المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية المقدسي ينقلب على الزرقاوي منددًا بالعمليات التفجيرية في العراق



Perfect Chaos
06-07-2005, 09:59 AM
مواقف مفاجئة لشيخ الإرهاب جاءت بعد يومين من الإفراج عنه
المقدسي ينقلب على الزرقاوي منددًا بالعمليات التفجيرية في العراق



أطلق المرشد الروحي السابق لأبي مصعب الزرقاوي المعروف بـ(أبي محمد المقدسي) اليوم الثلاثاء عدة مواقف مفاجئة عقب الإفراج عنه بيومين فقط أقل ما توصف به أنها انقلاب فكري، وتبرأ خلالها من أية علاقة له بالزرقاوي أو وأتباعه، بل اعتبر المقدسي إن "العمليات (التفجيرية) التي يشهدها العراق وغيره من بلاد المسلمين تشوه صورة الجهاد" مشيراً إلى أنه "لا يجوز توجيه المتفجرات نحو المسلمين".
وقال أبو محمد المقدسي في مقابلة مع صحيفة (الغد) الأردنية المستقلة "لقد حذرت سابقاً من مثل هذه العمليات التي تحصد عشرات الأبرياء من أبناء الشعب العراقي، ولا تفرق بين امرأة وطفل ومدني وعسكري وأميركي محتل" مشيراً إلى أنه لا علاقة له بما يجري في العراق حالياً.
وتابع "أنا لا أبرأ من المسلمين المجاهدين، كما لا أجد غضاضة ولا حرجاً من أن أتبرأ من أخطاء بعض الشباب المجاهد أو المسلم حينما تكون أخطاءً ظاهرة بينة".
وأفرجت السلطات الأردنية يوم الأحد عن المقدسي منظر الحركة السلفية الجهادية بعد أن برأته محكمة أمن الدولة الأردنية من تهمة التخطيط لضرب مصالح أميركية بينها السفارة الأميركية في عمان.
وشدد المقدسي على "ضرورة تجنب تجمعات المدنيين والنساء والأطفال ممن أصبحوا الوقود الحقيقي للعمليات التفجيرية في الكثير من الأحيان (...) إضافة إلى عدم استهداف مساجد الشيعة والكنائس ودور العبادة بعامة".
وأضاف "هذه العمليات (التفجيرية) سواء أكانت في العراق أو في غيره من بلاد المسلمين، تشوه صورة الجهاد المبارك إذ يتوجب على المجاهدين أن لا يوجهوا حرابهم ومتفجراتهم إلى المسلمين".
وأوضح المقدسي انه "رغم أن كثيراً من التنظيمات المقاتلة اليوم في العراق قد تتلمذت على كتاباتي إلا أنه ليست لي علاقة مباشرة بأي منها".
وقال "رغم أن كثيراً من الشباب ينتسبون إلى مشيختنا، بل إن بعضهم اتخذ اسم موقعي على الإنترنت اسماً لتنظيم في مرحلة من المراحل، كما فعل أخونا (أبو مصعب الزرقاوي) إلا أنني تحفظت على بعض الاختيارات والأعمال التي كان لهم فيها اجتهاداتهم الخاصة، وقد فعلت ذلك علنا باعتباره حقاً لي".
وتابع "أما بعد أن تغير اسم التنظيم إلى تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين فقد اختلف الأمر، ولم يعد هناك أي شبهة بأننا نتحمل اختيارات ذلك التنظيم وأن مسؤولية أعماله تقع على كاهلنا، لكن يبقى علينا حق المناصحة".
وكان الزرقاوي التقى المقدسي عام 1991 في باكستان قبل أن يلتحق بالسلفية الجهادية، ومن ثم اعتقلتهما الشرطة الأردنية عام 1994. لكن المقدسي والزرقاوي افترقا في وقت لاحق بسبب "خلافات أيديولوجية"، حيث يعارض المقدسي العمليات المسلحة ضد المدنيين.
وفي ما يتعلق بالعمل المسلح قال المقدسي " لم أتورط فيه طوال حياتي ولم أزج فيه إخواني".


عمان ـ (ا ف ب )


http://www.alwifaq.net/news/index.php?Show=News&id=7266

monasir88
06-07-2005, 12:27 PM
http://www.aljazeera.net/mritems/images/2005/7/6/1_549447_1_23.jpg

أبو محمد المقدسي

قال مراسل الجزيرة في عمان إن سلطات الأمن الأردنية أعادت اعتقال أبرز منظري التيار السلفي الجهادي عاصم طاهر البرقاوي العتيبي المعروف بالشيخ بأبو محمد المقدسي.



ويأتي اعتقال المقدسي خلال بث مقابلة مسجلة أجراها مع الجزيرة تحدث فيها عن تيار السلفية الجهادية. وأبدى المقدسي في أول ظهور تلفزيوني له تحفظه على العمليات التي تستهدف المدنيين وتلك التي تستهدف الشيعة.



وأشار المراسل إلى أن السلطات الأردنية كانت قد سمحت للمقدسي بمقابلة القنوات التلفزيونية كما سمح له بمقابلة الصحفيين ونشرت له مقابلتين مع صحيفتين أردنيتين.



وأوضح أنه من المستغرب اعتقال المقدسي حيث أن آراءه مطمئنة بالنسبة للعمليات التي شهدتها الساحة الأردنية حيث عبر عن موقفه الرافض لمثل لهذه العمليات.



وأعرب مدير معهد الفكر السياسي الإسلامي في لندن عزام التميمي عن استغرابه من الاعتقال باعتبار أن آراء المقدسي تعتبر معتدله ولا يختلف عن عموم التيار الإسلامي الوسطي.



وكانت السلطات الأردنية أفرجت الأسبوع الماضي عن المقدسي بعد أن برأته محكمة أمن الدولة قبل ستة أشهر من التهم الموجهة إليه.



وقد اعتقل المقدسي مع زعيم تنظيم القاعدة بالعراق أبو مصعب الزرقاوي عام 1994 على خلفية قضية "بيعة الإمام", وأفرج عنهما قبل ستة أعوام بعد تولي الملك عبد الله الثاني لمقاليد الحكم بالمملكة.



http://i15.photobucket.com/albums/a365/alqa3edah/quran11.gif

monasir88
09-07-2005, 06:01 PM
الزرقاوي؛ مناصرة ومناصحة

آمال وآلام

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على قائد المجاهدين وعلى آله وأصحابه الغر الميامين .. وبعد :

فقد لقيت أبا مصعب لأول مرة في بيشاور لقاءاً عابراً في بيت الأخ أبي الوليد الأنصاري حفظه الله .. وكان ذلك في أوائل التسعينيات ولم أكن أعرفه من قبل فقد كان قدومي للأردن حديثا ، ثم لما عاد من أفغانستان زارني في بيتي يتشوق لنصرة التوحيد والدعوة إلى الله ؛ وكان أبو الوليد هو الذي أعطاه عنواني في الأردن ونصحه بالاتصال بي إن أراد العمل لدين الله في الأردن ، كان هذا قبل قرابة الأربعة عشر عاماً ..

