المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : درس دين !



ADMIRAL
01-07-2005, 06:40 PM
*المقدمة*

p.1

هذا الحديث عن حيات ام المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- في بيتها وحياتها مع الرسول محمد (صلى اله عليه وسلم) و مكانتها في التاريخ حيث كانت –رضي الله عنها-عالمة وفقيه .



حيث قال الرسول (صلى اله عليه وسلم) : (خذوا نصف دينكم من هذه الحميراء).



حيث جائت هذه السيدة و عاشت في بيت تلاقة فيه البشرية بالنبوة واتصلت الأرض بالسماء .



تزوجت من بشر يتلقى الوحي من أعلى و يبلغ رسالة الله فأن للقلم أن يصور حياة كهذه ، تموج في اهواء البشرية في فيض من النور الأسنى ،و تتجاذب فيها الأنوثة التي نعرف رقتها و ضعفها و رهفة وجدانها .



تيارات بالغة القوة و العمق ، يجذبها بعضها الى هذه الأرض الدنيا ، و تشدها أخرى الى السموات العلا ، و تتعادل من هذا بشربة سمواية ، و سماوية انسانية .



فقد وهبت هذه السيدة نفسها للرسول وأثرت في حياته (صلى الله عليه و سلم ) العاطفة و الزوجية فكانت أحب أزوجه إليه .











* حبيبة المصطفى *


( صلى الله عليه وسلم )


* عائشة *

p.2

عائشة بنت أبي بكر بن قحافة بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد تيم بن مرة .

وأبوها : هو أبو بكر بن قحافة بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد تيم بن مرة .

وأمها :هي أم رومان بنت عمير بن عامر ، من بني الحارث بن غنم بن كنانة .

عرف عن قوم عائشة – بنو تيم – بالكرم و الشجاعة و الأمانة وسداد الرأي ، كما كانو مضرب المثل في البر بنسائهم و الترفق بهن و حسن معاملتهن ..



كما كان لابيها الى جانب هذا الميراث الطيب ، شهرة ذائعة في دمائة الخلق و حسن العشرة ولين الجانب . وأجمع مؤرخو الاسلام على أنه (( كان أنسب قريش لقريش ،وأعلم الناس بها وبما كان فيها من خير و شر . وكان رجلا تاجرا ذا خلق معروف ، ياتيه رجال قومه ويألفونه لغير واحدمن الامر :لعلمه وخبرته وحسن مجالسته )) .



وكان الرجل السابق الى الاسلام ، المناضل عنه بكل ما يملك ، الداعي إليه في شجاعة و بسالة . و أسلم من الصحابة بفضل أبي بكر و استجابة لدعوته . وحسبنا أن نذكر منهم هنا عثمان بن عفان ، والزبير بن العوام ، وعبد الرحمن بن عوف ، و سعد بن أبي وقاص ،و طلحة بن أبي بن عبيد الله .......

((ما دعوت أحد الى الاسلام الا كانت فيه عنده كبوة ونظر وتردد ، الا مكان ما كان من أ؟بي بكر بن قحافة ، مما – أي ما تلبث – حين ذكرته له تردد فيه)).

وكان الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) يقول :

((ما نفعني مال قط ، ما نفعنا مال أبي أبكر )) . قيل فبكى (( أبو بكر )) و قال : يا رسول الله ، وهل أنا و مالي الا لك ؟



وأم عائشة : أم أرومان بنت عامر الكنانية ، من الصحابيات الجليلات ، كانت فد تزوجت في الجاهلية من عبد الله الحارث الاسدى فولدت له الطفيل ، ثم توفي عنها فخلف لها أبو بكر فولدت له عائشة و عبد الرحمن .

ADMIRAL
01-07-2005, 06:51 PM
*مألوفة*



كان حسب (( عائشة )) أن تكون بنت الصحابي الصديق ، ليفتح لها المصطفى من الدنيا ه موصد الأبواب ..



لكنها كانت الى جانب هذه النبوة ذات لطف آسر وصبا غض نضير ....



وقد ولدت بمكة في الإسلام ، بعد أربعة سنين أو خمس من البعث ،فلم يكفها أن تكون مسلمة بالبنوة لأب مسلم ، بل أسلمت قبل أن تشب عن طوق هى وأختها أسماء ، وكان المسلمون اذ ذاك قلة معدودة .



