الطفل في الإسلام :
الحقوق التي تتصل بالمولود حين ولادته مثل:
- استحباب البشارة والتهنئة عند الولادة.
- استحباب الأذان في أذنه اليمني والإقامة في أذنه اليسري.
- تحنيك المولود.
- حلق شعر المولود والتصدق بوزن شعره ذهبا علي الفقراء.
- عقيقة المولود.
- ختان المولود.
الإسلام اهتم بمرحلة الطفولة ؛ لأنها اللبنة الأساسية في بناء شخصية الفرد إيجابا أو سلبا ، وفقا لما يلاقيه من اهتمام ، وقد اعتني الإسلام بالطفل لما لهذا أبلغ الأثر في بنائه النفسي الإيجابي الذي بدوره ينعكس علي تكوين المجتمع المسلم.
وهناك العديد من جوانب العناية التي أولاها الإسلام للطفل:
أولا - رعايته حضانة ورضاعة ، وهنا يقرر القرآن الكريم حقيقة فائدة الرضاع من حليب الأم المعقم ، والذي هو أصح غذاء من كل أنواع الحليب الصناعي ، وفائدته الغذائية والنفسية المهمة للطفل والأم معا.
ثانيا - رعايته جسديا: تلخص السنة النبوية رعاية الطفل جسديا فيما يلي:
- النفقة عليه : عن ثوبان بن مجدد مولي رسول الله (صلي الله عليه وسلم) قال: (أفضل دينار ينفقه الرجل دينار ينفقه علي عياله).
- وقايته من الأمراض : من مقاصد الشريعة الإسلامية ، حفظ النفس وحاصله في ثلاثة معان هي: إقامة أصله بشرعية التناسل ، وحفظ بقائه من جهة المأكل والمشرب ، وذلك يحفظه من الداخل ، والملبس والمسكن ، وذلك يحفظه من الخارج ، وحفظ ما يتغذي به أن يكون مما لا يضر أو يقتل أو يفسد.
- رعايته وجدانيا : ذلك بالإحسان إليهم ورحمتهم وملاعبتهم وإدخال السرور عليهم, والعدالة بينهم.
- رعايته علميا وتعبديا : وهذه الرعاية من إيمان وقراءة ، وحفظ لكتاب الله ، وتعليم القراءة والكتابة ، والصلاة والصيام ، وأعمال البر وآداب السنة ، إنما هي أسباب الحياة الحقيقية حياة القلب والروح والسعادة الأبدية.
- رعايتهم سلوكيا واجتماعيا : وذلك بتعويدهم علي الفضائل ومكارم الأخلاق ، وحسن اختيار صحبتهم ، والدعاء لهم وتجنب الدعاء عليهم ، وكذلك احترامهم وتشجيعهم علي الصراحة بالحق . وعليه نري أن القائمين علي إعداد الوثائق الدولية إذا التزموا بهذه المحددات التربوية المستمدة من الكتاب والسنة النبوية المطهرة ، لأدي هذا إلي وضع الركائز الأساسيةلمقومات البناء النفسي السليم للطفل حتي يكون قادرا علي مواجهة التحدي الحضاري عبر الأزمنة المختلفة.
لازم تقولولي رأيكم....:bigeyes: ......
مـقدمـة...
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على خير خلق الله, سيدنا محمد .
إن من أصعب الأمور التي تواجها المجتمعات هي تنشئة الأجيال
و تزويدهم بما يساعدهم لنموهم المناسب في جوانب شخصيتهم الجسدية و الاجتماعية و النفسية .
وقد تعددت الآراء واختلفت المذاهب حول تربية الطفل في الكتب الغربية , فكان لابد من العودة إلا النبع النبوي فهو الأساس و المرتكز لحسم أي خلاف و ذلك لعلاقة الرسول بالأطفال .