فتعاونا سوياً في هذا المجال ورتبت دروساً في مناطق شتى من البلد ، وقمنا بطباعة بعض كتاباتي ونشرها بين الناس ، وبدأ الشباب بالالتفاف حول هذه الدعوة وتداولوا كتاباتها ورسائلها ، وتنبهت الأجهزة الأمنية لذلك فداهمت منازلنا في أوقات متفاوتة وبدأت عملية المطاردة والاعتقال ، فاعتقلنا تباعاً ومكثنا في زنازن دائرة المخابرات فترات أقلها ستة شهور ، كانت بالنسبة لأكثرنا التجربة الأولى في وجه أعداء الله في هذا البلد ، فاخترت الصدع بعقيدتي وعدم الأخذ بالتقية فواجهتهم وصارحتهم بكفرهم وكفر أسيادهم وطواغيتهم في الزنازين ومكاتب التحقيق ابتداء ، وبعد ذلك في المحاكم والسجون ، جنباً إلى جنب مع أبي مصعب وطائفة من الشباب ممن تأثروا بدعوتي وكتاباتي .

وكان أن نُقلنا من الزنازن الانفرادية إلى السجون العامة لبدء المحاكمات ، فعزلوني - كوني صنفت المتهم الأول - في سجن في شمال البلاد ، ووضع أبو مصعب كونه كان المتهم الثاني في سجن في وسطها ، ووضع باقي إخواننا جميعاً في سجن في جنوبها .. ثم كان أن جمعونا بعد أشهر في سجن الجنوب ( سجن سواقة ) ، واختارني الإخوة للإمارة ، فمكثت أميراً على كره مني قرابة السنة ، رأيت أنها مشغلة لي ، وآثرت التفرغ لطلب العلم والكتابة والتدريس ، خصوصاً وأن نوعية تلك المجموعة من الشباب التي كانت تشاركنا الحبس والبلاء كانت من حديثي العهد بالدعوة وأحوج ما يكونوا إلى العلم والفهم والفقه .. فاتخذت قراراً - بعد أن أقنعت عموم الشباب - اخترت فيه بنفسي أن أترك الإمارة وأن أستخلف أبا مصعب عليها ، وليس الأمر كما حاول بعض الكتّاب السخفاء إظهاره على أنه كان خصومة أو نزاعاً على الإمارة ! وكأنها كانت إمارة دولة ! فقد كانت إمارة سجن قاصرة محدودة لتصريف أمور الإخوة والتأليف بينهم وترتيب أحوالهم وتوحيد سياسة التعامل مع إدارة السجن .. ولم يكن يتجاوز عدد أفراد تلك الإمارة في أقصى حد بلغوه الثلاثين . وكانوا في غالب مدة سجننا لا يتعدون نصف هذا العدد .. وعندما وليته أمر الإمارة لم أتخل عنه بل وقفت إلى جنبه في وجه أعداء الله وتوليت أمر خطابة الجمعة والأعياد وتدريس الشباب ، ولم أكن أبخل عليه بالمشورة والوقوف في صفه في وجه بعض المخالفين له أو الشاذين الطاعنين في إمرته ، ولم آل جهداً في بذل المعونة والنصح له ، فهذا كان ما اشترطه علي يوم قبل أن يخلفني في الإمارة ..

ووقف هو إلى جنبي في الدعوة إلى الله صادعاً محتسباً متحمساً لكل ما أكتب في نصرة التوحيد والبراءة من الشرك والتنديد ، ولم يكن بيننا أي خلاف في الاعتقاد أو التأصيل الشرعي فقد كان يصدر عن ذات المشكاة التي أصدر عنها ويحب كتاباتي ويفرح بها وينصرها ويدعو من يعرف من الشباب في السجن وخارجه إلى نسخها وقراءتها ونشرها وتوزيعها ..

مضت فترة المحاكمات بفضل الله طيبة نجحنا في توظيفها بتوفيق الله في إظهار دعوتنا وإعلان تكفيرنا للنظام وبراءتنا من قوانينه ، فكنا نعلن ذلك صراحة في قفص المحكمة أمام الصحافيين وغيرهم من الحضور من خلال خطب نصدع بها وكلمات نعلنها ، وأعددت لائحة اتهام خاطبت بها رئيس المحكمة وطواغيته ودولته ؛ سلمتها له يوم أن سألني :
أمذنب أم لا ؟

فأجبته أنا وإخواني بقولنا : أنتم المذنبون ؛ عطلتم شرع الله وحكمتم بغير ما أنزل الله وواليتم اليهود وحاربتم المجاهدين والموحدين .. وبينت له في لائحة اتهامه هو ونظامه التي سميتها ( محاكمة محكمة أمن الدولة وقضاتها إلى شرع الله ) بينت له بعض الأدلة على كفره وكفر نظامه وصرحت ببراءتي أنا وإخواني من محاكمهم وقوانينهم وطواغيتهم ودولتهم .. وكان أبو مصعب وسائر إخواننا المتهمين بالقضية حاضرين مشاركين في ذلك كله ، تقر أعينهم به وترتفع معنوياتهم له ، ويستشعرون بركات هذا البلاء على دعوتنا وتسعدهم الثمرات التي كنا نقطفها كل يوم في حبسنا الذي أراد أعداء الله من خلاله كتم هذه الدعوة وإخراسها ، فانقلب السحر على الساحر ، وصار السجن والمحاكمات بفضل الله وتوفيقه منبراً وأداة لنشر الدعوة وإعلانها وإظهارها ، وانقلبت المحنة إلى منحة ..

( وأرادوا به كيدا فجعلناهم الأخسرين )

كانت أياماً مباركة اشتغلنا فيها بطلب العلم والدعوة إلى الله في السجن بين العساكر والضباط والمسئولين الذين كانوا يزورون السجن في بعض الأحيان ، ومع سائر النزلاء والمسجونين الذين كانوا يتداولون ما أكتب وينسخونه ، ويصلون معنا ويحضرون خطب الجمعة والأعياد التي كنت غالباً ما أتولاها ، ويسر الله لي فكتبت خلال فترة سجني الكثير من الكتابات والمؤلفات التي أثمرت بفضل الله تعالى هذا الخير المبثوث هنا وهناك ، أسأل الله تعالى الإخلاص والقبول وحسن الختام ..