عرفها محمد ( صلى الله عليه وسلم ) ، منذ طفولتها الباكرة ، وأنزلها من نفسه أعز ما تنزل ابنة غالية وشاهدها تنمو بين عينيه و يتفتح صباها عن ملاحة أخاذة بديهة حاضرة مع فصاحة اللسان وشجاعة في القلب اذ كان الذي تولى حضانتها جماعة من بني مخزوم وبلغ من اعزاز الرسول لها أن كان بعد خطبتها إياها ، يوصي بها أمها قائلا : (( يا أم رومان استوصي بعائشة خيرا وحفظيني فيها ؟ )) .



فاذا رأها يوما غاضبة وقف في صفها وقال لامها في عتاب رقيق :

(( يا أم رومان ألم أوصك بعائشة أن تحفظيني فيها ؟ )) .



ولم تدهش مكة حين أعلن نبأ المصاهرة بين أعز صاحبين و أوفى صديقين ، بل استقبلته كما تستقبل امرا طبيعيا مألوفا و متوقعا بل لم يدر بخلد واحد من أعداء المصطفى (صلى الله عليه وسلم ) ، أيتخذ من زواجه من عائشة مطعنا للتجريح و الإتهام وهم الذين لم يتركوا سبيلا للطعن عليه الا سلكوه ولو كان بهتانا وزورا

وماذا كان عساهم أن يقولوا ؟؟؟؟

هل ينكرون أن تخطبة صبية كعائشة لم تتجاوز السابعة من عمرها على أبعد تقدير ؟؟؟؟؟؟؟



*الهجرة*



لم يرضة محمد (صلى الله عليه وسلم ) أن ينتزع الصبية الطيفة المرحة من ملاهي حداثتها أو يثقل كاهلها الغض باعباء الزوجية ومسؤلياتها بل تركها حيث هي في بيت أبيها تمرح مع صواحبها و أترابها خالية البال و كان كل حظه منها أن تسرع إليه كلما مر بيت ( أبي بكر ) فتكاد تنسيه بلطفها و إيناسها ، المشاغل الجسام التي تنتظره لدا الباب و تزيل عنه تلك الوحشة المضنية يستشعرها كلما أوى ألى منزله محيدا غريبا ..



و ان كان في عصمته سودا بنت زمعة تتفانا في خدمته وتقوم على شؤن داره و بناته .



وطاب له أن يسعى الى بيت صاحبه (أبي بكر) كلما أشتدت عليه و طأة الشعور بالوحدة و الغربة ليلاطف خطيبته الصغيرة و يغرق اشجانه في فيض من دعابتها الذكية و مرحها الفياض .



و طاب لعائشة أن ترى رسول الله بكل عظمته وجلاله م مهبته و وفره ليرتاح إليها ويأنس الى صحبتها ويجد في عالمها ما يجذبه أليه ، حيث يشاركها لهوها في بساطة حلوة و ألفة حبيبة .





وذات يوم خرج المسلمون عن مكة الى المدينة مهاجرين ، فلم يتخلف مع الرسول إلا من حبس أو فتن غير أبي بكر و علي بن أبي طالب ، علت شمس الضحى وكانت عائشة في فناء الدار تلهو و تمرح و فجأ ة احست خطوط تدنو من الباب وقد عرفت فيها خطوات زوجها العزيز . و بادرت الى الباب تفتحة مرحبة فما لمح ( أبوأبكر ) شخص الرسول حتى وثب من مهجعه وهو يقول : ( ما جاء رسول الله –صلى الله عليه وسلم - هذه الساعة إلا لامر حدث، و تكلم الرسو ل فقال لصاحبه : قد أذن لي في الخروج و الهجرة فهتف الصديق : الصحبة يا رسول الله ..الصحبة

وأذن الله لرسوله في الهجرة واختار أبا بكر له صاحبا .




