المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خواطر و نثر سلامتك يا مصــــــر : نزيف فى قلب الوطــن !



راهب الليل
23-07-2005, 06:58 AM
فوق رأسى ..
سقط الخبر كالصاعقة .!
و سرعان ما فار الدم فى عروقى ..
و اندفع بحمية الغضب ..
وحرارة الألم ..
ومرارة المأساه ..
و جموح الشعور ..
اندفع ثائرا ,يغلى فى جسدى و قد كدرته الحسرة ..
و تخشبت اوصاله و انتفضت أعصابه من هول ما رأيت ..
من سوء ما رأيت ..
القتلى ملقيون فوق الأرض ..
مطوحون هنا و هناك ..
و بعض الأشلاء !
تتدثر الأرض باللون الأحمر ..
الأحمر القانى ..
خراب ..
دمار ..
رجال الأمن يملؤون المكان ..
يجيؤن و يذهبون ..
سرينة الإسعاف تصدح بصوتها الزاعق ..
هرع .. هلع .. دموع !
أغلقت التلفاز , و اطرقت استمع إلى أنفاسى المحترقة فى صدرى ..تتعارك و تتسابق و تخرج شظايا ثائرة,حائرة ..مسلوبة الطريق ..مقطوعة اليقين .
أو كانت هذه الأنفاس بقايا الشرف فى نفسى ,أرادت الفرار من سطوة جسد خامل و روح خامد !
أذن الفجر , ففرغت من إطراقى و تنبهت لحالى و أخذت رويدا رويدا أستوعب الدهشة و أفيق من غفوتى و أصل احبال التفكير التى انقطعت فى رأسى..
هرعت الى الصلاة ..اناجى ربى و أرجوه برفع بلائنا و كشف غمنا و رحمة قتلانا و شفاء مصابينا .

شوراع الأسكندرية كعادتها فى ليالى الصيف..
لا تنام حتى الشروق ..
سمار الليل ساهرون بالمقاهى على شاطىء البحر, يضحكون و يلعبون و يشربون ..
مذيعة قناة الجزيرة تتحدث فى صوت صارم ..
و الصور تتلاحق من موقع الحادث مباشرة ..
فندق غزاله و خليج نعمة ,شرم الشيخ ..
عروس البحر الأحمر ..

الناس فى الغالب لا تلتفت لما يجرى ..و الذين إلتفتوا منهم من مصمص الشفاه و منهم من ألقى نظرة طويلة ثم قال فى سذاجة : "عليه النعمة ده الموساد " و عاد هؤلاء و هؤلاء إلى شغلهم فكهون ..
يضحكون ..
و يلعبون ..
و يمرحون ..
و اخرون ليتهم ما نطقوا .. ليتهم ما عاشوا فوق هذه الأرض الطيبة ..ليتهم ما اكلوا من خيرها و لا شربوا من نيلها و لا أظلتهم سمائها و دفئتهم شمسها ..
أنطلقت ألسنتهم المسمومة -قطعت إربا-بعبارات الشماته و الابتهاج ..
و ليتنى ما سمعتهم .. فقد انتابتنى حالة من الغثيان الشديد قلبت كيانى و إمتلىء صدرى قرفا , و قلبى بغضا , و عقلى حيرة .. و نظرت إلى البحر الهائج يائسا ..
فقد تذكرت أن هذا الوطن رحل أصحابه و ضاع أحبابه ..
تذكرت أن وطنيتنا أعتقلتها الأيام ..
مثلما أعتقلت المروؤة من نفوسنا ..
و خدرت ضمائرنا ..
و هدمت قيما عظيمة , عاشت فى الماضى تضىء لنا الطريق و تهدينا إلى السبيل ..
اليوم , لم يعد لهذا الوطن مكانا شاغرا فى قلوبنا ..
القلوب اذدحمت بأشياء أخرى ..
خلعت أثواب المسؤوليه ..
و لهثت تجرى وراء لقمة العيش و المسكن الوثير و عزوة البنين و البنات ..
و العقول عطبها عفن الجمود و ريم التعسف ..
و سكنت ظلامها خفافيش الخرافة !
لا أعرف كيف أكملت الطريق الى بيتى ,و كيف وجدت نفسى أمام باب شقتى .. دخلت و انا أترنح ثملا بأحزانى ..نفسى يصفعها العجز ..
يؤلمها السكون ..
و ينادى من داخلها صوت يسألها مندهش :-
أتنعمين بفحش السكينة و تذعنين للشهوة "الأنا " و النار تحرق الوطن ؟
و المصرى ضاربا فى جهله ..غارقا فى فقره .. نائما عن حقه .. مأخوذا ببريق الغرور و وميض عشق الذات ؟
أتسكنين و قد اقتحم الوطن أشباح الظلام من جديد .. ينتهكون حرمة هذه الأرض التليدة يقتلون أبنائها و ضيوفها و يعبثون بأمنها و استقرارها ؟
إن نفسا لا تهب فى نصرة الحق ..
فى سبيل الله ..
فى سبيل الوطن و العدل و الشرف ..
تأنس عيشة الجبناء ..
و خلوة الإذلاء ..
و لا تحترق فى ميدان علم ..
أو ساحة فكر ..
أو طريق إصلاح ..
تعيش عيش الأبطال و تموت موتتهم ..
لتستحق لعنات الأجيال فى الغد و عقاب الله بعد الغد !
دلفت إلى غرفتى و ألقيت بدنى على فراشى .. لكن حارس الأرق اعتلى رأسى و طرد النوم من عينى .. اخذت أتأمل الصور التى تزين مكتبتى الكبيرة ..هذه صورة لأحمد شوقى ..و هذه للأستاذ العقاد.. و أخرى لتوفيق الحكيم .. و هذه صورة جدى -بارك الله لنا فيه -عايش فى صباه ثورة 1919 و بدأ حياته وفديا شديد الوطنية و مشى فى جنازة سعد زغلول عام 1927 و شارك فى مظاهرات 1935.. ثم التحق بعد ذلك بالأخوان المسلمين و حضر للإمام البنا خطبا عديدة و اعتقل فيمن اعتقل عام 1954 و راح أكبر أبناءه شهيدا فى حرب الإستنزاف ..و اطال الله فى عمره و جعل أسطورته حية بيننا .. نفخر بها و نتعلم منها و نعلمها أولادنا
و فى خضم الذكريات الجميلة ..
و أمام الصور القديمة لأعلام زمن تولى ..
ملأت قلمى بألمى ..
و بقلب يرتجف ..
و يد ترتعش ..
كتبت هذه السطور ...!

hourse man
23-07-2005, 07:19 AM
اخي الغالي

راهب الليل

لن استطيع ان اصف لكِ شعوري وانا اقرأ كلماتك


كادت ان تخنقني العبره

ابداااع عشت معه اجمل اللحظات
أحسست اني منه
.
.
وفيه
.
.
ومعه
.
.

thak you

:ciao: :ciao: :ciao: :ciao: :ciao:
see you