وشعر النظام بخطر انتشار هذه الدعوة بين عموم السجناء وخطر نفوذها من وراء القضبان إلى خارج السجن وانتشار كتاباتي وطباعتها وأنا لا زلت أرسف في قيودي ، فحاولوا عزلنا أولا عن سائر السجناء فضيقوا عليهم ومنعوهم من الصلاة معنا وعوقب كل من يتصل بنا أو حتى يسلم علينا ، ثم عزلونا عنهم كلياً في مهاجع مخصصة لنا لا يدخلها علينا أحد ، ثم قاموا بتنقيلنا بين سجون مختلفة مخصصة لنا ، كان آخرها سجن الجفر الصحراوي الحدودي الذي حاولوا فيه عزلنا عن العالم كله ، ولم يفلحوا في ذلك ؛ فقد كانوا في كل مرة يقربوننا ويسهلون اتصالنا بطائفة من إخواننا ؛ كما حصل حين نقلونا إلى سجن السلط فقد سهّلوا على إخواننا من شباب السلط زيارتنا بعد أن كانوا يتجشمون المسافة إلى سجن سواقة ، فسهّل ذلك الانتقال اتصالنا بهم ، وحين نقلونا إلى سجن الجفر قربونا إلى مدينة معان وسهّلوا علينا الاتصال بإخواننا هناك والتعرف بأناس جدد من أهالي معان .. وهكذا كلما سدوا باباً فتح الله لنا أبواباً .. هذا غير ما كان الله ييسره لنا في كل سجن جديد من وسائل إخراج الرسائل والمؤلفات وإدخال بعض الكتب والمراجع التي تتيسر لنا .. ( ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ) وهكذا حالنا معهم دوما هم يضيقون والله يوسع وهم لا يشعرون ..

وكما هو جار بفضل الله معي إلى الساعة ؛ فإنهم يودعونني السجن كل مدة سنة أو سنتين بغير جريرة إلا إظهاري لديني وتوحيدي ودعوتي التي من أهم أركانها إعلاني تكفير الطواغيت وبراءتي منهم ومن أسيادهم والتحريض على ذلك ، وانحيازي ونصرتي للمجاهدين المقارعين لأسيادهم الأمريكان في كل مكان .. هذه هي جريمتي التي أسجن عليها بين الحين والحين ..

يفعلون ذلك ظناً منهم أن السجن سيوهن هذه الدعوة أو سيطفئ وهجها ، وما دروا – لغبائهم – أن السجن والبلاء لا يزيدها إلا توهجاً وانتشاراً ، وقد جعله الله سبحانه محطات استفادة وإفادة لإخواني في السجن وخارجه ، وفتح لنا فيه فتوحات لو يعلمها أعداء الله ما سجنونا للحظة ، فالحمد لله على كرمه وإنعامه ..

( يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون )


* * *

monasir88
09-07-2005, 06:03 PM
ثم فرج الله عنا بمنه وكرمه ، فآثرت أنا البقاء في البلد لمتابعة ورعاية الدعوة التي بدأناها ، وكلي أمل أن أنقلها غرباً عبر النهر فلي هناك آمال وطموحات ..

وآثر أبو مصعب قطع ذلك والسفر إلى أفغانستان ، ولم يكن ذلك ليعجبني خصوصاً مع تحفظاتي آنذاك على الأوضاع هناك ، أما هو فقد كان متحمساً لذلك ويحث كل من يعرف عليه ، وإن يك آلمني العمل على تفريغ الساحة من الشباب الموحد ، فلم يؤلمني صنيع أبي مصعب بقدر ما آلمني صنيع أبي عبد الرحمن - رائد خريسات حين خرج هو الآخر مع طائفة أخرى من إخواننا من شباب السلط إلى أفغانستان فكردستان حيث قضى نحبه هناك هو وطائفة من إخواننا في قتالهم لتحالف الشمال الكردي وذلك بعد أن قطع شوطاً في الدعوة وإنشاء معسكرات تدريب وإعداد ..

آلمني صنيع رائد رحمه الله لأنه كان رائداً أو رأساً في الدعوة إلى الله في بلده وشعلة متوقدة بين الشباب وشوكة وشجى في حلوق أهل البدع .

أما أخونا أبو مصعب فكان يقول لمن يعتب عليه الهجرة من البلد : انه رجل يحب الجهاد ولا صبر له على طلب العلم وتدريسه والدعوة إلى الله ، فاستنفر هو الآخر طائفة من إخواننا معه إلى أفغانستان حيث استفادوا من ظروف البلد ومعسكراتها ..

ولكنها كانت استفادة مكشوفة لمخابرات بلادنا لاختلالات تنظيمية قاتلة كانت تبلغني وأتألم لها وأحاول جاهداً مناصحتهم ما استطعت إلى ذلك سبيلا ..

وبلغني أن أبا مصعب ومن معه من الشباب امتنعوا عن القتال مع الطالبان لما عاينوا أشياء كنت أتحفظ بسبب بعضها على الأوضاع هناك ولا أتحمس للسفر الذي تحمس له غيري ، فعاينت تلك الأشياء بعين البصيرة في وقت مبكر دون أن أتجشم تلك المسافات التي قطعوها كي يعاينوها بعين البصر ، مع أنها أشياء كانت معلومة تتناقلها وكالات الأنباء والصحافة وسمعنا بعضها من خلال جهاز الراديو قبل أن يفرج عنا ، ومع ذلك فقد كان الحماس والخروج من تحت ضغط أعداء الله هو المحفز الذي أعان على غض الطرف عن تلكم الأشياء أولاً ، ولا أدري ما الذي ضخمها وجعلها موانع للقتال في صفهم فيما بعد ، مع أن الأصول تقتضي غير ذلك ..

وكانت تبلغني أخبار الإخوة تباعاً من اعتقال أو تقلب وانتقال أو رجوع إلى الأردن وغير ذلك مما كان يبلغني فأتحسر معه على تبعثر جهد إخواني وتفرقهم وتشتت طاقاتهم في الأقطار بين أفغانستان وكردستان ثم باكستان وإيران فالعراق ..

واعتقال طائفة منهم في الباكستان وطائفة أخرى في إيران وطائفة ثالثة في كردستان والعراق ..

وأتألم على ما آل حالهم إليه بسبب العمل من غير برنامج واضح ، والتنطط من جهة إلى جهة بحسب الظروف وتقلبها لا بحسب استراتيجية واضحة وخطة مسبقة ..

وكنت أتابع تلقف المخابرات في الأردن للعائدين منهم كمصادر غزيرة للمعلومات كانت تغنيهم حقيقة عن تكلف بث العيون والجواسيس هنا وهناك ..

