المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تـلـك الـرجـفـة !!



وائل
12-06-2005, 09:42 PM
تلك الرجفة !!

قبل الموت وبعد الحياة.. لحظات لا تنسى ابداً كيف وهي انحفرت في ذاكرته.. ذلك السرير الحديدي المتحرك.. اشخاص حوله يدفعونه باتجاه تلك الغرفة التي لا تعرف ماهية ما يحدث بعد خروجك منها...

نعم انها غرفة العمليات..

هل يعيش هل يموت ؟ لا علم للبشر بذلك ولا حتى الجان.. وحده الرب العلام.



(( متى العشا ان شاء الله؟ كل ذا تطلب من المطعم ؟ ))
(( شوي ان شاء الله وانا عندك ثواني بس ))

اغلق الهاتف واتجه الى جهاز الكمبيوتر حتى يقوم ببعض هواياته على الحاسب وبعدها بثواني كان العشاء امامه.. كعادته المعهودة بدء بالاكل حتى انتهى دون ذكر اسم الله .. :( اكمل اكله وذهب للنوم..

بعد ساعات..

استيقظ وذلك الالم في بطنه يشتد وكأنما يقول له (( من تكون انت ؟ الالست بشراً ضعيف لا تقوى على شيء الا بما يقدره الله لك؟ ))

كان ذلك الحديث الداخلي ربما نوعاً من الخيال لكنه حقيقة ملموسة لكل البشر..
رغم كل الحيوية والعافية التي كانت دائمة الظهور عليه الا انه طريح في ارض غرفته.. يبحث عن اي حل لما يعانيه داخل احشائه .. ماذا حدث؟ ماذا حصل لي انا الذي لم اعرف المرض في اشد الظروف؟

اين قوتي التي اتباهى بها امام الكل؟ اين ذلك الفتى القوي البنية كثير الغرور بجسده وقوته التي يحسده كثيرون من ابناء جنسه وعمره عليها ؟

لحظات و لحظات ...

الالم اصبح لا يطاق ابداً لا يطاق .. لماذا هذا الشعور؟

هل المرض قوي لهذه الدرجة؟

خرج على عجل وتوجه الى المستشفى ينتظر العلاج من الاطباء..
ولم ينل ما اراده

عاد الى بيته خائب...

فعلاً لم يكن للطبيب انطباع عن ما يشعر به سوا ان قال له : (( مجرد مغص خذ هذه الاقراص وستشعر بتحسن ))

وكان على يقين انه ليس مغص .. ولكن عاد الى منزله

وعاد الى ذلك الفراش الوثير ..

واشتد الالم وازداد وحشية على معدته كأنه وحش يرغب في افتراس ما في بطنه...

حاول النوم بشتى الطرق لم يستطع..
لا يأكد ينام لبرهة حتى يستيقظ كطفل خائف من احلامه ..

ماهي الا لحظات وهو في غيبوبة ..


دخل احد اقاربه وذهب به الى المستشفى.. لم تكن الغيبوبة طويلة ولكنها كانت كفيلة بتحطيم ذلك الغرور

فعلاً حطمته ..

استيقظ وهو في القسم الخاص بالتنويم
يلتفت فيرى غيره من المرضى ويحدث نفسه قائلاً (( ما هذا المنظر ؟؟ ))

الذي يتألم والذي لا يستطيع النوم من شدة ما اصابه
والذي قطعت يده ..

والذي شل جسده عن الحركة

وهو لازال يشعر بذلك الالم في بطنه

دخل اليه الطبيب وسئله عن حاله

فأظهر استيائه مما اصابه ورغبته بالحصول على العلاج بسرعة..

كتب الطبيب تلك الارشادت التي تأمر بدخوله لغرفة العمليات لاجراء عملية جراحية له..

ودخل الى تلك الغرفة ..

وعندما وضعوه في المكان المخصص لإجراء العملية

استعاد ذلك الشريط الاسود من الغرور
من التباهي

من الجبروت الزائف الذي يعيشه كثير من امثاله
احس بالضعف ولكن ليس بعد..