ولقد حظي الطفل في الإسلام بعناية فائقة لم ينلها في أي مجتمع من المجتمعات , فنجد كتب التربية في الإسلام تزخر بالعديد من النصوص التي توجب حماية الطفل و رعايته لضمان سلامة نموه و حسن تنشئته . و بذلك يكون الإسلام قد سبق الدول المتطورة و الجمعيات المهتمة بحقوق الطفل في هذا المجال مما يجعلنا نشعر كمسلمين بالتزامنا بإعطاء الطفل حقوقه و اعتبار ذالك واجباً دينياً مجبرين على القيام به و أن المولى عز وجل سوف يحاسبنا على ذلك فيكافئ الملتزمين منا و يعاقب المتهاونين و المقصرين .
ولذلك جاء هذا البحث المتواضع موضحاً سبل وطرق
تنشئة المجتمع تنشئة إسلامية صحيحة بشرح النقاط التالية و توضيح مدى أهميتها :
1 أقوال تربوية .
2 تعامل الرسول مع الأطفال.
3 أهمية مرحلة الطفولة و كيفية تربية الأبناء.
4 حقوق الطفل في الإسلام.
5 تعريف الحضانة و أحكامها.
6 ضرورة توفير خصوصية للطفل.
7 معاير السلامة في المنزل.
8 أهمية غرس الثقافة الدينية في مرحلة الطفولة و المؤثرات التي تؤثر على الاتجاهات الثقافية للطفل.
9 أهمية ذهاب الطفل إلى الروضة المناسبة وسبل تهيئته.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الــــــــــــــــــــســــــــــــلـــــــــطــــــــــــــــان 2
أقوال تربوية
بعض النصائح والأقوال الشرعية التي تبين مدى حرص الإسلام على أهمية تنشئة الأبناء تنشئة سليمة.
1- عن أنس رضي الله عنة أن رسول الله قال :
(( إذا أراد الله بأهل بيت خيراً فقههم في الدين، ووقر صغيرهم كبيرهم ، و رزقهم الرفق في معيشتهم ، و القصد في نفقاتهم و بصرهم عيوبهم ، فيتوبوا منها ، و إذا أراد بهم غير ذالك تركهم هملاً ))
2 – قال رجل للأعمش هؤلاء الغلمان حولك ! قال اسكت هؤلاء يحفظون عليك أمر دينك.
3 - قال رجل لابن سحنون رحمة الله علية – ممن يطلب ابنة العلم عنده :
إني أتولى العمل بنفسي ولا أشغله عما هو فيه فقال له أعلمت أن أجرك في ذلك أعظم من الحج والرباط و الجهاد
4 - بادروا بتعليم الأطفال قبل تراكم الأشغال ، و إن كان الكبير أوقد عقلاً فإنه أشغل قلباً
5 – إنني أؤمن بقوة المعرفة ، أؤمن بقوة الثقافة ولكني أؤمن أكثر بقوة التربية
( سيد قطب )
6 - إن العناية بالنشء مسلك الأخيار وطريق الأبرار، ولا تفسد الأمم إلا حين يفسد أجيالها الناشئة، ولا ينال منها الأعداء إلا حين ينالون من شبابها وصغارها.
7 -إن الشاب في فترات تكوينه يمر بمراحل، كل مرحلة أهمّ من الأخرى. ألا وإن من أهم تلك المراحل مرحلة الطفولة، فهي السن الذي يتعرف فيه الطفل على مجريات الحياة، فيعرف الصحيح، ويعرف الخطأ، ويعلم الصواب، ويتعوّد على الغلط . لهذا كانت مرحلة الطفولة من أخطر المراحل، ولقد كان السلف الصالح يعنون بأبنائهم منذ نعومة أظفارهم، يعلّمونهم وينشّئونهم على الخير، ويبعدونهم عن الشرّ، ويختارون لهم المعلمين الصالحين والمربين والحكماء والأتقياء
الفصل الثاني
تعامل الرسول مع الأطفال
لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الأخرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً[الأحزاب:21].