كانوا يتابعون من خلالها التفاصيل الدقيقة لأخبار الشباب بصورة مفصلة في أفغانستان وكردستان وتفاصيل نشاطاتهم ومعسكراتهم ومساكنهم وعناوين إقامتهم وكناهم الجديدة ، ولقد كنت أصدم بهذه المعلومات المفصلة وأتألم لها عندما كنت أواجه بها من المخابرات حين كنت أحاول التمويه على إخواني قدر الإمكان فكنت أعرف من تحقيقاتهم معلومات مفصلة عن الشباب أسمعها لأول مرة ، فإذا تَثَبَّتُ منها بعد الإفراج عني وجدتها كما قيلت لي ، وليس ذلك قطعاً من فطنة أعداء الله ولا من ذكائهم ، وخسئوا من أن يعلموا الغيب ، ولكنه من تهلهل أوضاع الشباب التنظيمية وتفريطهم الأمني القاتل ..

وناصحت بعضهم في أشياء من ذلك ، وراسلتهم ، وكلفني ذلك من أذى أعداء الله وغيرهم ما أحتسبه عند الله ، وتحملته شفقة وحرصاً على إخواني وجهودهم وطاقاتهم أن يتسلط عليها أعداء الله ويحبطوها ، وكنت أتألم من السطحية العجيبة في تعاملهم مع المسائل التنظيمية والعسكرية وضحالة التجارب وتخبطها والتي تسببت بإحباط عدة محاولات لأبي مصعب من العمل التنظيمي الذي سعى في إقامته في الأردن ، وما ترتب على تلك المحاولات ( غير الناجحة ) من جرجرة مجموعات من الشباب إلى السجون في ثلاث محاولات حتى الآن بلغت أحكام بعضهم إلى الإعدام على ( لا شيء ) عملوه ، هذا غير ما غنمه أعداء الله في التجربتين الأخيرتين من أموال طائلة ؛ المسلمون ودعوتهم وجهادهم في أمس الحاجة إليها .. كنت أتابع هذا وأناصح أهله أحياناً ولكن ..

بذلت لهم نصحي بمنعرج اللوى فلم يستبينوا الرشد إلا ضحى الغد
وكنت أتألم لذلك وأتوجع لانتقال الاختلالات التنظيمية والتهلهل الأمني من أفغانستان إلى التجارب المحلية عندنا من خلال اختيارات لأبي مصعب لم تكن موفقة ؛ وذلك باختيار أشخاص يفتقرون إلى أدنى شروط العمل التنظيمي وخبراته ، ورغم وفرة الإمكانات المالية التي كنا نتألم ونصدم بمصادرة أعداء الله لها بعد إحباط كل عمل ؛ فلم يستثمرها المعنيون في عمل مفيد للأمة والجهاد بل ولا حتى في الأخذ بالاحتياطات الأمنية التي تتناسب مع الطموحات والآمال ، وهذه أمور لا أتكلم عنها رجماً بالغيب ؛ فقد عاينتها بنفسي عند إحباط تلك التجارب والأعمال القصيرة وعاينت أحوال أهلها وتفاصيل تخليطهم حين سجنت معهم وكنت قد ناصحتهم بأشياء من قبل كنت غير مطلع على تفاصيلها ولكني كنت أتفرسها وأتوسمها فتقع بعد ذلك كما كنت أتوقع وأتخوف ..

وغالبا ما كنت أجر معهم إلى السجن بسبب تلك المناصحة أو بسبب حيازة أولئك الشباب لكتاباتي أو معرفة بعضهم بي واعترافهم بذلك دون أن يربطني بهم رابط تنظيمي ودون أن يطلعوني على شيء من ذلك ، ولكنني كنت أرى وأتفرس نتائجها بمقدماتها من خلال خبرتي وتجاربي في مجال العمل الدعوي والتنظيمي والتي لم يستفيدوا منها حين ناصحت بعضهم ، نعم استفادوا من كتاباتي وأيضاً من اسمي واستظلوا " بمشيختي " وأشياء أخرى يحزن ذكر تفاصيلها ويؤلم المؤمنين ويقر
أعين أعداء الدين ، ما كنت لأنزعج منها أو أتألم لها لو كان عملهم سديداً كيسا متقناً .. أعرض عن ذكرها هاهنا ..

monasir88
09-07-2005, 06:04 PM
* * *

بعد سقوط أفغانستان تبعثر الإخوة بين باكستان وإيران واعتقلت طائفة منهم في الباكستان وأخرى في إيران بينما قتل بعضهم في أفغانستان على أيدي تحالف الشمال العميل ، وتوجه أبو مصعب إلى كردستان التي لم تكن يوماً في برنامجه ولم يتوافق مع الشيخ رائد خريسات رحمه الله عليها وكان أبو عبد الرحمن قد استقر به المقام بها مدة وأنشأ معسكرات وأعد وربى هناك رجالا وترك أثراً ظاهراً للعيان ثم قتل هو ومجموعة من إخواننا هناك رحمهم الله وأسكنهم الفردوس الأعلى في مواجهات مع تحالف الشمال الكردي العميل ..

فالتفت طائفة ممن تبقى من هؤلاء الرجال حول أبي مصعب وكان بعضهم قد اكتسب خبرات طيبة في فنون عسكرية كثيرة خصوصاً في مجال المتفجرات .. فكان هؤلاء الشباب عونا وسنداً لأبي مصعب في العراق بعد أن تبعثر أكثر الشباب الذين كانوا معه في أفغانستان ما بين قتيل ومعتقل وطريد بين باكستان وإيران والأردن ..

ثم ما لبث أن لحق به آخرون من الأردن وغيرها ، والتحق به أبو أنس الشامي ففرحت بذلك لمعرفتي بحاجة أبي مصعب الماسة إلى طالب علم يقف إلى جنبه ، وحاجته إلى التذكير والمناصحة مع المناصرة والتأييد على بصيرة وسط هذه الأحوال المعقدة في العراق ووسط الحرب المعلنة عليه وعلى كل مجاهد ، وذلك من الأسباب التي دعتني إلى المبادرة بكتابة هذه الكلمات ..