لم ينتهي ذلك الكيان المليء بالزهو بالنفس وكان يقول

(( ربع ساعة وانا مرتاح ))

وبعد العملية...

تلك الرجفة!!

نعم تلك الرجفة !! ماهذا الهدوء

ماهذا البرد الذي يكاد يلتهمني

مالذي حصل؟




(( الجزء الثاني يلي هذا الجزء بأذن الله ان كانت القصة جيدة في نظركم ))

Another_One
12-06-2005, 11:07 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

خوفتني اخوي :afraid:

حاسس ان نهاية القصة مؤلمة :02:

وبغض النظر عن الاحداث ... اذهلتني اخي الكريم :05:

متابع ان شاء الله .....

will vandom
12-06-2005, 11:14 PM
:wow: :wow: :wow: :wow: :wow:

شكرا على موضوع

تلك الرجفة

منتظرين الجزء الثاني يا وائل


:) :) :) :)

OrOcHiMaRu SaMa
12-06-2005, 11:53 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .................. ^_^


مشكوووووووووور اخوي على القصة .................. ننتظر الجزء الثاني ......... ;)

توووفي
13-06-2005, 11:46 AM
ما شالله عليك متميز من جميع النواااااااااااحي :05:
يطلع منك كاتب :33:

:ciao: بااااااااااااااااااااااي

وائل
14-06-2005, 06:25 AM
هدوء يملاء المكان.. وهذه هي طبيعة غرف العمليات..وهذا شيء غريب بحق ..
اين الالم ؟
اين الاهات؟
اين ذلك الصراخ ؟
هل ينتهي بالوصول لتلك الغرفة؟

تلك الغرفة ذات الهيبة المميزة في المستشفى
وفي اي مشفى ..
باضوائها بهدوئها بكل ما فيها وما يحيط بها

في تلك المرة دخل اليها على سرير حديدي بينما يدخل الاخرون على اقدامهم ..
اين تلك القوة ؟
اخبرني اين انت الان وماذا سيحدث لك؟
هل تضمن العودة للحياة؟
هل ترى انك تهب نفسك الحياة ام ان الاطباء بيدهم هذا الشيء؟

ياللضعف الشديد الذي اصابك ولكن دعنا نرى ما انت فاعل ..

وضعوه في المكان المخصص للعملية .. كانت تصرفات طاقم الاطباء عادية اقرب الى اللامبالاة فيها والسبب طبيعي .. العملية سهلة جداً ولا تحتاج ذلك العناء كان هذا رأيهم فقط !!

ولكنه كان يشعر بالثواني وحتى اجزائها ..
يرتعد يرجف خائف مشوش الذهن يحاول ان يتذكر اي شيء يلهيه

يحاول ان يتذكر شخصه المرح الصانع للضحكات في اشد المواقف صعوبة ولكن لا جدوى..
انهم يقيدوني الان نعم

اقيد لاجراء العملية ولسان حالي يقول (( يارب يسر يا رب ارحمني واغفر لي ))

احضر الممرض انبوب الاكسجين ووضع الكمامة على وجهه وكان يقول بعض العبارات حتى يجعله يتنفس بسهولة ..

وحتى هذه اللحظة الغرور لازال يصول ويجول ماذا كان يفعل حتى وهو في اللحظات الاخيرة من اجراء العملية؟؟

كان يتحدى الغاز المخدر ويحاول البقاء اكثر وقت ممكن وفعلاً استطاع ان يفعلها

فكان يتحدث اليه الممرض بلهجة مصرية (( ايه بقا مش عاوز تنام ؟ ))

وما هي الا ثواني وهو في غيبوبة

لم يكن يعلم لماذا انطفىء النور؟

هل مت؟

هل فشلت العملية؟؟

اين انا؟

لا استطيع انا ارى اي شيء؟ ولا أن احلم حتى !!

ياللهول ماهذا السواد المحيط؟ هل فقدت بصري ؟ هل فقدت حواسي؟

كل هذه الاسئلة كانت تتبادر في ذهنه وربما اكثر منها عندما استيقظ

غريب الامر في بادئه ولكنه واقعي 100% وهو ما حصل

..........