نماذج من معاملته لأطفاله
عباد الله، لقد كان يلاعب الأطفال، ويمشي خلفهم أمام الناس، وكان يقبلهم ويضاحكهم. روى الإمام أحمد وابن ماجه والبخاري في الأدب المفرد عن يعلى بن مرة رضي الله عنه قال: خرجت مع النبي وقد دعينا إلى طعام فإذا الحسين بن علي يلعب في الطريق، فأسرع النبي أمام القوم ثم بسط يديه ليأخذه، فطفق الغلام يفرّ ها هنا ويفرّ ها هنا، ورسول الله يلحقه يضاحكه حتى أخذه، فجعل إحدى يديه في ذقنه والأخرى في رأسه ثم اعتنقه ثم أقبل علينا وقال: ((حسين مني وأنا من حسين)).
ويقول أبو هريرة رضي الله عنه: سمعت أذناي هاتان وبصر عيناي هاتان رسول الله أخذ بيديه جميعًا بكفي الحسن أو الحسين، وقدماه على قدم رسول الله ، ورسول الله يقول: ((ارقه ارقه))، قال: فرقى الغلام حتى وضع قدميه على صدر رسول الله ، ثم قال رسول الله : ((افتح فاك))، ثم قبله، ثم قال: ((اللهم أحبه فإني أحبّه)) رواه البخاري في الأدب المفرد والطبراني في معجمه.
وجاء الأقرع بن حابس إلى رسول الله فرآه يقبّل الحسن بن علي، فقال الأقرع: أتقبّلون صبيانكم؟! فقال رسول الله: ((نعم))، فقال الأقرع: إن لي عشرةً من الولد ما قبلت واحدًا منهم قط، فقال له رسول الله : ((من لا يرحم لا يرحم)) متفق عليه.
يروي لنا أبو قتادة (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&ftp=alam&id=1000609) رضي الله عنه كما في الصحيحين (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&ftp=book&id=4000253) {أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي وهو حامل أمامة بنت زينب (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&ftp=alam&id=1000963) بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت زوج أبي العاص بن الربيع بن عبد شمس (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&ftp=alam&id=1001000) فإذا سجد وضعها، وإذا قام حملها}.
ولقد كان دأب الأنبياء عليهم السلام الدعوة لأبنائهم، يقول إبراهيم: وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنَامَ[إبراهيم:35]، رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي[إبراهيم:40]، وقال هو وولده إسماعيل: رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ[البقرة:128]، وقال زكريا: رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ[آل عمران:38].
الفصل الثالث
أهمية مرحلة الطفولة و كيفية تربية الأبناء
تعد تربية الأطفال مسألة في غاية الأهمية والصعوبة ، فهي مهمة جداً لأن التربيةالسليمة تساهم في بناء جيل ملتزم ومؤمن ، وهي صعبة لأن التربية بحاجة إلى وعيوثقافة وعلم بأصول التربية و قواعدها ، كما أن الآبـاء بحاجة إلى فهم أفضل لتفكيرالأطفال وميولهم وحاجاتهم المتنوعة ، ويقع بعض الآباء في خطأ فاحش عندما يــلبونالاحتياجات المادية للأطفال ويغفلون عن تلبية الحاجات الروحية والأخلاقية لهم. وثمةمسألة أخرى وهي : إن الكثير من الآباء والأمهات لا يشعرون بالحاجة إلى ثقافة تربويةتساعدهم على تربية وتعليم أبنائهم مما يجعلهم يقعون في أخطاء فاحشة لعدم فهمهمالعميق لوسائل التربية .