ولكني رجل بفضل الله قد نجذتني التجارب وعلمتني الأيام والابتلاءات فلا أهجم متحمساً ولا أتكعكع متلكئاً ، وأحافظ على توازني ما استطعت إلى ذلك سبيلا .. الشيء الذي يجعلني أضمّن هذه الكلمات إضافة إلى صريح وقوفي إلى جنب أخي أبي مصعب ضد كل من عاداه وناوأه من الطواغيت وأسيادهم وعلماء السوء وأذنابهم ؛ أضمنها إضافة إلى ذلك مناصحة وتذكيراً لا بد منها له ولغيره من المجاهدين .. فإن أخذ بها فإن ذلك يسعدني ويقر عيني وينعش آمالي .. وإن رفضها وردها فذلك وإن كان يحزنني ويؤلمني إلا أنه واجبي له وللإخوة المجاهدين أكون قد أسديته ..

* * *

وأبدأ ذلك بتأكيد ما ذكرته في هذه الشجون والذكريات ..

فأبو مصعب الزرقاوي على ما نعتقده من عقيدة أهل السنة والجماعة ، وما ننتهجه في دعوتنا إلى التوحيد من إظهار وإعلان ملة إبراهيم والبراءة من الطواغيت وأنصارهم وتكفيرهم ..

وهو يفرّق كما نفرق بين من نكفرهم من أنصارهم الذين يتولونهم على شركهم أو يظاهرونهم على الموحدين ، وبين غيرهم ممن قد يعينونهم على منكر أو يداهنونهم على باطل لا يصل إلى حد الكفر فلا يكفر أمثال هؤلاء كما لا نكفرهم ، فضلا عن سائر الناس المنتسبين للإسلام ؛ فإن عقيدته وعقيدتنا فيهم هي عقيدة أهل السنة والجماعة لا نكفر مسلماً بذنب غير مكفر ما لم يستحله ، وهو يحرص دوما إن شاء الله على التزام ذلك هو ومن معه من الشباب .

* ومن ثم فأبو مصعب يعتقد ما نعتقده تجاه عوام المنتسبين للإسلام في سائر بلاد المسلمين من العصمة لدمائهم وأعراضهم وأموالهم ، ولا أتخيل بحال أن يتقصد أو يتعمد أن يلحق الأذى بنفس مسلم أو ماله أو عرضه ؛ بل أعرف أنه على الاستعداد لأن يبذل روحه ودمه وماله ومهجته في سبيل نصرة إخوانه المسلمين وإخراجهم من ظلم وظلمات الطواغيت إلى نور وعدل الإسلام .. والأمر ليس كما حاول أعداء الله تصويره كذبا وزوراً في إعلامهم من أنه استهدف آلاف المدنيين في بلده بسلاح كيماوي ..

فذلك كله محض كذب وزور مكشوف لا ينفق ولا يروج على أحد ، دفعهم إليه حقدهم الأسود على كل مجاهد غيور على دينه وأمته ، كما دفعهم إليه إخلاصهم لأوليائهم الأمريكان الذين يتغيظون من كل مجاهد يشمخ بهامته أمام جبروتهم ويأبى الانبطاح لسياساتهم والانسحاق تحت أحذيتهم كما يفعل أذنابهم ..

* وحتى من الناحية الفقهية العملية فأنا أعلم أن الرجل - وإن لم يكن ذلك الطالب المتقدم في العلم – إلا أنه قد أتم حفظ كتاب الله في السجن و يتحرى الحق وهو ضالته يبحث عنه ويتبناه حيث وجده لينصره بالغالي والنفيس ، ولذلك كان دوما يوم كنا في السجن لثقته في عقيدتي وكتاباتي واختياراتي لا يصدر في غالب أمره إلا عن مشورتي واستفتائي حباً لهذه الدعوة وولاء للتوحيد وملة إبراهيم التي ننصرها وندعوا إليها ..

ولذلك ولغيره لم أفاجأ كثيراً حين بلغني أنه سمى جماعته المقاتلة في العراق – دون أدنى تنسيق معي أو مراجعة لي – ( بجماعة التوحيد والجهاد ) وذلك مضاهاةً والتصاقاً بموقعي على الإنترنت المسمى بمنبر التوحيد والجهاد منذ سنين .. فأسأل الله تعالى أن يحمل المسمى بصورته المشرقة كما حمل الاسم ..

* لقد فرحت وانتعشت آمالي بقدر حين علمت بتقريبه لأبي أنس رغم أن الرجل لم يكن يتبنى اختياراتنا بحذافيرها وهي مرونة من أبي مصعب أفرحتني بعد أن كان افتقاره إليها من قبل قد حرمه الاندماج في القاعدة والنزول تحت إمرة الشيخ أسامة حفظه الله تعالى ..

فأرجو أن يكون ذلك منه تصحيحاً لهذا الأمر ووسطية لا حاجة واضطراراً ، فإن من المقرر عند أهل السنة والجماعة جواز القتال والتعاون مع الأمراء الفجار فكيف بما هو دون ذلك مما يسع فيه الاختلاف والاجتهاد ..

* وأعطف على هذا بشيء يقابله وهو أن لا يكون ميزان التقريب والإقصاء على قدر وكمية الولاء والتعلق به أو الموالفة والموافقة وعدم المخالفة والمراجعة .. فهذا ميزان متأرجح مضطرب غير متزن وكم قرب هذا الميزان أناساً جهالا لا يصلحون لكثير من الأعمال والمهمات التي أوكلت إليهم ، وغض الطرف عن شذوذاتهم وانحرافاتهم التي عايناها وصدمنا بها مراراً ..

وأقصى في الوقت نفسه أخياراً أكياساً يعدل الواحد منهم العشيرة والقبيلة فوا أسفاه على عدم الاستفادة منهم .

* إن سذاجة ومحدودية تجربة قيادة مجموعة صغيرة في السجن لا يجوز أن تنتقل بسطحيتها وسذاجتها إلى العمل التنظيمي المسلح ، فقد عاينا الثمن الباهظ لذلك في فقد إخوة أعزة سواء بالقتل أو التأبيد في السجن ، هذا غير الخسائر المادية الطائلة التي أهدرت في تلك التجارب المتعجلة ..

* فصدق النية وحب الدين والورع والإخلاص والعاطفة والحماس كل ذلك لا يكفي وحده لإثراء التجربة والارتقاء بالعمل التنظيمي ، ولا يغني بحال عن الاستعانة بذوي الخبرة والفطنة والتجربة والمعرفة ، فحذار من الاغترار أو الاكتفاء بالتجربة الهزيلة أو القصيرة ، والزهد بخبراتهم لمجرد أن لا يكونوا من أهل الموالفة والموافقة على كل شيء ..

* كما أنني أعرف من أبي مصعب أنه لا يتنازل عن شيء من عقيدته أو توحيده الذي يدين الله به ، ولا يفرّط في شيء منه ولا تأخذه فيه لومة لائم ولا يتضرر في هذا الأمر بضغط أو مخالفة أحد ؛ فأرجو أيضاً وأسأل الله تعالى أن لا يتضرر أيضا في اختياراته الجهادية والقتالية ، بسبب ضغط الأعداء وبسبب بطشهم وإجرامهم .. فيبقى على الجادة في أعماله واختياراته لا يضره من خالفه ولا من خذله فلا يميل إلى إفراط أو تفريط ..