و أحست عائشة ضيقا وقلقا من الفراق الوشيك و بدأ التأهب لرحيل عاجل وبقيت عائشة في الدر وحيدة قلقة أما أخوها عبد الله فانطلق الى مجتمع البلدة يتسمع مايقول الناس .. أما أختها أسماء فشغلت بتدبير طعام تحمله خفية الى الغار اذا جنة المساء



كانت عائشة على صغر سنها نامية ذلك النمو السريع الذي تنموه نساء العرب والذي يسبب لهن الهرم في أواخر السنين التي تعقب العشرين

الهجرة(2)









و سمعت عائشة أن المشركين قد أحسوا خروج الرسول و جعلوا مائتة ناقة لمن يرده عليهم . وكادت نفسها تطير شعاعا لولا ان عصمها من اليئس إيمانها بان الله مع رسوله، و كانت مشغلة عائشة طوال النهلا أن تعد الدقائق وهي تمضي في بطء كأنها أعوام ، مرهفة سمعها نبأ جديد فاذا ولى النهار وستعدت أختها( اسماء ) الى رحلتها المسائية حملتها( عائشة ) تحياتها ودعواتها للراحلين العزيزين .



وتعود ( اسماء ) فتشرئب أليها عائشة في لهفة و تجلس أليها لتسمع منها ما رأت من حال المهاجرين الغاليين زوجها و أبيها .



و تحدثها أسماء عن مشقة الأقامة في الغار و عن حزن أبي بكر حين رأى الرسولة في ضيق الغار مع فرقة الاهل ووحشة الغربة فقال: ((ان قتلت فانما أنا رجل واحد وان قتلت أنت هلكت الامة )) . فيذهب الرسول عنه الخوف بقوله : (( لا تحزن إن الله معنا )) ..



و تظل عائشة تستعيد حديث أختها المرة بعد المرة حتى ينال منها الجهد والسهد فتنام ، وتحوم روحها حول الغار القريب مأوى أعز من لها في الوجود .



ومر اليوم الثاني وتقص عليها أسماء كيف أن المطاردين بلغو الغار لولا أن صدهم عنه نسيج من عنكبوت و حمامتان وحشيتان وقتعتا عليه .



فلما كانت الليلة الثالثة وقفت عائشة قلقة ترصد الطريق تذهب بها الظنون و الهواجس كل مذهب حتى أقبلت سماء ممزقة النطاق فعجلت و أخبته بنبأ خروجهما سالمين من الغار ، وسردت لهاما حدث في هذا اليوم .



و مضة أيام وليالي تحدث فيها كفار مكة عن الطاردة العنيفة وراء المهاجر شبه الاعزل .



ونجا الرسول وصاحبه وبدأ عهدا جديدا مباركا و مجدا خالدا على الدهر في يثرب .

وعرفت عائشة مكان الحبيب .

*العروس*







لم تمضي إلا أيام ‘لا أن بعث ( أبا بكر ) رسالة الى أبنه عبدالله يطب منه ان يلحق به مصطحبا زوجه أم رومان و ابنتيه ( أسماء ) و ( عائشة ) .



وتهيء الجميع للسفر و ما تكاد الدنيا تسع (عائشة ) من فرحتها و أبتهاجها وقد أمضت الأيام الاولى للسفر مرحة تتوثب فلما كانوا ببعض الطريق نفر بعيرها و أسرع عبدالله بن أبي بكر ، و طلحة بن عبيد الله ، و زيد بن حارثة فردوا البعير النافر .



وفي المدينةكان المصطفى يهيأ مقاما لعائشة . وبعد الهجرة بأشهر معدودات واطمئنان المسلمين لمقامهم الأمن في يثرب تم الزواج الذي عقده بمكة منذ ثلاث سنين.



وتصف عائشة يوم عرسها فتقول : (( جاء رسول الله بيتنا فاجتمع إليه رجال من الأنصار و نساء ، فجاءتني أمي وأنا في أرجوحة فأنزلتني ثم سوت شعري و مسحت وجهي بشيء من الماء ثم أقبلت تقودني حتى إذا كنت عند الباب وقفت بي حتى ذهب بعض نفسي ثم أدخلتني و رسول الله جالس على سرير في بيتنا فاجلستني في حجره وقالت : هؤلاء أهلك فبارك الله لك فيهن وبارك لهن فيك .