ولتلافي ذلك ينبغي للآباء والأمهات أن يلموا إلماماً جيداًبوسائل التربية الصحيحة للأبناء ، وهذا يستدعي بدوره قراءة الكتب التربوية ،والاستفادة من تجارب العلماء والمصلحين في التربية ، والاهتمام بمتابعة كل جديد عنعالم الطفولة ... كي يمكــن تربية الأبناء وفقاً للأصول التربوية السليمة . وتنبعأهمية تربية الأطفال بصورة صحيحة من أن مرحلة الطفولة هي مرحلة تكوين الشـخصية ، فيحين أن مرحلة الشباب هي مرحلة تثبيت الشخصية ؛ فالإنسان إنما تتكون شخصيته فيالسنوات الأولى من حياته ، وتظل تأثيرات مرحلة الطفولة تنعكس على سلوكياته وتصرفاتهحتى بعد تجاوزه تلك المرحلة المهمة من حياته . وتأسيساً على ذلك ، فإن القيامبمسؤولية تربية الأطفال تعد من أهم المسؤوليات الملقاة عــلى عاتق الآباء ،فالتربية حق طبيعي للأبناء على آبائهم ، وهم بحاجة ماسة إلى التربية لبناء شخصياتهموتهذيب نفوسهـــم ليكونوا أفراداً صالحين لدينهم ومجتمعهم . الأساليب المثلى فيتربية الأطفال من أجل تربية سليمة للأطفال يجب اتباع الأساليب التالية : 1- غرسالقيم الدينية والأخلاقية في شخصية الطفل : من المهم للغاية في تربية الأطفال هوغرس القيم الدينية والأخلاقية في شخصياتهم ، وذلك بشـرح القضايا الدينية بصورةبسيطة كي يمكن للأطفال استيعابها ، كما أن من الضروري تربية الأطفال على الأخــلاقالفاضلة والآداب الحسنة حتى يمكن تنشئة جيل متدين وخلوق . ولأن الدين هو منبعالفضائل الأخلاقية ، والقيم الإنسانية الراقية ، فلذلك يجب أن نغرس الديـن في نفوسأطفالنا ، ونجعلهم يفتخرون بالانتماء إليه ، والشعور بالحب تجاه كل ماله صلة به . ومن أجل غرس الدين في نفوس الأطفال يجب اصطحابهم إلى أماكن العبادة والذكر ،ومراكزالثقافـة والفكر ، وكذلك توجيههم نحو الالتزام بالقيم والتعاليم الدينية منذ الصغر . فقد روي عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قوله : ( علموا أولادكم الصلاة إذا بلغواسبعاً ، واضربوهم عليها إذا بلغوا عشراً وفرقوا بينهم في المضاجع (وذلك من أجل الالتزام بالواجبات الدينية منذ مرحلة الطفولة حتى يشب عليها عندمايكون قد بلغ مرحلة التكليف الشرعي . إن تعليم الطفل على الصلاة والصيام ، وكذلكتربيته على الآداب والأخلاق الفاضلة منذ الصــغر هو أفضل أسلوب لتهذيب نفسه ،وتزكية روحه ، وبناء شخصيته . 2– تعويد الطفل على العادات الحسنة : يجب تعويد الطفلعلى العادات الحسنة حتى تكون جزءاً من شخصيته العامة ، والعادات الحسنة كثيرةكالالتزام بالمواعيد ، وإفشاء السلام ، واحترام الكبار ، والصدق في الحديث ،والاهتمام بالنظافة ، والتعود علــى القراءة والمطالعة ... الخ . وتعويد الطفل علىالعادات الحسنة يجعله يتعود عليها حتى عندما يكبر ، فمن الصعب على الإنسان أن يتركأية عادة قد تعود عليها منذ نعومة أظفاره ، وهذا يحقق له شخصية محترمة وناجحة عندمايصبح شاباً . أمــا عندما يتعود الطفل على العادات السيئة فإنه سوف يشب عليها ،وتتحول إلى جزء من شخصيته ، وهذا مايؤدي به إلى الفشل وربما التعاسة والشقاء فيحياته . 3– تغذية الطفل بالحب والعطف والحنان : يحتاج الطفل إلى الحب والعطفوالحنان من والديه كما يحتاج إلى الطعام والشراب ، فالغذاء العاطفي ( الحب والعطفوالحنان ) ضروري جداً لبناء شخصية سوية غير مضطربة ولاقلقة ؛ فالطفل الذي يتلقىالحــب والعطف والحنان يشعر براحة نفسية وتكامل في الشخصية ، في حين أن من يفقدالحب والعطف يصاب بعقد نفسية خطيرة . فقد قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : ( أحبوا الصبيان وارحموهم )(2) وعنه أيضاً (ص) قال : ( من قبَّل ولده كتب الله عز وجلله حسنة ، ومن فرّحه فرّحه الله يوم القيامة ) (3) وبهذه التعاليم يحثنا نبينا (صلىالله عليه وسلم)