للقصة بـقـية

وائـل

توووفي
14-06-2005, 10:43 AM
قطعت قلوبنا:(

كمل تراك شوقتنا :wow:

باااااااااااااااااي:ciao:

Another_One
14-06-2005, 01:27 PM
ما شاء الله عليك .. لغتك فصحى :biggthump


انه لم يستطع ان يرى أو يحلم كونه ذهب في غيبوبة تسبق العملية

بدأنا ندخل في المخيف :afraid:

اكمل أخي .. :05:

ADMIRAL
15-06-2005, 07:24 AM
مشكووووووووووووور *****وائل*****

يعني قصة مؤثر ومشوقة


ننتظر التكمل يله يله


فطرت قلوبنا وائل

مشكووووووووووووووووووور

وائل
15-06-2005, 07:26 AM
..........

الساعة الحادية عشرة صباحاً ... يوم الخميس

تمت العملية بنجاح تام

المريض ينقل الى غرفة التنويم .. وما هي لحظات حتى افاق عيناه في عجل تراقب ما حوله

الحمدلله تمت العملية ولكن !!

ما هذه الرجفة الشديدة لماذا ارتجف بهذه القوة؟

برد برد

ينظر

تارة لليمين وتارة لليسار يريد اي غطاء

اخذ الجهاز الذي بجواره بصعوبة شديدة

كيف والجرح في اسفل بطنه

تقريباً في منتصف جسده

بصعوبة شديدة جداً اخذ الجهاز وضغط على ذلك الزر

بعد دقائق معدودة حضرت الممرضة

(( لو سمحتي غطيني ))
:02::02::02:
كلمة قالها

نعم كانت تخرج من فمه دون اي ضغوط خارجية.. اين غرورك الان؟ اين قوتك؟

الساعة ال2 ظهراً

حضر اخوته اصدقائه كل من يحب

بدئت الابتسامة في محياه بادىء الامر

يحاول التحدث يحاول ان يخبرهم انه بخير

ولكن لا زال الالم يشد عليه تارة ويخف تارة اخرى

كان يضحك مرحاً كعادته

كانت له كلمات معدودة يستعيد بها شخصه المزعوم وهي

(( بصراحة ما ودي احد زارني ما ودي تشوفوني وانا ضعيف كذا ))

غرابة في غرابة وكأنني اشاهد بطل للافلام الخيالية او الكارتونية حتى

انتهت الزيارة وخرج الجميع

عادت الوحدة

شعر بانه يريد ان يقضي حاجته (( أعـزكـم الله ))

توجب عليه ان يذهب الى دورة المياه

وفعلاً بعد حرب ضروس بينه وبين ألمه

استطاع النهوض عن فراشه

توجه الى دورة المياه يسنده شخصان عن يمينه وعن يساره

وهو يحاول المشي برفق حتى لا يتأذى أكثر فالحركة وحدها تؤذيه

عندما دخل الى دورة المياه (( أعزكم الله ))

راى شيء يزيد ذله ويهدم غروره ويسحق كبريائه

لا استطيع ان افعل شيء لوحدي اريد اي شخص ان يساعدني؟


نعم كان حديث بينه وبين نفسه دون اي ضغوط خارجية.. اين غرورك الان؟ اين قوتك؟


تكرار في تكرار اتمنى انه تعلم منه

اتمنى انه تغير

اتمنى انه عرف من يكون .. رحمة من الله نزلت بك فعدت للحياة وها انت ذا تعيش من جديد

بصحتك وشبابك قوتك وحيويتك

واعلم انك مهما كنت فأنت ضعيف ضعيف ضعيف

انسان في اي لحظة تكون من النسيان واسئل الارض عن من فيها ماتوا ولا نذكر منهم الا القليل وربما لا نذكرهم