ووثب القوم والنساء فخرجوا ما نحرت علي من جزور ولا ذبحت من شاه و أنا يومئذ ابنت تسع سنين .



حتى أرسل إلينا بجفن و كذلك فدح من لبن شربمنه المصطفى ثم قدمه الى عروسه فشربت منه على إستحياء .



كانت عائشة عروس حلوة ، خفيفت ، الجسم ذات عينين ، واسعتين ، و شعر جعد ، و وجه مشرق .



كان بيتها حجرة حول المسجد من اللبن و سعف النخيل ، وضغ فيه فراش من أدم حشوه ليف ليس بينه مبين الارض الا الحصير وعلى فتحة الباب أسدل ستار من الشعر .

ADMIRAL
01-07-2005, 06:55 PM
* محنة الإفك *









كان - عليه الصلاة والسلام - يتأهب لغزو بني المصطلق فأقرع بين نسائه على عادته فخرج سهم عائشة فانطلقة في صحبته سعيدة هانئة وفي الطريق أناخ العسكر بعض الليل ثم رحلوا و اقتيد بعير أم المؤمنيين دون أن تكون في الهوذج و في النهار قلق الرسول و المسلمين عليها



. حتى بدت من بعيد تركب بعير يقوده ( صفوان بن المعطل السلمي ) و أطمأن عليها وسمع حديثها عن سبب تخلفها و ما انكر منه حرفا



. إلا أن قوما من ذوي النفاق على رأسهم عبدالله بن أبي بن سلول . تلقفوا الحادثة بما نسج يهود حولها من مفتريات ليشفوا وترهم و أحقادهم .



ونتقل حديث الافك الى المدينة و ردده أناس من المسلمين الى أن بلغ الحديث أذني محمد و أبا بكر وأم رومان .



ولم يستطع أن أحد يواجه عائشة به . وكانت معتلة بعد هذه الغزوة فطلبة من الرسول أن تمرض عند أمها بعد أن أحست بجفأه نحوهى و أذن لها .



وبعد بضعة وعشرين لليلة علمت من مسطح بنت أبي رهم بقصة الافك فحزنت وبكت بكاء شديدا .

وكان الرسول يعان مثل ما تعاني حيث أن قلبه يحدثه أنها ضحية أتهم ظالم فادح .



وذهب إليها الرسول وقال لها يا عائشة ان كنت قارفت سوء ا مما يقول الناس فتوبي الى الله وقالت في اصرار (( والله لا أتوب الى الله مما ذكرت أبدا والله اني لأعلم لإن اقررت بما يقول الناس والله يعلم اني بريئة لأقولا ما لم يكن . ولئن أن انكرت ما يقولون ، لا تصدقوني )) ..



فلم يبرح الرسول مجلسه عندها حتى تغشاه نزول الوحي فسجي بثوبه و وضعت له وسادة من أدم تحت رأسه فقلق الابوان اما عائشة فلم تجزع ولم تخف لانه تعرف براء تها وتعلم أن الله عز وجل غير ظالمها . ثم سرى عن رسول الله فجلس يمسح عرقه عن جبينه ويقول: أبشري يا عائشة فقد أنزل الله براءتك . {من سورة النور






*الوداع *







ثم أن للبطل أن يستريح بعد حياة ناصبة مناضلة .



عاد من حجة لوداع الى (( المدينة)) فما أقام بها غير قليل حتى أرق ذات ليلة فخرج الى البقيع يحي الراقدين هناك .



فلما اصبح مرة بعائشة فوجدها تشكو صداعا وتئن متوجعة : وا رأساه . قال بل أنا والله ياعائشة وا رأساه فلما كررت الشكوى داعبها بقوله : (( وما ضرك لو مت قبلي فقمت عليك ، و كفنتك ، و صليت عليك ، ودفنتك ؟ )).



فصاحت وقد هاجت غيرتها : (( ليكن ذلك حظ غيري ، والله لكأني بك لو قد فعلت ذلك ، لقد رجعت الى بيتي فاعرست فيه ببعض نسائك )) . فأشرق وجهه صلى الله عليه وسلم با بتسامة لطيفة ، و سكن عنه الالم هونا ما ، ثم قام يطوف بأزواجه ، لكن الالم ما لبث أن عا وده واشتد عليه .