على أهمية تغذية الطفل بالمحبة والعطف والحنان ؛لأن انعدام ذلكيؤدي إلى مشاكل نفسية في شخصية الطفل . (لقد أثبتت البحوث النفسية أن من أهم أسبابالقلق النفسي يرجع إلى انعدام الدفء العاطفي في
الأسرة ، وشعور الطفل بأنه منبوذمحروم من الحب والعطف والحنان ، وأنه مخلوق ضعيف يعيش وسط عــالم عدواني )(4) وفيدراسة نفسية تبين أن 91% من المجرمين كانوا يعانون من نقص المحبة
والعطـــــــف . وهذا يدل على أهمية توفير الحب والعطف والحنان للأطفال ، إذ أن لذلك أثراً بالغاًفي تكامل شخصية الطفل ، وفي زيادة الثقة بالنفس ، وفي تفتح القدرات العقلية ونموها، وفي خلق التوازن في نفسية الطفل ، واستقـرار الحالة الأخلاقية لديه . وإذا كانالحب والعطف ضرورياً لنمو روح الطفل وتكامل شخصيته ، إلا أن الإفراط فيه له أضـراركثيرة على الطفل ؛ من أهمها الإعجاب الزائد بالنفس ، وتزايد حالة الغرور ، وعدمالقدرة على تحمل المسؤوليات ، والتصرف بميوعة غير لائقة ... الخ . والمطلوب هوالتوازن في الحب والعطف والحنان ، فالنقص في تغذية الطفل بذلك كزيادته مــضربشخصيته ، فلا شيء كالاعتدال في الحب والعطف والحنان يساهم في تحقيق التربيةالمتوازنة في حياة الطفل . 4– الابتعاد عن القسوة الشديدة والليونة المفرطة : تحتاجالتربية السليمة إلى التوازن الدقيق في التعامل مع الأطفال ، فالقسوة الشديدة علىالأطفال كما الليونة المفرطة لها أضرار جسيمة على مستقبل الأطفال وبناء شخصياتهم . ( وقد دلت الإحصائيات على أن عدداً كبيراً من المجرمين ينتمون إلى بيوت كانت القسوةفيها هي
القانون المعمول به ، وكان الضرب وإلحاق الأذى هو الوسيلة التربوية )(5). إن الكبح ليس هو الطريقة الصحيحة لتربية الطفل فإنه يؤدي إلى إثارة القلق في نفسالطفل الـذي هو من أقسى ألوان الصراع النفسي .. إن عقاب الطفل لا يؤدي –على الأكثر – إلى تعديل سلوكه ، وإنما يــؤدي إلى أضرار جسيمة . إن أحسن وسيلة لتربية الطفل هيالتربية المهذبة الهادئة فإنها تؤدي إلى صحته الجسمية والعقلية (6). ومن الضروريأيضاً الابتعاد عن الليونة المفرطة فإنها لاتقل خطراً عن القسوة الشــديدة لأنهاتؤدي إلى تنشئة الطفل على عدم الإحساس بالمسؤولية ، وعدم التقيد بأية ضوابط أومعايير قيمية أو أخلاقية ،وعــدم الاكتراث بحقوق الآخرين ، وضعف الاعتماد على الذات . أما القسوة الشديدة فإن أخطارها واضحة حيث تؤدي بالطفل إلى التصرف بخشونة وغلظة ،والإصابة بالأمراض والعقد النفسية ، كما قد تؤدي إلى ارتكاب أعمال إجرامية . وأفضلوسيلة للتربية السليمة هو التربية على قاعدة ( حزم بلين ) . 