*******************************

انتـهى





وائـل

المكاويه
15-06-2005, 07:37 AM
سبحان الله:أفكر:
عن جد اللي ما يعرفك يجهلك:o
انا ما كنت اتصور ابدا انك تحب الكتابه الجاده
كنت اشوف اسلوبك الفكاهي,, و احس انك متخصص في ده الشي
بس صراحه القصه ابهرتني فعلا:05:
اسلوبك حلو
بس القصه تخوف:afraid:
و ان كانت فيها العظه و العبره:o
و فعلا الغرور اسوأ شي بالنسبه للانسان
لانه في لحظه ضعف و بأي حركه بسيطه ممكن يصير الانسان و لا شي
مجرد هيكل ,, مجرد خيال انسان:02:
يتحسر على كل اللي عمله في حياته
النهايه مرضيه نوعا ما
مافيها مأساه:أفكر:
لو كلا يعتبر من تجارب الغير
كان ما صار هذا حالنا:o
***
كلماتك رائعه
و اسلوبك مشوق
في انتظار جديدك
سلمت يمناك
يعطيك العافيه
:ciao:

R.A.E.F
15-06-2005, 07:38 AM
فعلا و الله انك صادق اخوي و عزيزي وائل

الكبر و القوة و الصحة لله وحده جل جلاله

و الانسان مهما علا شأنه فهو ضعيف ذليل

و اللي حصل هو امتحان من الله للعبد أ يشكر ام يكفر

فان شكر فهو خير له و ان كفر فان الله غني عن العالمين

شكرا لك اخوي على القصة المؤثرة ابدعت في تنسيقها

و عيشتني الجو بكل تفاصيلها

الف شكر لك على الابداع و اتمنالك التوفيق و المزيد من التقدم

اخوك الرائف

وائل
15-06-2005, 07:50 AM
والله اثلجتم صدري بردودكم

وبحماسكم للمتابعة

ان شاء الله اكون معكم في مواضيع اخرى

او بلاصح

قصة جديدة



لكن لاكمال القصة



انا الشخص الموجود في القصة بكل صدق

للذين لم ينتبهوا لهذه النقطة

فأنا أتحدث عن قصة واقعية حصلت لي

وقريباً ان شاء الله سيكون لي عنوان جديد لقصة جديدة بأذن الله


بالتوفيق اخواني

وعوافي :)

Another_One
15-06-2005, 10:51 AM
ما شاء الله عليك اخي الكريم وائل

فعلاً الانسان لا يشعر بضعفه الا بعد فوات الاوان ... الا من رحم الله

اللهم اجرنا من العجب والغرور والكبر :أفكر:

يعطيك الف × الف عافية :05:

Batistuta
16-06-2005, 09:55 AM
ياااااااااااااااه لا فض فوك ولا شلت يمينك

ماشاء الله عليك تستاهل إسم روائي متميز

من جد القصه مؤلمه ومؤثره

وكما قلت أخي


واعلم انك مهما كنت فأنت ضعيف ضعيف ضعيف

سلمت وسلم إحساسك

ومنتظر ما هو جديد بالنسبه لك

ياليت ما تبخل علينا

السلام عليكم :)

Dark Matey
16-06-2005, 11:48 AM
الصراحة ما ادري وش اقول ......

اعجز عن كتابة شيء غير كلمة " شكرا "

وصراحة اسلوبك قوي ويجذب القراء...

اعجز عن كتابة اي كلمة اخرى ارد فيها على ما كتبت....

لان قلمك يفوق قلمي ...

او بالاصح عباراتك تفوق عباراتي ...

او اسلوبك يفوق اسلوبي ....

لهذا اعذرني لاني لا استطيع ان اعطيك حقك من الرد .....

سلام :icon6:

وائل
18-06-2005, 05:19 AM
يعطيكم العافية على الردود يا اخوان

واشكركم من اعماق قلبي على ردودكم

اتفقنا على الضعف واتحدنا على ان القوة لله وحده

وان الكبر والغرور لا مكان لها في قلوبنا بأذن الله

عوافي


اخوكم

وائل

THE KILLER
26-06-2005, 11:20 PM
فعلاً مبدع
ما شاء الله
فعلاً يبدل الله من حال إلى حال
و الإنسان مهما كان قوي فهو ولا شيء
و الدليل مثل إلي في القصة هذا الدب الضخم أذلته فيروسات صغيرة دقيقة
لا ترى إلا بالمجهر
و في النهاية أٌقول لك شكراً بامبدع و لقد أثرت فينا فعلاً