* فما دام لا يكفّر الناس بالعموم ولا يكفرهم بالمعاصي ولله الحمد ، ويعلم أن جمهور الناس في هذه البلاد التي نعيش فيها ينتسبون إلى الإسلام ؛ فيجب عليه مراعاة ذلك في اختياراته القتالية ، ويجب عليه التشدد في التحرز من سفك دماء المسلمين ولو كانوا فجاراً أو عصاة وأن يتنبه إلى الفوارق الظاهرة بين القتال في دار الكفر الأصلية التي جمهور أهلها كفار ، والقتال في دار الكفر الاصطلاحية الحادثة التي جمهور أهلها من المنتسبين للإسلام ومراعاة تلك الفوارق ..

وحذار من التساهل فيما اعتدنا على التشديد فيه من عصمة دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم ولو كانوا عصاة أو فجاراً فإن دماء المعصومين ورطة من الورطات يوم القيامة ..

وقد درسنا ودرّسنا في أبواب الاعتقاد أن استباحة دماء المسلمين خطر عظيم والخطأ في ترك ألف كافر ، أهون من الخطأ في سفك قطرات من دم مسلم واحد ..

فيجب التنبه لهذا وحذار من إغفاله طرفة عين ..

أقول هذا وأؤكد عليه وأنا أسمع وأتابع الفوضى العارمة الحاصلة اليوم في العراق والتي يراد بها تشويه الجهاد وصورته المشرقة من تفجير السيارات أو وضع العبوات الناسفة في طرقات العامة وقذف قذائف الهاون ونحوها في الشوارع والأسواق وغيرها من تجمعات عوام المسلمين فيجب المحافظة على أيدي المجاهدين المتوضئة من أن تتلطخ بشيء من دماء المعصومين ولو كانوا عصاة أو فجاراً وإذا كانت الجماعة المقاتلة نظيفة من ذلك وبمنأى عنه فالواجب عليها إن كانت تحترم جهادها وجهود أتباعها وتحرص على قطف ثمرات من وراء تلك الجهود وذلك الجهاد أن لا ترضى بنسبة شيء من ذلك إليها ، وأن يواكب جهادها دوماً لسان ناضج ناطق يذب عن المجاهدين ويبرئ ساحتهم من هذه الأعمال المشوهة أولاً بأول ..

* ومما يجدر التحذير منه في باب التضرر بالواقع ؛ التورط في اختيار وسائل غير مشروعة أو وسائل وأدوات مخالفة للاختيارات الصحيحة الراجحة عند المجاهد ، أو التوسع بها كردود أفعال على إجرام الطواغيت .. كأن يتجاوز المقاتل الحدود الشرعية بتقصد خطف أو قتل بعض المنتسبين للإسلام بمسوغات غير شرعية كدعاوى العمل عند الكفار أعمالاً لا تصل إلى المناصرة على الكفر أو المظاهرة على المسلمين ..

أو التجاوز والتعدي بتقصد قتل أو خطف من لا يحل قتله من نساء وأطفال بعض الأعداء ، سواء لعصمة أولئك النساء والأطفال بالإسلام ، أو عصمتهم بالأنوثة والطفولة ..

ومثل ذلك التساهل بالأعمال التي يسميها الناس انتحارية ويسميها البعض استشهادية ونسميها نحن بضوابط علمائنا المحققين جهادية ، فلا ينبغي غض الطرف عما اشترطه علماؤنا المحققون من شروط مهمة قد اعتمدوا في تجويزها وقايسوها على مسألة الترس ، ومعلوم ما قرروه لهذه المسألة من ضوابط وقيود لا يجوز التحرّر منها أو التساهل فيها سواء لوفرة من يقدم على تنفيذها ، أو لوفرة المتفجرات من مخلفات النظام البائد أو لظروف البلد المواتية لمثل هذا العمل أو ذاك .. أو غير ذلك من الأسباب .. فمعلوم أنها وسيلة إنما يلجأ إليها المجاهد عند الضرورات فحذار من أن يتوسع فيها وتنقلب إلى وسيلة قتالية تقليدية ، فضلا عن أن تنقلب إلى غاية وهدف ..

* إن دعوة التوحيد وملة إبراهيم التي ندعوا إليها ليست كأي دعوة اصلاحية ؛ ترقيعية ، بل هي دعوة تغييرية استئصالية للطواغيت وشركهم ، حرب على أوليائهم ، تقوم على تجريد الولاء والبراء والحب والبغض والموالاة والمعاداة وهي لهذه الأركان لا تربي بغاثاً أو تخرّج دراويشاً بل تربي صقوراً وتخرج أسوداً وسباعاً إن لم يضبطوا بضوابط الشرع ويربّوا على تعظيم حرمات المسلمين ودمائهم ويقيّدوا بقيود العلم والفقة في السياسة الشرعية لمراعاة أعظم المصالح ومدافعة أعظم المفاسد واختيار أنفع وأصلح الأعمال ومراعاة واقع الأمة وإمكانات أبنائها وطبيعة المرحلة ، أقول ، إن لم يراعى ذلك كله فيهم ، فسيثبون إلى القتال دون ضوابط وسيخرجون على الأمة لا يميزون بين برها وفاجرها ولا يوازنون بين مصالحها ومفاسدها . وتجارب بعض الجماعات المتطرفة المغالية ما زالت ماثلةً للعيان ، فحذار من اجترارها .. فليتذكر كل مجاهد أننا أبناء دين عظيم ؛ جهاده وغاياته ووسائله أنظف وأطهر وأعلى وأجل من أن تضاهي أو تحاكي أعمال عصابات المافيا التي تبرر الغايات عندهم الوسائل ، ولا يزعهم وازع من إيمان أو يضبطهم ضابط من شرع .

* لأن رأس المال قليل شحيح ؛ سواء في المجاهدين المخلصين الناضجين أو في الأموال والإمكانات ؛ فلا يحل لمن يحترم إمكانات المجاهدين ويراعي ظروف الأمة وأحوال المسلمين والدعاة والمجاهدين في شتى أقطار الأرض الأحرار منهم والمعتقلين ، لا يحل له أن يقامر أو يتساهل في هدر تلكم الإمكانات ، فسيسأل عنها بين يدي الله ، كيف وهو موقوف مسئول عن عمره فيما أفناه وشبابه فيما أبلاه وماله فيما أنفقه ، فالسؤال سيكون أشد عن عمر وشباب وأموال المجاهدين والمسلمين إن تولى أمرهم ..