5- احترام شخصية الطفل : إن احترام شخصية الطفل تكرس لديه الثقة بالنفس ، والشعور بالراحة ، وتنمي مواهبهالقــيادية ؛ في حين أن التعامل مع الطفل باستخفاف ،والتقليل من مكانته ، واعتبارهمجرد جاهل لايفهم شيئاً ،يؤدي بالطفل إلى العقد النفسية ، و الإصابة بالاضطرابوالقلق ، والشعور بالنقص والدونية . إن من الأساليب المهمة في التربية هو التعاملمع الطفل كإنسان له مشاعر وعواطف وأحاسيس ، ومن ثم يجب احترام شخصية الطفل ، لأنذلك يساهم في رسم شخصيته في المستقبل . أما التعامل مع الـطفل من دون أي اعتبارلمشاعره وعواطفه فإن ذلك يؤدي إلى إيجاد أطفال معقدين ومضطربين نفسياً وعقلياً ،وهذا له مخاطر جسيمة على الأطفال أنفسهم وعلى المجتمع أيضاً . 6- إتباع مبدأ الثوابوالعقاب : من عناصر التربية السليمة هو إتباع مبدأ الثواب والعقاب ، أو لنقل مبدأالتشجيع والتوبيخ ؛ فإذا مـا أحسن الطفل ، أو أحرز مستوى متقدم في نتائج الدراسة ،أو تلفظ بألفاظ حسنة فإنه يجب أن يثاب عــلى ذلك ويشجع . أما إذا أساء لنفسه أوللآخرين ، أو أخفق في الدراسة ، أو تصرف من غير أدب وأخلاق فيجب أن يوبخ ويعاقببطريقة معقولة حتى يرتدع مرة ثانية عن تكرار ذلك العمل الخاطئ . إن مبدأ الثوابوالعقاب مبدأ يقره كل العقلاء ، كما يقره علماء التربية، فلا يصح أن يتساوى المحسنوالمسيء ،فالمحسن يجب أن يثاب ويشجع على إحسانه ، والمسيء يجب أن يعاقب ويوبخ علىإساءته ، وهذا المبدأ مهم جداً في تربية الأطفال كي يزيد المحسن من إحسانه ، ويرتدعالمسيء عن أفعاله . 7- العدل بين الأبناء : من أهم مقومات التربية السليمة هو العدلبين الأولاد ، وعدم تفضيل بعضهم على البعض الآخر ، لأن ذلك يؤدي إلى الأحقادوالضغائن بينهم . فقد روي عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال : ( اتقوا اللهواعدلوا بين أولادكم كما تحبون أن يبروكم)(7) وقال الإمام علي (عليه السلام) : أبصررسول الله (صلى الله عليه وسلم) رجلاً له ولدان فقبَّل أحدهما وترك الآخر ، فقال (صلى الله عليه وسلم) : ( فهلا واسـيت بينهما؟!)(8). فالعدل بين الأولاد مهم جداًفي بناء كيان الأسرة ، وفي خلق جو من التعاون والتفاهم بين الأولاد . أما
تفضيلبعضهم على بعض من دون أي سبب معقول ، وبصورة علنية ومكشوفة ، فهذا يؤدي إلى تحطيمالأسرة ، وخلق الضغائن والأحقاد بين الأولاد ، وانعدام التفاهم والتعاون بينهم .. وكل ذلك له عواقب وخيمة على مستقبل كيان الأسرة ، وتفكك نظام العائلة . ويبقى العدلبين الأولاد كما أمرنا بذلك نبينا محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وسلم) أمراًمهماً للغاية إذا ما أردنا بنـاء أسرة متماسكة ، يسودها مناخ من التفاهم والتعاون والتراحم بين جميع أفرادها. [ وَالّذِينَ يَقُولُونَ رَبّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وذريتنا قُرّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتّقِينَ إِمَام}
الفصل الرابع
حقوق الطفل في الإسلام
لقد حظي الطفل في الإسلام بعناية فائقة ، لم ينلها في أي مجتمع من المجتمعات ، و تزخر كتب التربية و التشريع الإسلامية بالعديد من النصوص التي توجب حماية الطفل ورعايتة و إعطائة حقوقة كاملة غير منقوصة لضمان سلامة نموة و حسن تنشأتة . والغرض من هاذا الموضوع هو ابراز أهم الحقوق التي أعطاها الإسلام للطفل ، مع عدم اغفال مواد اتفاقية حقوق الطفل الدولية و بنودها المختلفة و لذا عمدنا إلى تصنيف حقوق الطفل و تويبها وفقاً لتضيق اتفاقية حقوق الطفل الدولية لا الغرض المقارنة فحسب بل لـأكيد سبق الإسلام الأمم المتحدة في هذا المجال,وجميع المجالات.