حتى اذا وصل في طوافه بيت ميمونة لم يعد يحتمل مغالبت الوجع فنظر الى ازواجه وفد اجتمعن حوله ثنم قال متسائلا (( أين أنا غدا ؟ اين انا بعد غدا ؟ )) و ادركت نساؤه على الفور على الفور ما وراء سؤاله من تطلع الى ((عائشة )) فطابت نفوسهن بأن يمرض حيث أحب ،و قلن جميعا :

((يا رسول الله ، قد وهبنا أيامنا لعائشة ))





ونتقل المصطفى الى بيت زوجه الحبيبة ، فسهرت عليه تمرضه فسهرت عليه تمرضه لو تفتديه بالروح ....



وحانت لظة الرحيل ، ورأسه في حجرها.. ومات و دفن هناك ......






*العلم*








عاشت(( ام الؤمينن عائشة )) لتكون المرجع الاول فى الحديث والسنة ، و لأخذ المسلمين نصف الدين عنها كما امر رسول الله ....



قال الامام ((الازهري)) :

(( لو جمع علم عائشة الى علم جميع ازواج النبي وعلم جميع النساء لكان علم عائشة أفضل )) .



ويقول : أبي موسى الاشعري :

(( ما أشكل علينا أمر فسألنا عائشة إلا وجدنا عندها فيه علما )) .



و قال : هشام بن عرروة عن أبيه :

(( ما رأيت أحد أعلم بفقه ولا بطب ولا بشعر من عائشة )) .



عاشت لتصحيح رأي الناس في المرآة العربية ، و تعرض لها صورة أصيلة حية ، ستظل تبهر الدنيا ما أدبر ليل أو أقبل نهار .....



عاشت لتشارك في حياة الاسلام أعنف مشاركة ، فتخوض معركة الفتنة الكبرى التي صنعت التاريخ الاسلامي منذ مقتل (( عثمان بن عفان )) رضي الله عنه .



والعطف على المساكين :

روى ابن سعد عن طريق أم درة قالت :

((أتيت عائشة بمائة درهم ففرقتعا زهي يومئذ صائمة ، فقلت لها : أما استطعت فيما أنفقت أن تشتري بدرهم لحما تفطرين عليه ؟؟ فقالت : لو كنت أذكرتني لفعلت )).

ADMIRAL
01-07-2005, 06:57 PM
*النهاية*





ثم ماتت في السادسة و الستين من عمرها ، بعد أن تركت أعمق الآثار في حياة الفقهية و الاجتماعية و السياسية للمسلمين ....



وكانت وفاتها على الارجح ليلة الثلاثاء لسابعة عشرة مضين من رمضان عام ثمانية وخمسون ....



وصلى عليها (( أبو هريرة )) ثم شيعت جنازتها في غسق الليل الى البقيع كما أوصت على أضواء مشاعل من جريد مغموس بزيت ،وسارت الجموع من ورائها باكية معولة ، ولم تر ليلة أكثر ناسا منها ....



وأودع جثمانها مع أمهات المؤمنين ، وقد ألغى الموت ما كان بينها و بينهن من أزواج الرسول – صلى الله عليه و سلم – من غيره وتنافس ، و أخمد الزمن ذاك اللهب الذي احتدم أعواما في ذلك الكيان الطيف الرقيق اللطيف ......



وفي ( صحيح البخاري ) أن عائشة رضي الله عنها أوصت عبدالله الزبير ، ابن أختها أسماء ،أن يدفنها مع صواحبها بالبقيع ..



و نزل معها الى القبر ولد أختها أسماء ذات النطاقين : عبد الله وعروة ابنا الزبير ، والقاسم وعبد الله أبنا أخويها محمد ، وعبد الله ابن أخيها عبد الرحمن ..





ونامت أخيرا ، وخلفت الدنيا من ورائها ساهرة فيها ، والتاريخ مشغولا برصد دقائق حياتها منذ كانت في السادسة من عمرها ، معنيا بتتبع حركتها و سكناتها و حركاتها وسكانتهاوكلماتها طوال الاعوام الستين التي عاشتها ملء الحياة .








* النهاية *




من كتاب زوجات الرسول