ولذلك يتعين عليه أن لا يختار من الأعمال إلا الأنفع لدين الله والأحظى للمسلمين وعزهم وتمكينهم والأنكى في أعداء الله والأقطع لكفرهم وباطلهم .. ولا مجال للتجريب والمقامرة في دماء المجاهدين وأموال المسلمين ..

* ولذلك فحذار أيضاً من تشتيت دائرة الصراع والخروج بها عن المحتل وأذنابه الموالين له .. وحذار من توسيع تلك الدائرة أيضا فيما لا طائل من ورائه وتضييع جهد المجاهدين بذلك .

- سواء بالتورط بمشاريع غير ناجحة في بلدان خارج نطاق تواجد المجاهدين وإمكاناتهم لا ثمرة آنية منها غير الأعمال الثأرية أو النكائية تذعر الناس بل والعالم كله على المجاهدين وتدفعه إلى المزيد من التألب والتكالب عليهم وتستغل في خلط الأوراق وتشويه المجاهدين ..

- أو باستهداف غير المقاتلين من أبناء الشعب ولو كانوا كفاراً أو من النصارى فضلاً عن التورط في استهداف كنائسهم وأماكن عبادتهم ونحوها..

- أو الإنجرار وراء استهداف عموم الشيعة وحرف المعركة عن المحتل وأذنابه وصرفها إلى مساجد الشيعة ونحوهم مهما كان تاريخهم وعداوتهم لأهل السنة وأذاهم لهم ، فلا يجوز أن يجعلوا جميعاً في كفة واحدة ؛ عوامهم مع خواصهم المحاربين ...وعلى كل حال فإن إعلان الحرب على هذه الطوائف المحسوبة على الإسلام والمسلمين في ظل احتلال صليبي مجرم لا يفرق بين سني وشيعي ليس من السياسة الشرعية في شيء.

- أو ببث التهديدات الجوفاء لدول العالم كافة هنا وهناك الأمر الذي يزيد الحرب على الإسلام توحّداً وعالمية ، ويفقد المجاهدين مصداقيتهم بتكرارها عبثا ..

* ولذلك فلا بد مع الجهاد من خطاب إعلامي واع ناضج يخاطب الناس على قدر عقولهم ويحدثهم بما يعرفون ولا يتبنى شيئا من الأعمال التي لا يستوعبها الناس أو الأعمال غير الناجحة ..

وينأى بنفسه وقيادته عما يُستبشع أو يشوه صورة الجهاد وينفّر عنها خصوصاً مع انتشار الجهل وقلة العلم وعدم إحاطة الناس بما عند خواص المجاهدين من اختيارات فقهية فرعية .. فمراعاة ذلك من الفقه في الدين الذي من أهمله ولم يرفع به رأساً فوت على الجهاد والمجاهدين خيراً عظيماً ، وبما جرّ عليهم من المفاسد ما الله به عليم ، وسيرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في هذا الباب وهديه شاف كاف فليتأمل ..

* حذار من تقزيم الجهاد وتحجيمه في القتال النكائي وحسب ، أو اختزاله في ردود الأفعال الثأرية فقط ، وفصمه أو فصله عن مبناه العام الذي يبني الأمة ويعمل على تمكينها ، وذلك بالانشغال بالوسائل وقلبها إلى أهداف ، أو بعزله عن أهل الخبرة والتجربة أو فصمه عن الدعوة ومخاصمته لأهلها .

* العراق بإجرام صدام وحزبه تأخرت فيه الصحوة الإسلامية واستؤصلت في مراحل شتى ؛ فأحسن ما يقدم المجاهدون لهذا البلد المنكوب إن لم تتيسر الآمال الكبيرة التي دونها ما دونها ؛ أقول إن أحسن ما يقدم له من خلال جهاد نقي صافٍ واختيارات موفقة وخطاب إعلامي واع وناضج راشد ؛ أن يربي ويخرج من خلاله طائفة من أبناء البلد والعشائر تحمل راية التوحيد وتجاهد من حولها .. فأهل مكة كما يقال أدرى بشعابها ..

وأبناء البلد عند عموم الناس أولى بالتصدر لأمورها والحديث عن همومها والبروز لتحمل مسؤولياتها .. وعدم التفات المجاهدين إلى هذا الأمر وعدم اعتبارهم له وعدم اهتمامهم بموازين القوى في البلد وطبيعتها وطبيعة أهلها ووضع الغريب عنها أولا وآخراً وإغفال ذلك يعد إهمالاً لسنن الواقع ، وإعراضاً عن تجارب إخواننا المجاهدين في شتى البلاد ..

* ولذلك قلت مراراً لا بد من تصدير العراقيين في واجهة المقاومة ولا بد من اختيار قيادة إسلامية عراقية راشدة تعرف هموم الشعب العراقي وتعرف كيف تخاطبه بخطاب واع ناضج يجعلها منارة للناس يلتفون من حولها ، وتتجنب كل ما يشوهها من أعمال مرجوحة أو اختيارات منفرة أو مفضولة ..

هذا إذا كان المجاهدون هناك يتطلعون إلى ثمرة تمكين لجهادهم ولو على المدى البعيد .. أسأل الله تعالى أن ينصر جنده ويمكن لعباده ..

* * *

أخيراً .. قد قمت في سجني هذه المرة بكتابة ( وقفات حول ثمرات الجهاد بين الجهل في الشرع والجهل في الواقع ) ضمنتها خلاصة نصحي للدعاة والمجاهدين ، أتمنى وأدعو الله أن يستفيد منها كل مجاهد ، وأن لا يفسد استفادته منها بتتبع من يقصد الشيخ بكذا أو من يريد بكذا ..

فالأمر أعظم من تتبع هذا ، ولم أجعل يوما من همي الاشتغال في الطعن بأهل الإسلام فضلا عن الطعن في المجاهدين الذين نحسب فيهم الصدق والإخلاص ، ومن يتدبر تلك الوقفات يرى أن كلامي فيها عام متشعب ذو شجون يتناول كثيراً من البلدان والميادين والتجارب ولا يتركز كله على شخص واحد بعينه ..

بل يتناول أحداثاً وتجارب مرت بالشباب أو بالمجاهدين هنا وهناك أو طفت على السطح ولفتت أنظار الناس ؛ أدليت فيها بدلوي نصحاً لإخواني المجاهدين وحرصاً على جهدهم وجهادهم أن يكون في أشرق صورة وأحسن حال، وهذا من أعظم النصرة لهم بل هو لو فقهوا أعظم من نصرهم بالنفس والمال ، وقد قيل: (نفاذ الرأي في الحرب أنفذ من الطعن والضرب)..