أهم حقوق الطفل في الإسلام :
الحقوق التي تتصل بالمولود حين ولادته مثل:
- استحباب البشارة والتهنئة عند الولادة.
- استحباب الأذان في أذنه اليمني والإقامة في أذنه اليسري.
- تحنيك المولود.
- حلق شعر المولود والتصدق بوزن شعره ذهبا علي الفقراء.
- عقيقة المولود.
- ختان المولود.
الإسلام اهتم بمرحلة الطفولة ؛ لأنها اللبنة الأساسية في بناء شخصية الفرد إيجابا أو سلبا ، وفقا لما يلاقيه من اهتمام ، وقد اعتني الإسلام بالطفل لما لهذا أبلغ الأثر في بنائه النفسي الإيجابي الذي بدوره ينعكس علي تكوين المجتمع المسلم.
وهناك العديد من جوانب العناية التي أولاها الإسلام للطفل:
أولا - رعايته حضانة ورضاعة ، وهنا يقرر القرآن الكريم حقيقة فائدة الرضاع من حليب الأم المعقم ، والذي هو أصح غذاء من كل أنواع الحليب الصناعي ، وفائدته الغذائية والنفسية المهمة للطفل والأم معا.
ثانيا - رعايته جسديا: تلخص السنة النبوية رعاية الطفل جسديا فيما يلي:
- النفقة عليه : عن ثوبان بن مجدد مولي رسول الله (صلي الله عليه وسلم) قال: (أفضل دينار ينفقه الرجل دينار ينفقه علي عياله).
- وقايته من الأمراض : من مقاصد الشريعة الإسلامية ، حفظ النفس وحاصله في ثلاثة معان هي: إقامة أصله بشرعية التناسل ، وحفظ بقائه من جهة المأكل والمشرب ، وذلك يحفظه من الداخل ، والملبس والمسكن ، وذلك يحفظه من الخارج ، وحفظ ما يتغذي به أن يكون مما لا يضر أو يقتل أو يفسد.
- رعايته وجدانيا : ذلك بالإحسان إليهم ورحمتهم وملاعبتهم وإدخال السرور عليهم, والعدالة بينهم.
- رعايته علميا وتعبديا : وهذه الرعاية من إيمان وقراءة ، وحفظ لكتاب الله ، وتعليم القراءة والكتابة ، والصلاة والصيام ، وأعمال البر وآداب السنة ، إنما هي أسباب الحياة الحقيقية حياة القلب والروح والسعادة الأبدية.
- رعايتهم سلوكيا واجتماعيا : وذلك بتعويدهم علي الفضائل ومكارم الأخلاق ، وحسن اختيار صحبتهم ، والدعاء لهم وتجنب الدعاء عليهم ، وكذلك احترامهم وتشجيعهم علي الصراحة بالحق . وعليه نري أن القائمين علي إعداد الوثائق الدولية إذا التزموا بهذه المحددات التربوية المستمدة من الكتاب والسنة النبوية المطهرة ، لأدي هذا إلي وضع الركائز الأساسيةلمقومات البناء النفسي السليم للطفل حتي يكون قادرا علي مواجهة التحدي الحضاري عبر الأزمنة المختلفة.