أما هذه الورقات فهي وإن كنت أرجو النفع فيها لكل من يقرأها ؛ إلا أنها جاءت مناصرة ومناصحة لأخي أبي مصعب حفظه الله تعالى وسدد على طريق الحق خطاه ..

ووفقه ومن معه لنصرة التوحيد والدين الحق ، وجعلهم وإيانا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ..

( ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز )

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين

وكتب / أبو محمد المقدسي
سجن قفقفا – جمادى الثاني 1425

Prince Of Darkness
09-07-2005, 07:06 PM
أنا شفت جزء من المقابلة اللي سواها ،، بصراحة كلامه جدا منطقي وجميل ، وآرائه فيها اختلاف من الزرقاوي حسب ما لاحظت :33:




مثلا المقدسي بقول إنه العمليات الأستشهادية أو الإنتحارية ( بغض النظر عن المسميات ) هي وسيلة استثنائية وليست أساسية أو تقليدية




وهو لا يؤيد التصادم مع الأنظمة والعمليات في الدول العربية ،، كلامه واقعي :أفكر: ..




مشكورين شباب ...

قاتل قتيل
10-07-2005, 10:27 AM
لا زرقاوي والمقدسي كلهم حراميه يعملون لصالح المواساد ...
وبن لادن في افغانستان وليس في بلاد المليون محارب

شهداء_الأقصى
11-07-2005, 11:44 AM
مواقف مفاجئة لشيخ الإرهاب جاءت بعد يومين من الإفراج عنه
المقدسي صار شيخ من شيوخ الارهاب
عجبآ
ممنوع التطاول على الشيوخ
رضينا
مسموح التطاول على المقدسي و غيره
عجبآ
طالما يعادوا أمريكا و الصليب و المرتزقه الرويفظه
تتجرأون عليهم
كل هذا العداء للاسلام و المسلمين ولم و لن تتوحدوا

لا تأسفن على غدر الزمان لطالما رقصت على جثث الإسود كلاب .
ما قصدها تعلو على أسيادها
تبقى الأسود أسود والكلاب كلاب

القناص العراقي
11-07-2005, 08:45 PM
اين المراقبين والمشرفين من سب العلماء والمجاهدين؟! ام اصبح العالم الذي يقف بوجه امريكة ليس بعالم والتطاول والسب مسموح بحقه؟! هذا ينطبق كذلك على المجاهدين الذي اصبح سبهم وكأنه سب اليهود


لاحول ولاقوة الابالله..

اللهم انصر من نصر الدين واخذل من خذل الدين

تحياتي للمشرف الذي يحذف سب الحكومات ولايحذف سب العلماء والمجاهدين

ruff
12-07-2005, 07:27 AM
الان ...........الناس الذين يوافقون ضرب المسلمين ومقارعة الحكام او الطواغيت هلى حد زعمهم ...........ما رأيهم بما قاله المقدسي

Raptor
12-07-2005, 09:51 AM
الان ...........الناس الذين يوافقون ضرب المسلمين ومقارعة الحكام او الطواغيت هلى حد زعمهم ...........ما رأيهم بما قاله المقدسي

طيب انت اخبرني المقدسي يعتبر نبي و لا شيخ... ولا شايف ان المجاهدين لهم مراجع

الرجل كان تحت الأسر فتوقع أي شيء

المفكر
12-07-2005, 01:05 PM
الزرقاوي الارهابي يقول للشيخ المقدسي أنت لست شيخي ... هل أحس الزرقاوي أنه ضحية لافكار المقدسي السابقة

ruff
12-07-2005, 01:15 PM
طيب انت اخبرني المقدسي يعتبر نبي و لا شيخ... ولا شايف ان المجاهدين لهم مراجع

الرجل كان تحت الأسر فتوقع أي شيء


حقيقة انا فعلا استغرب .............قصدك توقع اي شئ يعنى انه يمكن ان يقول بغير ما يؤمن اتقاء شر الحكومة !!!!!!!!

عندها لا يستحق ان اسمع له حتى لو تكلم من ائمن مكان




لماذا دائما حين يتراجع احد رموز الجماعات او التيارات المنحرفة ويقول كلمة الحق يقال انه انما قال ذلك تقية ............لماذا لا يكون السبب الحقيقى انه عرف الحق واتبعه واحب ان ينصح اخوانه ممن لا يزال على انحرافه


المقدسى كان يعتد به على حسب علمى ويسمع له ويستشهد بكلامه كل من يؤمن بوجوب مقارعة الحكام والطواغيت على حد زعم البعض وتكفير الانظمة واباحة الخروج عليها وقتالها ................فلما بين انه يخالف هذه الامور ولا يدعو اليها احببت ان اعرف اراء من لا يزالون يؤمنون بهذه الامور المنحرفة ...............هذا ما اردته وبكل بساطة

Raptor
12-07-2005, 01:40 PM
حقيقة انا فعلا استغرب .............قصدك توقع اي شئ يعنى انه يمكن ان يقول بغير ما يؤمن اتقاء شر الحكومة !!!!!!!!

عندها لا يستحق ان اسمع له حتى لو تكلم من ائمن مكان




لماذا دائما حين يتراجع احد رموز الجماعات او التيارات المنحرفة ويقول كلمة الحق يقال انه انما قال ذلك تقية ............لماذا لا يكون السبب الحقيقى انه عرف الحق واتبعه واحب ان ينصح اخوانه ممن لا يزال على انحرافه


المقدسى كان يعتد به على حسب علمى ويسمع له ويستشهد بكلامه كل من يؤمن بوجوب مقارعة الحكام والطواغيت على حد زعم البعض وتكفير الانظمة واباحة الخروج عليها وقتالها ................فلما بين انه يخالف هذه الامور ولا يدعو اليها احببت ان اعرف اراء من لا يزالون يؤمنون بهذه الامور المنحرفة ...............هذا ما اردته وبكل بساطة

والله اخوي بعد كلامك ممكن يكون صحيح ...

مانقول الا الله يكتب اللي فيه خير

ruff
12-07-2005, 03:22 PM
عسى الله ان يهدي ضال المسلمين الى الحق كائن من كان وان يجمعنا على الحق يا حق

alnasiri
13-07-2005, 09:50 PM
الزرقاوي الارهابي يقول للشيخ المقدسي أنت لست شيخي ... هل أحس الزرقاوي أنه ضحية لافكار المقدسي السابقة
alzarqawi is not irhabi, al sau'd family are khawanah and they teach you to say that because they want you to ameel amreeki like them
allah yahdeek
allahomma dammer alsalool
allahomma ameen